روايات

رواية عيسى القائد الفصل السابع عشر 17 بقلم آية محمد

رواية عيسى القائد الفصل السابع عشر 17 بقلم آية محمد

رواية عيسى القائد البارت السابع عشر

رواية عيسى القائد الجزء السابع عشر

عيسى القائد
عيسى القائد

رواية عيسى القائد الحلقة السابعة عشر

” عيسى… أنا كنت عـاوز أتقدم ل حنـة “..
إلتفـت عيسـى ينـظر له بهدوء ينتـظره ليُكمـل حـديثه فأكمل خالد يقـول بحيره:
” مش عارف أصلا هي هتـوافق ولا لا، أنا من فتـرة بفكـر و حاسس إني إتشديـت ليها من ساعة ما شوفتها، بس اللي كان بيخليني اتردد انهـا رافضة فكـرة الجواز تاني نهـائي ”
“تـاني!”…
” أنا عـارف كـل حاجـه، حنـة كانت ضحيـة اللي حصـل دا يا عيسـى، إذا كـان مجـدي كان عـاوز يعمـل كدا في بنتـه اللي من دمـه.. بس أنا لا عـاوز أفتكر ولا عاوزها تفتكـر كل دا.. فأنت اتكـلم معاها و رد عليـا “..
” أهلك عارفيـن ولا لا يا خالد؟ “..
” لا مش عارفيـن غير انها كانت متجـوزة ومش عارفين إني هتقدملها “..
” خـد موافقتهـم الأول وبعـدين هتكـلم مع حنـة واللي فيه الخيـر يقدمه ربنـا… يلا تعالا خلينا نفطـر “….
تجمـع كل أفراد العائلـة والأصدقاء أمام الطـعام الذي أعدته كلا من فـردوس وحنـه بإقـتراح عيسـى، لا يـدري كيف تطـورت غيـرته تجـاه فردوس في تلك الفترة الزمنيـة القصيـرة، من داخله تـمني زواج منتصـر بهـا ولكنه الآن بات يكـره تلك الزيجـه و بات يكـره منتصـر بحد ذاته…
اتجـه عيسـى يجـلس بجـوار فردوس يسألها بإهتمام:
” أحسن دلـوقتي؟! ناقصك حاجه أجيبهالك!! “..
” لا أنا زي الفـل والله.. أختك أجمد من الحـديد متقلقش”…
ابتسـم لها ثم بدأ في وضع الطـعام أمامها تـاركا منتصـر في المقابل يجلس بجـوار خالد وينظر لـه ساخـرا، يُفسـد عليه مخططـاته، لنـري لأي مـدي سيتمكن في التدخل بيـنه وبين زوجـته..
تأففت حنـة وهي تتابـع هاتفها ثم نظـرت لأختها تقول بآسف:
” أنا معـرفتش أخد أجـازة يا فيفي، مش عارفـة أعمل اي قـولتلهم إني عندي ظرف وقالوا مفيش بديـل ليا “..
أجابتها فردوس بهدوء:
” روحي شغـلك يا بت أنا كويسه والله، وبعـدين زمرد و طنط زينـات معايـا، متشيليش همـي يا حنـون “…
ابتسـمت لهـا حنـة ولكـنها لم تشعـر بالراحـة فهي بـرغم كونهـا تكبرها سنا إلا أنها تشعـر دائما بالنقيـض، فردوس هي الداعـم الأكبـر لها، تهتم لأمـرها رغم كـل شئ وبرغم ذلك لا تستطيـع هي حتي مساعدتهـا مع إصابتها تـلك..
من داخـل تلك الأفكـار إقتحـم هو عقلهـا، ألا يكفيـه السيطـرة علي قلبهـا المسكـين و الآن باتت تُفكـر به، كم كانت حمـقاء لم تتحكم بمشاعـرها، هي فقـط ضعيفـة، هشـه ولا تفعـل شئ سوي البكـاء!!
” بعـد إذنكم، هغيـر هدومي وأروح الشغـل “..
في البـداية حنـة ومن بعـدها تحرك الجميـع أيضـا لأعمـالهم وتبقـت زمرد و زيـنات و والدة خـالد بجـوار فـردوس ليهـتموا جميعـهم بهـا…
…………………………………………………..
بنهـاية اليـوم عـاد منتصـر لمنـزلـه، للمرة الأولي من شـهور يعـود ليـجد منـزله كمـا تركـه، للمرة الأولي لا يتعثـر بـرسالـة منهـا تتركهـا له ربمـا تغازله او تعـاتبه أو حتي تمـزح بهـا بكلمات مشاغبـة، بـرغم كـل مشاعـره تجـاهها إلا أنه لازال يحمـل بداخـله حبـا كبيـرا تجـاه زوجتـه ربمـا لن يتجـاوز، ربمـا تلك المدة لم تكـن كافيـه..
أخـرج هاتفـه بعدمـا ارتمي بجسـده علي الأريكـة ليتصـل بهـا ليأتيـه الرد بعـد لحظـات:
” جـوزي اللي وحشتـه موت صح!! “..
” طبعـا، طمنـيني عليكـي في وجـع في رجـلك ولا حاجـه!! لو تعبـاكي نروح للدكتـور تاني؟! أوعي تدوسي عليهـا “..
” لا أنا كـويسـه الحمـد لله، الوجـع خفيـف والدكـتور خالد بص عليها وقالي دا طبيعي “..
” الدكـتور خـالد عمل اي!! “..
” هو.. جه من شوية كـدا علشان ينـادي لوالدته فهــو دخـل و سألني عاملـة اي فقـولتله علي الوجـع يعني فمسك رجـلي من الجبيـرة والله و حركها كدا وقالي لا الوجع الخفيف دا طبيعي… دا دكـتور يا منتصـر “..
” والله أنا مش عـارف هلاقيها مـن أخوكي ولا من تصـرفاتك و دلوقتي بقي دكـتور خالد.. مهو دكـتور بقي يبقي يدخـل ويخرج علي كيفـه “..
ضحـكت تسأله بدهشه:
” اي دا يا منتصـر أنت غيـران.. يا روحي قد اي كيوت والله “…
” كيـوت آه دا أنا هطـلع روحك بس لما اشوفك، يا انا يا أنتي، يتقفـل علينا باب واحد بس وربي لأطلع عليكي القديم والجـديد “…
” اي يا عم الشـرير مالك، اي هـو أنا يعني بتعـامل مع خالد دا خالص، هو بس عشان تعبـانه وهو دكـتور في الشقة اللي قصادنا أهو يبقي أحسن ما أروح أدفع كشف بقد كدا، دا ببلاش بدون مصاريف الشحن حتي “…
” بعيـدا عن العتـه اللي أنتي قـولتيـه، دلـوقتي أنتي مش شايفـة إن أخوكي بقي واقف لينـا زي اللقمة في الزور؟! أخوكي بيغير عليكي مني علفكـرا “..
” عشـان هو بيحبـني أوي “…
” يـا سلام وأنا اي!! “..
سـألته بهـدوء بصـوت أقرب للهمس:
” وأنت اي!!؟ اي يا منتصـر! ”
………………………………………..
صـرخ عيسـى بصدمه:
” زمـرد!!!! “..
أنتفضـت تلتفـت له تسأله بهلع:
” في اي يا عيسـى مالك!!! “..
” أنتي اي اللي عمـلاه في شعـرك دا؟! اااي دا!! ”
“مالـه..صبغتـه النهـاردة وإحنا قاعديـن مع فردوس، مش حـلو ولا اي!!”…
” لا مش حـلو شيـليهـا بسـرعه إدخـلي إغسلي شعـرك دلوقتي “…
” أشيلها اي دي قدامهـا أقل حاجه تلات شهـور، وحشـه أوي بجـد!!؟! “…
تأفف وهـو يقتـرب تجـاهها ينـظر لهـا، لملامحها المستاءة و عينيها المليئـه بالحيرة فقـال ببعض الهـدوء:
” حـلو بيـكي، أي حـاجة هتكـون حـلوة عليـكي يا زمـرد، لكـن أنا بعشـق كل حاجه فيكي زي ما أنتي “..
ابتسـمت تقـترب منه:
” عـادي قولت تغيـير بـردو علشـان بقيـت حاسـه إن حيـاتنا بقـت روتيـن أوي، كل الأيـام شبـه بعض ودايمـا حاسـه إن في حـاجة ناقصـه في حيـاتنـا “…
تابعهـا بإهتمـام يُحـاول تفهـم ما تمـر بـه وأقتـرب يأخد يـدها ثم اشار لهـا لتجـلس و جلس بجـوارها يتنهـد يحـاول تنظيم كلمـاته:
” أنا مش مستعجـل علي موضوع الأطـفال دا يا زمرد، حتي لو مش مكتوبلنا خلاص مش عـاوز “..
بكـت تقـول بحزن:
” أنت مسمي شـركتك” آل عيسـى “، أنت عـاوز يا عيسى متحـاولش تراضيني بكـلام من ورا قلبك، أنا مش نـكديه علفكـرا بس أنا خايفـة، لما بقـولك غير كدا بكـون بكـذب عليـك… حتي مامتـك مبقتش نفسهـا في حاجه قـد إن يكون عنـدك طفـل، خلينـا نروح لدكتـور نتطمن”…
” بـرغم إني مش مـوافق علي الفكـرة دي وقولتلك دا قبـل كدا بس حـاضر يا زمرد هعملك اللي أنتي عـاوزاه “..
رفـع يده يمسـح دمـوعها ثم تحـرك للخـارج فأوقفتـه تسأله بتعجـب:
” رايح فين!! “..
” هخـرج أتمشي شوية مع نفـسي “…
” طيب ممكـن تاخدني شوية مع نفسـك؟ “..
ابتسـم عيسى وأومـأ لها بهـدوء:
” هستنـاكي في العربيـة “…
تحـرك عيسـى لتلحـق بـه زمـرد بعـد دقـائق قليـله تجـلس بجـواره بهـدوء فسـألها بإهتمـام:
” تحـبي نروح فيـن؟! “..
” بصـراحـة أنا نفسي أوي أكل حواوشـي “…
” إدينـي في الرومانسيـه “…
ضحـك عيسـى بينمـا يتحـرك بالسيـارة يتابـع الطريق بتـركيـز بينمـا هي تستنـد برأسها علي كتفـه، ضيق عيسى عينـه وهو يتـابـع المرآه أمامـه وصـرخت زمرد عندمـا وجدته انحـرف بسـرعه كبيـرة عن الطريق فسألته بصدمه:
” في اي يا عيسـى!!! “..
” في نـاس ورانا مس.لحـين… انزلـي تحت ومتطلعيش خـالص يا زمرد فاهمه!! “..
أومـأت برأسهـا في خـوف وبدأت في الدعـاء بصـوت خافـت متلعثم بينمـا أخرج عيسـى هاتفـه يتـصل بخـالد:
” حـالا تاخـد فردوس و حنـة و أمي وتنـزل هتلاقي حـراسي مستنيـنك تحت هكـلمهم دلـوقتي هيـاخدوهم القصر هناك آمان، خليك معاهـم يا خـالد أوعي تسيبهـم “….
سأله خـالد وهو يـركض للخارج:
” أنت فين يا عيسـى؟! “..
” أنا بـرا مع زمـرد وفي ناس ورانـا، مش معايا سـلا’ح بحـاول أتوهم بالعربيــة، سيبـك مني منتصـر هيتصـرف خليـك بس مـعاهم زي ما بقـولك “…
أنهـي عيسـى المكـالمـة واتجـه خالد بالفعـل يدق البـاب المقابـل لشقتـه لتخـرج حنـة وهي تضـع حجابها بعشوائيـه وقد شعـرت بالفزع بالفعـل و اكتمـل بحـديث خالد:
” لازم نمشـي من هنـا دلوقتي.. أنتي وفردوس بسرعه تكونوا تحت “…
” اي اللي حصـل!!! ”
” مفيش وقت أفسرلك دلوقتي، يلا يا حنـة بسرعة “….
أومـأت له سـريعـا ثم تحـركـت للداخـل لتجـد فردوس بالفعـل قد استيقظت تسألها بقلق:
” في اي؟! حد حصله حاجه؟! عيسى كويس؟ “..
” معـرفش، خالد بيقـول لازم نمشي من هنا، فين الإسدال بتاعك!؟ “..
” متعلق ورا البـاب.. انا هكلم منتصر “…
أخذت هاتفهـا تتصـل به ولكنهـا تذكرت مكـالمتهم الأخيـرة عندمـا لم يُعطيهـا جوابه لتُدرك بأنهـا لم تنجـح في مساعـدته في تخطي زوجته وتقبلهـا هي كزوجـة له، لم تنجح في استمـالة قلبه وعاطفته، وضعت الهـاتف جانبا بحـزن ثم أخذت إسدالها ترتديـه وكذلك فعـلت حنه وعادت لتـأخذها تُحـاول مساعدتها علي السير…
في الأسفـل انتـظـرهم خـالد وبجـواره زينـات تضع يدهـا علي قلبهـا الذي يكـاد يتوقف خـوفا علي ولدهـا تتمتم:
” ربنـا يستـر عليك يا عيسى أنت ومراتك “..
سألتها فـردوس بقلق:
” هو اي اللي بيحصـل!!؟ عيسى وزمـرد فين! “..
” معـرفش يا بنتـي، مش فاهمـة حاجـة، خالد بيقول في مس.لحيـن وراهم بالعربيـة “…
دلف أحد الحـراس المخـلصيـن لعيسـى يقـول بجدية:
” لازم نتحـرك حـالا، متقلقـوش مفيش خطر عليكم بس لازم ناخـد إحتياطنـا هنتحرك لمكـان آمان لحـد ما القائـد يجيلنـا.. اتفضـلوا “…
تحـركت فـردوس بقـلب مضطـرب وهي تستـند علي أخـتها تكـاد تموت خـوفا وبمجـرد أن جـلست بالسيـارة أخرجت هاتفهـا لتتصـل بزوجـها لتـجد خط الإتصال الخاص بـه مشغـولا..
” أكيـد عرف اللي بيحصـل.. ربنا يستـر، يارب استر يا رب ورجعلي أخويـا ومراتـه بخيـر واحمي منتصـر يا رب “…
علي الجهـة الأخري كـان عيسـى قد ابتعـد كثيـرا بسيـارته وبـرغم ذلك لم يُبطـئ من سـرعته، اعتدلت زمرد لترفع جسدها ولكنه صرخ بها:
” مكـانك… إحنا متراقبيـن، هيظهـروا في اي وقت دلـوقتي “..
” وهنعمـل اي يا عيسـى!؟ ميـن دول أساسا! “..
” مش عـارف، أنا بقـالي فتـرة بعيـد عن كل دا مركز في شغلي وبس، مش عـارف ميـن، مجـاليش أي معلومـة عن حد.. ”
“ربنـا يستـر”…
” متخـافيش، كنا هناكل حواوشي أهو دلـوقتي هيتعمل مننا حـواوشي “..
” ولازمتهـا اي متخـافيش بقي يا قائـد “..
ضحك عيسـى بسخـرية وهو ينظر لهـا ثم ألتفت ينـظر للطريق أمامه وقد امتـلأ بالسيـارات التي تحـولت حـوله تحيط بسيـارته فأبتلعت زمرد غصتها تقول بخوف:
” هنمـوت خلاص!! “..
ابتسم عيسي يقـول بثقـة:
” دول رجـالتي.. خلاص اطـلعي “…
رفعـت زمرد جسدهـا تنـظر حولها بصـدمه، كأنه اسطـول من السيـارات و عشـرات الحراس حـولهـم، خرجـت من السيـارة كما فعـل عيسـى وتحـركت تقف بجـواره، من إحدي السيـارات خـرج منها منتصـر وتحـرك بهـدوء تجـاه عيسـى يقول بجـدية:
” نبيـل الصيـرفي… هرب قبـل تنفيذ حكم الإعد’ام “..
قـال عيسى بغضـب:
” يبقي هو اللي حابب إن نهـايته تكـون علي إيدي أنا “..
أوقفـه منتصـر يقـول بغضـب كالجحيم:
” محـدش هينفذ الإعد’ام في اللي قت.ل مراتي غيـري يا عيسـى، أنا اللي هنـفذ.. ولـوحدي “..
تحـرك منتصـر عائدا لسيـارته ثم انطـلق بهـا بعيـدا عنهـم فأشـار عيسـى لحراس، لتتحرك ثلاث سيـارات مليئـة بالحراس خلف منتصـر و تبقت سيارة أخيـره تحـركت خلف سيـارة عيسـى، الذي انطـلق هو الأخر بسيـارته يتنهـد بتعب لعـودة المصاعب من جـديد…
……………………………………….
” مسـاء الخير، بعتذر لو جيتـلكم في وقت متأخر بس عمـلت صينيـة الكيكه دي فقـولت أجيبلكم ومنه نتعـرف “…
أقتـربت زيـن من خـلف سليـم الذي وقف أمام البـاب و من الخـارج تري تلك السيـدة غريبـة المظهـر، بثيـاب برغم أنها واسعه إلا أنها كـانت بالخفه التي ابرزت جسدها وبوجـهها وضعت مساحيق التجميـل بشكـل إحترافي، تقدمت زين تقف بالأمام وسألتهـا بهدوء:
” هو مين حضـرتك؟! “..
” أنا جميـلة جـارتكم الجـديـدة “…
” أهلا بيكي نـورتي، أنا زيـن و دا الدكتور سليم جـوزي “..
” وحضـرتك دكـتور اي بقـي، أصـل أنا بقـالي يـومين دايخـه خالص وعملت تحـليل قالولـي مفيش، أبقي أجي ليك تكشف عليا “..
نـظرت لهـا زيـن بضيق لطريقـة حديثهـا وقـالت بهـدوء:
” دكـتور شـرعي.. “..
” يوه يا سـاتر.. لا ان شاء الله متكشفش عليـا أبدا.. اتفضلوا الكيكه بالهنا والشفـا “..
أخذتهـا منها زين مع ابتسامة بسيطـة ثم أغلقت البـاب، تحركت جميـله تجاه المصعـد وهي تبتسم بخـبث:
” دكـتور شـرعي.. حلو دا ينفعـنا في شغلنـا، بس خليـني أتسـلي الأول شـوية وهو زي القمر كدا “..
بالداخـل تسألت زين بتعـجب:
” اي الوليـه المخلعـه دي “..
” وليـة مخلعـه؟! “..
” أيـوا شكـلها مـريب كـدا مش مريحــه، اعمـل اي بقي المفـروض مرجـعش الطبق دا فـاضي.. احطـلها فيه اي بقي؟! “..
تحـاول بدء محادثـة معه بدلا من تجنبـه طيلـة الوقـت، بالنهـاية كان محقا بكـل حديثـه وبرغم ذلك اقتـرب هو منهـا يقول بتفكيـر:
” إعملي بـردو حاجه حـلوة و ابعتيلها منهـا.. مثـلا باستافلور بتعـرفي تعمليهـا “..
” ايوا بس مفيش مـربي و كمـان هحتاج شوية حـاجات.. بكـرا الصبـح هطلبهـم من البواب “…
” وتطـلبيهم ليه، ادخـلي غيري هدومك ننزل نجيبهـم ونسـهر نعملهـا سوا..يـلا من غيـر تفكيـر “..
دفعـها من كتفيهـا يجعلها تسيـر أمامه تجـاه غرفتهـا وقال بجديـة:
” يلا غيـري هدومك بسـرعة “..
بـدلت ثيابهـا سـريعـا فلم تهـتم ماذا تـرتدي، لم تعـد تهتم حتي بمظهـرها ولم تبتـاع ثيـاب جديـدة من فتـرة، لا تستخـدم مستحضـرات العناية بالوجـه.. لم تعـد تهتم بكـل شئ، لا شئ يجعلهـا سعيـدة…
وبـرغم ذلك ابتسـمت بهدوء وهي تجـلس بجـواره في السيـارة.. أمام محـاولاته من اجل تلك العلاقـة لم تستطـع إكمـال إنهيـارها و عليها الدفع بنفسها للمحـاولة ايضا….
” تيجـي نعمـل حاجه مجنـونة!! “..
” زي اي؟! “..
” يعنـي.. هقف بالعربيـة هنا و مثـلا شايفـه مجمـوعة البنـات اللي قاعديـن هناك دول، هتروحي تقوليلـهم حاجـة تخليـهم يخافوا، عاوز اشوف رد فعلهم من وأنا هنا “…
” اي دا لا طبعا هو أنا أعرفهم، وبعـدين هقولهم اي اصلا؟! لا لا خلينا نجيب الحاجة ونروح “..
” اي دا مين اللي بيستسلم!! زين؟ لا مش معقول مش مصدق “..
نظـرت له بضيق ثم نـظرت مجددا للفتيـات و بغضب تحـركت لخارج السيـارة و تابعهـا هو بحماس…
وقفـت زيـن أمامهـم وتحـدثت ببعض الكلمات جعلـت الفتيات يقفـن جميعا وعلي وجههم ملامح الذعـر ثم تحـركن بعيدا عن المكـان بأكمله، عادت زين بكـل ثقة وجـلست بالسيـارة من جـديد بكـل هدوء فسألها سليم بصدمه:
” اي دا يا فنـانه!! عملتي اي بالظبط!! “..
نظرت له تقول بتحـدي:
” اعتقد دلـوقتي جه دوري يا دكـتور سليـم… تمام حضـرتك هتقف في نص الطريق وهتـرقص رقصة البطـريق “..
صاح سليم بصدمه:
” اااي!! “..
……………………………………………..
” اي دا؟! دا القصـر؟! بس دا مكانش الطريق بتاعـه؟! “..
” دا طريق مختصـر مفيش كتيـر يعرفـه.. “..
تحـرك عيسى لداخـل القصـر وأخيـرا فأنتبهـت لـه والدته التي تحـركت بتعـب تجاهه تنـظر له بقلق:
” الحمد لله، الحمد لله إنك بخيـر يا ابني، الحمد لله انكم رجعتم بالسـلامة يا عيسـى “…
أخذها عيسـى وجـعلها تجلس من جـديد ثم جلس جوارها يقـول بهدوء:
” انا كـويس متقلقـوش، معـلش قلقتكم بس أول ما حسيت بالخطـر مكنتش خايف غير عليكم لأنكم لوحدكم علشان كدا خليت خالد يجيبـكم هنا “…
سأله خالد بإهتمام:
” هو في اي يا عيسى؟! مين الناس دي؟! “..
” دا.. نبيل الصيـرفي اللي قتـ.ل نـسـرين مرات منتصـر، هرب من السجـن “…
سألته فـردوس بقلق:
” منتصـر أكيد ميعرفش الكلام دا يا عيسى صح!؟ “..
” للأسف منتصـر هو اللي قـايلي و رفض إنه يخليني اتصـرف معاه.. طلب انـه يتصـرف بنفسه.. بس متقلقيش يا فيفي حراسي معاه و كلمت قاسم هيتصـرف “..
بـرغم قدمهـا التي تؤلمهـا بشـدة الآن إلي أنهـا وقفت تتحـرك تجـاهه تسـأله بتعـجب:
” يعني اي قاسـم هيتصـرف!!طب وأنت مش هتتصـرف؟! هتسيبـه يـروح يا يت.قتـل يا إما يق.تلـه هو وياخد إعد.ام صح!! “.
” زمـرد منتصـر تحت عينيـا، أنا لازم أرجـع زمرد بنفسـي وأتطمن عليكـم “…
” تمـام أنت جيبت مـراتك واتطمنت وأنا هروح أتطمن علي جـوزي “..
صـرخ عيسـى بغضـب:
” فـرودس اقـفي مكانك مش ناقص جـنان.. منتصـر مش هيحـصله حاجه وأنـا مش سـايبه لـوحـده، مش عاوز كـلام كتيـر “…
جـلست فـردوس تبكـي، للمرة الأولي تواجـه مشكـلة بالبكـاء، فما بيـدها حيـلة الآن!!
ليس بيدها سوي إنتظـاره يأخذ إنتقـامه من قاتل زوجـته، المرأة التي يُحـب!!”..
تحـرك عيسـى من جـديد وأصـبح القلق مشتركـا بين الجميـع حتي كـادت فـردوس تفقـد عقلهـا و حنـة تُحـاول تهـدئتهـا لكن بلا اي نتيجـة وطـال الإنتظـار حتي آذان الفجـر فأقتـربت زمـرد تربت علي رأس زمرد بحنان:
” فيفي قـومي اتوضي وصـلي الفجـر “..
” عيسى كلمك؟! “..
هزت زمرد رأسهـا بنفي وهي الأخري تكـاد تمو.ت خوفا وقلقا ولكنهـا استطـاعت التماسك ولو قليـلا…
إلتفـتت فردوس لخـالد الذي جلس بمفـرده في زواية بعيدا عنهـم وسألته أيضا:
” معـرفتش حـاجة يا دكـتور؟! طمني بالله عليك “..
” للأسف موصلتش لأي حاجـة “…
تحـركت فـردوس ببطـئ تجـاه إحدي الغـرف لتقـوم بتأديـه صلاتهـا ففعـلت ثم جـلست لدقائق في حـاله من الصمت، حتي عيناها توقفت عن البكـاء، تحـركت من جـديد وجلست بنفس مكـانها يتابعهـا الجميـع بقلق، خوفـا من أن يصيبهـا سوءا…
وأخيـر عـاد عيسـى، إلتفت الجميـع علي صوته خطـواته يتحـرك للداخـل، بجـواره منتصـر يتحرك بهـدوء..
إلتفتت فـردوس تنـظر له، ثيـابه ملـوثه بالد.مـاء و يده مضمـدة، تحـاملت علي قدمهـا وأقتـربت تقف أمـامه وسألته بقهـر:
” اي؟! انتقمت خلاص؟ خدت حقـك يا منتصـر ولا لسـه؟قت.ـلت ولا لسـه فيه الروح تروح تخلص عليـه!! ومش مهـم أنا بقي اللي وقفت حياتـي كلها عليك وحبيتك برغم انك محبتنيش أبـدا “…
قـال عيسـى بهـدوء يُشير للجميـع:
” تعـالوا نطـلع فوق هما محتاجين يتكلموا لوحـدهم “..
بـعد تحـرك الجميـع تحـركت هي تجـاهه ولكن خانتهـا قدماها فـكادت تسقط لولا يديـه التي تمسكت بهـا، أقترب منهـا منتصـر يحملهـا ثم وضعهـا برفق علي الأريكـة القريبة منهـم…
” حـق نسـرين رجـع يا فـردوس “..
تـزايد بكـاؤها ودفعتـه بعيدا عنها تقول بقهر:
” طلقني يا منتصـر.. “

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عيسى القائد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *