روايات

رواية ما بين العشق والخذلان الفصل العاشر 10 بقلم هدى زايد

رواية ما بين العشق والخذلان الفصل العاشر 10 بقلم هدى زايد

رواية ما بين العشق والخذلان البارت العاشر

رواية ما بين العشق والخذلان الجزء العاشر

ما بين العشق والخذلان
ما بين العشق والخذلان

رواية ما بين العشق والخذلان الحلقة العاشرة

ردت” علياء” بعصبية مفرطة ولأول مرة منذ دخولها منزل الجدة:
– سبيني يا تيتا من فضلك سبيني اتكلم معاه محتاجة دا اوي الله يرضى عليكي .
خرج” رحيم” من غر فته و قال بنبرة لا تقل عن نبرتها:
– عاوزة تتكلمي في إيه يا علياء ؟! جاية ليه تاني ؟!
وقفت مقابلته و قالت بنبر ة مختنقة:
– هو مين اللي من حقه يغضب ويثور و يقلب الدنيا فوق دماغ التاني أنا ولا أنت ؟!
– عاوزة إيه يا علياء أنتِ مش اتخطبتي جاية لي تعملي بيا إيه !!
ردت بتساؤل و قالت:
– مين اللي قالك كدا ها ؟! عرفت منين ؟! من ستك ولا سچى هانم خطافة الرجالة ؟!
رد ” رحيم” بهدوء مريب و قال:
– ملكيش دعوة بيها و ردي على قد سؤالي جاية ليه وعاوزة مني إيه !!
– رحيم أنا عملت كدا عشان مكنتش عارفة اوصلك لكن أنا ولا مخطوبة ولا ناوية اتخطب لحد غيرك !
لاحت إبتسامة جانبية على ثغره وهو يقبض على كفها ليرفعه قليلًا ثم قال:
– و دبلته دي في ايدك بردو من ضمن الكدبة بتاعتك وفرحك اللي بعد شهر من دلوقتي كدب وشقتك اللي هو بيجهزها لك وفستان فرحك اللي رحتي تختاري بردو كل دا كدب في كدب ؟!
ردت بنبرة مختنقة و قالت:
– ايوة كل دا كدب أنا مش عاوزة حد غيرك و مش ناوية اكمل حياتي مع حد غيرك ليه دايما ظالمني كدا يارحيم ليه دايما بتحب تسمع لنفسك وبس !!
سكت مليًا قبل إن يسألها بهدوء شديد:
– هو سؤال واحد بس عاوزك تجاوبي عليه مخطوبة و كنتي ناوية تتجوزي بعد حتى لو مكنتش رجعت اه ولا لا !!
بلعت لعابها ولم ترد على سؤالها هدر بصوته الجهوري و قال بغضبٍ حم :
– ردي عليا ساكتة ليه !!
ردت بخوف شديد وقالت:
– ايوة بس دا غصب عني و الله يا رحيم .
تدخلت الجدة قائلة بنبرة مغتاظة:
– دا أنتِ فيكي بجاحة يادي البت مش حد بقى مخطوبة لواحد وعاوزة التاني يفضل جنبك وقت ما يجي لك شوقك !!
ردت ” علياء” و قالت :
– ازاي بس يا تيتا افكري فيا التفكير دا حرام عليكي أنا وافقت بعد ما عرفت إن رحيم اختفى ومحدش عاوز يوصلني له وقلت جايز لما يعرف يظهر أنا مظلومة حرام عليكم .
ردت الجدة بنبرة جادة:
– مظلومة دي ياختي اصدقك فيها لما تفضلي قعدة مكانك مستنية الواد انما تروحي وتيجي مع خطيبك اشي تحضيرات فرح و تحضيرات فستان و لما الواد يرجع تاني تقولي يلا نتجوز طب و الغلبان اللي فضل يحضر في بيته عشانك دا ذنبه إيه تكسري فرحته كمان ؟! عاملة زي أبوكي عاوزة كل حاجة ومش عاوزة تخسري حاجة أبدًا و الدنيا يا حبيبتي مبتديش كل حاجة للبني ادم لازم يخسر حاجة قصاد حاجة .
ختمت الجدة حديثها قائلة:
– توكلي على الله يا علياء يا بنتي وسيبي رحيم في حاله يشوف حياته و أنتِ كمان شوفي حياتك .
رحيم
قالتها “علياء” بعد ما فشلت في اقناعه ، استدار بجسده كله ثم قال بجدية:
– اسمعي كلام ستك يا علياء و اخرجي من حياتي أنتِ خلاص مبقاش ليكي مكان فيها و زي ما أنتِ اخترتي حياتك أنا كمان اخترت خلاص .
******
بعد مرور عدة أسابيع
لم يحدث شيئًا جديدًا يذكر سوى محاولات “علياء” المستمية في إعادة رحيم لها، أما “سچى” فـ بدأت بالفعل في عملها الجديد
بعد تقديم استقالتها والتي نالت القبول وأخيرًا
كانت تساعد والدتها في ترتيب المطعم الجديد
والذي استلمت ادارته بدلًا منها، لم يغيب عن بالها لحظاتها مع “رحيم” و لم تنسى كلماته لها
إن كانت لاذعة أو داعمة هي بالأساس لا تنسى أى شيئًا يتعلق به، انتظرت قدوم صديقتها المقربة لتساعدها في الدعايا اللازمة للمطعم و أخيرًا أتت، وقفت عن مقعدها و قالت بنبرة ساخرة:
– نورتي مكانك يا ليلي بنت الشيخ فهد !
ردت صديقتها و قالت :
– بس متفكرنيش أنا كل ما افتكر الأيام دي جتتي بتتلبش و الله العظيم .
ضحكت عليها و هي تقول:
– ايش حال ما كان الموضوع كله تمثيل في تمثيل كنتي عملتي إيه وبعدين في صحفسة شاطرة زيك تخاف بردو دا أنتِ ليلي الحديدي اللي اسمها مسمع في كل مكان .
جلست “ليلي” على المقعد المقابل و قالت بجدية:
– الحكاوي اللي حكايتها لي عن رحيم شكل و الواقع اللي عشته شكل تاني خالص و بعدين أنا اه بكتب عن الحوادث و الجرايم بس من برا ماعشتش الاحداث وفي فرق طبعا .
تابعت بحماس وهي تنظر حولها:
– بس إيه الجمدان دا بس دا كل دا لحقتي تعملي في شهر ونص ؟!
ابتسمت ” سچى” لها وقالت:
– الفلوس تصنع المعجزات يا ماما المهم الدعايا عليكي بقى شوفي إيه اللي لازم يتعمل وابدئي اعملي .
حركت “ليلي” رأسها و هي تقول:
– أنا مبعرفش في الحاجات دي و بعدين أنتِ هتصرفي فلوسك كلها على الدعايا يبقى كسبتي إيه ؟!
تنهدت “سچى” و هي تقول:
– يابنتي المكان لازم يتعرف و لازم نصرف في الأول وبعدها هنكسب طبعًا
– يا خوفي منك ومن حماسك دا !
– اعملي زي ماما يا محبطة أنتِ أنا غلطانة اني عاوزة انفع الجريدة بتاعتك .
ربتت “ليلي” على ظهر يدها وقالت بفضول شديد:
– سيبك مني ومن اعلاناتك وقولي لي إيه اخبار رحيم ؟!
سكتت “سچى” ما إن حدثتها عنه تنهدت بعمق ثم قالت:
-معرفش عنه حاجة و نفسي اعرف وفي نفس الوقت بقول كدا احسن بكتير مش عاوزة قلبي يتعلق بيه اخاف قلبي يوجعني .
– يعني إنتوا من يوم ما كنتوا في مكتب اللوا مجدي متقابلتوش ؟!
حركت”سچى” رأسها علامة النفي و ملامح الحزن الشديد تعتري وجهها، ردت “ليلي” قائلة باقتراح:
– طب ما تعزمي على الافتتاح واهي تبقى فرصة تتكلموا مع بعض من تاني !
– هعزمه بصفته إيه ؟!
– بصفته زميل ومش هو وبس اعزمي كل زمايلك اللي تعرفيهم بحيث لما يجي ويشوف الكل يعرف إن موجود زيه زي اي حد عادي .
سألتها بفضول وقالت:
– تفتكري مش هياخد باله ؟!
– طبعًا لا ما هو أنتِ هتعزمي كل زمايلك يعني وجوده عادي جدًا و بعدين هنسبق الاحداث ليه مش يمكن تعزمي وميجيش ؟!
– مش عارفة و الله يا ليلي خايفة، خايفة ومتوترة و حاسة إني لو شفته هعترف له ومليون حاجة ملخبطاني !
– اتقلي أنتِ بس و اعملي اللي بقولك عليه وصدقيني هتلاقي جاي لك هوا، هو الافتتاح إمتى ؟!
– يوم الخميس بتسألي ليه ؟!
– يوم الخميس و أنتِ لسه قعدة مكانك يا باردة قومي ظبطي نفسك وشوفي هتلبسي إيه وارنا مليون حاجة لازم نعملها .
********
بعد مرور عدة أيام .
تناول “رحيم” دعوة من جدته بعد أن جلس جوارها فتحها و قرأ بعيناه كلماتها البسيطة وهي تدعوه لحفل الإفتتاح، وضع الدعوة داخل الظرف مرة أخرى و قال بهدوء:
– دي واحدة زميلتي في الشغل يا ستي فتحت مطعم جديد وبعتت لي دعوة عشان احضر الافتتاح .
– و هتروح ؟!
– لا
– ليه يا ابني روح وفُك عن نفسك كدا بدل الحبسة دي .
– مليش نفس اخرج .
وقفت الجدة عن مقعدها وهي تقول بنبرة حانية:
– ربنا يروق لك بالك يا ابني أما اقوم احضر العشا بقى .
بعد مرور عدة ساعات
كان واقفًا في شرفته ينفث سحابة دخان كثيفة في الهواء، انتبه لصوت رنين هاتفه الذي صدح في المكان معلنًا عن وصول رسالة
قام بفتحها ليجدها من ” علياء” تخبرهُ فيها
( أنا و مسعد سبنا بعض عرفته كل حاجة و هو كان متفهم جدًا و فسخنا الخطوبة الحمد لله )
القى بهاتفه على سطح المتضدة الزجاجي و هو يتنهد تمتم بخفوت قائلًا:
– يا الله منك يا علياء عاوزة مني إيه بقى خلاص خلااااص .
*******
في يوم الافتتاح
كانت عيناها معلقتان على باب المطعم، ظلت تناجي ربها بأن يأتي ويشاركها تلك اللحظة السعيدة كما فعل معها الجميع، وقفت ” ليلي”
بجانبها ثم حدثتها بنبرة خافتة:
– روحي رحبي بضيوفك الناس بدأت تلاحظ انتظارك دا .
نظرت لها ثم قالت بعتاب:
– أنتٍ الله يسامحك
– أنا يا سچى !!
– ايوة أنتِ عشان كنت خلاص مأقلمة نفسي علي. عدم وجوده و جيتي أنتِ بكلامك و صحيتي فيا الأمل من تاني .
– أنتِ بتضحكي على نفسك ولا عليا يا سچى ؟!
– لا بضحك على نفسي يا ليلي حاسة إني هيجرالي حاجة و الله بسببه .
ردت ” ليلي” بنبرة جادة و هي تقول:
– طريقتك دي كدا مش حلوة خالص يا سچى الواقعة اللي واقعها دي نتايجها مش حلوة عشانك طلعي من دماغك و عيشي حياتك ولو فضلتي على كدا هيجي لك جنان قريب !
– هو لسه هايجي لي ما هو جالي خلاص !
مرت ساعة تلوى الأخرى حتى مر ثلاثة ساعات كاملة و لم يأتي ” رحيم” و كلما دخل أحد من باب المطعم يتعلق قلبها قبل عيناها
وسرعان ما ينتابها الإحباط الشديد، أما “ليلي” فـ كانت تغطي مغظم الاحداث داخل المطعم لتساعد صديقتها في نشر الدعايا الكاملة .
ليلي يا بنت الشيخ فهد مش خايفة حد يخطفك كمدا و أنتِ منطلقك في المطعم ؟!
اردف” خاطر” عبارته وهو يضع يده داخل جيب بنطاله، ابتسمت قبل أن تستدار لصاحب الصوت المألوف بالنسبة لها، مدت يدها لتصافحه وهي تقول بإبتسامتها الواسعة:
– أهلًا أهلًا يا سيادة المقدم نورت المطعم
– منور بأصحابه مبروك عليكم المطعم
– تسلم مبروك لصاحبته
– ما هي صاحبتك أنتِ كمان مش كدا ولا إيه ؟!
– اكيد طبعًا .
استطرد “خاطر” حديثه و قال:
– كان بيه كل التمثيلة الخايبة دي بقى ؟!
ردت بأبتسامتها المعهودة و قالت:
– قال يعني هي دخلت عليك ؟!
تابعت بجدية قائلة:
– أنا صحفية بشوف شغلي وأنت ظابط بتشوف شغلك جمعتنا الظروف في قضية واحدة واعتقد خدمتنا احنا الاتنين مش كدا ؟!
– تقريبا كدا .
سألته بنبرة ماكرة:
– اومال صحابك المقدم نادر والمقدم رحيم مش شايفهم يعني ؟!
نظر أرضًا ثم عاد ببصره لها وهو يقول بآبتسامته المعهودة:
– متحاوليش تعملي صحفية شاطرة عليا أنتِ عارفة كويس اوي إن رحيم مش صاحبي
ردت بدهشة مصطنعة قائلة:
– فعلا ؟! صدقني مكنتش اعرف إنا كنت فاكراه صاحبك بحكم إنكم في نفس السن و المركز عموما حصل خير ! و فرصة سعيدة إني قابلتك يا سيادة المقدم .
اختفت إبستامتها مرة واحدة ما إن استدارت بجسدها متجها حيث الركن المخصص للطعام
وقفت تنتقي بعض المأكولات الشهية بعناية فائقة أما هو فكان يحدثها دون أن ينظر لها علي الرغم من فضوله لمعرفة المزيد حولها و حول “سچى” إلا إنه تحكم جيدًا في ذلك .
*******
داخل منزل “بدران المُر”
نظر لها وجدها قادمة بكامل زينتها و أناقتها مرتدية ثوبٍ من اللون الأسود ذو حمالات رفيعة
تاركة شعرها ينسدل على كتفيها، ناهيك عن وجهها الملائكي الذي زينته ببعض لمسات مساحيق التجميل، مسح بيده على وجهه بغيظٍ مكتوم وهو يقول بنبرة خافتة:
– يا غُلبك يا بدران !
كانت تتبختر في مشيها حتى وصلت إليهما رفعت ذراع زوجها ثم جلست على فخذه و هي تقول بنبرة غنجة:
– معلش يا شيرين أصل بودي حبيبي مابيحبش اني اقعد في أي مكان غير حِجره مش كدا يا بودي ؟!
قرصته في ظهره لينتفض على إثرها و هو يقول كالببغاء :
– ايوة كدا طبعًا .
– شفتي حبيب مراته بيدلعها ازاي !!
تنهدت ” شيرين” و هي تكتم غيظها الشديد منها و من غنجها لترد بالنهاية :
– ربنا يخليه لك يا حبيبتي يعيش ويدلعك
– يارب و عقبالك كدا مع جوزك لما يدلعك
– هو أنتِ ياختي مسمعتيش اخر الاخبار مش أنا اطلقت ومش لاقيك مكان اعيش في فـ قلت اجاي هنا على ما اشوف حل !
كادت أن ترد على حديثها لكنه قاطعها و هو يقول بتذكر :
– اومال فين سليم مش سامع له حس يعني ؟!
ملست بيدها على لحيته و هي تقول بنبرة غنجة:
– سولي راح مع الناني بتاعته عند بابي أصل بابي قالي انه عاوز يقعد شوية مع سولي فـ بعته له يلعب معاه ويقضي اليوم بكرا ياروحي .
تمتم بخفوت بالقرب من أذنها وقال:
– خصام تلات اسابيع نتايجة مش هتبقى حلوة خالص عشانك اتلمي البت قربت تو لع .
لم ترد على حديثه بل كان ردها فعليًا حين وقفت ثم اوقفته معها وهي تقول:
– البيت بيتك يا شيرين احنا هندخل ننام بقى
– ياختي ادخلي أنتِ نامي وسيبي بدران يحل لي المصيبة اللي أنا فيها دي !
نظرت له ثم اقتر بت منه تملس على خده كالهرة قائلة:
– حبيب مراته تعبان ومش قادر يتكلم مش كدا ؟!
نفذ أمرها غير المباشر و قام بتمثيل تعبه وهو يقول:
– جدًا من كتر تعبي مش قادر افتح عيني
– شفتي يرضيكي حبيبي عينيه تتعبه يرضيكي لو أنتِ يرضيكي أنا لا
عادت ببصرها لزوجها وقالت بنبرتها الغنجة:
– لو كان يرضيك تفضل كدا خلاص خليك !
رد ذاك المغلوب على أمره و قال:
– لالا مش قادر أنا محتاج افصل اصلًا والحمد لله إن بكرا الجمعة عشان انام براحتي .
سارت خطوة وقبل أن تخطو الثانية جلست على ركبتها و هي تتأواه بتعب مصطنع قائلة:
– أي أي رجلي يا بيدو أي رجلي اتلوت
رد ” بدران” بلهفة وقال:
– اتلوت ازاي وريني
رفعت ثوبها الأسود ليكشف عن ساقيها البض المزين بالنقوش ثم قالت:
– اهي الوجع هنا في رجلي دي يا بيدو
حرك رأسه بيأس و هو يجثو ليرى ساقيها وقال بنبرة خافتة:
– مش هتجبها لبر بنت العفيفي
هزته في كتفه برفق ثم قالت بتعب مصطنع:
– شيلني يا بودي مش قادرة امشي لحد الأوضة
لم عليها لكنها كررت ندائها و هي تقول:
– بودي رحت فين ياروحي
تمتم بيأس :
– يا غُلبك با بدران .
رفعها عن الأرض كالعصفور ثم نظر لها و قال:
– يلا يا حبيبي
نظرت لابنة عمه بإنتصار و قالت:
– تصبحي على خير يا شيرين
ختمت حديثها ثم عانقت رقبته بين ذراعيها نظر لها و قال بنبرة خافتة:
– هو أنا عشان يتيم بتعملي فيا كدا ؟! طب استلقي وعدك بقى يا حلوة.
ما إن ولج الغرفة صفع بابها بباطن قدماه، نظرت له و قالت بتحذير مباشرة:
– عارف لو قربت مني هعمل فيك إيه أنا أصلًا لسه زعلانة منك !
– و أنا هصالحك !
-شكرًا مش محتاجة مصالحتك دي
– بس أنا محتاجك جدًا
شاحت بوجهه للجهة الأخرى وهي تقول بحزن مصطنع:
– ياسلام دلوقتي محتاج لي مش كدا انما من كام أسبوع تقولي خُدي بعضك وروحي لأبوكي
عادت ببصرها له و قالت :
– و على فكرة بقى أنا كنت رايحة النهاردا عند بابي فعلا .
سألها بإبتسامة خفيفة وهو يمرر وجهه بالقرب من ملامحها التي بدأت تنصاع له ولكل لمسة يلمسها لها، حاولت قدر المستطاع أن تتحلى بالجمود لكن كلماته كانت له مفعول السحر عليها وضعها على الفراش برفق ثم مدد جوارها لعتذر مرة تلو الأخرى حتى تعفو عنه وتتقبل هذا الاعتذار فهي بالنهاية مدللته ويعترف أنه افسدها بدلاله لها لذلك يجب عليه أن يتحمل عاقبة صنع يده .
*******
بعد عدة أيام من حفل الأفتتاح، كان “رحيم”
في زيارة لمنزل ” بدران” لم يخلو اليوم من مشاكسته لذاك الصغير المدلل لدى قلب أمه و في أثناء تلك الزيارة لم يمر إمر اخبارها بأن زوجها كان على علم بعملية بتر إصبعيه مر اليوم على هير من وجهة نظره و قبل أن يغادر
حدثته بتذكر:
– صحيح يا رحيم متنساش تيجي أنت و تيتا يوم الخميس الجاي الساعة سبعة
– ليه ؟!
– عيد ميلاد سليم
تابعت بنبرة تملؤها السعادة:
– حبيبي هيتم سنتين إن شاء الله .
– العمر كله يارب خلاص هجاي بس مش عارف ستي هتيجي ولالا هي أصل‘ا ملهاش في الحفلات و الشغل دا .
غادرت لتضع صغيرها في تخته بينما نظر هو لصديقه و قال:
– هو مافيش دعوة ليا ؟!
رد” بدران” بجدية مصطنعة وقال:
-ربنا يهديك يا حبيبي وتبطل شغل البوتجازت دا حلوة الدعوة دي ؟!
رد”رحيم” بنبرة مغتاظة وقال:
– إيه ياواد خفة الدم دي ياواد براحة على قلبي احسن هيطق من كتر الضحك !!
ع- مش أنت اللي قلت عاوزة دعوة ؟!
– أنا أقصد دعوة ورق من اللي بيتكتب فيها ندعوك لحفل العيد ميلاد مش دعواتك با اللي يدعو لك بالرحمة !
– اها فهمت مش تقول كدا من الصبح عموما هات اللي يعجبك العدد مفتوح .
– ماشي أنا همشي بقى وابقى اكلمك لما اروح .
بعد مرور عدة ساعات
وصلتها رسالة نصية كتب فيها عبارة صغيرة
( عارف اني كنت بايخ لما محضرتش الافتتاح بس أكيد مش هتعملي زيي وهتحضري عيد ميلاد سليم منتظرك يوم الخميس الساعة ستة هعدي عليكي )
كانت تقرأ رسالته بقلبها قبل عيناها لا تعرف لماذا وافقت دون أدنى تفكير، ألهذه الدرجة مسلوبة العقل و الإرادة، ضمت هاتفها المحمول وكأنها تضمه هو لصدرها، تكاد تجزم أن ساقيها لا يلمسان الأرض بل يحلقان في السماء ظلت تعد على أصبع اليد كم عدد الأيام المتبقية قبل يوم الخميس و يلتيها تعلم أنه سيكون نقطة التحول الجذري لكلاهما .
******
في يوم الخميس و تحديدًا السادسة مساءً كان ينتظرها أسفل البناية، ينظر في ساعة معصمه بين الفنية و الأخرى حتى تكرمت عليه و هبطت تلك الساحرة بثوبها .
إيه رأيك في الفستان حاساه مش لايق على الحلفة اطلع اغيره ولا اروح و خلاص ؟!
اردفت “سچى” سؤالها وهي تُلقي على مظهرها نظرة تفقدية إما هو كان يتفحصها من رأسها حتى اخمص قدميها ثم تنهد وقال:
– هو الفستان حلو لو هتلبسي لـ العبد لله مش عباد الله !
عقدت ما بين حاجبيها وقالت :
– لا مش فاهمة تقصد إيه ؟!
– اقصد فستانك حلو لو أنا بس اللي شفته انما واحد زي بدران و لا ابنه سليم دا أنا راجل وبخاف اقابلهم بفانلة نص كم دول بتوع ستات أبٍ عن جد .
ابتسمت له ثم قالت:
– حرام عليك دول زي السكر و الله أنت ظالمهم دايما كدا !
تابعت بتذكر قائلة:
– و بعدين ماقلتش رايك اروح كدا ولا ابدله ؟!
– ما قلت لك لو أنا بس اللي هشوف الفستان هيبقى عسل وسكر انما غيري يبقى اطلعي غيري القرف اللي أنتِ لابساه دا بدل ما انولك بضهر ايدي على وشك !
ردت بنبرة مغتاظة قائلة:
– في ظابط محترم يقول انولك بضهر ايدي
– اومال يعنب اخدك بالحضن وأنتِ لابسة لي فستان الترزي واكل نص القماش وضحك عليكي و اداكي الباقي .
بعد مرور عشر دقائق
اظن الفستان دا مافيش في غلطة أنا كان عجبني أصلًا من الأول
هو أنتِ لو معرتيش حتة من جسمك تتشلي مثلًا ؟! ما تستري نفسك با بنتي فاكرة نفسك ماشية مع مين !
هو أنا باخد رأيك ليه أصلًا خامس فستان اغيره وياريته عاجبك و لا عندك ذوق أساسا و بقولك إيه بقى أنا الفستان دا عجبني ومش هغيره عجبك عجبك مش عجبك اغبط راسك في الحيطة وبردو هرح الحفلة .
دا تمامك يعني ؟!
ايوة ومافي أي مناقشة تاني في الموضوع دا و اللي عندك اعمله !
استقل سيارته بعد أن فتح لها الباب، كانت شاردة الذهن وتلك الإبتسامة تزين محياها
كان الصمت يسود المكان حينها، حدثها بجدية مصطنعة و قال:
– معلش يا سچى افتحي لي ازازة العصير دي عشان بسوق
نفذت له طلبه وقبل أن يتناول منها قنينة العصير تعمد اسقاطها على ثوبها شهقت بصوتٍ مرتفع وهي توزع نظراتها تارة على ذاك المختل وتارة أخرى على فستانها الذي انتزع تمامًا رد بدهشة مصطنعة وهو يقول:
– يا خبر أبيض العصير وقع عليكي معلش معلش مكنش اقصد
تابع بلامبالاة:
– دلق العصير خير
ردت بنبرة مغتاظة وهي تجذب المحارم الورقية وقالت:
– هروح الحفلة ازاي كدا !!
-متقلقيش ستي بعتتني اجيب العباية من الخياط هبقى اسلفهالك تروحي بيها
-هروح الحفلة بعباية !! أنت متخلف !!
قرص خدها بجدية مصطنعة وهو يقول:
– ملاحظ لسانا طويل نقصه بدل ما أنا اللي اقصه قلت لك هظبطك مالك بقى في إيه ؟!
بعد مرور ما يُقارب الساعة تقريبـا وصل للقاعة الذي سيقام فيها الحفل، وقف يتابعها بأعين تملؤها الانتصار و هو يخبرها بإبتسامته الواسعة:
– طب و الله العظيم عباية ستي هتأكل منك حتة أي خدمة يا ستي عشان بس متقوليش حارمك من حاجة !
مطت شفتاها بغيظٍ شديد ردت وهي تدب قدماها أرضًا :
– أنا مش هدخل الحفلة بالمنظر دا وعباية ستك دي مش عاوزها أنت فاهم !
– مالها عباية ستي مش فاهم مش احسن فستانك اللي ملوش ملامح دا ؟!
بعد شد وجذب بينهما انتصرت “سچى” في معركتها ودخلت المرحاض تنظف فستانها أما هو كان ينتظرها في الخارج، مر الكثير من الوقت وهي لا تشعر بينما كان هو يشعر بالضجر من طول انتظاره .
خرجت أخيرًا من المرحاض وولجت معه الحفل تعرفت على زوجة بدران المُر التي سمعت عنها كثيرًا شعرت بالصدمة على وجهها ولا تعرف لماذا لكنها قررت أن تسأله علها يجيب على تساؤلاتها ابتسم لها وقال:
– تولين مش مصدومة ولا حاجة هي بس عان لسه متعرفة عليكي لما تاخد عليكي هتحبك وأنتِ كمان هتحبيها اوي .
تنفست بعمق وهي تنظر حولها لتجد ابنة خاله جالسة على إحدى الطاولات القريبة منه تنظر لها بنظراتٍ تملؤها الحقد و الغيظ، عذرتها و تمنت أن تخبرها بأن لا علاقة لها بـ رحيم سوى علاقة العمل والتي انتهت منذ فترة عادت تنظر للجهة التي يجلس فيها ” رحيم” وجدته غادر المكان دون أن يخبرها، خرجت خلفه تبحث عنه حتى وجدته داخل الحديقة، ربتت على كتفه و قالت:
– واقف لوحدك بتعمل إيه ؟!
ارخى جفنيه و هو يلعن حاله على تلك الطفلة التي لحقت به اينما ذهب، استدار وهو يزيف إبتسامته ثم قال:
– كنت بشرب سيجارة كدا في الهوا
– اممم يعني مكنتش بتهرب مني مثلا ؟!
-ههرب منك ليه ؟! ولما عاوز اهرب هجيبك أصلًا ليه الحفلة ؟!
وقعت عيناه على “علياء” التي كانت تراقبه عن كثب اقترب حد الالتصاق من تلك التي تحدثه وتسأله عن اشياء لا يستمع إليه الآن فهو كل تركيزه في تلك التي لن ترأف بقلبه يوما وهو كذلك، تفاجئت “سچى” به يحاوط خصرها بقوةً ثم خطف شفتاها في قبلة عميقة و كان منها إلا تبادله نفس القبلة و هي ترخي جفنيها أما هو فكانت عيناها مفتوحتان عن آخرهما يُشاهد انكسار حبيبته وهي تراه مع أخرى، استمرت قبلته رغم أنها غادرت المكان بل عمقها وهو يرخي جفنيه ليرتوي من رحيق شفتاها حاوطت رقبته ثم غرزت أناملها في مؤخرة رأسه جاذبة إياه لها لتؤكد لنفسها أنها بين احضانه، دفعها بعيدًا عنه و قال:
– يلا عشان تمشي وقتك خلص .

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ما بين العشق والخذلان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *