روايات

رواية الشرف 2 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف 2 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف 2 البارت الثاني والعشرون

رواية الشرف 2 الجزء الثاني والعشرون

الشرف 2
الشرف 2

رواية الشرف 2 الحلقة الثانية والعشرون

القاهرة بعد عدة أيام .
فى زاوية صغيرة أقام الإمام صلاة الظهر ليصطف المصلون بخشوع ، يتراجع الإمام طالبا من مظهر أن يؤم الناس للصلاة ، يتقبل مظهر ذلك بعد إلحاح من الإمام والمصلين بحجة أنه غير أهل لذلك ، بينما هو متشوق لسماع ثناءهم عليه ومدحهم له .
انتهت الصلاة ليغادر من يغادر ويبقى من يبقى ، ينظر مظهر بطرف عينيه إلى ذلك الشاب إنه يلتزم بالصلاة منذ أيام قلائل ، لكنه لا يغادر الزاوية بعد الصلاة .
احيانا يجلس بشرود ، احيانا يقرأ القرآن وأحيانا يستمع لدرس مظهر دون أن يقترب من أحد ، يحتفظ بموقعه دائما .
هو شاب قد يكون فى العشرين من عمره ، ذقنه مطلقة بإهمال ، ثيابه رثة بعض الشئ ، يبدو مهموما حزينا ، وقد بعث مظهر فى أثره منذ الأمس ليعلم ما يختفى وراء هذا الشاب .
لحظات قليلة ونهض مغادرا ليصطدم ب شاهين الذى يدخل للمسجد فيرفع عينيه بإجهاد ويقول : لا مؤاخذه .
ثم ينصرف فورا .
يقترب شاهين من مظهر الذى يدعى الإعياء وعدم القدرة على إلقاء درس اليوم ينصرف همام وحليم مبتعدين بينما يقترب شاهين ليتناول ذراع مظهر ويخرجا من الزاوية معا .
اطمأن مظهر لبعدهما مسافة كافية للتحدث بأريحية : ها يا شاهين چبت جراره ؟
شاهين بثقة فهو اسم على مسمى يحسن التقصى ومعرفة الأخبار : جبته يا مولانا . اسمه ماهر عبدالمجيد ، كان بيشتغل ميكانيكي وبقا له كام سنة بيحوش علشان يسافر هو وواحد صاحبه اسمه مراد ، المهم جمعوا القرشين وحجزوا فى مركب من إياهم
لبتسم مظهر بخبث : والمركب غرجت .
شاهين : غرقت وصاحبه غرق معاها ، هو سكن بقى له فترة فى البيت اللى جمبك علطول ، على السطوح . محدش يعرف عنه أى حاجة ، هو حكى لصاحب البيت بس علشان يرضى يسكنه من غير مقدم على ما يشتغل . حتى الراجل دور له على شغل .
مظهر بفزع : ولجى ؟؟
شاهين : لا طبعا كل ما يقول لصاحب ورشة يقوله أنا مش حمل صنايعى الورشة فاتحة بيتى بالعافية .
يبتسم مظهر ويفكر للحظة ثم يتساءل : وأهله فين ؟
شاهين : هو من بلد أرياف فى المنوفية ناس على قد حالهم قوى وخايف يرجع لهم بخيبته بعد ما قال لهم إنه هيسافر برة .
لتتحول ملامح مظهر للجدية : كدة مليح جوى . ربنا بيساعدنا .
شاهين : وفى حاجة كمان يا مولانا .
نظر له مظهر ليقول : من امبارح مااشتراش اكل .
هز مظهر رأسه بتفهم : الليلة اخيرا البنات هيوصلوا ، إحنا اخرناهم بما فيه الكفاية ، دلوك إحنا بعيد عن العين وتحت يدنا بدل الشجة عشرة . عاوزك انت وهمام ومسلم تروحوا بنفسيكم ، جبل الفچر يكونوا عندى ، والصبح نشوف حكاية ماهر .
اومأ شاهين بطاعة وترك مظهر بباب منزله وانصرف .
*******************
فى منزل صالح حيث دخل أخيه صخر منتفخة أوداجه من شدة الغضب ، جلس بصدر القاعة بلا كلمة ليقف أبناءه خلفه كالعادة ، وقف هيبة يشير ل رفيع الذى ابتعد عن اخوته بينما ينظر له صالح بتعجب .
أقترب هيبة من رفيع هامسا : خبر إيه يا واد عمى؟بوك ماله على صباحية ربنا
رفيع : ماخابرش ، چرچرنى من الدار على إهنة من غير ما افهم حاچة ، أنى فكرته متعارك مع حد وانتو خابرين .
ليقاطع همسهما صوت صالح الذى يرحب بأخيه فلا يأتيه إلا نظرات غاضبة تثير تعجبه دون أن يفهم : خبر إيه يا خوى ؟
صخر بسخرية : خوك !!! لساك فاكر ؟؟ لا كتر خيرك .
صالح : واه ما تتحدت كيه الرچالة بلا لت وعچن مالوش عازة .
صخر بغضب : بجى تدلى مصر وتخطب لولادك واعرف من الغرب ، ابجى خوك كيه يعنى ؟
صالح : أنى شيعت لك هيبة مرتين جبل ما نسافر وحسنات نكرت وچودك ، ومن يوم ما رچعنا بشيع لك مع رفيع ، ماهو محدش بيطل فى وشنا غيره . صوح يا رفيع ؟
رفيع : صوح يا عمى وانى خبرت أبوى انك رايده .
امتنع رفيع عن ذكر رفض والده حتى لا يزداد التشاحن بينه وبين عمه إلا أن صخر كان ينتوى أمرا ومصر عليه .
صخر : بلا شيعت لى بلا ماشيعت ليش ، وماتاچيش ليه لحد دارى وتخبرنى ؟ هتكبر عليا كمانى ؟
صالح : يا خوى مالوش عازة الحديت ده ، شوف ايه يرضيك وانى اراضيك .
صمت صخر قليلا ثم قال : حچاچ ولدى ياخد بتك وراچى ولدك ياخد بتى ، ونعجد لهم جبل بنات رفاعى وخميس .
هنا ظهرت الصورة واضحة ؛ حجاج ، اذا التخطيط ل حسنات ، تريد أن تحصل على صغيرته وهو واثق انها ستزوجه أخرى خلال عام فقط لتكسر قلب ليال .
لكن هل يرضى هو ب حجاج متحجر القلب ، سئ الطباع لصغيرته .
ماذا يفعل ؟؟ لقد وضعه أخيه فى ورطة لا مخرج منها .
اصيب الجميع بالصدمة لدى تفجير صخر قنبلته الموقوتة المسماة زواج على مسامعهم ليتنحنح رفيع : يا بوى . ..
صخر : انكتم دلوك
نظر صالح ل راجى الذى قال : حديت إيه ده يا عمى ، اتچوز رحمة كيه يعنى ؟ ديه خيتى ؟
نظر له صخر بغضب : چاك خوت . خيتك منين ؟
راجى : أنى شايفها خيتى ، دى كد ليال يعنى كيه خيتى الصغيرة .
صخر بقسوة : وأحمد ربنا أنى اجبل اچوزك بتى .
راجى بغضب : وانى مارايدهاش حرمة .
ليصيح به صالح : راچى
يصمت راجى وينظر لأبيه بقهر ، كيف يجبرونه على الزواج ؟ وممن ؟ ممن يعدها شقيقة له !!!
نظر صالح ل صخر ، هو على ثقة أن ابنه إن تزوج ابنة عمه سيصونها العمر كله ، أما ابن أخيه إن تزوج ابنته فسيشقيها العمر كله .
الخيرة فيما اختاره الله .
تمتم بخفوت وهو ينظر لصخر ثم قال : بس بتى اتخطبت يا صخر ، وانت خابر عوايدنا زين . مادام راچل طلبها وبوها وافج بجت على ذمته .
نظر له صخر وعينيه تشتعلان : ومين اللى هتفضلوا على ولدى يا صالح ؟
صالح بهدوء : أنى ماافضلش حد على ولدك واصل يا صخر ، ولدك ولدى ، لكن هو سبج بالخطبة
ليتحدث سويلم اخيرا : ولا يخطب أحدكم على خطبة اخيه ، ده شرع ربنا يا بوى .
رفيع : وخيتى رحمة كمان اتخطبت .
انتفض صخر واقفا ينظر له بغضب : انت بتجول إيه ؟
رفيع : بجول رحمة اتخطبت منى اديلها اكتر من شهر ، اذا فهمتنى جبل ما ناچو إحنا چاين ليه كنت خبرتك .
صخر : وانت عامل لى راچل وبتدى كلمة وانى على وش الدنيا ؟
رفيع : يابوى الراچل فاتحنى فى الموضوع وانى جلت استنى لما ياچى هو وأهله .
صالح : ولدك راچل يا صخر وماينفعش تصغره وسط الخلج وهو مايرضاش لخيته غير زينة الرچال .
ابتلع صخر غضبه مكرها فولديه انحازا لصف عمهما ضده ليتساءل : ومين سبع الرچال اللى رضيته لخيتك يا راچلها .
رفيع : محمد حازم محمد
صخر بتعجب : وده يطلع واد مين فى النچع ؟
هيبة : مش من النچع يا عمى . من مصر
صخر بغضب : مصر !!! ليه جلة رچالة عندينا .
صالح : والله اختار لها زين الرچال صوح . ديه واد حلال ومجتدر وأهله ناس كبارة
ليلتفت له صخر وينسى كل ما كان لمجرد ذكر أخيه قدرته المالية : انت تعرفه ؟
صالح : امال چه اهنه لما رفاعى ووالده كانوا بعافية . ورحت زورتهم فى مصر كمانى عنديهم محلات عطارة كبيرة .
يعلم صالح جيدا كيف يغوى أخيه ويلعب على اوتار طمعه ، فهذا هو أسهل طريق ليتخلى صخر عن كل مبادئه فيؤكد قوله : مش محل ولا تنين لاه ربنا يبارك خيرهم كتير .
يعود صخر للجلوس وقد هدأ قليلا حين اطمأن أنه سيحصد من زيجة ابنته ما يريد ، لا يهم لمن تتزوج لقد كان سيزوجها ل راجى فقط إذعانا لرغبة حسنات ، لكن لتذهب حسنات إلى الجحيم المهم مصلحته هو .
تنحنح صخر وهو يدعى التنازل لأجل هيبة ولده وكرامته ويقول : وبتك هياخدها مين؟ النچع كلاته عارف إن ولاد عمها يسدوا عين الشمش .
صالح : بتى كمانى هتتجوز من مصر . هياخدها ريان واد تاچ نسيبنا .
كان يكفى ذكر اسم تاج ليشعل جحيما مستعرا بقلب صخر ، والجميع يعلم ذلك ، لكن لابد أن يحسم صالح الأمر .
هو لن يلقى ابنته في جحيم أخيه وابنه وحسنات . ثلاثتهم يحمل القسوة وسواد القلب هو لن يلقيها مهما كان الثمن فى قاعدة الظلم والظلام .
ظل صخر صامتا والكل يترقب انفجاره الوشيك لينهض عن مقعده وينظر ل صالح بكره ويصرخ بغضب ليتهمه بكرهه وأولاده ، وتفضيله الغرباء على ابناء أخيه ، وانحيازه لأعدائه ضده .
ظل يكيل له الاتهامات وصالح صامت يستمع بصبر ، فيكفيه أن نجا بابنته منه ، أما عن هذه الاتهامات وهذا الصراخ فسيقتص منه لأجله لكن لاحقا ، بعد أن يتأكد من نجاة ابنته من هذا الجحيم .
لكم بحث عن سبب ليرفض زواج ريان من ابنته ، ليأتى أخيه ويوضح له خطأه .
ريان سيحسن رعايتها ، كما أحسن والده رعاية ابنة عمه ، بل إن وجود تاج بحياتهم انقذ ابناء عمه من التحول إلى نسخ من صخر .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشرف 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *