رواية بحر العشق المالح الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح البارت الثاني والثلاثون
رواية بحر العشق المالح الجزء الثاني والثلاثون
رواية بحر العشق المالح الحلقة الثانية والثلاثون
بعد مرور ثلاث أيام
بعد أن إنتهين من العمل
بالسياره
تبسمت صابرين لـ فاديه التى فتحت باب السياره وصعدت لجوارها قائله بتنهيد:
يا أخيرًا رجعتى تانى إسكندريه، كنت حاسه إنى زى الشريده.
تبسمت فاديه وضمت صابرين قائله بمرح:
سلامتك من التشرد يا رينا.
إبتعدت صابرين عن فاديه قائله بعتاب:
بلاش رينا ده أكتر إسم بشمئز منه وبكرهه كمان بيفكرنى بصدماتى اللى عماله أخدها واحده وراء التانيه،لحد ما خلاص تكه وهفرقع زى فردة الكوتش بتاع العربيه…اللى فرقعت إمبارح.
نظرت لها فاديه قائله:الحمد لله ربنا نجاكِ متعرفيش أنا مطمنتش عليكِ غير لما قولتلى إنك الحمد لله عرفتى تسيطرى العربيه.
ردت صابرين:بلا خيبه أنا اتمطوحت مع العربيه شمال ويمين لحد ما هى اللى وقفت لوحدها مفكرانى “شومخر” ولا أيه ،أنا كنت إتشاهدت على نفسى الحمد لله إن الطريق مكنش زحمه وإتجاه واحد كنت رشقت فى اول عربيه قابلتنى، يلا الحمدلله مرت على خير،بس اللى زعلنى فردة الكوتش دى كانت جديده،وفرقعت بعد مسافه صغيره من الڤيلا، حتى لما العربيه وقفت إتصلت على واحد من الحرس اللى على بوابة الڤيلا،وجه ركب مكانها الاستبن،ورجعت تانى للڤيلا،يلا وانا راجعه هبقى أسحب فلوس و أشترى عجله إستبن تبقى معايا، انا خلاص بسبب تحليل بنت مصطفى قربت أشحت، وفى الآخر مش عارفه هوصل لأيه،ولا هستفاد أيه كان مالى، هو داء الفضول زايد عندى ليه.
تبسمت فاديه قائله:
طب يلا سوقى يا كرومبو… خلينا نروح نجيب نتيجة التحليل اللى ضيع فلوسك، انا كمان عندى فضول اعرف النتيجه.
تبسمت صابرين قائله:
تعرفى إنى إنبسطت لما رجعتى لهنا تانى ولقيتك مش زعلانه، بصراحه كنت خايفه عليكِ من اللى حصل اوى، وإن الطلاق يأثر على نفسيتك.
تنهدت فاديه بغصه قائله: بصراحه يا صابرين إنتِ الوحيده اللى مش بنكسف إنى أخبي عليها حاجه أنتِ مش بس أختى، إنتِ كمان صحبتى وساعات بحس إنك بنتى اللى مخلفتهاش،أنا فعلاً من جوايا حزينه،بس مش حزينه عشان إطلقت من وفيق بعد ما أستغنيت عن كل حقوقى الشرعيه الماديه،حزينه على سنين ضاعت من عمرى وانا كنت بحاول أأجل الفشل،يمكن كان نفسى فى حياه مُستقره كنت بطنش على حاجات كتير وافوت وأعديها عشان المركب تمشى،لحد مع الوقت كنت حسيت إنى زاد عندى التبلُد مبقاش شئ فارق معايا وأستسلمت لطوفان جرفنى لدوامة القبول،قبول أى شئ مش فارق معايا،أيام وبتمر والسلام،آخر الليل بحط دماغى وأنام مفيش فى دماغى أى هدف او أمل،سنين مرت من عمرى حاولت بس عشان خايفه من وصمة الفشل والطلاق
كنت غلطانه انا وقتها كنت حاسه إنى متقيده بأغلال من حديد،تعرفى إنى حسيت بالحريه أول ما مضيت على التنازل رغم الشماته اللى شوفتها فى عين ماجده،بس الحسره اللى شوفتها فى عين وفيق شَفَت جروحى كلها…ماجده مفكره أنها هى اللى فازت بس فى الحقيقه أنا اللى لقيت نفسى بعد ما روحت ليها وساومتنى.
تنهدت فاديه تبتسم وهى تتذكر لقائها بـ ماجده قبل أيام
[فلاشـــــــ/باك]
قبل الطلاق بيوم،صباحً
بعد أن غادر سالم الى عملهُ ظلت فاديه مع شهيره تتحدثان،لكن لفت إنتباه شهيره سرحان فاديه فقالت لها:
مالك يا فاديه عقلك شارد فى أيه إرمى حمولك على ربنا وهو هيحلها من عنده،كل عُقده وليها حلال.
جملة شهيره الأخيره طنت بعقل فاديه، وعادت الجمله بتأكيد:
فعلاً كل عُقده وليها حلال، وأنا عرفت مين اللى هتحل لى عُقدتى.
قالت فاديه هذا ونهضت تتوجه نحو غرفتها، مما أثار إستغراب شهيره ونهضت خلفها الى الغرفه وجدتها تُبدل ثيابها المنزليه بأخرى مناسبه للخروج، زاد إستغراب شهيره وقالت:
بتغيرى هدومك ليه إنتِ خارجه.
ردت فاديه: أيوا يا ماما مشوار مهم.
تعجبت شهيره وقالت بإستفسار:
وفين المشوار المهم ده؟
أنهت فاديه إرتداء ملابسها فى عُجاله قائله:
لما أرجع هقولك ياماما، بس لازم أخرج دلوقتي عشان أضمن الوقت قبل رجوع وفيق من شُغله… سلام.
تعجبت شهيره وكادت تسأل فاديه، لكن كانت فاديه أسرع وخرجت من المنزل، وليس على فاديه سوا إنتظار عودة فاديه.
بعد قليل كانت فاديه تفف أمام منزل وفيق، شعرت بشئ من الضعف وبلحظه كادت تُقرر العدول عن
للمنزل وإنتظار قرار المحكمه، لكن قالت لنفسها:
هتستنى أيه يا فاديه لحد ما تلاقى نفسك فى بيت الطاعه، المحامى قال تفاوض ودى إدخلى هتخسرى اكتر من كده أيه،وفيق لعبه فى إيد ماجده.
سمت الله ودفعت بوابة المنزل ثم دخلت تسير ذالك الممر الصغير قبل أن تقف أمام باب المنزل الداخلى كانت تشعر بخواء بلا مشاعر،منزل غريب عليها أليس هذا المنزل يومً كان هدفك بناؤه الآن بلا أى مشاعر،لكن قامت بوضع يدها على جرس المنزل
سُرعان ما فُتح الباب
لم تكُن صدمه لها من فتحت الباب ووقفت تنظر لها بشمت ثم قالت:
فاديه،أيه جايه دلوقتي وعاوزه ترجعى وفيق،يبقى بُعدك،وفيق خلاص رماكِ.
ضحكت فاديه بسخريه وقالت بحنق:
رمانى وخد أسوء عقاب فى حياته إنتِ يا ناهد
عمومً إنتِ متفرقيش معايا،وأكيد أنا مش جايه أجرى وراء وفيق لآنى أنا من البدايه سيبت البيت بمزاجى.
كادت ناهد أن ترد عليها،لكن فاديه دفعتها بهدوء من أمامها ودخلت الى المنزل تقول:.فين عمتك المصون.
سُرعان ما تقابلت فاديه مع ماجده التى تقول بفضول:
مين اللي كان بيرن جرس البيت يا ناهد.
تحدثت فاديه بثبات:
أنا اللى كنت برن الجرس،يا طنط أعذرينى أصلى ضيعت المفتاح اللى كان معايا،او يمكن كان فى شنطة هدومى اللى طلعت من البيت غيرها .
نظرت ماجده نحو ناهد وإزدرت ريقها بتوجُس.
تهكمت فاديه على نظرات ماجده المتوجسه بوضوح وقالت:
عندى كلمتين لو تحبى أقولهم قدام ناهد عادى، ناهد برضوا مرات إبنك ولا تكونى بتعامليها زى ما كنتِ بتعاملينى على إنى دخيله مش مرات إبنك وتقعدى إنتِ وبنتك تتوشوشوا طول اليوم وأنا أشتغل خدامه فى البيت ولولاد بنتك اللى خساره فيها.
نظرت ماجده لـ ناهد قائله: روحى إنتِ دلوقتي يا فاديه شوفى المطبخ، وإنتِ يا فاديه تعالى معايا لاوضة الضيوف.
تهكمت فاديه وقالت بإغاظه:
أنا مش ضيفه يا طنط انا صاحبة بيت ناسيه إنى لسه على ذمة الننوس إبنك.
تحدثت ماجده بضيق: بلاش طريقتك دى وقولى جايه ليه النهارده.
ردت فاديه: عاوزه أطلق، وأظن ده مُناكِ من يوم ما دخلت البيت ده.
ردت ماجده بجباحه: وأنا هطلقك إزاى، كنتِ متجوزانى لو بإيدى كنت طلقتك بالتلاته.
تهكمت فاديه قائله:
لأ بإيديك، كلمه منك لـ وفيق مش هيردها وهيطلقنى فورًا، إنتِ اللى واقفه لـ وفيق إنه ميطلقنيش عشان حقوقي الشرعيه، بمعنى أصح الماديه،زى النفقه والمؤخر وقايمة العفش.
جلست ماجده بجبروت ووضعت ساق فوق أخرى قائله:
من النهايه عاوزه أيه يا فاديه؟
ردت فاديه:مش انا اللى عاوزه قوليلى إنت عاوزه من الآخر وتؤمرى وفيق يطلقنى،وينسى بيت الطاعه لآن لو حكمت أنا مش هنفذ قرار المحكمه ووقتها عارفه هيبقى صعب أطلق او أرفع قضية خُلع بس وقتها مش هيهمنى وهروح لشيخ الجامع يوم الجمعه ساعة الصلاه وهقول إنى خرجت من البيت بالهدوم اللى عليا وبس وهحلفك عالمصحف قدام الناس إنك تكذبينى،يا أم الاخلاق الكريمه.
توجست ماجده لكن إدعت الثبات قائله:
عاوزه تطلقى معنديش مانع، بس لازم قبلها تتنازلى عن كل شئ، نفقه ومؤخر وقايمة العفش.
تبسمت فاديه قائله: كان من الأول قولتى دوغرى، عالعموم موافقه، بس بشرط أطلق الأول، بصراحه مضمنش واحده طماعه زيك ممكن بعد ما أتنازل عن حقوقى أتفاجئ إنى لسه على ذمة الننوس إبنك… عارفه إن كلمه منك له هيوافق، عالعموم أنا همشى دلوقتي وأعتقد المحامين بتوعنا عارفين بعض، خلى المحامى بتاعكم يبلغ المحامى بتاعى بالقرار، بس بلاش تأخير عشان نلحق نخلص قبل قرار المحكمه بتنفيذ حُكم بيت الطاعه ووقتها هتبقى الفرصه إنك تخلصى منى ببلاش راحت.
نظرت ماجده لها بفجاجه قائله: طالما موافقه أنا كمان موافقه وهحاول أقنع وفيق.
سخِرت فاديه قائله:
تمام هنتظر الخبر من المحامى.
قالت فاديه هذا وخرجت من الغرفه،تبسمت بتهكم حين رات ناهد كانت تقف جوار الباب،وقالت ساخره:مش بس ناهد رنات لأ وكمان بتلمعى أوكر،فعلاً ما جمع الا ما موفق.
إرتبكت ناهد حين رأت خروج ماجده خلف فاديه وقالت بتبرير كاذب:
أنا كنت جايه أطمن على عمتى وكمان افكرها بميعاد دوا القلب بتاعها.
تبسمت ماجده بغيظ لـ فاديه قائله: تسلمي يا حبيبتى،ربنا يتمللك بخير…
قالت ماجده هذا ونظرت لـ ناهد مُبتسمه تقول:
ناهد حامل.
علمت فاديه أن ماجده تحاول معايرتها،نظرت نحو ناهد ،وتهكمت بثقه قائله:
ألف مبروك ربنا يتمم لها بخير وتجيبلك الحفيد الغالى.
قالت هذا وغادرت المنزل،بينما ناهد لا تعلم لما شعرف برجفه من نظرة وحديث فاديه كآن لديها ثقه أنها لم تعد حاملاً،لكن بنفس الوقت نظرت نحو عمتها شعرت بالرهبه من تلك الكاذبه التى إدعت أن فاديه تركت من المنزل واخذت معها بعض من نقود وفيق كذالك الصيغه الخاصه،بها،زاد بقلبها الطمع تود العثور على تلك الصيغه.
مساءً
قالت ماجده لـ وفيق بإقناع:
إنت ليه باقى على فاديه خلاص ربنا جبر بخاطرك وناهد أهى حامل وهتجيبلك الولد اللى يشيل إسمك،وفاديه هى اللى جت لهنا برجلها وقالت هتتنازل عن كافة مستحاقتها،يبقى ليه تتمسك بواحده بيعاك،إسمع كلامى،عمرك فى مره سمعت كلامى ومكسبتش من وراه،خلينا نخلص من فاديه،حتى عشان ربنا يبارك لك فى أبنك اللى جاي،دى نظرت لـ ناهد نظره خوفتنى على اللى فى بطنها،بلاش تتمسك باللى بايعك،وكفايه كده،وإسمع كلامى وهتكسب،وأتصل عالمحامى وقوله يبلغ محامى فاديه إنك وافقت على عرضها .
بغصب إمتثل وفيق لها،وهو يشعر بإنسحاب فى قلبهُ الذى يريد فاديه.
[عوده]
عادت فاديه من تلك الذكرى حين توقفت صابرين بالسياره،قائله:
وصلنا لمكان مركز التحليل،هطلع أجيب التحليل وأرجع،خليكِ هنا فى العربيه لا الونش يجي يشيلها هو ده اللى ناقصنى.
تبسمت فاديه قائله بمزح:
لأ متخافيش لو الونش جه هقوله بلاش صاحبة العربيه غلبانه ومتجوزه من عواد زهران المختال الابرص.
نظرت لها صابرين بعبوس مُصطنع قائله:
أنا بحاول أنسى إنى متجوزه من عواد وإنتِ بتفكرينى بخيبتى،يلا هطلع بلاش نوقف كتير هنا المنطقه قريبه من مديرية الامن ممكن يشتبهوا فينا.
ضحكت فاديه،وظلت بداخل السياره لكن فجأه سمعت صوت طرق أصابع على زجاج باب السياره المجاور لها.
فتحت الزجاج وتفاجئت بمن أمامها يبتسم قائلاً:
مدام فاديه أيه اللى موقفك بالعربيه هنا وفين صابرين.
تعلثمت فاديه ونظرت نحو مدخل البنايه ثم اليه قائله:
ها أبدًا مستنيه صابرين على ما ترجع يا بشمهندس رائف.
رد رائف بآسف قائلاً:آسف إن كنت تطفلت عليكِ بس أنا شوفت عربية صابرين واقفه هنا إستغربت.
ردت فاديه وهى تنظر نحو باب البنايه رأت خروج صابرين وبيدها ذالك المظروف…
عادت بنظرها نحو رائف قائله بإرتباك:
لأ أبدًا مش فضول ولا حاجه،إزى عمو صادق وكمان ميلا.
رد رائف: ميلا بخير، كمان بابا.
تبسمت فاديه قائله:
دايمًا يارب.
فى نفس الوقت إقتربت صابرين من مكان وقوف السياره رأت وقوف رائف جوار باب السياره
تفاجئت للحظه، ثم قالت:
بشمهندس رائف.
تبسم رائف قائلاً: بلاش ألقاب، أنا فى نفس سن عواد هما كم شهر.
تبسمت له صابرين.
تحدث رائف: خير أيه الظرف اللى فى ايدك ده، متأسف إنه فضول منى.
إرتبكت صابرين قائله:
لأ ابدًا ده تحليل روتينى، بس حضرتم هنا بتعمل أيه؟
رد رائف: أبداً كنت بعمل فيش وتشبيه محتاجه لبعض الأوراق، ولما شوفت العربيه ومدام فاديه، قولت أسلم عليها.
تبسمت صابرين وقالت:
إن كنت خلصت ممكن أوصلك. نظر رائف الى فاديه وقال بتوريه: كان بودى مرفضش إنك توصلينى بس للآسف معايا عربيتى.
تبسمت صابرين قائله:
فرصه سعيده،إنى شوفتك النهارده،إبقى سلملى على جدو صادق وكمان ميلا.
تبسم رائف وعينيه مازالت مُسلطه على فاديه:يوصل مع إنى عرفت إن بقى فى صداقه بينك وبين بابا،هو طول عمره بيحب البنات،حتى كان بيحب البت غيداء ويدلعها أكتر منى انا وعواد،حتى ميلا ليها معزه خاصه عنده بيحبها أكتر منى.
ضحكن فاديه وصابرين التى فتحت باب العربيه قائله:
فعلآ جدو شخصيه لطيفه،هنستأذن إحنا.
أماء لها رائف براسه قائلاً:
براحتك إنبسطت من الصدفه الجميله دى وأتمنى تكرر،وتقبلوا عزومتى عالغدا فى أى يوم فى المطعم بتاعى.
أمائت فاديه رأسها،بينما قالت صابرين:
إن شاء الله قريب،سلام.
رد رائف وهو يود البقاء ينظر ويتحدث الى فاديه
التي شبه ترد عليه بإقتضاب لكن،تعجب من النظر لعينيها الآن،إنتهت تلك النظره الحزينه.:
سلام.
سارت صابرين بالسياره بينما رائف ظل واقفًا لدقيقه ينهر نفسه قائلاً:يعنى العربيه كانت هطير كنت وافقت على عزومة صابرين إنها توصلنى عالاقل كنت فضلت شويه مع” فتوش ”
غبى دايمًا يا رائف، بس أحسن حاجه بسمة عنيها رجعت تانى هو كده الحريم بتحلو بعد الطلاق.
……. ـ
بالسياره
تنهدت فاديه قائله: يا باى شخص بارد.
تبسمت صابرين قائله: مين البارد ده، رائف، والله ده شخص دمه خفيف، ومرح مش زى الوغد الابرص.
نظرت فاديه لها بحنق قائله: خفيف ومرح، ده شخص معدوم الذوق، لو واحد غيره كان طنش انه شافنا ومقرفناش بأسئلته البايخه.
تبسمت صابرين:مش كتر خيره جاى يشوفنا واقفين هنا ليه.
نظرت فاديه لها قائله:سيبك من سيرة السمج ده وخلينا نشوف نتايج التحليل المره دى.
ردت صابرين: التحليل أهو، بصراحه مش قادره أصبر على ما نوصل للشقه ونعرف النتيجه.
مدت فاديه يدها وأخذت المظروف من يد صابرين وقامت بفتحه قائله:
ولا أنا كمان عندى صبر…أوقفى فى أى مكان قريب.
فتحت فاديه المظروف،وبدأت بقراءة بعض النتائج…
تعجبت قائله:
النتيجه بتقول فى توافق كبير بنسبة خمسه وستين فى الميه.
توقفت صابرين بالسياره فجأه قائله:
كم!.
نظرت فاديه بإستغراب، لـ صابرين قائله:
يمكن عينات الشعر إتبدلت بين بنت مصطفى وبنت رائف.
ردت صابرين قائله: معتقدش ده مستحيل،يمكن انتِ قريتى النتيجه غلط .
ردت فاديه: أهو النتيجه أهى، صحيح أنا مُدرسة لغه عربيه بس عندى لغه إنجليزيه كويسه.
أخذت صابرين التقرير من فاديه وبدأت بقرائته
لتتعجب هى الأخرى قائله:
مستحيل التقارب ده بين بنت مصطفى وبين عواد،أنا مش مصدقه.
ردت فاديه: ولاأنا،مش يمكن منال تكون قريبه من عيلة مامت عواد.
ردت صابرين بنفى:
لأ منال قالتلى إن باباها كان من الفيوم وجه هنا إسكندريه عشان وظيفته وأستقر هنا بعدها،فى لغز فى القصه،أنا خلاص توهت،انا خايفه أكتشف إن مصطفى يبقى أخو………
توقفت صابرين ونظرت لـ فاديه التى فهمتها وقالت بمغزى :
مصطفى وعواد أخوات
ده مستبعد طبعًا.
ردت صابرين:فعلاً،مش بس مستبعد لا مستحيل
قالت صابرين هذا وتوقفت للحظه ثم قالت:
فاكره وإحنا صغيرين لما كنا بنشبه على بعض مين بيشبه مين،ووقتها كلنا قولنا إن مصطفى مش شبه لا مامته ولا باباه،ولا حد من العيله،وحتى كنا هزرنا وقولنا له إنت لقيط
بس هو زعل وقتها.
ردت فاديه:فعلاً أنا فاكره الموقف ده،بس إحنا كنا صغيرين وقتها.
حكت صابرين جبهتها بأنامل يدها قائله:
أنا حاسه بتوهان،والموضوع فيه شئ غامض،
النسبه كبيره،يعنى حتى لو المعمل غلط وبدل العينات زى ما بتقولى كانت النتيجه هتبقى مناصفه
مش خمسه وستين فى الميه، دى نتيجة أقرباء من الدرجه الاولى، أب واحد وأم واحده تقريبًا.
ردت فاديه بحِيره قائله: والعمل أيه دلوقتي؟
ردت صابرين:. مش عارفه أنا بقول كفايه كده، مش ناقصه مفاجأت تانيه.
ردت فاديه: بس انا عندى فضول نعرف الحقيقه.
نظرت لها صابرين بذهول قائله:
حقيقة أيه أنا مش فاهمه حاجه؟
ردت فاديه: حقيقة مصطفى، طول عمرنا شايفين معاملة مرات عمك له بقسوه ومع ذالك كان بينفذ ليها اللى هى عاوزاه بدون نقاش.
ردت صابرين: والحقيقه دى هنوصل ليها إزاى، هنروخ لمرات عمك أو عمك وناخد منهم شعريتين ونعمل لهم تحليل تطابق أنسجه مع مصطفى.
ردت فاديه: لأ هناخد الشعريتين من طنط تحيه.
نظرت صابرين لـ فاديه بذهول.
……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمصنع عواد
دخل رائف الى مكتب عواد قائلاً:
فاضى ولا أعطلك.
رفع عواد بصره عن ذالك الحاسوب ونظر الى رائف قائلاً:
لا هتعطلنى، خد بعضك وشوف طريقك فى مكان بعيد عنى.
تبسم رائف وجلس على أحد المقاعد قائلاً ببرود:
كنت متأكد إنك هتقولى مش فاضى، بس أنا بقى فاضى، وجاى من مديرية الأمن كنت بعمل فيش وتشبيه.
تبسم عواد قائلاً: وإزاى سابوك،ومأخدوكش إشتباه كنت آرتاحت من رخامتك كم يوم.
ضحك رائف قائلاً:
الحمد لله الصحِيفه الجنائيه نضيفه، بس عارف قابلت مين بالمكان هناك؟
رد عواد متهكمً: أيه قابلت الخُط…ولا رايه وسكينه.
ضحك رائف قائلاً:
لأ قابلت صابرين وأختها فاديه أم وش بشوش… راح الحزن من وشها بعد الطلاق.
تعجب عواد قائلاً:
قابلتهم فين، فى مديريه الامن؟
رد رائف:
لأ فى مكان قريب منها،أنا شوفت عربية صابرين هنام روحت أشوف ليه واقفه هنا، بس صابرين مكنتش فى العربيه جت بعد شويه وفى ايدها ظرف بتاع تحليل،ولما سألتها قالت ده فحص روتينى هى عملاه.
للحظه إنخض عواد قائلاً:
هى قلتلك كده إن الفحص كان ليها .
رد رائف بتأكيد:
أيوا مالك متعجب كده ليه،هى مقالتش لك ولا أيه.
تعجب عواد قائلاً:
لأ.
رد رائف:أكيد الموضوع مش مستاهل.
وافق عواد رائف قائلاً:إسم المعمل اللى كان الظرف أيه.
رد رائف:مش فاكر،ولا أقولك انا شوفت اليافطه بتاع المعمل ده هناك بالمنطقه ونفس الشعار كان عالظرف اللى كان مع صابرين…إسمه تقريبًا،حاجه الصحه،مركزتش فى الاسم بصراحه.
تذكر عواد ذالك المظروف السابق كان لنفس المعمل،لكن صابرين وقتها تضايقت وقالت أن التحليل لـ فاديه واليوم قالت لـ رائف أن التحليل لها…هنالك سر تُخفيه ولابد أن يعرفه باقرب وقت.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساء
بـالڤيلا.
عادت صابرين،إستقبلتها الخادمه قائله:
البشمهندس عواد والآنسه غيداء،ومعاهم ماجد بيه فى أوضة السفره.
أمائت صابرين لها وتوجهت نحو غرفة السفره،توقفت للحظات وفكرت فى عدم الدخول،
لكن مجئ الخادمه جعلها تدخل للغرفه،ألقت عليهم السلام.
ردت غيداء وماجد عليها،بينما عواد نظر لساعة يدهُ وزفر نفسه،
بينما قالت غيداء بمزح:
متأكده ماما بتحبك،جايه العشا بالضبط.
رسمت صابرين بسمه قائله:
أنا كمان بحب طنط تحيه،بس للآسف أنا أتعشيت مع أخواتى،ومش هقدر أشاركم العشا ،بالهنا، هطلع أنا أرتاح،تصبحوا على خير.
قالت صابرين هذا ولم تنتظر وغادرت
بعد دقائق نهض عواد هو الآخر قائلاً:أنا شبعت وهطلع أنام عندى شغل مهم بكره تصبحوا على خير.
تبسم ماجد كذالك غيداء التى تنهدت بشوق هى لاحظت تلك النظرات الذى ينظرها عواد لصابرين كم ودت أن ترى تلك النظرات من فادى،وتعيش تلك اللهفه قريبًا مع فادى،يترك كل شئ ويذهب خلفها…
عواد من كان لا يبالي بشئ سوا عمله،أصبح يترك كل شئ ويذهب خلف صابرين.
بالغرفه
جلست صابرين على الفراش تحك جبهتها تشعر بتوهان،بسبب نتيجة ذالك التحليل،كيف كل هذا التوافق…لابد من تفسير قاطع.
فى ذالك الأثناء دخل عواد للغرفه
نظر نحو الفراش،رأى صابرين تنهض حين دخل الى الغرفه وذهبت باتجاه الدولاب،وفتحته وجذبت منامه خاصه لها ثم توجهت نحو الحمام بصمت.
زفر عواد نفسه وخلع ثيابه،وتمدد على الفراش …يشعر بسآم من ذالك الصمت الذى أصبح هو السائد بينهم
لا يعلم لما قبل قليل عاود رؤية شريط التسجيل الذى سجل تهجم فوزيه على صابرين، وتلك الالفاظ التى قالتها لها فوزيه عاود نفس شعور الغضب، لكن
ظلت جلمه واحده تطن برأسه
“محدش خسر من الجوازه دى غيرى”
ماذا قصدت صابرين بتلك الجمله.؟
كان الرد لديه سريع:
الندم، صابرين ندمت أنها تزوجت به أصبح يشعر أنها مع الوقت تنطفئ بداخلها تلك الشُعله التى كانت ببداية زواجهم،شُعلة التحدى التى كانت تناطحه بها
أصبحت تميل للصمت وهى معه،حتى حين كانت تُعاند وتذهب للنوم على الاريكه بعيد عنه ذالك العناد إختفى أصبحت تنام جواره على الفراش،لكن تتعمد البُعد عنه،حتى حين كانت تتضايق من دخان السجائر وتتذمر الآن لا تبالى بذالك،أصبح هو الآخر يشعر بالسأم،من تلك الحياه بينهم كآنهما رفيقين سكن لا زوجين،تنهد بضجر،وهو يسمع صوت فتح باب الحمام ،وطلت من خلفه صابرين بعد أن أبدلت ثيابها بأخرى مُلائمه للنوم،
ثم توجهت مباشرةً الى الناحيه الأخرى من الفراش،ونحت الغطاء قليلاً ثم تستطحت فوق الفراش،تُغمض عينيها.
فكر عواد بقطع تلك المسافه الصغيره بينهم،بالفعل كاد يقترب منها لكن تحكم عقله: بلا أيها الابله هكذا هن النساء يُريدن هدم هامة الرجال….كل ذالك الشعور تعود،بسبب قُربك منها خلاص لما هتسافر لندن وتبعد كم يوم الشعور ده هيتغير وترجع زى ما كنت متفرقش معاك،هكذا أرضى غرور عقله.
أعتدل بجسده على الفراش.
بينما صابرين شعرت بإقتراب عواد منها ودت أن يضمها له، كم تريد أن تشعر أن لديها اهمجيه عند أحد
حتى لو كاذب، لكن عواد إبتعد، وهى أيضًا أصبحت تشعر بخواء روحها،ربما بسفر عواد وإبتعاده عنها تستطيع أخذ قرار نهائى يرتاح عقلها بعدهُ.
لم يستطيع الإثنين النوم، كل منهم عقله سابح بالآخر، يُفسر ما يشعر به على هواه ويعتقد أن البُعد قد يكون بداية الوصول الى الراحه المنشوده له.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بحر العشق المالح)