روايات

رواية نعيمي وجحيمها الفصل التاسع والستون 69 بقلم أمل نصر

رواية نعيمي وجحيمها الفصل التاسع والستون 69 بقلم أمل نصر

رواية نعيمي وجحيمها البارت التاسع والستون

رواية نعيمي وجحيمها الجزء التاسع والستون

نعيمي وجحيمها
نعيمي وجحيمها

رواية نعيمي وجحيمها الحلقة التاسعة والستون

خرجت من سكنها الجديد بهذا المنزل الذي قصدت ان يكون بعيدًا عن المدن المعروفة، ليُصبح في منطقة هادئة وتقريبًا خالية من السكان نظرًا لعدم اكتمال البناء بمعظم مبانيها، بحثت بعينيها عنه في الحديقة، لتجده كالعادة يتضاحك بسماجة مع حراسها الشخصين، وقد استرخي وكأن المكان أصبح مكانه.
-أكل ومرعى وقلة صنعة.
غمغمت بها حانقة قبل أن تهتف وتناديه:
-إنت يااا….. إنت يا زفت..
انتبه ع الأخيرة ف ترك الرجال وتقدم حتى اصبح أمامها، ليجيب بابتسامة قميئة متلهفة وعيناه تمشط ما ترتديه من ملابس قصيرة كعادتها:
-عيوني يا ست الكل…. أؤمري…
نهرته مشمئزة:
-بتبص على إيه يا حيوان؟ إنت نسيت نفسك ولا إيه؟
ولا قعدتك في البيت هنا أكل وشرب ونوم ببلاش، خليتك تفتكر انك صاحب بيت أو متميز عن أي خدام هنا.
كلماتها الحادة اذهبت عن مزاج رأسه المرح الذي كان يشعر به منذ دقائق، مع استمتاعه بهذه الرفاهية منذ خروجه من محبسه، ليعود إلى أرض الواقع، فخرج صوته بلهجة غاضبة:
-جرا يا ست هانم؟ ولزومو إيه التقطيم بس؟ هو انا هنا بخطري يعني؟ اديني أكتر من شهر قاعد مستني تقوليلي ياللا ع التنفيد للي اتفقنا عليه، وانتي اللي ركناني.
ردت بجدية:
-لا يا حبيبي اطمن مفيش ركنة تاني، عامر الريان سافر مع مراته عشان يستكمل رحلة علاجه من تاني، يعني خليك على استعداد على أي دقيقة هتلاقيني بقولك يالا.
تمتم فهمي بحماس أطل على ملامح وجهه الإجرامية بقوة
-بجد يا هانم؟ يعني خلاص ساعة الصفر قربت؟
بشبه ابتسامة ساخرة أجابته قبل ان تستدير عنه:
-بجد يا خويا، جهز نفسك بقى.
نظر في اثرها وهي تغادر، فرفع صوته بسؤال أثار فضوله:
-ألا هو حضرتك بتعرفي الحاجات دي منين بالظبط؟ مين يعني اللي ببلغك؟
التفت برأسها تجيبه وهي مستمرة في سيرها:
-اللي بيبلغني، هو نفسه اللي هيساعدك هناك، متستعجلش على رزقك.
❈-❈-❈
ما أصعبه من إحساس.
ذلك الذي يمتلك قلبك فيجعلك تستسلم صاغرًا لفعل المراهقين في مراقبة محبيهم، برغم المعرفة القليلة بهم حتى لو كان هذا ضد طبيعتك المتحفظة، والتي تلجمك عن الحركة أو التقرب، مستشعرًا الحرج مع ضعف موقفك، في شئ ليس لديك به حيلة أو ذنب، ليستمر هذا التردد لفترة ليست قليلة من الزمن، منتظرًا فرصة تأتيك او صدفة تتلقفها لفتح حديث يمهد الطريق
أمامك ليُعطيك ولو قليلًا من الأمل، هذا الأمل الذي ظللت تحلم به حتى تفاجأت بالصدمة التي غيرت معها خططك، بل ومنظور حياتك.
هذا ما كان يشعر به وهو يقترب بخطواته نحو المكتب المقصود بعد أن طلب لقاءها مخصوص.
-صباح الخير.
تفوه بالتحية فور أن ولج إليها بداخل غرفة مكتبها، ليجدها انتفضت فجأة تقف أمامه تجيب التحية وفي لهجتها وضح التحفز:
-صباح النور يا فندم، اتفضل حضرتك المكتب نور.
تجاهل هيئتها وهذه النظرة العدائية التي ترمقه بها، وتقدم يصافحها بمودة قابلتها هي بتردد:
-عاملة إيه يا كاميليا؟
بادلته المصافحة بتماسك، لتجيبه برسمية:
-كويسة والحمد لله، اتفضل حضرتك .
قالتها مشيرة على الكرسي المقابل، سمع منها وجلس ليناظرها ببعض الحرج الذي جعلها تبادر للسؤال على الفور:
-أفندم يا حضرة الظابط، كنت عايزني في إيه؟
-كدة على طول؟
قالها بصوت خفيض ثم أستطرد:
-انا عارف انك مستغربة مجيتي هنا عندك المكتب، بس انا اتصلت بيكي عشان اديكي فكرة قبل ما اَجي، وقولتلك إن الموضوع ميخصش مشاكلك بكارم.
ردت بحدة:
-أمال يخص إيه؟ انا مفيش ما بيني وما بينك أي صفة يجعل المقابلة شخصية، إلا إذا كانت المقابلة لحاجة رسمية لقدر الله، ودي مستبعدتش عنها كارم برضوا.
-قصدك إنه يكون لفقلك جريمة يعني؟
سألها ليرى اشتعال عينيها وانفاسها التي بدأت تتلاحق لترد بانفعال:
-وهو عملها صح؟ والله ما استبعد؟
تنهد بثقل يجيبها:
-لا يا كاميليا معملهاش، كارم مش غبي عشان يورط نفسه معاكي بعد القضايا والتعهدات اللي انتي اخدتيها عليه… وانا عاذر عصبيتك ناحيتي عشان قريب جوزك وبنفس المجال اللي شكله بقى يمثلك هاجس.
عقدت حاجبيها تطالعه باستفهام، قابله بالإجابة على الفور:
-انا جاي بخصوص رباب.
-إيه؟
هتف بها منتفضة من محلها، ورد هو يخاطبها بحزم:
-ارجوكي اقعدي بقى واديني فرصة اكلمك ع اللي جاي عشانه، انا مش قاصد حاجة وحشة عليها.
سألته بعنف غير اَبهة بصيحته:
-أمال يعني قاصد إيه؟ وانت تجيب سيرة اختي اساسًا ليه بقى؟
رد بجملة مبهمة:
-يمكن كان غرضي شريف!
ضاقت عينيها وازداد إندهاشها لتسأله بعدم إستيعاب وهي تسقط بجســ دها على الكرسي:
-إنت بتقول إيه؟ ومين قالك أن احنا ممكن نوافق بأي فرد من عيلتكم؟ بعد اللي شوفته انا من قريبك.
طالعها بحدة صامتًا للحظات قبل ان يقول:
– هتصدقيني لو قولتلك أن الفكرة دي هي اللي خلتني اصبر ومتقدمش من يوم ما شوفتها في الفرح اللي مكملش رغم إعجابي بيها من أول لحظة، بس للأسف اكتشفت اني غبي…
توقف برهة ليكمل بحدة:
-كاميليا هانم انا بقالي شهور وانا بقف بعربيتي قريب من بيتكم عشان اشوف اختك وهي رايحة الجامعة او راجعة منها، في انتظار الدنيا تهدى والمشاكل اللي بينك وبين كارم تخف قبل ما اخد خطوة رسمية، بس اللي حصل حضرتك. هو اني غيرت من مدة ورحت لها الجامعة على اساس اني امهد لنفسي معاها، بس للأسف اكتشفت أن اخت حضرتك في علاقة مع واحد تاني بيستناها قصاد الجامعة ويفسحها…
-أنا مسمحلكش تغلط في اختي…
قالتها بمقاطعة حادة، ليصعقها برده السريع:
-والواحد ده يبقى كارم طليقك.
بصدمة وانكار، تمتمت رغم هذا الدوار الذي اكتنفها على الفور:
-أنت كداب، مش منطقي ابدًا اللي انت بتقوله ده.
قالتها لتجده يخرج هاتفه ليضعه أمامه على سطح المكتب بعد ان ثبته على شئ ما، وهو يقول:
-إتفضلي حضرتك وشوفي بنفسك لو مش مصدقاني.
نظرت إلى ما يشير نحوه، لتجد شقيقتها بصحبة كارم في نفس المطعم الإيطالي والذي دخلته هي قبل ذلك معه، وعلى نفس الطاولة، تبتسم له بسعادة ونظرة عشق لا تخيبها عين الرائي.
لترتفع رأس كاميليا نحو المدعو أمين بإنكار ترفض التنازل عنه، رغم خروج صوتها بنبرة منهارة:
-برضو كداب، اكيد الصورة فيها حاجة غلط.
❈-❈-❈
-ارفع الولد قدام الشاشة كويس، انا عايز اشوفه وهو يشوفني كمان.
هتف بها عامر عبر شاشة الحاسوب، وهذا الاتصال الدولي المرئي، هو وزوجته، إلى جاسر الذي كان يمسك ضاحكًا بصغيره مجد ومشاركة زهرة التي هتفت ترد:
– طب نعمل إيه أكتر من كدة يا عمي؟ ندخله في الشاشة يعني؟
رد عامر بعصبية تثير الضحك:
-والله لو ينفع كنت خدته معايا في الشنطة وسافرت بيه، بدال ما انا تعبان كدة.
تدخلت معه لمياء تقول بنبرة باكية:
-والله عندك حق يا عامر، الولد وحشني أوي يا ولاد.
رد جاسر بتأثر هو الاَخر:
– وبعدين بقى يا جدعان؟ ما انا لو فاضي كنا سافرنا مع بعض عيلة، دا غير كمان ان تغير الجو غلط ع الولد .
-طب اعمل ايه انا بقى؟ وانا هتجنن كدة من المسافات دي اللي فاصلة بيني وبين الولد؟
صاح بها عامر لتجيبه زهرة بتحفيز:
-شدي حيلك انت يا عمي عشان تقصر مسافة العلاج، وترجع ل مجد حبيبك، دا حتى هو نفسه باينك واحشه، حتى بص كدة.
قالت الاَخيرة وهي ترفع رأس الطفل أمامه، ليصيح أدهم من جديد:
-يا حبيب قلبي، يا قلب جدو انت، بصيلي يا مجد، شوف جدو وهو بيكلمك يا ولد.
❈-❈-❈
بأعين زائغة اقتحمت المنزل، تتخبط في خطواتها بدون تميز، حتى الآن لا تعلم كيف وصلت إلى هنا بعد لقاءها بهذا المدعو امين ورؤية الصور، تذكر انها خرجت من مقر عملها مذعورة، تستقل سيارتها دون استئذان او حتى الرد على طارق الذي لم يكف عن الإتصال بها،
مازال عقلها لا يستوعب وصوت الإنكار بداخلها لا يكف عن الترديد،
لابد ان هناك خطب ما خلف هذه الصور او ربما تكون قديمة اثناء فترة خطوبتها هي، من المؤكد انها مجرد صدف بحتة لا أكثر، هذا هو الصح ولا يمكن ان يتعدى الامر أكثر من ذلك، هذا الرجل يهول، من المؤكد أنه يهول.
وصلت الغرفة لتدفع بابها بعنف جعل الأخرى تنتفض وهي واقفة أمام خزانة ملابسها تنتقي لها شئ ما والهاتف على أذنها، فصرخت غاضبة بها:
-تاني برضوا يا كاميليا، هي بقت شغلانة ولا إيه؟
سمعت منها ولم تأبه بصرختها فتقدمت نحوها تجفلها بخطف الهاتف من يدها، صاحت بها رباب تحاول استعادته:
-دا إيه قلة الزوق دي؟ هاتي يا كاميليا وبلاش هزارك السخيف ده.
حدجتها بنظرة مخيفة محذرة قبل أن تقع انظارها على رقم محدثها بالهاتف لتتوسع عينيها بشدة وقد علمت بهوية المتصل، لتعود بنظرة متسائلة بعدم تصديق نحو شقيقتها التي هدأت مقاومتها وقد انكشف امرها.
رفعت كاميليا الهاتف على أذنها تقول لمحدثها من الجهة الأخرى:
-الو…. بتكلم اختي ليه يا كارم؟
لم يجيبها المذكور فقد اكتفى بالأبتسام من موقعه منتشًا ليزيد من احتراقها، فصرخت به مرددة مرة أخرى:
– رد عليا بتكلم اختي ليه يا جبااان؟
على وضعه اللتزم الصمت ليُجفلها بإنهاء المكالمة، حتى يترك الأمر للشقيقتان وقد تحقق ما اراده.
ومن ناحيتها وفور اكتشافها لغلق الهاتف، صاحت مغمغمة بالسباب، ثم التفت نحو شقيقتها التي كانت متكتفة الذراعين، تناظرها بحدة ووجه مشتد الملامح، فهتفت بها كاميليا سائلة باستنكار:
-بتكلمي كارم يا رباب؟ بتكلميه وتخرجي معاه بعد كل عملوا معايا وحكتلك عليه؟
-ايه بقى هو اللي عملوا معاكي؟
قالتها بهدوء أذهالها، لتكمل وهي تخطو حتى جلست على تختها:
-كان مكتوب كتابكم، اختلفتوا مع بعض وفضحتيه انتي لما سيبتيلو الفرح، وبعدها انفصلتي عنه، طلع هو بعاهة في رجله، وانتي لقيتي البديل اللي كان مستنيكي، ايه بقى اللى مزعلك لما اكلمه؟
-إيه اللي مزعلني؟
رددتها بصدمة تكاد ان تشطر رأسها لنصفين، لتهتف بعدم استيعاب:
-هو انتي بتتكلمي بجد؟ أكيد انتي بتهزري يا رباب، أكيد بتهزري؟
رمقتها بنظرة مستهجنة لتجيبها:
-واهزر ليه بقى؟ هو انا لازم امشي على رأيك كدة عمياني عشان ابقى صح، والطرف التاني يا قلبي، ما هو عنده حق بردوا يقول على نفسه بريء، واتظلم كمان.
صرخت كاميليا بجنون:
– اتظلم! وبيقول كمان على نفسه اتظلم، دا كان عايز يخليني جارية تحت رجله، دا كان على وشك انه يغتصــ بني…
قاطعتها رباب قائلة بعنف:
-كنتي مراته يا كاميليا بكتب الكتاب اللي كان ما بينكم، دا غير انك روحتي معاه البيت بمزاجك..
توقفت لترى رد فعل كلماتها على وجه كاميليا الذي تلون للأحمرار بشدة من فرط انفعالها ومقلتيها يكدن أن يخرجن من محجريهم بذهول يعصف بها، ف استطردت بكل اقتناع:
-كارم مجبركيش تروحي بيته، انتي روحتي معاه عشان واثقة فيه، لكن انتي برضوا اللي استفزتيه وخرجتي شياطينه، بمفاضلتك دايما بينه وبين طارق اللي كنت بتحبيه كمان، وسيباه مركون ع الرف في انتظار انفصالك.
صرخت كاميليا نحوها وهي على وشك الإنهيار:
-هو قالك كدة؟ قالك ان محاولة اغتصــ ابه ليه وتعمد انه كان يكسرني ويذلني، كان بس رد فعل منه عشان اختك الوحشة اللي بتلعب بالرجالة؟ انتي تصدقي فيا انا كدة يا رباب؟ طب بلاش انا، خلينا في السبب الأساسي اللي كشفلي حقيقته القذرة وخلاني عرفته على أصله، يا ترى بقى، الباشا حكالك قصته القديمة مع ندى واللي عمله في جوزها…
ردت سريعًا تُجفلها:
–قالي، وقالي كمان على خيانة صديق عمره ليه، لما لعب على بنت عمته من وراه وخلاها تحبه، وهو عارف ان كارم كان بيحبها، يبقى يستاهل اللي يجراله
-يجراله دا إيه؟ يخرب بيتك.
صرخت وقد فقدت الذرة الباقية من تعقلها لتطبق بكفيها على ذراعي شقيقتها وتنهضها عن محلها عنوة تواصل انهيارها:
-لحق امتى يعملك غسيل دماغ؟ لحق امتى يفهمك ان الباطل بتاعه هو الحق، والعنف واذية الناس بالشكل ده، دفاع عن النفس؟ قدر ازاي يقسي قلبك على اقرب ما ليكي وخلاكي بالحجود ده.
-بس بقى..
هتفت بها رباب تنزع كفي كاميليا عنها لتهدر بعنف وكأنها واحدة أخرى:
-انا مش عيلة صغيرة عشان معرفش افكر واجيب الحقيقة لوحدي، انا برضوا عندي دماغ زيك يا كاميليا، مش انتي بس اللي شاطرة يا حبيبتي، انتي اللي غلطتي لما وافقتي بكارم وانتي بتحبي واحد غيره، عايزة رد فعله يبقى ايه معاكي وانتي بتكرري نفس الحكاية القديمة معاه؟ وفي الاخر برضوا، انتي اللي كسبتي وهو اللي خسر، مستخصرة عليه يعيش حياته من تاني ليه بقى؟
هنا كاميليا لم تشعر بنفسها وهي تعاود إمساكها من ساعديها لتهزهزها بعنف، معاودة الصراخ بها:
-يعيش مع ميين؟ عايزاه يعيش معاكى انتي حيوانه بعد ما سستمك على دماغه؟ انتي ازاي بقيتي كدة؟ ازاي تقبلي على نفسك تبقى مع واحد بالسواد ده، خلص من واحدة عشان يتلم على اختها من وراها، طب ده يتاَمن ده؟ ده يتاَمن؟
صرخت بدورها رباب وهي تنزع كفي شقيقتها عنها:
– أوعي سيبيني، انتي عايزة تضربيني ولا إيه؟،
-ايه اللي بيحصل هنا؟
جاءت خشنة هادرة من مدخل الباب، لتبتعدا الشقيقتان عن بعضهما على الفور، والتففن نحو صاحب الصوت أباهم، الذي كان يحدجهم بنظرات نارية مشتعلة، مسحت كاميليا سريعًا على خديها، لتخفي اثار الدموع من عينيها، وقالت بصوت حاولت جعله عادي:
– ولا حاجة يا بابا، دا بس موضوع كدة ما بينا، خلى أعصابي فلتت عليها، أسفة لو خضيتك بصوتي العالي .
سمع منها الرجل والتف نحو ابنته الصغرى يجفلها بسؤاله، فقد استمع لنصف الحديث من صالة منزله، فور عودته من الخارج:
-انتي صحيح بتكلمي كارم طليق اختك يا رباب؟
تفاجأت في البداية المذكورة، ولكنها تمالكت سريعًا لتجيبه بجراة اجفلت الرجل وشقيقتها:
-ايوة يا بابا، وفيها إيه يعني؟ مش معني ان اختى انفصلت عنه وقالت عليه كلام وحش، يبقى خلاص بقى، انا سمعته هو كمان واتأكدت من برائته.
ظهرت الصدمة على وجه كاميليا، حتى انعقد لسانها عن الرد والذي تكفل به والدها:
-يعني انتي كلمتي البني ادم ده من ورانا؟ بعد ما اتقطعت صلتنا بيه، ومبقاش ما بينا وما بينه غير المحاكم، عشان تيجي دلوقتي تبجحي في اختك وتقولي انها ظلمت واحد بريء، بقى دي جزاتها معاكي انتي واخواتك يا رباب؟ بعد كل اللي عملته عشانكم….
قاطعته المذكورة بحدة غير مبالية:
-إيه هو بقي اللي عملته عشانا؟ لانها صرفت وساعدت معاك تبقي خلاص تتحكم فينا وتسوقنا على كيفها، ومحدش بقى يستجرأ يرفع راسه ولا يعلي صوته عليها، ليييه؟ هو حضرتك مكنتش بتصرف علينا خالص،ولا انت سايب المسؤلية للأمورة ام مرتب كبير تصرف هي من جيبها وانت رافع إيدك عننا خالص.
-إنت بنت قليلة الأدب.
صاح بها هادرة ليوقفها عن استرسالها وتبجحها المبالغ به، وفي شقيقتها، والتي تسمرت تطالعها بذهول لا تصدق أن من يتحدث الاَن هي رباب نفسها التي تعرفها بل وربتها على يديها، لا بل هي واحدة أخرى وليست شقيقتها التي تعلمها جيدا.
❈-❈-❈
ترك هاتفه واستقام بظهره ليعود للخلف بجلسته مسترخيًا على مقعد مكتبه في الشركة الجديدة والتي أسسها حديثًا، فور خروجه من المشفى وقد بدأ بإجراءاتها اثناء رحلة علاجه بها، يشعر بعودة الثقة لذاته من جديد، فكرة ارتباطه ب رباب اتضح مع الوقت انها أشد الأشياء فاعلية، ف الفتاة صغيرة لم تأخذ بيده أكثر من جلسة لأقناعها، مستغلًا انبهارها الدائم به، مع لمس هذا الجزء من عاطفتها، ود لو يشكر قريبه امين والذي جعله ينظر إليها كأنثى بعد أن ابدى هو إعجابه بها، ليرى أنها بالفعل رائعة الجمال، حتى وإن كانت ليست بفتنة شقيقتها الكبرى، ولا حتى تملك هذه الضحكة الرائعة كالتي سمعها قريبًا في الهاتف، والتي ارقت ليلته بعدها، ولكنها صغيرة وعقلها سهل التطويع، لقد كان تفكيره في بداية علاقته بها شئ تطور مع الوقت ليتوغل ويصبح شيئًا اَخر، يقارب التملك! ويساهم في تحقيق رغبته الأساسية، في الانتقام لكرامته.
❈-❈-❈
في غرفة الطفل كانت تطعمه اثناء حديثها في الهاتف مع نوال وجدتها التي عادت إلى منزلها منذ أيام، وهي تسألها الان عن صحة الطفل:
-كويس والله يا ستي…. ولما هو وحشك يعني يا رقية سبتيه ليه؟……. هههه عارفة والله يا حبيبتي إن راحتك في بيتك بس انا البيت فضي عليا بعد ما مشيتوا كلكم……. حاضر هجيلكم قريب، انا اساسًا عايزة اخرج واغير جو…. حاضر يا حبيبتي.
شهقت تقطع جملتها على اثر مفاجأة جاسر بأن باغتها بقبلة على وجنتها جعلتها تلتف بحرج نحو مربية طفلها التي كانت ترتب ملابس الصغير في خزانته، لترمق جاسر بنظرة محذرة كي ينتبه ولكنه شاكسها يلاعب حاجبيه حتى أنه طبع قبلة أخرى، كتمت ضحكتها لتنهي الإتصال على عجالة، وبعدها التفت للمربية:
-اخرجي دلوقتي انتي يا عزيزة، ولما اعوزك هبقى اطلبك.
-تحت أمرك يا هانم .
قالتها المرأة بأدب قبل أن تخرج مذعنة للأمر، لتفاجأ بجاسر الذي جلس على الفور على طرف الكرسي يقول بمرح:
-كويس انك خرجتيها عشان نبقى لوحدنا.
-ياراجل.
قالتها لتفاجأ به يقبلها على أعلى رأسها، ويسحب بأنفه رائحتها بعشق، ثم نزل بشفتيه يمررها على صدغها ووجنتها، ف خرج صوته المتحشرج بشوق:
-وحشتيني يا زهرة وحشتيني اوي.
تبسمت مستجيبه لهمساته، رغم ادعائها الحزم بقولها:
-خلي بالك انا لسة شايلة الولد بإيدي، ثم إن المربية كمان ممكن تدخل علينا كدة من غير إستئذان والباب مفتوح.
قرب وجهه ليصبح مقابل وجهها، ليقول بجدية وعيناها اشتعل بها الشوق بعنف نحوها:
-خلي بالك احنا فترة طويلة اوي حتى مش عارفين نكلم بعض.
ردت بجدية هي الأخرى رغم استغرابها:
-طب ما هو دا الطبيعي، عشان ظروف الحمل والولادة ومشغالك انت كمان.
-أممم
زام بفمه مطبقًا شفتيه وعيناها ضيقها بادعاء التفكير، ثم قال:
-طب خلي بالك بقى يا حلوة، احنا دلوقتي فضينا لبعض، اينعم انا مش قادر اخلص من المشاغل اللي اتكومت فوق راسي، بس انا برضوا مش هسيب حقي!
-يعني إيه؟
سألته بتوجس وابتسامة مستترة، ليجيبها بصرامة لا تقبل النقاش:
– يعني انا دلوقتي مضطر اخرج في اجتماع زفت مع وفد أجنبي زفت برضو، ارجع من الزفت الاقيكي صاحية يا زهرة، حتى لو ع الفجر، فاهمة ولا لأ؟
-حاضر فاهمة فاهمة .
رددتها بمهادنة له، لتنطلق ضاحكة مع مزاحه معها، غافلين عمن وقف يتصنت بجوار الغرفة ويسمع حديثهم.
❈-❈-❈
-إنتي متأكدة من كلامك دا يا عزيزة؟….. يعني هو هيتأخر النهاردة، …… تمام اوي إجهزي بقى ع اللي اتفقنا عليه، وخليكي ع الفون تستني الأمر مني …. صحصحي يا عزيزة مش عايزة غلطي، هبعتلك الراجل بتاعي تفتحيلوا الباب الخلفي زي ما اتفقنا وانتي عارفة الباقي، سامعة الكلام ولا هتبوظي الدنيا وتروح عليكي المية ألف اللي اتفقنا عليها؟ انتي عارفة اني محدش هيقدر يقربلي، انتي اللي هتخسري لو غلطتي……. تمام اوي، اقفلي بقى وخلي التليفون دايما في إيدك……سلام.
انهت سريعًا لتهتف بصوتها على احد الحراس:
– يا مصيلحي، إنت يا مصيلحي
أتى الرجل يجيبها على الفور:
-افندم يا ميرفت هانم اؤمري.
نظرت إلى الرجل تخاطبه بحزم:
– جهز كل رجالتك عشان افهمكم هتعملوا إيه، واندهلي فهمي صنارة، عشان اَخيرًا جه وقته!
❈-❈-❈
– وحصل إيه بعد كدة؟
سألها طارق عبر الهاتف وقد اوجعه الحالة كانت عليها، لتجيبه بصوت خرج بصعوبة، وهي تحاول التمالك بعد نوبة البكاء التي انتابتها فور اتصاله بها:
– بابا حكم عليها متخرجش الجامعة وأخد منها التليفون، عشان متكلموش ولا تقابلوا تاني.
رد طارق با ستنكار:
-بس دا مش حل يا كاميليا، البنت لازم ترفضه من نفسها.
هتفت إليه بقلة حيلة:
-انا عارفه انه مش حل، بس نعمل إيه بقى؟ بابا دخل بالصدفة سمع الكلام، ولما واجهها ردت بعند وأسلوب شديد معاه، من غير ما تقدر غضبه، وكانها بتدافع عن قضية حياتها، انا مش عارفة البني أدم ده إمتى لحق يتوغل كدة في تفكيرها ويسيطر على عقلها؟
رد طارق من جهته بتأثر:
-كارم حاد الذكاء يا كاميليا، وانتي عارفة كويس قوي إنه مبيضيعش وقت، هو اكيد استغل عمرها الصغير ومدام دخلها من ناحية الشفقة والمظلومية، يبقى عرف كويس يأثر عليها، دا شيطان في صورة إنسان، بس احنا لازم نفكر نشوف حل مع البنت، ونقرب منها الأيام اللي جاية دي.
تنهدت طويلًا ثم ردت تقول بإصرار:
– هو دا فعلًا اللي انا بفكر فيه، هحاول بقدر الإمكان ارجع ثقتها فيا، يارب اقدر اعرف اشيل السموم اللي دخلها براسها، المهم دلوقتي، ممكن تفضل معايا يا طارق، اصل انا تعبانة قوي ومع ذلك مش قادرة انام والتفكير هيفرتك دماغي.
وصلها صوته الحنون:
-ولا يهمك يا حبيبتي، انا هفضل معاكي ان شاالله للصبح، حمد لله بقى، ماليش دور في الاجتماع بتاع جاسر النهاردة، مصطفى عزام سد عني أوي في الحتة دي.
❈-❈-❈
أمام منزل عامر الريان والذي يضم عائلته الصغيرة الاَن في غيابه، كانت الأجواء هادئة، الحراس على وضعهم الطبيعي، كل فرد منهم في منطقة عمله، وحالة الأمن لا يشوبها شئ، حتى مرور هذه السيارة الغريبة السوداء في هذا الوقت المتأخر من الليل، بعدد من الرجال الملثمين بها، يخرج فردين منهم عبر نوافذها بأسلحة نارية ثقيلة تنطلق دون انذار على رجلين من الحراس عشوائيًا ليسقطوا ارضًا أمام اقرانائهم، مع وقع المفاجأة هرول البقية يطاردون السيارة التي اختفت بسرعة البرق بعد أن أدت مهمتها، ولكن لم يتمكنا من اللحاق بها.
وفي الداخل انتفضت زهرة على صوت الطلقات النارية لتخرج من غرفتها سريعًا متسائلة نحو الخدم:
-إيه اللي حصل؟ فيه إيه؟
خرجت إليها عزيزة:
-مفيش يا هانم، دي عربية سودة ضربت نار على الحراس وقعت منهم رجلين.
رددت زهرة بفزع:
– انتي بتقولي إيه؟ طب والرجلين حصل فيهم إيه، عاشو ولا ميتين؟
أجابتها المرأة الأربعينة:
-الله أعلم يا هانم، بس انا شايفة اصحابهم بياخدوهم ع المستشفى في العربيات،
سمعت منها زهرة لتردد صارخة بارتياع:
– طب ابني فين؟ انا عايزة ابني، فين ابني؟
قالت الآخيرة وركضت نحو غرفته، لحقتها المرأة تردد:
-ابنك كويس يا هانم، متقلقيش عليه.
شهقت بارتياح فور أن رأت الصغير في تخته لتتناوله، وتحتضنه بقوة، لتعود بسؤالها للمرأة:
-هو انتي مفيش حد معاكي من الخدامين؟
ردت المرأة:
– الخدامين مشيوا يا هانم مع ميعاد انصرافهم على عشرة، والساعة دلوقتي داخلة على نص الليل ولا انتي مش واخدة بالك؟
اومأت لها زهرة بتفهم لتتحرك بالطفل وهي تسألها:
-حد من الحراس بلغ جاسر أو الشرطة؟
– الله أعلم يا هانم، انا معاكي هنا ومخرجتش.
اومأت لها زهرة مرة أخرى وهمت ان تغادر به، ولكن المرأة أوقفتها بقولها:
-طب انتي يا هانم هتاخدي الولد معاكي ليه وهو نايم؟ ما انا قاعدة جمبه وبراعيه، مش دي وظيفتي برضوا ؟
اجابتها بتخوف وهي تتمسك بطفلها:
– انا هخده يبات معايا الليلة، وانتي ارتاحي النهاردة
قالتها وخرجت على الفور لتغمغم المرأة مع نفسها فور إغلاق الغرفة:
– براحتك .
❈-❈-❈
ولجت لداخل غرفتها لتبحث عن الهاتف وبيدها طفلها الذي تتمسك به بقوة، وجدته على الكمود، تناولته على الفور بإيدي مرتجفة، لتضغط بالإتصال على رقمه، بعد ان وضعت الصغير على الفراش بجوارها انتظرت قليلًا حتى أتتها الإجابة بصوت لاهث:
-ايوة يا زهرة، انا كنت هتصل دلوقتي بيكي، عاملة إيه انتي والولد بعد موضوع ضرب النار، الرجالة مبلغيني حالَا باللي حصل.
أجابته ببعض التماسك، حتى تطمئنه:
– احنا كويسين يا حبيبي متقلقش، بس انت بتنهت ليه؟
وصلها رده مع بعض الاصوات المختلطة:
– انا خارج من الفندق ومعايا إمام والحرس، عشان اشوف الموضوع ده والناس اللي اتصابت.
-طب ما تبلغوا الشرطة الأول….
قالتها لتقطع صارخة:
-الكهربا قطعت في الأوضة يا جاسر.
صرخ من جهته عبر الاثير:
-الكهربا قطعت ازاي يعني؟ هو ايه اللي بيحصل بالظبط؟ خلي بالك من نفسك يا زهرة انتي والولد…. انا جايلك حالًا بالحراس اللي معايا، وهتصل ع اللي فاضلين عندك يفتحوا عينهم……
قالها ليفاجأ بصرخة اخترقت أذنه وصوتها يردف بهذيان كالمجنونة مع هذه الكائنات التي تفاجأت بها تزحف عبر أرضية الغرفة بلمعتها التي كانت تبرق بقوة مع ضوء القمر:
– تت.. تعابين، تعابين تعابين، في أوضتنا يا جاسر… تعابين.
تردد بها بهستريا وقلبها على وشك التوقف وهي ترفع اقدامها عن الأرض حتي أصبحت تقف على ركبيتها فوق الفراش، والاَخر يصرخ بها للتماسك حتى يصل إليها أو تصل الشرطة، وقد وضح إليه جليًا الاَن ان ما يحدث هو ترتيب محكم، بخطة جهنمية، يتمنى لو يستطيع الطيران للحاق بها حتى يستطيع حمايتها من أي شر يحوم حولها، هي وصغيره.
وبجواره إمام لا يقل عنه تحفزًا وهو يفرك بكفيه، التي تحرقه الاَن من أجل ضرب أحد ما.
اما عن زهرة فقد انقطع معها الاتصال فجأة مع جذب الهاتف من فوق إذنها، من قبل أحد الأشخاص من خلفها التفت برأسها لتفاجأ بوجهه القبيح يظهر مخيفًا مع هذا الضوء الخفيف من النافذه، يبتسم بهذه السنة المكسورة من حادثها القديم معه.
تخشبت بذعر شل اطرافها، لتشعر بتوقف دقات قلبها عن النبض لعدة لحظات كادت فيها أن تموت بالفعل، شفتيها كانت تتحرك بالحرف بالأول له:
-فففففففف
تمتمتم يكمل لها بتسلية:
-فهمييي، ايوا انا فهمي يا حبيبة عمو، ولا اقول يا عروستي أحسن؟
قالها فهمي واندفع باب الغرفة فجأة لتدلف منه المربية تهتف بحزم:
– انت لسة واقف يا جدع انت؟ ما تخلص بقى.
-عزيزة.
همست بها متمتمة قبل ان تباغتها المرأة بالأقتراب منها لتتناول طفلها، على الفور استفاقت زهرة من حالة الزهول، لتصيح معترضة وهي تبُعد كفي المرأة عن مجد:
-إبعدي إيدك عن ابني يا ست انتي..
ولكن وللأسف باغتها هذه المدعو فهمي أيضًا، بتطويقها من الخلف، ليسيطر على حركة يديها وذراعيها، وهو يهمس بأذنها:
-سبيلها الواد، دا وظيفتها هي، أما انتي بقى يا عروستي، فاختصاصي أنا .
قاومت بكل قوتها لنزع ذراعيه عنها لتنهض عن التحت وتلحق بطفلها الذي أخذته المرأة أمام عينيها وهي تردد:
-ابني، ابني، ابني اوعي سبني يا حيوان .
وهي تقاوم بكل قوتها استكانت فجأة وانظارها هبطت نحو اقدام المرأة التي خطت بين الأفاعي دون حساب أو خوف حتى غادرت الغرفة، إذن فيمنكها هي أيضًا تخطيهم، أو كما قالت لها الطبيبة قبل ذلك:
-يمكننا هزيمة الخوف، بالتخطي، أن نتخطى كل عقدنا القديمة وكل ما يزعجنا، نمحو من عقولنا كل ما يمثل برأسنا هاجس يعود بنا للخلف.
وهي اجتمعت عليها هواجسها الثلاث الاَن، في مقابل إنقاذ وليدها، قديمًا والدتها ضحت بنفسها من أجلها، وهي لن تكون أقل منها شجاعة.
انتبهت من شرودها على لمسات هذا القبيح عليها، وانفاسه الحارة على رأسها، ليذكرها بما هي مقدمة عليه، فالتفت برأسها إليه لتجده يبتسم لها من جديد، وهو يتناول منديل أبيض من سترته:
-ايوة كدة خليكي هادية، دا احنا ليلتنا بيضة.
قالها وهو يهم بوضع المنديل ليكمم فمها وأنفها ولكنها سبقته برفع رأسها فجأة، لتضربه بمقدمتها على عظمة أنفه بطاقة من العنف استحضرتها بكل قوتها، فصرخ هو مجبرًا على فك ذراعيه عنها:
-الله يخرب بيتك، انتي وجوزك على نفس المكان، دا انا خدت في علاجها شهور.
نظر بباطن كفه ليرى الدماء اغرقت كفه وأنامله، نفس الأمر الذي حدث به سابقًا مع ضربة جاسر القوية له اثناء محبسه، فصرخ مرتعبًا:
– دم، دم ، تاني دم، وديني لحصر قلب جوزك عليكي
قالها وتحرك من أجل الفتك بها، ولكنها سبقته في الاعتدال بقفزة سريعة نحو الكمود لتخرج السلاح الناري المرخص لزوجها، ونهضت ترفعه بوجهه.
ارتعب في البداية فهمي، ولكنه عاد يذكر نفسه بأن من تقف أمامه، هي زهرة، زهرة التي تخاف منه حد الموت، فقال يهادنها بسخرية:
-خلي بالك يا زهورة، السلاح يطول يا قلبي، ابعدي اللعبة دي عن إيدك، بدل ما تيجي تدوسي، فتيجي الطلقة فيكي.
طالعته بعنف صارخة:
-ابعد عني يا حيوان واخرج قدامي رافع إيدك عشان تنده ع الست الحرامية دي اللي اخدت الولد.
-اخرج قدامك رافع إيدي، ما تذنبيني أحسن زي العيال .
رددها ساخرًا قبل ان يتقدم يباغتها بهجومه عليها بغرض اخذ المسدس يردد:
– يا ماما قولتلك السلاح يطول، هو انتي تعرفي تدوسي على نملة أصلًا عشان تقتلي واحد زيي كمان؟
ارتدت تتفادى هجمته لتقول بقوة وهي تنزع زارار الأمان من السلاح قبل ان تنطلق بالطلقات النارية منه:
-واقتل عشرة من عينتك عشان ابني…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نعيمي وجحيمها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *