روايات

رواية وكأنها عذراء الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء البارت السابع والثلاثون

رواية وكأنها عذراء الجزء السابع والثلاثون

وكأنها عذراء
وكأنها عذراء

رواية وكأنها عذراء الحلقة السابعة والثلاثون

يُحكى على لسان أصحاب التجارب والخبرات المريرة أن:
مع مرور الوقت تندمل الجراح شيئًا فشيئا وكأنها لم تكن.. حتى أن ندوبها ستبدأ تدريجياً بالاختفاء ويتهيأ لك انها ستترك أثر، ستشفي وكانك لم تتألم يوم..هم يعتقدون ذلك.. وأنا أعتقد أنهم ربما صادقون نوعاً ما أو ربما يتهيأ لهم ذلك كنوع من الاوهام والهروب من الواقع، أو يكذبون على انفسهم ليس الا..
لا أعلم …صدقا لا اعلم لكن ما اعلمه هو أن الجراح جميعاً لا تتشابه، اوجاعنا وما يؤلمنا لا يمكن أن تتشابه أبدا..
لكل منا طبعه، وطبيعته البشرية هي من تحدد مدى صلابتنا وتحملنا..
وجود أناس صادقون داعمون لجراحنا يسرع من عملية التئام الجرح، ولكن ليس الجميع محظوظا بهؤلاء الصادقين..
#روح…
حياه جديده كليا عليها، لا تنكر الهم الكبير التي تحمله علي اكتافها من القادم، ولا تستطيع محو ذلك الألم الذي يسكن روحها
لكنها تدين بالفضل لارض المزرعه هذه بمن عليها جميعهم
وبفضل اكبر لربها، وبفضل خاص لمجد وخيانته، وهروبها وذلك الحادث الذي ألقي بها لهنا
كل الطرق التي أدت بها لهنا ستظل تشكرها مدي الحياه، لو لم تمر بكل ذلك، لما كانت هنا الان، ولما استطاعت أن تكن ماهي عليه الآن .
صحيح لم يمضي وقت طويل لكنها تشعر بالتحسن، بالاكتفاء نوعا ما، حتى مشاعر الأم التي كانت تطوق لها طيلة رحلة حياتها لم تعد تريدها، أو بالاخص بين ذراعي سليمه وجدت ما لم تستطع أن تعطيه لها حتي خالتها رحمها الله
هنا عالم جديد، طريق اختاره لها الله وليس هناك ما هو اجمل من الرضا باختياراته.
تنهدت ووضعت يدها أسفل خدها، وهي تجلس بالمقعد الاول تستقبل محاضرتها برضا، بعدما اقتنعت بأن تكمل دراستها الجامعيه بكلية التجارة .. كم هي ممتنة لوجود سند لها الان كالراوي وعلاقاته التي لولاها لما استطاعت دخولها..بتلك السهولة واليسر كم هي سهله الحياه حينما تمتلك السلطه والمال والنفوذ ..
ابتسمت براحه ما أن انتهي المحاضر أخيرا، ومدت يدها تتحسس بطنها المنتفخ بحنو، وشوق لتلك الجنيه التي ستأتيها..
لقد مرت ثماني أشهر كالبرق، وظل فقط ايام قليلة وتبدأ بشهرها التاسع..وبعدها ستنير حياتها بوجودها..
لقد ظنت أن بوجود طفلتها معها سينهار العالم، لكن الله كان رؤوف رحيم بها حينما اوقعها بيد من دعمها بكل الحب، وتفهم ما مرت به، حتي نظرة عتاب واحده لها لم ينظروها لها
وهي من اقسمت بالبدايه إن حكت وشعرت منهم بالكره، سترحل
لكن هنا يخيب ظنها دائما، وكم تحمد الله على خيباتها المتكرره بمن عشقتهم هنا وارتاح لهم قلبها.
سارت ببطء مبتسمه، تحمد الله، حتي وصلت لتلك العياده الخاصه بفريده لها هنا.
فريده التي أتت البارحه من بعد الحالها عليها حتى تتابع حالتها وتشرف عليها، حتي يحين موعد ولادتها، هي لاتثق الا بها..
وكذلك فعلت ديما، التي تعرفت عليها هنا، واصبحوا مقربين لها جدا، بل أصبحوا كل عائلتها
دلفت بسعاده، تناديها بلهفه:
_ فريده..
_ ياعيونها..
قابلتها فريده بذات السعاده، وهي تستقبلها باحضانها..
لتردف روح بتعب:
_ ولديني بقي يا فريده انا تعبت بقي والله والبت دي مش مريحاني..
تأففت فريده كالعاده، وهي تبعدها عنها، تحاول ضبط انفعالاتها حتى لا تهجم عليها ، أنه الموضوع ذاته الذي يناقشوه جميعاً بمكالمة جماعية تضم نساء العائلة بأكملها كل ليله..
هتف روح بقلة صبر بعدما طال صمت فريده واحتلت تعبيرات الرفض وجهها:
_ فريده ردي عليا، اف بقي هو انا بكام نفسي؟!
سحقت فريده أسنانها وهتفت:
_ صبرني ياربي علي بنت المجانين دي!
هتفت روح بحزن مصطنع، وهي تلوي شفتيها، قبل أن تقذفها فريده بالقلم مردفه بغيظ منها:
_ كده الله يسامحك..
_ قومي يابت من وشي، يالا علي برا خدي مكان الممرضه عشان مجتش
_ ايه ده، انتي هتشغليني كمان، وانا بكرشي ده ياست فريده..
رفعت فريده حاجبها وهتفت ببلاهه:
_ وهي دي اول مره ، محسساني ليه انك مستغربه كده ..
اغتاظت روح، وفريده تدفعها بضحك:
_ ياريتني ماجتلك…ياريت..
_ كده ماشي طب ياحلوه اعرف صاحبك، شوفي مين هيفضيلك الكرش ده…
رفعت روح وجهها، وهتفت بكبر:
_ ديما حبيبتي.. طبعاً
_ انا سامعه حد بيجيب سيرتي، ها..
تهللت اسارير روح، والقت بنفسها بين ذراعيها.
احتضنت ديما روح بحنو، حب حقيقي لها، حب ولد بقلبها منذ أول لقاء لهت بها، احبتها، وحينما علمت حكايتها
احبتها اكثر، انها حكايه أخري من حكاياتهم، وعليها قررت بكل الحب الانضمام لباقي العائله من أجل دفع وتغير تلك البائسه للتغيير، ووضع أقدامها علي أرض صلبه
لتستطيع الثأر لنفسها، ولتستطيع إعالة نفسها هي وتلك الطفله التي ستأتيها..
نظرة عين روح لها كانت تحوي سؤال طال البحث عن اجابته، كل مرة تأتي بها لهنا تري سؤالها بعينيها..
لكنها لا تقدر علي البوح بما لم تكن متأكدة منه.. كم ستخفي بعد تلك المجنونه عشقها لذلك الرجل غريب الأطوار التي تبحث عيناها عنه بكل وقت ومكان وكل حدث سار ومؤسف..غريب امر العشق وعجيب هؤلاء العاشقون أمثالنا نهوى التعب والوجع، وكل ما لا تستطيع امتلاكه اليدين..
روح تبحث عنه هنا وهناك، وهي تستطيع قراءتها جيدا
واليوم فقط ستريحها، بعدما أكد لها مروان الحقيقه الكامله
تنحنت قليلا، وهي تحاول تجميل الحقيقة لها:
_ سافر وساب البلد
لم تستوعب، شعرت وكأنها لم تفهم عليها، فسألتها بريبه؛
_ ها… هو مين؟!
اشفقت عليها، وأردفت بحنو، وهي تمد يدها تمسك بكفها التي اثلجت فجأه..
_ مجد..! سافر يا روح، وللاسف مروان مش عارف يوصل لمكانه في أي بلد بالظبط..بس متقلقيش هو..
وكانها لم تستمع الا لذلك السؤال الذي يؤلم قلبها كلما تذكرته..
_ طيب وبنتي، كده اتحكم عليها تعيش من غير نسب، ازاي هقدر أثبتها؟! ازاي اثبت اني كنت..
كانت ستجيبها فريده بما خططوا له، لكن عصا قويه علموا جيدا لمن ضربت الأرض من خلفهم، مردفا بغضب:
_ ومين جالك أن الراوي هيسمح ابكده..
_ جدي..انا
_ كيف بتفكري اكده وانتي بارض الراوي ..كيف تشيلي حمل صعب اكده واني هنا، كيف ياقلب جدك، تفكري في الرخيص اللي باعك وغدر…! الله في سماه لخليه يحفى ويسف تراب الأرض عشان يلمحك
وان ما رجع بسبب مقنع وبقاله عذر جوي لاندمه وأعرفه أن حفيده الراوي الكبيرة مش للتسلايه..
_ جدي..
لم تشعر بنفسها سالت دموعها، واسرعت لتلقي بنفسها بين ذراعيه
كما اعتادت وعودها هو
اردفت بحب حقيقي؛
_ انا لو اعرف اني بعد اللي شوفته هيكون متشالي الحلو كله معاك ياجدي مكنتش هشيل هم حاجه ابدا..انا بحبك اوي ياجدي
_ واني هحبك يا روح الجد انتي، بزيادة بكي وجدامي انتي وياها عشان تفهموني عليش بتدوري علي خايب الرجا ده..
نظرن لبعضهن البعض بريبه، قبل أن ينظر لهم بنظره ارعبتهم، مردفاً بأمر
_ جدامي يالا..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *