رواية كبير العيلة الفصل الأول 1 بقلم منى لطفي
رواية كبير العيلة الفصل الأول 1 بقلم منى لطفي
رواية كبير العيلة البارت الأول
رواية كبير العيلة الجزء الأول
رواية كبير العيلة الحلقة الأولى
ركنت سيارتها الرياضية الصغيرة بجوار المبنى الذي تقطن فيه مع عائلتها, ألقت السلام على حارس العقار بطريقتها المرحة المحببة ثم اتجهت لتركب المصعد لتصل الى شقتها حيث تسكن مع ابيها وامها وشقيقتها الوحيدة, فتحت الباب ودخلت وهى تلقي بالتحية بمرح هاتفة:
– السلام عليكم يا أهل الدار, أنا جيييييت..
لم تسمع أي إجابة فقطبت ودمدمت بصوت منخفض:
– إيه دا, أومال فين آل الخولي؟..
تلفتت حولها ولم تشاهد والدتها, نظرت جيدا في الردهة الواسعة والتي تحوي على طقم صالون مدهب وفي أحد الأركان سفرة مدهبة مكونة من مائدة زجاجية بيضاوية الشكل ذات 6 كراسي و بوفيه ذو مرايا كبيرة ودولاب لحفظ الصيني والاكواب الكريستال, صعدت الدرجات التي تفصل بين الردهة وغرف المنزل الداخلية والتي هي عبارة عن غرفة للجلوس بها طقم للجلوس مكون من أريكة عريضة كبيرة وأخرى اصغر قليلا ومقعدين كبيرين وطاولة زجاجية وجهاز التلفاز ذو الشاشة العريضة الحديثة ( ال . سي . دي ) وجهاز استقبال لجميع القنوات الفضائية..
سارت قليلا ثم عرجت الى يمينها حيث المطبخ الواسع والذي يتناولون فيه وجباتهم لما فيه من حميمية ودفيء فرأت والدتها وهي تقلب الطعام فوق موقد النار فقفزت اليها قائلة وهي تقبل رأسها بحب :
– ازيك يا لولو!, ايه دا … انا هنا بئالي نص ساعه يا شيخه وعماله انادي انادي ولا هنا حد! …
ثم غمزت بمكر وتابعت ضاحكة:
– اومال فين قيس بن الملوح يا ليلى ؟
ضربتها امها خفيفا على يدها الموضوعة على كتفها وقالت بتأنيب :
– عيب يا بنت, انتي مش صغيرة على كدا, وبعدين هكون فين يعني؟, في المطبخ بجهز الغدا يا هانم على ما انتي والست سلمى اختك تشرفوا, وبابا جوا في اودة المكتب… فهمتي يا سُلافة هانم يا لميضة؟!
ابتعدت سُلافة قليلا عن والدتها وقالت بنصف عين :
– مامتي.. لو سمحتي انتي عارفة كويس اني مش بحب حد ينادي لي سلافة!, حد يسمي بنته في القرن الـ21 سلافة؟ نهرتها امها قائلة:
– انتي عارفة اسمك دا معنى ايه؟, انتي خسارة فيكي الإسم تصدقي!, سلافة دا يا هانم معناه عصارة او خلاصة الشيء الصافي النقي الخام اللي لسه ما انضافش له حاجة, على طبيعته.. فهمت يا…. سلافة؟
مالت على أمها مقبلة كتفها وقالت بمداهنة محاولة إرضائها:
– خلاص يا ام سلمى ماتزعليش.. بس يعني سلمى مبلوعة شوية انما سلافة…أهي دي اللي انا مش بالعاها خالص!, علشان كدا قلت لكم ولاصحابي تقولولي سولي!!
قطبت امها وأجابت بإستهزاء :
– أهي سولي دي اللي أنا مش بالعاها ولا يمكن أبلعها خالص!, ايه سولي دا… كلب؟
غضبت سلافة وقالت حانقة:
– ايه يا ماما دا… كلب ايه؟, دا اسم الدلع بتاعي.. سولي!, على فكرة بقه انتو هنا اللي بتتريقوا عليه لكن كل اصحابي بيقولولي انه اسم حلو وشيك أووي…
قالت امها وهى تهز برأسها يمينا ويسارا :
– ربنا يهديكي يا حبيبتي, بس ياريت بلاش السيرة دي قودام باباكي.. مش كل مرة تفتحي لنا الكلام دا وتخلِّيه يتضايق انت عارفة انه هو اللي …
قاطعتها بتنهيدة عميقة:
– عارفة, هو اللي مختار لي اسمي, وانكم اتفقتوا.. حضرتك اخترتِي اسم سلمى يبقى هو يختار اسم التاني, وجيت انا من قرعتي سلافة!
قالت الأم وهي تحاول كتم ابتسامة كادت ان تظهر فتتصدع الجدية المرسومة على ملامحها :
– طيب خلاص بطلي رغي وروحي غيّري هدومك وتعالي علشان تحضري الغدا معايا, سلمى أختك عندها نبطشية انهارده, مش هتخلص الا بعد 8 ان شاءالله. كلمتني من المستشفى وقالت لى..
أجابت سلافة وهى تمد يدها لتتناول واحدا من محشي ورق العنب والذي تبرع به والدتها :
– هي اللي جابته لنفسها, حد قالها تدخل طب؟, لا وايه.. تتخصص جراحة باطنه كمان … واحدة عندها 28 سنة وخلصت الكلية والماجستير وبتحضر الدكتوراه, واحدة فاضية من الآخر, وربنا مالها كمبيوتر ساينس؟, أنا أهو… درست كمبيوتر ساينس 5 سنين في الأي . يو . سي .. وخلاص, دراسة لذيذة وشغلها جميل وأديني بشتغل في شركة أجنبية ومرتبي كبير وساعات العمل محددة من 9 الصبح لـ 5 مساءا ويومين اجازة .. مش هيَّ كل شوية نبطشية وشغل وهدَّة حيل, دا غير العيادة الشعبية اللي بتروحها يومين في الاسبوع, ماينفعش كدا.. دي مش حاسة بشبابها خالص, انا اعرف هتتجوز مين؟, اكيد أبو بكر الرازي!!
علقت امها وهي تدفعها خارج المطبخ :
– ما تتعبيش نفسك اختك دكتورة شاطرة وجميلة ولسه صغيرة وألف مين يتمناها, المهم انتي بطلي رغي, واتفضلي روحى غيّري وتعالي اعملي السلاطة على ما اروح اشوف باباكي …
خرجت سلافة متجهة الى غرفتها بينما اتجهت ألفت الى غرفة مكتب زوجها ورفيق عمرها ( رؤوف ), دخلت بعد أن طرقت الباب فسمعت صوته داعيا للدخول, لتجده جالسا الى مكتبه واضعا نظارته الطبية فوق أنفه ويطالع بعض الاوراق بيده, ابتسمت بحنان وسارت متجهة اليه فإنتبه لقدومها ليبتسم بحنان مقابل بينما أحاطت كتفه بذراعها ومالت عليه هامسة بحنان :
– ايه يا حبيبي مش جعان؟, الغدا خلص ..
أمسك يدها مقبلا اياها قبل ان يقول :
– تسلم ايديكي يا أم البنات …انت بتتعبي اووي يا حبيبتي.. قلت لك اجيب لك واحده تريحك وتساعدك في شغل البيت ما سمعتيش كلامي..
أجابته وهى تميل برأسها لتنظر اليه :
– حبيبي انا احلى وقت بقضيه و وانا بعملكم كل طلباتكم في البيت .. انت ناسي اني سِبت شغلي مخصوص علشان أتفرغ لك انت والبنات؟, وبعدين يا سيدي.. ما أم سعيد بتجيني مرتين في الاسبوع تنضف الشقة وتروقها كفاية أووي….
قال رؤوف مبتسما :
– ربنا ما يحرمنا منك ابدا يا حبيبتي .. عارفة كل يوم حبي ليكي بيزيد وبتأكد اني كنت هخسر اغلى حاجه في عمري لو ما كنتش اتجوزتك ! ,
نظرت اليه وقد شاب صوتها بعض الحزن كلما صادف ان طرأ على بالها هذا الأمر أو تحدثا بشأنه:
– يعني انت مش ندمان يا رؤوف انى السبب ان اهلك زعلوا منك وقاطعوك؟
هز برأسه نافيا بقوة وهو يهتف مجيبا:
– ابدا.. وانا متأكد انهم من لو عرفوكي هيحبوكي ويحترموكي, بس هي عوايد بأه اتربوا عليها..
سألته مستفهمة :
– انت لسه عند قرارك؟
هز برأسه مؤكدا وهو يقول :
– اكيد … وهبلغ البنات بقراري دا انهارده ان شاء الله, لأنهم لازم يعملوا حسابهم وكل واحدة ترتب أمورها وتاخد أجازة من شغلها علشان احنا مش هنقعد يوم ولا اتنين بس.. لأ, انا رايح المرة دي علشان لازم بناتي يتعرفوا على اهلهم .. انا مش دايم لهم يا ألفت … واهلهم همّا دول عزوتهم اللي هيتقووا بيهم ويبقوا ضهرهم وسندهم من بعدي…
قبلت ألفت رأسه وقالت وهى تربت على كتفه:
– ربنا يخليك لينا يا حبيبي وما يحرمناش منك أبدا, عموما براحتك حبيبي وانا معاك في أي قرار تاخده .. انا هروح أجهز السفرة على ما إنت تخلص اللي في ايدك وتحصلني علشان نتغدى, عن اذنك..
وانصرفت تاركة زوجها وقد غامت عيناه ببريق الذكريات وهو يقول في نفسه :
– آن أوان الطير المهاجر يرجع لعشّه !! ….
==================
– صباح الخير يا جدي..
ومال مقبّلاً يد جده فقالت سيدة مسنة بلهجة صعيدية:
– وجدتك مالهاشي نفس يا وِلد ولدي؟
ابتسم الشاب ثم اتجه إليها ومد يده متناولا يدها المغضنة ومال عليها مقبلا إياها وهو يجيب:
– هو انا أجدر يا جدتي …انت الخير والبركة..
اشار له الجد بالجلوس لتناول طعام الافطار وقال :
– أجعد يا غيث يا ولدي .. جدتك فاطنة شكلها إكده رايجة على الصبح…
قالت الجدة بابتسامة:
– وايه اللي مش هيروج بالي يا حاج؟, الحمد لله ولادي بخير وصحة وولادهم ماليين علينا الدار, يبجى ايه اللي يضايجني بعد الشر؟
أجاب الجد ناظرا إليها بتركيز بينما طغى على صوته نبرة الحزن :
– كل ولادك يا فاطنة؟
قالت الجدة وقد شحب وجهها وغابت إبتسامتها:
– الله يسامحك يا حاج ..هو انا كنت بنسى عشان تفكِّرني؟, حدا ينسى ضناه؟
قال غيث بإبتسامة صغيرة محاولا تصفية الاجواء :
– خلاص يا جماعه صلوا على النبي أومال مش إكده,,
ثم التفتت الى جده متابعا:
– عوض البرهامي عاوز يشيل المحصول السنة دي كُمان, ايه رايك يا جدي ؟ ,
قال الجد الذي لا يزال هو صاحب الكلمة الاولى والاخيرة والمتصرف في جميع شؤون عائلة الخولي من صغيرها لكبيرها:
– أني شايف اننا بنتعامل معاه بجالنا كتير, وهو راجل جد كلمته وبيدفع اللي عليه في وجته مش بيمطوح فينا, خلاص.. كلمه يا غيث يا ولدي وجوله ع البركة…
تفاجئوا بمن يسحب كرسيا للجلوس عليه وهو يقول :
– صباح الخير عليكم جميعا…
هز الجد برأسه غير راض عن سلوك حفيده الآخر بينما قالت جدته بحب :
– صباح الفل والياسمين …
قال الجد منتقدا :
– صباح الخير يا شهاب بيه.. تجدر سعادتك إتجوللي كنت فين البارحة؟, انا نمت وانت لساتك كنت ما عاودت؟
أجاب شهاب وهو ينظر الى الجد بهدوء:
– انا مش عيل صغير يا جدي !
تدخل غيث زاجرا اياه بعنف :
– شهاب!, لما جدك يسألك سؤال تجاوبه كويس !
نظر اليه شهاب ببرود وأجاب:
– وهو انا عملت ايه يا اخويا الكبير؟, جدى قلقان عليا وانا بقوله انه ما يقلقش .. عموما هريحكم.. كنت مع عزت.. نزلنا البلد وسهرنا مع بعض شوية وجيت.. اطمنت يا جدي ؟
موجها سؤاله الى الجد الذي انتفض في مكانه وهتف بسخط زاغرا اياه:
– عزت وِلد عبدالمجيد أبو سويلم؟
أومأ شهاب برأسه إيجابا وقد بدأ قناع البرود بالتصدع وبدأت عصبيته المشهور بها بالظهور :
– ايوة يا جدي عزت ابوسويلم !
قال الجد منتقدا :
– وما لاجيتش غير الواد التلفان ديه تمشي معاه ؟
أجاب شهاب بعد أن زفر بعمق محاولا الهدوء:
– اولا يا جدي عزت مش واد.. دا مهندس زراعي ودفعتي, تاني حاجه… هو مش تلفان ولا حاجه بالعكس.. ابوه وعيلته كلها بيتشرفوا بيه…
سخر الجد مشيحا برأسه:
– آه … ديه دلوقيت, لكن في الوّلْ كانوا مش طايجينه ولا طايجين سيرته, لولا وعكة أبوه اللي خالته يرجع تاني عشان يجف جنب أهله وناسه ولا كان خطاها برجليه تاني ..
علق شهاب مهاجما :
– وكل دا ليه يا جدي ها ؟, علشان ابوه كان مرتب له جوازة هو مرضيش بيها ؟, مرضيش يسوقوه زي الدبيحة ؟, وعمل ايه يعني؟, اتجوز واحدة كويسة من عيلة وبنت ناس واصل طيّب, ورضيت تعيش معاه هنا في كفر الخولي مع اهله …. يبقى ايه الغلط اللي عمله ؟, انه استخدم حقه اللي ربنا اداهوله ؟ هتف غيث زاجرا شهاب:
– شهاب .. بيتهيألي تجفّل ع الموضوع ديه, وياللا عشان تروح المزرعه تشوف شغلك ..
تحدث الجد بصرامة مقاطعا غيث :
– استنى يا غيث لما أجول لاخوك حاجه غايبة عنِّييه …
ثم أولى انتباهه لشهاب متابعا:
– إهنِه في البلد غير البندر, إهنه لينا عوايدنا وتجاليدنا …لازمن نحافظ عليها ونراعيها ..احنا كلاتنا إهنه في البلد زي العيلة الواحده ماينفعشي واحد يمشي بدماغه ويفوت الباجيين !!, انت بتجول هو عمل ايه غلط ؟, انا اجولك .. صغَّر بأبوه وسط الناس بعد ما كان جال للناس انه رايد بتِّهم لولده… جيه ولده ورفض الجوازة ولبنية وصغر بيه بين الخلايج !, حاجة كبيرة ديه ولا لاه؟, الكلام كان كلام رجالة, مش كلام اعيال اصغيرين ولا كلام حريم!!
أجاب شهاب ناظرا الى جده بتركيز :
– قصدك زي عمي رؤوف كدا ؟
كان الصوت الذي نهره هذه المرة صوت جدته التى قالت بمنتهى البرود والقوة :
– شهاب …. ديه كلام كبار ماينفعشي الصغار يتكلموا فيه, خلص وكلك واتيسر على شغلك … واحمد ربك ان ابوك ماحاضرش الكلام اللي بتجوله ديه ولا كان إداك حجك صوح..
ثم التفتت الى غيث متابعة راغبة في تغيير الحديث:
-بوك وامك ماجالوش هييجوا ميتى من العمرة ؟
فهم غيث رغبتها بتغيير سير الحديث فأجاب بهدوء وهو يسترق النظر الى شهاب الذي سادت الحمرة وجهه غضبا وغيظا :
– ان شاء الله انهارده آخر النهار هروح اجابلهم في المطار… قالت الجدة بابتسامة :
– ياجوا بالسلامة يارب ..
ثم أولت زوجها اهتمامها وقالت :
– حاج عبد الحميد اعملك جهوة ولا حاجة تشربها ؟..
نظر اليها عبد الحميد مجيبا بهدوء نسبي :
– ايوة يا فاطنه ياريت فنجان جهوة من يدك, بلاش البت صباح بتعملها ماسخة مالهاش طعم .
ابتسمت وقالت وهى تنهض واقفة:
– من عينيا يا حاج. انت تؤمر.
وغادرت المائدة متجهة لصنع القهوة بينما مهض شهاب مستئذنا بالانصراف وهو يقول :
– وانا عن اذنكم هروح المزرعه …
اشار له الجد بالذهاب فقال غيث ما ان اختفى أخاه عن الانظار:
– معلهش يا جدي, انت خابر شهاب بيحب عزت جد ايه, وهو تجريبا صاحبه الوحيد..
تنهد الجد وأجاب:
– عارف يا ولدي, وديه اللي جالجني عليه… اللي يشوفه ما يصدجش انه بينكم وبين بعض 5 دجايج بس !!, معجوول انتو تووم !, انت اكبر منيه بكتير يا ولدي بعجلك ورجاحة مخك لكن هو ربنا يهديه يارب ..لاه وكله كوم وعصبيته الشديدة ديه كوم تاني, مش بتخلي عنديه فرصة انه يفهم ولا يجدر الكلام اللي بيتجالو, على طول بيهب كيف وابور الجاز الخربان اكده! ابتسم غيث وقال :
– معلهش يا جدي ..انت خابر انه طبعه عصبي بس جلبه طيب وبيروج بسرعه, وبعدين انت اللي صممت انى ادرس تجارة علشان امسك حسابات المزرعة ومصنع اللحوم, وانه يدرس زراعة علشان يمسك المزرعة, شكله إكده من كتر عشرته للبهايم مابجاش بيفهم زين وبجى بينطح زييهم!
ضحك الجد وقال لغيث وهو يهم بالوقوف, فوقف غيث سريعا لمساعدته على السير مستندا على عصاه العاجية :
– تصدج يا غيث يا ولدي.. انت اللي بتخليني اعرف ارووج كيف.. يا ما نفسي افرح بيك انت واخوك في ليلة واحده جبل ما اموت…
سار معه غيث حتى وصلا الى الشرفة التى تطل على الحديقة الواسعه المحيطة بالمنزل ثم جلسا فوق الكراسي الخيزران, وما إن ارتاح جده في جلسته حتى قال غيث:
– طولة العمر ليك يا جدي ان شاء الله … ما تستعجلش يا جدي كل شيء في أوانه حلو…
قال الجد بلهجة غامضة :
– فعلا يا ولدي كل شيج في اوانه حلو …وعامة هانت .. فات الكتير ما بجى غير الجليل !!
قطب غيث مستغربا عبارة جده ولكنه لم يتوقف عندها كثيرا وبدلا من التعليق عليها قال مستئذنا بالإنصراف:
– معلهش يا حاج هستأذنك انا علشان أتاخرت يدوب ألحج أروح الديوان أشوف الحسابات وإكده.. في أمان الله يا جدي.. اجابه الجد قائلا :
– في أمان الله يا ولدي في امان الله
انصرف غيث بينما تنهد الجد بعمق وقال بخفوت :
– ايييه يا رؤوف يا ولديْ …. اتوحشتك جوي .. ما توحشتناش انت كُمان ؟, أكتر من تلاتين سنة من يوم ما فارجتنا, سافرت برات مصر ورجعت تاني وأدالك عشر سنين في مصر, من يوم ما تركت البلد وانت رجلك ما طابتش حدانا واصل .. كنت اشوفك سرجه في مصر انا وأمك وماحدش هنا في البلد يعرف اننا عارفين سكتك … مش آن اوان الطير المهاجر انه يرجع إلـ عشّه يا ولدي ؟!!, ورفع رأسه للسماء ليشاهد صقرا محلقا فاردا جناحيه يطير مخترقا السماء بقوة وسرعه فقال الجد وهو يبتسم ابتسامة خفيفة :
– هتعود يا ولدي.. جلبي بيجوللي انك هتعود إلـ عشّك من تاني, ووجتها ماهاسيبكش تخرج منيه واصل!! …….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية كبير العيلة)