روايات

رواية أماريس الفصل الحادي عشر 11 بقلم حنين عادل

رواية أماريس الفصل الحادي عشر 11 بقلم حنين عادل

رواية أماريس البارت الحادي عشر

رواية أماريس الجزء الحادي عشر

رواية أماريس الحلقة الحادية عشر

وقفت امام الجبل تنظر بحزن بالغ وما أن رأته قادماً يرتدي درعه الحديدي ويمسك سيفه الضخم ركضت إليه واحتضنته مبتسمة فقال بسعادة :
إنتِ كويسة يا داده وحشتيني أوي .
فردت عليه بفرحة لا توصف: أنا مبسوطة أوي يا يحيى أخيراً هيحصل اللي بستناه بقالي سنين .
نظر لها بغرابة : وإيه اللي بتستنيه بقالك سنين؟!
فقالت : لا تخف ولكن احذر .
استيقظ من غفوته ليجد أنه ما زال في بركة الماء خرج منها وارتدى ملابسه وأمسك المنشفة يجفف شعره.
لقد نام الليل في بركة الماء ولم يشعر فكيف هذا؟!
لم يعد شيئا يثير شعور الغرابة بداخله فقد رأى الكثير من الغرائب هنا .
نظر من نافذته ليرى الشمس ساطعة فقال : إنتِ فين يا لانا تعالي!
دقائق وكانت أمامه فتعجب أنها لم تاتي سريعًا مثل كل مرة.
ابتسمت لانا : أعتذر عن التأخير ولكني كنت أبحث بامر آران أكثر فأكثر حتى نكون على استعداد له لذا تاخرت هل عرفت من تكون والدته؟!
فأجابها شاردًا : أيوه تقريباً .
ثم عاد من شروده وسألها: إزاي بقى هانستخدمها؟!
فأجابته : لقد أخبرتك من قبل أماريس تحتل العقول وتمحي الذكريات لذا علينا أن نذكره بها فقط.
فقال وهو يمرر يده في شعره: وهنفكره بيها إزاي.
_ ذكره باسمها بمظهرها بكلمه كانت تقولها دائمًا.
فرد بيأس واضح: أنا ماعرفش حاجة عنها غير اسمها وماليش اختلاط معاهم وكمان هانعرف إزاي إن هي أمه؟
فأجابته مبتسمة : مع كل ذكرى يتذكرها يتغير شيئاً في مظهره المخيف أما عن إن كانت هي والدته أم لا فإن كانت والدته سيضييء الحجر الأعظم ويتلون باللون الأزرق .
فتساءل يحيى : والحجر الاعظم ده فين؟!
_ إنه فوق باب خروج أماريس يتكئ عليه آران.
ابتلع ريقه بخوف وقال : طيب يلا بقى نروح.
تنهدت: ليس الآن وقت غروب الشمس إننا نخاطر مخاطرة كبيرة .
فقال يحيى ضاحكاً: لا تخافي ولكن احذري.
جلست بجانبه شاردة وهو أيضاً هل سينتصران على هذا الوحش أم سيلقيان حتفهما فهزيمته أو فناءهم لا محالة ظل يحيى يجوب الغرفه ذهاباً وإياباً بقلق سيتحدد مصيره بعد قليل يا ترى من الذي سينتصر؟!
وقف يرتدي درعه الحديدي وهو يبث الشجاعة في نفسه أنه سيكون قادراً على الإنتصار والعودة إلى عالمه.
نظر للأعلى وقال ::
يا رب مصيرنا في إيديك مش في إيد حد غيرك دي مش أرض الأحلام دي أرض الشيطان .
أخذ شهيقًا طويلاً وزفره محاولًا تنظيم أنفاسه المتسارعة بشدة بسبب قلقه وخوفه .
سار في الممر وهو يحدث نفسه
(ما الفائدة الخلود الأبدي الزائف بدون هوية بدون إنسانية لتصبح مسخًا متنقلًا بلا روح لا تتذكر شيئاً عن حياتك فاقداً أكبر نعمة قد يتلقاها الإنسان ألا وهي نعمة الأطفال أن يكون لك طفلاً يحمل اسمك وتعيش معه أسعد لحظاتك فتعود صغيراً ، فاقد نعمة العقل والجمال ستفقد كل شيء في وهم زائف)
يا يحيى كل شيء زائل، من يكتفي بالدنيا لا ينول نعيم الآخرة فهل تستطع أن تكون زاهداً في انتظار مكافأتك الكبرى في نعيم وجنة لم يتخيلهما إنسان.
خرج من الممر وهو ينظر لصوره المعلقة على الجدران حتى فتح الباب وخرج وأغلقه وجلس قليلاً على المقعد الضخم وهو ينظر لأماريس عن كثب واقترب وقت الغروب فقد تغير لون الشمس إلى البرتقالي.
هل هذا حلم أم كابوس هل هذا حقيقي أكل ما رآه حقيقي هل وجد أباه وخسره في الوقت نفسه هل قتل الضخم فقط ليثبت ولائه والآن سيقاتل للمره الثالثة على التوالي ولكن لينول حريته لقد أثرت فيه لعنة أماريس ولن ينتظر أكثر .
رأى لانا قادمة من بعيد ترتدي درعاً فوق كنزتها البيضاء وبنطالها الفضفاض وخوذة و يتطاير شعرها بفعل الرياح .
يا الله لقد أسرني كل شيء فيها ولكن إن عدت هل ستتلاشى مثل كل شيء هنا هل سأنساها وكأن شيئاً لم يكن ؟!
قاطعت شروده ونظراته المعجبة : هل أنت مستعد؟
تنهد: مستعد
ثم قال ممازحًا : لقد ولدت مستعدًا !
فضحكت : إذًا هيا بنا .
سارا سويا فقالت : معًا سنتخلص منه سنغير قدرنا بأيدينا .
فضحك : القدر بيد الله
نظرت له بغرابة :ومن هو الله!
_* قل هو اللَّه أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد *
ثم تابع : الله خالق كل شيء الكون بأكمله الإنسان الحيوان الطير كل شيء يحدث بإذنه ولا تقع ورقة شجرة إلا بعلمه هو معنا وأقرب إلينا من حبل الوريد وأحن علينا من الأم بمولودها لقد أنزل جزءًا واحداً من رحمته للأرض واحتفظ بتسعٍ وتسعين له كي يرحمنا إنه الرحيم بعباده القادر على كل شيء .
فتعجبت قائثله وهي تحاول استيعاب حديثه : وماذا قبل الخليقة .
_كان الله ولا أحد غير الله .
أومأت برأسها مبتسمة.
فضحك ممازحًا : إنتم هنا بتعبدوا البلاصي ولا إيه آه بتعبدوا أماريس صح ؟
فأومأت برأسها ضاحكة..
_لو خرجنا من هنا على خير هتعرفي إنك ماكنتيش في جنة زي ما إنتِ فاهمه في حاجات كثير إنتِ محرومة منها محرومة حتى من إن يبقى ليكي عقيدة.
ثم تابع : هنفضل ماشيين كثير ولا إيه؟!
فأجابته : القليل بعد.
فقال وهو يشعر بالضيق من خوذته ويحاول أن يعدلها : لما احنا لما بنطلب أي حاجه بتيجي علطول ما نقول عاوزين نروح للوحش وخلاص!
فضحكت : إن قلتها ستذهب أمامه مباشرة .
_لا وعلى إيه !
سارت بجانب بحر چيراك وكان هناك حجر كبير فوقفت عليه ليظهر ممر فوق البحر، فتعجب يحيى ولكنه سار بدون أي كلمة يعلم أنه لم يرى الأكثر غرابة بعد!
ليظهر من بعيد آران نائماً على صخرة وكأنه وسط صحراء جرداء عاريًا ، جسده جسد إنسان مفتول العضلات ،ضخم بارزة عروقه ، لونه أحمر ورأسه رأس ثور بقرون مقوسة كبيره حمراء اللون تحيط به صخور مختلفة أحجامها كان موليًا ظهره لهما.
اتسعت عيناه من الصدمة وتسلل الخوف إلى قلبه فأمسكت لانا يده مطمئنة إياه .
ثم قالت بصوت منخفض: سأبحث عن المساجين سريعًا وأحررها.
أومأ برأسه فذهبت لانا ببطء متسللة فوقف آران في وجهها سريعًا فكان ضخماً وهي بالنسبة لحجمه لا تقارن وزفر بقوة فكان كإعصار من قوته.
اقترب منه يحيى سريعاً وضربه بالسيف في قدمه في محاولة لمساعدتها وكان سيفه الضخم كإبرة حياكة بالنسبه له رفع آران قدمه وركله بعيداً وطار وكأنه ريشة أو ورقه شجر وسقط ليرتطم بصخره ألمت ظهره.
أمسك آران لانا في كفه وأغلق يده عليها نظر يحيى له بخوف ونهض سريعاً وهو يهتف:
داده حليمة أمك افتكرها.
نظر إلى الحجر فلم يجده قد أضيء ركض سريعًا بتجاهه وصعد إلى الحجر الأعظم و قفز عالياً ليصيبه في كتفه .
تأوه بألم وصوت عالٍ ودفع يحيى بعيدًا عنه فأمسك أذنيه من علو صوته فتح آران كفه فوقعت لانا أرضًا تسعل .
ركض يحيى نحوها وساعدها على النهوض ليفاجئا به أمامهما وعينيه قد احمرتا من شدة غضبه
فكر يحيى سريعاً وقال اسم العجوز الثانية:
داده س………
نظرا للحجر فوجد فيه وميضًا.
شعر بالسعادة وأكمل : داده سميرة !
ليختفي الوميض من الحجر الاعظم أمسكهما الوحش بقوة وأطبق كفه عليهما، شعرا بالاختناق وحاولا المقاومة في ظلمة حالكة حتى فتح يده فتنفسا الصعداء .
أمسك لانا بيده الأخرى ووضعها في قفص يحيطه الثعابين الضخمة من كل جانب نظر يحيى بفزع ليظهر قفصان آخران بهذا الشكل ، ووضع لانا فيه.
صرخ يحيى بأعلى صوته ولانا كانت تقاومه بسيفها ولكنها لم تستطع أن تفعل شيئاً .
أغلق عليها الباب وهي تصرخ و قد اقترب ثعبان ضخم منها ثم نظر ليحيى بغضب وكأنه ينوي له على الكثير أمسكه من قدمه بيد ويديه بيده الأخرى ، وأخذ يجذبه بقوة وسط صراخ يحيى وبسبب صغر حجمه قد فلت من يده وسقط أرضًا يتأوه بألم و كأن أحدًا يسلب روحه.
نظر للحجر : فكر يحيى فكر يا يحيى
نظر إلى لانا فوجدها قد التف الثعبان حولها وكأنه يعتصر أضلاعها وهي تصرخ من شدة الألم أمسكه آران مرة أخرى .
تذكر يحيى كلمات لانا : نقطة ضعفه هي نقطة ضعفك !
ثم تذكر مربيته وابنها الغائب عنها لسنوات كثيرة.
أطبق آران يده فوق يحيى ولم يستطع أن يأخذ أنفاسه حول المقاومة وصاح بصوت عال:
داده سامية !
فتح آران يده ليسقط يحيى أرضًا وقد أضاء الحجر الاعظم واختفى الثعبان لتقع لانا وتلتقط أنفاسها بتعب وحجم آران قد تضائل للحجم الطبيعي وزال لونه الأحمر ليكون طبيعيًا ولكن ما زالت رأسه مثلما هي .
اقترب آران من يحيى الذي ما زال ساقطًا يتألم من شدة الألم وهو يركض سريعًا .
فعاد بذكرياته للوراء.
دلف من المنزل ضاحكًا : عامله إيه يا داده؟
_ تعالى يا سمسم يا حبيبي
فسألها بغرابة: إيه سمسم حبيبك ده؟!
ابتسمت بألم وحركت كرسيها المهتز : ده كان دلع ابني كنت بقولها ليه علطول.
عاد من ذكرياته فصاح: تعالي يا سمسم يا حبيبي.
وقف آران فجأة وأمسك رأسه بألم ليلتف حوله الضوء الأزرق ويرتفع في الهواء تحيطه الورود الزرقاء تخفي ما يحدث بداخلها.
نهض يحيى وهو يصارع الهواء حتى وصل إلى لانا والألم يسري في جسده وساعدها على النهوض وأخرجها لتجلس على حجر كبير تشاهد ما يحدث واتجه إلى القفص الثاني ليجده فارغاً ملطخًا بالدماء.
ابتلع ريقه بخوف وهو يفكر لمن هذا الدم يا تُرى؟ هل يعقل أن يكون لوالدته ؟!
سار متثاقل الخطى للقفص الثالث وهو يأمل أن يجدها إنه أمله الاخير!
اقترب منه أكثر فأكثر فوجدها بثياب مهترئة ترتعش من الخوف الجروح متفرقة في أنحاء جسدها منكسه رأسها إلى الأسفل بشعرها الأسود الأشعث الذي تحتله بعد الخصلات البيضاء في حالة يرثى لها تجلس في جانب صغير تحتضن نفسها .
اقترب منها وجثا بركبتيه أرضًا ووضع يده على كتفها فنهضت سريعًا بفزع وهي تقول كلمات غريبة ووقفت بجانب القفص تبكي وتنظر له.
أغلق عينيه بألم لم يعرف ما الذي عليه فعله أيكون سعيداً أنه وجدها وأخيراً أم يكون حزيناً عليها و على ما مرت به؟!
اقترب منها وأمسكها فزاد ارتعاش جسدها فاحتضنها محاولًا تهدئتها وسط مقاومتها ودفعها له
قال والدموع تتساقط من عينيه : أنا يحيى يا ماما ابنك فاكراني؟!
هدأت قليلاً ونظرت له وابتسمت لتظهر تجاعيد وجهها الشاحب وهي تمرر يدها على وجهه وقالت: يحيى ابني! يحيى ابني أنا ! كبرت يا يحيى!
ضحك والدموع في عينيه: أيوه يحيى وحشتيني أوي !
تبدلت ملامح وجهها وبدأت بالبكاء :
أنا آسفه ماكنتش عاوزه أسيبك أنا دخلت ورا أبوك علطول شوفته من بعيد داخلها وجريت عشان ألحقه كنت فاكره إني هاعرف أنقذ أبوك من اللعنة دي بس ما قدرتش كان أناني وعاوز كل حاجة فقولت هرجعلك مش هاستنى لما الباب يتفتح بعد عشرين سنة .
تابعت من بين شهقاتها : حاولت بس آران غلبني سنين بتعذب منه بدون رحمة صراخ المساجين وألمهم بيزيد قوته وذكائه عشان كده كان مش بيضيع وقت ..
أجهشت في البكاء: عمري راح يا يحيى كان نفسي أعيش كل التفاصيل معاك بس ربنا ما أذنش كنت بتوحشني أوي بنهار وبصرخ وبحاول أخرج بس كان بيعذبني بزيادة.
احتضنها بقوة وربت علي كتفها وأجهش في البكاء : أنا آسف إنك مريتي بكل ده وأنا كنت مفكرك أنانية .
ابتعد عنها ومسح وجهه و نظر لها بابتسامة : بس خلاص كل الالغم والتعب راح من النهاردة
ساعدها على السير ووضع يده على كتفها وهو يشعر بالألم في كل جسده فوجد لانا في وجهه مبتسمة تحمل مفتاح باب الخروج .
نظر لآران فوجد الضوء الازرق قد صار خافتًا ثم انتهى ليقع أرضًا فاقداً الوعي.
اقتربوا منه وجثا يحيى بركبتيه أرضًا وهو يحاول إفاقته ليراه شابًا أربعينيًا .
اتسعت عيني فاطمة من الصدمة وقالت: آران هو سامي كل السنين دي ماحدش عرف!
نظرت لانا وفاطمة بعيداً بخجل فقد كان عارياً .
تحدث يحيى وهو يحاول إفاقته ضاحكاً : لا دادة سامية كانت عارفه قالتلي سلم لي على الحبايب!
استعاد سامي وعيه وساعده يحيى على النهوض نظر سامي حوله بدهشة واتسعت عيناه من الصدمة وقال خائفًا وهو ينظر لهم:
إحنا في منطقة آران اهربوا بسرعه
ركض سريعاً فأوقفته ضحكات يحيى.
فالتفت ونظر له : بتضحك ليه يا أستاذ أنت؟!
ثم لفت انتباهه فاطمة فقال في دهشة: فاطمة انتِ جيتي هنا إزاي ؟!
فضحكت ساخرة وهي تنظر أرضًا : جيت من مكان ما جيت يا آران عشرين سنة كنت فيهم آران وأنا ما عرفش!
نظر لها بصدمة ألجمت لسانه.
فتابعت: ها عاوز تكمل هنا في الأرض الملعونة دي ولا هتيجي معانا.
ابتلع ريقه بخوف : لا طبعاً جاي معاكم بس إيه اللي حصل أنا كل اللي فاكره لما دخلت مع عامر البؤره بعدها إيه اللي حصل؟
فردت فاطمة في دهشة : أنت دخلت مع عامر!
أومأ برأسه وأمسك لحيته بشرود يتساءل في نفسه كيف تحول لآران الوحش هل هذا ما سببه طموحه الزائد وغروره ؟!
نظرت فاطمة إلى يحيى وقالت بخوف: عامر فين يا يحيى؟
نظر يحيى لها بحزن ففهمت مقصده واغرورقت عيناها بالدموع.
نظرت لانا إلى يحيى وتنهدت: ألم يحن وقت الخروج؟
أومأ يحيى برأسه ثم قال: في حاجه الأول!
نظرت له لانا بغرابة .
فسألها يحيى : مش كان لازم أحكم على مساجين چستار !
فأومأت لانا برأسها.
ابتسم يحيي: العفو لكل مساجين چستار وحضورهم حالًا.
ظهروا أمامه فجأة مصطفيين ينظرون حولهم بدهشة فقال : لقد عفوت عنكم الآن قراركم بيدكم هل ستكملون في أماريس أم ستعودون لأهلكم وحياتكم السابقة ؟
وتابع: أمامكم الاختيار فاختاروا من يريد المغادرة فليغادر معي ومن يريد أن يبقى فليذهب فأمامه الفرصة الآن كي يكون ملكا !
غادر الكثير منهم ولم يتبقى إلا القليل فأيقن أن حب الإنسان لنفسه يجعله لا يفقه شيئاً وسعيه للبقاء وعشقه للسيطرة والتملك يجعله كريح الصحراء تجفف كل شيء فيلغي تفكيره وعقله ليلقي به إلى التهلكه إلى حيث رجعه.
نظر للقليلين الواقفين فكانوا أربعة ونظر على أثر المغادرين وهو يفكر من ملك أماريس القادم ومن آران وما هي التضحيات المقبلة ؟!
قاطعت لانا شروده قائلة : علينا أن نحرك الحجر الأعظم فأسفله بوابه الخروج .
اقترب يحيى منه وحاول تحريكه وساعدته لانا ولكن لم يستطيعا.
فنظر يحيى إلى سامي الواقف عاقدًا ذراعيه يحاول تذكر ما حدث فقاطع يحيى شروده :
ممكن مساعدة يا كابتن!
أومأ برأسه وحاول معهم فحركوه قليلاً فاقتربت فاطمة منهم وساعدتهم ولم يتحرك فساعدهم الأربعة سجناء سويًا فتحرك كله ليظهر تحته بوابة مغلقة لا يظهر منها شيئاً .
نظر يحيى إلى لانا : هتفتكريني يا لانا؟
أجابته بحزن : لا أعلم ولكن أنت شخص لا يُنسى
فتحت البوابة فلم يرى فيها شيئاً سوى الظلام.
أمسكوا أيدي بعضهم البعض هم الثمانية وقفزوا وكأنهم سقطوا في إعصار أسود اللون شعروا وكأن ضلوعهم تتحطم فاستسلموا جميعاً لما يجري فقد تذكروا لحظة دخولهم المشابهة لهذه
أما عن لانا فكان كل شيء جديدًا بالنسبة لها.
أزعجه ضوء الشمس الموجه إلى عينيه ففتحهما ونهض سريعًا ينظر حوله فوجد كلا من والدته، سامي نائمان أرضًا نظر حوله ليتبين أنه فوق الجبل !
جثا على ركبتيه فرحًا وركع أرضًا يشكر الله ثم نهض واقترب من والدته وحاول إفاقتها وكذلك سامي نظر يميناً ويساراً يبحث عن لانا ولكنه لم يجدها فغمر الحزن قلبه .
نظر لوالدته السعيدة وقد تورد وجهها واحمرت وجنتيها من الفرح وسامي كان سعيدًا جدًا .
فقال يحيى : بمجرد ما ينزل من على الجبل هننسى كل حاجه حصلت هناك كل حاجه،
أرض ملعونة بكل ما فيها حتى الذكريات اللي ممكن تحمينا ما نوقعش في الخطر ده تاني هتتبخر انتوا شوفتوا فيها أكتر مني!
صمت قليلاً ثم تابع : تفتكروا كانت تستاهل اللي ضاع من عمركم ؟!
تبدلت ملامحهما إلى الحزن.
فرد سامي : ما كانتش تستاهل لحظة بعدت فيها عن أمي .
اغرورقت عيني فاطمة بالدموع وقالت : ما كانتش تستاهل ثانية بعدت فيها عنك !
احتضن والدته ونظر إلى سامي ممازحًا :
خليك أنت سلبوته كده ومش حاسس من فترة وأنا عمال أغطي فيك في إيه يا عم؟!
نظر إلى نفسه وعقد حاجبيه: أنا لابس أهو نفس اللبس .
فتح فاه من الصدمة : نفس اللبس اللي جيت بيه
نظرت فاطمة إلى ما ترتديه فوجدته نفس لباسها حينما دخلتها .
ضحك يحيى قائلاً : أماريس دي بخيلة أوي ماهانش عليها تسيب لنا حتى الهدوم.
ضحكوا جميعاً ، أمسك يحيى والدته فشدت علي يده وكأنها تقول له لن أتركك أبدًا بعد الآن .
وهبطوا الجبل ..
لقد كانت مغامرة لكل منهم ولكن لم تكن تستحق……

يتبع..
لقراة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أماريس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *