روايات

رواية قتلني قلبي الفصل الرابع عشر 14 بقلم خلود بكري

رواية قتلني قلبي الفصل الرابع عشر 14 بقلم خلود بكري

رواية قتلني قلبي البارت الرابع عشر

رواية قتلني قلبي الجزء الرابع عشر

قتلني قلبي
قتلني قلبي

رواية قتلني قلبي الحلقة الرابعة عشر

“صلوا على من جلس على ركبتيه يواسي طفلًا مات عصفوره”

كلمتُها كانت كالصاعقة التي هبطت على رأس يامن فنظر لها بتعجبٍ فأومأت برأسها بالتأكيد وهي تقول بإصرار :-
ـ موافقة اديله فرصه بس عندى شرط
خفض يونس بصره عنها وقال بهدوء :-
ـ شروطك كلها مجابه بس متسبيش أمير هو شاف فيكِ حنية ماما و وروحها الحلوه صدقيني الحب كان صعب عليه.
همست له بهدوء وبنبرة متألمة استرسلت حديثُها :-
ـ شرطي هقوله لما أمير يجي هنا بعد أذنكم …
ذهبت بخطى متثاقلة وهي تنتحب من كثرة البكاء فكيف ؟كيف؟! ستخبره بشرطها المؤلم على قلبها لكن هذا ما توصلت له بعد تفكيرًا طال …
_____________________
ظهر قرص القمر المنير يُضيء بلمعةٍ عتمة سواد الليل، قلوب أضناها العشق وأبكاها النصيب في غرفة كل منهما كان البكاء حليف البعض، وكان الشوق حليف الآخر، وهناك من نام على إبتسامة أن الفرح سيزور قلبه قريباً لا محاله ..
«في غرفة رغد»
أشارت الساعة في هاتفها إلي الثالثة فجرًا فذهبت إلي المرحاض توضأت وارتدت إسدال الصلاة ثم قامت للصلاة بقلبٍ خاشع باكي متضرع إلى الله …
لا تعلم كم من الوقت سار حتى غلبها النوم على سجادتها وأثر الدمع يغرق وجنتها البريئة ..

بستانٌ من حرير تُزينه تلك الورود الجذابه بألوانها الزاهية جلست على تلك الارجوحة بقلب طفلة تتراقص على وتر البراءة …
رقدت بسعادة تخطف إحدى الورود التي جذبها لونها وهي تستنشق رائحة عطرُها بتلذذ فستانُها الفضفاض من اللون الأبيض المزين بفراشات صغيرة بلونها الكناري الهادىء مع حجابها الذي أظهر جمال عينيها العسلية الفاتحة فكانت تشبه أميرة هاربة من قصص الخيال..
تروى لها من بعيد ملامح حبيب عمرها يقترب منها وبيده باقة ورود خلابه فابتسمت لها بحياءٍ فهمس لها قائلاً:-
ـ الورد نادلي وقالي إن في أميره هنا كنت فاكرُه حلم بس
دلوقتي لمسه وشايفه، شوفتي الورده بتلمع ازاي انا طول الوقت شايفك بتلمعي كده مهما الدنيا طفتك انا شايفك ورده كل يوم رونقها بيكون احلى وأجمل..

خفضت بصرها خجلاً وهي تتحاشى النظر له فهمست بحياءٍ:-
ـ كل الكلام الحلو ده انا أستاهله..!؟
جذب كفها بين راحته وهو يقول متعمقًا النظر في عينيها:-
ـ كلام الدنيا كله ميكفيش حاجه جنب اللي في قلبي ليكي يا رغد
التفت تداري دموع عيناها التي خانتها وهبطت رغمًا عنها ثم تحدثت بهمسٍ :-
ـ هتفضل تحبني حتى لو مقدرتش اتخطى اللي حصلي ؟
عمق النظر في عينيها أكثر وهو يقول بصدق :-
ـ اوعدك إن أكون ليكِ السكن اللي مستحيل يتخلى عنك ولا يخذلك أبداً..
ثم تابع بنبرة متسائلة :-
ـ اوعديني انتي إنك تحاولي عشاني
ابتسمت بصدق وهي تقول :-
ـ أوعدك ..
أفاقت من حلمها البريء على صوت أذان الفجر فتطلعت حولها لتجد ذاتها نائمة على سجادة الصلاة فابتسمت بمحبة لذلك الحلم الذي كان بمثابة طوق النجاة لحيرة قلبها…

«أحببتُكَ وقالوا صغيرة، فانتظرتُك حتى بلغتُ الحُلُمِ ؛
تمنيت يوم لقائك وكأن الدنيا لا يوجد بها أحدًا غيرُك،
أحببتني مثلما أحببتك فلم تُحبنا الدنيا فغادرتني، وتركتُ قلبي يئنُ من الفراق، جمعتنا الدنيا في صدفةً أخرى وانتزعت مني الألم وتبقى لي أمل اللقاء،
لكن؛ على حين غرةٍ منا خذلتنا ثانيةً، لكنك بقيتُ صامدًا في وجهها تُحارب من أجلي ذلك القدر العنيد ، اليوم أدركتُ أن الحب فعلٌ وأنت من أثبتٰ أن الحبيب لا يُغيب »
«بقلمي خلود بكري »
______________________
«في غرفة سلمى»
كانت قد أنهت صلاة الفجر بعدما أيقظتُها رغد مثلما كانت تفعل يوميا ..
خرجت للشرفة تستنشق رائحة الزهور بفعل قرب الربيع فوجدته جالسًا منكبًا على رأسه وعلامات التعب تظهر جليًا عليه فجذبت هاتفها وأجرت إتصالًا بهِ فتطلع إلى شرفتها فوجدها تلوح له أن يُجيب عليها فضغط على زر الإجابة متحلي بالصمت التام ..
همست له بتسأل:-
ـ اللي مقعدك بره كده يا مروان ؟
أغمض بصره بريبةٍ وهو يبتلع غصة حلقه المؤلمة :-
ـ وده يهمك كتير يا سلمى !
فهمت سبب معاناته فهمست بعتاب وهي تتخلى عن رداء الصمت فقالت بنبرة منكسرة :-
ـ وأنا كان ذنبي إيه علشان حفظت على نفسي ومشاعري لحد ما أكون لك في الحلال في الآخر روحت ضعفت وخنتني ..
ضيق عينيه بألم وهو يقول بضيق :-
ـ ليه سمتيها خيانه انا عمري ما خنتك حتى في أفكاري واستحملت سكوتك وجفاوة معاملتك سنين بعد ده كله بتعقبيني على ذنب معملتوش …
زفرت بألم ثم استرسلت حديثُها قائلة:-
ـ انت عارف إني دي طبيعتي وطلبت منك تصبر لحد ما انكتب بإسمك ..
قال معقبًا :-
ـ وانا عمري ما مشاعري راحت لحد غيرك
ثم تابع بنبرة مترجية :-
ـ خلينا نفتح صفحة جديدة صفحة بيضه نلونها إحنا سوى بالوان تفرحنا مش ذكريات تبكينا …
أزاحت برفق دمعة هاربة من مقلتيها ثم بصعوبة همست :-
ـ أنا هفتح معاك صفحة جديدة علشان انا مش قادرة أشوف نفسي غير معاك يا مروان ..
ثم تابعت بثبات :-
تصبح على خير
همس لها بابتسامة محبه وبريق الأمل ينير عتمة قلبه العاشق لها :-
ـ تصبحي من أهلي

« في الدُنيا كانت لي وطن وعندما غابت شعرتُ بالحربِ تسلبُ مني حريتي ، واليوم عادت لي بجناح الحب الذي أعاد حرية طائرًا فرِحٍا بالعودةِ لوطنهِ »
«بقلمي خلود بكري »
______________________
في مكانٍ آخر بعيدًا عن صُخب المدن بمنازلها العملاقة ..
و بإحدى القرى التابعة لمحافظة القاهرة ..
سطع قرص الشمس بذهبية لامعة زقزقة العصافير على شباك ذلك البيت الريفي بما يُحيطهُ بتلك المزارع المختلفة من الخضروات والحشائش استيقظ ذلك الشاب من نومه وهو يرتدي جلبابه الواسع ويخرج من غرفته متجهًا إلى عمله المتخصص بالعناية بالحقول ..
جلس تحت جذع الشجرة وهو يفترش تلك الحصيرة البسيطة ومن أمامه موقد نار يضع عليه برادًا من الشاي، ثم بدأ في تناول تلك الفطائر بشرائح الجبن الفلاحي والعسل الأبيض وعلى وجهه ترتسم معالم الراحة والسكون..
اقتربت منه فتاة عيناها لا ترتفع عن الأرض تتهادى في مشيتُها حتى وقفت على مقربةً منه وهي تهمس بتوتر :-
ـ السلام عليك يا أخي جئتُ لطب مساعدتك في أمرٍ
تنحنح بأدب وهو يقول:-
ـ اتفضلي ازاي اقدر أساعدك؟
فركت كفيها بتوتر ثم تابعت بنبرة خجلةٌ:-
ـ لقد وقع سقف دارنا بالأمس وأمي إمرأةٌ مُسنه ولا يوجد لنا بتلك القريةُ أحداً فهل لك أن تساعدني ؟
استقام بوقفته وهو يتحدث بجدية :-
ـ أين يقع منزلُكي ؟
أشارت له على مقربة منه فتطلع لموضع إشارتُها ثم ذهب معها حيث ذلك البيت المتهالك بفعل ماء المطر وقوة الرياح ..
خلع عنه عباءته وبقي بذلك البنطال الرياضي وتي شيرت رسم قوة عضلاته بشدة فخفضت بصرها بخجل ثم همست له بهدوء:-
ـ أنا هساعدك بس ترفع ليا الخشب وانا هكمل وشكرًا جدًا لحضرتك
خفض بصره إليها وفي تلك اللحظة كانت قد رفعت بصرها تُشير لها على مكان السقف الهابط فتلاقت الأعين بلقاء الحُب الأول فتاها في عيناها التي عكست أشعة الشمس لونها من العلسي إلى الأخضر الفاتح فكنت لا تعرف للهرب سبيلًا من تلك النظرات التي أحاطها بها ، أغمض بصره عدة مرات محاولاً السيطرة على تلك المشاعر التي تمردت على قلبه المقفل من سنوات، فهربت هي من أمامه وأثر الدمع تجمع في مقلتيها ….
فهمس بعد رحيلُها :-
«أول مرة احس بالشعور ده ، حسيت إن عيناها سكن لشخص عاش طول عمره يتمنى إن يكون له سكن يلجأ إليه»

عندما التقت الأعين زلزلت حاجز القلب وأحكمت النبضات دقتُها لتُعلن التمرد لبدء ملحمة من العشق العتيق لتُثبت لنا أن للحُب حواجز لابُدا أن نتخطاها ..

من تلك الفتاة التي ستكون له الأمان بعد سنوات من الخوف والوحدة والضياع …؟
ما هو شرط روان لتقبل بأمير ثانيةً ؟

كيف سينجح ذلك الشاب في كسب قلب فتاة رفضها الحُب مرارًا ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قتلني قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *