رواية كل له من اسمه نصيب الفصل الخامس 5 بقلم آيلا
رواية كل له من اسمه نصيب الفصل الخامس 5 بقلم آيلا
رواية كل له من اسمه نصيب البارت الخامس
رواية كل له من اسمه نصيب الجزء الخامس
رواية كل له من اسمه نصيب الحلقة الخامسة
اسمي فرح والنهاردا اكتشفت حاجة مهمة ؛ اكتشفت إن بعد ما الجوازة دي تتم…الفرح في حياتي هيبقى مقتصر على اسمي بس و عمري ما هشوفه ، مش و كأن حياتي كانت حلوة يعني ؛ بس بعد اللي حصل مبقاش عندي حاجة أعافر و أحاول أتغير علشانها، كل بنت بتحلم باليوم اللي تطل فيه بالأبيض ، مش هكدب…أنا كمان حلمت زيكم في يوم أطل بالأبيض ، الفرق الوحيد إن الأبيض اللي في أحلامي كان دايماً الكفن!
**********
_ فرح متعمليش في نفسك كدا، أنا مصدقاكِ قولي الحقيقة!
اتكلمت سارة بنت خالتي و دموعها غرقت وشها، في اليوم اللي سيف أخد فيه كل حاجة مني…لما روح حاول يت*حرش بيا للمرة الألف لكن الحمد لله إن سارة كانت موجودة و شافته و منعته، حكيتلها كل حاجة من البداية و هي مقدرتش تمسك دموعها و هي شايفاني بلبس الفستان، كانت شايفة إن دا ظلم، متعرفش إن لحظة ولادتي في الحياة دي كانت الظلم بعينه.
_ الحقيقة مش هتغير حاجة يا سارة ، مش هترجع حاجة….و أنا خلاص مبقتش حاجة فارقة معايا.
في اللحظة اللي شفت فيها الرص*اصة طالعة من المس*دس و اخترقت صدر آسر من الناحية الشمال في صوت حاجة جوايا اتكسرت ، معرفش هي ايه بس كل اللي أعرفه إنها حاجة مهمة عشان الإنسان يقدر يشوف الدنيا بالألوان ؛ لأن كل اللي كنت شايفاه حالياً هو اللون الأبيض و الأسود ، شايفة لون الفستان الأبيض و شيفاني….عبارة عن كتلة من السواد و المشاعر السلبية.
أول ما خلصت لبس و طلعت لقيت بابا كان مستنيني برا، رسم ابتسامة مزيفة على وشه و اتكلم:
_ هي دي بنتي الشاطرة اللي بتسمع كلام باباها ، سيف هياخد باله منك كويس.
ابتسمت بسخرية ، اللي متعرفهوش إني اكتشفت سر استماتة بابا في إني أوافق على سيف من البداية ، سيف طلع رئيس عصابة و اتفق مع بابا إنه لو جوزني ليه هيديله ثروة و بكدا تحولت من البنت اللي ملهاش لازمة لأكبر صفقة رابحة في حياته، بتمنى إنه يصرف كل قرش من الفلوس اللي هياخدها من سيف على المستشفيات و في الآخر برضو ميقدرش يتعالج و يم*وت بحسرته ، ساعتها…ساعتها بس هحس إن غليلي ناحيته اطفى.
خدني من إيدي و مشى بيا ناحية الممر الطويل اللي آخره بالنسبالي حبل المش*نقة اللي هتربط بيه للأبد، لو كنتوا بتسألوا فين ماما فهي مجاتش، ممكن يكون ضميرها بيأنبها على اللي عملته فيَّ، بس مهما حصل عمري ما هسامحها، عمري ما هسامح أي واحد فيهم.
قعدنا عشان نكتب الكتاب ، بابا حط يده في يد سيف و كان أشبه بتحالف للش*ياطين، شياطين أنا بس اللي شايفة حقيقتهم، الشيخ بدأ يتكلم و سيف بيردد وراه،
بصيت ناحية التربيزة و كان عليها زرق كتير ، كيكة كبيرة و ….سك*ينة!
أول ما شفتها حسيت برغبة كبيرة إني أط*عن نفسي بيها و أستريح، بس لحظة…ليه لازم أط*عن نفسي بيها و هو أولى، هو اللي كان السبب في كل حاجة ، هو اللي طلع مراقبني و قال للكل إني بايتة مع آسر عشان يبوظ سمعتي و يدمرني ، هو اللي حاول يت*حرش بيا كذا مرة من صغري و خلاني أفقد الثقة في نفسي ، هو اللي أخد مني…آسر.
في اللحظة دي قررت آخد أكبر قرار مهم في حياتي، قررت إنهم حتى لو هي*موتوني بسبب اللي هعمله دلوقتي فعلى الأقل هم*وت و أنا واخدة حق آسر من سيف ، حطيت يدي على السكينة براحة من غير ما حد يحس، غمضت عيني و سحبت نفس عميق، و رددت في سري….”النفسُ بالنفسِ و العينُ بالعينِ و الأذنُ بالأذنِ و السنُ بالسنِ و الجروح قصاص…”.
افتكرت كلام آسر ( تقدري تقولي لأ يا فرح)…..
و قبل ما يقولوا آخر جملة وقفت و صرخت بصوت عالي..
_ لأ.
استغليت صدمة الناس و سحبت السك*ينة و قبل ما حد يستوعب أنا كنت بحاول أعمل ايه كنت غر*زتها في قلب سيف اللي كان قاعد قدامي، لما شفت دمه مغرق يدي محستش برعب بالعكس حسيت براحة نفسية غريبة، و قعدت أضحك بهيستيرية زي المجانين.
بين صدمة الناس و صويتهم فجأة لقيت حد طلع و سحبني بسرعة.
_فرح، اهربي بسرعة يا فرح قبل ما البوليس ما يجي.
كانت سارة بنت خالتي ، بتتلكم و هي بتحاول تزقني علشان أهرب.
ضحكت و بصيتلها:
_ أنا مستنياهم يجوا يعد*موني ، قوليلهم ميتأخروش.
_فرح ، أنا مش بهزر لسه في وقت ننقذ كل حاجة.
زقيتها جامد و صرخت و أنا ببكي:
_ هننقذ ايه؟ آسر م*ات قدام عيني ، قت*لوه يا سارة… قت*لوه، سيبيهم يعدموني علشان أروحله.
رديت عليا بصراخ برضو:
_مماتش يا فرح…..آسر في المستشفى لسه عايش.
فتحت عيني على آخرهم و معرفش ازاي رجلي اتحركت لوحدها بعد ما سارة قالتلي إن آسر لسه عايش، كنت بجري في الشارع بفستان الفرح اللي متغطي دم من فوق و سارة بتجري ورايا بتحاول تقنعني نهرب ، بس مكانش فارق معايا أي حاجة، كل اللي كنت عايزاه إني أوصل المستشفى في أقرب وقت عشان أشوفه.
_ فرح! خدي بالك.
سمعت سارة بتصرخ فجأة و قبل ما أستوعب أي حاجة سمعت صوت فرامل عالي و كل حاجة فجأة بقت سواد.
مكنتش متخيلة إن دا يحصل، الم*وت جاني في اللحظة الوحيدة اللي اتمنيت فيها من كل قلبي أعيش !
آخخ من سخرية القدر.
********
_ فرح ، إنتِ سامعاني؟
فتحت عيني ببطئ بس برضو مكنتش شايفة حاجة، صوتي طلع بالعافية:
_ آسر فين؟
_ آسر مين؟
_ الدكتور آسر محمد.
_ هو كويس متخافيش، جاوبي على أسألتي الأول و بعدين تقدري تروحيله.
_ لأ، أنا عايزة أروحله دلوقتي.
_ كدا كدا هو في غيبوبة حالياً فمش هيقدر يشوفك.
_ بس إنت قولتلي إنه كويس!
_ بالفعل هو يعتبر حالياً كويس، آسر لما جه المستشفى كان بين الحياة و الم*وت و نجاته كانت معجزة.
_ طب..طب هو هيصحى إمتي؟
_ للأسف منعرفش ، لو سمحتي اهدي دلوقتي و جاوبي على أسئلتي عشان تروحيله بسرعة.
هزيت راسي بالموافقة.
_ فاكرة إنتِ مين؟ اسمك ايه؟
_ اسم..اسمي فرح.
_قادرة تحركي رجلك و إيدك؟
جربت أحركهم و اتحركوا عادي.
_ أ..أيوا.
_ طب كويس جداً، أنا الدكتور أحمد يا فرح، شايفاني؟ كام صباع دول؟
فتحت عيني أكتر بحاول أشوفه بس برضو الدنيا كانت لسه سودا.
_ أنا…أنا مش شايفة حاجة.
_ قصدك الرؤية مش واضحة و لا ايه؟
_ لأ ، أنا مش شايفة حاجة خالص ، الدنيا سواد.
فجأة افتكرت كل اللي حصلي و اتفزعت و حاولت أقف.
_ أنا مش شايفة حاجة ، ليه مش شايفة حاجة؟
قعدت أكرر برعب و أنا بحاول أمسك في أي شئ و صوت الحاجات من حواليا كانت عمالة تقع بسببي.
_اهدي يا فرح.
قال الدكتور أحمد و مسك إيدي بيحاول يطمني، مسكت في إيده جامد.
_ أنا مش شايفة ليه حاجة يا دكتور؟
_ اهدي ، لازم نعمل أشعة عشان نعرف في ايه.
نقلونني لأوضة الإشاعات، بعد ما خلصوا رجعوني مكاني تاني و اتفاجئت بيهم بيحطوا الكلبش في يدي و الناحية التانية في الحديد بتاع السرير تقريباً.
_آنسة فرح ، إنتِ مقبوض عليكِ بتهمة القتل، بعد شوية هيجوا اتنين محققين عشان يسألوكِ شوية أسئلة.
بلعت ريقي في خوف من صوت الشرطي، في الأول مكانش فارق معايا حاجة بس دلوقتي بعد ما عرفت إن آسر لسه عايش حاسة إني عايزة فرصة تاني.
حاولت أهدى و أنام زي ما الدكتور طلب مني معرفش قد ايه من الوقت عدى قبل ما أسمع باب الأوضة بيتفتح.
_ آنسة فرح، في حد جه يزورك.
سمعت خطوات حد بتقرب ناحية السرير و قعد على الكرسي القريب مني.
_ سارة أمانة تقولي لآسر لما يصحى إني كنت بحبه.
_ هتقوليله إنتِ يا فرح.
دا مكانش صوت سارة!
_ ماما؟
_ أيوا، سارة حكيتلي كل حاجة، أنا آسفة يا فرح ، أنا آسفة يا بنتي سامحيني.
سمعتها بتبكِ جامد و قلبي وجعني عليها بس لأ، أنا خسرت كل حاجة بسببهم خلاص، التهمة ثابتة عليَّ لا محالة ، أنا قتلته قدام الكل في وضح النهار قدام الكاميرات!
_بعد ايه؟ للأسف الوقت اتأخر جداً ، مش هقدر أسامحك.
_ فرح…
قطعت كلامها:
_قدرتي تسمعي سارة بس مقدرتيش تسمعي بنتك؟ أنا كام مرة حاولت أقولك ؟ كام مرة حاولت أستنجد بيكِ لما بابا كان بيضربني كل يوم بس كنتي بتقفي تتفرجي عليَّ من بعيد من غير ما تعملي حاجة؟
_ فرح ، إنتِ أكتر واحدة عارفاه، مكانش بإيدي أعمل حاجة.
_كان ممكن تبلغي الشرطة بس إنتِ اختارتي تسكتي على اللي بيحصل ، كان ممكن تطلبي الطلاق بس إنتِ اللي اختارتي تستحملي كل الإهانة دي…عارفة ليه؟ عشان إنتِ شخص ضعيف ؛ لكن أنا مش زيك أنا أخدت حقي بنفسي ، أنا مش ندمانة إني قتل*ته، و لو رجع بيا الزمن هط*عنه مرة و اتنين و تلاتة.
_ فرح أنا…آسفة.
_ اعتذارك مش هيغير حاجة.
فجأة الباب اتفتح و حد تاني دخل.
_ للأسف يا آنسة فرح، الشبكية عندك متضررة جامد و محتاجة عملية نسبة نجاحها عشرة في المية.
_ يعني إيه ؟ مش هقدر أشوف تاني؟
” أهلاً، في الوقت اللي هتكون بتقرأ فيه الرسالة دي هكون حققت حلمي أخيراً، الشرطة جاية تاخدني بعد شوية و هيعد*موني، آسر…إنت علمتني حاجات كتير و وقفت جمبي لما أقرب الناس ليا اتخلوا عني ، كان نفسي النهاية تبقى مختلفة، كان نفسي نم*وت سوى بعد ما نجيب ولد و بنت و نربيهم ، دايماً ماما كانت بتقول كل إنسان ليه من اسمه نصيب عشان كدا سمتني فرح، يمكن حياتي مكانتش أحسن حاجة بس أنا ممتنة إنك خلتني أجرب شعور السعادة حتى و لو فترة قصيرة، آسر….أنا فرحانة إني قابلت شخص زيك قبل أما أم*وت.”
أعاد قرائة الرسالة للمرة الألف يحاول أن يتأكد أنه لا يفهم الأمر بشكل خاطئ لكن لا شئ، هي الكلمات ذات نفسها لم تتغير “الشرطة جاية تاخدني بعد شوية و هيعد*ومني” ترددت تلك الجملة في ذهنه ليجعد الورقة بين يديه بغضب.
_ قوليلي إن دي مش الحقيقة، فرح بتهزر صح ؟ قوليلي هي فين؟
صاح بينما يتطاير الشرار من عينيه لتفزع الأخيرة بينما تجيبه بتلعثم:
_ ص..صدقني دي الحقيقة، أنا اللي كتبت الرسالة دي بنفسي و فرح ملتني كل كلمة فيها لأنها..لأنها…
_ لأنها ايه؟
_ لأنها مكانتش بتقدر تشوف، فرح بعد ما قت*لت سيف أخويا و عرفت بعدها إنك لسه عايش كانت بتحاول توصلك بسرعة و عملت حادثة و ف..فقدت البصر.
_ أنا مش مصدق، فرح متقدرش تعمل كدا!
صرخ بينما انهمرت الدموع على و جنتيه ليقتحم الغرفة طبيب تتبعه إحدى الممرضات.
_دكتور آسر ، لو سمحت إهدى، إنت لسه صاحي يا دوب من يوم من غيبوبة لمدة شهر و حالتك لسه مش مستقرة.
_ ابعدوا عني، فين فرح؟ أنا عايز فرح دلوقتي.
حاول الطبيب تهدئته دون فائدة قبل أن يشير للمرضة بجواره و التي فهمت الإشارة على الفور لتناول الطبيب حقنة مهدئة.
**********
بعد يومين:
_ باباااا.
ركض يزن نحو أخيه الذي فتح له يديه يستقبله بشوق.
_ يزن…إنت كويس؟ أنا آسف إني سبتك الوقت دا كله.
تحدث بينما يوزع القبلات على سائر وجهه.
_أنا كنت بروحلك المستشفى مع طنط سارة، هي قالت إني لو سمعت الكلام إنك هتصحى بسرعة لكن إنت اتأخرت.
حاول كبت دموعه بينما يجيبه:
_ أنا آسف إني اتأخرت، هجيبلك هدية كبييييرة عشان إنت كنت شاطر و استنتني.
_بجد!
صرخ الصغير بسعادة ليومأ له آسر ، نهض من على الأرض بينما يحمله لينظر باتجاه سارة التي لم تستطع كبح دموعها بينما تشاهدهما ليتحدث :
_أنا مش عارف أشكرك ازاي ،معرفش ايه اللي كان ممكن يحصل ليزن لولاكِ.
_ معتقدش إنك لازم تشكرني أنا ، فرح هي اللي وصتني عليه قبل ما تروح.
أخفضت رأسها في حزن ليبتلع غصة ريقه بصعوبة بينما يكرر شكرها مرة أخرى ليأخذ يزن و يرحل.
عندما وصل إلى شقته وضع يزن على الأرض ليجري باتجاه غرفته بينما هو دارت أعينه في المكان ، أخذ يسير ببطئ بينما تتراقص ذكريات فرح أمامه ، هنا عندما كانوا يلعبون معاً بألعاب الفيديو ، و هنا عندما كانت تجري منه بينما يلاحقها ، هذا المقعد حيث جلست تتناول إفطارها معهم في ذات يوم من الأيام، كيف لم تعد موجودة بعد الآن؟
شعر بخطوات يزن الصغيرة مقتربة ناحيته ليمسح دموعه بسرعة.
_ بابا، بص رسمت ايه؟
قال بينما يرفع الورقة باتجاه آسر.
_ دا أنا و دا إنت و دي الآنسة الإنت*حارية.
ابتسم آسر بحزن بينما يتناول منه الورقة.
_ يزن…الآنسة الإنت*حارية مع ماما فوق دلوقتي.
نظر إليه الصغير عاقداً حاجبيه باستغراب.
_ بس الآنسة الإنت*حارية قالت إنها هتيجي عشان تعيش معانا و تاخد بالها مني، ازاي طلعت فوق؟
لم يستطع كبت دموعه أكثر لينفجر بالبكاء.
_ بابا! إنت ليه بتبكِ؟ مش قولتلي إن الناس اللي طلعوا فوق عايشين في مكان أجمل من هنا؟
قال بينما يحاول مسح دموع أخيه بكفيه الصغيرتين.
ابتسم آسر بألم و قام بمسح دموعه ليومأ:
_ أيوا ، هم في مكان أحسن من هنا بكتير.
***********
بعد مرور خمس سنوات:
_ يزن! أنا قولتلك كام مرة مترميش هدومك على الأرض؟
صاح بانزعاج بينما يبعد الملابس الملقاة في كل مكان ، ليأتيه صوت الصغير ذو العشر سنوات من الحمام.
_أنا شلتهم.
_ أيوا صح إنت شلتهم و هم اللي نطوا من الدولاب و رموا نفسهم على الأرض مش كدا؟
_ أيوا.
أغمض عينيه و سحب نفساً عميقاً محاولاً ألا ينفجر في أخيه الصغير، هو يزداد عناداً كلما كبر أكثر و صار من الصعب السيطرة عليه ، تنهد متحدثاً:
_ أبلة سارة حالاً تيجي عشان تاخدك المدرسة بعد شوية ، الفطار على السفرة و سندوتشاتك في التلاجة إياكش تتأخر أو متسمعش كلامها.
أنهى حديثه ليأخذ حقيبته و يتوجه ناحية عمله.
ما إن حطت قدماه في المستشفى حتى هرولت باتجاهه ممرضة لتتحدث بسرعة:
_ دكتور آسر ، في واحد جاي في حادثة عربية و حالته خطيرة جداً.
ركض خلف الممرضة التي كانت ترشده إلى غرفة المريض، بعد وقت طويل تمكن آسر من إنقاذ الرجل بصعوبة.
كان آسر يقلب أرواق المريض بين يديه بينما يسير باتجاه غرفته ليطلعه بخبر فقدان نظره.
توقف فجأة عندما قرأ الاسم “أحمد صبحي عبد السلام”، لقد بدى الاسم مألوفاً، ما إن دلف غرفة الرجل و دقق في ملامحه الحائرة حتى قطع الشك باليقين.
_ أستاذ أحمد ، للأسف إنت مش هتقدر تشوف تاني.
تحدث بينما يشاهد ملامح الرجل تنقلب إلى أخرى مذعورة باستمتاع.
_ يعني اي يا دكتور؟ ازاي هعيش أعمى طول عمري كدا؟
اقترب من الرجل الذي لا يزال مستلقياً على السرير بينما يتحدث بانهيار.
_ الموقف دا مش مألوف ليك يا أستاذ أحمد؟
توقف الرجل عن الإنتحاب و عقد حاجبيه بعدم فهم.
_ فرح…يا ترى الاسم دا مش بيفكرك بحد؟
تجهمت ملامح الرجل بينما يسأله:
_ إنت…إنت مين؟ و عرفت بنتي ازاي؟
ابتسم آسر بينما يقترب منه أكثر:
_مش مكسوف تقول عليها بنتك؟ أنا أبقى العشيق السري، الشخص اللي سمحت لنفسك تتهم بنتك في شرفها بسببه، من غير ما تسمع الحقيقة منها.
تراجع الرجل بخوف ليكمل آسر بسخرية:
_ من ردة فعلك دي أقدر أخمن إنك كنت عارف الحقيقة بالفعل بس كنت بتتلكك عشان تجوزها لسيف و تاخد الفلوس مش كدا؟
صمت الرجل عاجزاً عن الإجابة.
_ كنت عارف كل حاجة و مع ذالك فضلت تبيع بنتك؟ للدرجادي مكانتش ليها أي قيمة عندك؟ حاولت ترضيك بكل الطرق و في الآخر تبيعها مقابل شوية فلوس؟
ابتسم الرجل بمرار:
_ مش أنا الشخص الوحيد اللي وحش هنا، أمها هي كمان مهتمتش ليها، في اليوم اللي كانوا هياخدوا فيه فرح عشان يعدموها أمها خدت الفلوس كلها و هربت برا البلد، أنا مأخدتش حاجة.
ضحك آسر بسخرية بينما يجيبه:
_ كل اللي هامك الفلوس اللي مراتك أخدتها و مش فارق معاك بنتك اللي اتعد*مت بسببك؟
_ أنا مليش ذنب ، أنا مقولتلهاش تق*تل حد.
_ إنت اللي أجبرتها تعمل كدا ، ازاي هان عليك تسلمها لواحد مجرم؟!
صمت الرجل مرة أخرى ليبتسم آسر متحدثاً بغل:
_ عموماً كله سلف و دين، أتمنى إنك تكون عرفت دلوقتي شعور بنتك و هي مقضية آخر أيام حياتها عمية ، و إذا كانت هي ما*تت على حبل المشنقة صدقني…طريقة موتك إنت مش هتبقى أبشع بكتير.
أنهى حديثه ليخرج صافعاً الباب خلفه بغضب.
دخل مكتبه لتتبعه نفس الممرضة مرة أخرى بينما تمسك بيدها فنجان قهوة.
_ دكتور آسر، اتفضل القهوة دي من إيدي هتعدل مزاجك.
تحدثت بينما تبتسم بهيام.
تناوله منها على مضض و رسم ابتسامة مزيفة بينما يضع الكوب إلى جواره على سطح المكتب، لقد لاحظ التصاق تلك الممرضة به في الفترة الأخيرة بشكل زائد عن اللزوم.
_ دكتور آسر…بصراحة أنا…أنا معجبة بيك و أول ما عرفت إنك مش متجوز متتصورش فرحت قد ايه، أنا عارفة إن عندك أخ صغير بتاخد بالك منه، ف…فايه رأيك تدينا فرصة و أنا هاخد بالي منك إنت و يزن كويس.
قالت بينما تغمز له ليشعر بالتقزز، منذ ذهاب فرح لقد أخذ عهداً على نفسه بألا يتزوج أو ينظر إلى أي امرأة أخرى و اكتفى برعاية يزن فحسب.
و لكن على الجهة الأخرى عندما يفكر بمنطقية، يجد أنه من الأفضل له الزواج بفتاة تعتني بيزن لأنه كبر و أصبح في حاجة أكبر إلى من يقضي المزيد من الوقت معه ، لقد توقف عن إحضار المربية له منذ بلغ الثامنة بطلب من يزن و هو قلق من أمر بقائه طوال الوقت بمفرده بالمنزل، كما أنه أيضاً تعب كثيراً و بحاجة إلى بعض العناية و الراحة.
قلبه و عقله في صراع دائم ، قلبه لا يستطيع ترك فرح تذهب و عقله يحاول إقناعه بالمضي قدماً.
لم ينتبه إلى تلك الممرضة التي اقتربت منه تحاول تقبيله بينما كان يغوص في أفكاره عميقاً و لم يستيقظ سوى بعد أن فُتح الباب بقسوة لتفزع الممرضة و تلتصق شفاهها بخاصته دون قصد منها.
توسعت عينيه بصدمة لا يستوعب ما الذي يجري بينما نسيت الممرضة نفسها في تلك القبلة لتدلف الطبيبة رهف إلى الداخل و تجر الممرضة من شعرها مبعدة إياها عن آسر.
تأوهت الممرضة بألم و سحبت شعرها من يد الطبيبة لتتحدث بغضب :
_ بتسحبيني من شعري كدا ليه ؟ فاكرة نفسك مين؟
أزالت الطبيبة الكمامة عن وجهها لأول مرة منذ أن عملت في المستشفى منذ سنتين لتتوسع أعين الطبيب آسر بعدم تصديق.
_فرح!!!
***********
فلاش باك:
=فرح، طالما إنتِ هتهربي برا مع خالتي ممكن أفهم ليه خلتيني أكتب الرسالة دي؟
_آسر يستاهل شخص أحسن مني يا سارة.
تحدثت بينما كانت تمرر يديها على وجنته بلطف لتتحدث:
_ أنا آسفة يا آسر ، بتمنى إنك تحب بنت جميلة في المستبقل تعوضك عن كل حاجة وحشة شفتها بسببي.
=بطلي عبط، إنتِ عارفة إن آسر بيحبك إنتِ و مش عايز حد غيرك إنتِ.
_ آسر بيحب فرح اللي بتشوف، لكن فرح العمية…..أنا مش مستعدة أعرف ايه ردة فعله لما يعرف إني مش بقدر أشوف، و كفاية جداً اللي حصله بسببي.
=فرح إنتِ هبلة؟…آسر أكيد ه….
قُطعت كلماتها بفعل والدة فرح التي اقتحمت الغرفة فجأة.
– يلا يا فرح بسرعة مفيش وقت، الشرطة عشر دقايق و تبقى هنا ، أنا رشيت الأمن و هم هيعدونا من ورا.
مالت فرح لتطبع قبلة عشوائية على وجه آسر و التي صادفت أن تقع على شفتيه ليحمر وجهها خجلاً.
كانت والدتها لا تزال واقفة بالقرب من الباب و لم تتمكن من رؤية ما حصل لتبتسم سارة التي رأت كل شئ و لاحظت خجل فرح.
= يلا يا ست الحبيبة هنتحبس كلنا بسببك.
ض*ربتها فرح على كتفها بخفة لتقهقه سارة بينما تصطحبها خارج الغرفة.
وصلوا إلى باب المشفى الخلفي لتحتضن سارة ابنة خالتها بقوة.
=متنسيش تكلميني كل يوم ، مش عشان هتسافري ألمانيا تتكبري علينا و تنسينا.
تحدثت بمزاح تحاول جعل نبرتها ثابتة حتى لا تكتشف فرح كونها تبكِ و لكنها لاحظت بالفعل لتبستم بينما تمسح لها دموعها.
_ أكيد، عمري ما هنسى اللي عملتيه معايا يا سارة على الرغم من إني قتلت أخوكِ إنتِ….
= متقوليش كدا إنتِ أختي يا فرح ، و سيف يستاهل…
ابتلعت غصتها بينما تكمل:
=إنتِ مش أول واحدة سيف يحاول يغت*صبها ، بعد ما مات و كنا بنلم حاجته اكتشفت أنا و ماما فيديوهات ليه و هو بيعذب بنات تانية و بيغتص*بها.
امنلأت عينيها بالدموع مرة أخرى لتتحدث فرح بحزن:
_ ربنا يسامحه بقى.
مسحت سارة دموعها لتبتسم و تتحدث مرة أخرى:
= إنتِ انسي كل حاجة و خدي بالك من نفسك.
أومأت فرح و ابتسمت بدورها متحدثة:
و إنتِ كمان خدي بالك من نفسك و متنسيش اللي وصيتك بيه يا سارة، يزن في عهدتك لغاية ما آسر يصحى و سلميه الرسالة،و إياكِ يا سارة تقوليله على أي حاجة.
اقتربت والدتها منها تسحبها من يدها لتسير برفقتها بينما كانت تلوح بيدها ناحية سارة دون أن تراها متأكدة بأنها تلوح لها أيضاً.
نهاية الفلاش باك.
*********
_ فرح، بس ازاي إنتِ بتشوفي؟
ابتسم بينما يمسح بإبهمه برفق على عينيها.
_ عملت العملية في ألمانيا و نجحت و بعدها كملت دراستي هناك و أول ما تخرجت قررت أرجع تاني هنا بهوية مزورة عشان أكون قريبة منك.
_ ليه يا فرح عملتي فيا كدا؟ إنتِ متعرفيش أنا كنت بتعذب كل يوم قد اي و أنا فاكر إنك مُتِّي و مش هقدر أشوفك تاني؟
تحدث بينما تنهمر الدموع على وجنتيه عندما أنهت قص ما حدث منذ خمس سنوات على مسامعه.
_أنا آسفة، أنا بالفعل مكنتش ناوية أظهر في حياتك تاني و كنت فاكرة إني اتخطيتك خلاص بس لما شفت الممرضة بتبوسك مستحملتش و خلعت الماسك.
نهض من جانبها على المقعد في حديقة المشفى ليتحدث بغضب:
_ يعني إنتِ بتقوليلي إنه لولا كدا لولا قررتي تظهري أخيراً؟
نهضت لتمسك بيديه محاولةً تهدئته:
_آسر أنا مقدرتش أتخطى إنك كنت هتموت بسببي كان من الأحسن ليك إني أبعد عنك.
أزاح يدها بغضب ليتحدث بصراخ:
_ مين إنتِ عشان تقرري اي الأحسن ليا ها؟ بسبب قرارك دا أنا كنت بتعذب كل يوم و إنتِ تقوليلي الأحسن ليا؟!
_ آسر أنا….
_ ابعدي عني يا فرح، مش إنتِ قررتي متظهريش في حياتي تاني؟ خلاص أنا هعتبر إني معرفتش حاجة و هتجوز.
سار بغضب لتتجمد في مكانها عاجزة عن الحديث بينما تنهمر الدموع على وجنتيها.
**********
بعد مرور أسبوع:
_ الحقي….الحقي يا فرح آسر هينتحر!
تحدثت سارة ما إن رأت فرح عندما دخلت إلى المشفى.
تحدثت فرح بخوف:
_ ايه؟ إنتِ بتقولي ايه؟ ازاي عرفتي؟
_ أول ما رحت عشان آخذ يزن للمدرسة مع بنتي سلمى زي كل يوم لقيت رسالة آسر طلب من يزن يديهالي.
تحدثت تأخذ أنفاسها بصعوبة بينما تخرج الورقة لتسحبها منها فرح بسرعة.
” فرح، أنا مش هقدر أسامحك على اللي عملتيه و مش هقدر أعيش من غيرك في نفس الوقت علشان كدا أنا قررت خلاص ، سلام يا فرح خدي بالك من يزن.”
ألقت الورقة و خرجت تركض بسرعة ناحية البحر، هي تعرف أنه المكان الوحيد الذي سيفكر بإنهاء حياته فيه كما أخبرها من قبل.
عندما وصلت إلى هناك أخذت تتلفت في كل مكان باحثة عنه لترى حذائه على الرمال بالقرب من البحر.
صرخت جاثية على ركبتيها بينما تتحدث بألم:
_ آسر، أرجوك أنا آسفة مكانش قصدي أعمل كدا فيك أرجووووك.
دفنت وجهها بين يديها و أجهشت بالبكاء، و لكنها سرعان ما نهضت لتسير ناحية البحر تابعة آثار أقدامه التي تنتهي في الماء.
_ يا لهوي عليكِ، رايحة تنت*حري ورايا يا مجنونة؟
انتفض جسدها عندما سمعت تلك النبرة قادمة من خلفها.
_ آسر، إنت..إنت ممتش؟
_ قولتلك قبل كدا إني مش عبيط زيك علشان أتخلى عن حياتي.
عقدت حاجبيها لتتحدث بغضب:
_ إنت كنت بتهزر؟
ضحك لتفتح عينيها بعدم تصديق بينما تلتقط الحجارة و تلقيها عليه و تمطره بسيل من السباب.
ركض منها يستمر في الضحك لتركض خلفه تحاول ضربه بينما يهرب منها لتستسلم منه في النهاية و تقف لتلتقط أنفاسها بصعوبة.
_ عرفتي الشعور اللي حسيت بيه دلوقتي يا هانم؟
نظرت إليه رافعة حاجبها باستنكار:
_غبي.
ضكك و اقترب منها جاثياً على ربكتيه بينما يخرج علبة من جيبه متحدثاً:
_ قبل خمس سنين ملحقتش آخد موافقتك، ف…الآنسة الإنت*حارية تقبلي تتجوزي من الأستاذ غبي عشان نخلف أطفال متخلفين عقلياً و معقدين نفسياً؟!
ضحكت و غطت فمها بإحدى كفيها بينما مدت إليه الكف الأخرى ليتمكن من الباسها الخاتم.
حالما انتهى نهض ليسحبها في قبلة دافئة لتسمع فجأة صوت الصراخ و الصفير من حولهما.
ابتعدت عنه لترى والدتها و خالتها و يزن و بعض الأطباء الآخرين الذي كانوا يعملون معهم في المشفى يصفقون لهما بسعادة لتتدفن وجهها بإحراج في صدره.
_كنت عارف إنهم هنا و مع ذالك عملت كدا قدامهم.
ضحك بينما يحتضنها إليه بقوة:
_ إنتِ أولى و لا هم يا فرح؟
ابتعدت عنه لتبستم بفخر:
_أنا.
سحبها في عناق طويل ليتحدث هامساً:
_ كويس إنك أخيراً عرفتي الإجابة الصح، لطالما كنتي و هتفضلي الأولى في حياتي دايماً.
فجأة قاطعهم صوت سارة التي وصلت للتو متحدثة بينما تلتقط أنفاسها بصعوبة:
_ ايه في حاجة فاتتني و لا اي؟
نظرت إليها فرح بتوعد بينما انخرط الجميع في الضحك بصوت عالي.
**********
بعد مرور سبع سنوات:
تتبعت صوت الضحكات الذي كان مصدره حديقة المنزل بينما تدعو الله ألا يكون ما تعتقده صحيحاً، و ما إن وصلت حتي شهقت بذهول.
_ ريان! راي! اي اللي عملتوه دا في الخضار بتاع تيتا ؟
توقف التوأمان عن الركض و اللعب لينظرا إلي بعضهما بسرعة.
_ دا راي! / _ دا ريان!
تحدثا معاً في نفس الوقت، لتضرب جبهتها بنفاذ حيلة.
_ عقاباً ليكم إنتوا الإتنين هتروحوا معايا و مش هتحضروا عيد ميلاد سلمى!
نظر إليها التوأمان بأعين الجراء بينما كانوا يترجونها لتركهما لتحضر ابتسام على صوتهم.
_ إنتِ يا بنت ملكيش دعوة بيهم ! راي و ريان حبايب قلب تيتا يعملوا اللي هم عايزينه.
نظرت إليها فرح بطرف عينها.
_ الله يرحم ساعة ما كنتي هتطرديني أنا و آسر عشان أخدت طماطماية.
_ دا انتوا، إنما هم براحتهم مش صح يا حبايبي؟
انحنت في الأرض تفتح ذراعيها لهما ليركضا باتجاهها ، راي التوأم الأكبر ذو العيون الزرقاء الدافئة التي تشبه عيون والده و ريان التوأم الأصغر و الذي كان بعيون عسلية مشرقة كأعين فرح.
تركتهم فرح لتتجه ناحية زوجها الذي لاحظ عبوسها.
_ مالك يا حبيبتي؟ راي و ريان تاني؟
أومأت :
_ أنا مش عارفة أعمل معاهم اي، اشمعنى بيسمعوا كلامك إنت؟
_ عيب عليكِ دا أنا مربي يزن قبلهم و عندي خبرة برضو.
=شكلك معرفتش تربيه يا أخويا، شوف أخوك المت*حرش اللي مش سايب بنتي في حالها.
تحدثت سارة التي كانت تقف بالقرب منهم و استمعت إلى حديثهما.
نظر آسر باتجاه يزن الذي كان يحاصر سلمى في إحدى الأركان و يحتضنها ليضحك بصوت عالٍ.
ضربته فرح بلطف على صدره لتتحدث:
_ طالع زي أخوه، روحي الحقي بنتك منه بسرعة يا سارة.
توقف عن الضحك و نظر بمكر ناحية فرح التي ابتلعت ريقها بخوف.
_أنا لاحظت حاجة.
_ ايه هي؟
_ المفروض كنا نجيب بنت و ولد بس احنا جبنا ولدين.
_ و ايه يعني؟ الحمد لله على كل حاجة.
_أكيد طبعا الحمد لله بس أنا عايز بنت قمورة شبهك.
قال بينما يقترب منها بنظرة لعوبة.
_ ما تيجي نجيب بنت؟
تراجعت بخوف:
_ آسر مش هنا، ابعد عني متهزرش.
اقترب منها و حملها سريعاً بينما يتوجه بها ناحية الغرفة المخصصة لهما في هذا المنزل الكبير كلما أتوا ليقضوا بعض الوقت برفقة والدتها و خالتها.
_ متخافيش مش هناخد وقت.
تأوهت و قلبت عينيها بملل :
_ كداب! كل مرة بتقول كدا.
ضحك و طبع قبلة رقيقة على جبينها.
_ بحبك يا فرح.
ابتسمت بحنان
_ و أنا كمان بحبك.
كلنا شعرنا بالسوء لدرجة تمني الموت في أحد الأيام ، في أحد الأيام سمعت والدتي تدعو بأن يكون لي من اسمي نصيب، و ها أنا اليوم، فرح…اسم على مسمى ، بالطبع توجد العديد من الأيام السيئة و لكن لا بأس، أنا أعرف أن أسرتي الصغيرة دائماً ستقف إلى جواري، سيدعمونني و يدفعوني للمضي قدماً و بعد وقت طويل…طويلٍ للغاية، سأغمض عيني أخيراً بسلام، أتمنى أن تجدوا سعادتكم و تكونوا أسركم الصغيرة أيضاً قبل أن يحين وقت إغماض أعينكم.
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية كل له من اسمه نصيب)