روايات

رواية الحسناء والميكانيكي الفصل الثامن 8 بقلم سارة حسن

رواية الحسناء والميكانيكي الفصل الثامن 8 بقلم سارة حسن

رواية الحسناء والميكانيكي البارت الثامن

رواية الحسناء والميكانيكي الجزء الثامن

الحسناء والميكانيكي
الحسناء والميكانيكي

رواية الحسناء والميكانيكي الحلقة الثامنة

الله ينور يا اسطي محمد
هتف بها علي تشجيعا الي محمد الذي بدء العمل في ورشته من عدة ايام
ابتسم له محمد بود و قال : الله يخليك ياسطي علي مش عارف اقولك ايه علي الشغل و علي كل اللي بتعمله معايا
رد علي بلطف : ما تقولش حاجه يا سيدي ، احنا اصحاب قبل اي حاجه و انا فعلا كنت محتاح حد يساعدني و مالاقتش اجدع منك
قال له محمد بحب
،،،انت اللي مافيش اجدع منك يا سطي علي
ضحك علي ثم
اقترب و مال عليه هامسا : و بعدين اتجدعن كده و شد حيلك و عروستك عندي
ارتبك محمد و قال بتلعثم : عرو عروستي
ضحك علي بقوة و قال : مالك ياض اتخضيت كده ليه ، ايوة ايوة عروستك و لا فاكرني مش عارف
اخفض محمد راسه بحرج و قال مؤكدا : انا غرضي شريف يا اسطي علي
ربت علي علي كتفه و قال، مشجعآ : و هو انا لو مش عارف ده كنت سكتلك ، انتو الاتنين تستاهلو بعض و ليك عليا مش هاتبقي لحد غيرك و انت اتجدعن بس
تهللهت اسارير محمد و قال متشجعآ :
اوامرك يا معلمي
،،،،،،،،،،،،،،
استقامت نجلاء مُتجهه لنافذتها المطّله علي ورشة علي ، مترقبه لزيارات حسنا المتتالية، و علي المتجنبها، حتي سؤالها العابر التي تنتظره امام شقتها حتي تسأله عن اي شئ، لا تجد منه سوي اجابه مختصره بارده.
ما ازداد من نار قلبها مؤخرا، رؤيته و هو يصل بحسنا لسيارتها، تلك الابتسامه منه و الصبر في الاستماع لها، حتي ضحكتها الخجله التي جعلتها تشطح بخيالها عن سببها، و نظرته بعد وداعها، كل هذا كان كفيل ان تفتح تلك الورقه، مهاتفه منتصر و الذي يبدو انه كان في انتظار اتصالها بفارغ الصبر…
كل ما يتملكها الخوف من محادثتها مع المدعو منتصر تهدئ نفسها انها ستحصل عليه في النهايه ، هي تستحق افضل من زوجها عديم الشخصيه ربما ظلمت بزواجها لاول، لكنها لن تنتظر هكذا، لن تحصل في النهايه علي رجل كأي رجل.
هي تريد رجلآ يعلوا من شأنها وسط النساء قوي ذو هيبه لمعت عينيها عليه عندما وقف يضرب بقوه علي قطعه حديد حتي برزت عضلات ذراعيه من تحت ملابسه ، اغمضت عينيها مستشعره تلك اليدين القويتين في احتضانها و حمايتها.
لن تندم ابدا علي اتفاقها مع منتصر مادام في النهايه سيكون هو ، و الامر بسيط هو فقد يريد اخباره بوجود حسنا وفقط ..
و هي ستفعل اي شيء اي شيء لو في النهايه ستتمكن من الحصول عليه …
،،،،،،،،،،،،،،
توالت زيارات حسنا لمنزل علي ، و علي لاول مره لم يستطع تحكيم عقله في علاقاتهم و هي تسير لذلك الطريق ، و دائما ما تشعره هي بالامان لتلك العلاقه ، و لايعرف من اين تاتي به …
حكت هي الاخري عن حياتها دون الجزء الخاص به حكت عن جدها و والدتها و اخيها و مازلت االاعين متربصه بهم، تلك التي تغلي من تلك الغريبه و الاخر يفكر بحيله يقتنص الفرصه لهما…
صعدت حسنا بصنيه و كوبين من الشاي و ابتسامه علي ثغرها ، تحركت اتجاه بخطوات هادئه حتي وضعت الصنيه على السور امام عيينه المرتكزه عليها ،
ضحكت بخجل و اخفضت عينيه عنه و توارت عنه، و تصنعت انشغالها بالزهور و لم تستطع الوقوف امامه هكذا فا قالت تحذره برقه : هانزل
رفع يديه لاعلي و قال عابثآ : هو انا جيت جمبك
وجهت رأسها الناحيه الاخري و
عضت علي شفتيها السفلي باضطراب من جوده في محيطها.
مسك يديها فجاءه و تحرك بها لمكان بالسطح لم تصل اليه من قبل ، تابعت عينيها يده و جانب وجهه الرجولي، و ذلك الشعور بالتملك اتجاها يصل إليها بقوه، و كأنها انثاه و تخصه وحده ، طريقته بالتعبير بالحديث او حتي بعينيه او بحركات جسده الواثقه تلك ، تشعر بجانبه إنها طفله هادئه و سعيده و مطمئنه. ، لم تنتبه انه توقف الا عندما سمعت صوته و هو يشير لمكان ما متسائلا : ايه رئيك
تحركت لمكان ما اشار اليه و فجأه قفزت مكانها و صرخت بقوه، و هي تركض اتجاه الارجوحه المزدانه حبالها بالانوار الصغيره وبعض الورود علي مقعدها ،جلست و اشارت اليه أمره إياه : يالا تعالي مرجحني
في الحقيقة كان يعرف انها ستسعد بها، و لكنه لم يتوقع ابدا ردة الفعل تلك ، و لم يتوقع ظهور تلك النظرة الطفوليه بعينيها و لم يتوقع ايضا انها ستنسي حتي ان تشكره.
امتثل لامرها مرحبآ، و استدار خلفها و بدء بالتحرك بالارجوحه و هزها للامام و الخلف وهي عادت برأسها بالخلف و اغمضت عينيها مستمتعه بالهواء الذي يحرك شعرها للامام و للخلف، و لرائحته التي تشتمها كلما تشعر انها قريبه منه ، حركت يديها علي جانبي الحبل حتي لامست يده و توقفت، و توقف هو ، فتحت عينيها والتفت برأسها اليه وليدها الملامسه ليده ، شعرت بوجيب قلبه وتلك النظره الحنونه التي تخصها هي فقد ، وقفت ببطئ امامه و عينيه علي يدها و أخيرا حرك يده علي يديها حتي اختفي كفها بكفه تمامآ ،نظر لعينيها لوقت لا يعلمه و لا تعلمه هي ايضا، و اصبح الجو من حولهم مشحون بالعاطفه و الحب الذي لم يصرح به بعض و لكنه علي طرف لسان كلا منهما.
استمع لتنهيدتها الخافتة، و ابتسم اليها تلك الابتسامه الجذابه التي باتت تنتظرها منه و قال : مافيش شكرا
ضحكت بخفوت و خجل متذكرا انها للان لم تشكره علي صنعه لها فقالت حسنا : شكرا طبعا بس دي بتاعتي لوحدي صح
اومأ لها برأسه و هتف : عشان كده عملتها في حته مداريه شويه
بامتنان واضح قالت له حسنا:
،،فرحت بيها اوي تعبت نفسك يا علي
خرجت كلماته دون شعور امامها بصدق : و هي فرحت عنيكي دي شويه
ارتسمت بسمه ناعمه و عينيها تلمع كالنجوم في ليله صافيه،
هل هذا هو الشعور الذي شعرت به هدي لعمها ، الشعور الذي يجعلها تترك العالم لاجله، ان تدخل حرب فقط لتفوز به في النهايه، تشعر انها قريبه جدا من ذلك الشعور، ان تترك العالم لاجله، ان تحاربه هو لتصبح بجانبه عن رضا منه بعد ما يعرف سبب قدومها و حقيقتها.
طرقع باصبعيه بوجهها، ليخرجها من شرودها المفاجئ الذي بات يلاحظه مؤخرا : روحتي فين
اجابته برقه : معاك يا علي
و كانها ليست مجرد كلمه علي كلاهما، هي معني و تاكيد و قرار
ضمت حسنا شفتيها و قالت : طنط قالتلي ما اتأخرش
عقد حاجبيه فجاءه و قال : طنط مين
ضحكت بخفوت و اجابه
،،طنط مامتك يا علي
حك طرف انفه بأصبعه بتذكير وقال : امي اه صح
ترك يديها و سحبتها هي ببطئ و اتجهت راكضه لباب السطح ، اختفت لثواني و ظهرت برأسها مائله وشعرها المتدلي و ابتسامتها قائله : نسيت اقولك ، ان دي أحلى هديه جاتلي في حياتي
ابتسم علي اثرها و عينيه مثبته فقد علي الباب متمتآ و ياليتها قد سمعت :
انتي هديتي يا حسنا
،،، ،،، ،،،
جالسا علي مقعد الاداره با الشركه الام لشركات الحُسيني، يطرق بالقلم علي المكتب و عقله شارد في مكان آخر، مكان ما تتواجد ابنته حسنا.
زفر احمد و استقام متجهآ للصور الموضوعه علي الحائط، واحده تحوي صورة العائله قبل وفاه شقيقه، و الاخري لصورة اخيه بمفرده، نظر اليه بحنين ملئ عينيه، سنوات و سنوات مرت ، يلوم نفسه يوم بعد يوم، رغم انه كان الاصغر من اخيه بسنوات قليله، الا ان صلاح كان بمثابة والده الثاني، كان يملك من الحنان و العاطفه جعلته دائما يحكم قلبه، معللا ان القلب دائم ما يري الحقائق.
كان عنده بصيره و حُلم با الاقل منه، لذلك حزن علي فراقه الجميع.
يعاتب نفسه احيانا لخنوعه لوالده بعد وفاة اخيه لاخذه للصغير، رغم رفضه لقسوته و ظلمه لم يستطع الوقوف امامه، ربما لصغر سنه او لصعوبة الفاجعة التي حلت عليه.
لا ينكر ابدا فرحته لعثوره علي ابن اخيه اخيرآ، يشتاق لرؤيته و احتضانه لعله يشم ريح اخيه به، لكن من ناحيه اخري، ابنته، لا يستطيع تجاهل ذلك القلق في كل مره يعرف انها ذاهبه لهناك، حتي رغم رؤيته لسعادتها و حكاويها الطيبه عنهم ، الا انه في الاخير اب، يخاف علي وحيدته من كل شئ…
خرج من شروده و جذب هاتفه ، استمع لصوتها في المقابل : ايوة يا بابا
قال احمد لها : عامله ايه يا حبيبتي
اجابته حسنا قائله : بخير يا حبيبي ما تقلقش
بخير! يعلم هذا جيدا من صوتها ، و هذا ايضا ما يجعله في نفس الوقت… قلق.
_ و أخرتها يا حسنا، المفروض يبقي في حد للموضوع ده
اخفضت صوتها و قالت : بابا مش وقته الكلام ده
انفعل والدها قليلا و هتف : امتي وقته يا حسنا، امتي، انتي لو مش عارفه تتصرفي قوليلي و انا ادخل
اجابته بسرعه و قالت : لا يا بابا ارجوك
زفر علي الحانب الاخر و قال ببعض الهدوء و قلق اب: انا قلقان عليكي يا بنتي
قالت له بحنو كعادتها : انا كويسه و الله، ها تخاف عليا من ايه
ادرك ان لا بدي من الحديث بالهاتف فقال : لينا كلام لما اشوفك، لو سمحتي يا حسنا مش عايز تأخير
اجابته بطاعه قائله : حاضر يا بابا انا جايه علي طول…
،،،،،،،،،،،،،
جالس منتصر في قهوة والده يأخذ انفاس متتاليه من الارجيله و عقله يدور علي تلك التي تأتي تقريبا يوميا لمنزل علي دون معرفة هويتها حتي الان …يشعر ان في الامر غرابه و غموض وعليه معرفتها..
اشار لرجل كان يسير امام القهوة لا يختلف عنه كثيرا و لكنه معروف بأنه يهوي الحديث عن فلانه و اخري و معروفا بنقله الاخبار و كثرة الكلام
،قال منتصر بحماس مصطنع : محروس ياكبير تعالي اتفضل
توجه المدعو محروس عليه و جلس بالمقعد المقابل و قال بترحاب : معلم منتصر كفاره الحته من غيرك مالهاش لا طعم و لا كبير
ضحك منتصر بزهو و قال : و ادينا جينا بس والله الواحد ما عارف ها يعدل ايه و لا ايه
انتبه اليه محروس و قال متسائلا بفضول : ليه يا معلم
اخذ منتصر نفسآ طويلا من ارجيلته و نفسها بهدوء ليزيد من فضوله اكثر و و اكثر ثم قال و هو يشير علي سيارة حسنا : يعني اديك شايف ناس غُرب داخلين خارجين و لا نعرف اصلهم من فصلهم
قال محروس بفضول شديد : عربيه مين الأبهه دي يا معلم
اجابه منتصر بضيق بفتعل : دي عربيه بت كده كل شويه جايه هنا للاسطي علي، و لاموخذه يعني كل شويه طالعه بيته كده قدام الحته عادي
بلل محروس شفتيه بانتباه جلي : بيته واسطي علي، و دي تبقي مين يا معلم
لوي شفتيه بجهلا، مستكملا افتراءه :
،،محدش يعرف حاجه يا جدع ، و الحكايه بقت سايبه ، الواحد مش عايز يتكلم برضو عندنا ولايه (نساء)
حك محروس يده بذقنه لتلك الحكايه الجديده بالمنطقه، و التي يظهر انه اول من يعرفها و سيأخذ السبق في نشرها في الانحاء….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الحسناء والميكانيكي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *