روايات

رواية يوميات مراهقة الفصل العاشر 10 بقلم نورهان ناصر

رواية يوميات مراهقة الفصل العاشر 10 بقلم نورهان ناصر

رواية يوميات مراهقة البارت العاشر

رواية يوميات مراهقة الجزء العاشر

يوميات مراهقة
يوميات مراهقة

رواية يوميات مراهقة الحلقة العاشرة

هَلْ مِنْ طَبِيبٍ لِدَاءِ الْحُبِّ أَوْ رَاقِي ~ يَشْفِي عَلِيلاً أَخَا حُزْنٍ وَإِيرَاقِ
قَدْ كَانَ أَبْقَى الْهَوَى مِنْ مُهْجَتِي رَمَقاً حَتَّى جَرَى الْبَيْنُ فَاسْتَوْلَى عَلَى الْبَاقِي
— محمود سامي البارودي.
____________________________
_”أنا آسف سمعت حديثكم بالغلط ومعايا الكتاب اللي حضرتك سألتي عليه ، أنا عامل مكتبه إلكترونية وببيع فيها كتب بسعر كويس شغلي كله أون لاين وده البيدج بتاعي ممكن تدخلي وتطلبي كل الكتب اللي محتاجاها “.
أنهى حديثه وهو يبتسم بوجههم بلطف ثم مد يده بالكتاب إلى هاله التي ارتبكت ولم تدري ما تقول في حين هتفت زميلة لها تدعى ميار :
_” أنا كنت بكلمها على البيدج بتاعتك أصلا خدي يا هاله منه الكتاب وكل ما تحتاجي حاجه اطلبيها منه كتبه ممتازة وورقها حلو “.
نظرت هاله أرضًا بحرج لم تعتد الحصول على الكتب سوى من منذر ، لكنها توقفت عن الاستعارة منه من فترة طويلة ، وحان وقت أن تشتري الكتب بنفسها لذا ببسمة صغيرة قالت للشاب:
_” تمام هاخده سعره كام ؟”.
ابتسم الشاب باتساع وهو يردف :
_” لأنك أول مرة تتعاملي معايا فأنا هكرمك في السعر “.
_” شكرا “.
أخبرها بسعره فاومأت برأسها ومدت يدها إلى حقيبتها تبحث عن محفظة نقودها ولكن يالصدمه لم تعثر عليها ، شحب وجهها وهي تبحث عنها مجددًا لتهتف رفيقتها بقلق عندما لاحظت شحوب وجهها :
_” في حاجه يا هاله أنتِ كويسه ؟”.
_” مش لاقيه محفظتي”.
قالت ميار بنظرات ممتعضه :
_” لا حول ولا قوة إلا بالله …من أولها كدا سرقه معقول “.
أردف الشاب بتهذيب :
_” دوري كويس بس وهتلاقيها ولو ملاقتيهاش عادي خدي الكتاب وابقي هاتي تمنه بعدين “.
رفعت هاله رأسها تهتف بنبرة مهزوزة :
_” لا لا شكرا أنا هابقى ادخل على بيدج بتاعتك واختار منها عن إذنكم دلوقت هبلغ عن سرقة محفظتي فيها كرني بتاعي وبطاقتي ، في داهيه الفلوس بس بطاقتي والأهم من بطاقتي صورته ازاي اضيعها وكمان المحفظة اهم من ده كله “.
قالت هاله آخر حديثها بنبرة يشوبها البكاء وبهمس حتى لا يسمعها أحد .
………………………………………
كان يتمشى في طرقات الجامعه وهو يزفر أنفاسه بملل شديد ، مسح على خصلات شعره ثم توقف عن السير عندما لاحظ شيئًا ما لتتسع حدقة عينه بذهول لثواني قبل أن يتقدم من مجموعة الفتيات والشباب تلك وهو يختطف المحفظة من يد الفتاة والتي أخذت تسخر من الرسومات الكرتونية عليها وتلك الطبعات عليها ، و التي كان قد أهداها منذر لها منذ أن كانوا بالإعدادية وإلى الآن تحتفظ بها هاله ، شهقت الفتاة بتفاجئ وحدقته بنظرة مستنكرة فعلته وقبل أن تتفوه بحرف باغتها منذر بقوله في غضب :
_” جبتي المحفظة دي منين ؟”.
بتهكم أجابته الفتاة وهي ترفع إحدى حاجبيها باستنكار :
_” وأنت مالك أنت هات المحفظة “.
أعاد منذر سؤالها بنبرة أكثر حدة :
_” قولتلك لقتيها فين ؟”.
خافت الفتاة من نبرة صوته وملامحه الغاضبه لتردف فتاة من خلفها مجيبة إياه:
_” لقيناها عند المعمل الخاص بطلاب الفرقة الأولى طب حتى استغربنا ودي جات منين لأنها شكلها قديمه وطفولية أوي متلقش غير مع عيله مش واحده في طب ” .
أولاهم منذر ظهره وهو يتجاهل ثرثرتهم تلك ، ثم أخذ يطالع المحفظة وبلا وعي ابتسم بحب وهو يتحسسها بيده كل رسمه كرتونيه وضعوها سويًا كانت تحتفظ بها إلى اليوم وأحضرتها معها الجامعه .
_” آه يا هاله تعبتيني يا بنت الناس الطيبه “.
همس بها منذر وهو يتنهد بقوة ، أخرج هاتفه ونظر إلى رقمها مطولًا هو لم يهاتفها منذ مدة كبيرة هل ما زالت تحتفظ برقمه ؟ مؤكد إن كانت لا تزال تحافظ على محفظة أهداها لها قبل سبع سنوات الن تحتفظ برقمه ، محى التردد من داخله حين ضغط على اسمها ووضع الهاتف على أذنه .
………………………………………….
كانت هاله منفطرة في البكاء ورفيقتها الجديدة تربت على ظهرها وهي تقول :
_” البطاقة نطلع غيرها يا هاله الحمد لله إنها جات على قد كدا وبعدين لو عايزه فلوس أنا معايا زيادة ما تخافيش كدا “.
_” كان فيها أغلى من الفلوس المحفظة واللي فيها ذكرى غالية على قلبي مقدرش أفرط فيها أنا مش عايزه حاجه غير محفظتي بس ….”.
توقفت عن البكاء عندما اهتز هاتفها معلنًا عن استقبال مكالمة هاتفية بتهكم أردفت:
_” مش قادره أرد على حد شوفي مين يا ميار “.
أومأت ميار وأخذت الهاتف من الحقيبه ثم قالت بدهشه :
_” المتخلف يتصل بك “.
فغرت هاله فمها واتسعت حدقة عينها بصدمه ثم انتشلت الهاتف من يد رفيقتها تبتسم بغير تصديق ، أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تضغط على زر الإجابة ، وما كادت تتحدث لتسمعه يهتف بنبرة باردة :
_” قابليني عند المعمل محفظتك معايا “.
فقط قال ذلك وأغلق الخط ، أبعدت هاله الهاتف عن أذنها وهي تحدق به ببلاهة قبل أن تقول بغباء :
_” هو في حد اتصل عليا يا ميار”.
حركت ميار رأسها بيأس:
_” آه يا هاله المتخلف اللي اتصل ؟ الا هو مين المتخلف ده يا هاله ؟”.
لململت هاله اشيائها وأمسكت بحقيبتها وهي تركض خارج القاعة :
_” ده حبيب قلبي بس هو متخلف حبتين تلاته سلام “.
…………………………………………………..
كان يستند على الحائط خلفه وهو يوليها ظهره ، تقدمت نحوه بخطوات مهزوزة ، شعر بها ليلتفت صوبها ثم بملامح عابسه مد يده بالمحفظة لها ، أخذتها منه بيد ترتجف وهي تهمس بوجع:
_” شكرا …لقيتها فين ؟”.
_” كنتي ناسياها في المعمل “.
ختم حديثه ثم رحل ببساطة بعد أن خطف أنفاسها واجج النيران في داخلها ، لتهمس بحزن وهي تبكي بينما تطلع إلى السماء :
_” يا ربي ساعدني ، الوعد تقيل على قلبي حاسه إني مش قادره وتعبت “.
……………………………………………..
كانت تسير مع رفيقاتها القدامى جنات وسهام قرب بوابة الخروج بعد أن انتهت من جميع محاضراتها ، عندما قطع طريقهم شاب وهو يردف بصوت مرتفع بعض الشيء :
_” هاله استني خدي الكتاب أهو “.
هتفت هاله بحرج وهي تنظر إلى الجمع المحدق بها :
_” مكنش فيه داعي تتعب نفسك أنا غيرت رأيي شكرا مش عايزه “.
أصر الشاب وهو لازال يمد يده بالكتاب :
_” من غير فلوس خدي واقرايه ورجعيه في الوقت اللي تحبي و ….”.
قاطعته هاله تردف بضيق:
_” لو سمحت قولتلك مش عايزه خلاص أنت بدأت تضايقني وتاني مرة متناديش عليا بالطريقه دي في وسط الجامعه “.
_” أنا آسف أنا بس لأنك كنت عايزه الكتاب ضروري ومحفظتك وقعت منك حسيتك اتحرجتي فقولت اجيبهولك احنا زمايل يعني وعادي “.
ما كادت تجيبه عندما دفعه منذر بغضب وهو يقول :
_” هي مش قالتلك مش عايزه كفايه تلزيق بقى وشوفلكوا حجه غير دي أنت داخل طب يعني هدفك واضح فبلاش تلعب بديلك لأني قارشها الحركات دي وابعد عنها “.
نظر الشاب إليه بغيظ وبلا تفكير وجه له لكمة بجانب فكه ، شهقت هاله وهي تقول بدموع عندما بدأ العراك بينهما :
_” كفايه حرام عليك بقى مش هايبقى هنا كمان منذر سيبه “.
همست جنات تنظر لهاله وسهام :
_” بقولكم تعالوا نمشي احنا “.
تدخل مجموعه من الشباب ليفضوا النزاع بينهما ، مسح منذر الدماء عن شفتيها وهو ينظر لها بعتاب قبل أن ينحني يحمل متعلقاته ويغادر .
…………………………………………..
وصل إلى شقته ، وما إن فتحت له والدته الباب حتى دخل كالصاروخ متجهًا إلى غرفته ، تحت تعجب والدته التي ضربت كف على كف وهي تحرك رأسها بيأس .
أما بداخل غرفة منذر :
كان يقبض على يديه بقوة وهو يتنفس بعنف لأنه لم يتحكم بنفسه وعندما لاحظ ضيقها من ذلك الشاب الذي لاحقها كالعلكه كما لم يغب عن ذهنه الطريقه التي ناداها بها هو شاب وأكثر من يفهم حركات الشباب تلك ليوقعوا الفتيات في شباكهم.
وقعت عينيه على رف مكتبته لينهض ويتجه إلى إحدى الكتب المعينه من مجموعته الجديدة ذلك الكتاب الذي سمعها تتحدث عنه اليوم حسنًا سايرسله لها مع والدته بدون أن يكون له صله مباشرة وسيخبر والدته بأنه لا يريده فلتعطيه لمن تشاء وطبعًا ستهديه لهاله .
مد يده ليخرجه عندما وقع رف الكتب على الأرض وانفتح أحد الكتب لتخرج منه ورقه صغيرة انحنى منذر على ركبتيه وهو يطالع الورقه باستغراب قبل أن يقوم بفتحها لتقع عيناه على حروف تلك الكلمات التي كان قد كتبها لـ هالته مع اقتباس من قصيدة للشاعر عبد العزيز جويدة ، قلب الورقة وهنا اتسعت حدقة عينه بصدمه وهو يقرأ تلك الكلمات
«• حبك صعب المنال ، أتراني تأخرت ولكن حتى إن تأخرت ، لمَ لم تنتظرني لمَ أفلتت يدك يدي مبكرًا ، كويتني بنيران حبك وبات منفسي الوحيد هو رؤيتك أمام عيني أنظر لهما وفيهما عشق لفتاة أخرى ، كيف فعلت ذلك بي ، ألم تخبرني سابقًا أنني من تمثلت حواء بها عندك وأنني الأنثى الوحيدة في دنياك ؟ متى تعلمت الكذب ، أشعر أني لا أعرفك ولكن قلبي لازال يحبك منذر•»
جلس منذر على الأرض وهو يقرأ الورقة مئات المرات تتفرس عينيه الكلمات وهو يردد بصدمه :
_” هاله …هاله بتحبني زي ما بحبها ومن زمان أيوه أنا فاكر الكتاب ده اللي اخدته مني لما كنت مكسور “أبي الذي أكره ” لما كان عندي هنا نرمين و علاء …طب إزاي ؟ “.
صمت لثواني وهو يهتف بسعادة وغير تصديق :
_” هاله طلعت بتحبني أيوه ده خطها …علاء كان صح هي كانت غيرانه عليا من نرمين علشان بتحبني طيب ليه جرحتني بكلامها ليه ؟ يمكن في حد قالها تعمل كدا ، أيوه دي كانت منهارة وهي بتكلمني وشوفتها لما خرجت من السينما كانت بتعيط بحرقه ، كمان محتفظة بأي حاجة عطيتها ليها في يوم ، هتأكد إزاي ؟”.
طالع الورقة بعيون شغوفة وبلا وعي قبلها وهو يبتسم باتساع بينما يعتدل واقفًا :
_” أهم حاجه إنها بتحبني أنا مش مصدق نفسي لازم اواجهها والمرة دي هاسمعها كويس “.
خرج من الغرفة ينادي على والدته بصوت مرتفع وهو يهتف بسعادة :
_” نوالتي يا ست قلبي تعالي هنا “.
ضيقت نوال عينيها وهي تخرج من المطبخ تنظر لولدها باستغراب بينما تردد :
_” سلام قولا من رب رحيم ، مالك يا منذر ؟ اللي يشوفك دلوقت ما يشوفكش وأنت داخل زي القطر لا سلام ولا كلا….. “.
قاطعها وهو يحملها ويدور بها بينما يضحك من كل قلبه حتى أدمعت عينيه وهو يردد :
_” طلعت بتحبني يا نوال بتحبني البجرة ، البجرة بتحبني “.
صرخت والدته وهي تضرب على كتفه لينزلها :
_” نزلني يا ابن الهبله هي مين دي اللي طلعت بتحبك البقرة أقول إيه بس عوض عليا عوض الصابرين يارب “.
نظرت إلى منذر الذي رأته يضحك بشده منذ زمن لم تره يضحك بتلك الطريقه :
_” وأنت مبسوط أن البقرة طلعت بتحبك يا جحـ..ش ما هي متنيلة على عينها غرقانه لشوشتها فيك وأنت زي البأف مش حاسس “.
أنزلها منذر وهو يكوب وجهها بين يديه يردف بعيون متسعة :
_” بجد وأنتِ عرفتي منين يا أمي بس ما أنا متعذب قدامك بقالي سنين “.
_” قولتهالك يا ضي عيوني وما صدقتنيش قولتلك هاله روحها فيك قولتلي واضح واتريقت فاكر “.
قال منذر بسعادة وهو يحمل والدته مجددًا والتي تصرخ بخوف :
_” التوبه يا ست الكل بعد كدا هصدق كلامك على طول وأنا مغمض عيوني ، أنا مبسوط من قلبي حاسس إني عايز أصرخ بعلو صوتي كله وأقولها إني بحبها “.
دلف والده في تلك الأثناء لتقع عيناه على هذا المشهد ليردف بحاجب مرفوع:
_” إيه العشق الممنوع ده ؟ ولد نزل أمك شايلها كدا ليه ده أنا جوزها ومابشلهاش يا بجاحتك”.
لفت نوال ذراعيها حول عنق ابنها وهي تحدق بزوجها بغيظ شديد:
_” من يوم الفرح ما عملتها يا ماجد شكلك عجزت بدري يا راجل إخيه بجد “.
ضحك ماجد بشدة ثم نظر إلى ابنه مردفًا بغيظ :
_” عاجبك كدا يا ابن الكلـ… سمعتنا الكلام ، نزلها بقى كدا ونشوف موضوع العجز ده “.
صرخ منذر بغيظ وهو يطالع مراهقة أبيه المتأخرة :
_” يابابا أي ده أنا واقف مش وقتك يا عم الحج جوزونا احنا الأول وبعدها ابقي شوف مواضيعك “.
نظر له والده ببرود ثم تخطاه وذهب باتجاه زوجته أمسك بيدها مقبلاً بحب وتقدير وهو يقول :
_” اعذريني يا نوال قصرت في حقك كتير وأنتِ صابرة “.
مجددًا هتف منذر وهو يرفع حاجبه بتشنج :
_” يا حج طب جوزونا طيب والبيت هايفضى عليكم ابقوا استرجعوا مراهقتكم دي بعدين مش كدا يا أماه قولي حاجه يا حجه سعاد حسني أنتِ “.
ابتسمت والدته وهي ترفع رأسها قليلا بينما تقف على أطراف أصابعها تقبل جبهته وهي تضمه بمودة ، تزامن ذلك مع دخول مروان وهو يزفر بغيظ قائلاً:
_” أنا زهقت جوزو…. اي ده ؟”.
_” ابوك وامك بيعشوا مراهقتهم المتأخرة “.
أغلق مروان الباب وهو يتقدم نحوهم ثم بكل استفزاز صرخ بجانب أذن والده :
_” أباه أنا عاوز ادوز”.
رفع ماجد يده يشوح له بها ثم عاد إلى ضم زوجته بحب ، تبادل مروان ومنذر النظرات قبل أن يهجموا عليهم مقتحمين لحظتهم الخاصه وهم يهتفون بنفس واحد :
_” أباه عاوزين ندوز”.
……………………………………………..
بعد مرور بعض الوقت انتهوا من العشاء ليردف ماجد باستغراب :
_” طب مروان وعارفين هيتجوز مين أنت بقى يا سي منذر ياللي لسه مطلعتش من البيضه عاوز تجوز بالسهولة دي “.
نظرت له نوال بعتاب وهي تقول :
_” إيه ما طلعش من البيضه دي ابني راجل يا ماجد وبعدين مش جواز على طول يعني نخطبله بس وبعد كدا ربنا يسهل “.
اعترض مروان وهو يقول :
_” أنا خلصت شقتي على كدا وكله جاهز فاضلش غير إنكم تحددوا معاد مع أبو مروة أنا خللت جنبكم مش هينفع كدا ودي آخر سنه في الجامعه هنتجوز فيها بقى لأني جبت أخري بصراحه “.
مسح منذر فمه بالمنديل وهو يردف بهدوء :
_” أنا يا بابا قررت اتجوز هاله ”
_” هاله ..بنت عم محمد اللي شقتهم قصاد شقتنا “.
باستغراب أكد منذر :
_” آه هي يا بابا في مشكله “.
_” لا يا ابني بس أنت فاجئتني بالموضوع بس “.
قالت زوجته ببسمة لطيفة:
_” ولا فاجئك ولا حاجه منذر لهاله وهاله لمنذر من زمان أنا جسيت نبض نجات وهي مرحبه بالموضوع “.
سألها منذر بلهفه :
_” ايمتى يا أمي كلمتيها ؟”.
ردت عليه وهي تبتسم باتساع:
_” من فترة كدا المهم هي مرحبه بالموضوع ومعندهاش أي اعتراض فأنت يا ماجد تقوم تصلي العشا وعلى القهوة تستنى أبوها وتقوله “.
_” استنوا بس يا جماعه انتوا بتقولوا ايه محمد مش هيوافق “.
جعدت نوال جبينها بغير رضى مردفة بتهكم:
_” وما يوافقش ليه ابني ما يترافضش و ….” .
قاطعها زوجها :
_” ياستي مقصدش كدا أقصد إنه وضعه زي وضعنا فرح وطن قرب على العيد الصغير وغير كدا هما بردو لسه صغيرين نستنى سنتين ولا حاجه “.
_” عندك حق كانت غايبه عن بالي المهم إننا نحجز البنت وخلاص “.
قال منذر بضجر :
_” لسه هاتلطعوني سنتين مش كفايه فراق بقى “.
_” ده اللي عندنا أنا فاهم تفكير محمد مش هايقبل أهو حتى بردو نلحق نظبط في شقتك ويبقى معانا وقتنا أهدى ما تستعجلش وربنا يقدم اللي فيه الخير ” .
………………………………………………..
كانت تنظر إلى ذلك الضفدع أمامها بملامح مشمئزة ، ومن خلفها منذر الذي أخذ يضحك على تعابير وجهها ، لتطالعه هاله بملامح منزعجة وهي تردف بغيظ شديد:
_” بتضحك على إيه؟”.
قلب منذر عينيه وأخذ يتابع تشريـ.ح الضفدع أمامه أثناء قوله في برود :
_” وأنتِ مالك أنتِ الله اما عجيبه بصحيح ما أضحك ولا اعيط أنت مالك “.
رمقته هاله بقرف ثم عادت إلى الضفدع المسكين أمامها أمسكت بالمشرط وهي تنظر إليه ثم تعاود النظر إلى الضفدع :
_” أوف بقى هاجيب اللي في بطني لازم تشريـ.ح يعني “.
أكد الدكتور وهو يعقد حاجبيه بضيق فقد كان يمر ليرى عملهم عندما سمع حديثها المتهكم:
_” آه طبعا لازم والمادة أساس القسم اللي دخلتوا بلاش لكاعه بقى واشتغلي يالا زمايلك قربوا يخلصوا”.
ابتسمت هاله بتوتر وقالت :
_” حاضر يا دكتور “.
تحرك الدكتور يتابع مروره ، وحينها عادت هاله إلى الضفدع أمامها تتنهد بحزن لأجله عندما وصلها صوت منذر يهتف بعبث :
_” تحبي اساعدك يا نغه “.
خفق قلبها بشدة ثم التفت له تهتف باستغراب من تغير حاله فجأة فهو لم يكن يحادثها أو حتى ينظر لها والآن يشاكسها كما كانا في الثانوية :
_” أنت مالك انهارده ؟”.
اصطنع منذر العبوس وهو يردف بضيق:
_” أنتِ اللي مالك ومالي مش معنى إني عرضت اساعدك إني كدا صفيت من ناحيتك أو حاجه هتتغير أنتِ طردتيني برا حياتك ما تنسيش ده ودلوقت ركزي على اللي بتعمليه ودوسي على قلبك ده إذا كان عندك قلب “.
ارتعشت شفتيها ولمعت عينيها بالدموع وهي تحني رأسها للاسفل وتتساقط دموعها ، ليلعن منذر تحت أنفاسه ، في حين استدارت هاله وحاولت التركيز على عملها وهي تبكي وصوت بكائها أفقده ثباته ليجرح يده بقوة بالمشرط ويقع من يده على الأرض ، التفتت هاله له بعينين لامعتان من أثر الدموع لتشهق بفزع عندما أبصرت يديه لتتجه نحوه بلهفه وهي تمسك بيده تضع يدها عليها تحبس الدماء قليلاً وعينيها تنهمر منهما الدموع بكثرة ، نسى منذر ألمه وهو يرى لهفتها عليه ولأول مرة يركز في عيونها من هذا القرب و يرى الحب ينبض فيهما ليبتسم بلا وعي .
اقترب زملائه والدكتور المسؤول وحوله على غرفة الرعاية وكلف الممرضة بتقطيب جرحه .
…………………………………………………….
بعد مرور أسبوعين ، كانت هاله تجلس أسفل شجرة كبيرة إلى حد ما بيدها كتاب تقرأ به ويبدو أنه لم يعجبها فتارة تمسكه بملل وتارة تضعه ، ظهر أمامها منذر من العدم وهو يلقي على حجرها كتاب ما وبدون أن ينبس بحرف غادر مكملا سيره .
طالعته هاله بعينين متسعه لا تفهم ما يفعله هل هو سامحها ؟ أم ماذا؟ جلست جنات بقربها ومدت يدها إلى الكتاب تهتف ببسمة لطيفة:
_” جميل أوي عنوان الكتاب ده جبتيه منين ؟”.
_”منذر عطهوني أو بالاصح رماه عليا ومشي بدون ولا كلمه “.
قطبت جنات حاجبيها باستغراب مرددة:
_” انتوا اتصالحتوا ؟”.
حركت رأسها بالنفي تقول:
_” لا بس مش عارفه ليه بيعمل كدا ؟ محاوطني ومش محاوطني بشوفه كل شوي وكل ما بحتاج حاجه بيجيبها وانا خايفه اكون نكثت بوعدي لبابا بس انا والله ما بكلمه إلا في أضيق الظروف وأصلا مبيردش عليا “.
……………………………………………..
_” يعني واخيرا هاله بتحبك قولتلك يا عم “.
ابتسم منذر وهو يمد يده يصافحه :
_” آه واخيرا تعالى ليك وحشه يا عم لأجل بس طرقنا اختلفت بس من وقت للتاني ابقي تعالى يا علاء “.
أومأ علاء برأسه وأشار إلى أحدهم قائلا بمغزى :
_” من عينينا يا عم بس مش هاجي لوحدي نرمين شبطت فيا لما عرفت إني جايلك سابت علوم وقامت تجري كل البنات بتحبك كل البنات حلوين طبعا يا سيدي يا بختك “.
ضحك منذر بخفه :
_” وانا من البنات مش شايف غير هالتي وبس “.
أقبلت نرمين في تلك الأثناء ثم قالت ببسمة صغيرة:
_” عاملين ايه يا شباب ؟”.
بسخرية هتف علاء :
_” أنا خلقتي في وشك الأربعه وعشرين ساعه “.
رمقته نرمين بلامبالاة ثم نظرت إلى منذر قائلة :
_” أخبارك ايه يا منذر ؟”.
_” الحمدلله يا نرمين اخبارك انت “.
حركت حقيبتها تهتف ببسمة :
_” الحمد لله اتعودتوا على نظام الجامعه ؟”.
في تلك الأثناء كانت هاله تمر من أمامهم وهي تتجاهل وجود نرمين ولكن نرمين نادت عليها وهي تبتسم فرسمت هاله بسمه على شفتيها وتقدمت نحوها ، ألقت السلام وبدأت نرمين بالثرثرة وطوال الوقت هاله تكاد تحرقها بنظراتها كلما رأتها تضحك مع منذر بقوة وكأنهم رفاق منذ الطفولة ، فاض كيلها لتهتف بغيرة واضحه :
_” خلاص يا نرمين دمه مش خفيف للدرجه دي دمه يلطش الصراحه ومضحكنيش كفايه مجامله شكلك أوفر “.
رفع منذر حاجبه بمكر :
_” وليه ما تكونش بتقول الحقيقه وبتضحك من قلبها ها ؟ بعدين مش شرط اللي يضحكني يضحكك ولا ايه؟ “.
نظرت هاله له بضيق ثم غادرت وهي تنفث دخان من أذنها ، وأصوات ضحكهم تلاحقها ، لتهتف نرمين بتساؤل :
_” أنتوا لسه متخانقين ؟”.
_” اممم يعني “.
ضحكت نرمين وهي تضع يدها على جانب وجهها كأن أحد سيسمعها:
_” بس بقولك الغيرة حرقتها أنا بنت وافهم عليها من نظرات عيونها حلال عليك يا عم “.
………………………………
بوقت الغروب :
كان يصعد درجات السلم يحمل بيده كوب قهوة وبيده الأخرى كتاب ما يتجه إلى سطح البناية ، حيث يجلس كما العادة ، وصل إلى السطح وتقابلت عينيه مع هلاكه التي كانت تعطيه ظهرها بينما هي منكبة في كتابة شيء ما تقدم ببطء حتى لا تشعر به ونظر إلى ما خطته يداها
«• كم أتمنى لو يعود الوصال بيني وبينك ، اشتقت لضحكاتنا سويًا ، اشتقت لأحاديثنا ، اشتقت لتلك الأيام التي كنت تحاوطني فيها برعايتك واهتمامك ، اشتقت لك كثيرًا ، آه يا ليتك تشعر بي ، يا ليتك أحببتني كما أحببتك ، مضى ثلاث سنوات وها أنا بعامي الجامعي الثالث وأنت بعيد عني لست معي ، تعبت من هذا الوعد يا ليت أبي يَحلُني منه ، أحبك منذر •» .
أغلقت القلم والدفتر وهي تتنهد بصوت مسموع ، حينها ابتسم منذر بسعادة كبيرة ثم تنحنح بطريقه افزعتها وهو يقول بضيق مصطنع :
_” قومي ده مكاني أنا دايما بقعد هنا “.
_” يخربيتك يا زفت أنت مش هتبطل أم الحركه دي بقى قطعت لي الخلف وشعري شاب بسببك “.
رفع منذر إصبعه السبابه بوجهها :
_” هششش بطلي رغي وقومي يالا غوري “.
_” عارف لما بس خلصت مكنتش قومت على فكره أصله مش مكتوب باسمك يعني “.
أنهت حديثها وهي تلملم أشيائها وقبل أن ترحل ألقت عليه نظرة غاضبه ثم رحلت ، ووصلها صوت ضحكاته لينبض فؤادها بقوة ، ومن دون وهي همست بدعاء له :
_” الله يديم ضحكتك يا منذر “.
نسيت أن أخبركم طوال الثلاث السنوات الماضيه كان منذر يشاكسها من حينٍ لآخر وهما لا يزالان يدعيان أنهما متخاصمين .
………………………………………………….
| عصر اليوم التالي |
_” هاله أنتِ متقدملك عريس وأنا موافق عليه “.
نزل حديث والدها عليها مثل الصاعقة لتهتف بعدم تصديق:
_” إيه بتقول إيه يا بابا بس أرجوك ماتهزرش”.
كبت والدها ضحكته بصعوبه وهو يقول بملامح جامدة:
_” مين قالك إني بهزر خلاص أختك واتجوزت من سنتين ونص وأنتِ ما بقتيش صغيرة وأنا عايز افرح بيكِ “.
لمعت عيني هاله بالدموع وهي تنظر إلى والدتها التي تلتزم الصمت مرددة ببحه باكيه:
_” بس جامعتي أنا لسه في تالته طب مين هيوافق يستناني أربع سنين “.
قالت والدتها بهدوء وهي تخفي ابتسامتها :
_” هنعمل خطوبه واتجوزي وكملي الباقي معاه هو موافق ما عندوش مشكله “.
بغضب ووجه محمر ردت هاله :
_” بس أنا بقى مش موافقه يا بابا “.
تدخلت وطن في الحوار وهي تحمل صغيرها ذو السنتين قائلة :
_” وأنتِ قابلتيه علشان ترفضي يا هاله “.
بنظرات مستنكرة نظرت هاله لأختها وهي تقول:
_” وطن وإن ما كنتيش عارفه كل حاجه أسفه لا مش موافقه “.
ختمت حديثها وهي تتجه إلى غرفتها ولكن استوقفها صوت والدها يردف بعتاب :
_” هاتصغريني مع الناس على الأقل قابليهم وإن ما عجبكيش ارفضيه أنتِ عارفه إني عمري ما اجبرك على حاجه “.
أردفت هاله بغيظ :
_” طب ولازمتها إيه يا بابا أنا رافضه من قبل ما أشوفه “.
بإصرار هتف والدها :
_” هاله ادخلي حالا غيري هدومك واجهزي علشان الناس على وصول وده آخر كلام عندي” .
………………………………………….
دخلت هاله غرفتها وهي تبكي بانهيار في أحضان أختها :
_” وطن أنا مش هقدر أنا بحب منذر مش عايزه غيره “.
قالت وطن بهدوء :
_” يا هاله هتفضلي طول عمرك تستنيه يعني ، ولا هتفضلي بس تحبيه في السر وخلاص ، قومي البسي بس وشوفيه مش يمكن يعجبك “.
طالعتها هاله بنظرات ساخطة أثناء قولها:
_” واثقه إنه مش هايعجبني ولا هابص في خلقته أصلا أنا مبحبش غير المتخلف منذر وبس “.
ضحكت وطن بشدة مردفة بنبرة حانية:
_” قومي البسي ما تزعاليش بابا منك اللي خلاك وافقتي على وعده وقطعتي علاقتك بمنذر مش هاتوافقي تقابلي الناس اللي جايه ومين عالم مش يمكن يعجبك “.
نهضت هاله عن الفراش أمسكت بالفستان واشارت لأختها صوب الباب:
_” طيب يا وطن هاقابله وارفضه بعدها قومي بقى اطلعي برا أنتِ وابنك البكاء ده “.
_” طالع لخالته مهي شكاءه بكاءه كدا كل حاجه تنوح عليها “.
……………………………………………………
ألقت السلام ودخلت وهي تحمل صينية موضوع عليها عدة أكواب كانت تخفض بصرها أرضًا أشارت لها والدتها بالجلوس قربها ، ففعلت وما إن بدأوا بالحديث حتى رفعت رأسها ونظرت له بصدمه وقلبها يخفق بشدة داخل صدرها لتسمعه يهتف ببحه رجولية:
_” احم عمي سمعت إن هاله رافضه تسمحلي اقعد معاها واحاول أقنعها ” .
كانت هاله تنقل بصرها ما بينهم وهي تفتح عينيها على وسعها ، لترى والدها يومئ برأسه ثم خرجوا تباعًا ، أضحت الغرفة خاليه من سواهما لكن بالطبع الباب مفتوح .
اخفضت هاله بصرها أرضًا من التوتر والخجل أشياء كثيره سيطرت على كيانها ، وساد الصمت ولكن أصوات قلوبهم لم تصمت طويلاً .
تخلى منذر عن صمته وهو يمد يده بكتاب ما وأتبعه وهو يهتف ببسمة واسعه ونبرة مبطنه بالحب تعشقها هي :
_” هاله بصي لي احنا في رؤية شرعيه ومن حقي أشوفك كويس وأنتِ كمان “.
بارتباك وتلعثم هتفت هاله :
_” إيه ؟ أنت بتقول إيه ؟”.
ضحك منذر بخفه وهو يطالع معالم وجهها التي كستها حمرة الخجل:
_” بقولك ارفعي رأسك ووريني عيونك اللي حرمتيني منهم يا مفترية “.
فركت هاله في أصابع يديها وهي تضغط عليهم بينما تردد بتلعثم وصل له :
_” أنا …أنا لا ده شكله حلم اصحي يا هاله أكيد بحلم”.
قهقه منذر وهو يمسح على عينيه وهو يشاهد تخبطها ذلك ليردف ببسمة لطيفة:
_”لا مش بتحلمي أنا هنا وده حقيقه ، بصي أنا بديلك فرصه توضحي لي كل حاجه مع إن شبه لميت بالموضوع بس علشان قلبك يصفالي “.
رفعت هاله عينيها له تهتف بنبرة باكيه:
_” أنا قلبي مشالش منك أصلا “.
تنهد منذر بقوة وهو يقول :
_” من غير دموع ابوس ايدك ما تعيطيش أنا هنا علشان احط النقط على الحروف أنا مش هاعترفلك بحاجه كل حاجه في وقتها حلوه المهم أنا كل اللي هقوله سؤال واحد بس الورقة دي والكلام اللي فيها لمين؟”.
أعقب حديثه وهو يخرج ورقه مطوية من جيب سترته ثم أعطاها لها ، مسحت هاله دموعها ثم أخذتها من يده و تحدثت بدهشة:
_” أنت … أنت جبتها منين ؟”.
بهدوء أردف منذر :
_” هاله لو سمحتي جاوبيني على سؤالي “.
عضت هاله على شفتيها من الخجل قائلة :
_” الكلام اللي فيها أنا كتبته لحد غالي على قلبي وبس “.
حافظ منذر على ابتسامته وهو يسألها بكل هدوء:
_” الحد ده إسلام ؟”.
جعدت هاله جبينها بضيق شديد مردفة :
_” لا طبعًا أنا محبتوش وقولتلك كدا وأنت مصدقتنيش أنا بس كنت معجبه بشخصيته وكفاحه وإنه طالب مجتهد بس إنما مشاعر حب وكلام ده لا “.
أومأ منذر برأسه بخفوت ثم سألها :
_” طيب اقدر أعرف الحد ده مين ؟”.
ضغطت هاله على شفتيها وبهمس قالت:
_” هاقولك في الوقت المناسب لو حصل نصيب يعني “.
ببسمة لطيفة هتف منذر :
_” هايحصل بإذن الله شوفي كدا الكتاب ده “.
_” قبل ما اخده وأشوف اللي فيه الحاجات اللي كتبتها دي لـمين ؟ وانت حبيت نرمين فعلا ولا لا “.
نظر منذر لعينيها مبتسمًا وهو يرد على سؤالها :
_” زمان قولتهالك وهاعيدها تاني حواء بتمثلها أنثى واحدة بس من اربع حروف ومطلعه عيني ، ولو بحب نرمين بعمل ايه هنا يا متخلفه ؟ ،أما بخصوص كتاباتي فأنا هقول نفس اجابتك في الوقت المناسب هقولك خدي الكتاب بقى “.
أخذته من يده وما إن فتحته وقعت عينها على خاتم خطبة جميل يتوسط زاوية مربعة من الكتاب وأسفلها جملة مزركشه
• موافقة تكملي حياتك معايا ونجيب بجرة صغيرة نوسع انتاجنا •
ضحكت هاله بشدة وانسابت دموعها وهي تطالعه بعيون دامعة:
_” رومانسيتك بتبهرني يعني اتوقعت تكون كاتب حاجه حلوه كدا إنما أنت محدش يتوقعك”.
وضع منذر يده خلف عنقه قائلا بنبرة هادئة:
_” المهم موافقه ولا “.
بخجل أومأت برأسها تأكيدًا .
…………………………………………………….
كانت تسير في الممر المؤدي إلى غرفة العمليات لديها تدريب عملي اليوم وستدخل العمليات لأول مرة عندما شهقت فجأة حينما وضع أحدهم يده حول خصرها وسحبها إلى إحدى الغرف ، كادت تصرخ لتسمعه يهتف ببحه عذبه :
_” هششس ولا صوت وحشتيني على فكره ” .
نظرت هاله إلى باب الغرفه المفتوح وهي تقول بتوتر وخجل :
_” منذر حد يشوفنا الناس ….”.
قاطعها منذر وهو يضمها إلى صدره ويديه حول ظهرها :
_” اياك تجيبي سيرة الناس دي تاني يولعوا الناس ، أنا استنيت اللحظة دي من سنيين طويلة عارفه يعني إيه ؟ أنا اتسحلت جنبك وعذبنا بعض وبعد ما كله انتهى جايه تقولي الناس احنا خلاص كلام الناس ده يبلوه ويشربوا ، أنا تعبت علشان أقدر اضمك كدا براحتي وفي أي مكان أمسك إيدك و ….”.
قالت هاله وهي تشعر بالخجل:
_” يا منذر بابا هنا و …”.
قبل وجنتها قبلة حانية وهو يهمس بجانب أذنها:
_” بلا بابا بلا ماما أنتِ مراتي فاهمه يعني إيه ؟ يعني ما اسمعش صوتك خالص ، ودلوقتي احضنيني بضمير عايز اشحن طاقتي”.
ضحكت هاله بخفوت وهي تضمه إليها بحب قائلة بمغزى:
_” احنا كاتبين الكتاب انبارح يدوب ها ؟ ودلوقت يا زوجي العزيز ورانا تدريبات عمليه يعني المفروض إننا نستعد ليها “.
أطلق منذر تنهيدة قوية وهو يقبل جبهتها بحب بينما يضمها إليه وبمشاكسه قال :
_” ما احنا بنستعد أهو انا بشحن طاقتي لما بضمك لقلبي”.
طالعت عينيه بعمق مردفة بحب شديد:
_” مكنتش أعرف إنك بتحبني أوي كدا “.
_” ده أنا بعشقك يا بجرة عشق الجاموسه للبرسيم “.
ابتعدت عنه هاله ترمقه بنظرات ساخطة وملامحها كلها مشمئزه ، ليضحك منذر عاليًا وهو يعاود ضمها من جديد :
_” بهزر معاكِ بجيتي قفوشه أوي “.
بانزعاجٍ تمتمت هاله :
_” يعني انت تكتبلي اشعار وقصائد وخواطر على الورق ولما تيجي فيس تو فيس يبقى ده غزلك ليا لا مش لاعبه سيبني بقى “.
أخرجها منذر من حضنه وهو يكوب وجهها بين كفيه مردفًا وعينيه على خاصتها :
_” كل الحب اللي في قلبي ليكِ مش هتحتويه مجلدات ولا كلام يلخصه حبك كبير يا هاله حبك متلبسني ومسيطر عليا أنا بعشقك يا بنت الناس الطيبه”.
أسندت هاله رأسها على كتفه وهي تقول بعشق :
_” أنت الملجأ اللي بلجأله لما الدنيا تضيق بيا أنت الحضن الدافي اللي بستكين فيه أنت حبيب عمري يا منذر”.
مال منذر على رأسها يستند بجبهته على خاصتها ثم بهمس وهو يقبل أنفها بحب:
_” أنتِ الراحه اللي بدور عليها من زمان أنتِ جنة منذر على الأرض بحبك يا هاله “.
•النهاية •

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية يوميات مراهقة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *