روايات

رواية تجربه فريده الفصل الثامن 8 بقلم زينب سمير توفيق

رواية تجربه فريده الفصل الثامن 8 بقلم زينب سمير توفيق

رواية تجربه فريده البارت الثامن

رواية تجربه فريده الجزء الثامن

تجربه فريده
تجربه فريده

رواية تجربه فريده الحلقة الثامنة

وصله صوت باباه المتعصب أول ما رد – أنت كمان مبقيتش تستني لما أرجع علشان تعمل مصايبك، بقيت بتوصلي لحد عندي، أية اللي عملته في أبن الوزير دا؟ أنت خلاص مبقاش في حد قادر عليك ولا عارف يوقفك، عمومًا كلها يومين وهرجعلك وساعتها هتصرف معاك، الكلام مبقاش يفيد معاك أنت محتاج تتربى
– يابا..
مدهوش فرصة يرد وقفل في وشـه، زفر بضيق وهو بيرمي فونه بإهمال على الترابيزة قدامه، رفع عيونه يبصلها، كانت في حالة من التوهان والحيرة
نطق أسمها وهو بيمد أيده يمسك أيدها – نيللي..
أنتفضت بعيد عنه و – متلمسنيش
قلق أتوسط نظراته، مش دا الرد اللي مستنيه على كلامه وأعترافه، مش مستني رد بمنتهى الجفاء والبرود دا
– أحنا لازم نكمل كلامنا، انا لسة مخلصتش، مسمعتش ردك
– معنديش رد
– يعني أية؟
قالها وهو بيقطع المسافة اللي بينهم وبيقرب منها، مسك كتفها وخلاها تواجهه و – يعني أية معندكيش رد؟ أنتِ مستوعبة انا بسببك بقيت عامل أزاي؟
– أنت كنت مستني اية؟ بعد الكلمتين دول هرضخ علطول ليك وهنبسط بيهم، طبعًا أزاي تطول واحدة زيي واحد زيـك يبصلها ويحبها كدا، أول ما تعترف بحبك لازم أطير من الفرح، وأنسى بقى كل اللي حصل.. المهم كل حاجة تمشي على مزاج إيسو وتراضيه
– أنا.. انا اعتذرتلك على اللي حصل!! دا مش كفاية؟
– بالنسبالك كفاية، إنك تعتذر يبقى عملت المستحيل، كلمة صعب تطلع منك، لكن بالنسبالي لا..
– أية اللي عايزاني اعمله علشان تنسي كل اللي فات وتدينا فرصة نكون سـوا
– مش عايزة نكون سـوا
بصلها بدهشة من ردها.. اللي شايفه قاسي!
– لية؟
سأل بصوت رجع يكون حاد غصب عنه، كمل وهو بيقرب خطوة منها – لية منكونش سـوا؟
– علـ..
قاطعها وهو بيشاور بصباعه علامة النفي – وقبل ما تقولي إنك مبتحبنيش.. متكدبيش، أنا شايف عيونك.. أهتمامك بيـا، وتأثيري عليكِ.. متكدبيش، يمكن وجعتك في البداية ودا سبب رفضك بس أديني فرصة وانا هنسيكِ كل دا
– أنت لية الدنيا كلها بسيطة في عينك؟ في أعتبارات تانية يمكن أنت مش واخد بالك منها، انا هنا لأسباب مختلفة عن أسبابك نهائي، مش جاية العب وأحب وأتحب، انا هنا علشان في حلم بحاول أوصله، أهلي في البيت حاطين عليا آمال مقدرش أخيبها، مقدرش أسيب كل دا وأنشغل بيك.. ومعاك.. مع رغبة جديدة ليك أول ما تكتفي منها هترميها، هتسيبني وراك خراب وولا هيهمك.. متفكرنيش مش عارفة بدايتك دي! أنت كل البنات اللي عرفتهم قولتلهم نفس الكلام وحسستهم بنفس المشاعر وبعد كدا غدرت بيهم.. وأنا مش هكون مختلفة عنهم علشان كدا أنا مش هديك الفرصة دي
سابته بعد أخر كلامها ولفت علشان تمشي، مشى وراها وأتقدم عنها خطوة ووقف قدامها، يمنعها تتحرك و – أنتِ مختلفة عنهم بجد.. اللي بحسّه معاكِ غير
– عمري ما هصدقك، اللي زيـك بيعرف يتلون، ويزيف المشاعر وصدق العيون.. اللي زيـك يقدر يعمل أي حاجة علشان هو عايز كدا، أبعد عني بقى
قالتها وزقته عنها ومشيت، بقى هو يبص لطيفها بملامح مش مفهومة.. جامدة
قبل ما يزفر بضيق وهو بيمرر إيده وسط شعره كام مرة
الفريسة المرة دي مستعصية؟
جدًا
بس.. تستاهل!
****
كانت قاعدة لوحدها على سلم المدرسة، لقيت روز طاية تقعد جنبها، تغمزلها و – أية اللي حصل إمبارح؟ إيسو كلمني وأداني رقم أهلك وخلاني كلمتهم وقولتلهم إنك بايتة عندي..
حكتلها بأختصار اللي حصل، روز بحزن – ياخسارة وانا اللي عقلي فضل طول الليل يودي ويجيب.. عمومًا مامتك طلعت سـت لطيفة جدًا بتقولك حظك إن باباكي جاتله سفرية شغل مستعجلة علشان مديره طلب يوصله ورق ضروري لإنه بيثق فيه لولا كدا كان بهدل الدنيا
أبتسمت نيللي ببعض الحزن
بسببه.. إيسـو
هي نسيت هدفها الأصلي من المدرسة دي، هي جاية علشانهم، ومش هتسمح لحاجة تشغلها تاني
عدى إيسو من قدامهم، فضلت عيونه عليها لحد ما عداهم
روز – ما تفهموني ياشباب إية اللي بيحصل بينكم!
– ولا حاجة، عملتي أية مع شامي؟
ظهرت على وش روز ضحكة خبيثة و – مفيش، إمبارح روحت لحفلة لقيته هناك ومعاه واحدة كالعادة كسرت الحفلة على دماغها، كنت مستنياه يتعصب عليا علشان تبقى الناهية بيننا لكنه متعصبش كان مبسوط برد فعلي وإنه أصلًا كان عارف إني جاية فعمل كدا علشان أغير، أعتذرلي.. ورجعنا لبعض
أخدت نفس عميق وبحيرة – مش عارفة أواجهه بمخاوفي ولا أتناساها وأستمتع باللحظة ولا أعمل أية!
– أتكلمي معاه في كل اللي تاعبك أعتقد دا أنسب حل
– أمم..
سكتت ولمحت من بعيد كرم ماشي لوحده والتلت شباب كل واحد في ناحية، عيونهم على بعض، أتعلقت عيونها عليهم
بصتلها نيللي علشان سكوتها المفاجئ قبل ما تبص للي بتبص عليه
نيللي – تتوقعي هيتصالحوا؟
– أسرع مما تتخيلي، اللي زي دول ميعرفوش يقاطعوا بعض كتير، مهما كانت بينهم مشاكل
نيللي بتمني – أتمنى يحصل كدا فعلًا، مش عايزة أكون سبب في خصامهم دا
– هوني على نفسك، مش أنتِ السبب، أنتِ كنتِ البيدق اللي بيدوروا عليه علشان ينفجروا في بعض، أنتِ ريحتيهم على فكرة، بكرة وبعده وهيجولك شاكرين
****
عدى يومين، الهدوء ماليهم، محاولتش يجمعها لقاء أو مكان مع الشلة، حتى مادة الأدب اللي بيتشاركوها غابت منها، كانت عايزة فترة راحة، هدوء.. وحست إنها مرتاحة
لكن لسة في حاجة ناقصة!
دخلت المدرسة لمحته قاعد على كرسي لوحده، وعيونه عليها، دايمًا بتحس إنها متراقبة، منه.. وعمره ما حتول يخفي دا
عايز يعرفها دايمًا إنها تحت مراقبته، وعيونه وأهتمامه
التعامل معها في المدرسة بقى غير، حيث الكل بقى عارف إنها تهمه وتخصه، أحترام، إنتباه وأهتمام.. بقى بيحاوطها
قعدت على كرسي في الناحية التانية، يواجهه بالظبط وفضلت عيونها كمان بصاله، لأول مرة تسرح فيه كدا بعيد عن إنه إيسو الولا الجامد اللي مفيش منه، صاحب أجمل طلة و.. لمحت نظرة حزن في عينيه، تعب وأرهاق.. نوع من الوحدة!
حاجات خافيها ورا هالة من الغرور والتكبر والتصنع إنه بخير..
رن الجرس وكله بدأ يدخل المدرسة وهما لسة قاعدين بيبصوا لبعض وبس، قبل ما يبتسملها ويسيبها ويمشي.
– هتروحي معانا يعني هتروحي
– صعب جدًا، انا عمري ما زرت الأماكن دي
– مش هتعملي حاجة، بس هخليكي ترقصي وتتنططي وتزعقي لحد ما تطلعي كل الطاقة اللي جواكِ، صدقيني هتنبسطي
– بس..
– من غير بس انا هكمل طنط أستأذنها، أنتِ بس وافقي
بقلة حيلة – تمام
صوتت روز بحماس وخدتها هي وجيسي من درعاتها وخرجوا بيها من المدرسة ناحية بيت واحدة فيهم
أول مرة تروح مكان زي دا، بـار! كانت داخلة معاهم وهي قلقانة ومتوترة، جديدة على الوسط دا كله، الأجواء كانت حماسية الأضواء زاهيـة، لابسة جيب صغير لونه أسود وتوب بنفس اللون وجاكت جلد أحمر، وبوط طويل أحمر، طلة غريبة عنها.. جريئة..
وقفت عند تربيزة ومتحركتش، جنبها جيسي وروز كانوا كأنهم أتبدلوا أول ما دخلوا المكان، سحبوها للأستيدج علشان ترقص، رفضت.. لكن قدام أصرارهم بدأت تندمج في الأجواء
ترقص وتغني بصوت عالي وتصوت بحماس، حست بشوية حرية، راحة.. وهي بتتحرك ببسمة وقعت عيونها عند البار، عليه.. إيسـو لابس أسود في أسود، بنطلون أسود وقميص سايب معظم أزراره، عيونه عليها، قلقت.. أول ما لمحته، نظراته غير مطمنة،
وقف وبدأ يقرب منها بخطوات بطيئة لحد ما وصلها، حط أيده على وسطها وسحبها منه لحد ما لزقت فيه
رفعت عيونها تبصله، همسلها – انا مش قولتلك قبل كدا الأماكن دي متشبهلكيش؟
مدهاش فرصة ترد سحبها من دراعها وخرج بيها من وسط الزحمة ومن المكان كله، لحد ما وصلوا لعربيته، زقها عليها براحة و – أركبي علشان أوصلك
جت تمشي وهي بتقول – مش عايزة أمشي
بأيد زقها على العربية تاني وبالتانية حاوطها، حط دراعاته حوالينها، ساند بيهم على العربية، دقيقة أتوقف بيهم الزمن، صوت أنفاسها العالية وتنهيداته..
نزل براسه عند رقبتها، سندها هناك و – مش كفاية عناد؟ أنتِ عايزاني زي ما عاوزك، متقاوميش..
حاولت تلف رقبتها الناحية التانية وبضيق – أبعد عني
بأيد مسك راسها وخلاها تواجهه وثبت نظراتها على عينيه بالظبط، وبطرف صوابع إيديه التانية بدأ يحركها على ملامحها.. بيبصلها بتركيز كأنه عايز يحفظها، يحفر ملامحها جوه عقله..
صوت أنفاسها عليت بتوتر وغضب من اللي بيحصل، في وسط غفلة منه زقته بعيد عنها و – قولتلك أبعد عني، متعاملنيش بالطريقة دي وكأني.. وكأني زي الزبالة اللي تعرفهم
صرخ فيها – بطلي تقارني نفسك بيهم، أفهمي بقى.. أنا مبعاملكيش زيهم، مش بشوفك زي حد، تنا عمري ما حفظت ملامح حد كدا ولا أهتميت أبص لوشهم، عمر ما في واحدة أو حاجة آسرتني وآثرتني كدا
دمعت عيونها نفت وبهمس – كداب
هز راسه هو كمان بلا.. بعذاب.. إنها تصدقه وتصدق كلامه – والله أبدًا، أنا صادق في كل كلمة قولتلهالك، صادق في مشاعري
قرب منها خطوة و – صدقيني.. مش هآذيكي، أديني فرصة واحدة بس، يومين.. يومين زي اللي أدتيهم لكرم مش عايز غيرهم
رفعت عيونها تبصله، غصب عنها، مشاعرها بتحركها، عايزه كدا، حبته! رغم الآذيه، رغم الضرر، رغم كل الظروف اللي بتخلي قربهم يستحيل
قلبها ماله؟
يمكن آذاها؟ بس في المقابل كان في لحظات كان فيها ليها بر أمان
من غير شعور، لقيتها نفسها بتهز راسها بالإيجاب
موافقة تعطيه فرصة!
****
تاني يوم، ركبت الباص، أتفاجئت إنه فاضي، عادةً بيبقى زحمة فوق الوصف، مهتمتش ورجعت لورا، لمحت طيف حد قاعد في الكرسي الأخير، قعدت في الكرسي اللي قبل الأخير وطلعت كتاب تقراه، شوية وحست بصباع بيخبط على كتفها.. همهمت بإيجاب
اتكررت الحركة مرة وأتنين لحد ما ألتفتت بغضب وهي بتقول – نعم في أية؟
لمحته، كان إيسـو! بصتله بتفاجئ كان قاعد بيبصلها وبسمة براءة على وشـه
– صباح الخير
بصت حواليها وليه و – أنت بتعمل أية هنا؟
– حبيت أعيش يوم بطريقتك أنتِ
رفع أيديه ليها وبنظرة رجاء في عيونه – ممكن تكوني الـ guide بتاعتي؟
فضلت تبصله للحظات قبل ما تهز كتفها بإستسلام و – ماشي بعد المدرسة هـ..
وقف بحماس ومسك إيديها و – لا من دلوقتي، فاكس للمدرس أنهاردة
– بس!
– متقلقيش هخلي المدرسين يشرحولك كل حاجة، تعالي بقى
شاور للسواق يقف ونزلوا، دقيقة ولقيت عربية جيالهم، فتحلها الباب، وشاور للسواق يمشي و – أمشي أنت هسواق أنا..
– لكن..
رفع أيده يسكته وأخد منه المفتاح وركب جنبها بحماس، بدأ يسوق و – قوليلي هنروح فين؟
– أول حاجة هنفكر فطار مصري أصيل على عربية فول
– أوك قوليلي فين
– خليك سايق لحد ما نلمح واحدة
ضيق حواجبه بتعجب – نلمح واحدة؟ قصدك مطعم!
ضحكت و – سـوق، سـوق..
شوية وشاورتله بسرعة – أقف هنا.. بسرعة
وقف وبص حواليه بتعجب، مفيش مطاعم!
– هناكل فين؟ مفيش مطاعم
شاورت على عربية فول موجودة في جانب الطريق و – هنا
– هنا!! مستحيل!
– واو، نطلب تاني؟
– لو لسة جعان نجيب
حط أيده على بطنه و – الحقيقة معدتي أتملت بس انا مش قادر أوقف أكل، انا لازم أجيب الشباب هنا هيحبوا الأكل جدًا، ودلوقتي هنعمل أية؟
– هنحاسب ونروح نحبس
– نحبس مين؟
– مصطلح بيتقال لما تاكل أكلة تقيلة حلوة ولازم بعدها يتشرب شاي
– اه
طلع فيزا و – طيب أدفع منين؟
ضحكت و – فيزا! أنت غلبان والله
طلعت فلوس فكة من جيبها، قال هو – مش معقول بدول بس!
مدت شفتيها و – دا كدا غلى الأيام دي
– كمان؟
– شوفت، سيبني بقى هروح أدفع
لمح تجمع الرجالة اللي واقفة عند العربية ورجع بصلها – لا طبعًا تدخلي أزاي وسط الرجالة دي، هدخل انا
– هتعرف تطلع سليم؟
بصلها بطرف عينيه و – أنت مستقليه بيا أوي على فكرة
– خلاص ياسيدي متزعلش
أخد منها الفلوس و – مش معايا كاش هسحب من الفيزا وهديلك بعدين
قبل ما تعترض كمل وهو بيشاور بلا – مفيش بنات تصرف عليا.. خاصةً البنت بتاعتي
ضحكت وهي بتراقبه أزاي بيعافر علشان يدخل وسطيهم ويدفع، وبيحاول يبين إنه شبههم
أخدته وشربوا شاي، ودتـه الأماكن اللي بتخرج فيها عمتًا، منين بتشتري هدومها ومتطلباتها، ولفت بيـه في كل مكان
كان مستمتع ومتفاجئ أماكن وأحياء أول مرة يزورها، متخيلش إنها موجودة أصلًا!
بصتله و – مبسوط ولا بدأت تمل؟
حاوط كتفها بأيده و – لا.. مستمتع لأقصى حد، من زمان متبسطش كدا، مش عارف دا بسبب الأماكن اللي زورتها ولا بسبب الأكل اللي دوقتوهوني
بصتله وبرقـة – الأماكن والأكل! وانا اللي فكرت علشان انا معاك
– ياخبر! اليوم كله حلو أصلًا علشان قضيته معاكِ
ضحكت وفضل هو باصصلها، حلم باللحظة دي كتير، يكونوا سـوا، صفياله، مرتحاله، حباه، بس مهما حلم وأتخيل، متوقعش هتكون حلوة كدا..
– جننتيني..
بصتله بلمعة عيون، تشبه لمعة العيون اللي بتكون دايمًا في عيونه لما يبصلها..
****
على سطح القصر، نزلت طيارة هيليكوبتر ونزل منها رجل أربعيني تبان عليه الرزانة، أستقبلوه حشد من الخدم، أنحنوله بأحترام وأتحرك معاهم للقصر، سأل وعيونه بتلف في المكان..
– فين إيسـو؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تجربه فريده)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *