روايات

رواية منتصف تشرين الفصل السادس 6 بقلم منة ممدوح البنا

رواية منتصف تشرين الفصل السادس 6 بقلم منة ممدوح البنا

رواية منتصف تشرين البارت السادس

رواية منتصف تشرين الجزء السادس

منتصف تشرين
منتصف تشرين

رواية منتصف تشرين الحلقة السادسة

_إيه اخبار سهرة امبارح؟
كانوا قاعدين هو وامجد في غرفة الاجتماعات بعد ما خلصوا ميتينج مهم استنزف طاقتهم تقريبًا، كل واحد فيهم ماسك ورق بين إيديه بيراجعه لحد ما قطع امجد الصمت بسؤاله ده، كشر أيوب بضيق وقال_سيبك
رمى أمجد الورق على المكتب وهو بيقول بغمزة_ازاي بس يا جدع، ده أنتَ صورك مع بنت العدلي مالية السوشيال ميديا من امبارح والكل بيراهن علاقتكوا هتكمل كام يوم المرادي!
زفر بضيق_يادي السوشيال ميديا وحواراتها!
رفع أمجد رجله وحطها فوق التانية على الترابيزة وقال_بس عملتها ازاي دي!
بنتين في نفس الوقت
محصلتش في تاريخك قبل كده!
سكت أيوب ومعلقش، بل سرح وهو بيخبط بالقلم على الترابيزة، بصله امجد بشك وهو بيقول_موقعتهاش ولا إيه
مردش فاتوسعت عينه وهو بيقول بصدمة_لا متقولش!
عايز تقنعني إنها بقالها كام يوم عندك في البيت ومقدرتش توقعها في شباكك!
اتعصب وحاول يبرر لنفسه_أكيد لا!
البنت جيالي عشان احميها أكيد مش هستغل ضعفها!
اتعدل أمجد بسرعة واتحرك بالكرسي اللي كان فيه عجل ناحيته وهو بيقول_لا والله!
ومن امتى الشهامة دي يا أيوب!
بصله بحدة وعينه ابتدت تومضت بغضب، ولكن فضل امجد متمسك بكلامه وهو بيقول_متبصليش
مقولتش حاجة غلط
مش معقولة بنت حلوة زيها مقدرتش تستغل وجودها معاك وتوقعها في شباكك إلا إذا الموضوع فيه إن!
ساب أيوب القلم من إيده، وسند ضهره على الكرسي وهو بيتنهد_مش عارف يا أمجد، حاسس فيها حاجة مختلفة، حسيت إنها مسئولة مني وواجب عليا إني احميها، وفنفس الوقت حاسس إن وراها حاجة، بتحاول تخبي بس توترها وخوفها الدايم كاشفها
رد أمجد_ما يمكن خايفة منك أنتَ
بصله أيوب بتعجب فابتدى يوضحله ببساطة_من بعد موقف نيرة الحداد، أكيد دورت وراك وعرفت عنك كل حاجة، فـ ده خوفها منك وخلاها تاخد حذرها ومبقتش قادرة تثق فيك
سكت أيوب وهو بيفكر في كلامه، منطقي بالفعل، لازم تخاف وتقلق منه بعد اللي حصل، ولكن…
ليه مهتم برأيها فيه كده!
وليه حس بوغزة لما قاله أمجد عن انعدام ثقتها فيه!
إيه اللي اتغير، ماهو بالفعل كان ناوي يستغل وجودها ويقرب منها
ولكن كل مرة بيلاقي لنفسه مبررات إنه ميعملش كده!
سرح أكتر وافتكر اللي حصل الصبح، مقدرش ينام ساعة على بعض من كتر التفكير، اللي حصله حاجة في منتهى الغرابة، خرج من أوضته وهو بيعبث في خصلات شعره بضيق واتجه لتحت، عدى من جنب أوضتها وهو بيحاول يتلاشى أي قرب ليها، ولكن لوهلة اتجمدت رجله على السلم، ولقى نفسه بيرجع تاني وبيفتح الباب عليها بهدوء، ابتسم باتساع لما لقاه مقفول بالمفتاح، لوهلة الموضوع بيحسسه بتسلية واثارة أكتر، اتحرك وراح لأوضته ورجع بحاجة في إيده واستخدمها في إنه يطفش المفتاح اللي في الباب من جوا لحد ما سمع صوت وقوعه في الأرض، وبالمفتاح الاحتياطي اللي معاه فتح الباب بيه ودخل لجوا
حطه في جيبه ووطى للأرض مسك المفتاح التاني بين ايديه وهو بيبتسم بسخرية
فاكرة إنها كده هتقدر تمنعه عنها!
مسكينة
متعرفش قدرات أيوب إيه
حطه مكانه في الباب، ولوهلة اتسمرت عينه عليها واتجمد جسمه وهو بيتأملها
نايمة بعمق، شعرها الاشعث مخبي ملامحها تقريبًا وهو متناثر على وشها، في حين ضامة مخدة لحضنها
قرب منها بخطوات بطيئة وهو بيبلع ريقه بتوتر، مجرد ما بيبصلها بيحس بمشاعر غريبة بتدغدغه
مد إيده وبرقة رفع شعرها اللي مانعه يتمعن في ملامحها اللي بقت محببة ليه وبتجذبه
كان حاسس إنه قدام لوحة مرسومة، حواجبها الفاتحة الخفيفة ورموشها الطويلة، وشها وأنفها اللي مليان نمش مخليها مميزة
لقى نفسه بيملس غصب عنه على ملامحها برقة وكإنه بيرسمها جواه
ملمس بشرتها تحت إيديه بتلهب المشاعر اللي بيحاول ينفرها عنه
مال ناحيتها وهو بيتعمق في ريحتها وغمض عينه باستمتاع، وقبل ما يقرب أكتر اتنفض وهو بيبصلها بصدمة!
مش فاهم إيه الوضع اللي هو فيه ده!
وليه ناحيتها هي بالذات
اتحرك بسرعة لبرا وهو بينهر نفسه بشدة وخرج من الأوضة ومنها لبرا الڤيلا على طول وهو حاسس إن كل الشياطين حواليه دلوقتي من الغضب
كان حاسس إنه عايز يعاقب نفسه
مينفعش وجود مشاعر!
مينفعش أي مصدر ضعف!
مداش فرصة لحد من العاملين يكلمه حتى، وركب عربيته واتحرك بيها بعنف كإنه هيشق الطريق…..
حس أمجد بالحيرة اللي ظهرت عليه من شروده، اتزرع جواه الشك، فسأل وهو بيتمعن في تفاصيل وشه_أيوب
محصلش حاجة بينك وبين بنت العدلي صح؟
بصله أيوب بتوهان ومقدرش يرد عليه، اتسعت عيون امجد بصدمة، وقبل ما يتكلم قاطعه صوت رنين تليفون أيوب اللي حس إنه بينقذه بالفعل من حصار الاسئلة اللي كان هيرميها عليه امجد دلوقتي، رفع موبايله ورد، فجه صوت عاملة من اللي شغالين_أيوب بيه، الست والدتك والهانم الصغيرة جم وطلعوا عند ياقوت هانم
_إيه!
اتنفض من مكانه تحت انظار امجد المستغربة، خد مفاتيحه وكل اللي يخصه واتحرك عشان يخرج، ولكن أمجد قال بقلق_حاجة حصلت ولا إيه؟
قفل موبايله وبصله وهو رافع كتفه بقلة حيلة_دولت هانم عملت كمين كالعادة
رايح الحقهم قبل ما ياقوت تلبس حاجة في وشهم
ضحك امجد وقال وهو بيشاورله بدراما_ربنا معاك
هز راسه وزفر أنفاسه بضيق وخرج بسرعة تحت انظار امجد اللي كان بيراقبه بشك كبير…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_انتوا مين؟!
_أنتِ اللي مين يا حبيبتي؟
قالتها ست كبيرة في منتصف الخمسينات، كانت محجبة ولكن ظاهر عليها الثراء من أسلوبها وحتى نظراتها، ده غير المجوهرات اللي لابساها، كانت بتبصلها من فوق لتحت بتعجب، في حين البنت التانية كانت واقفة مكتفة إيديها وبتهز رجليها بعصبية واضحة
افتكرت ياقوت إنها واحدة من ضحايا أيوب كالعادة، ويمكن جاية المرادي مع والدتها ولا حاجة، ابتدى احساس العضب يتفاقم جواها وده انعكس على عينيها اللي احتدت لما شافت اسلوبهم معاها، فقامت بعصبية واتجهت ناحيتهم وهي بتقول_احنا هنستعبط!
يعني داخلين عليا الأوضة من غير استئذان وقاعدين تتأملوا فيا ولا كإنكوا في معرض وفي الآخر انتوا اللي تسألوا أنا مين!
اتكلمت البنت اللي كانت واقفة بعصبية_إيه ده
إيه الاسلوب اللي بتكلمي ماما بيه ده؟!
ازداد غضب ياقوت وزعقت_لا يا حبيبتي تعالي اخدك أنتِ والحاجة في حضني عشان مبقاش كخة!
كانت البنت هتهجم عليها، ولكن دولت منعتها بدراعها وبصتلها بتحذير، فوقفت أروى مكانها بضيق وهي بتهز رجليها بعصبية وبتبص لياقوت بنظرات نارية، فاتكلمت دولت بتهديد_اسمعي يا بنت أنتِ
هو سؤال واحد هسألهولك وتردي عليه من غير لف ودوران
أنتِ اللي كنتي مع أيوب امبارح ولا ولأ؟
زفرت ياقوت بصوت مسموع وهي على وشك تشد في شعرها من الغيظ وعلقت_يادي أيوب اللي فلقتوا دماغي بيه!
بقولكم إيه يلا أنتِ وهي روحوا حلوا مشاكلكوا مع براد بيت عصره بعيد عني ومتقرفونيش!
بصتلها دولت بصدمة من طريقة كلامها ورددت_يا نهار اسود!
على جثتي تقعدي هنا ثانية واحدة
ابتسمت ياقوت باستهزاء وراحت قعدت على السرير بأريحية وقالت_خدي بنتك والباب في إيدك يا طنط
_لا بقى ده أنتِ الذوق مش نافع معاكي
قالتها أروى وهي بتجهز للهجوم على ياقوت اللي وقفت بسرعة في وضع الاستعداد، وقبل ما يمسكوا في بعض دخل أيوب اللي اتصدم من المشهد اللي قدامه وصرخ_إيه اللي بيحصل هنا!
اتلفتوا كلهم ناحيته، فاتجهت دولت بسرعة ليه وهي بتقول بغضب_دي اخرتها يا أيوب
تجيب واحدة قليلة الأدب وتدخلها بيتك وتنيمها على فرشتك!
برقت ياقوت بصدمة من كلامها وقالت_أنا مش هرد عليكي بس عشانك ست كبيرة قد جدتي!
_بس يا ياقوت!
قالها أيوب وهو بيبصلها بتحذير فكتفت إيديها وهي بتنقل نظراتها بينهم بحقد، أما دولت فشهقت بدهشة وهي بتقول_جدتك!
شايف أخرة مجايبك
بتهزق أمك قدامك!
ليه بس يا ابني بتعمل في نفسك كده، أنا غلبت معاك والله
لانت ملامح ياقوت وهي بتتمتم_امك
زفر أيوب بضيق وهو بيقول_أنتِ فاهمة غلط يا أمي، ياقوت صديقة عزيزة ليا واقعة في مشكلة وقاعدة عندي كام يوم
ثانيًا حتى لو مش صديقتي فميحقلكيش تقتحمي خصوصياتي وخصوصيات ضيوفي بالشكل ده
حياتي الخاصة خط أحمر يا أمي لو سمحتي!
زعقت دولت بحدة وهي فاض بيها الكيل من عمايل ابنها_حياة خاصة إيه اللي بتتكلم عليها؟
صورك مع البنات اللي مالية الدنيا آخرهم بتاعة امبارح؟
ولا مشيك كل يوم مع واحدة شكل؟
ولا جوازاتك العرفي اللي متتعدش؟
ولا علاقاتك في الحرام؟
ولا سمعتك اللي زي الهباب؟
حياة خاصة إيه اللي بتتكلم عنها يا أيوب، أنا نفسي افهم بتعمل في نفسك وفينا ليه كده؟
ليه تكسر ابوك بالشكل ده لما يتقاله إن ابنك زير نسا!!
متأثرش نهائي بالكلام اللي قالته، أو يمكن كان بيحاول ميبينش حزنه من نبرة صوت أمه المقهور، ولكن كبرياؤه منعه من الاعتراف بخطؤه، شايف إن دي حرية، حياة ملك من غير قيود، مش عامل حساب أي حاجة، رفع راسه بكبرياء واتكلم ببرود_وعشان كده سيبت البيت
عشان متفضلوش مكسوفين مني
شيلت إيديكوا من مسئوليتي
أنتِ محتاجة تعرفي يا أمي إني مش عيل صغير…
قاطعته وهي بتقول بقهر_ما المشكلة إنك مش عيل صغير، اللي قدك مستقر ومأسس بيت وعنده عيال وأسرة، مش بيتنقل من حضن واحدة للتانية!
اتبدلت نبرته للحدة_دولت هانم!
لآخر مرة هقولك متدخليش في حياتي
أيوب الحسيني مش عيل صغير عشان يتقاله يعمل إيه
ومش عيل صغير عشان يتعمله كل شوية كمين عشان يتمسك متلبس!
أرجوكِ متعمليش ازمة بينا وسيبيني براحتي
لو سمحتِ يا أمي!
كانت بصاله وهي حاسة بالعجز والحزن، مقدرتش تسيطر عليه من صغره، كانت بتحسب علاقاته في الماضي مجرد طيش مراهقة، بالفعل أيوب من صغره كده، وكانت بتبرر إنه بياخد خبرة، ولكن للأسف الموضوع أصبح هوس عنده، وكل ده عشان محطتش حد من الأول
ضمت شفايفها بحزن، وهزت راسها وهي بتتمالك دموعها_براحتك يا أيوب
عيش في الحرام براحتك
اسكر براحتك
اتنقل من حضن واحدة للتانية براحتك
بس صدقني مش هتفوق غير وأنتَ خسران كل حاجة
وجهت أنظارها لبنتها_يلا يا أروى
نسيب أخوكِ مع ضيوفه عشان منقتحمش خصوصياته
خرجت من الأوضة وهي رافعة راسها بشموخ، اتحركت أروى بالفعل وراها، بصت لأيوب بحزن فهزلها راسه مع ابتسامة خفيفة عشان يطمنها، وبعدين خرجت هي كمان
وقف مكانه وهو بيتنهد بضيق وبيدلك جبينه بصوابعه بارهاق، علاقته باهله بتزداد تأزم، تقريبا بقاله سنة مشافش أبوه لنفس السبب، ده غير علاقته المتوترة بمامته واخته اللي واخدة جمب دايمًا
كانت ياقوت حاسة بغضب رهيب منه، لإنه رافض يعترف إنه غلطان، بيغرس اكتر بإرادته ورافض أي نصيحة، لدرجة إنه خلى والدته مشيت زعلانة منه عادي من غير ما يتهزله جفن أو يحاول يراضيها!
بصلها في الوقت ده وهو ضامم شفايفه وبيقول بقلة حيلة_أنا بعتذرلك يا ياقوت على الموقف اللي اتحطيتي فيه النهاردة
ابتسمت باستهزاء وقالت_وبتعتذر ليه؟
حقها
الست لقت واحدة غريبة نايمة في بيت ابنها اللي مقطع السمكة وديلها وآخرهم صور امبارح
من حقها تفتكرني منهم ولا إيه؟
ضمت شفايفها بضيق بتحاول تمنع دموعها وهي بتقرب منه لحد ما وقفت قدامه وبان فرق الطول بينهم، رفعت عيونها ليه وهي بتكمل_عارف يا أيوب لولا إني محتاجالك ومليش مكان اروحله غيرك حتى السفر فشلت فيه
مكنتش قعدت في بيتك دقيقة واحدة من وقت موقف نيرة الحداد
أكيد أنتَ كمان متضايق من قعدتي ومش عارف تقضي سهرتك هنا فبتقضيها برا
بعتذرلك إني ضيفة تقيلة لدرجة إنك مش قادر تاخد راحتك في بيتك
حاولت تبان قوية على قد ما تقدر، ولكن ارتعاش شفايفها في آخر كلامها بين كمية المشاعر اللي جواها، حاسة بقهر وحاسة بغضب من نفسها ومن الغيرة الي بتتملك منها
نظرتها ليه آلمته أكتر، عيونه اللي بتحركهم بسرعة، الاحمرار اللي تسلل لأنفها من الانفعال، حركات إيديها اللي بلا هوادة، اتلفتت واديتله ضهرها وهي بتشد على شعرها، ولكنه محسش بنفسه وهو بيقول_محصلش بيني وبينها حاجة امبارح
رجعت بصتله بسرعة، كان كإنه بيحاول يوصلها رسالة، لأول مرة يحس إنه وحش كده قدامها وعايز يصحح موقفه، ولكنه قالت_وأنا مالي؟
يحصل بينك وبينها وبين أي واحدة حاجة أو لأ؟
ميخصنيش
مفيش بينا حاجة عشان تبررلي
أنا مجرد لاجئة عندك في البيت طالبة الحماية
خد راحتك
رغم إن جملته آلمته إلا إنه هز راسها بالإيجاب كذه مرة وهو بيقول_صح
عندك حق
مفيش بينا حاجة فعلًا
قالها وسابها وخرج من الأوضة بل ومن الڤيلا باكملها
اتحركت هي وانهارت على السرير بعد ما حست إن قواها خارت
احساس بالألم بيتملك منها
سندت راسها على إيديها الاتنين وهي شاردة في الفراغ
الوضع بيتأزم مع الوقت
بتفكر تعترفله ولكن متضمنش إنه ممكن يقف معاها
ممكن يطردها من غير تردد ويروح ينتقم من نوح
ووقتها هي هتقع بين إيدين نوح ومش هيتردد ينهي حياتها
الأكيد مش هيغفرلها وهي داخلة العملية دي بإرادتها بعد ما اغرتها الفلوس
وليه لأ ما هي ليها تاريخ عظيم في نوعية العمليات اللي زي دي لحد ما انتهى أمرها محبوسة قبل كده بعد ما اتكشفت في عملية
هتقوله ده كله ازاي بعد ما غيرت تاريخ حياتها كله قدامه عشان تقدر تدخل بيته بس!
شدت على شعرها بقوة وفجأة رمت كل اللي موجود على الكمودينو بقهر
مفيش مهرب
لا من أيوب
ولا مشاعرها
اتأوهت بألم من الجرح اللي بدأ يشد عليها، ضغطت عليه واتحاملت على نفسها لحد ما قعدت تاني، وغصب عنها بكت من ألم الجرح
وألم قلبها..
ركب عربيته واتحرك بسرعة مهولة وهو باصص قدامه على الطريق وإيده قابضة على المقود بقوة، كلامها وكلام والدته بيتردد في ودنه بعنف، نظرة الخيبة اللي في عينيها بتقتله، كلام امجد عن كونها مش قادرة تثق فيه واجعه
وليه واجعه!
ما هي مش أول واحدة في حياته
ولكن هي أول واحدة يكترث لمشاعرها ونظرتها ناحيته من غير سبب قادر يحدده وده هيجننه!
زمجر فجأة وهو بيضرب بقبضة إيديه الاتنين على المقود بعنف
داس فرامل فجأة لدرجة إنه ارتد بعنف لقدام، وفضل باصص قدامه بغضب…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخلت البيت وهي شاردة تمامًا ووراها أروى اللي كانت بتبصلها بحزن، لقت زوجها قاعد مستنيهم وهو حاطت رجل على رجل، أول ما شافهم ابتسم باستهزاء وقال_طبعًا اداكي كلمتين زي كل مرة
رمت شنطتها على الكنبة وقعدت وهي ساندة راسها على إيديها، وزفرت بضيق وهو بتقول_بس يا احمد بالله عليك
متكملش عليا
كفاية إن ابني بيضيع نفسه وأنا مش عارفة اتصرف!
رد بتريقة_بيضيع نفسه؟
أنتِ فاكراه عيل صغير الشحط اللي عنده ٣٣ سنة ده؟
فكت حجابها وهي حاسة بالاختناق، ومدت إيديها لكوباية الماية اللي محطوطة على الترابيزة قدامها وشربتها كلها، أما اروى فقالت برجاء_ما تحاول تتكلم معاه أنتَ يا بابا يمكن….
قاطعها بحدة وهو بيقول_أبدًا بعد عملته المهببة في حق بنت صاحب عمري!
أنا لو شوفته هطلع روحه في إيدي
ضربت دولت كف على التاني وهي بتقول_أنا مش فاهمة بيعمل في نفسه ليه كده، ليه مغروس في الحرام بالشكل ده
بوظ نفسه وبوظ سمعته!
ضحك بسخرية وقال_ابنك صاحب مزاج يا دولت!
شاور لأروى اللي كانت واقفة حزينة، فقربت وقعدت جمبه، ضمها ليه وطبع قبلة على مقدمة راسها وهو بيقول_أنا سايبكوا تحاولوا معاه ومش راضي اضغط عليكوا، بس كفاية لحد كده
مفيش منه أمل
ابنك فاسد وهيفضل فاسد، اللي غافرله بس شغله اللي ممشيه صح
خلوه يشوف عواقب افعاله بقا
سكتت دولت ومحبتش إنها تدخل في نقاش مع زوجها عشان ميقلبش خناقة زي كل مرة، ولكن رغم سكوتها ده هتنفذ اللي في دماغها برضه، مش هترتاح غير لما ترجع ابنها لحضنها تاني مهما كان التمن….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدى يومين تقريبًا مواجهوش بعض فيهم، كانوا بيتجنبوا بعض بشكل تام، أيوب مكانش بيرجع البيت غير متأخر ويمشي من قبل ما ياقوت تصحى، أما هي كانت بتتجنب تخرج من أوضتها إلا في أضيق الحدود وطلبت من الخدم يجيبولها الأكل لعندها
واللي حسسها براحة اكتر إن أيوب معترضش وسابها على راحتها
كل واحدة فيهم كان عايز يجمع شتات نفسه بعد ما لقوا نفسهم بيتسحبوا ورا المشاعر اللي اقتحمتهم من غير سابق انذار ومن غير تحسب إن ده كان هيحصل
عدت المهلة اللي حددها ليها نوح، وبالفعل لقت مبعوت رسالة منه بالمكان اللي هتقابله فيه
زفرت بضيق وهي واقفة بتفكر في حجة تقدر تخرج بيها من البيت من غير ما أيوب يحس بإن فيه حاجة غلط
ولكن حسمت قرارها وقالت لنفسها زي ما تيجي، جهزت ووقفت تبص لنفسها في المراية بتوتر، خايفة لتنكشف أو يحس إن وراها حاجة ولكن مفيش قدامها حل
حست بصوت قفل أوضته، فخرجت بسرعة ولقته متجه ناحيتها، وقفت مكانها قصاد أوضتها وهي بتتأمله… بشوق!
وحشها؟
بالفعل!
لقت نفسها تلقائي بتتأمله ببدلته الرصاصي اللي اديته هيبة وهالة رهيبة، شعره المصفوف بعناية، وريحة عطره اللي سابقاه واللي استنشقتها…بوله!
بصلها بطرف عينه ورجع بص قدامه وهو بيعدي من جمبها من غير ما يبصلها
اتلاشت الابتسامة اللي كانت اتسللت لوشها غصب عنها وبصت لضهره بتعجب
ولكن فاقت بسرعة وجريت وراه وهي بتقول_أيوب
أيوب استنى!
وقف وهو مديها ضهره من غير ما يتلفت
كإنه بيعاقبها على كلامها!
ولكنها شالت أي حاجة من دماغها ووقفت قدامه وهي بتقول_أنا خارجة شوية
_براحتك
قالها ببرود وهو بيكمل نزول من غير ما يحن عليها بنظرة، بصتله باستغراب
حتى مفكرش يسألها رايحة فين أو إيه السبب!
ولكنها هزت راسها بلامبالاة، الموضوع في صالحها حتى لو غريب
نزلت وراه واتجهت لبرا تسبقه، ولكن وقفت لما قال_هتاخدي حد من الحرس معاكي عشان لو حد اتعرضلك
اتجمدت وضمت قبضتها، بلعت ريقها بتوتر من المفاجأة، اتلفتت وهمت تعترض ولكن تراجعت
مش عايزة تثير أي شكوك من ناحيتها خاصة إنه لحد الآن مسألش إيه غرض خروجها المفاجئ!
فسكتت وقالت لنفسها إنها هتحاول تهرب منه من غير ما ياخد باله وهتتحجج بأي حاجة
كان بالفعل أيوب مستنيها تعترض أو تناقشه
ولكن اتصدم لما ابتسمتله باصفرار وهزت راسها بماشي
اتحركوا هما الاتنين لبرا لحد ما الحرس يخرجولهم العربيات
ولكن بمجرد ما خرجوا لبرا اتفاجئوا بأعداد كبيرة من الصحفيين اللي ظهروا من العدم فجأة من غير ما حد يشوفهم
وابتدت اصوات واضاءات الفلاشات تعلى بيوثقوا صورة خروجهم مع بعض من نفس البيت وسط تجمدهم تمامًا من هول الصدمة….

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية منتصف تشرين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *