روايات

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 البارت السادس عشر

رواية وسولت لي نفسي 2 الجزء السادس عشر

وسولت لي نفسي 2
وسولت لي نفسي 2

رواية وسولت لي نفسي 2 الحلقة السادسة عشر

‏”وامنُن عَلَيَّ برَحمَةٍ تَسْكُنُ قَلبي فَيَسْكُن”
يظنُّ الناسُ بي خيرًا
وإني لَشَرُّ الناسِ إن لم تَعْفُ عنّي يا ربّ
_______________________
أَسِيرُ نَحوَ هَلَاكِي غَيرَ مُرتَعِدِ
مَا عُدتُ مُكْتَرِثًا إِنْ أَمْطَرَتْ أَلَمًا.
“حاضر.. قبل ما توصلي هناك هتكون ورقة طلاقك عندك”
هتف زين وهو ينظر أمامه بثباتِ وقلبِ محطم بينما هي تساقطت دموعها وهي تمسك بعمر الذي كان غاضباً وبشدة مما وصلوا إليه… لتقترب والدته قائلة بصدمة:
“اى اللي انت بتقوله دا يازين انت هتاخد على كلامها في وقت زي دا!؟”
ثم وجهت حديثها إلى روان التي كانت ماتزال تبكي لتهتف في محاوله لردعها وهي تقول:
“وانتِ يا روان أستهدي بالله وكلنا جنبك ومش هنسيبك
الأمور مبتتحلش بالشكل دا”
وكأن روان لم تسمعها وهي تشعر بالأختناق الشديد حتى أنها لم تعد قادرة على الحديث لتهز رأسها وهي تنظر إلى عمر قائلة بصوت مهزوز ونبرة باكية:
” مشيني ياعمر من هنا مش طايقة أقعد دقيقة كمان”
نظر زين إلى حالتها التي تذداد سوء وهو يشعر بألم شديد داخل قلبه ويشعر بالعجز وهو يراها هكذا أمامه دون حتى أن يستطيع الإقتراب منها ومداوة جروحها
حتى شعر بأنه إن أنتظر دقيقة أخرى سوف يذهب إليها ويحتضنها رغماً عنها ولا يدعها تذهب مهما حدث لكنه سرعان ما تراجع عن هذه الفكرة وهو يرى نفورها الشديد منه.
كرر حديثه مجدداً وهو ينظر إلى عمر قائلاً بحدة هذه المرة وهو يضغط على يده:
“قولتلك خدها يا عمر وأمشي”
أومأ عمر دون أن يجيب وقد شعر بالفعل أن حالتها تذداد ليمسك يدها وهو يسير بها ولكنه توقف عندما أعطاه زين نقابها الخاص فقد كانت ترتدي إسدال الصلاة فقط فأخذه عمر وهو يضعه على وجهها دون اهتمام وقبل أن يتحرك تحدث زين بهدوء وهو يقول:
“خلى بالك منها ولو حصلها حاجة انت المسؤل قدامي دي أمانة في رقبتك”
أجابه عمر وهو يقول بملامح مقتضبة ونبرة خالية من المشاعر:
“مش محتاج توصيني على أختي يا زين”
ثم أستدار إليه وهو ينظر في عيناه بقوة هاتفاً:
“وبعد ما تطلقها مش هيكون ليك عليها اي ولاية ولا هتشوفها تاني اصلاً وروان هتفضل معايا”
“عمررر”
صرخ به زين وقد بلغ منه الغضب بسبب حديثه هل صدقه أنه بالفعل سوف يتخلى عنها كما قال!؟
أقترب منه زين حتى وقف أمامه ثم هتف بثباتِ يُحسد عليه وهو يقول:
“لو مش عايزنا نخسر بعض انا وانت خد روان وأمشي دلوقتي”
لم يجيبه عمر بل هم ليرحل ولكنه أبصر ياسمين تقف في نهاية الغرفة وهي تبكي فنظر لها وهو يهز رأسه قليلا ويرمش بأهدابه كي يطمئنها ثم عاد برأسه إلى زين وهو يقول:
“كل اللي بينكم دا ملوش علاقة بيا انا وياسمين”
صمت قليلاً ثم هتف بغيظ شديد وهو ينظر إلى أخته قائلاً:
حلوا مشاكلكم بعيد هنا”
أمسك يدها مجدداً ثم سار بها حتى خرج من المنزل بل ومن العمارة بأكملها تحت نظراته وهو يراقب رحيلها بصمت دون أن يُظهر على ملامحه اي ردة فعل بينما تحدثت زوجة عمه إنتصار وهي تقول بحنق:
“مش عارفة اى الدلع دا وهي كل اللي أمها تموت تقول لجوزها طلقني!؟”
لوت شفتيها بحسرة ثم أردفت مجدداً وهي توجه حديثها إلى زين قائلة بتهكم:
“كويس إنك هتطلقها هي من الأول مكنتش تنفعلك اصلاً”
كانت ياسمين تشعر بالغضب الشديد من حديثها.. حتى ولو أخطأت روان فلا يحق لها أن تتحدث عليها هكذا.. لتردف وهي تقول بضيق:
“وإيثار بنتك هي اللي كانت تنفعله يعني يامرات عمي!؟”
نظر الجميع إلى ياسمين بصدمة لتجرأها في الحديث عكس طبيعتها ولأنها هكذا تصمت تصمت وحين يتطلب الأمر تقول ما يخطر ببالها.
بينما نظرت إليها إيثار وهي تقول بسخرية:
“لو عايدة كانت هنا كانت هتفرح بيكي اوي”
صرخت بهم حكمت والدة زين وهي تقول بغضب:
“بس اسكتوا كلكم مش عايزة أسمع صوت.. وانتِ يا انتصار متتكلميش عليها كلمة لإنها في الأول والآخر لسه على ذمة ابني”
كل هذا وهو يقف صامت بشكل مخيف دون أن يبدي أي ردة فعل وبعدما أنتهوا من حديثهم أقترب هو من زوجة عمه وهو ينظر لها بحدة ونظرات أخافتها ثم تحدث وهو يحاول تمالك غضبه قائلاً من بين أسنانه:
” وانتِ صدقتي يا مرات عمي إني هطلقها فعلا!؟ تفتكري إني ممكن أتخلى عن مراتي بالسهولة دي وفي الظروف دي!”
نظرت له زوجة عمه بغضب شديد وهي تشعر بالحقد يتضخم داخلها ولم يكن هذا شعورها هي فقط بل كانت إيثار تشعر بغضب مماثل له وهي تراه يتمسك بها حتى بعدما بغضته ونفرت منه ولكن صبراً إلى متى سيتحمل هذا!.
أردفت إنتصار وهي تنظر له قائلة بعصبية فشلت في إخفائها:
“مش مكسوف من نفسك وانت بتقول كدا بعد ما قالتلك مش عايزاك قدامنا كلنا وقالتلك طلقني! انا سبق وقولت البنت دي متناسبكش وهي طالعة لام…”
بترت جملتها وهي ترى نظرات زين الحارقة ووجهه قد أصبح أحمر بشدة وهو يضغط على يده في محاولة لتحكم بغضبه حتى أردف من بين أسنانه بوعيد ونبرة تسمعها منه الأول مرة قائلاً:
“كلمة كمان على مراتي أو أمها الله يرحمها واللي هي أمي التانية هنسي إنك مرات عمي واللي بتتكلمي عنها دلوقتي هي بين أيدين ربنا ويجوزش عليها غير الرحمة”
صمت يأخذ أنفاسه وهو يشعر بالغضب الشديد ثم تابع حديثه كي ينهي هذا الحوار وهو يهتف:
“اما بخصوص مراتي فهي تقول اللي هي عايزاه وأظن كلنا شايفين الظروف اللي هي فيها وانا مسبتهاش تمشي غير علشان عايزها تبعد عن هنا لحد ما نفسيتها ترتاح لكن انا عمري متخلى عنها غير بموتي وبرضو لما أموت هكون ميت وانا راضي عنها وأي حد هيجيب سيرة مراتي بسوء مين ما كان ميلومش غير نفسه”
وما إن أنهى حديثه حتى تركهم وغادر قبل أن يتمادى في الحديث أكثر رغم كونها تستحق..، بينما زوجة عمه كانت تنظر إليه بصدمة وهي تراه غاضباً بهذا الشكل بل ويرفع صوته عليها وهو الذي كان يحترم دوما الجميع!.
نظرت إلى حكمت والدته وهي تقول بغضب:
“عاجبك اللي ابنك عمله ياحكمت وكل دا علشان خايفه عليه وعاملة على مصلحته!”
“زين مش صغير يا إنتصار وعارف مصلحة نفسه كويس
ولو خايفة عليه فأدعي ربنا يزيل الغمة من عليه ويهدي سرهم”
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
وعند روان وبعدما ذهبت مع عمر لم تتوقف عن البكاء بل كانت تبكي بهستيريا وعمر الذي كان يشعر بالضيق منها هتف وهو يقول محاولا التحكم بغضبه قائلاً:
“بتعيطي ليه دلوقتي مش دا اللي كنتي عايزاه!؟”
وما ذاد حديثه إلا إنهيارها أكثر وهذا جعله يحزن عليها ولا يدرى ما يفعل فاقترب منها يحتضنها برفق ويربت على رأسها وهو يقول بحنان أخوى:
“طب انتِ محتاجة اى بس وانا أعملهولك علشان تبطلي عياط!”
أبتلعت ريقها وهي مازالت تشهق بقوة ثم أردفت ببكاء:
“ان.. انا.. ع.. عايزة ما.ما”
وما إن أنتهت من جملتها حتى أجشهت في بكاء مرير حتى كادت أنفاسها أن تتوقف وقد بدأت تشعر بالألم الشديد بجسدها فماله أن يفعل سوى أن يضمها إليه أكثر بحنان وهو يقول بعض الكلمات كي يطمئنها وأنه معها وكل شيء سيكون بخير.
وهي كانت لا تستمع إلى حديثه بشيء بل كل ما يجول بخاطرها هو أنها أصبحت وحيدة في هذا العالم وحتى هو أيضا تخلى عنها وأيضاً عمر سوف يتخلى عنها والجميع سيفعل.
ظل يربت على رأسها وهي مازالت تبكي وقد آلمه قلبه وهو يراها هكذا دون أن يستطيع فعل شيء لها والوحيد الذي كان يستطيع تهدئتها هو زين حتى منذ أن كانت صغيرة كانت تفشل والدتها في تهدئتها والجميع وهو الوحيد الذي كانت تسمع له وتتوقف عن البكاء ولكنه لم يعد موجوداً بعدما هجرته.
فكر أن يأتي به إلى هنا لربما ترتاح فتحدث وهو ينظر إليها بعدما أبعدها عن أحضانه وهو يقول:
“طب اكلم زين واخليه ييجي هنا!”
وما إن سمعت اسمه حتى هزت رأسها بقوة وقد أمتعض وجهها فلا تريد أن تراه أمامها لا الآن ولا فيما بعد وهذا جعلها تجهش في البكاء مجدداً لشعورها بالنفور منه
هذا زينها الذي لطالما كانت تركض له وتهرب من العالم به ما الذي يحدث معها الآن! لقد كانت حياتها تسير جيداً وكانت سعيدة معه وبطفلهما الذي سيأتي قريباً
فما الذي أوصلهما إلى تلك النقطة.
بينما عمر لاحظ تدهور حالتها كلما رأت زين أمامها أو سمعت اسمه وهذا جعله يعقد حاجبيه بصدمة وتعجب
هل أصبحت تمقته بالفعل ام هذا فقط بسبب موت أمها ولكن مهلاً ما علاقة هذا بنفورها منه بهذا الشكل!؟.
تنهد بتعب وهو يحاول تهدئتها قائلاً:
“خلاص أهدي واللي عايزاه هعمله ولو مش عايزة ترجعيله تاني انا هطلقك منه حتى لو غصب عنه”
تراجعت للخلف وهي تنظر له بشحوب.. لا هي لا تريد الأبتعاد عنه ولا تريد أن يتركها وأيضاً لا تريد أن تبقى معه.. هي تحبه وتكره في آنِ واحد وتشعر بمشاعر مضطربة ومتضادة بنفس الوقت..، بينما هو لاحظ الحيرة التي تعلو وجهها وهذا طمئنه قليلاً بأنها مازالت تريده فأمسكها من مرفقيها ثم أقترب منها ناحية الفراش بعدما نزع نقابها وغطاء رأسها ثم جعلها تتسطح على الفراش برفق وهو يقول:
“دلوقتي نامي وأرتاحي ومتفكريش في اى حاجه واللي انتِ عايزاه انا هعملهولك ماشي!؟”
أومأت له دون أن تجيب فهي كانت بأمس الحاجة إلى النوم..،نعم تريد أن تنام لعلى ضجيج رأسها يهدأ ولو قليلاً لربما ما تمر به الآن حلم! حلم كئيب سوف تستيقظ منه فتجد نفسها بجواره ووالدتها مازالت على قيد الحياة وكل شيء بخير .
🌸سبحان الله وبحمده…سبحان الله العظيم🌸
أخذت تحرك جسدها ببطء شديد وهي تفتح عيناها بصعوبة بالغة وقد كان الظلام يحطيها من كل جانب مما جعلها تتسآل اهي مازالت حية أم ماتت وهي في قبرها الآن! فهذا الظلام الذي تشعر به والهدوء الذي يعم المكان لا يشير سوى أنها الآن في قبرها.
وللعجيب أن هذه الفكرة أراحتها فنعم الموت اهون من الحياة التي كانت تعيشها ولكن الوجع الذي تشعر به ويغز جسدها الآن أخبرها أنها مازالت على قيد الحياة فالموت ليس به وجع أو ألم وإلا لَم يلجأ إليه الجميع حين يريدون تخليص أنفسهم من العذاب!
لا تعلم أين هي بالتحديد أو ما الذي حدث بعدما فقدت وعيها!؟
حاولت تحريك أي جزء من جسدها يشعرها بأنها حية ولكنها فشلت وكأن جسدها قد شُل من شدة الألم الذي تشعر به فحاولت أن تصرخ مستغيثة لعلى أحدهم يسمعها ويأتي ليخلصها من هذا العذاب.
تحسست المكان الذي اُلقى فيه جسدها فشعرت بشىء بشيء جاف حولها وقد أستشعرت بأنها في الصحراء
أبتسمت بسخرية شديدة نعم فهم ظنوا بأنها ماتت وإلا لمَ كانوا تركوها! ولكنها لم تخيب ظنهم فهي إن لم تمت الآن من شدة وجعها فسوف تكون وجبة شهية لذئاب تلك الصحراء.،
وأيضاً تلك الفكرة أهون مما كانت فيه.
على الأقل ذئاب تلك الصحراء سوف يلتهمونها دفعة واحدة حتى وإن شعرت بألم سرعان ما سوف ينتهي
عكس تلك الذئاب البشرية التي كانت تعيش معهم ويلتهمونها ببطء شديد أستنفذف روحها ولكنها مازالت حية.
أستجمعت كل قوتها الوهمية ثم أطلقت صرخة كبيرة تخرج كل ما يجيش بصدرها لعلى أحدهم يسمعها
فظلت تصرخ وتصرخ حتى كادت أحبالها الصوتية أن تتمزق من شدة صراخها وتشعر بقرب آجلها.
هي داخل الصحراء وجسدها بأكلمه ينزف هذا يعني بأنها بعد قليل فقط سوف تجتمع حولها الذئاب بعدما أشتموا رائحة دمها.
وفجأة شعرت بخطوات تقترب منها وصوت اقدام حولها وهذا جعلها ترتجف بشدة هل عادوا إليها مجدداً!؟ هل علموا بأنها مازالت على قيد الحياة! وعند هذا الحد شعرت بأن قلبها سوف يتوقف.، فهي تريد أن يأكلها الذئاب على أن تعود إليهم من جديد.
وكلما أقتربت منها الأقدام كلما حاولت الزحف إلى الوراء وهي تصرخ حتى سمعت صوتاً بنبرة خرجت وكأنها كانت حنونة وهو يقول:
“أهدي متخافيش… انا جاى أخرجك من هنا”
هل هذا فخ جديد! هل هم من أرسالوه إليها كي يعيدها! شعرت به يحمل جسدها المتهالك عن الأرض وهو يسير بها بخفة وأثناء سيرها كانت تحاول رؤية ملامحه ولكنها لم تستطع فكانت الرؤية عندها ضبابية وأيضاً الظلام يحيطها وعندما أقترب من سيارته وجدت النور يتسلل إليها ببطء وقبل أن يضعها في السيارة قرب وجهه إليها بشدة حتى توقف بشفتيه أمام أذنها وهو يهمس برفق ونبرة لم تنساها:
“لو مجبتيش حقك منهم.. انا بنفسي اللي هخلص عليكي”
أبعد وجهه عنها وأثناء هذا أبصرت عيونه وفقط هذه ما أستطاعت رؤيتها من ملامحه وبعدها فقدت الوعي.
“عايدة.. ظابط عايدة!!”
فاقت عايدة من شردوها بفزع وهي تشهق بخضة ناظرة حولها مما جعل الآخر ينظر لها بقلق وهو يقول:
“انتِ كويسة يا عايدة!؟”
أعتدلت في جلستها بعدما كانت شاردة في ماضيها المؤلم وقد أنقذها هو مما ذكرياتها التعيسة وللحق فهي شاكرة له..، أومأت له ثم تحدثت بهدوء وهي تقول:
“فيه حاجه يا سيادة المقدم!”
دقق النظر بها وبملامحها المتغيرة عكس العادة ثم أردف وهو يقول:
“بنادي عليكي من بدري وانتِ سرحانة ومبترديش!”
عضت على شفتيها وهي تدرك خطئها قائلة:
“بعتذر لحضرتك مش هتتكرر تاني.. حضرتك كنت عايزني في ايه!”
وقف معاذ وهو مازال يطالعها بشك ثم أردف وهو يقول بهدوء:
“كنت بقولك تكوني جاهزة علشان ممكن نهجم في اى وقت أول ما يجيلنا إشارة”
“انا جاهزة ومستعدة طول الوقت يا فندم”
أبتسم بتهكم وهو ينظر إليها بسخرية رافعا حاجبه بمعنى حقاً! فتحدث وهو يقول:
“أتمنى دا فعلا”
هم ليرحل ولكنه أستدار لها قليلاً وهو يقول:
“قدامك فرصة للرجوع وانا بعفيكي من المهمة”
زفرت عايدة بحنق شديد وقد سئمت من تكرار الأمر عليها ورغم ذلك أجابت وهي تكتم غيظها قائلة:
” انا مسبتش كليتي وقدمت في الشرطة وضحيت بحاجات كتير علشان في الآخر أتراجع يا سيادة المقدم”
ثم أقتربت منه خطوتين حتى وقفت أمامه بثباتِ وهي تقول:
“أول خطوات الفشل إن الإنسان ميقدرش يفصل بين مشاعره وبين شغله.. أرجو تنتبه لنفسك ياسيادة المقدم”
أنتهت عبارتها وتركته يتنظر إلى رحيلها ويفكر في عبارتها وهو يدرك جيداً بأنها محقة.
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
‏”وامنُن عَلَيَّ برَحمَةٍ تَسْكُنُ قَلبي فَيَسْكُن”
كانت زين يجلس بشقته وهو يشعر بالأختناق ولا يطيق الجلوس بها فقد مر عليه يوم آخر بعد رحيلها لا يستوعب كيف امضاه دونها.. يشعر بأن المكان كئيب دونها.
يسأل نفسه تُرى ما حالتها الآن! هل ما زالت تبكي! هل ما زالت لا تريد رؤيته أيضاً! شعر بأنه سوف يختل أن مكث هنا أكثر من هذا.
أخرج هاتفه من جيبه ثم قام بالإتصال على عمر كي يسأل عن أحوالها وإلى أي مدى وصلت حالتها فأجابه عمر وهو يقول بإقتضاب:
“لسه زي ما هي”
تنهد زين بتعب وهو يغمض عيناه ويمسح على وجهه حتى سمع صوت عمر مجدداً وهو يقول:
“مطلقتهاش يعني زي ما قولت!”
يدرك جيداً ما يشعر به عمر الآن لذا هتف بهدوء وهو يقول:
“عمر روان بنت عمي قبل ما تكون مراتي ولو انت ناسي أحب أفكرك إن انا اللي مربيها على أيدي وكبرت قدام عنينا في الوقت اللي انت مكنتش موجود فيه هنا
يعني هي بعيداً عن إنها مراتي متنساش أنها مني ومستحيل أفرط فيها ولو بعمري وانا مقولتش كدا غير علشان شوفت حالتها وأكيد انا مش أناني لدرجة أقعدها غضب عنها هنا حتى لو بموت من غيرها”
تنهد عمر براحة وقد عادت ثقته في زين من جديد وهو يرى بأنه محق بحديثه فمن خوفه عليها نسي بأن روان تعني لزين الكثير فهو تعمد قول بأنه لن يجعله يراها مجدداً حتى يفكر جيداً قبل أن يتركها.
تحدث وهو يقول بحزن دفين قائلاً:
“اوعى تفكر يازين في يوم من الأيام إنك تسيبها
انا مش عارف اى اللي وصلها لكدا بس اللي أعرفه إنها بتحبك ومتقدرش تعيش من غيرك يمكن هي بس محتاجة شوية وقت مش أكتر”
أومأ له زين بتفهم ثم حدثه قليلاً حتى أغلق معه وهو يرجع رأسه إلى الوراء ويفكر فيما حدث معهم.. يالله لقد عانت الكثير وهو عان معها.. لم تكتمل فرحتهما بالمولود الجديد.. هو لا يريد أكثر من أن يعيش معها حياة هادئة هل هذا كثيراً!؟.
يدرك جيداً بأن هذا أبتلاء له ولكنه صعب عليه فهو عند مرضها كانت جواره وأمامه وعندما أخطُتفت عادت إليه مهرولة تحتضنه حتى وعندما كبُرت وأبتعد عنها ورغم أنها كانت تبغضه بالحديث وأنه لا تحبه إلا أن عيناها كانت تكشف دائما ما بداخلها وتفضح كذبها.. لقد كانت عيناها دوما تنظر له بحب..
اما الآن فهو لأول مرة بحياته يبصر هذه النظرة بعيناها
يقسم بأن هذه ليست عيون من كبُرت أمام عينيه! يالله كلما تذكر شعر بنغزة كبيرة داخل صدره.
أخذ يستغفر بشدة ولم يدع الشيطان يتحكم بعقله
ويذكر نفسه بأن الصبر في البلاء عند الصدمة الاولى وهو سوف يفعل كل ما بوسعه ويترك الأمور تسير وفق مشيئة الله.
ذهب يتوضأ ثم عاد يقف في المكان الذي أعتاد أن يصلوا فيه وهو يتذكر إلحاحها عليه دوما أن يبقى كي يصلي معها هذه المرة
أبتسم بحنين وهو يقول بألم:
“طب أرجعي وانا أوعدك إننا هنصلي سوا زي مانتِ عايزة”
أغمض عينيه ثم كًبر وبدأ في الصلاة وما إن هتف ب “الله اكبر” حتى أخرج ما بعقله وقلبه كل شيء كان يشغله بل كل ما يجول بخاطره الآن أنه يقف بين يدي الله وهو أكبر من كل شيء والقادر على كل شيء..
على ماذا سيفكر أو يشغل عقله! وهو يقف أمام الله الذي چل في علاه! الله أكبر فوق كل شيء والقادر على كل شيء والذي بيده ملكوت السموات والأرض اليس بقادرِ على أن يعينه على ما هو به الآن حاشا لله!.
شرع في قراءة الفاتحة وهو يستشعر بكل كلمة ينطق بها لسانه وهو يستشعر عظمة الصلاة وأنه الآن يقف أمام الله واى عظمة أكبر من هذا!.
كّبر ثم خر راكعاً على ركبتيه حتى سجد وهو يضع رأسه أرضاً ويردد بداخله:
“سبحان ربي الأعلى.. سبحان ربي الأعلى.. سبحان ربي الأعلى”
ثم أخذت العبارات تنهمر منه وليس لأجل الدنيا بل يشعر بتقصيره وكم شعر في هذه اللحظة أن الدنيا صغيرة ولا تساوى جناح بعوضه!
أيحزن على شيء وهو بين يدي الله وحاشاه أن يخذله أو يرده خائباً! كيف تزعزع إيمانه وأين ذهبت ثقته بالله!
أخذ يستغفر وهو يبكي ويتذلل لله سبحانه وتعالى.
يجدد إيمانه من جديد وثقته بالله وأن مهما كان إختيار الله له فهو راضِ عنه ويعلم بأن هذا هو الخير له ثم وجد لسانه يردد بالدعاء لها ولزوجة عمه بالرحمة ويدعو الله أن يرزقه الصبر عند البلاء.
أطال في سجوده وود لو يظل هكذا بقية حياته.. يالله لقد تبدل حاله كثيراً وتلاشى خوفه وحل محله الهدوء والسكينة ولم يعد يخشى شيئاً وماذا يخشى والله معه! كيف يخاف وهو ساجد الآن متضرعاً لله سبحانه وتعالى!.
أنتهى من صلاته ثم ظل مكانه على سجادة الصلاة وهو يرفع يده ويدعو لها..، يدعو الله أن ينزل السكينة والهدوء على قلبها وأن ينزع اى بغض او نفور من قلبها تجاهه وأن يريح قلبها.. يدعو الله أن تصبح بخير وأن يعود كل شيء كما كان.
سمع صوت طرق على الباب وبعدها وجد ياسمين تدخل كي تطمئن عليه وقد كان وجهها مرهقاً للغاية وعيناها ذابلة فأبتسم لها بهدوء وهو يقول:
“تعالي يا ياسمين أدخلي”
أقتربت منه حتى جلست جواره ثم نظرت له بحزن وهي تقول:
“انت كويس يا زين!”
أومأ لها ببسمة صغيرة وهو يهز رأسه قائلاً:
“أيوة يا ياسمين الحمد لله بخير”
طالعته بحزن وهي تعلم جيداً بأنه ليس بخير وأنه يخفي حزنه عنها وقبل أن تتطرق معه في الحديث أكثر تحدث وهو يقول:
“انا عايزاك تروحي لروان تشوفيها”
نظرت له ياسمين بدهشة وتعجب.. هل ستذهب إلى منزل عمر! بينما تابع وهو يقول متنهداً:
“خدي معاكي حد من البنات وروحي أطمني عليها”
صمتت ياسمين وهي تعلم بأنه ما قال هذا إلا لأنه مضطراً فهو كان من المستحيل أن يسمح لها بالذهاب إلى منزل عمر وهي أيضاً ما كانت لتفعل.
“متقعديش كتير… هتشوفيها وتطمني عليها وانا هكون متابع معاكي على الموبايل ماشي!؟ وأستأذني من بابا برضو قبل ما تروحي”
أومأت ياسمين بتردد وهي لا تدري ماذا تفعل فهي تشعر بالضيق من روان لأنها تركت أخيها مهما كانت ظروفها فهو على أتم الأستعداد لفعل اى شيء لأجلها وبالأخير هي تتركه! لقت شعرت بالحنق منها رغماً عنها وأيضا بالحزن على حالها.
والأهم الآن كيف ستذهب إلى منزل عمر وتقابل والدته هناك! يالله تلك المرأة التي لا تحبها وتعلم جيداً بأنها مازالت تكرها وتخشي من مقابلتها! وكيف ستقنع چنة بالذهاب معها فبالتأكيد لن تأخذ إيثار وعايدة ليست موجودة لذا فلا تجد أمامها سوى چنة التي تعلم جيداً بأنها سترفض ورغم ذلك سوف تحاول معها لأجل أخيها.
تنهدت وهي تدعو الله أن يصبح كل شيء على خير.
بينما خرج زين من المنزل ثم أستقل سيارته ورحل وهو مازال شارداً بها ويفكر بحالها وإلى متى ستظل بعيدة عنه! أخذ يردد الأستغفار ثم يردد”لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم”
ظل يردد هذا حتى وصل إلى المكان المنشود فنزل من السيارة ثم توجه نحو المشفى بهدوء حتى توقف أمام موظف الأستقبال وهو يلقى عليه التحية بهدوء بادله الآخر التحية ببسمة شديدة وهو يقول بترحيب:
“أهلاً أهلاً يا شيخنا.. ليك وحشة والله يادكتور”
حياه زين وهو يشكره ثم أردف وهو يقول ببسمة متكلفة:
“قولي يازين عادي احنا من سن بعض”
“ربنا يبارك فيك يا شيخ تسلم دا شرف ليا وحضرتك ليك وحشة من آخر مرة والمرادي طولت في الغياب”
هز زين رأسه فهو بالفعل أطال الغياب فقد أنشغل بزواجه ثم بعدها بعمله وبالأنتهاء من شقته وأيضاً بزوجته وعلى ذكرها أختفت بسمته وقد لاحظ الموظف ملامح زين الباهتة على غير عادته فأخذ يدعو الله بأن تصبح أموره على ما يرام..
أردف زين بهدوء وهو يقول ناظراً حوله:
“ها قولي من من المرضى اللي موجودين هنا ومفيش حد بيزورهم!”
أبتسم له الآخر وهو يحمد الله بأن مازال هناك إناس بنقاء هذا الرجل الذي يأتي دوما يزور من ليس له أهل
ويتفقد أحوالهم.
أجابه وهو يقول:
“فيه راجل كبير ومسن هنا وصحته مش مستقرة ومن وقت ما جه مشوفتش حد جه سأل عليه ولا شافه”
أومأ له زين وهو يسأله عن رقم غرفته وما إن علمها حتى شكره ثم ذهب نحو الغرفة وهو يستغل الطريق ويستغفر ويسبح حتى وصل.
طرق الباب بخفة ثم أنتظر قليلا حتى دخل فوجد رجلاً كبيراً كما أخبره الموظف ويبدو عليه الشيب.
رفع الرجل رأسه ببطء شديد وما إن أبصر زين حتى توسعت عينيه وهو يقول بصدمة:
“انت!!! معقول”
🌸اللهم صل وسلم وبارك على نبيبا محمد🌸
كانت عايدة تقف بإنصات شديد وهي تسمع التعليمات التي حفظتها جيداً عن ظهر قلب وهو يلقيها عليهم وقد بدا القلق عليه عكس المعتاد.. فرغم أن المجرم هذه المرة ليس كأي شخص مضى إلا أنهم أمضوا العديد من المهات الخطرة ولم يكن القائد قلقاً إلى هذا الحد.
“انا عايزكم تكونوا مركزين كويس اووي وعلى أستعداد للهجوم في اى لحظة وبحذركم محدش يتحرك غير بإشارة مني لإن الغلطة بفورة وبذكركم كويس اووي إننا المرادي مش بنتعامل مع اى حد احنا بنتعامل مع أخطر المجرمين واللي لحد دلوقتي محدش قدر يمسكه فلازم تكونوا منتبهين كويس اووي”
أنهي حديثه ثم أخذ يملي عليهم الخطة مجدداً ويذكر كلاً منهما بما سوف يفعله ومتى سيبدأ الهجوم والذي سوف يكون أثناء تسليم الشحنات.
“لازم تركزوا لإن دي فرصة مش هتتعوض كتير المهمة اللي تخلى القناص ينزل بنفسه يسلمها أكيد وراها حاجة كبيرة ومينفعش نضيعها من أيدينا”
نظر في ساعته حتى مر دقيقة وقد كان الجميع مترقب بشدة فهتف معاذ وهو يقول:
“يلا أستعدوا”
بدأ الجميع في الأستعداد ثم أقترب من عايدة وهو يقول بتحفز:
“عايدة انتِ هتكوني معايا طول المهمة تأمني ضهري وتركزي كويس اووي”
أبتسمت عايدة وهي ترفع حاجبه له وكأنها صدقت حديثه ورغم أنه فهم بسمته إلا أنه أردف بقوة وهو يقول:
“مفهوم ياحضرة الظابط!”
“مفهوم يافندم”
رفع رأسه ينظر لها جيداً وهو يقول بنبرة غريبة عليها:
“اياكِ..، اياكِ ياعايدة مهما يحصل تبعدي عن المكان او تتصرفي من عقلك مفهوم!”
ورغم أنها تعجبت بشدة إصراره وخوفه إلا أنها أومأت بطاعة فلا وقت للجدال ثم توجهوا نحو المكان الذي سوف يتم فيه التسليم بخفة شديدة ومهارة وكلاً تمركز في مكانه حسب الخطة دون أن يشعر بهم أحد.
وبالفعل وجدوا الكثير من الرجال بعدما نزلوا من سيارتهم وهم ملثمون وقد بدأوا في تسليم الشحنات تحت أعين الترقب من الجميع وقد كانت عايدة تشعر بالغضب الشديد وهي ترى تلك الممنوعات أمام عيناها والتي دمرت الكثير من الشباب وهم يتبادلونها بتلك السهولة!.
ورغم ذلك لم يتم الهجوم فمازال الشخص المقصود لم يظهر بعد مما جعل عايدة تنظر له وهي تقول:
“مش المفروض نهجم دلوقتي!؟”
هز رأسه بالنفي وهو ينتظر خروجه على أحر من الجمر وقد باء يشعر باليأس من ظهوره مما جعل عايدة تردف بغضب وهي تقول:
“يافندم الهدف الأساسي نمنع الشحنة قبل ما يكون هدفنا نتربص شخص بعينه.. أفرض مظهرش هنسيبهم؟”
بينما هو لم يكن معها بل وجه بصره أمامه وهو يراه يخرج من مكانه ويقف في المنتصف بكل شموخ مما جعله يعطي الأشارة بالهجوم وبالفعل بدأ رجال الشرطة في الهجوم حسب الخطة وقد تم حصرهم من جميع الأتجاهات ومن بينهم القناص وقد أنقلبت الساحة في تبادل ضربات النار وإلى الآن كان الفوز لصالح رجال الشرطة الذين أخذوا يطلبون منهم تسليم أنفسهم دون قتال.
بينما وقفت عايدة وهي تشعر بأن هناك شيء فهي خلال ما سمعت بأن القناص شديد الذكاء ليس بهين وقد فشل الكثيرون في الأمساك به فكيف يقود شحنة ويتم الإيقاع به بهذه السهولة!.
شعرت فجأة بخيال شخص بعيد عن تجمهر الجميع فتركتهم بهدوء ثم لحقت به وقد نسيت كل تلك التعليمات والتحذيرات الذي أملاها عليها القائد وفعلت ما برأسها وقد أوقعها عنادها هذا في الخطأ للمرة الثانية يالله من قال بأن الإنسان يتعلم من أخطائه!.
وعند الرجال تم الإيقاع بالقناص فاقترب منه المقدم معاذ سرعان ما شعر بأن هناك خطب فحتى ولو لم يتوقعوا بأن الشرطة سوف تأتي إلا أن النقاص ليس بهذا الغباء وهذا جعله يقترب مسرعاً من الشخص الذي من المفترض بأنه القناص ثم نزع عنه هذا اللثام الذي يغطي وجهه حتى تفآجأ بأنه شخصاً آخر غيره.. يالله لقد خدعهم جميعاً فضرب الرجل بقدمه بغضب سرعان ما توسعت عينيه بصدمة وهو ينظر حوله فلم يجدها.
ظل يلتفت حوله برعب وهو يبحث بعيناه عنها ثم أخذ يصرخ بمن حوله قائلاً بغضب:
“الظابط عايدة مش موجودة.. بسرعة تقلبوا المكان عليها”
ولكنه أيضاً لم ينتظر أن يجدوها فذهب هو بنفسه يبحث عنها وهو يلعن غبائه الذي أوصله أن القناص طعم بهذه السهولة ولم يكن الطعم إلا هو.
كان يبحث عنها كالمجنون حتى سمع صوت صفيراً يعلمه جيداً ويحفظه عن ظهر قلب فأقترب من مصدر الصوت حتى وجد ما كان يخشاه.
لقد كان يقف بكل شموخ كعادته ويضع لثام وجهه الأسود وملابسه السوداء ويقف ممسكاً بها وهو يثبتها بطريقة متمكنة جعلتها لا تستطيع الخلاص منه رغم مهارتها الشديدة إلا إنها لا تضاهي قوته شيء.
أبتسم له وهو يقول بخبث:
“شكراً يا سيادة المقدم علشان سهلت عليا المهمة”
وقبل أن يستوعب الآخر الأمر هبطت العديد من الطائرات في المكان وفي أقل من دقيقة كان قد رحل من أمامه وقد أخذها معه وهو يصعد إحدى الطائرات حيث المجهول.
في كل مكان سوف تجد فيه الخير والشر
لن تجد مكاناً كامن الخير ولا مكان كامن الشر
والأمر الهام أنه لن ينتصر دائما الخير على الشر كما كنا نسمع قديماً بل أحيانا يسيطر الشر ويفوز بالنهاية.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وسولت لي نفسي 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *