روايات

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل الثاني 2 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل الثاني 2 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 البارت الثاني

رواية وسولت لي نفسي 2 الجزء الثاني

وسولت لي نفسي 2
وسولت لي نفسي 2

رواية وسولت لي نفسي 2 الحلقة الثانية

عِفَّةُ اللِّسانِ مِن شِيَمِ أهلِ القُرآن.
والسلامُ.
لطالما آمنت بأن الحياة لن تعطيك دائما كل ما تريد وأنها قد تعطيك بعضاً مما لا تريد دون أن تبيح لك حرية الأختيار.
لذا فأن أؤمن بشدة اذا أعطتك الحياة ما تريد فإن عليك التحمل عندما لا تحب ما كنت تريده بعدما أردته.
أمسكت «ياسمين» الهاتف ثم قامت بالرد على هذا الرقم التي لا تعرف هوية صاحبه والذي يبدو عليه الإلحاح لمحادثتها ولانها لا تعرف من فإنها انتظرت سماع صوت الطرف الاخر لترى إن كان شاب او فتاة حتى آتاه الرد:
“آنسة ياسمين معايا؟”
وما إن تيقنت بأنه صوت فتاة حتى هدأت قليلا ثم تحدثت بصوت هادئ قليلاً:
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ايوة انا ياسمين خير إن شاء الله”
” هو للاسف الموضوع اللي عايزاكي فيه مش خير بس لازم تعرفيه”
شعرت التوتر والقلق فهي منذ البداية ولا ترتاح لهذه المكالمة المفاجئة ورغم ذلك لملمت شتات نفسها ثم تحدث بنفس النبرة الهادئة مجيبة:
“لأ إن شاء الله خير.. سواء اللي هتقوليه عجبني او معجبنيش فهو في الاول والاخر انا واثقة إنه خير”
“حتى لو قولتلك إن الموضوع بخصوص خطيبك عمر!!؟.
أرتجف قلب «ياسمين» ما إن سمعت إسمه وكيف علمت تلك الفتاة بأسمها ومن أين حصلت على هاتفها كل تلك الاسالة تدور بعقلها والاهم ماهو الشيء الذي حملها على محادثتها بخصوص خطيبها!.
” ممكن حضرتك توضحي عايزة اى لإني الحقيقة مش فاضية!؟ ”
“انا حبيت أعرفك إن خطيبك مش مناسب ليكي ومقضيها عادي وبيصاحب بنات وكمان وأعتقد إنك من عيلة ملتزمة ومترضيش على نفسك تاخدي حد كدا وانا حبيت أنصحك”
“طب منا عارفة كل دا! دا كان ماضيه ومليش إني أدخل فيه انا ليا من اول ما دخل حياتي بس واللي انا واثقة إنه من وقتها وهو بيحاول إنه يتغير”
شعرت تلك الفتاة بالغيرة الشديدة منها فهي محقة فقد لاحظت تصرفات «عمر» المتغيرة سواء معها او مع غيرها وقد بدأ يتعامل بحدود لم تعتادها عليه ولكن ذلك لا يمنعها من أن تجرب معها طريقة أخرى.
” ههه انتِ بجد طيبة اوي يعني تفضلي طول عمرك محافظة على نفسك ومبتكلميش حد وفي الاخر تروحي تاخدي واحد صاحب بنات بعدد شعر راسه! ”
لولهه إهتزت «ياسمين» من حديثها وقد بدت ثقتها تقل ولكنها مالبثت حتى تماسكت مجدداً فقد أخبرها «عمر» من قبل بأنه يصاحب فتيات في العمل ولكنه لم يسبق بأن يرتبط بإحداهن او يواعدها بشيء فقط كان حديثهم من قبيل الصداقة وإن كان لا يجوز أيضا لكنه وعدها بالا يفعل هذا مجدداً.
“ربنا بيسامح العبد على ذنوبه لما بيتوب منها فمين انا علشان أحاسبه على حياته اللي انا اصلا مكنتش فيها؟”
لتتحدث الفتاة بغضب وغل قائلة:
“طب على فكرة بقى خطيبك لسه ماشي مع بنات وبيخونك وخدي الكبيرة بقى لسه بيكلمني وبنخرج مع بعض وهيسيبك ويرجعلي تاني لانك مجرد نزوة بالنسباله زي ما تقولي كدا لقيكي تقلتي عليه حبتين تلاته فقال يجرب حظه”
ضغطت «ياسمين» على يديها بقوة وهي تحاول التحكم بأعصابها كي لا تنفك بها ثم أحذت نفساً عميقاً مردفة:
“طب ولما انتِ واثقة إنه هيرجعلك تعبتي نفسك وجيتي تكلميني ليه؟ أقولك انا على حاجه حتى لو انا وعمر محصلناش نصيب مع بعض فهو عمره ما هيبصلك لإن اللي بيرخص نفسه مينتظرش إن الغريب يشتريه وانتِ أكيد كنتي قدامه طول الوقت ومرخصة نفسك
والحاجة الوحيدة الصح اللي قولتيها وهي إني تقلت عليه فعلا بس فيه تعقيب على الكلمة وهي إني صونت نفسي لإني أغلى من كدا مهو مش معقول برضو ربنا يخلقني غالية وانا اروح أرخص نفسي!”
توقفت عن الحديث عندما لاحظت صمت الفتاة ثم تحدثت مجددا قائلة:
“نصيحة مني بجد غلى نفسك وكفاية رخص لحد كدا يابنتي واتقى الله في نفسك وأهلك اما بخصوص البشمهندس عمر ف انا واثقة فيه حاليا مش علشان بحبه والكلام دا لأ علشان انا عارفه إنه مش بيكدب ولو كدب ف ربنا سبحانه وتعالي قادر يبينلي حقيقته”
تعالت صوت ضحكات الفتاة بصخب ثم أردفت:
“انا فعلا مشوفتش في غبائك.. منا جبتلك الدليل اهو!”
“( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
للاسف حضرتك اللي محترمتيش عقل اللي بتكلميها لان دا مش دليل بالنسبالي واى حد يقدر ييجي يقولي الكلمتين دول وعن إذنك علشان مش حابة أضيع وقتي أكتر من كدا.. سلام عليكم”
(عايزة أقول حاجة اغلبكم ممكن يكون شاف الموقف دا اتكرر في افلام او روايات قبل كدا بس اللي عايزة اضيفه إنه بيحصل في الواقع فعلا واعرف واحدة والله بنت كلمتها يوم فرحها وقالتلها خطيبك فيه وعليه وكانت بتكدب علشان تخرب عليهم وغيرها كتير
فالشاهد من كدا متتسرعوش دايما في الحكم ولا تتجاهلوا الامر امال نعمل اى؟ نسأل عليه مرة واتنين وتلاتة أو نسأله هو شخصيا ونشوف الاول اذا كان الكلام منطقي من البداية او لا)
أغلقت «ياسمين» معها ثم عادت إلى حيث الفتيات ولكن بقلب مختلف ومشاعر متضطربة فماذا اذا كانت تلك الفتاة محقة وهو يواعدها كما قالت؟ ام اذا كان فعلا يعتبرها نزوة وسوف يتركها او لا يتحمل تصرفاتها المحدودة والمتشددة بالنسبة له؟ لا لن تسيء الظن به وستصبر حتى تعلم اذا كانت صادقة ام لا وقد أتخذت قرارها فيما ستفعله.
“خير يا ياسمين مالك ساكتة كدا ليه حد قالك حاجة ضايقتك!؟”
سألتها «روان» وهي تقترب منها بينما الأخيرة ترددت فيما اذا كان يجب أن تخبرها ام لا ولكنها قررت بالا تخبرها ولن تدخل أحد بمشاكلهم لذا تحدثت مغيرة الموضوع:
“لا دا واحدة كانت بتحكيلي مشكلة حصلت معاها علشان تاخد رأيي وانا نصحتها”
هزت «روان» رأسها ثم تحدثت وهي تعدل من نقابها قائلة:
“طب يلا نطلع علشان زين خلص ومستنينا”
“طب استني هنوصل حور لبرة علشان رجلها واجعاها”
أقتربت منهم «حور» قائلة ببسمة:
“امشوا انتوا يابنات علشان متتأخروش وانا بقدر امشي عادي”
وقبل أن تعترض إحداهما سارعت بالرد مردفة:
“قولت امشوا انتوا وانا هبقى اطلع براحتي”
وافقوا على معض ثم عنقاها قبل أن يرحلا متوجهين إلى حيث ينتظرهم «زين» أما عن «حور» فوقفت تهند ثيابها وتعدل نقابها ثم قامت بإرتداء حذائها بصعوبة وما إن أنتهت حتى توجهت إلى الخارج وهي تضغط على قدمها بصعوبة وكادت أن تسقط أكثر من مرة.
“ممكن اساعدك عادي!”
إلتفت إلى حيث مصدر الصوت فوجدت فتاة ترتدي ملابس تشبهها إلى حد ما في السواد لتجيبها مازحة:
“لو مشينا مع بعض كدا الناس هتتخض منا”
أبتسمت لها «سهير» قائلة بعدما أمسكت بيدها وسارت معها إلى الخارج:
“كدا كدا الناس مبيعجبهاش حاجة فنعمل اللي يرضى ربنا وبس”
أومأت لها «حور» بإيماءة بسيطة توافقها الرأي ثم ساد بينهما الصمت لحظات وهما يسيران حتى تحدثت «سهير» قائلة:
“ممكن أسالك سؤال..هو انا عادي اكون لابسة النقاب وانا مش ملتزمة كفاية؟ يعني حاسة اني واحدة جاهلة بأساسيات ديني وبيجيلي شعور إن مكنش ينفع البس النقاب إلا لما أتعلم ديني الاول بس في نفس الوقت مكنتش قادرة اخرج غير بيه”
أخذت «حور» نفساً عميقاً وقد فهمت ما تعنيه لذا أجابت موضحة الامر:
“النقاب ملوش علاقة بتعلم الدين وإن كان جزء منه يعني اى؟ يعني اول ما أدرك اهمية فرض او عبادة معينة مينفعش معملهاش لمجرد إني غير ملمة بأحكام ديني
دا غير إن محدش فينا بيتولد عنده علم كلنا بنكون جهلا لحد ما نعرف المعلومة فيصبح عندنا علم
وانتِ مغلطتيش خالص لما أخدتي خطوة النقاب وانتِ لسه في البداية بالعكس دا النقاب هيقربك من ربنا أكتر ويخليكي قبل ما تفكري تعملي الذنب تقولي انا منتقبة مينفعش اعمله وكمان النقاب من الدين وعِفة للمرأة وحجاب أمهات المؤمنين وهو نفسه السبب اللي مخليكي عايزة تتعلمي أمور دينك، ف شوفتي ازاي كان سبب إنه يقربك من ربنا؟”
أخذت «سهير» تفكر بحديثها وقد أقتنعت به ورأت انها بالفعل محقة وقد هدئت قليلا وارتاحت من تلك الوساوس التي لا تتوقف عن اللعب بعقلها ثم نظرت لحور قائلة:
“طب.. طب وازاي أتعلم أمور ديني؟”
“انا سبق وقولتلك محدش بيتولد عالم وكلنا في الاصل جهلا لحد ما بنتعلم والتعليم دا خطوات يعني مش من يوم وليلة هتلاقيكي اتعلمتي لأ الامر محتاج صبر مثلا أبداي الاول أحفظي قرآن سواء تروحي دار للتحفيظ أو اونلاين وانتِ بتحفظي أتعلمي التجويد وعندك المهندس علاء حامد كان منزل دورة عن تعلم التجويد حوالي 6 حلقات سهلة وبسيطة وهتفيدك، والتحقي بمعهد علوم شرعية هيفيدك وادخلي دورات دينية واسمعي بودكاست كتير هتغيرك،
وبيبقى فيه مثلا سلسلة كاملة بتتكلم عن حاجة معينة على سبيل المثال عندك سلسلة (عاطف وعواطف) لدكتور محمد الغليظ بتتكلم عن التعارف والخطبة وما قبل الزواج ودي لازم اى حد يسمعها وهتعرفك ضوابط الخطبة واى هي حقوق الخاطب او العاقد وعندك آخر سلسلة الداء والدواء او سلسلة أمهات المؤمنين لعلاء حامد واسمعي مسيرة الرسول لأحمد عامر وغيرهم كتير وأقري كتب فقه وتفسير وأحكام الطاهرة
طبعا انتِ حاسة إن دا كتير اوي بالعكس إنتِ خديها خطوة بخطوة وكل ما تخلصي حاجة اتعلمي غيرها لحد ما هتلاقي عندك حصيلة كبيرة من المعلومات وعلم تقدري تنفعي بيه غيرك وبس ياستي واتمني أكون افادتك فعلا”
كانت«سهير» تضع كامل إنتباها وتركيزها معها وتستمع لكل كلمة تتفوه بها بإنصات شديد ثم أقتربت من سيارتها وقامت بالإسناد عليها لتدون كل ما قالتله لها «حور» لكي لا تنسى ويارب انتوا كمان لا تنسوا.
(واحدة كانت بتكلمني قبل كدا ولقتيها بعتتلي اسكرين ببعض الحاجات اللي زي دي كنت قايلة عليها في الرواية ولاني شخص بينسى مخدتش بالي اني انا اللي كاتبهم ف بقولها الحاجات دي حلوة ومفيدة فعلا ولسه هشكر في اللي كاتبهم قالتلي دول من روايتك😂 وانا محتفظة بيهم من وقتها ومواظبة عليهم ف اتمنى انتوا كمان تعملوا كدا)
“لو خلصتي يلا نمشي قبل ما صاحب العربية ييجي يكبس علينا”
أبتسمت لها الأخيرة ثم قالت بإحراج:
“لا متقلقيش محدش هيكبس علينا لانها عربيتي”
وما إن سمعت هذا حتى أخذت تسمي وتبارك لها عليها كي لا تحسدها دون أن تدري ولكنها تحدثت مازحة:
“بسم الله ماشاء الله ربنا يذيدك يارب بس انتِ طلعتي غنية ماشاء الله مع إن ميبنش عليكي وانا مش بحسدك طبعا انا بقر بس”
قهقهت «سهير» بخفة فهي بالفعل من يرى الآن ثيابها وتواضعها لن يصدق بأنها تمتلك تلك السيارة الفاخرة فهناك معتقدات راسخة بالعقول أن التواضع والاحتشام من شيم الفقراء فقط ولمَ ياترى؟ لكلِ منا إجابته الخاصة على هذا السؤال.
“الغنا غناء النفس قبل المال في كتير من الناس غناء المال بس مش غناء النفس والعكس غناء النفس ومش غناء المال”
وافقتها «حور» الرأي ولكنها أضافت على حديثها قائلة:
“أكيد طبعا لكن مفيش مانع إن الشخص يكون غني النفس والمال الاتنين مع بعض مش لازم الانسان يكون زاهد في الدنيا يعني طالما في إستطاعته العمل ربنا سبحانه وتعالى قال المال والبنون زينة الحياة الدنيا ف المال مهم في حياتنا برضو”
نظرت لها «سهير» قليلاً ثم تحدثت بحزن دفين:
“لكن أحيانا المال دا بيكون نقمة على صاحبه لدرجة يخليه يتمنى لو إنه كان مجرد انسان بسيط لا يملك إلا قوت يومه أفضل من إن المال دا يكون سبب هلاكه”
لا تعلم «حور» لمَ شعرت في هذه اللحظة بأن تلك الفتاة تحمل ثقلاً كبيراً على أكتافها وغير سعيدة بحياتها همت لتقول شيئا آخر معلقة على حديثها ولكنها رأت زوجها ينتظرها وقد تأخرت عليه لذا قالت لها قبل أن ترحل مودعة:
“هلحق أمشي احسن زوجي واقف بقاله ساعة عمال يزغرلي ولولا الرقابة كان جه خدني من قفايا”
أبتسمت لها بصدق وهي تودعها ثم رحلت هي الاخري وقد شعرت بالكثير من الراحة لتواجدها معهم وشعورها بأنها يوماً ما ستصبح نقية مثلهم
🌸سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم🌸
قام «عمر» من مكانه ما إن سمع الاذآن وقبل أن يتحرك سأله صديقه الذي يعمل معه قائلاً:
“اى يابني رايح فين احنا لسه مخلصناش شغل”
وقف وهو يشعر بالإرتباك ولا يدرى بما يخبرهم، أيخبرهم بأنه ذاهب ليصلي كي يجعله منه أضحوكة وحفل اليوم! ام يكذب ويتحجج بأي شيء آخر كي لا يسخروا عليه! ولكنه قرر بالا يكذب فهو لا يفعل شيء خاطئ لذا أستدار له وهو يقول دون أن ينظر له:
“رايح أصلي”
وما إن تفوه بعبارته حتى نظر له الجميع بتعجب من التغيير الواضح عليه حتى قطع الصمت صوت صديقه مجيباً عليه بسخرية:
“انت استشيخت امتى يابني”
شعر «عمر» بالإنزعاج من سخرية صديقة ومن نظرات الجميع الموجه له لذا قال قبل أن يرحل:
” استشيخت من النهاردة وعقبالكم انتوا كمان يلا عن أذنكم”
رحل قبل أن يعلق أحدهم ساخراً عليه وهو على تمام الثقة بأنهم لن يتركوه بعد أن يعود إلا ويقيموا حلفة عليه ولم يخيبوا ظنه فمنذ أن عاد من الصلاة وأكمل العمل لم يتوقفوا عن السخرية على سبيل الهزار ولكنه لم يحب هزارهم بتاتا وقد شعر بالحنق منهم وما ذاد من حنقه هو عندما تفوه صديق آخر له قائلاً:
“صحيح يا عمر هنخرج احنا والشلة كلها النهاردة تعالى اخرج معانا”
هز «عمر» رأسه بلا مبالاه دون أن يلتفت له مردفاً:
“لأ مش هينفع للاسف علشان رايح أزور خطيبتي النهاردة”
قهقه صديقه بصخب ثم أجابه قائلاً:
“انت لسه من الناس القديمة اللي بيروح لخطيبته البيت ماتاخدوها وتخرجوا سوا واهو حتى تكونوا واخدين راحتكم أكتر من البيت بدل ما حد يدخل عليكم فجأة”
أنهي حديثه بغمزة جلعت الجميع يضحك على حديثه بينما «عمر» لوى شفتيه بحسرة وحنق ماذا إن أخبرهم بأنه لا يحادثها في الهاتف ولا يجلس معها بمفرده كما يفعل الجميع!
“طب انا عندي فكرة ما ترن عليها تقولها تيجي هي كمان تخرج معانا وتتعرف على البنات ويتعرفوا عليها”
ليضيف على حديثه صديق آخر قد خطب إحداهن من أصدقائهم قائلاً:
“ايوة وانا علا خطيبتي جاية برضو خليها تيجي ونتعرف كلنا عليها بدل ما انت مقولتلناش على خطوبتك ومشفنهاش لحد دلوقتي”
أنتفض«عمر» من مكانه ما إن سمع حديثهم هذا ومجرد أن تخيل فكرة أنها معهم ويتحدثون معها كما يفعلوا مع خطيبة كلاً منهما ولكن «ياسمين» خاصته ليست شبهم بل هي أطهر وأنقي من أن تجلس معهم وإن كان هو يفعل فهو يعترف بأنه سيء ولكن ذلك لا يمنعه من أن يحافظ عليها لذا قال بثبات:
“خطيبتي مش بتخرج مع حد وبعد إذنكم يا شباب ياريت محدش يجيب سيرتها تاني”
نظروا له جميعاً بصدمة هل هذا صديقهم! ورغم أنه ليس بالشخص المتفتح أكثر من اللازم ولا هو بالشخص الملتزم أيضا لذا فهم لم يتوقعوا أن يتشدد هكذا بالنسبه لهم لتتحدث إحدى أصدقائه قائلة بسخرية:
“ههه الظاهر إنها من بتوع قال الله وقال الرسول وهتعقدك”
رد عليها «عمر» بغضب وقد بدأ صبره ينفذ قائلاً:
“ومالهم دول يعني؟ على الاقل أحسن مني ومنك…”
أنهى عبارته ثم لململ أشيائه وخرج من المكان بأكلمه بعدما أنهي عمله وقبل أن ينفذ صبره أكثر فهو يتوقف كل شىء بالنسبه له عند ذكرها ولن يسمح لأحد بأن ينطق اسمها حتى.
🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸
قامت «ياسمين» بالطرق على باب غرفته بإحراج حتى سمعت صوته يأذن لها بالدخول، فدخلت على استحياء إلي غرفته والتي لم تدخلها منذ أن تزوج حفظاً لخصوصيته هو وزوجته.
“تعالي يا ياسمين ادخلي”
تقدمت منه بضع خطوات وقد بدأ جبينها يتعرق أخذت تفرك بيدها وقد لاحظ «زين» توترها ولكنه لم يعلق لتتحدث أخيراً بعد صمت طال لبرهة قائلة:
“كنت جاية أكلمك في أمر ضروري”
ابتسم لها بخفة ثم وجه بصره ل «روان» التي تتابعها منذ أن دخلت قائلاً لها:
“روحي يا روان أعملينا حاجة نشربها”
بينما هي لم تتحرك ساكنا وهزت رأسها بالنفي قائلة:
“لأ انا عايزة أصنت”
نظر لها «زين» بحدة قليلاً كي تذهب فقد يبدو على أخته أن الامر شخصي ويعلم بأنها تحب الخصوصية بينما الاخري تذمرت قائلة:
“يوو مهو خليني اسمع هنا بالذوق بدل ما اطلع برة ألمع الاكرة وأصنت برضو وامك ممكن تشوفيني… يرضيك أمك تشوفني وانا بصنت قصدي وانا بلمع الاوكرة!”
أقترب منها «زين» ثم ضربها خلف رأسها بخفة قائلاً:
“انا مش قولت متقعديش مع الواد عمر دا كتير! اهو طفح عليكي اهو”
أبتعدت عنه وهي تضع يدها على رقبتها مردفة بحنق:
“خلاص أوعي كدا متزقش بس”
قهقهت «ياسمين» عليها ثم أضافت:
“سيبها يازين الموضوع مش شخصي اوي يعني”
ظل ينظر لها بتحذير وكأنه يتوعدها بعدما ترحل أخته
بينما هي جلست بأريحية ولم تنظر له وقد تجاهلت وجوده مما ذاد غيظه به.
اما عن «ياسمين» فقد أخذت تفرك بيدها وعادت لتوترها مالبثت حتى أردفت:
“زين ينفع أتكلم مع البشمهندس عمر ضروري!”
نظر لها كلاهما بتعجب وكانت نظرات «زين» تحومها الريبة فما هو الامر الهام الذي يستدعي أخته لتحادثه فجأة! ليسألها بهدوء قائلاً:
“خير يا ياسمين فيه حاجة؟”
لا تعلم بما تجيبه ولكنها عزمت أمرها بالا تخبره فهو من الاساس مازال لا يتقبل علاقتها ب «عمر» وإن أخبرته ما حدث فهذا سوف يذيد من الامر تعقيداً لذا تعللت بحجة أخري قائلة:
“لأ مفيش بس كنت محتاجة أساله على كام حاجة بس”
ورغم إنه على تمام الثقة بإن هناك خطب ما إلا إنه رمش بأهدابه عدة مرات دلالة على موافقته ولكنه أضاف:
“تمام هرن عليه وهفتح الاسبيكر وكلميه”
أغمضت عيناها وهي تضغط على شفتيها مجيبة بتوتر:
” كنت محتاجة أتكلم معاه لوحدي اذا سمحتلي”
ضم «زين» حاجبيه مما ذادهما تعقيداً دلالة على عدم تقبله لحديثها ثم قلب عينيه قائلة بنبرة يشوبها الضيق:
“ليه؟ طالما الموضوع اللي هتكلميه فيه عادي يبقى مش عايزاني اسمع ليه؟”
شعرت بالضيق منه رغم أنها كانت تتوقع رفضه لتقول بضيق هي الاخري:
“انت مش واثق فيا يازين!؟”
“الموضوع ملوش علاقة بالثقة يا ياسمين وانتِ عارفة كدا كويس فمتحاوليش تغيري الموضوع انا اتفقت معاكي من اول الخطوبة كلام في الفون ممنوع ولو حصل يانا يا بابا هيكون معاكم في المكالمة صح ولا لأ”
اذداد ضيقها أكثر وكم شعرت في هذه اللحظة بأن تصرخ عليه وتغضب ولكنها تمالكت أعصابها فهو بالاخير أخيها وتعلم أنه يريد مصلحتها وإن كانت تراه يكبر بعض الامور.
“اولا انا لو كنت قولت لبابا مكنش هيمانع وكان هيديني بنفسه هو الرقم وساعتها مكنتش هبقى مضطرة اقولك لكن انا جتلك انت علشان طول عمري مبعملش حاجة غير لما أقولك وتكون انت راضي عنها والموضوع إن مكنش ضروري بالنسبالي مكنتش عملت كدا اصلا”
“برضو اى علاقة كل دا بإنك مش عايزاني أسمع المكالمة؟ فيه حاجة يا ياسمين”
ارتفع نبرة صوته في آخر حديثه بدون أن يقصد بينما هي لم تجب عليه وقد ألتزمت الصمت وتغيرت تعابير وجهها أكثر.
زفر «زين» بضيق وهو يربت على لحيته ثم أخرج هاتفه من جيبه وقام بالإتصال على هاتف «عمر» وهو يعطيه لها قائلاً بحزم:
“أمسكي بس متتعوديش على كدا علشان المرة الجاية لو حصلت هيكون فيها كلام تاني”
أمسكت الهاتف منه ثم خرجت من الغرفة تحادثه بالخارج وما إن رحلت حتى وجد «روان» تنظر له بضيق شديد لسألها وهو يعلم السبب قائلاً:
“خير.. بتبصيلي كدا ليه؟
لوت شفتيها بحنق قائلة:
” مش شايف انك ذودتها شوية عليها؟ انت واثق فيها وعارف إنها مستحيل تعمل حاجة غلط واكيد فيه حاجة ضرورية علشان كدا طلبت تكلمه وبعدين دا جزاتها انها جات أستأذنت منك الاول وكانت ممكن تعمل دا من وراك؟”
جلس«زين» على المقعد ثم تناول كوب الماء يشربه على ثلاث مراحل وهو يسمي الله في كل مرة ثم تحدث بهدوء كعادته قائلاً:
“ذودتها علشان عايز مصلحتها! يمكن تكون المرادي الامر ضروري لكن بعد كدا مش هيكون ضروري والشيطان يسهلها الامر وتكلمه ودا مش علشان هي وحشة لأ دا لان محدش معصوم من الغلط وكلنا في لحظة ممكن نتفتن ف منحطش نفسنا في موضع فتنة ونرجع نزعل لما نغلط دا غير إني واثق إن الموضوع متعلق بمشكلة وهي مش عايزاني اعرفها علشان خايفة رغم إنها عارفة ومتأكدة إني مش عايز غير مصلحتها”
لم تقتنع بحديثه ومازالت تراه يبالغ في الامر لذا ظلت على حنقها منه قائلة:
“كل اللي قولته دا مش مبرر اصلا وشايفة إن الموضوع عادي”
أجابها ناهياً الموضوع قائلاً:
“انا متشدد وبحب أكون متشدد وهفضل متشدد يا روان وسواء الامر كان يخصك او يخصها اعرفي إني مش هتهاون فيه ابداً”
وعلى الجانب الآخر أجاب «عمر» على الاتصال ظناً منه أنه «زين» ولكنه تفآجأ عندما وجدها «ياسمين»!
“ياسمين! بتكلميني بنفسك مرة واحدة؟ دا اى اللي اتغير في الدنيا”
تحدث بمزاح وصدمة في الوقت ذاته خصيصاً أنها تتحدث من هاتف أخيها ليكمل بعدما تأكد من عدم وجود «زين» معها قائلاً وهو يعدل من ياقته وكأنها تراه:
“كنت واثق إنك مش هتقدري على بُعدي من غير ما تكلميني منا مش اى حد برضو”
بينما هي تجاهلت حديثه قائلة بجدية:
“بشمهندس عمر ممكن أسال حضرتك على حاجة بس توعدني إنك هترد بصدق؟”
قلق من نبرتها فيبدو أن الموضوع هام لدرجة أنها لم تنتظر أن يأتي لها أو بالاحرى لم ترد أن تحادثه وجهاً لوجه او لربما إنها لا تريد لأحد أن يسمع.
“انتِ عارفة كويس إني مش بكدب يا ياسمين”
هدئت قليلاً ولكنها لا تدري من أين تبدأ وقد هربت الكلمات منها ولكنها أستجمعت شجاعتها ثم أردفت:
“يمكن علشان عارفة دا حبيت أتأكد منك شخصياً… بشمهندس عمر حضرتك انت لسه بتكلم بنات!”
تفآجأ من حديثها وتصريحها المباشر ولا يعلم ما السبب الذي حملها على سؤالها فجأة بهذا الشكل ولكنه أجابها:
” ممكن أعرف اى اللي خلاكي تسألي السؤال دا دلوقتي تحديدا؟ ”
لم ترد أن تخبره بالمحادثة التي حدثت بينها وبين الفتاة لذا ردت عليه قائلة:
“مفيش حاجة.. انا بس كنت عايزة اعرف الشخص اللي هرتبط بيه لسه بيكلم بنات ولا لأ”
لم يقتنع بحديثها ورغم ذلك أجابها بصدق:
“انا مش هكدب واقولك إني منعت التعامل بشكل تام لان طبيعة شغلي بتلزمني بالتعامل وخصوصا إن اشتغلت فترة كبيرة برة وكان الامر عادي ف صعب اتغير من يوم وليلة رغم اني بحاول مختلطتش الا لضرورى لكن انا سبق وقولتلك اني عمري ما ارتبطت بحد ولا وعدت واحدة بحاجة لانه كما تدين تدان وانا اخاف إن اللي هعمله في بنات الناس يترد في عرضي”
أغمضت عيناها وهي تزفر براحة ورغم أنه مازال يتعامل مع فتيات إلا أن ما طمئنها هو أن هذه الفتاة كانت تكذب لتخرب علاقتهما ولولا تأنيها وتصرفها بحكمة لهدمت الثقة التي بينهما والتي أساس العلاقة بين اى اثنين فالثقة لا تُبني مرتان.
” وانا واثقة في كلامك بس حبيت أطمن”
بينما هو إتسعت بسمته وقد سعد بحديثها وثقتها به ليقول بخدر:
“انا بحبك يا ياسمين… وانتِ الوحيدة اللي ممكن اعمل اى حاجة عشانها”
توترت«ياسمين» وأخذت تفرك يدها، ولكم أرادت أن تخبره أنها هي أيضاً تحبه ولولا هذا ما كانت لتوافق عليه وتتضحي بتلك المواصفات التي كانت تضعها في فارس أحلامها وجازفت بموافقتها رغم إختلافه عنها وإنه قد يتغير بعد الزواج وكل هذا لانها فقط تحبه.
شعرت بأنها أخطأت وسمعت ما لا يحق لها لذا تحدثت قبل أن تغلق بوجهه دون أن تنتظر رده قائلة:
“طب عن إذنك علشان هقفل”
(شوفتوا ليه الكلام في الفون حرام؟ علشان الشيطان شاطر زي ما انتوا شايفين)
عادت «ياسمين» إلى «زين» وهي مطرقة الرأس ثم أعطته الهاتف وهمت لترحل ولكنها سألها بعدما لاحظ ضيقها منه قائلاً:
“انتِ زعلانة علشان بحافظ عليكي يا ياسمين؟”
رفعت رأسها ثم نظرت إليه مجيبة”
“لأ يا زين انا زعلت علشان حسيتك مش واثق فيا”
أقترب منها ثم ضم وجهها بين كفيه قائلا بحنان:
“انتِ عارفة إني أكتر واحد بحبك في الدنيا وبخاف عليكي ومش عايز غير مصلحتك علشان انتِ جوهرة غاليه ولازم أحافظ عليها ولولا إني عارف إنك عايزة عمر كنت مستحيل هوافق عليه ومازالت مش بالع الجوازة ومكمل علشانك مش علشان هو وحش لأ علشان شايفه مش مناسب ليكي ولا انتِ مناسبة ليه ورغم كدا بدعي ربنا يهدي سركم بس خليكي عارفة إني مش هفرط فيكي بالساهل واللي يوصلك لازم يعرف إنك غالية وغالية اوي كدا”
تهللت أساور وجهها وابتسمت بسعادة وقد شعرت بالثقة من حديث أخيها الذي بث الأمان داخلها لتقترب منه وهي تحتضنه بشدة قائلة:
“انا بحبك اوي يازين وانت أحسن اخ في الدنيا”
خرجت من غرفته وهي سعيدة ثم ذهبت لتحضر بعض الحلوى ل «عمر» الذي سوف يأتي بعد قليل
اما عنه فنظر خلفه ليجد «روان» عاقدة زراعيها أمام صدرها بتذمر ليعقد حاجبيه بتعجب وهو يسألها بدهشة:
” زعلانة ليه اديني صالحتها ومبقتش متشددة زي ما بتقولي”
لوت فمها بحنق ومازالت عاقدة زراعيها ثم قالت بضيق:
“مفيش.. هروح أساعد ياسمين”
أبتسم عندما علم أنه حانقة منه غيرتها لذا أمسك يديها قبل أن ترحل قائلاً:
“نسيت أقولها إني بحب مراتي أكتر من اي حد”
🌸اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميداً مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميدا مجيداً🌸
كان «عمر» يجلس وهو يشعر بالضجر الشديد وينظر لمن حوله بضيق ولكنه لا يستطيع الاعتراض على شىء ومضطر لأن يتقبل الوضع الذى هو عليه الآن وهذا شيء يعكس شخصيته المتمردة ولكن ما باليد حيلة.
وعلى بعد مسافة ليست بالبعيدة كانت تجلس «ياسمين» بكامل حجابها الشرعي متحلية بخمارها ونقابها وعلى بعد آخر يجلس «زين» وهو يحمل حاسوبه الخاص ويعمل عليه وقطع عمله هذا دخول «روان» وهي تحمل صنية المشروبات وتقدملها لهم وقد لاحظت الضيق البادي على وجه «عمر» فعلمت السبب لذا جاهدت لتخفي بسمتها قبل أن يراها.
“ما تقومي تنادي بالمرة لابوكي وامك ييجوا يقعدوا معانا في الجو الاسري اللطيف دا”
تحدث «عمر» بنبرة ساخرة ولكن «ياسمين» لم تنتبه لسخريته لذا همت لتقوم وهي تجيبه:
“طيب استنى هقوم أناديهم”
وقبل أن تتحرك من مكانها إنشا واحدا كان قد سبقها بالرد وهو يقول بضيق:
“تقومي اى انتِ صدقتي انتِ كمان مش كفاية عليا أخوكي ومراته اللي لازقين فيا من أول ما دخلت”
رفع «زين» بصره عن حاسوبه ووجهه ناحيته وهو يقول ببرود:
“بتقول حاجة يا عمر!؟”
“لأ بقولك منور انت ومراتك”
هز له «زين» رأسه بلا مبالاه ثم عاد لم كان يعمل مجدداً بينما تحدث وهو يوجه حديثه لها بحنق:
“مش فاهم يعني هنتعرف على بعض امتى
نتكلم في الفون زي اى اتنين مخطوبين قولتي لأ مينفعش ولما بجيلك هنا اخوكي بيفضل فوق راسي لحد ما امشي المفروض هنتعرف على بعض ازاى دا انا حتى بعتلك أدد رفضتيه”
قامت «ياسمين» بأخذ نفس عميق ثم تحدثت بهدوء وهي مازالت غاضضة بصرها وتنظر أسفل:
“بشمهندس عمر انا وضحت لحضرتك من اول يوم إننا هنلتزم بضوابط الخطبة وإن مفيش كلام في الموبايل ولما حضرتك تيجي هيكون فيه محرم لان دا الشرع وبصراحة انا مش شايفة زين اخويا غلطان في شىء لإنه لو مكنش عمل كدا من نفسه انا كنت هطلب منه دا ثم إننا بنتكلم عادي اهو ف وجوده أعتقد مش هيضايقك في حاجة”
وقبل أن يجيبها «عمر» قطع حديثهما صوت «زين» وهو يقبل يد زوجته أمامهما متعمداً وهو يقول:
“ابقى فكريني نخرج النهاردة سوا مع بعض ولوحدنا بعد ما أخوكي يمشي”
هزت رأسها وهي تضع يدها على فمها تمنع صوت ضحكاتها وتعلم أنه يتعمد إثارة «عمر » لا أكثر، بينما حاول الاخير التحكم بغيظه ثم عاد للحديث معها مجدداً وهو يقول:
“انا مش حاسس اصلا اننا مخطوبين زي الباقي دا انا صحابي بيخرجوا وبيتفسحوا مع بعض وبيعملوا أكتر من كدا وانا حتى مش عارف اكلمك كلمتين على بعض ومش فاهم اى التشدد دا”
ردت عليه بهدوء وهي تحاول توضح له الأمر:
“بس دا مش تشدد الخطبة ماهي إلا وعد بالزواج والخاطب ملوش حقوق غير إن محدش غيره يخطب اللي خطبها فقط لا غير وملوش أكتر من كدا لإنه بيفضل أجنبي عنها وممكن في اي لحظة يسيبوا بعض وأكيد حضرتك ياما بتشوف ناس كتير بيفشكلوا الخطوبة بعد ما خرجوا واتفسحوا واتكلموا وعملوا أكتر من كدا وكل دا حرام ثم إن البداية التي لا ترضي الله نهايتها لا ترضي أصحابها وانا أتفقت معاك اننا هنبدأ حياتنا صح بدون ذنوب ومعاصي علشان ربنا يباركلنا في حياتنا ياعمر”
“قولتي اى؟ عيدي كدا آخر كلمة”
لم يسمع من حديثها سوى نطقها لاسمه بشكل مباشر دون ألقاب وكانت هذة اول مرة تنطق بها أسمه بينما هي شعرت بالارتباك لانها لم تقصد وقبل أن تجيبه وقف «زين» وأقترب منهم ثم جلس في المنتصف على المقعد الذي يفصل بينهما وهو يقول:
“كويس الشبكة أفضل هنا مش عارف الشبكة مالها النهاردة”
أغمض «عمر» عينيه وهو يضغط على يده ويجز على أسنانه وقد بدأ صبره ينفذ ليقول له بسخرية:
“تعالى أقعد هنا على حجري الشبكة احسن”
هنا ولم تستطع «روان» التحكم بضحكاتها فأخذت تضحك بشدة حتى نظر لها «عمر» بغضب من تصرفات زوجها.
“تعالى كلم يا زين في حد عايزك برة”
كان هذا صوت والدته تناديه وما إن انتهت من عبارتها حتى تهللت أسار وجه «عمر» وهم ليذهب هو بنفسه للطارق ويحتضنه على هذا المعروف الكبير بالنسبة له.
قام «زين» من مكانه وهو ينظر للاخر بنظرات تحذيرية بالا يفعل اي شيء أحمق حتى يعود وما إن رحل حتى هب عمر واقفاً وهو يقترب من «روان» كي يقتص منها على ما يفعله زوجها وقبل أن تهرب كان قد ألحق بها وهو يقول بتهديد:
“انا هخليها سواد عليكم كلكم اصبروا عليا بس”
نزعت يديه الممسكة برقبتها بعنف قائلة:
“اوعي يلا انت بدل ما أناديلك جوزي”
أغتاظ منها «عمر» أكثر وعض على شفتيه بغيظ وهو يتوعدها ثم همس بجوار أذنها قائلاً:
“أصبري عليا بس اخدها من هنا وهوريكي انتِ وجوزك اللي فرحانه بيه دا هعمل فيكم اى”
“أبقى فرجني ياحبيبي هتعمل اى دا لما تبقى تعرف تاخدها من هنا اصلاً”
سمع صوت خطوات «زين» يقترب منهم ليزفر بضيق وهو يعود مكانه جوار «ياسمين» التي ظلت تتابع الحوار وهي تضحك وما إن أتي «زين» وجلس بجوار زوجته حتى أقتربت هي منه وهي تمسك بزراعه ثم أخرجت لسانها إلى «عمر» دون أن يراها «زين» بينما الاخر أشتغل غيظه وهم ليقوم إليها ويقتص منها ولكن منعه صوت «ياسمين» التي تحاول أن تكبح ضحكتها قائلة:
“معلش متبصلهاش.. بص أعتبرهم مش موجودين”
رفع «زين» حاجبه لها لتتوتر معالم وجهها قائلة:
“لأ يعني أعتبرهم موجودين بس مش موجودين يعني قصدي يووو”
“ليقول بصوت منخفض لم يصل إلى مسمع أحد عداها:
” انا ساكتلهم علشانك انتِ بس”
بينما على الطرف الآخر تحدثت «روان» بضحك قائلة:
“لو أعرف إن البت ياسمين هتربيه بالشكل دا كنا خطبنهاله من زمان علشان انا فرحانة فيه”
ليشاكسها «زين» متعمداً قائلاً بغمزة:
“طالما دا هيفرحك ف مش هجوزهم وهخليهم مخطوبين لحد ما يخللوا ياحبيبتي المهم تكوني مبسوطة”
وما إن أنهى عبارته حتى لاعبت حاجبيها إلى «عمر» والذي لم يتمالك أعصابه هذه المرة ليقوم من مكانه بتهور متوجهاً إليها وليحدث ما يحدث فلن يكون «عمر» اذا سمح لإحد بإغاظته.
وقبل أن يقترب منها وقف أمامه «زين» عاقدأً زرعيه أمام صدره هم الأخير ليشتبك معه ولكن قطع تلك المعركة قبل أن تبدأ دخول «عايدة» دون سابق إنظار وملامحها لا تبشر بالخير بتاتا وقد تعلقت جميع الإنظار بها لوجودها بهذا الوقت والذي في الغالب لا تأتي إلا بالمصايب.
“طب كويس إنكم متجمعين علشان فيه حاجة مهمة لازم تعرفوها”
نظرت إليهم عدة لحظات ثم تحدثت بخبث وهي تحسس على مسدسها الذي بجيبها قائلة:
“أستعدوا علشان فيه ضيوف غاليين اوي على قلوبنا جايين ولازم نرحب بيهم”
لم يفهم أحد من حديثها شيئاً ولكن نبرتها لا توحي بالخير وقد أنظرتهم أن الآتي لن يكون خير ابداً.
تُرى من هو الضيوف الذي تقصدهم؟ هذا ما سنعلمه في الحلقة القادمة.
(عايزة أضيف شيء الرواية مش بس اننا نستفيد بالمعلومات الدينية اللي فيها لأ عايزاكم تركزوا مع بعض المواقف وتاخدوا الحكمة منها شوفتوا مثلا لما ياسمين اتكلمت مع عمر قالها اى؟ ودا شيء طبيعي جدا يبرر رد فعل زين اللي اغلبكم كان هيشوفه تشدد لكن هو صح حتى لو دا معجبناش
والاهم من دا تصرف ياسمين لما قالها كدا ومراحتش خانقت وقالت ملكش حكم عليا زي ما بنات كتير ممكن تعمل كدا بالعكس احترمت إنه خايف عليها وحقيقي النصايح دي ليا قبل ليكم ف اتمنى كلنا نستفيد منها)
رأيكم يهمني وحقيقي بكون مبسوطة جداً بالكومنتات بتاعتكم اللي بتشجعني اكمل وأخيراً بحبكم جدا في الله ودمتم سالمين♥
#روان_الحاكم
#وسولت_لي_نفسي_الجزء_الثاني.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وسولت لي نفسي 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *