روايات

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الثاني عشر 12 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الثاني عشر 12 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر البارت الثاني عشر

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الجزء الثاني عشر

للقلب أخطاء لا تغتفر
للقلب أخطاء لا تغتفر

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الحلقة الثانية عشر

أحياناً نصبر على الصمت ،، لأن هناك أشياء لا يعالجها الكلام ،، أشياء كثيرة أشتقت لها لا أعلم ، هل ستعود أم ستظل ذكرى
نشعر بضيق يخــ.نق أرواحنا ، نهمس فى داخــ.لنا بعمق أشتياقنا لهم خشية أن تعلو صوت لهفتها فيجرحنا صدودهم
❈-❈-❈
صُدم ناصف من طلبه الأخير ووقف منتفضاً يخطى من خلف مكتبه مردداً بغضب أعمى وهو يتجه إليه :
– اااه يا واطــ.ى يا حقير .
وصل إليه وكاد يلكمه ولكن حمزة تفاداها يميل ثم إعتدل يقبض على يــ.ده محذراً بقسوة :
– أوعى تغلط ،،، متقولش عليا حاجات فيك إنت ،،، قدامك يومين تفكر كويس وتعمل اللى قولته كله ،، وإلا إنت عرفت اللى هيحصل .
تعالت وتيرة أنفــ.اسه وظل يطالعه بغضب وصدمة وهو يكرر طلبه الأخير في عقله ثم نفض يــ.ده بقوة وابتعد يهز رأسه يردف برفضٍ تام وجنون :
– مستحيل ،،، مش هطلقها ،،، مش هسبهالك ،،، هاخدها معايا فرنسا ،، ومش هتقدر تمنعنى ،، أنا عارف أن عيــ.نيك منها يا واطــ.ى يا زبالة ،،، وشوفت الصور القديمة وانت كنت بتحاول تقرب منها ،،، بس تبقى بتحلم لو سبتهالك .
اسمتع إلي جملته بصدمة ،،، أي صور ؟ ،،، إذاً هو الآخر يعلم بأمرهم ؟ ضيق عيــ.نيه مستفسراً :
– صور إيه اللى بتتكلم عنها ؟
طالعه بحقد وكره وتابع بحدة وغضب :
– إنت عارف كويس أنا بتكلم عن إيه يا خــ.سيس ،،، طلاق مش هطلق ،،، ريتان مراتى أنا ومش هسيبها وهاخدها معايا .
التوت أحشاؤه من كلماته،،، برغم أنه يعلم أنها زو جته إلا أن كلمته جعلت غيرة المحب تتدفق في عروقه وتهاجمه بضراوة ،،، نظر لعــ.ينيه ورأى الإصرار فغير دفته للجهة المبادلة الذى أرسلها له القدر أمس بعدما تحدث مع حمدى وأردف بثبات ظاهرى وثقة يخفى وراءها عشقاً قوياً :
– مين اللى ضحك عليك وقالك الكلام ده ؟ ،،، أنا مافيش بيني وبين مراتك أي حاجة لا زمان ولا دلوقتى ،،، عيب الكلام ده في حقى ،،، شوف مين اللى فبرك الصور دي وضحك عليك ،،، أنا طلبت طلاقها بناءاً على رغبة عم حمدى اللى جالى واترجانى أتدخل بعد ما كان رايح يبلغ عنك لأنه من فترة حاسس إن بنته متغيرة ،،، وكان عندكوا وحــ.س إنك حابس بنته وبتعاملها بعــ.نف وإنك عايز تسفرها معاك غصب عنها ،،، وأنا منعته إنه يبلغ وقولت أن الموضوت عندى ،،، أنا جايلك ومعايا عرض ضامن حياتك وفلوسك وحريتك وكمان مش عاجبك ؟ .
أومأ عدة مرات ينظر داخل عين ناصف بثقة ودهاء يتابع :
– تمام ،،، خليني أقولك البديل .
تنهد وزفر بقوة ثم طالعه بثبات يكمل :
– لو مش عايز تطلقها براحتك دي حاجة ترجعلك ،،، بس أنا هطلع من هنا على عم حمدى وهقوله أنك رفضت تطلق بنته وهو بقى يروح يبلغ بما أنى مقدرتش أساعده ،،، وساعتها هيتحقق معاك وهتدخل في سين وجيم وهتفتح على نفسك بلاوى خصوصاً لو كلامه ثبت فعلاً إنك حابسها وبتعنفها ،،، وهى كدة كدة هترفع قضية وتطلق منك ومش هتسافر معاك بما إنها مش عايزة ،،، ووقتها أنا كمان هتضطر أسلم الدليل اللى معايا وهما يتصرفوا بطريقتهم لأنى مش هصبر عليك كل ده .
زفر وتابع بتشفي وترقب وهو يلاحظ تشتت ناصف وغضبه :
– يعنى إنت قدامك خيارين ملهمش ثالث .
الأول تطلق ريتان وتصفي شركتك وتبعد عن مصر باللي فيها تماماً وتكمل حياتك في فرنسا زى ما كنت ،،، يا إما يتقبض عليك والدليل قوى والشحنة تتمسك وتتعــ.دم والمافيا يقتــ.لوك أو تتسجن طول عمرك ،،، وساعتها يا هتطلقها أو هى هتترمل .
زفر وتابع ساخراً بسعادة داخلية وهو يلاحظ إستسلامه وصمته :
– يعنى في الحالتين هتخلص منك ،،، وانت إختار اللى يريحك أكتر ،، أنا مش بضغط عليك .
نظر له بقوة وعندما لاحظ صمته وحيرته أبتسم وأردف قبل أن يغادر:
– فكر كويس يا ناصف في اللى قولته وشوف هتعمل إيه .
تركه حمزة وغادر ووقف ناصف يستوعب ما يحدث معه ولما بين لحظة وأخرى إنقلب السحر على الساحر وكيف وقع بين قبضة حمزة هكذا بمنتهى السهولة .
يفكر بتشتت لإيجاد حل ،،، هل يطلقها ؟ ،،،، هو يحبها أو يتوهم ذلك ،،، ولكنه يحب نفسه أكثر من أي شئ آخر ،،، يحب حريته ويتنازل عن أي شئٍ لأجلها ،، وماذا سيفعل مع هؤلاء ؟
إن تم الإمساك بالمواد المخدرة وقتها فحتماً سيقــ.تلوه ،،، لذا فهو مجبر على تعويضهم بالكثير من المال وإيجاد خطة بديلة .
لم يتحمل التفكير في الأمر أكثر فصرخ يزيح كل ما على المكتب أرضاً بغضب ويكسر كل ما تطوله يــ.ده ثم ارتد على المقعد صــ.دره يعلو ويهبط بعــ.نف قبل ان يقف يبحث عن المايك بجنون ،،، إتجه للجهة الأخرى من المكتب وانخفض يبحث في المقعد والمكتب والطاولة فلم يجد شيئاً .
جن جنونه أكثر فأصبح يزعق بقوة ثم تذكر أن حمزة وقف عند النافذة لإجراء مكالمة فأسرع إلى النافذة يبحث حولها بجنون حتى وجده مثبت أســ.فلها ،،،، نزعه بقوة ثم نظر له بغل وسحقه تحت قبضته يلويه بين اصبــ.عيه حتى كسره ثم نظر من النافذة بغضب والقاه بعلو يده ،، خسر أمام حمزة الجواد ،
أردف بتوعد وفحيح وغضب :
– تمام يا ابن الجواد ،،، كسبت الجولة دي ،،، بس راجعلك ،، أنا هعرفك مين ناصف السوهاجى يا واطــ.ى .
❈-❈-❈
وصل حمزة إلى شركته وطوال الطريق يفكر في قرار ناصف ،،، لن يرتاح إلا إذا خلصها وتحررت من هذا الحقير ،،، يخشى عليها من رد فعله ولكن عليه أن ينتظر للغدِ .
أما عن مسألة الصور فيشك بإثنين ،، والده ومها ،، ولكن لن يكشف أمره الآن ،،، لينتظر خلاصها وليرى من الفاعل .
يتذكر ليلة أمس عندما رن هاتفه برقمِ حمدى السائق فتعجب وأجاب يردف :
– عم حمدى ؟ ،،، خير ؟
تنهد حمدى الذى قرر الإستعانة به بعد تفكير بعدما رأي حال إبنته التى يعلمها جيداً ويوقن أن هناك أمراً مريباً لذلك أردف بترقب :
– أزيك حمزة بيه ؟ ،،، أنا كنت محتاج مساعدتك في أمر مهم ومعرفش حد غيرك ممكن يساعدنى .
تعالت وتيرة انفاسه يتساءل بترقب :
– خير يا عم حمدى ؟
زفر حمدى وتابع بتوتر :
– موضوع بخصوص ريتان بنتى ،،، خليني أقابلك لو سمحت ونتكلم ؟
وكأن القدر يدعمه ويساعده ويعطى له الإذن بخلاصها ،، أردف متلهفاً :
– طبعاً يا عم حمدى ،،، نص ساعة وهقابلك في كافيه •••• .
أومأ حمدى وشكره وأغلق يستعد لمقابلته فهو لم ينسى رد فعل حمزة على جــ.واز إبنته من ناصف حينما قال له بحدة ( إنت أزاي تجوز بنتك لناصف السوهاجى ) تلك الجملة تتردد على عقله تأنبه وتحزنه على حال إبنته التى أصبحت عليه مؤخراً يشعر بالندم يتآكله على تسرعه بجوازها خصوصاً بعد آخر مرة رآها .
قابله حمدى بالفعل وأردف بحزن وتساؤل :
– قولي الحقيقة يا حمزة به ؟ ،،، لما عرفت إن بنتى هتتجوز ناصف قولتلي إزاي تعمل كدة ؟ ،،، أنت وقتها كنت تعرف حاجة عنه ؟
ضيق حمزة عينه يسأله بإستفهام :
– ليه يا عم حمدى ؟ ،،، إيه اللى حصل ؟
تنهد حمزة بقوة وأردف بشرود وحزن ظهر بوضوح على وجهُ :
– أنا وامها روحنا نزورها بعد ما ناصف كلمنا ،،، بس لاحظت إن ناصف قافل عليها من برا ،،، ولما بصيت في وش بنتى لقيتها خايفة وقلقانة ومش هي أبداً ريتان بنتى ،،، وكمان عايز ياخدها ويسافر فرنسا .
لم يستطع حمزة التحكم في غضبه من ما سمعه وأردف بحدة :
– ده بيحلم ،،، نجوم السما أقربله .
تعجب حمدى ونظر له يردف مستفهماً :
– يعنى إيه يا حمزة بيه ؟ ،،، هو انت تعرف عنه حاجة فعلاً ؟ ،،، طمنى يابنى .
تنهد بقوة وطالع حمدى بصمت وعقله يردد ( اااه يا عمي لو تعلم مدى حبي لإبنتك ،،، لو تعلم ما أصابنى بعد رحيلها وأي لعنة حلت على حياتى ،،، لو تعلم أن روحى وأنــ.فاسي ومشاعرى وجــ.سدى وقلبي باتوا محرمين على جميع النساء إلا هي )
زفر حمزة يردف مراوغاً :
– انا حالياً مش متأكد من حاجة يا عم حمدى ،،، بس إطمن أنا هعمل اللى هقدر عليه ،،، ولو منفعش يبقى هاخدك ونطلع أنا وأنت على النيابة نقدم فيه بلاغ ،،، المهم ريتان تبقى في أمان .
زفر حمدى بإرتياح قليلاً وأردف بأمتنان :
– تسلم يابنى ،،، ده كان عشمي فيك بردو ،،، بس ليا عندك رجاء ،،، أوعى سالم بيه يعرف إنى كلمتك فى حاجة زي دي .
أومأ حمزة يردف مطمئناً ومحذراً :
– متقلقش يا عم حمدى ،،، الكلام ده هيفضل بينا إحنا ،،، مافيش داعى أي حد يعرف حتى أهل بيتك ،،، وأنا هكلمك أقولك عملت إيه .
عاد لواقعه بعدما رن هاتفه برقمِ أحدهم .
زفر وفتح الخط يجيب بترقب :
– أيوة يا فؤاد ؟
أردف الآخر محذراً :
– أنا سمعت كل الحوار اللى دار بينك وبين ناصف يا حمزة ،،، أعتقد بعد كلامك مش هيقدر يخاطر ،،، وكويس جداً إنك عرفته إن فيه حد وراك هيتصرف فوراً لو لا قدر الله فكر يأذيك ،، لإن لعلمك الفيديو مش دليل كافى ،،، وتصوريه بالطريقة دي سهل أن أي حد يشكك فيه لأنه مش واضح ،،، لكن اللى يدينه هى التسجيلات دي ،،، ومرة تانية متتصرفش بإندفاع من نفسك ،،، ربنا سترها عليك يا حمزة المرة دي فــ.خد بالك كويس اوى .
أومأ حمزة بشرود وأردف :
– شكراً يا فؤاد مش عارف من غيرك كنت عملت إيه .
( فؤاد منذر ضابط أمنى قام بأنهاء خدمته وتسوية معاشه وفَتح شركة حراسات خاصة لحماية الجهات السياسية والمهمة في البلد وهو يعد صديق قديم مشترك بين مؤمن وحمزة ولكنه يكبرهم بعدة سنوات وتواصل معه مؤمن بعدما شعر أن حمزة ممكن أن يعرض حياته للخطر )
أردف فؤاد بتأكيد :
– مافيش شكر بينا ،،، المهم دلوقتى نأمنك كويس لإن ممكن ناصف ده يحاول ينتقم وياخد رد فعل عكسي .
شرد يردف بقلب عاشق حنون متناسياً أمر فؤاد وكأنه يتحدث مع نفسه :
– المهم ريتان تبقى في أمان ويطلقها من غير ما يأذيها ،،، دي أهم حاجة عندى .
تعجب فؤاد وتساءل بترقب وذكاء :
– حمزة هو الموضوع عم حمدى اللى لجألك وبتساعده ولا في حاجة تانية إنت مخبيها عنى ؟
تحمحم حمزة وأردف بمراوغة لم تقنع فؤاد :
– مافيش حاجه يا فؤاد أنا بحاول أساعد بس ،،، يالا سلام هكلمك وقت تانى .
أغلق معه وتنهد بقوة وهو يترجل من سيارته ويصعد الشركة لينتظر بفارغ الصبر الخبر اليقين والقلق يتآكله عليها .
❈-❈-❈
في اليوم التالى في منزل ريتان
كانت إنتهت للتو من فرضها ووقفت تخطو للخارج حيث المطبخ .
سمعت صوت الباب يفتح فارتعشت وتأكدت من مجيئه الذى أصبح يرعبها .
تعالت وتيرة أنفاسها ورددت الأذكار والأدعية بداخــ.لها فوجدته يولج يطالعها بعمق قبل أن ينطق من بين أسنــ.انه بعد تفكير دام طويلاً وهو في شركته طوال الليل :
– لمى شنطة هدومك ويالا .
طالعته بذهول وارتعبت ترتعش وتردف بخوف وتساؤل :
– هتاخدنى على فين ؟
نظر لها بقوة ثم إقترب منها فابتعدت بقلق فأكمل يقترب فارتدت في الحاجز الرخامى فأغمضت عيــ.نيها وحبست أنفــ.اسها بخوف بينما هو التصق بها ولف ذر اعه حول خــ.صرها ويقربها إليه وهى تتحرك بجــ.سد متصلب كأنه بلا روح ثم مال على رقبــ.تها يلــ.ثمها بتروى ويغمض عيــ.نيه يستنشق رائحتها بقوة ثم أردف بفحيح عند أذ نها :
– هترجعي على بيت أبوكى ،،، هطلقك .
جحظت عيــ.نيها تطالعه بذهول وشهقت شهقة كأن روحها تحررت بينما هو إبتعد عنها وطالعها بعمق ثم إلتفت ليغادر وأكمل بحزن :
– قدامك خمس دقايق تلمى حاجتك ،،، مستنيكي برا .
وقفت تستوعب ما قاله ،، هل يخدعها ؟ ،،، هل سيحررها ؟ ،، أم تلك خطة وينوى أمراً آخر ،،، عاد الخوف يتملكها فالتفتت تنظر للسكين على السطح الرخامي بشرود ،،، ماذا إن كان ينوى أذيتها دون أن يعلم عنه أحداً شئ ..
نفضت الأفكار الشيطانية من رأسها وأتجهت للخارج بصمت تفعل ما يريد .
بعد وقتٍ نزلت الدرج معه تحمل حقيبتها بتوتر وقلبٍ مهزوز وتنظر لظهره بخوف وعدم أمان ،،، تناول منها الحقيبة ووضعها في حقيبة السيارة ثم التفت يصعد مكانه واستقلت هى مكانها وغادر .
قاد إلى وجهته وبعد مدة نظرت للطريق فلم يكن هذا طريق منزلها فالتفتت إليه تنظر له بقلق مردفة بعيون زائغة :
– إنت واخدنى على فين يا ناصف ؟
طالعها بعمق ورأى نظرة الرعب في عيــ.نيها فأردف وهو يلف نظره للأمام بهدوء :
– على المأذون ،، علشان نتطلق ،،، والمحامى هيوصلك حقوقك كلها .
تعجبت منه ومن حالته وكيف سيخلصها هكذا ولكن لا يهمها لتتخلص منه وكفى ،،، هدأت قليلاً والتزمت الصمت تنظر للأمام ولكن عقلها لا يكف عن التفكير .
توقف بعد مدة أمام مكتب مأون شرعى وترجل وترجلت معه حيث كان المأذون والشهود في إنتظاره .
طلقها بالفعل وأوصلها لمنزل والدها وغادر دون أي كلام .
صعدت المنزل تجر حقيبتها بذهول وعدم تصديق لما تعيشه ،،، هل حقاً تحررت منه ؟ ،،، هل تخلصت من قيوده وعنفه ووجهُ المخيف الذى رأته ؟ كيف وماذا ومتى حدث ؟ .
طرقت باب منزلها ،،، فتحت جميلة تطالعها بسعادة وتردف بلهفة :
– ريتان ،،، تعالى يا حبيبتى.
سحبتها إليها وتعجبت من حقيبتها متسائلة بترقب :
– أيه الشنطة دي ؟ ،،، هو حصل حاجه ؟
نظرت لوالدتها بعمق وأردفت بعدم تصديق :
– ناصف طلقنى .
لم تستطع أن تحزن فهذا ما كانت تتمناه هي وحمدى بعدما رأئا حالتها آخر مرة ،،، ولكنها أردفت متعجبة :
– طلقك كدة بسهولة ؟،،، إيه اللى حصل يا ريتان ؟
هزت كتفيها ورأسها تردف بإرهاق وشرود وروحٍ معذبة تحاول التلملم :
– معرفش .
سحبتها جميلة إلى صــ.درها تضمها بحنو وتربت على ظهرها مردفة :
– خلاص يا حبيبتى ،،، الحمد لله إنها جت على أد كدة .
إستكانت في حــ.ضن والدتها وهى إلى الآن لا تصدق أنها تحررت منه .
أما هو فاتجه لفيلا شقيقه ليودع توأمه قبل أن يغادر البلاد بعدما تحدث مع هؤلاء الجماعة وأخبرهم بإيقاف إرسال الشحنة وأنه قادم إليهم بخطة بديلة ودفع الغرامة ليضمن حياته .
❈-❈-❈
كان قد إنتهى دوام مدراء الشركة فغادر حمزة مع والده ومراد ولكن عقله بقى عندها ،،، هل خلصها ؟ ،،، هل نفذ أم تلاعب ؟ ،،، أم أذاها ؟،، نفض الأفكار الشيطانية بعيداً وقرر الإنتظار قليلاً .
كان حمدى يقف أمام الشركة ينتظر نزول سالم قبل أن يرن هاتفه معلناً عن إتصال من زو جته تبلغه بالأمر .
في تلك الأثناء وصلوا ثلاثتهم أمام باب الشركة وتنبه حمزة لصوت حمدى المتفاجئ وهو يردف عبر الهاتف :
– طلقها ؟
وكأنه تلقى لتوه صدمة كهربائية أعادت نبض قلبه للحياة وتوقف هو ينظر لحمدى بسعادة إرتسمت على وجهُ ولم يستطع أخفاؤها وحمدى يتابع عندما لاحظ سالم :
– تمام يا جميلة إقفلى دلوقتى وخلى بالك منها لحد ما أرجع .
أغلق معها وأسرع يفتح باب السيارة لسالم الذى وقف يطالع حمدى بترقب وينظر له تارة ولإبنه السعيد تارة ثم أردف متسائلاً بترقب :
– مين طلق مين ؟
نظر له حمدى بتوجس ونظر لحمزة ثم أردف بتوتر :
– ناصف طلق ريتان بنتى يا سالم بيه ؟
صُدم سالم ونظر بشك لحمزة الذى طالع والده بخبث يحاول أن يرسم على ملامحه الجدية ولكن غلبته سعادته وأردف :
– يالا سلام يا بابا نتقابل في البيت .
طالعه سالم بترقب واتجه على الفور يستقل سيارته بينما نظر حمدى لحمزة بأمتنان ولكن اقتب منه وأردف حمزة كاذباً بهمس حتى لا يسمع والده :
– على فكرة يا عم حمدى أنا معملتش لسة أي حاجة ،،، واضح أن موضوع الطلاق جه من ناصف نفسه ،، على العموم مبروك لبنتك .
تعجب حمدى بينما التفت حمزة يغادر قبل أن يفتضح أمره وكأنه عاد لطفولته يريد الركض الآن ومشاركة أحدهم تلك السعادة التى تملأه ولكن ليتمهل قليلاً .
أما سالم فنظر لحمدى بضيق وأردف بحدة :
– متخلص يا حمدى .
أسرع حمدى يستقل السيارة ويغادر خلف حمزة .
بعد حوالى ساعة
وصل حمزة إلى القصر بروحٍ مرفرفة وطوال طريقه يحلم ويخطط ويبنى قصوراً ومدن وقلاع .
ترجل ودلف بعدما صف سيارته ولكن أوقفه سالم الذى جاء لتوِ يناديه ويطالعه بغضب وترقب ثم أقترب منه وأردف بنبرة لا تقبل أي نقاش :
– تعالى ورايا على أوضة المكتب .
دلف من باب القصر مندفعاً لغرفة المكتب وزفر حمزة يتبعه ،، دلفا واغلق حمزة الباب ينظر لوالده بثبات مردفاً :
– خير يا بابا ؟
جلس سالم على الأريكة يطالعه بترقب وتساءل بهدوء عاصف :
– أنت ليك علاقة بطلاق بنت حمدى السواق ؟
تنهد بقوة ثم رد عليه بسؤال آخر وترقب يردف :
– وحضرتك ليك علاقة بالصور اللى وصلت لناصف ؟
ضيق سالم عيــ.نيه يفكر لثوانى أي صور تلك ؟ ثم تذكر على الفور الصور التى صورها شوقى أبو الدهب لأبنه وريتان وتساءل مستفهماً :
– صور إيه ؟
لاحظ حمزة حالته فأردف بترقب :
– صور ليا أنا وريتان ،،، ليك علاقة يا بابا ؟
شرد سالم قليلاً ،، ألهذا السبب طلقها ؟ ،،، ولكن هو لم يرسل أي صور ،،، هناك شخصاً واحداً من إثنين أرسلها ،، إما مها أو شوقي وفي الحالتين هو يعتبره تصرفاً غبياً ولكن لن يخبره عنهما لذلك أردف بمراوغة :
– مين اللى قالك الكلام الخايب ده ،،، أنا هبعتله صور زى دي ليه ؟ ،،، من كل عقلك هأذي أبنى ؟
نعم هو محق ،،، أومأ حمزة يردف باقتناع بعد علم المرسل :
– تمام ،،، أنا عرفت مين اللى وصلهم .
التفت ليغادر فأردف سالم بترقب ليحجبه عن مها :
– وانت متأكد كدة ليه إن فيه صور أصلاً ،،، شوفتهم بعـيــ.نيك ؟
توقف يلتفت لوالده ويردف بترقب :
– لاء مشوفتش ،،، بس ناصف قال وهو أكيد مش هيكذب في حاجة زي كدة .
وقف سالم يقترب منه وتساءل بحدة :
– يعنى إنت بردو روحت لناصف ؟ ،،، أنت عايز تجننى ؟ ،، إنت مالك وماله يا بنى أدم ؟ وإزاي تصدق واحد زي ده ،،، مافيش أي صور ليك مع حد .
ثم نظر له بشك وتابع بخبث وفحيح :
– ألا إذا بقى كان فيه حاجة بينك وبين البنت دي فعلاً ؟
اتسعت عين حمزة ولم يحتمل معنى حديث والده لذلك أردف بحدة :
– مستحيل طبعاً ،،، وإنت عارف كدة كويس ،،، لا أنا ولا هي خاينين .
أبتسم سالم وهز كتفيه يردف بتأكيد :
– يبقى ناصف سمع حاجة من أي حد وكان بيوقعك ،،، إرجع لعقلك يا حمزة وفكر بس في مراتك وأبنك اللى جاي في السكة وأوعى تبنى أوهام وتفكر إنى هسمحلك تحققها .
نظر لوالده بحزن وصمت ،،، لم تعد تعنيه تلك الكلمات ولكن ليسمع ويصمت .
زفر والتفت يغادر تاركاً الغرفة والمنزل بأكمله متجهاً إلى شقيقته سناء .
❈-❈-❈
بعد ثلاثة أشهر
حيث غادر ناصف البلاد بعدما صفى الشركة ووضع نصيب سناء والتوأم بأسمائهم في البنك كما تم الإبلاغ عنه بعد سفره من مجهول أنه كان يستخدم أفراداً في الجمارك لتمرير مواد مخدرة وبالفعل تم القبض عليهم متلبسين في قضية تهريب أخرى جعلتهم يعترفون على ناصف من بين الأسماء .
تم وضع إسمه في قائمة المطلوبين للعدالة وذلك حتى لو فكر بالعودة إلى مصر مرة آخرى سيتم القبض عليه فور عودته .
ولكنه لم يهدأ بل يسعى منذ سفره للإنتقام من حمزة خصوصاً بعدما أقنع هؤلاء الجماعة بالعفو عنه ودفع لهم الجزية المناسبة بشرطِ أن يجد لهم مستثمر مصري يسهل دخول تلك الأشياء غيره ،،، وها هو يحاول بكل قوته ومعارفه أن يورط شركة الجواد في الأمر وما يسهل عليه خطته هو وجود ثغرة يدلف منها وهى ( شوقى أبو الذهب) والذى يعرف عنه في سوق الأعمال أنه مثل ( البحر يحب الزيادة ) ويمكن أن يوافق بعد تقديم عرض مغرى له .
خلال تلك الفترة التزمت ريتان منزل والدها تماماً وحاولا حمدى وجميلة التخفيف عنها لشعورهما بالذنب تجاه أبنتهما التى عانت في تلك الزيجة كثيراً خصوصاً بعدما علموا بأمر ناصف وتجارته للمواد المخدرة وتأكدوا من أن هذا سبب الطلاق لذلك فأنها حرمت على نفسها نصيبها من مؤخر صداق وظل كما هو في حسابٍ مسجل بإسمها في أحد البنوك .
تقربت من ربها وبدأت تدريجياً تتعافى من تلك العلاقة السامة وبدأت تدرك قيمتها الحقيقية وتكتسب ثقتها مجدداً ويبقى أمراً واحداً يشغلها هو وظيفتها لذلك ستبحث وتعافر مجدداً ولكن كانت تنتظر لتنتهى عدتها .
أما بسمة شقيقتها فكانت على نفس أفعالها السابقة حيث اللسان السليط الذى لا يرحم خصوصاً بعد طلاقها لذلك فإن ريتان كانت تتجنبها دائماً .
وعن حمزة فأصبحت حياته روتينية بحتة يقضى معظم أوقاته في العمل ويعود ليلاً يرتمى على الفراش بتعب ويذهب في نومٍ عميق ،،، ولكن تبقى سعادته الداخلية مستحوزة على نومه بعدما حرر حبيبته من هذا المختل ،،، تأتيه فى أحلامه يومياً لذلك أصبح يعشق النوم ،،، ينتظر اللحظة المناسبة ليتحدث معها ويخبرها بكل ما يحمله داخله ولن يبخل عليها بعد الآن .
مها التى ندمت على حملها بسبب إرهاقها الذى تسبب لها في المكوث في منزل والدها طوال تلك الفترة رغماً عنها حتى أنها كانت تريد إجهاده لولا سعاد التى حذرتها من فعل ذلك وعليها فقط تحمل تلك التسعة أشهر حتى تنجبه لتلهى حمزة به ولتضمن قيده ثم تتركه لجدته صفية تتحمل مسئوليته ويمكنها تحقيق أحلامها كيفما تريد .
❈-❈-❈
بعد آيام
في قاعة تم تجهيزها لحفل زفاف الإبن الثانى لسالم الجواد ،،، حضر كالعادة أفراد الطبقة الراقية وتلك المرة حضر أفراد الطبقة المتوسطة أيضاً الذين كانوا أكثر طبيعة وتلقائية من هؤلاء الممثلين المبدعين الذين إتخذوا من الغرور حليفاً .
تقف ريتان مع كاريمان في الغرفة التى تتجهز بها تطالعها بسعادة وهى ترتدى فستان زفافها الأبيض الناصع كالأميرات .
أردفت ريتان بتروى وفرحة لأجل صديقتها :
– ألف مبروك يا كارى ،،، طالعة بسم الله ماشاء الله زي القمر .
إلتفتت لها كارى تطالعها بسعادة وحب ثم مدت ذرا عيها لتسرع إليها ريتان تعانــ.قها بحنو وتربت على ظــ.هرها .
طرق سمير والد كاريمان الباب ودلف ينظر ويبتسم بسعادة على أبنته مردفاً :
– يالا يا حبيبتى المأذون وصل ومراد جاب أخره .
خجلت كثيراً تنظر لوالدها بسعادة وتومئ ثم التفتت تتمــ.سك بيــ.د ريتان مردفة برعــ.شة وقلبٍ متراقص :
– ريتان متسبنيش .
أومأت ريتان التى كانت ترتدى فستان أسود محتشم وحجاب كريمي ولم تضع أي مستحضرات تجميل تماماً إلا القليل من الكحل الذى أبرز عيــ.نيها الرماديتين فباتت في كامل براءتها وجمالها الطبيعي .
أردفت ريتان بحب وتأكيد :
– معاكى ومش هسيبك .
تحركت كارى مع والدها للخارج وريتان تخطو مجاورة لها حتى وصلوا إلى الدرج الذى ينتظر مراد أسفله .
نزلا سمير يشبك يد أبنته بهدوء ليسلمها لحبيبها .
وصل إليه ومراد في حالة ثبات ظاهرى بينما قلبه يعصف ويضخ مشاعر قوية خاصة بها تلك التى سلبته الراحة في بعدها وأخذت أفكاره وملكت فؤاده .
مد مراد يــ.ده يلتقطها من والدها الذى أردف بترجي :
– حطها في عيــ.نك يا مراد ،، دى بنتى الوحيدة ونور عيني .
طالعها مراد بعمق ثم رفع كف يــ.دها الصغير الناعم يلثمه برقة وسعادة وأردف بصدق :
– طبعاً يا عمى في عنيا وفي قلبي .
أردفت ريتان من خلفها بسعادة وهدوء :
– ألف مبروك يا مراد .
نظر لها وابتسم يردف بسعادة :
– الله يبارك فيكي يا ريتان ،، شكراً .
بعد ثوانى دلفا العروسان القاعة التى ينتظر بها المدعوين بترقب .
صدحت موسيقى الدخول وانطفأت الأنوار بإستقبال مبهر لهما .
حضرت من حيث لا أحد يدرى الفرقة التى قامت بعرضٍ رائع حول العروسان أبهر عيون الحضور .
القاعة مظلمة إلا من أنوار خافتة مسلطة على المسرح ،،، بينما ريتان تقف في أحدى الزوايا تتابع صديقتها بسعادة وتتنفس بعمق ،،، داخلها متأرجح وندوبها ما زالت في مرحلة التعافي ولكن حقاً هى سعيدة جداً من أجلها .
تحركت ريتان من مكانها قاصدة طاولة والدها ولكن في طريقها كادت أن تصتدم بشخصٍ نبض قلبها بشدة عندما اقترب منها ووقعت عيــ.نيها على حذائه ،،، قبل أن ترفع أنظارها تأكدت أنه هو ،،، تلك النبضة التى تحقد عليها لم تأتى إلا في حضوره ،،، تلك الهزة الجــ.سدية لم تحدث إلا عندما يقترب .
رفعت عيــ.نيها للأعلى تطالعه بأنــ.فاس تحاول إلتقاتها فرأته يطالعها بعمق ،، بإشتياق ،،، بلهفة ،،، بباقة فريدة من أجود المشاعر صممت لها بعناية .
لا تعلم لما أصابها تحذرٌ لحظى ولم تفق إلا عندما إنتهى العرض واشتعلت الأنوار تنير القاعة بأكملها لذلك تنبهت وابتعدت فجأة عنه وخطت متجهة لطاولة والدها وجلست مجاورة لجميلة التى ربتت على كفها بحنو .
أما هو فظل أمامه يتأمل مكانها ،،، جميلة كما عاهدها ولكن انكسرت لمعة عيــ.نيها ،، لم تعد مثل السابق ،،، لذلك نغزه قلبه وأقسم داخــ.له أن يسعى لإعادة ترميم ما هدمه .
بدأ كتب الكتاب وشهد حمزة على عقد قران شقيقه بينما وقعت عين ريتان لا إرادياً على مها التى ظهر حملها حتى إنها غضبت بشدة وكادت أن لا تاتى الزفاف بسبب هيأتها التى تعيق مظهرها ولكنها تذكرت وجود ريتان لذلك أتت وها هى تطالعها بخبث وتشفي حيث أنزلت كفها على حملها تتحــ.سسه أمامها قاصدة إيلامها وبالفعل أصابت هدفها وها هى الدموع تتجمع في تلك العيون الرمادية .
ليس حقداً أو حزناً لحملها بالطبع لها فهى لم تكن يوماً تلك الحقودة ولكن تتحسر على أحلام شيدتها وكانت تظنها ستتحقق يوماً ..
إبعدت ريتان نظرها عنها والتفتت تتنهد بقوة وتطالع كاري التى تطالعها مبتسمة كأنها شعرت بها تألمت لأجلها من وسط سعادتها .
بادلتها ريتان بحب وابتسمت تحت أنظار هذا العاشق الذى اتجه يقف مجاوراً لمراد بعدما انتهى المأذون وعيــ.نه مسلطة عليها مما جعل مها تستشيط غضباً ليس شعور غيرة أو حبٍ لزو جها ولكن حتى لا يسقط مظهرها الإجتماعى أمام الحضور .
بعد ساعات انتهى الحفل وغادر الجميع وانطلق مراد بسيارته إلى المطار فوراً بعدما أبدلا ملابسهما في الفندق حيث سيذهبا لتقضية شهر عسل في إحدى الدول الأوربية الساحرة وكانت تلك هديته من شقيقه حمزة .
❈-❈-❈
بعد عدة أيام في مكتب حمزة وبعد تأكده من إنتهاء عدتها الذى إنتظرها بفارغ الصبر
يجلس يتحدث في الهاتف مع أحد رجاله الموثوق بهم مردفاً :
– أيوة المدرسة الخاصة اللى على طريق **** … عايزك تروح حالاً وتطلب تقابل أستاذة منال قاسم وتخليني أتكلم معاها .
أردف الرجل وهو يقود إلى وجهته :
حاضر يا حمزة بيه ،، مسافة الطريق .
بعد حوالى نصف ساعة رن هاتف حمزة فأجاب بترقب :
– أيوة يا سعيد ؟
أردف الرجل بإحترام :
: حمزة بيه أستاذة منال مع حضرتك .
أعطى الهاتف لتلك السيدة الوقورة التى أردفت بسعادة :
– أهلا يا حمزة بيه ،، أزي صحتك ؟
أردف حمزة بحنين وود :
– أزي حضرتك يا أستاذة منال ،،، يا ترى فاكرانى ؟
أردفت بتأكيد متذكرة :
– أكيد فكراك ،، حد ينسى حمزة الجواد أكتر ولد كان مطيع وبيسمع كلامى ومريح أساتذته .
إبتسم حمزة على ذكريات طفولته وتنهد يردف بفضفضة :
– ياريت كنا فضلنا هناك يا أستاذة منال ،،، كبرنا وكل شئ كبر معانا ،،، المهم أزى صحتك طمنيني عنك ؟
أردفت منال بود بعدما غير الزمن ملامحها الشبابية إلى أخرى أكثر نضجاً وأكبر سناً :
– أنا كويسة جداً الحمد لله ،،، أخبار سالم بيه وصفية هانم إيه ؟
اردف حمزة بهدوء :
– الحمد لله بخير .
تنهد يتابع بترقب :
– انا كان ليا عند حضرتك رجاء .
ترقبت وأردفت بتمعن :
– أكيد إنت تؤمر ،،، إتفضل ؟
أردف حمزة بترقب :
– من فترة بعيدة شوية فيه واحدة تهمنى قدمت طلب وظيفي لمدرستكم ،،، وأنا أعرفها شخصياً وأعرف أد إيه هى ممتازة في توصيل المعلومات للطفل لأنها كانت مسئولة عن تعليم أطفال أختى وحقيقي النتيجة مبهرة ،،، فأنا طالب منك تراجعى طلبها ولو ممكن تقبليها عندك في المدرسة .
تنهدت منال بقوة فهى ليست من هذا النوع الذى يقبل بالوسطات ففهم حمزة عليها وأردف بتروى :
– أنا عارف أستاذة منال كويس جداً وعارف هي بتتعامل إزاي وده اللى خلانى أتكلم معاكى تحديداً لأنى كان سهل عليا أتواصل مع أي مدرسة تانية بس أنا حابب حضرتك تجربيها ،،،، صدقيني هى مش محتاجة واسطة أو تدخل منى ،،، طريقتها هتخليكي تتمــ.سكى بيها ،،، أنا طلبي بس أنك تعطيها فرصة تظهر مهاراتها قدامك ،، وتأكدى لو حضرتك مقتنعتيش بيها أنا مش هفرض عليكي أى حاجة ،،، تقدرى تخليها شهر تحت التدريب وتشوفي وتقررى بنفسك .
اقتنعت منال بحديثه وأومات تردف بهدوء :
– طيب قولي رقمها وأنا هتواصل معاها ،، مع إننا مكتفيين مدرسات بس لأن حمزة الجواد غالى عندى .
أبتسم بسعادة واردف بامتنان :
– متشكر جداً جداً يا أستاذة منال بجد .
أردفت مبتسمة بهدوء :
– العفو ،،، يالا قولي الرقم .
أملاها الرقم الذى حصل عليه من شقيقته سناء منذ قليل وطلب منها أن لا تخبرها أبداً أنه الفاعل بل تخبرها أنه تم إعادة النظر في طلبها الوظيفي .
❈-❈-❈
كانت ريتان جالسة في غرفتها تتحدث مع سناء عبر الهاتف .
قالت سناء بترقب بعدما ترجاها حمزة :
يالا يا ريتان بقى ،،، هتزعلى سليم وتقى ؟ ،،، هتكسفيهم يعنى ؟
تنهدت ريتان بضيق وأردفت :
– بجد مش عايزة أخرج يا نونا ،،، أنا بقالى فترة مخرجتش وحاسة إنى مش مستعدة بجد ،،، خليها وقت تانى ،،، سلميلي عليهم كتير جداً .
زفرت سناء بإستسلام وأردفت :
– تمام يا ريتان ،،،، زى ما تحبي ،،، بس لو خرجتى في أقرب وقت علشان خاطرى فوتى عليا .
أومأت لها تردف بتأكيد :
– حاضر ،،، بجد لو خرجت أوعدك هتكونى أول واحدة أزورها .
ودعتها وأغلقت معها ووضعت الهاتف جانباً ووقفت تتجه للخارج ولكنها وجدت رقماً غير مسجل يهاتفها ،،، تعجبت واجابت بترقب مردفة :
– ألو ؟
أردفت منال قاسم بترقب :
– أنسة ريتان حمدى الفولي معايا ؟
إبتسمت بألم على لقب أنسة وأردفت بترقب :
– أيوة أنا ،،، مين حضرتك ؟
أردفت منال بتروى :
– أنا منال قاسم مديرة مدرسة **** الخاصة ،،، إنتِ كنتِ قدمتى طلب وظيفي عندنا من فترة .
دق قلبها بسعادة وحماس وترقب وأردفت متلهفة :
– أيوة فعلاً ،،، إتقبلت ؟
أردفت منال بهدوء :
– هتمرى علينا بكرة إن شاء الله وهتتعيني شهر تحت التدريب لو أثبتى كفاءتك هنثبتك في وظيفتك .
إنشرح فؤادها وأردفت ببكاء من شدة سعادتها :
– حاضر ،، إن شاء الله أكون عند حسن ظنك يا فندم ،،، متشكرة لحضرتك جداااا .
أغلقت معها وركضت للخارج كالطفل السعيد تردف بحماس ولهفة :
– ماماااا ،،، ماماااا أنا هتوظف يا مامااا .
أسرعت جميلة من المطبخ تتجه إليها وتعانــ.قها بسعادة ثم ابتعدت عنها وأردفت متسائلة بترقب :
– إحكيلي إيه اللى حصل ؟
بدأت تسرد لوالدتها مكالمة السيدة منال بينما تجلس بسمة تطالعها بضيق فها هو الحظ يحالفها للمرة الثانية على التوالى وهى التى ظنت أن أحلامها ستتحقق على يــ.د ناصف ولكن طار ناصف وطارت أحلامها وستظل ريتان في القمة .
❈-❈-❈
في اليوم التالى صباحاً كانت ريتان تخطو بإتجاه المدرسة بحماس .
دلفت وقابلت السيدة منال قاسم التى بدورها سألتها عن بعض الأسئلة وبدأت ريتان تعرض عليها كيفية التعامل السليم مع الأطفال وتدريبهم على مهارات معينة .
هاتفت ريتان سناء وأخبرتها بما حدث معها كما أخبرتها أنها ستمر عليها حالما تنتهى من يومها الأول فى الوظيفة كما وعدتها .
أغلقت سناء معها وتنهدت بعمق تفكر هل تهاتف حمزة كما وعدته أو لا تفعل حتى لا تنزعج ريتان .
في نهاية الأمر إستسلمت لقلبها وهاتفت حمزة الذى أجاب بتلهف وأستشعار عاشق :
– نونا قولي إنها جاية !
تنهدت نونا بقوة وقلة حيلة على حال شقيقها وأردفت بحنو :
– أيوة يا حمزة جاية ،، طلبوها من مدرسة **** وراحت وهتخلص مشوراها وتمر عليا .
أومأ بحماس يردف :
– تمام ،،، هكون عندك كمان ساعة .
أردفت سناء بتحذير :
– بس أوعى يا حمزة تضغط عليها ،، لو مش حابة تتكلم أمشي وسيبها .
أومأ يردف بلهفة :
– تمام يا سناء حاضر .
❈-❈-❈
بعد ساعة وصلت ريتان إلى فيلا سناء ،،، دلفت تخطو بتمهل وطرقت باب الفيلا الداخلى ففتحت لها سناء تستقبلها بترحاب وفرحة وتسحبها لتعــ.انقها ثم ابتعدت تطالعها مردفة بحنو :
– وحشتيني يا ريتا ،، تعالى يا حبيبتى إتفضلي .
دلفت ريتان معها بعدما أغلقت سناء الباب واتجهتا تجلسان سوياً وأردفت سناء بلهفة :
– كدة يا ريتان ؟ ،،، أهون عليكي طول الفترة دي متجيش تشوفيني ولا حتى تشوفي سليم وتقى ؟
أردفت ريتان معتذرة :
– متزعليش يا نونا ،،، إنتِ عارفة غلاوتك عندى بس كانت عدتى والأحسن إنى مطلعش من البيت زى ما إنتِ عارفة .
أومأت سناء بتفهم وأردفت بسعادة :
– طيب قوليلي بقى تشربي إيه ،،، ولا أقولك إنتِ هتتغدى معايا .
أردفت ريتان بتروى معتذرة :
– مش هينفع يا نونا ،،، مقولتش لبابا وماما علشان ميقلقوش ،،، أنا جيت أشوفك واطمن على الأولاد لأنى وعدتك .
وقفت سناء تردف بتنهيدة واستسلام :
– تمام يا ريتان بس بردو مش هتمشي غير لما أشبع منك ،،،، ثوانى ورجعالك .
خطت سناء بإتجاه المطبخ لتحضر الضيافة بينما تساءلت ريتان بصوت عالى نسبياً :
– أومال فين سليم وتقى يا نونا ؟
عادت سناء تنظر برأسها من خلف جدار المطبخ الجانبي مردفة بترقب :
– هيطلعوا من الSchool على بيت ماما صفية بس أنا خبيت عنك ،،، لو كنت قولتلك مكنتيش هتيجي .
إبتسمت ريتان عليها ثم جلست تنظر حولها إلى أن عادت سناء إليها تحمل صينية الضيافة ثم خطت تضعها على الطاولة أمام ريتان وجلست مجاورة لها تردف بود وترقب :
– يالا دوقى الكوكيز اللى عملتها للأولاد وقوليلي رأيك .
التقطت واحدة تتذوقها قبل أن تستمع لصوت سيارة في الخارج ،،، توقفت عن المضغ وعصف بها قلبها العاشق مجدداً كدائماً يخبرها أنه هو .
حاولت بلع علَقَتها ونظرت لسناء بشك تردف متسائلة بأنــ.فاس مثقلة :
– ده حمزة ؟
تمــ.سكت سناء بيــ.ديها تردف بتروى وتوتر :
– ريتان إسمعيه بس ،، عنده كلام كتير عايز يقولهولك ،، في أمور لازم توضح ما بينكم .
نظرت لها بتعجب وعدم إستيعاب ،،، أي أمورٍ توضح بعد ما وصلا إليه ؟ ،،، فكرت قليلاً .
حسناً لتنهى تلك المسألة التى تنتظرها منذ زمن ،،، لتثبت له أنه لم يعد مهم بالنسبة لها كما يظن نفسه ،،، الآن حصلت على وظيفة وستثبت نفسها دون الإلتفات لأي مشاعر ،،، وها هي فرصتها .
تحلت بالهدوء وأومأ بغموض بينما توقفت سناء لتفتح الباب له .
خطت وفتحت له باب الفيلا وخطى للداخل يصب أنظاره عليها وهى تجلس بثقة أحضرتها بصعوبة بالغة .
نظر لأخته التى تومئ له بأن يتقدم ،،، لقد أتى راكضاً والأن يشعر بتخدر ساقيه ،،، خطواته بطيئة متأهبة كحال أنفــ.اسه ونبضاته حتى توقف أمامها ينظر إليها ويردف بحب وترقب وإشتياق وحنين :
أزيك يا ريتان ؟
رفعت نظرها إليه تخفى الحب ببراعة مردفة بإبتسامة هادئة وواثقة :
أهلاً يا حمزة أزيك .
برغم عدم رؤيته للمعة عيــ.نيها إلا أنه أنشرح من نطقها لإسمه الذى عزف على أوتار فؤاده فعدل من نبضاته .
جلس أمامها يطالعها بإشتياق وحب ويبحث عن الأحرف التى تركته وغادرت في رحلة بعيدة وحل مكانها الصمت والتأمل .
وقفت سناء تتحمحم مردفة بتوتر :
– طيب أنا هجيب حاجة ثوانى ورجعالكم .
غادرت تعطى لهما مساحة الحديث ،،، صخبْ صــ.درها وبعثرة عقلها أخفتهما ببراعة وهى تطالعه متسائلة :
– خير يا أستاذ حمزة ،،، سناء قالت إن إنت عايزنى ؟
توتر واعتدل يستحضر الأحرف بصعوبة ثم نظر لعيــ.نيها وأردف بصدق وعذاب بدون أى مقدمات :
أول حاجة عايزك تعرفيها هو الكلام اللى قولته هنا وإنت سمعتيه قبل جــ.وازك أنا ندمان جداً جداً عليه ،،، من وقت ما لســ.انى نطقه وأنا بتعذب ،،، صدقيني يا ريتان أنا شايفك أحسن واحدة في الدنيا .
تبتسم داخلها بسخرية ،،، لما الآن ؟ ،،، لما يحاول التسلل إليها الآن ؟ ،، هل لإنها تحررت ؟ ،،، أم يظن أنه سيخدعها مجدداً .
أظهرت ملامح التعجب وتساءلت بإستفهام كاذب :
– كلام إيه ؟ ،،، أنا مسمعتش حاجة ؟ ،،، معلش توضحلى إنت بتتكلم عن إيه بالضبط ؟
تعالت وتيرة أنفــ.اسه وهو يطالعها بصدمة وتشتت ،،، لااا مؤكد هناك أمرٍ ما ،،، هى تخفى أمرها عليه ،، هى تكذب ؟
زفر وأردف مترجياً :
– ريتان أنا عارف إنك فاهمة أنا بتكلم عن إيه ،،، لو سمحتِ سامحيني وأنسى وأنا هعوضك ،،، ريتان أنا من وقت ما بعدتى وأنا حياتى وقفت ،،، صدقيني ندمان ونفسي تسامحيني وبتمنى الزمن يرجع وأنا هصلح كل حاجة وهعمل أي حاجة علشان تنسى اللى قولته .
تنظر له وهو يتحدث وتنعته بالكاذب ،،، يجلس أمامها بكل أريحية يتفوه بأي كلام وعلى الجهة الأخرى تنتظره زوجته الحامل ؟
توقف عن الحديث بسبب نظرتها التى بعثرته ،،، لم تكن تلك النظرة الذى يريدها منها ،،، زفر يشعر بتختناق من تحول ملامحها وصمتها ثم تابع بترقب ليرى رد فعلها :
– ريتان أنا عايزك في حياتى ،،، أنا حياتى مش هتكمل غير بيكي .
يكفى ،،، إلى هنا وكفى ،،، وقفت تتناول حقيبتها وتشعر بغضب يأكل داخــ.لها لو حررته تقسم أنها ستحــ.رقه بنار إحتراقها هذه ،،، هل هذه قيمتها عنده ؟ . .
أردفت بصوت حاد تنادى :
– سنااااء ؟ .
خرجت سناء من مكانها تتجه إليهما بتوتر وتنظر لها متسائلة :
– أيوة يا ريتان ؟
لم تنظر له ،،، إن نظرت له ستغضب وهى تحاول التحلى بالثبات لتظهر ببراعة أنها لم تعد ريتان السابقة .
لذلك أردفت ضاغطة على أحرفها متجاهلة وجوده تماماً :
– ياريت تفهمى أستاذ حمزة أن بنات الطبقة المتوسطة المتربيين مهما وصل بيهم الأمر مستحيل يقبلوا براجل متجــ.وز ،،، وكمان ومراته حامل ،،، يظهر الأمور اختلطت عليه ،،، فهميه إن يمكن فهم حاجات غلط أنا مش مسئولة عنها ومعرفش هو بيتكلم كدة بناءاً عن إيه بس اللى أعرفه إنى مش هرتبط مرة تانية وإن إرتبطت مستحيل هيكون هو ،،، ياريت يهتم شوية بزو جته الحامل بدل ما يجرى ورا واحدة مطلقة ومفكر إنها سهلة الوصول .
تنهدت بقوة ثم أردفت بهدوء دون النظر إليه :
عن إذنك .
التفتت تغادر شاعرة بالإنتصار ،،، ثأرت لنفسها ،،، ثأرت لكرامتها ،، إنتظرت تلك اللحظة منذ سنوات وأتت ،،، ليعلم مكانته الحالية لديها ،،، أو ليعلم مكانته التى أرادت هى أن تظهرها ولتظل مكانته الحقيقية مخبأة في أعماقها للأبد .
غادرت تغلق باب الفيلا الذى إنغلق على قلبه ،،، يقف مهزوم في ساحة حرب المشاعر ،،، إنتصرت بكلماتها على حبه ،،، رجمت روحه بحديثها ،،، ولكن ماذا ظنّ ،،، هى لا تعلم شيئاً عن معاناته وأفعاله وحياته ،،، ولا أي شئ ،،، هي فقط ترى ما يراه الجميع ،،، رجل متزوج وقريباً سيصبح أب ،،، لذلك فمعها كل الحق .
إتجهت سناء إليه تحاول التخفيف عنه بعدما رأت حالته مردفة بحنو وهى تتمــ.سك بذ راعه :
– حمزة ؟ ،،، حبيبي إهدى وهنتكلم تانى ،،، أكيد الموضوع مش سهل ،،، يمكن احنا إستعجلنا ؟ ،،، هى معاها حق .
أغلق عيــ.نيه ووقف متصنماً لثوانى ثم رفع يــ.ده يربت على كف شقيقته والتفت يغادر من حيث أتى بصمتٍ تام ،،، فكلٍ منهما الآن أصبح في مفترق طرق .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *