روايات

رواية الصندوق الفصل الحادي والسبعون 71 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل الحادي والسبعون 71 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق البارت الحادي والسبعون

رواية الصندوق الجزء الحادي والسبعون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة الحادية والسبعون

نظرت بسمة لعزيز غير مصدقة لما تسمع فهل هو عرض عليها الزواج للتو ؟!
رأي عزيز الدهشة في عينيها السمراوتين فأكمل قائلاً : أعرف أن ما قلته فاجئك كثيراً لكنني فوجئت من نفسي قبلا منكِ فهناك وقت قد يكشف لك عن شخص كان أمامك طيلة الوقت لكنك لم تتعرف عليه حقاً الا في التوقيت المناسب !!
نظرت له بسمة في حيرة و تخبط فذلك السيد الذي عملت في قصر عائلته منذ نعومة أظفارها، لم يكن يراها حتي كي يستضغرها !! لطالما سمعت خلافاته مع والده و جموحه نحو أسفاره و رحلاته!! لم يكن أبداً رجلاً يفكر في الحب أو حتي الزواج !! حتي علاقته بفاتن لن تجعله يلين و لو بقدر عقلة اصبع !! ما هذا الذي سمعته يقوله ؟! هل ما حدث له تسبب في اختلال توازنه فشعر نحوها هكذا ؟!
توقفت الموسيقي و بدأت الفرقة بعزف موسيقي أخري فتنبهت إلي تصلبها في مكانها أمامه منذ ذكر كلمة زواج !!
تركته و عادت لطاولتها إلي جانب صدقي باشا الذي لاحظ ارتعاش يديها و توترها و انسحاب الدم من وجهها !!
نظر عزيز لحالتها المتخلخلة فابتسم بهدوء ثم عاد لطاولة عائلته و جلس بجوار هدي التي أصبحت بينه و بين ثريا التي لاحظت كيف انتهت رقصتهما فسألته : ماذا قلت للوصيفة يا عزيز ؟! لعلك لا تفسد علاقتنا بصدقي باشا فالرجل أسدي لنا معروفاَ كبيراً !!
عزيز : من قال أنني سأفسد علاقتنا به ؟!
ثريا : اذا شكتك عنده الوصيفة فلن يعجبه ذلك أبداً .. أنت تري كم يحبها و كيف يعاملها !!
عزيز و هو ينظر إليها من جديد : نعم !! أري جيدا كم يحبها و يقدرها و لذا اطمئني فأنا لن أفسد العلاقة أبدا!!
ثريا : اذن ما هذا ؟! ما بالها وجلة و متوترة هكذا و كأنك هددتها أو تشاجرت معها ؟!
عزيز : لا … لم أفعل هذا أو ذاك !! أنا فقط كنت أحاول أن أكون لطيفاً !!
ثريا: ويحك !!….
___________بقلم elham abdoo
نظرت نعمات إلي كاريمان بتساؤل قائلة : عفواً !! من تكونين ؟!!
نظرت لها كاريمان في غضب ثم نظرت لسالم و مدت له المنديل ثم قالت : قل لها يا سيد سالم من أكون ؟!
رد سالم محاولا ابتلاع غيرتها و ثورتها التي يمكن أن تشتعل والتقط المنديل ووضعه في جيبه ثم قال : هذه الأميرة كاريمان .. حبيبتي !!
نظرت نعمات في خجل و حرج اما كاريمان فذلك الوصف الذي ذكره سالم أثلج صدرها و هدأ موجة غضب كانت علي وشك الفوران داخلها !! فكما يقولون: هناك كلمة قد توقف حرباً و تنقذ مئات الأرواح!!
نظرت داخل عينيه برضي و قد تمكن من إنقاذ الموقف و بابتسامة صغيرة و صوت رقيق قالت له : ألن تكمل تعارفنا ؟!
سالم : بالطبع .. تفضلا بالدخول و ثم نجلس و نتعارف و نتحدث
نعمات : لا .. أنا علي عجل، يجب أن أعود للمنزل الآن!!
كاريمان : لا يمكن قبل أن نتعرف .. تفضلي !!
افسح سالم المجال فدخلت نعمات و خلفها كاريمان التي ظلت تتفحصها بعمق كلما خطت خطوة للداخل و سالم يراقب كل هذا و يمنع نفسه من الضحك بصعوبة ثم أغلق الباب و ذهب خلفهما!!
كان لسان حاله يقول : المرأة في غيرتها لا تختلف أبداً حتي و إن كانت أميرة!!
___________بقلم elham abdoo
وصل البكباشي لمبرة المنصورة و برفقته الكاتب و تبعه مباشرة كرم ليبقي داخل دائرة الاحداث، كل ما يشغله هو أن يخلص فاتن من الاحتجاز و يستعيد لها حريتها ..
دخل البكباشي ليتحدث مع طبيبها و أعلمه عن رغبتها في الادلاء بأقوال هامة فقال : حالتها لم تستقر بعد !!
البكباشي : لن نتعبها في الأسئلة و يمكنها الإجابة بالكتابة أو الاشارة و لكن لا أود أن نضغط عليها أو نتسبب في خطورة لصحتها .. فما رأيك أيها الطبيب ؟!
الطبيب : يمكنكم سؤالها بضعة أسئلة في وقت لا يتجاوز عشر دقائق و إن لاحظتم إرهاق أو تعب أو أي مؤشر خطورة أوقفوا كل شئ فوراً ثم استدعوني ..
البكباشي : و هو كذلك .. لا تقلق فنحن لن نرهقها !!
دخل البكباشي و الكاتب للسيدة حفيظة فوجدوها مستنفرة و منفعلة بشكل كبير ..
أشارت للبكباشي برأسها في عجالة و ألمحت له علي الورق الذي بيدها فقال لها : لا تقلقي يا سيدتي .. سنستمع و نسجل كل ما ستقولين ..
جلس البكباشي علي الكرسي الذي كان يجلس عليه كرم منذ قليل أمام الكاتب فجلس بجواره و فتح المحضر و هنا سألها البكباشي السؤال الأول: هل رأيتِ من طعنك ؟!
أشارت حفيظة ب لا
البكباشي: هل تستطيعين من خلال قوة الضربة ان تحددي إن كان رجلا ام سيدة ؟!
حفيظة بعد تفكير : لا … كنت مستغرقة في النوم و لم أشعر او أري شيئاً
البكباشي : هل لكِ أعداء تشكين بهم ؟!
حفيظة بإمعان: نعم .. لكنني لا أعرف هل يقدمون علي فعل كهذا أم لا ؟!
البكباشي : مثل من ؟!
كتبت حفيظة بتأوه : هناك قضية بيني و بين أميرة تدعي كاريمان و طبيب فرنسي يعمل بأسوان ..
البكباشي : هل سبق و هددتك الأميرة؟!
أشارت حفيظة : لا
البكباشي : الأميرة طرقت بابك في نفس وقت ارتكاب الجريمة تقريبا !! ربما هي من انقذتك من طعنات مماثلة !!
كتبت حفيظة بتعجب : حقاً .. ألم يكن المجرم سيكتفي بطعنة واحدة !! كيف عرفتم ؟!
البكباشي : قُتل مدبر منزلك في ذات الليلة لكنه وجد مطعونا بطعنتين احداهما اخترقت القلب!!
تنهدت حفيظة بعناء و تعالت أنفاسها فاشار البكباشي للكاتب كي يستدعي الطبيب ثم قال : سنغلق التحقيق الي هنا و نكمل بعد تماثلك للشفاء
رفضت حفيظة و كتبت له : ابنتي .. فاتن .. لم تكن تعلم بالوصية و مستحيل أن تفعل شيئا كهذا .. أرجوكم اخلو سبيلها!!
جلس البكباشي من جديد و قال: قد كذبت بشأن معرفتها بمفتاح القبو !! أليس هذا غريبا ؟!
حفيظة تكتب : فاتن تخاف كثيرا و عندما تخاف تكذب أو تخفي ما تعرفه و لكنها لا يمكن أن تقدم علي فعل كهذا .. هذه ابنتي و أنا أعرفها جيدا
البكباشي : هي ابنة اختك أليس كذلك؟!
اشارت حفيظة بنعم
البكباشي : كرم ناظر مزرعتك .. ما علاقتك به ؟!
قاطعهما دخول الكاتب و معه الطبيب الذي قال : يكفي هذا القدر !!
حاولت حفيظة باستماته أن تستكمل التحقيق حتي وافق الطبيب بعد اصرار شديد منها
كتبت : علاقتي معه جيدة فهو انسان أمين و مهذب و علي خلق و انا اثق به
البكباشي : و اختك شفيقة ؟! و زوجها سلامة .. كيف هي علاقتك بهما؟!
امتعضت حفيظة قليلا و كتبت بصعوبة بيدها اليسري : علاقة طفيفة .. لا يجمعني بهما علاقة وطيدة لكنني أساعدهما بالمال بشكل منتظم !!
البكباشي : هل يمكن أن يقدما علي قتلك ؟!
تفاجئت حفيظة و أشارت بلا فقال اليوزباشي : فاتن و كرم اتهموهما بشكل صريح في التحقيق و قالا أنهما حاولا سرقة القبو في وقت سابق قريب .. هل لديكِ علم بهذا؟!
صُدمت حفيظة و أشارت بلا ثم كتبت : إن قال كرم هذا فهو صادق .. أنا أثق به
البكباشي : اذن توافقين علي اتهامهما بالشروع في قتلك طعنا بالسكين ؟!
أشارت حفيظة بغضب : لست متأكدة ..
وقف البكباشي وقال : إلي هنا ينتهي التحقيق الان و نحن سنتحري و نجد الدليل الدامغ علي الجاني .. نتركك في حفظ الله
أمسكت حفيظة بيده قبل أن يغادر و رفعت ورقة مكتوب عليها : و فاتن ؟!
طمئنها أنه سيخلي سبيلها و ستعود حرة بعد قليل ..
هنا ارتاح تنفسها قليلا و هدئت و كذلك كرم الذي علت الابتسامة وجهه بعدما طمأنه البكباشي علي اطلاق سراح فاتن !!
ظل واقفا في قوة البوليس منتظرا لها لكن البكباشي قال أنها لن تخرج قبل الصباح فأبي أن يعود للمزرعة او حتي أن يذهب لأي مكان للمبيت بل جلس خارج المخفر حتي يخرجونها !! تعجب البكباشي عندما خرج ليذهب لبيته ف فوجده منتظراً فوقف أمامه و قال : أنحني احتراما لذلك الحب الذي يجعل رجلا ينتظر في هذا البرد القارس خروج حبيبته دون تردد !!
بعدما انصرف البكباشي زلت جملته تتردد في اذن كرم الذي أدرك كم فاتن ثمينة لديه و قَّيمة و سلامتها لا يضاهيها أي كنز علي هذه الأرض!!
__________بقلم elham abdoo
في منزل سالم جلست نعمات علي كرسي منفرد بينما جلست كاريمان علي الأريكة و حين أتي سالم ليجلس اختار أن يجلس جوارها فأفسحت له المجال و ذهبت نحو الطرف المجاور لكرسي نعمات !!
قال : هل أعد لكما الشاي !! المنزل ليس به خدم حاليا !!
نعمات باقتضاب : لا داعي .. شكرا
استعدل سالم في جلسته ثم قال : لنكمل التعارف الآن..
التفت الي كاريمان و أشار نحو نعمات قائلا : الانسة نعمات .. شقيقة أحد معارفي هنا .. السيد منير
كاريمان بابتسامة باهتة : تشرفنا !!
نعمات : و أنا أيضا تشرفت بمعرفتك و لكن لم أكن علي علم بأن السيد سالم مرتبط !!
سالم : هذا بيننا فقط الآن و لم نعلن عنه رسمياً و لكن لأنك لا تعدين غريبة فقد قلت لكِ الآن.. سندعوكِ قريباً للخطبة !!
قالت نعمات بفتور: مبارك لكما .. استأذن الآن..
وقفت نعمات لتذهب سريعا كي تتخلص من ذلك الموقف المزعج فوقف سالم و قال لها: هل أوصلك للمنزل فالوقت تجاوز التاسعة !!
نظر لكاريمان ليعرف ردة فعلها كي لا يغضبها فوجدها صامتة و مبتسمة و ساكنة فاطمئن أما نعمات فقالت : لا داعي .. شكرا لك .. الحنطور الذي جئت به ينتظرني في الخارج .. عمتما مساءاً
سالم : عمت مساءا .. اذن لاوصلك نحو الباب .. تفضلي ..
أوصلها سالم حتي الباب ثم اغلقه و عاد لكاريمان فوجدها تنظر له بانتظار فنظر لها منتظراً أن تتحدث أما هي فظلت منتظرة و مثبتة عينيها عليه دون كلام فقال : ماذا ؟!
كاريمان : ماذا ؟!
سالم : هل سنتشاجر الان؟!
كاريمان : لا .. لن نتشاجر و لكنني أريد توضيحاً !!
سالم : عن ماذا ؟!
نظرت له كاريمان باستهجان : عن ماذا ؟!! أحقاً ؟!
وضع سالم أصبعيه السبابة و الوسطي علي حاجبه الأيمن بتفكير و قال : إذن.. الموضوع في غاية البساطة : كنت في منزلهم ظهراً و أسقطت ذلك المنديل فنظفته و جاءت به إليَّ .. فقط، هذا كل ما في الأمر!!
كاريمان : و ما سبب كل ذلك الاهتمام .. تأتي ليلا بمفردها لبيتك !! ما هذه الجرأة ؟!
ابتسم سالم و قال : هذا يذكرني بليلة الخاتم الذي أحضرته من أجل أمينة !!! جئتِ لمداهمة البيت ليلا !!!
ضحكت كاريمان ثم قطعت الضحك و عادت لجديتها و قالت :لا تضحك الآن .. قل لي : من تلك الفتاة؟! و لماذا ذهبت عندهم ؟! هل تعيش تفاصيل و احداثا كثيرة بعيدا عني ؟! هل أصبحنا بعيدين كثيرا هكذا فأصبحت تأتي لمهمات لا أعرف عنها شيئا ؟!
أمسك سالم بيديها و قال: لا يا أميرة .. أنتِ أهم ما بحياتي .. دائما و أبداً أفكر بكِ .. لا تغيبين عن بالي لحظة واحدة .. اختطفتِ قلبي و أصبح كدمية صغيرة في حقيبتك !!
كاريمان بتأثر : كلامك يذوب الغضب و يجلب الارتياح و لكن .. قل لي مباشرةً .. من تلك؟! و لماذا أتيت من أسوان لهنا ؟! قل لي ماذا تخفي عني ؟!
سالم بتوتر خفي : لا شئ .. بعض الأعمال و الأشغال!! أنا الذي سيسأل الآن: لماذا جئتِ مسرعة لبيتي منذ قليل ؟! ماذا حدث ؟!
كاريمان : رؤيتي لتلك الفتاة جعلتني أنسي!! أوشكوا علي القبض عليَّ منذ قليل !!
سالم بتفاجؤ: ماذا؟!
كاريمان : سأشرح لك!!
__________بقلم elham abdoo
عاد إيفان للمنزل الذي يقطن به مع اخته ووجدها جالسة تحتسي مغلي الأعشاب الدافئ و في يدها تلك الهدية فجاء من خلفها و قال : ما تلك الهدية يا صغيرتي ؟!
التفتت سيمون و قالت : هل أتيت أخيرا؟!
إيفان: نعم .. تأخرت بالفعل و لكن .. ما هذا؟!
ابتسمت سيمون و أعطته القلادة فتأملها جيدا ثم قال : هدية جميلة .. ممن ؟!
سيمون : انها من عريس .. يريد الزواج بي !!
إيفان بتعجب : حقا؟! من يكون ؟!
سيمون : الملازم عفت .. صديق منير الذي ساعده في انقاذي يزم اختطفوني !!
زادت صدمة إيفان و قال : كنت معه منذ قليل !! لم يخبرني أي شئ !!
سيمون : هو ينتظر موافقتي بعد يومين !!
إيفان: و هل ستوافقين ؟!
سيمون : لازالت أفكر !! ما رأيك به ؟!
إيفان: هو شاب جيد جدا .. ضابط مهذب و قريب لعمرك .. أرتاح له كإنسان و لكن .. هو غير مناسب لتطلعاتك !! اخشي أن تصيرا سبب تعاسة لبعضكما البعض مستقبلا !!
سيمون : نعم .. هذا هو سبب ترددي فبالرغم من أنه شاب تتمناه الكثيرات لكنه بالنسبة لي فقير !! لن يلبي احتياجاتي !! إن تزوجته سأتخلي عن أحلامي بحياة مرفهة و مستوي رغد من العيش !! لن أشتري دون حساب! سأعيش بتدبير من أجل الأسرة و الأطفال و تلك الحياة لا تناسبني !!
إيفان: لكنه يعجبك كشخص .. أليس كذلك ؟!
سيمون : نعم .. و هذا هو سبب حيرتي !!
إيفان: مم أنتِ قريبة اذن ؟! من القبول أو الرفض ؟!
سيمون : لا أعرف .. أنا مشوشة تماما .. أخاف أن أقبل فتفشل تلك الزيجة بسبب الظروف و في ذات الوقت أستصعب رفضه و إحزانه!!
إيفان: هل ستعطينه جوابا بعد يومين ؟!
سيمون : نعم !!
إيفان: ليرشدك الله إلي الصواب .. أنا متعب و سأذهب للنوم .. تصبحين علي خير
سيمون : و انت من أهل الخير ..
___________بقلم elham abdoo
نظر سالم باندهاش إلي كاريمان عندما علم بما فعلته من تهور و جنون و عندما قام بلومها قالت : فعلت هذا كي أصل لأي دليل !!
أيقن سالم أن ترك كاريمان بعيدة عن مجريات الأحداث سيجعلها تتهور و تتصرف بنفسها و يمكن أن تقع في مشكلة أكبر فقال : لما لم تبلغيني بما تفكرين فيه ؟!
كاريمان : رأيتك غير متحمس فلم ارد أن أثقل عليك !!
سالم: أنتِ مخطئة تماما فقد جئت من أجلك و من أجل القضية !! و قد حققت تقدما في البحث لا بأس به، ربما نكون اقتربنا من الوصول لدليل جديد لادانة حفيظة !!.
كاريمان بتفاجؤ و سعادة : كيف ؟!
سالم : هذه قصة طويلة ..
كاريمان : و أنا كلي آذان صاغية !!
سالم : إذن لأعد الشاي ثم نتحدث !!
كاريمان : سآتي معك !!
_________بقلم elham abdoo
انتهي الحفل بأسوان و عادت بسمة لبيتها بينما بقي صدقي باشا بالفندق، لم تتوقف يديها عن الارتعاش منذ تلك اللحظة !! لا تصدق أن الأمير الذي من سلالة النبلاء عرض عليها الزواج!! تري لماذا فعل هذا ؟! تساءلت : هل يمكن أن يكون أحبني حقاً ؟! أممكن شئ كهذا ؟!!
لو كان مخادعاً فماذا يريد مني ؟! .. المرة الماضية خطبت للسيد سالم و لكنها كانت كذبة كبيرة خاب بها أملي فهل تكون تلك المرة تعويضاً عما حدث معي ؟! أم تكون مأساة جديدة سأعيشها ؟!
ظلت تتنقل بين يمين و يسار السرير حتي غلبها النعاس !!
________بقلم elham abdoo
بعدما شرح سالم كل ما فعله حتي أنه الان ينتظر خبراً من الملازم عفت عن هذين الرجلين أعجبها و راق لها كثيرا أنها مازالت تشغل عقله و تفكيره و أنه لم يتحول عنها أبداَ فقالت : فعلت الكثير هذه المرة أيضا !!
سالم : كلما بذلت جهدا لأجلك شعرت أنه قليل أمام أن يكون ما ينتظرنا هو حياة سعيدة تجمعنا ..
كاريمان : إن نجح الأمر تلك المرة فقد تكون النهاية السعيدة لنا اقتربت جدا
سالم : دعينا لا نقل نهاية بل بداية !! هل تذكرين الخاتم الذي اهديتك اياه !!
كاريمان : بالطبع !! الذي أهداه لك ذلك العم ….
سالم: المعلم رمسيس !!
كاريمان : نعم .. قصة الأميرة الافرنجية التي اهدي لها حبيبها ذلك الخاتم بعد قصة حب أسطورية ..
ابتسم سالم و قال : بالضبط !! أنتِ تتذكرين جيدا
كاريمان : نعم .. هذا الخاتم أعز ما لدي من مجوهرات الآن!!
سالم : طلبت منه أن يعد شيئا خاصا يليق بحفل خطبتنا المرتقب ..
كاريمان بتعجب : حقا؟! ما هو
سالم : دعيه مفاجأة لكِ .. سيعجبك كثيرا بإذن الله
كاريمان : كل ما هو منك يعجبني !!
_________بقلم elham abdoo
أشرق الصباح علي فاتن في محبسها و عندما فتحت عينيها بعد أن غلبها النوم قبل الفجر بقليل..
جاء الشاويش و بصوته الأجش نادي اسمها و قال : حضرة البكباشي يريدك في الخارج !!
ذهبت فاتن بخوف ووقفت أمامه في صمت فقال مشيرا للكرسي الذي أمامه : اجلسي يا فاتن ..
جلست فاتن بتردد فأكمل البكباشي : هناك رجل قوي يقف وراءك مثل أسد !!
ردت فاتن بصوت واهن و ابتسامة خافتة : كرم …
البكباشي : لازال واقفا امام المخفر من الليل الي الان في انتظارك !! رجل صادق في محبته !!
فوجئت فاتن من كلامه و لم ترد فاكمل قائلا: سعي وراء خالتك حتي عرفت بأنك محتجزة فأدلت بشهادتها و لذا سيخلي سبيلك الان !!
أشار للشاويش و قال : اذهب و استدعي كرم أفندي كي يأتي الي هنا
ابتسمت فاتن بسعادة و قالت : قلت لحضرتكم أنني بريئة !! و لم تصدقني!!
البكباشي : كذبتك هي من أضعفت موقفك، لتتعلمي أن الكذب ضعف و جالب مصائب و أن الصدق منجي ..
فاتن : نعم .. لديك حق
دخل كرم و ألقي التحية فاشار له البكباشي بالجلوس ثم قال : لتوقعي علي تلك الأوراق يا آنسة ثم تنصرفين من هنا بسلامة
وقعت فاتن في سرور و عجالة ثم وقفت و قالت : هل سنذهب الآن؟!
البكباشي : نعم .. و لكن إن احببتِ ضيافتنا هنا فلا بأس .. لتبقي !!
ابتسمت فاتن بينما قال كرم : هل تسمح لي بالاطلاع علي ما سيحدث في القضية ؟!
البكباشي : سأتولي التحقيق في القضية و التحري حول كل المشتبه بهم حتي نجد دليلا علي الجاني و من ثم سنقبض عليه و سيحاكم ..
كرم : و السيدة شفيقة و السيد سلامة ؟! ما هو وضعهما ؟!
البكباشي : لا دليل قوي ضدهما و عند تفتيش منزلهما لم نجد دليلا واحدا لادانتهما!! أشعر بأن مفتاح حل القضية يقف خلفهما لكن الدلائل فقط هي من ستمكننا من التأكد و حل القضية
كرم : ليوفقكم الله
البكباشي : شكرا لك
انصرفا من أمام البكباشي و ذهبا بسعادة، نظرت فاتن لكرم و كأنما رأت في داخل عينيه الدنيا و ما عليها !! ذلك الرجل أنقذها في كل موقف صعب تعرضت له، كان لها حماية وقتما تعرضت للأذي، لم يحمل لها حقدا أو كراهية بالرغم من اصطدامهما معا في البداية .. رجل ذو قلب و ضمير أبيضان !! جاء ليعوضها عن ضعف الرجل الأول في حياتها و هو سلامة و عن قسوة الرجل الثاني و هو عزيز .. هو قدر جميل قابلته بعد ظروف صعبة.. كانت مطرودة من كنف خالتها بعد كارثة و فضيحة أخذتها للمزرعة كعقاب فإذ بها تجد فيها رجلاً عظيماً كهذا!! أعاد ترتيب نظرتها للرجال!!
لاحظ كرم ضياعها في عينيه فسألها : أين تحبي أن تذهبي ؟!
فاتن : إلي المبرة .. كي أطمئن علي خالتي
كرم : حسنا …
______بقلم elham abdoo
بعد انصرافهما نظر البكباشي في الظرف الذي تركه أمس الملازم عفت في وقتما كان هو في المبرة يستمع للسيدة حفيظة ..
فتحه فوجد صورتين مطبوعتين لرجلين و مرفق معهما رسالة صغيرة بها طلب بالنظر في سجلات القوة ا محاولة للتعرف عليهما حيث أنهما قاما بهجوم مسلح بأسوان علي طبيب فرنسي الأصل يدعي إيفان مانويل !!
دقق البكباشي النظر في الصورتين و تذكر حادثة كانت منذ ثلاث سنوات !! أحدهما قبض عليه في قضية سرقة و لكنه عوقب بالحبس لمدة عام و نصف تقريبا ان لم تخنه الذاكرة !!
استدعي البكباشي نفرا من القوة و طلب منه الذهاب لمخفر المدينة الغربي و إبلاغ الملازم عفت بضرورة الحضور في أسرع وقت !!
__________بقلم elham abdoo
وصلت فاتن للمبرة و ذهبت مع كرم للطبيب أولا لتطمئن علي صحتها فأخبرهما أنها تحسنت بشكل كبير و زال الخطر علي حياتها و لكن مسألة أعصابها و عودتها للحركة بشكل طبيعي فهي غير مؤكدة و ستخضع للتجربة فبعدما يبدأ جرحها في الالتئام و تخرج من المبرة ستكمل رحلة الاستشفاء بالمنزل و يمكنها استعمال كرسي متحرك و يمكن مع الوقت أن تعود للتحدث و الحركة كما كانت !!
شكرته فاتن كثيرا ثم طلبت منه اذنا بالزيارة فسمح لها رغم أن الزيارة تبدأ من الواحدة ظهراً !!
دخلت فاتن الي خالتها بينما ظل كرم في الخارج بانتظارها
ارتمت في حضنها و ظلت تبكي و لم تستطع حفيظة كتم تأثرها و دموعها و حاولت ضمها بذراعها الأيسر و تنهدت بشدة فقالت فاتن : الحمدلله أنكِ بخير يا خالتي
أشارت حفيظة بامتنان ردا عليها فأكملت فاتن قائلة : آسفة لأنني أخفيت عنكِ ما فعله والداي حين كنتِ بالمزرعة .. لو كنت أخبرتك لما وصلنا لهذه المرحلة!!
نظرت لها حفيظة بتأثر و أشارت للورق و القلم فأحضرتهما لها فكتبت الآتي: دعي هم والديكي عليَّ أنا .. عندما أتعافي سيكون هناك ترتيبا لهما
فاتن : كيف؟!
حفيظة علي الورق : هل مازلتِ تخافين عليهما ؟ !!
فاتن : هم أخطئا و لكن كفي يا خالتي !! يكفي اغلاق الحسابات بتلك الطريقة !! دعيهما للبوليس ليدفعا ثمن أخطائهما !!
تعجبت حفيظة لطريقة فاتن الهجومية و كتبت : حسابات ماذا ؟! ماذا تقصدين ؟!
فاتن : جاءت كاريمان ليلة الحادث و أحدثت ضجة كبيرة و شرحت لي ما حدث بينكما !! كفانا من كل ذلك يا خالتي.. لم يجلب علينا سوي المتاعب !!
حفيظة علي الورق : فعلت كل ذلك من اجلك !!
فاتن : يكفي يا خالتي !! كرهت كل تلك الألعاب و الشرور .. لا داعي لكل هذا !! ليت تلك القضية تنغلق و ينتهي كل هذا القلق و التوتر
أشارت حفيظة بالايجاب ثم دخلت الممرضة لتضمد الجرح و تعطيها الدواء
________بقلم elham abdoo
قضت شفيقة ليلتها في قلق و توتر شديدين فلم تنم دقيقة واحدة، سلامة ضعفه أكبر من أبوته فبرغم من تأثره لحبس فاتن ظلماً و بالرغم من معرفته بكل شئ إلا أنه كالعادة جبان !! ساكت عن الحق !! ضعيف أمام قسوة شقيقة !! كل ذلك دفعه للهروب من واقع مؤلم في نوم عميق لم يصحو منه منذ مساء أمس !!
أيقظته شفيقة بعنف بعد أن ظلت تدور في المنزل مثل المجذوبة من فرط القلق !!
سلامة : لماذا توقظينني ؟!
شفيقة : ويحك يا رجل !! كدنا أن يقبض علينا !! و انت تغط في نوم عميق !! كيف تفعل هذا ؟!
سلامة : و ما الذي سأفعله ان بقيت مستيقظاً ؟! تركونا أحراراً فماذا نفعل بالتفكير؟!
شفيقة : معك حق، فلو كان لديهم دليل ضدنا لما كانوا تركونا نذهب!! و لكن حفيظة !! ماذا لو تكلمت ؟! هل سيأتون لأخذي حينها ؟!
سلامة: ألم تقولي أنها لم تركِ و انتِ تغرزين السكين بظهرها !!
شفيقة : نعم !! لكن هل ممكن أن تتهمني ؟!
سلامة : و لكن اتهام دون دليل لا يشكل خطراً !! ألم نخفِ كل شئ معاً!!
شفيقة : معك حق و لكن إن سلمنا من اتهام البوليس، لن نسلم من انتقامها عندما تستعيد صحتها !! فاتن و كرم سيخبرونها بكل شئ حتماً !!
سلامة : ما قولك اذن ؟! ما العمل ؟!
شفيقة : لنهرب !!
سلامة : ألم يحذرنا البكباشي من هذا ؟!
شفيقة : أقصد أن نهرب من هنا و نسكن في مكان آخر كي لا تطالنا يدها!!
سلامة: ستبحث عنا و تجدنا!! غير ذلك تغيير مكاننا الآن سيثير الشكوك و يلفت النظر إلينا!!
شفيقة : لنبقي هنا مؤقتا و لكن بحذر حتي نعرف كيف ستسير القضية فربما يتجه الشك نحو عدو آخر و تلتصق به الجريمة و ننجو نحن و حينها نعود لحياتنا!!
سلامة : و إن لم يحدث !!
شفيقة : حينها نهرب بعيدا الي اي مكان ..
سلامة : اذن لننتظر !!
_________بقلم elham abdoo
ذهبت بسمة الي المبرة كأي يوم معتاد و تقابلت مع حسنية و روت لها ما حدث أمس في الحفل حيث انها لم تستطع المجئ و ظلت بجوار والدتها المريضة طوال الليلة الماضية
قالت حسنية : هذا يعني أن الأمير المتهور وقع في غرامك !!
بسمة : لا أعرف لماذا لا أصدقه؟!
حسنية باستهزاء : لمَ لا تصدقي؟! لماذا عرض عليكِ الزواج اذن ؟! هل أجبره أهله كي لا يحرم من الميراث؟!!
بسمة : لا تستهزئي بمخاوفي !! رجل مثل عزيز، ما الذي أعجبه بي حتي يختارني دونا عن كل الفتيات ؟!
حسنية : وجدك بك الطيبة و المساندة مثلا !! وقفتِ بجواره حتي استعاد نظره مثلا !! استدعيتِ صدقي باشا من اجله خصيصاً مثلا!! كنتِ سببا في عودة النور لعينيه مثلا !! كل تلك أسباب خذي منها ما يعجبك !!
بسمة : لا أعرف!! أنا مرتبكة تماما !!
حسنية : السؤال الأهم هنا : هل هو يعجبك ؟! هل يروقك القرب منه؟!
قبل أن تفتح فمها لتجيب، جاءت احداهن لتقول : السيد عزيز .. يريدك في الخارج يا بسمة !!
ابتسمت حسنية و قالت : الرجل أتي عند ذكره !! لعله خيراً !!
تركتها بسمة بابتسامة و ذهبت إليه !!
_________بقلم elham abdoo
جاء الملازم عفت لمنزل سالم و أخبره أن هناك إشارة جاءته من بكباشي قوة البوليس لمخفر شرق المدينة و يظهر أن هناك تقدم أو معلومة تخص الظرف الذي تركوه له بالأمس فأبدل ثيابه سريعا و ذهب معه ..
أما كاريمان فقد جلست في الحديقة تنتظر خبرا من سالم حول الأمر فجاءها مظروف مغلق من المحكمة يبلغها بموعد المحاكمة بعد ثلاثة أيام !! قد اقتربت نهاية الأمر.. تمنت في داخلها قائلة : عسي أن يجد سالم حلاً و ينتهي الأمر نهاية عادلة !!
_________بقلم elham abdoo
خرجت بسمة للقاء عزيز الذي نصب شباكه حولها منذ ليلة أمس و لم يتبقي أمامه سوي الصبر و الهدوء حتي تلتقط السمكة الطعم !!
قابلها بوجهه الذي ارتسمت عليه الابتسامة و الإعجاب و قال : صباح الخيرات عليكي يا بسمة !!
بسمة بعجب : لماذا أتيت إلي هنا يا سيد عزيز ؟!
عزيز : سيد ؟! أمازلتِ تناديني بلقب ؟!
بسمة : بالطبع !!
عزيز : يبدو أنكِ لا تصدقين ما قلت ؟! أو لا تقدرين مشاعري ؟!
بسمة : بصراحة أتعجب من كل ما قلته لي !! متي حدث كل ذلك التغيير؟! و من أين أتي كل هذا الحب ؟!
عزيز : حسناً .. سأشرح لكِ من جديد : أنا لا أعرف كيف أو متي أو لماذا؟! ما أعرفه هو أنني أحبك و أريدك معي في حياتي !! هل تقبلين ؟!
نظرت له بسمة في شك و ريبة و لا تعرف كيف ستجيب فتركته و ذهبت للداخل دون كلمة واحدة !!
_______بقلم elham abdoo
أما سالم فقد وصل برفقة عفت لقوة المخفر الشرقي و قائلا البكباشي الذي شرح لهما ما يذكره عن أحد الرجلين
قال عفت : كيف اذن سنصل اليه ؟! هل تتذكر اسمه أو عنوانه ؟!
البكباشي : أتذكر اسمه علي ما أظن كان شوقي .. لا تقلقا فمع بعض المجهود و البحث بملفات القضايا في ذلك الوقت سنصل اليه حتما
عفت : هل ملف القضية هنا ؟!
البكباشي : نعم .. سنبحث و نجدها بإذن الله .. هيا بنا لغرفة الأرشيف
________بقلم elham abdoo
في أسوان كان منصور بك مؤرقا مت أجل كاريمان و ها الحفلة انتهت و كل الأمور أصبحت علي ما يرام فرأي أنه من المناسب هو السفر الان للبقاء بجانبها، عرض الأمر علي ثريا فوافقت علي الفور بينما انتظرا عودة عزيز ليخبراه و يعرفا رأيه، أقبل هو من المبرة الي المنزل و جلس معهم بالحديقة فقال منصور بك : سنسافر المنصورة بعد قليل يا عزيز .. ما رأيك ؟!
لم يروقه عزيز ذلك التوقيت فقال : هكذا فوراً !! لم أرتح جيدا من عناء الجراحة و التعب !! لأجلها قليلا بعد !!
منصور بك : لا أستطيع البقاء هنا ساكنا بينما ابنتي هناك متوترة و تعيش داخل معاناة !! لا تنسي أنا معاناتها هذه لك أنت دخل وثيق بها!!
حزن عزيز و نظر لاسفل فاشارت ثريا لوالدها لان عزيز أيضا خرج من معاناة صعبة منذ يومين فقط !!
منصور بك : لم أقصد يا بني و لكن قلبي غير مرتاح بتركها بعيدا عنا في ظرف كهذا !!
عزيز : إذن سافرا انتما و أنا سألحق بكما عندما أشعر بالتحسن و ربما احتجت لاستشارة صدقي باشا من أجل تشوش عيني هذا !!
منصور بك : كما تحب يا بني ..
أشار لثريا و قال : قولي للخدم أن يجمعوا الأغراض استعدادا للسفر !!
ثريا : حسنا ..
_________بقلم elham abdoo
أثناء بحث البكباشي و عفت بالملفات للوصول لذلك الرجل سأل قائلا : ماذا يخص ذلك البحث؟! ذكرت في رسالتك أنه حاول قتل طبيب في أسوان فما الأمر؟!
عفت : هناك قضية مفتوحة هنا بين ذلك الطبيب الفرنسي و أميرة من عائلة الراعي من جانب و بين سيدة من الاعيان تدعي حفيظة من جانب آخر !!
انتبه البكباشي عندما سمع اسم حفيظة و قال : تلك التي طٌعنت في قصرها ؟!
سالم : نعم .. بالضبط !!
البكباشي : الاميرة كاريمان .. أليس كذلك؟! قد حققت معها في قضية الشروع في قتل حفيظة لكن لا دليل ضدها !! و عندما سألت حفيظة قالت أنها لم تهددها من قبل برغم العداوة التي بينهما !!
سالم بانفعال : كاريمان لم تفعل شئ .. هي تبحث عن حقها فقط !!
البكباشي : أنت تدافع عنها باستماته !!
سالم : ستكون خطيبتي عما قريب !!
رفع البكباشي حاجبيه و قال : الان فهمت !! هل تشرح لي ما حدث بينهما ؟!
سالم: هذه قصة طويلة منذ زمن فكاريمان و فاتن ابنة اختها كانتا صديقتين و من وقت نشوب العداوة بينهما بدأت الحرب !!
البكباشي : لنستمع للقصة منك بالتفصيل حتي نجد ملف القضية ..
سالم : و هو كذلك..
_______بقلم elham abdoo
جاءت السابعة مساءا و يوسف مستغرق بالقراءة فدق جرس منبه هاتفه فأغلق الكتاب بسرعة و اتصل بريم كي يصطحبها إلي مكان الحفل لكنها لم ترد فذهب و اخذ حماما ثم أبدل ثيابه و انطلق نحو الفندق حيث تقطن لكن موظفة الاستقبال أخبرته أنها استقلت سيارة أجري منذ قليل و غادرت !!
تعجب يوسف من كونها لا ترد عليه او تنتظره و لكنه ابتلع كل هذا و أشار لسيارة أجري أخذته من أمام الفندق الي مكان الحفل ..
عندما وصل دخل لقاعة الاحتفال و بحث عنها بعينيه في كل الارجاء فلم يجدها، عجباً فالحفل سيبدأ خلال دقائق فأين هي ؟!
سأل أمن المكان فأكدوا وصولها منذ عشر دقائق فارتاح داخله و جلس علي أحد الكراسي ينتظر قدومها فربما ذهبت للحمام أو ما شابه!!
بدأ الحفل و بعد دقيقة واحدة دخلت ريم و دون أن تنظر لأحد جلست في مكان مخصص لها في الأمام و كانت الاضواء كلها مسلطة عليها و بعد أن تم الاحتفاء بها و بلوحاتها، قدموا لها درعاً تقديرا لمجهودها و موهبتها الفريدة، كان ينظر لها بفرحة و فخر و لكنها تجاهلت وجوده تماما و كأنما مات في عينيها و قلبها !!
نزلت عن المنصة و انشغلت في أحاديث مع كل المدعوين و أعضاء اللجنة في الجريدة و غيرهم، كانت كنجمة قريبة تلمع في سماء لم يظهر بها الا هي !!
لم يكن يوسف رجلا يغار من النجاح بل علي العكس كان سعيدا من أجلها من داخل قلبه !! هو رجل جيد في كل شئ ماعدا … الحب !!
وجدها لا تعطيه اهتماما أو حتي نظرة واحدة فاقترب و قال لها : مبروك يا فنانة !!
ريم باقتضاب : الله يبارك فيك .. شكرا
يوسف : اتصلت بيكي مردتيش و رحت لك علي الفندق لقيتك مشيتي !!
ريم : و ليه تعبت نفسك !! مكنش فيه داعي !!
يوسف بانفعال : يعني ايه ؟! انتي قصدك ايه بتصرفاتك دي ؟!
ريم : مش قصدي حاجه .. بعد اذنك !!
تركته ريم و ذهبت لتكمل استمتاعها بالحفل فأخذت مشروبا من أحد النوادل و ظلت متجاهلة لوجوده حتي انتهي الحفل و خرجت للخارج لتنتظر سيارة تعيدها للفندق !!
وقف الي جوارها و قال : ريم ..
نظرت له بضيق و قالت : نعم !!
يوسف : ينفع تيجي معايا عشان عاوز نتكلم مع بعض كلام مهم !!
ريم : بخصوص ايه ؟!
يوسف : بخصوصنا!! بخصوص حياتنا !!
ريم بتهكم : لا خلاص !! مبقاش فيه حاجه اسمها احنا عشان يبقي فيه حياتنا!!
يوسف بصدمة : يعني ايه ؟! فيه حد تاني؟!
نظرت له باستياء : هو ده اللي جه ف بالك !! لعلمك انا مش انسانة خاينة عشان قبل م أنهي معاك اتعرف علي حد تاني و كمان أحبه !!
يوسف : امال ايه ؟! بتنهي كل حاجه كده بدون سبب ؟!
نظرت له بتفاجؤ و قالت : بدون سبب ؟! لا … ده فيه ألف سبب !! الأول انت لا عرفت تحبني و لا تحترمني و أنا صبرت عليك كتير ، التاني طول الفترة اللي فاتت بتخطط و ترسم هل فكرت مرة تشاركني و تقولي انا هعمل كذا او بفكر في كذا ؟!
استنيتك كتييير عشان تاخد خطوة و قولت معلش ظروف لكن حتي لما ظروفك اتصلحت فضلت زي م انت !! و نزلت مصر عشان فرح صاحبك مش عشاني !! و الفلوس جبت بيهم عربية !! قولي بقي أنا كنت فين من كل ده ؟!
يوسف : الموضوع مش كده انا كنت بخطط اني الاول أظبط أموري و أرفع مستوايا و بعدين أتجوز .. انتي ليه مش عاوزة تفهميني ؟!
ريم : أفهمك ؟! أكتر من كده ؟! طب علي الاقل لو انا مهمة عندك كنت كلمت ماما في موضوعنا لما نزلت لكن انت مش علي قلبك مراوح زي م بيقولوا .. ده فيه علي قلبك تكييف!!
بص انا طاقتي معاك خلصت و انتهي الموضوع.. جايز تكون انسان كويس و مؤدب و أمين و عرفت ازاي تبقي ناجح لكن في الحب ؟… أنت مبتعرفش ازاي تحب و تهتم و تدي مشاعر و تقدير للي بتحبه !! او يمكن محبتنيش من القلب عشان كده معرفتش تقدرني !! بس في الاخر خلاص كل شئ انتهي !!
يوسف : دا انا كنت جاي اقولك يلا نتجوز !!
ريم باستهزاء : آسفة .. فات الوقت !!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *