روايات

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الفصل الثاني عشر 12 بقلم نسمة مالك

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الفصل الثاني عشر 12 بقلم نسمة مالك

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به البارت الثاني عشر

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الجزء الثاني عشر

تزوجته فقيرا فأغناني الله به
تزوجته فقيرا فأغناني الله به

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الحلقة الثانية عشر

”أمّا عن لُطف الله، فلن تجد له بديلاً ما حيَيْت”..
“فاللهم لا تدع لنا حزناً في قلوبنا إلا بدلتَه فرحاً”..
..هبه..
تصرخ بمراره وهلع، وبهستريه تردد جمله واحده دون توقف..
“ابنى ياااااااارب”..
هرول والدها مسرعاً خلفه والدتها وقد ارتعد قلبهم من صرخاتها الحاده التى تدل على وجود كارثه..
لتصعقه هيئة ابنته الجالسه أرضاً وقد تبدلت ملامحها لأخرى باهته، شاحبه كمن فقدت روحها..
محتضنه صغيرها بتملك مجنون..
تنظر له بعيون ذائغه،فقد جفت دموعها وأصبح قلبها هو الباكى..بل النازف..ينزف بغزاره حتى انها استشعرت طعم الدماء بفمها..
ولكن تلك النيران التى تتأجج داخل صدرها اندلعت لقلبها فأحرقته تماما وقضت على نزيف قلبها فتبدل طعم الدماء بالرماد الذى اوشك على قتلها خنقاً..
بخطوات بطيئه متثاقله اتجهت منال خلفهم بعدما رمقت ابنها بنظره خذلان واحتقار..
وقف كلا من محمد وزوجته ووالدته سيف أمام هبه كأنهم فقدو القدره على الحركه والحديث من هول الصدمه..
الصدمه أصابت الجميع بالشلل والوجوم..
ركضت نجوى نحو ابنتها، محاولة أن تاخذ الصغير لم تستوعب فقدان حفيدها الوحيد وفرحتها وعزيزها، كأن قلبها سقط أرضا، وقدمها لا تحملها ودموعها لا سيطرة عليها، صوت شهقاتها مقبضة،..
محمد استند الى الحائط تجمد تماما..
كان الأمر صادم كليا، فعلة سيف واكتمل الامر بهذه الفاجعه، كيف له أن يحتمل، جسده كان ينتفض، شحب وجهه كشحوب وجوه الموتى،..
أستغل سيف خروجهم واسرع بأرتداء ثيابه هو وتلك المربيه على عجل،واندفع للخارج بفزع حين اخترق عويل نجوى أذناه..
بنحيب يقطع نياط القلوب تصرخ نجوى..
“سفياااااان يا قلب امك ياحبيبى انا السبب يا ابنى”..
أرتمت أرضاً بجانب ابنتها تلطم على وجناتيها بعدما فشلت جميع محاولاتها لأخذه منها،ولكن هبه تمسكت به داخل حضنها بأحكام..
نظرت لابنتها بعيون يغرقها الدمع، تبكى بحرقه، تبكى ندماً واسفاً على ما فعلته بحق ابنتها وحفيدها،
ضربت على صدرها بعنف وبنهيار حاد تابعت..
جوزك كان بيقولى خدى سفيان اديه لهبه وانا مرضتش اخده…تأوهت بصراخ..وانا اللى قولتله يقولك انه مسافر علشان ترجعيله يا هبه..اااااااااه يا سفيان يا قلب ستك انا السبب يا ضنايا..
لم تبدى هبه لحديث والدتها أدنى اهتمام، فهى لم تستمع لما يدور حولها من الأساس،مكتفيه بحتضان صغيرها،عيونها معلقه بعيون سيف الواقف أمامها بوجه كساه اللون الأسود فجأتاً من شده صدمته..
تنظر له نظره جامده،بارده خاليه من المشاعر..فقد وصلت افعاله القذره حدها الأدنى حتى أصبح لا يستحق مجرد نظره..
بهلع وفزع يتنقل هو بنظره بين جميع الحضور..
يحاول استجواب احدا منهم عن كم الاسئله التى تدور برأسه..
ايعقل؟!..مات ولده؟؟..
كيف؟؟..ومتى؟؟..لقد كان بخير حال،لم يشكو من اى شئ.. وقبله هو بنفسه ورأى ابتسامته البريئه تزين وجهه الملائكى قبل قليل..
اتجه بنظره لوجه صغيره..لينشق قلبه حين رأى علامات الموت ظاهره على ملامحه..
دون سابق انظار انفجر ببكاء مرير،جعل عيونه تزرف عبرات حارقه بغزاره،تهبط على وجناتيه تحرق قلبه وروحه بلا رحمه..
بكائه هذا جعل هبه تعود لوعيها وتستجمع شتات نفسها اخيراً وهبت واقفه،وركضت نحو الخارج بخطوات مرتعشه،وبصوت يكاد يكون مسموع همست..
هوديه المستشفى..
نهت جملتها وأسرعت خطواتها اكثر متجه لأقرب مشفى لعل الله يرأف بحالها وتتمكن من أنقاذ صغيرها..
أسرع الجميع بالركض خلفها وقلوبهم تدعو بألحاح ان لا يفجعهم القدر بموت حفيدهم..
……………………………………….
..حبيبه..
يتأكل القلق قلبها دون سبب..
تسير بتوتر ذهاباً واياباً ممسكه بهاتفها وتعيد اتصالها بوالدها وشقيقتها وحتى والدتها للمره التى لا تعلم عددها..
تأففت بضيق حين لم يأتيها رد من احداً منهم..
مسحت بكف يدها على وجهها وشعرها وببوادر بكاء تحدثت..
وبعدين بقى فى القلق دا..رفعت عيونها للسماء وبرجاء تابعت..استرها ياارب اول مره بابا وهبه ميردوش عليا..وحتى ماما كمان..
ضغطت اتصال مره أخرى ولكن هذه المره أتاها الرد سريعا..
أيوب:بعشق..”حبيبة ايوب،واحشتينى”..
حبيبه:بتنهيده..انت اكتر يا قلب حبيبه..طمنى انت وصلت عند سيادة اللوا؟؟..
ايوب:لسه فى الطريق بس عبد الرحمن نزل يشترى حاجه..
حبيبه:توصل بسلامه يارب..وضعت أحدى اصابعها بفمها وبطفوله تابعت..بيبو بستأذنك اروح أطمن على بابا وماما واختى..
اندهش أيوب من طلبها هذا،فهى منذ زواجهم ولم تذهب لمنزل والديها بأمر من والدتها..زحف القلق لقلبه هو الأخر وبلهفه تحدثت..
حاجه حصلت يا حبيبه؟؟..
اختنق صوتها بالبكاء وبصعوبه تحدثت..
قلقانه اوى يا ايوب..حاسه فى حاجه..وعماله اطلب بابا وهبه وحتى ماما..بكت..مافيش حد بيرد عليا..
بكائها هذا افقده صوابه وألم قلبه بشده، جعله ينظر لعبد الرحمن الذى اتى وجلس بمقعد السائق وهم بالقياده وبرجاء تحدث..
عبد الرحمن لف ورجعنى البيت..
عبد الرحمن:بذهول..انت بتهزر يا أيوب؟!..انت عارف اننا مينفعش نتأخر على سيادة اللوا..نظر له بتحذير..دا يعتبر أستدعاء عسكرى..
أستمعت حبيبه لحديثه فتحدثت بلهفه..
ايوب حبيبى اطمن انا كويسه..روح انت مشوارك وانا هلبس واروح البيت عند بابا وهبقى معاك بالتليفون..
ضحكت مجبره حتى تطمئن قلبه وتابعت بمزاح..
انت عارف هرموناتى دا معادها وطالبه معايا عياط..
أتسعت أعين أيوب على أخرها حين استمع لجملتها هذه..
ودون ارادته ظهرت فرحه غامره على ملامح وجهه حين تذكر ان عادتها الشهريه تأخرت عن موعدها هذا الشهر..
يحفظ هو ادق تفصيلها..
حاول السيطره على توتره وانتفاض جسده،واخذ نفس عميق وبرجاء تحدث..
حبييه خليكى فى البيت متنزليش لحد ما اجى اخدك..
حبيبه:بطاعه..حاضر..وهفضل اتصل عليهم برضو يمكن حد فيهم يرد..
أيوب:بتاكيد..وانا كمان هتصل على عم محمد يمكن يرد عليا، واول ما اخلص هجيلك على طول بأذن الله..
……………………………………..
..بأمريكا..
بكوخ صغير داخل احدى الغابات..
يجلس ايمن أرضاً ممسك ببعض الصور القديمه برفقه اشقائه وهما أطفال،كان يحتفظ بهم داخل هذا الكوخ بعيد عن أعين زوجته..
أمسك احدى الصور وتأملها بابتسامه من بين دموعه..
صوره له هو وايوب بعامهم السابع محتضنين بعضهم بحب شديد..
يرتدو نفس الثياب،بنفس الالوان..
من يراهم يقسم انهم شخص واحد يقف امام صوره انعكاسه بالمرأه..
وصوره أخرى حاملين بها شقيقهم الأصغر بينهم ويقبلوه بسعاده نابعه من صميم قلبهم..
أزدادت حده شهقاته..وبدا يبكى بنحيب على ما فعله بحق شقيقه الذى فضله على نفسه واصر ان يتخلى هو عن تعليمه وسعى للعمل وجلب المال حتى يحقق له حلمه ويصبح مهندس كما كان دوما يتمنى..
وحين حقق هدفه..تبدل لشخص أخر..انتهازى ووصولى..
وتعمد اختيار زوجه من طبقه مرموقه لتنقله من حياة الفقر التى سئم منها الى حياة الأغنياء..
ازدات حده بكائه اكثر،وبنهيار بدأ يحطم كل شيئ تقع عيناه عليه مرددا بصراخ..
غبى..غبى يا أيمن..ظل لفتره بحاله من الانهيار التام حتى انه حطم الكوخ تماما لينفس عن غضبه الشديد من افعاله المخذله..
بوهن ارتمى أرضاً محتضن صوره برفقه اشقائه..
لينتبه على صوت بكاء شقيقه احمد الذى خطى لداخل الكوخ منذ فتره وهو لم يشعر بوجوده..
اقترب منه احمد وارتمى جواره ارضاً وبغيظ تحدث..
انت كسرت كل حاجه يا عم انت..ركل الارض بقدميه وتابع بغضب طفولى..مسبتليش حاجه أكسرها ليييييه..
نظر له ايمن قليلا ومن ثم انفجرو بالضحك سويا ودموعهم تهبط بغزاره على وجناتيهم..وبقلق تحدث ايمن..
خطيبتك عرفت؟..
ابتلع احمد غصه مريره وبابتسامه زائفه تحدث..
امممم..عرفت..نظر له بعيون مليئه بالعبرات وتابع بأسف..
وسبتنى..خفض رأسه بخزى..قالتلى اللى ملوش خير فى أهله ملوش غير فى حد..
تنهد ايمن بالم وبغصه تحدث..
ليان هتعمل زيها وهتسبنى..نظر له بتحذير وتابع بتعقل..
اوعى ترمى الحمل على ايوب..حرك رأسه بالنفى..
اخوك عمره ما كان سبب اذى لينا..بكى بحرقه..احنا اللى دايما كنا سبب المشاكل وهو اللى بينجدنا ويحلها..
احمد:بتأكيد..عارف..علشان كده كنت بهرب من موجهته..
نظر له بغيظ..يارتنى ما مشيت وراك ولا سمعت كلامك يا ايمن..
لكمه ايمن ببعض العنف وبحده تحدث..
جاى دلوقتى تقول يارتنى يله..مش انت اللى كنت بتتمنى تعيش فى مستوى كويس وتفتح معمل تحاليل فى منطقه عليها القيمه بدل الحاره اللى كنا عايشين فيها علشان يليق بالدكتور احمد زيدان..
احمد:بندم..كنت غلطان يا ايمن..نظر له بشرار..وانت اخويا الكبير كنت فطمنى يا جدع..مش تطوعنى وتشجعنى على الغلط كمان..
ايمن:بأسف.. عندك حق..انا اللى غلطان..صمت لوهله..وهعمل اى حاجه علشان اصلح غلطى دا..
احمد:ببكاء..تفتكر ايوب هيسامحنا بسهوله..
ايمن:بابتسامه..ايوب مسامحنا اصلا يا احمد..وظهوره فى الفيديو بعد ما وقف على رجله وبقى ظابط دكتور بيقولنا بيه..بكى بنهيار..أرجعو لحضنى انا اتعلمت وشرفتكم..
مش هتستعرو منى ولا تنكرو وجودى تانى..
نهى جملته وازدادت حده بكائهم..يبكون بمرار..ندماً وأسفاً على ما فعلوه بحق نفسهم وحق شقيقهم الخلوق..
………………………………………
..بالمشفى..
خارج غرفه الكشف..
يقف الجميع بحاله من الفزع والهلع الشديد..بعدما اصر الطبيب على عدم وجود احد معه اثناء الكشف بسبب بكائهم العنيف..
..هبه،سيف،نجوى،محمد،منال..
ينتظرون خروج الطبيب..
مستنده هبه على احدى الجدران لا تبكى..ملامحها هادئه،راضيه..عكس حرقه قلبها..
لينقبض قلبها بعنف واوشكت على فقدان وعيها حين استمعت لصوت باب الغرفه يفتح وخرج الطبيب بوجه يظهر عليه الأسف وبتأثر نطق بكلمه جعلتها بعالم أخر..
الطبيب:بتأثر..البقاء لله..
ايستمع احد لصوت انشقاق قلبها،ولروحها التى غادرت جسدها..
بعويل ومراره شديده صرخت نجوى ومنال صرخات تنقطع لها نياط القلوب..
بينما سقط محمد جالسا ارضاً فلم تعد تحمله قدميه..
اما سيف ارتجف جسده بوضوح وبدا يهرتل بالحديث كمن فقد عقله..
قتلتيه يا هبه؟..سقط ارضاً على ركبتيه وتابع بأنفاس اوشكت على الأنقطاع..قتلتى سفيان علشان تخلصى منى يا هبه؟..
ضيقت هبه عيونها ونظرت له بذهول تخبره بنظرتها..
يا لوقحتك اتلقى علي اللوم وتهمه قتل صغيرى بعد فعلتك الشنعاء..
صرخ هو بها بغضب عارم..
قتلتى ابننا يا هبه علشان مش عايزه ترجعيلى ولا حاجه تربطك بيا؟؟..
بشرار نظر له والدها وبصعوبه تحدث من بين شهقاته الحاده..
انت ليك عين تنطق وترمى بلاك واهمالك على بنتى يا فاجر..
هب سيف واقفا واقترب منه وخبط بقبضه يده بعنف على الحائط خلفه وبصراخ تحدث..
بنتك قتلت ابنى يا عمى..خنقته علشان تخلص منى للأبد..
قطع الطبيب حديثه بعمليه..
الطفل اتعرض لخبطه قويه فى دماغه ادت للوفاه..وفى الحاله دى لازم نبلغ..لان دا اهمال..او شروع فى قتل لطفل مكملش 5شهور يتعرض لخبطه عنيفه زى دى تتسبب فى موته..
اشار سيف على هبه باحدى انامله وبهستريا تحدث..
هى اللى خبطته..هى اللى موتت ابنى..نظر لطبيب.بلغ البوليس خليهم يجو يقبضو عليها..
اقتربت منه والدته وصفعته على وجهه بعنف وبنهيار تحدثت..
اخررررس بقى..ليك عين تتهمها بموت ابنها اللى انت قتلته باهمالك وقذارتك..
سيف:بنهيار..هى اللى موتت ابنى يا ماما..ابنى كان زى الفل و نايم فى اوضته..و هى اللى دخلت عليه و موتته..
منال:بمرار..ابنك انا سمعت صوت وقعته على الارض وانا قاعده فى شقتى قبل ما هبه تطلع الشقه عندك..
سيف:بنحيب..يبقى هى اللى وقعته من على السرير..نظر لها وتابع بوعيد..هخلى البوليس يراجع كاميرات البيت كله وهثبتلك انها هى اللى موتته..صرخ بنهيار..
وهسجنك يا هبه ، ورحمه ابنى لسجنك..
غافلاً انه القى بنفسه بأعماق شر اعماله المشينه..
وسينفضح امره وما كان يفعله حين سقط صغيره..
بثبات تقف هبه امامه،و شبه أبتسامه ظهرت على ملامحها.. ابتسامة رضى بقضاء الله وبلا توقف بدات تردد…
“قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ مَاذَا قَالَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ فَيَقُولُ اللَّهُ : ” ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ “..
هبطت دموعها بغزاره وبصعوبه اكملت من بين شهقاتها..
فاللهم لك الحمد حتى ترضى،ولك الحمد اذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى..
حديثها هذا جعل جميع الحاضرين يبكون بنهيار اكبر..
وبلحظه كانت سقطت نجوى ارضاً فاقده وعيها..
………………………………………
..بمدريه امن القاهره..
..ايوب..
يسير برفقه الظابط عبد الرحمن شكرى،نجل اللواء هانى شكرى..
حتى وصلو لأحدى المكاتب الفخمه،طرق عبد الرحمن الباب واندفع مباشرة نحو الداخل..
نظر له ايوب بدهشه،وتوقف خارج المكتب ينتظر الأذن بالدخول..
بالداخل يجلس اللوء هانى على مكتبه يراجع بعد الملفات امامه..
وقف عبد الرحمن أمام مكتبه وبمزاح تحدث..
ليك واحشه يا سياده اللوا..تنهد برتياح..اخيرا رضيت عنى..
بغضب رفع هانى رأسه ونظر لنجله وبأمر تحدث..
“اطلع بره”..
نظر له عبد الرحمن بحاجبين مرفوعين..
فاشار هانى بعيونه على باب المكتب وتابع بصرامه..
تطلع بره حالا وتستأذن من العسكرى اللى واقف على الباب يبلغنى بوجودك وانا هشوف وقتى يسمح اقبلك ولا لاء..
عبد الرحمن:بابتسامه مصطنعه..
“بابا حضرتك اللى بعتلى انا وأيوب”..
التفت حول نفسه يبحث عن أيوب فلم يجد له أثر..
عبس بملامحه وبأحراج تابع..اححححم هو فين ايوب؟؟..
خبط هانى بكف يده بعنف على المكتب أمامه وبغضب تحدث..
“انا هنا مش بابا يا بيه”..
هب واقفا..انا هنا سيادة اللوا ولما تقف قدامى تقف انتباه يا حضرة الظابط..
اسرع عبد الرحمن بالاعتدال بوقفته وبحترام القى عليه التحيه العسكريه مرددا..
تمام يا فندم..
هانى:بأمر..اتفضل بره حالا،نفذ الأمر..
جز عبد الرحمن على اسنانه بغيظ وسار نحو الخارج غالقا الباب خلفه وبغيظ شديد همس لأيوب..
لو كنت دخلت معايا مكنش هزقنى كده..
ايوب:بتعقل..هدخل ازاى من غير ما حضرة اللوا يسمحلى..ربت على كتفه..وممكن لو كنت دخلت معاك كان هزقك اكتر،انت المفروض قدوه ليا،ولما اشوفك داخل زى المدفع كده على رؤسائك بدون استأذان دا عيب فى حقك يا حضرة الظابط..
عبد الرحمن:بأحراج..امممم.انت صح يا عم ايوب..
نظر للعسكرى وتحدث بصرامه يخفى بها احراجه..
انت يا ابنى مش سمعت معالى الباشا بيطردنى علشان انت تدخل تقوله انى متزفت واقف بره عايز اقبله؟؟..
انفجر ايوب والعسكرى ايضا بالضحك على طريقه عبد الرحمن بالحديث التى جعلته بغايه اللطافه..
واسرع العسكرى بالتوجه للداخل وعاد لهم مره اخرى وبعمليه تحدث..
اتفضلو يا بشوات..
تقدمو نحو الداخل ليفاجئهم هانى بستقباله لهم..
اسرع هو بالاقتراب منهم واحتضن أيوب بحب،بعدما علم عنه كافه شئ،وهو تمنى لو ان يصبح نجله بأخلاق أيوب وكفاحه..نظر له بفخر وتحدث بابتسامه قليلا ظهورها..
يا مرحب بأبنى التانى..
ابتسم له ايوب وبمتنان تحدث..
شرف ليا يا سياده اللوا،ان حضرتك تختارنى أكون ظابط من فريقك..
نظر هانى لعبد الرحمن بغضب مزيف وتحدث بغيظ..
هو دا اللى مش هقوله حاجه علشان مبوظش المفاجأه؟؟..
عبد الرحمن:بابتسامه مستفزه..مبسوط منى سيادتك..
غمز بشقاوه لايوب..وبعدين عم ايوب ترند اول على السوشيال ميديا بسبب الفيديو الجامد اللى بيغنى فيه وكل البرامج هتجرى وراه قريب علشان تعمل معاه لقاء..فلازم احنا ناخده تحت جناحنا ويبقى من رجلتنا..
بغضب مصطنع نظر هانى لايوب وبصرامه تحدث..
بغض النظر عن الترند انا عرفت انك متفق على شغل جديد هتبنى بيت تقريبا يا ايوب صح؟؟..
ايوب:فعلا سيادتك..بما انى لسه قدامى شهرين على ما استلم سلاحى ووظفتى فى المستشفى فقولت اكمل شغلى اللى متفق عليه وواخد منه عربون..
هانى:بأمر..وعبد الرحمن هيطلع معاك اى شغل..نظر لعبد الرحمن الذى فتح فمه على اخره بصدمه وتابع بتشفى..
تعلمه صانعه تخشن ايده الناعمه دى شويه..ضحك بسخريه..
الباشا ايده ناعمه اوى ودى حاجه مش عجبانى الصراحه..
كتم ايوب ضحكاته وبابتسامه تحدث..
امر سيادتك..نظر لعبد الرحمن..من بكره الفجر بأذن الله هنبدا الشغل..
هم عبد الرحمن بالرد لكن رنين هاتف أيوب قطع حديثهم..
نظر للواء بأحراج وبأسف تابع..
بعتذر لمعاليك بس لازم ارد..
حرك هانى رأسه بالايجاب..فاسرع ايوب بضغط زر الفتح وبلهفه تحدث..
عمى محمد حضرتك فين؟؟..انا وحبيبه رنينا عليك كتير؟؟!..
قطع حديثه بفزع حين وصل لسمعه صوت بكاء محمد الحاد..
وبهلع تابع..عمى مالك؟..فى ايه؟؟..
محمد:بنهيار..الحقنا يا ايوب يا ابنى..سفيان حفيدى..بكى بنحيب اكبر..مات..وسيف جوز هبه اتهمها انها قتلته وبلغ عنها وقبضو عليها..
الخبر كان مفجع وصادم لاقصى حد..
جعل وجه ايوب ينسحب منه الدماء واصبح شاحب للغايه..
ايعقل سفيان قلب زوجته كما تلقبه لقى حتفه؟؟!..
امتلئت عينه بالعبرات سريعا حين تخيل صدمة زوجته حين تعلم هذا الخبر المؤلم..
اغمض عينه بعنف محاولا التحكم بدموعه وبصعوبه تحدث..
انتو فين يا عمى..
محمد:بوهن..انا فى المستشفى مع نجوى مستحملتش الخبر ووقعت مننا..صمت لواهله يلتقط انفاسه وتابع ببكاء..وخدو هبه على القسم يا ايوب علشان يحققو معها..
ايوب:بهلع..حضرتك قولت لحبيبه؟؟..
محمد:هى عماله ترن عليا بس انا مردتش عليها..
ايوب:برجاء..عمى متردش عليها، انا هكلمها واقولها ان مامتها تعب شويه وانتو معاها..وهجبها واجى لحضرتك المستشفى دقايق وهكون عندك..اطمن..
اغلق معه ونظر لهانى الناظر له بقلق لملامحه التى تبدلت لاخرى مذعوره من شده خوفه على زوجته وتأثره بما حدث للصغير ووالدته..
هانى:خير يا أيوب..شك التليفون اللى جالك جبلك خبر مزعج؟..
ايوب:بأسف..ابن اخو مراتى توفى..وجوزها اتهمها انها قتلته وبلغ عنها وقبضو عليها..
هانى:بتأثر..لا حول ولا قوه الا بالله..نظر لعبدالرحمن وتابع بامر..مع ايوب يا عبد الرحمن متسبهوش وانا هبقى معاكم بالتليفون..
حرك عبد الرحمن رأسه بالايجاب واسرع بالركض هو وايوب نحو الخارج..
ليتحدث ايوب برجاء لعبد الرحمن..
عبد الرحمن اعمل اتصالاتك واعرف هبه محمد طالبه بكليه الهندسه خدوها قسم ايه وروحلها وانا هروح اجيب مراتى اوديها لواتها المستشفى لانها للاسف مستحملتش اللى حصل ووقعت من طولها..
ربت عبد الرحمن على كتفه وبتفهم تحدث..
روح انت لمراتك وانا هروح للمهندسه هبه وهفضل معها لحد ما انت تيجى..
رن هاتف ايوب هذه المره برقم زوجته..مسح ايوب على وجهه بكف يده واسرع بالرد عليها بصوت جاهد لاخراجه طبيعيا..
لكن..صوت صرخاتها العنيفه التى اخترقت قلبه قبل أذنه جعلته أوشك على السقوط ارضاً من شده فزعه عليها..
حبيبه:بصراخ..ايووووووب الحقنى..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *