روايات

رواية سرداب غوانتام الفصل الثامن 8 بقلم نور

رواية سرداب غوانتام الفصل الثامن 8 بقلم نور

رواية سرداب غوانتام البارت الثامن

رواية سرداب غوانتام الجزء الثامن

سرداب غوانتام
سرداب غوانتام

رواية سرداب غوانتام الحلقة الثامنة

” : كنت بهزر مالك
: بتهزرى !!
: ايوه اكيد، عالم تانى قال… خدت الموضوع جد لى
كان صامتا بينما هى تضحك على تصديقه لها
: بتهزرى ولا بتقولى الحقيقه ؟
توقفت عن الضحك عندما سمعت كلماته ونبرته الجديه لتجد اعينه تثقبها، انكهشت منه هل حقا ما قاله.. هل يظن ان كلامها حقيقا.. هل لديه ذرة صدق من كلامها ووجوب تصديقه
: حقيقه ازاى يعنى.. انت مقتنع بالى قلته
: لى لا
قلت بدهشه : حضرتك دكتور جامعه، مثقف ومتعلم.. بعيدا عن الوهم ازاى سمعتلى
: قصدك انك كنتى بتكذبى
: انا قولتلك بهزر
: يعنى بتكذبى
تضايقت وقالت: انا مش بكذب وبقول الحقيقه و…
صمتت وهى تنظر إليه تنهدت قالت: الى تشوفه
: طب ممكن تقولى الحقيقه لو كان دع مجرد هزار
: مهتم بالموضوع؟!
: جدا، سامعك يا لينا
صمتت وهى متعجبه لكن متوتره ايضا وتمسك يظها وتفركهم بأرتباك ومن ما هى وضعت نفسها به، سمعت صوت رنين هاتفها اسرعت وردت وكانما طوق نجاة لها
: انا لازم امشي .. عن اذنك
: اوصلك؟!
: لا ملوش لزوم
اخذت حقيبتى لاغادر توقفت واما التفت اليه قبل
: معرفتش اشكرك على امبارح “حسام” قالى على عملته
نظر لى وكانه لم يتوقا شكرى قال: ده واجبى معملتش حاجه
: شكرا تانى
قلتها بابتسامه وغادرت وكان “معتز” ينظر اليها وهى توقف سيارة أجره وتركبها وتغادر عن ناظريه لكنه لا يزال يتخيل طيفها أمامه وكلامها الذى لن ولن ينساه
: لينا
عادت إلى منزلها وهى تجفف شعرها بعدما بدلت ملابسها انتبهت لشي على منضده، كان الكتاب الذى لم يكن معها بل مان مع ابيها.. كيف يقفز إليها وكانما لا يوجد حاجزا يمنعه.. كأنه به عفريت يعبث به.. تذمرت كلام العجوز بشانه.. هل هو حى بالفعل؟!
ما امرك ايها الكتاب وما خلفك من اسرار تدفنها فى اعماقك اشعر بأنك شخصا تأتى وتذهب كيفما تشاء، لماذا تلحق بى وانا لا اريدك.. لماذا ترسلنى لهناك رغما عنى لماذا اشعر بالمسؤليه تجاهك وانى لا اريد ان يحدث لك شئ او تمس بإذى.. لكنك ايضا تأذينى… لا ترسلنى لهناك ولن افعل لك شئ.. لتعود لادراجك وتدعنى فى سبيلى
وقفت بقرب منه وتى تتامله فتح الباب كان “حسام” الذى كان قلقا لكن اطمأن فور رؤيتى قال
: كويس انك هنا… الكتاب مش لاقيه بحسبك روحتى تانى هناك
ابتسمت بسخريه واشارت له على المنضده تعجبت حين رآه وقف مذهولا
: ازاى بيحصل كل ده
: معرفش بجد
: هو فى ايه؟! بيتكلم عن ايه اقصد
: مفهوش حاجه
: ازاى، انتى مفتحتوش قبل كده
: لا
: يبقا نفتحه ونشوف الى فيه
سار اخيها تجاهه لكنها اوقفته قائله
: لما حاولت افتحه فى شراره غريبه لمست ايدى ومنعتنى ، سيبه
: ممكن ميحصلش معايا انا كده وتخيل مش اكتر.. استنى
ذهب إلى الكتاب امسكه نظرت اليه بخوف فتح القفل ومد اصابع وفتح الغلاف نظرت له بشده لما سيحكث
فوجأت عندما وجددت لا حدث اثارها، الكتاب لم يفتح لكنه يمسكه ولم يبعد يده لملامست اى كهرباء يد، بل يحاول فتحه والكتاب لا يتحرك.. حتى غلافه وكأنه قطعه واحده مجمده ثابته لا تتحرك من مكانها
قالت “لينا” : فى ايه
: مش راضى يتفتح
: ازاى
: معرفش .. هو ده كتاب اصلا، ده ملزوق كأنه قطعه واحده
: مستحيل يوم المكتبه اتفتح قدام عينى
مد الكتاب اليها اخذته بتردد وهر تتنهد فلا شيء سوف يحدث لها، حاولت فتحه لكن سرعان ما صرخت وقع من يدها وهى تمسك اناملها بوجع
قال “حسام”: اى الى حصل
: نار، فى لهب كان هيحرق ايدى
تذكرت تلك الشراره الكهربائيه التى لامست اصابعها للمره الثانيه، شعرت وكأن اعصابهغ تلفت، وجدت اخيها يمسكه وتو يقلبه بين يديه
قالت بتعجب : انت ازاى كنت بتحاول تفتحه ومحستش بحاجه
: عشن مفيش حاجه حصلتلى، بس انتى … انتى كنتى هتفتحيه
نظرت إليه باستغراب اكمل: الغلاف اتحرك ولو بسيط جدا بس شوفته اتحرك .. اى الى حصل
: قولتلك فيه حاجه غريبه كانه بيمنعنى
نظرو إلى الكتاب بشده والتساؤلات تكاثرت حوله وجدته ياخذه ويغادر قالت
: انت هتعمل ايه
: هنخلص منه
اندهشت، معقول سيحرقه الان، نظرت للكتاب بخوف وكانهع تشعر بأنه امانه .. أمانه فى عنقهغ لا يجب ان تفعل به ذلك، لعل هناك سبب كبير خلف كل ما يحدث لها.. غابينه، صديقتها الوفيه، الن تراها مجددا
ركضت خلفه وهى تلحق توقفه .. لقد حسمت الامر لا اريد ان تتخلص منه، تريد احابه على اسالتها اولا
وجدته فى الحديقه الخلفيه بمنزلهك ويضع الكتاب على الارض وفى يده عود كبريت
: “حسام” لا استنى
نظر لى اقتربت منه وقلت: سيبه متحرقهوش
: بتقولى ايه يا “لينا”
: انا عيزاه ده مسؤليتى امانه عندى
ولم تعلن من اين نطقت تلك الكلمات مسؤلينى وامانه، وكأن هناك من يتحدث بدلا منها.. كنا من يجعلها توقفه ويتحكم بها
قال باستغراب : ولو خدك لهناك تانى، او روحتى هتعملى ايه هناك، قدر فى يوم مرجعتيش هتكونى مستريحه لما ده يحصل
صمتت وشعرت بالخوف من كلماته قالت
: متخفش مش هيحصلى حاجه
: وانا مش هستنا لما يحصل
اشتعل الكبريت روماه ارضا اتصدمت ركضت الى الكتاب لكنه منعنى قال
: “لينا” جرالك ايه
رات النيران تشتعل عليه وتأكله اكلا حاولت الابتعاد لكنه تصدى اليها كى لا تتاذى قالت
: لااا الكتاب
: بس خلاص كل حاجه هترجع زى الاول
دمعت عيناها بغضب قالت : قولتلك لا .. لى عملت كده لى
: اهدى انا خايف عليكى وده مجرد كتاب، نسيتى معانتك بسببه انتى بتتكلمى كاتك واحده تانيه
: لا هو مش اي كتاب … ونا جزء منه ابعد عنى
حاولت الافلات منه لكنه منعها وربت علها ولا تعلم من اين لها لتقاومه وتريد انقذه وهى ترى النار تحبط به وتحوله الى رمادا، شعور بشئ غريب وكأنى خائنه .. اجل جائنه خانت امانه سلمت لها .. ما تلك الامانه وما الشعور الواجب بتلك المسؤليه ما ذلك الضيق والغضب من اخيها لقد فعل ما كانت اريده لماذا تحولت هكذا الان.. لما الغضب.. لقد انتهى الأمر، انتهت غوانتام وغابينه والعبوديه.. لم يعد هناك، الملك “فرناس”
دخلو إلى المنزل اتيت والدتهم متسائله
: فى ايه، مالك يا “لينا”
كان قلقه عليها من شكلها وذلك الحزن الغامض، تحدث “حسام” نيابة عنها
: مفيش حاجه يا امى، روحى على اوضتك يا “لينا”
نظرت له وكان يطمأنها بعيناه ذهبت دون ان تتفوه بكلمه
قالت “هاجر” : حصل حاجه يا “حسام”
: تعبانه شويه
: حكتلك اى حاجه
: حاجه زى ايه
: عن إلى بتحكيها فى كل مره
: نفس الكلام الى حضرتكو مش مصدقينه
صمتت وهى تنظر إلى غرفتها طالعها “حسام” قال
: ماما، لينا مبتكدبش، كنتى اول واحده صدقتيها فينا لما قالت الكلام ده اول مره.. لى دلوقتى بتقوللها متتكلمش كده تانى
: مش اى حاجه لازم نحكيها
: يعنى عارفه انها بتقول الحقيقه، وبابا كمان؟!
نظرت إليه قائله: اتأخرت على شغلك يا “حسام”
: اه فعلا، عن اذنك
غادر من المنزل لتبقى واقفه فى مكانها قلقه على ابنتها التى لا تبدو بأحسن حاله البتا
كانت جالسه فى غرفتها تتذكر الكتاب نظرت الى المنضده التى بجانبها لعلها تجده لكنه لم يكن موجود
فتح الباب لتجدها والدتها قالت: “لينا” تعالى عايزاكى
: فى حاجه يماما
ذهبت تعجب ذهبت خلفها لتجكها تدخل الى غرفتها، فتحت الخزانه وهى تنظر إلى باستغراب من ما تفعله
: ماما بتدورى على اى
اخرجت صندوق اقتربت منها وهى تمسك يدها وتجلسها بجانبها، وضعت الصندوق بينهم
كانت “لينا” تبحلق فيه وفى والدتها
: اى ده يماما
: الصندوق ده كان بتاع جدتك
طالعته باهتمام شديد فهى تحب مل ما هو متعلق بجدتها قالت
: فيه ايه؟!
: حاجات تخصها، تخصها هى وبس.. حتى جدك ميعرفهاش ده بمثابة صندوق اسرارها
: يعنى حتى حضرتك متعرفيش فيه اى
نفيت لها قائله : لا يا لينا، بس بتهيألى فى حاجه مهمه ليكى
: ليا انا؟!
: جدتك وصيتنى وصايه ” كل ما هو غريب عنوانه الصندوق”
طالعتها بشده قائله : مش فاهمه حاجه يماما
: ولا انا يا لينا صدقينى مش هعرف اشرحلك، بس الصندوق ده بقا ليكى
: اعمل بيه اى
: خليه معاكى اكيد هتحتاجيه
: مفكرتوش تفتحوه
: ملهوش مفتاح
: ازاى؟! مدتكيش اى مفتاح
رفعت كتفيها ببساطه قائله: سلمتهولى هو بس، منغير اى مفاتيح
تعجبت منها ربتت على يدها مردفه: افتحيه فى الوقت المناسب
اومأت لها بتفهم اخذته معها وذهبت إلى غرفتها لتضعه بين أغراضها وهى تلمسه بحنين إلى طفولتها تتذكر جدتها
كانت تجلس عند قدميها مثل كل يوم تأتى فيه لزيارتها “تيته مش هتحكيلى قصه النهارده”
“مش هتروحى تلعبي معاهم”
“لا بحب أعقد معاكى واسمع قصة الأمير والاميره”
ابتسمت إليها وهى تمسد على شعرها ابتسمت “لينا” قالت
” مش هتقوليلى اى الى حصل للاميره لما حبسها الشرير فى البير”
“الأمير عرف مكانها وراح هو وجنوده عشان يحاربو الاشرار إلى اذوها”
قالت باهتمام وهى تصغى اليها” بعدين”
“انتصر الخير على الشر وانقذ الأميره ورجعها القصر بخير”
“مات الشرير واتجوزو وعاشو فى نبات”
اومات اليها وخى تكمل لها “وخلفو صبيان وبنات”
فرحت كثيرا قالت ” انا عايزه أمير انا كمان”
“كل بنت اميره فى بيتها، اميرها هيجيلها لحد عندها.. واوقات الصدف بتخلى الطرق تتقابل”
“يعنى اميرى ممكن يكون بعيد”
“ممكن يبقى قريب منك اوى، أو بعيد، مكان تانى، بلد تانيه، زمن تانى، او…. عالم تانى”
التمعت عيناها الطفوليه بإعجاب قالت” امتى يا تيته”
ضحكت عليها وهى تداعب انفها الصغير “فى الوقت المناسب ياحبيبتى”
فى الجامعه دخلت “لينا” وكان التعب ظاهر على اعينها فهر لم تنم البارحه سوى ساعتان من كثره تفكيرها فى امر الكتاب.. تذكار رحلتها فى عوالمه والايام الذى عشجاشتها فى “غوانتام”، تلك البلد العجيبه التى لن تراها مجددا ولن ترى عجائبها الكثيره وغرائبها الاكثر، لم تحصل بعد على إجابات كافيه لاسالتها لكن قطع خط الوصال، لم تعد هناك ولم تعد غوانتام، كان حلم وانتهى
كانت تسير إلى مدرجها تلاحظ الانظار التى تثقبها، حيث جلست على مقعدها والعيون تخترقها، الجميع يتطلع بها لم تكن تفهم نظراتهم تلك وما الامر … دخلت الدكتور لتبدا المحاضره وينشغل الجميع بعيدا عنها
انتهيت من يومها الدراسي وتوجه إلى المقهى ثم جائت “سهيله” وجلست معها وبتبادلان التحيه
قالت “لينا” : هو فى حاجه فى شكلى
: لا لى
: من الصبح والكل بيبصلى
: متهتميش بيهم، تلاقى عشان الصوره
تعجبت كثيرا وقالت بعدم فهم : صورة !!
: انتى مشوفتهاش… انسي
: صورة ايه يا “سهيله”
صمتت قليلا وكأنها متردده فى اخبارها، اخرجت هاتفها ومدته اليها لترى صوره لها مع “معتز” وهم فى المقهى كانت تبتسم وكان هو ينظر اليها.. لطنها من تعلم سر ابتسامتها الساخره ونظرته لها لم تكن سوى نظره جديه ليجعلها تتحدث والنقاش بشكل جدى
ما اثار ضيقها ذلك الطلام الذى على الصوره، يقال انهت حبيبته الجديده لدكتور “معتز”.. من… أنا.. حبيبته
اعدته اليها بضيق قائله : مين الى نزل الصوره دى
: معرفش هى صفحه مخفيه
لاحظت نظراتها قالت : بتبصى كده لى “سهيله” انتى كمان مصدقه القرف ده
: لا طبعا ده انا عارفه انكو مبطيقوش بعض بس شكلكو فى الصوره
: ايه؟!
علاقتكو اتحسنت، مقصدش حاجه بس ده كويس طلعتى ظالماه
نظرت إليها تنهدت واكملت: انسي ، المهم الى خد الصوره دى عايز يضايقك انتى
: عارفه وعارفه هى مين
: مين
: يااارا
قالت بدهشه: معقول
: همشي عشان ورايا محاضره
: لمين
ابتسمت قالت بتأكيد : دكتور “معتز”
: هتحضرى؟!
: اه هحضر ومحضرش لى … مفيش حاجه تمنعنى الا لو كان الكلام حقيقه
ابتسمت “سهيله” وصافحتها وهى تدعمها وكأنها سعيده بها، ذهبت وهى تتوجه إلى المدرج قابلت “معتز” وقفو امام بعضهم قالت
: باين مضايق، اكيد عشان الصوره
: لا، الكلاك التافهه مش بيفرق معايا كنت عايز اشوفك انتى
: انا؟! لي
: انا مليش دعوه بأى حاجه معرفش الصوره دى اتاخدت ازاى
: اعتبرها مش موجوده، مش كلام الناس إلى ههتم بيه انا كمان
طالعها قليلا ولم تفهم نظرته ابتسم اليها باعجاب قائلا
: مش مضايقه
ابتسمت قالت : لا وهضايق لى، الى عمل كده اتفجا من تغيرنا، شكلهم عايزينك تطردنى من محضراتك تانى
بادلها الابتسامه وكان من يمر بجانبهم ينظرون اليهم رمقهم “معتز” نظره جعلتهم يسيرون امامهم عاد اليها قال
: الى عمل كده هندمه وانا هعرفه بطريقتى، يلا عشان المحاضره
اومأت بتفهم وذهبت معه، وجدت الجميع ينظر لها بل ينظر لهم من دخولهم سويا لم تهتم وجلست متجاهله اى احد سواها، على الرغم من ضعفها وانها طفوليه قليلا الا انها لا تحت ان تعطى فرصه لاحد بأن يقتص منها ويحصل على مراده، وان كان قد اشعلتا بحق فهى تستطيع تفطأت نارها بيدها كما اشعلتها انت
انتهت المحاضره جمعت دفاترى لاغادر
: مش كنتى تعرفينا انك والدكتور حبيبان
نظرت للمتحدثه وكانت “يار” تنظر اليها وتبتسم ساخره لتكمل
: اى كنتو بتمثلو علينا انكو مش طايقين بعض عشن محدش يعرف
قالت ببرود : غبيه
اتصدمت منها وقالت : بتقولى ايه مين الغبيه
لم اعيرها اهتمام واكملت سيرى صرخت بغضب
: لو مش قد الكلمه متقولهاش، جباانه
سخرت منها ولم تلتفت اليها، عادت للمنزل قبل ان تدخل جائتها رغبه فى رؤيه الحديقه اة لتكون صريحه.. تريد رؤيه رماد الكتاب
القيت نظره وتعجبت كثيرا اقتربت وقفت فى المكان ذاته نظرت حولى ونا ابحث عن اثر الحريق، اين بقايا الكتاب؟!
لم يكن هناك اى رماد او اى شئ يوحى بأحتراق شيء هنا ، هل ممكن ان يكون اخيها نظف المكان او والدتها؟!
دخلت الى المنزل توجهت الى المطبخ وجدت امها تطهو قالت
: رجعتى من الجامعه متأخر
: المحاضره طولت شويه
اخذت زجاجه مياه الذى اتيت من اجلها وعادت لغرفتها لكن وجدت الباب مفتوحا، رأت “”حسام” بالداخل تعجبت ودخلت وهو لم ينتبه لدخولها قالت
: واقف كده لى
نظر إليها نظرة غريبه ثم اعاد بنظره إلى شيء ما، اقتربت لترى على ما ينظر واصابتها الصدمه من رؤيه الكتاب… اجل ذاك الكتاب الذى احترق البارحه موضوع على المنضده فى غرفتها
كانت متصنمه لفرط دهشتها سارت بضع خطوات تجاهه لتراه كما كما هو، لا يوجد به اي علامه توحى بلمس النار له، لا بوجد اى احتراق او ما شابه.. انه سليم.. انه بأحسن حالاته.. لم يتأثر بالنار.. تلك النار التى تلتهم أجساد البشر وغيرها.. لم تؤثر على كتاب وبضع اوراق
عادت بانظارها إلى اخيها الذى كان ينظر إلى وكأنه شعر بالخوف لبيهه وبات يتقن ان الامر لم يكن مزحه
قال “حسام” : مستحيل ده يكون مجرد كتاب
: بقيت مصدقنى اكتر
: الى بيحصل جنون، رعب بيتخطى الواقع..
نظر اليها ارظف قلقا: بقيت خايف عليكى اوى يا “لينا”
صمتت لا تنكر خوفها ايضا، ان لم تكن النار تقتلته.. اذن هذا الكتاب لا يقتل.. لا يموت.. لن يتركها… سوف يظل يلاحقها الى ان تفعل ما يأمرها به
كانت مرتاحه قليلا انه لم يحترق لكن شعورها مختلط بالخوف من ذلك الكتاب الملىء بلاسرار
قال “حسام” : هنعمل ايه مفيش حاجه نافعه معاه الكتاب ملازمك، وكأنه كتاب ملعون وصب لعنته عليكى
: مفيش فايده، مهما ارميه او ابعده عنى بيجيلى.. بيختفى ويظهر وقت ما هو عاوز.. كأن فى عفريت
: بعدين
جلست بقلة حاله وقالت : مش هنعمل حاجه خلاص هكمل
قال بدخشه : هتكملى !!
: ايوه هشوف نهايه الكتاب واى السبب من كل الى بيحصل ده، مفيش قدامى حل غير كده.. باين أنه مش هيسبنى فى حالى كأنه امر عليا
تنهدت وهى تكمل : عاوزه بردو اعرف كل حاجه، فى حجات كتير معرفهاس لحد دلوقتى.. طالما هكمل يبقا هاخد اجوبه على اسألتى
: عايزه ترجعى لهناك، ولو عملو فيكى حاجه
: هكون بخير متخفش
نظر اليها بأستغراب من ثقتها وكانت متعجبه ايضا لكن فى كل مره يحدث معها شئ قبل ان يصيبها اذى، كان الكتاب يخرجها فى الوقت المناسب.. حينما تشعر باليأس
الرجال وهم يلحقون بها وبالصدفه بل من حظها السعيد انها اصدمت فى الملك الذى كان يسير فى السوق الذى سلكته، لقد كان السبب فى انقاذها من هؤلاء
عندما اخذها الحراس وظنت بأنها ستعدم فأتضح انها ذاهبه لمقابلة الملك كما ارادت. سوف تكون بخير بإذن الله، لا داعى للخوف بل القوه والصبر والتحمل لاجل القادم ، اصبحت لدسها رغبه كبير فى معرفه كل شئ الكتاب العالم وهى .. كل شئ تريد أن تعرفه
فى اليوم التالى كانت تمشط شعرها القصير وتظبط ملابسها للذهاب إلى جامعتها، دخلت والدتها قالت
: الفطار
: حاضر
التقطت حقيبتها لتغادر توقفت ونظرت للكتاب، تنهدت اخذته وخا تضعه فى حقيبتها حتى لا ترتعب من رؤيته اذا ظهر مجددا، فليكن معها أفضل.. تتمنى الا يطلبها وهى فى الجامعه ثانيا ويتكرر ذلك
كانت جالسه فى المدرج شارده الذهن، كان يومها قد انتهى والجميع قد غادر عداها.. شعرت باهتزاز فى حقيبتها دق قلبها سريعا وفتحتها لكنه كان هاتفها فى وضعيه الاهتزاز
تنهدت ونظرت الى الكتاب فلقد ظنت انه يطلبها الان، انها لم تشعر بأى اهتزاز منه حتى الان، اقفلت الحقيبه ثانيا وهى تنسك دفاترها لتغادر
أثناء نزولها من المدرج توقفت من دخول شخص.. كان “يوسف” الذى طالعها تعجبت لانه لا يوجد أحد هنا.. حتى “يارا” حبيبته غادرت اقترب واكملت سيرها هى نحو الباب
لكن وجدته يقفله طالعته بشده قالت
: اى ده
: بقفل الباب
: انت فى عقلك، ابعد عايزه امشي
سمعت صوت واتصدمت انه يمتلك المفتاح وقد اقفله جيدا اتصدمت
: انت بتعمل ايه
التفت ونظر لها نظره لم تفهما ثم سار تجاهها عادت للخلف قالت
: يوسف انت بتغلط
: مش عايزه تعرفى الصوره مين الى نزلها
نظرت له بعدم فهم ثم اتسعت عينانها باستدراك
: انت
ابتسم اومأ برأسه قال: خدتها بزاويه حلوه نش كده
كيف لم افكر فبه، لم تكن “يارا” اذا لقد كان هو، شعرت بالغضب الشد لكن تمالكت نفسها
: مش فارق
مدت يدها قالت: المفتاح
: مفتاح اى
: انت هتهزر، مفتاح الباب الى حضرتك لسا قفله
: لا مهو مفيش مفتاح
: نعم
نظرت له بعدم فهم ثم وجدته يتجه الى النافذه ويرفع يده الذى بها المفتاح ويريها اياه، اتصدمت ركضت تجاهه سرعان ما قام برميه للخارج حاولت التقاطه لكنه قد وقع
نظرت للاسفل بصدمه التفت اليه بغضب قالت بغضب : اى الى انت عملته ده
: انتى متضايقه لى بنتسلى شويه
: انت شكلك اتجننت
اقترب منها رجعت لورا قال ساخرا
: ده عشان القلم يا “لينا” غلطتى اوى لما فكرتى انط ممكن تاخدى شهره عن طريقى وبإهانتى
: انت الى غلطت
: غلطت؟!
: اه مسكت ايدى ونا قولتلك ابعد من وشي
ابتسم ولم تفهم ابتسامته نظر اليها قال
: بتتريقى عليا ولا على نفسك، ضحكتيني بجد
: انت إلى بتغلط دلوقتى
: انا مبغلطتش، اعتذرى دلوقتى وبعد كده قدام الكل وافكر اسامحك ولا لا
ضحكت وهى تقتل : احلام اليقظه دى مبتتحقش
: مش مشكله نححققها
استغرب وطالعته بعدم فهم ليكمل
: كمان شويه هيجى حد ويفتح ولما يشوفنا احنا الاتنين محبوسين مع بعض. ولوحدنا …
نظر اليها بمكر وقال : تفتكرى شكلك هيكون ايه بعدم ما كنتى حبيبت الدكتور امبارح وانهارده معايا أنا
انتابها الغضب كثيرا من خطته الحقيره قالت
: انت واحد زباله ، وتفتكر انا هخاف من الهبل الى قولته ده
: لازم تخافى يا لينا، القلم ليه حساب كبير اوى زى مسكة الايد.. يلا قررى بعد خمس دقايق الباب هيتفتح ونكون فى موضع مش لطيف
التفت حين قال ذلك تاركا لها الامر، ركضت الى الباب قامت بضربه بقوه وصرخت وهى تطلبت النجده او اى حد يسمعها، امسكها بقوه ودفعها بعيدا عن الباب وقال غاضبا
: محدش هيفتح الباب دلوقتى هيتفتح فى الوقت الى محدده
: انا عايزه اخرج من هنا
: قولتلك اعتذرى.. الحل فى ايدك
: وانا مش هعمل كده .. الى مفروض يعتذر هو انت مش انا
: شرير انا
نظرت له بغضب من سخريه تقدم منها قال : منكرش انك عجبتينى فى رفضك ليا الاول، حتى كلامنا كنتى بتقصريه عكس اى بنت.. بس انتى زودتيها اوى
: طب افتح الباب ده
: لا لسا فاضل شويه
طالعته بغضب شديد من المخطط الذى افتعله لتشويه صورتها، كان سعيدا من تضايقى وكانه بستمع بذلك.. بالفعل اشعر وكانى سول أعتذر.. لا اريد مشاكل اكثر من هذا
نظرت إلى الباب بشده وارجو ان احد يقوم بفتحه، اى حكث او لعل معجزه تحدث
وجدت المقبض يتحرك وهى يتمعن النظر ومن ثم افتتح الباب، اصابنى الذهول وكنت خائفه، هل هذا هو الوقت الذى هددني “يوسف” به، لكنه كان ايضا واقفا ينظر إلى الباب بشده
ذهبت سريعا وفتحته لكن لم يكن هناك أحد وهذا ما اصدمها اكثر، التفت يمينا ويسارا فى الممر لا يوجد اى مار هنا
نظرت إلى “يوسف” الذى تحولت تعبيراته إلى الضيق وينظر إلى المقبض
: ازاى الباب اتفتح
ذهب وألقى نظره عبره النافذه ليرى المفتاح راكدا على الارض فى الاسفل عاد بانظاره إليه بصدمه كبيره قال
: الباب متفتحش بالمفتاح اصلا، فتحتيه ازاى
: انت غبى وانا هفتحه ازاى .. بس تعرف بشكر الى فتحه وخلصنى من واحد زباله زيك
ذهبت سريعا لاغادر امسك زراعى بقوه نظرت إليه بشده وقلت بانفعال
: انت اتجننت ابعد ايدك، عايز اى تانى
: كنتى عارفه مش كده، فى حد ساعدك
: مقولتلك معرفش حاجه، هعقد معاك ده كله لى.. حبا فيك
: اعتذرى
: مش هعتذر على حاجه انا مغلطتش فيها
: مش هسيبك
اقترب منها واردغ : نجدتى المره دى المره الجاية لا، اعتذرى احسنلك
كانت عيناه تشتعل غضبا وهى تنظر له بضيق شديد
: اى إلى بيحصل هنا
نظرنا الى الصوت وكان “معتز” الذى نظر لى وإلى “يوسف” ويده التى تمسك بزراعه ابعده عنى بحده وقال
: انت ازاى تمسكها كده
نظر “يوسف” إليها وقف “معتز” فى وجهه وقال
: انا مش بكلمط
ابتسم وهو يقول : متخفش عليها يا دكتور احنا كنا بنكلم بس، مجرد نقاش بين زمايل … ولا ايه يا لينا
رمقته بغضب ابتسم وكأنه يتواعد لى قال
: اشوفك بعدين، عن اذنك يا دكتور
ذهب بينما “معتز” ينظر إليه التفت اليها وقال
: انتى كويسه
اومات له ايجابا نظرت إلى من وجوده هنا قالت
: انت الى فتحت الباب
: باب اى؟!
: باب المدرج، انت الى فتحته من شويه
: لا، هو كان مقفول؟ لسا الجامعه مبتقفلش دلوقتى !
تعجبت كثيرا وقالت: ازاى .. لما مش انت هيكون مين
: مش فاهم قصدك، هة حصل حاجه
: ل..لا مفيش
كيف اذن هو لم يفتحه، هل سترى عجائب على ارضها أيضا، كانت تشعر بالريبه من تذكار ما حدث معها
تتذكر انه فتح فجأه وعندما خرجت لم تجد احد ….من فتحه، لماذا شعرت بأنه فتح من تلقاء نفسه
على الطريق توقفت نظرت إلى “معتز” قالت
: شكرا
: بتشكرينى ع اى، انا مشيت معاكى لحد الطريق عشان رفضتى اوصلك
: مفيش داعى، باخد تاكسي
اوما اليها بتفهم لاحظت وجوده قالت: مش هتمشي
: اما تركبى
اتحرجت قالت: تمام إلى تشوفه
: فى حاجه عايزه تقوليها يا لينا
: حاجة اى
: “يوسف” كان بيعمل معاكى اى، ضايقك؟!
شعرت بالضيق من التذكر قالت: متهتمش
تعجب منها لكن صمت فهو لا يريد إلقاء نفسه عليها قال
: بقيتى عامله اى
فهو يتذكر خوفها فى ذلك اليوم قالت: الحمدلله احسن
: لسا مش عايزه تقوليلى الحقيقه
نظرت له من اهتمامه وأنه لم ينسي حديثهم بعد قالت
: مهتم لى
: تقدرى تقولى موضوع شخصى
توقفت عند هذه الجمله قالت : شخصى من انى ناحيه، مظنش ان علاقتنا شخصيه اصلا او انك تهتم بيا
: بس انا مهتم بيكى
صمتت وابتلعت كلامها نظر إليها والتقت اعينها توترت ونظرت امامهم ولا تفهم ما يعنيه لكن فقط تريد انهاء هذا الحديث
قالت “لينا” : “معتز”
: نعم
: تصدق ان فى عالم غير ده، وناس غيرنا، وأرض غير الى احنا عليها.. ويطلع ان مش احنا بس الى عايشين على الكوكب ده
: رجعتى تهزرى
: لى بتقول كده
: ده كلامك أنا عن نفسي اعتبره كلامه جدى
: تمام أنا بتكلم جد، لى انت صدقته يومها
: ومصدوش لى
: تانى، قولتلك انت بذات لا.. دكتور علم لى تصدق خرافات
: فى نظريه بتقول ان الكون هو دروب من العوالم المختلفه، كل واحد ليه عالمه.. زى الجن مثلا
صمتت من ما قاله وهى تردد : عوالم، دروب..
نظر اليها قال: اى سر اسألتك
توقفت سياره أجره عندهم وق، اتيت فى اللحظة المناسبه كانت سوف تذهب امسك يدها يوقفها نظرت له قال
: مجوبتنيش
: المره الجايه، اوعدك هجاوبك
صمت نظرت إلى يدها تركها بحرج دخلت وذهبت مع السائق وهى تنظر إليه عبر المرآه تنهدت ونظرت امامها
وصلت الى منزلها وفور دخولها الى غرفتها ارتمت على السرير بتعب من ذلك اليوم المرير
: اى كل الى بيحصلى ده، عقلى هيتجنن اكيد
تنهدت تنهيده عميقه وذهبت لتغير ملابسها لكن توقفت عنظما شعرت بشئ ما، التفتت الحقيبه سريعا وهى تخرج الكتاب
أنه هو.. أنه يهتز.. انه يطلبها.. سيذهب بها لهناك ثانيا.. لكن لحظه. انتظر مازالت تشعر بالخوف للعوده، اين سوف تكون، ماذا سيحدث لها، انها الان فى نظرهم هاربه، اجل بالفعل…
سمعت صوت اللحن الذى تسمعه يصيب مسامعها بنوبه من الحزن لسامعه ويشرعها بأن خلف هذا اللحن الام كثيره، ومواجع مدفونه داخله.. الخذلان، الخيانه، الوحده، الفقدان
ذلك اللحن لاول مره تتدفق فى صوته ويظهر بوضوع، انه يعنى الكثير… بدأت غشاوه تطلى على اعينها ولم تعد تشعر بجسدها فإذا بها تتلاشي
فتحت عيناها لتجد نفسها داخل ذات القفص، اعتدلت وهى تضع يدها على رأسها
: انها هنا
سمعت ذلك الصوت نظرت للمتحدث وجدته حارس اتى حارس اخر واندهشو لرؤيتها اقتربو منها بحنق
: هيا ايتها المجرمه الهاربه
كما توقعت لقد ظنوها قد هربت انسكو من زراعيها قالت
: ابتعد انا لم اهرب
اخذوها بقوه رغما عنها تألمت وسارت معهم، قالت بتساؤل
: الى أين تأخذونى
: الى سجن اخر، حتى لا تستطيعى الهرب مجداا
: ايها الاحمق كيف لى بأن اهرب ثم اعود لزنزانه ثانيا
توقفو وهم ينظرون الى بشده : ساحره
قالت باستغراب : ماذا
: انكى ساخره، مثلما كسرت العصا بدون فعل فاعل انتى مشعوزه
ابصدمت من ما يقولنه وقالت بغضب
: لا يوجد شئ كالسحر يا اغبياء
تلقيت صفعه على وجههى المتنى بشده ، ها لقد عدنا للجحيم
قال بغضب : تعتينا بلاحمقان صم الاغبياء وتغضبين، من تظنين نفسك.. انك مجرد مجرمه، لا يوجد احمقا هنا غيرك ، الجميع هنا سحره ليس بشئ غريب لعبده مثلك فتستخدمون هذه الاشياء
جمعت قبضتى قلت بغضب : انا لست عبده اسمعت
فتلقيت صفعه اقوى من الذى قبلها اوقعتها ارضا وضعت يدها على وجهها بتألم وسالت دموع من عيناها
: تحدثى جيدا كى لا تندمين
سالت دمعه رغما عنها، اعادوها لتقف على قدماها وذهبو بها
قالت”لينا” : اريد رؤيه الملك
: من تظنى نفسك ليراكى ملكنا العظيم اتظنيه سيتفرغ من اعماله لكى
: اخبره انى اريد التحدث معه ورؤيته
لم يرد احد عليها قالت: فقط اخبره عنى
نظر اليها خشيت ان تضرب مجددا لكنه قال
: الملك ليس هنا، سوف يعلم بعدوتك على كل حال ويعاد الحكم عليك لينتهى امرك
صمتت ولم تتحدث فكان وجهها يؤلمها كثيرا، كانت تسير فى ممر غريب ومظلم ثم توقفو عند عند قفص اخر ودفعوها بداخلها وكانت ظلمه حالكه، لا يوجد اى نافذه، لا يوجد اى ضوء
اقفلو الباب ركضت سريعا وضربت الباب
: خرجونى من هنا، مبعرفش أعقد فى الضالمه
لم يرد احد عليها اردفت بصوت مرتفع وهى ترجوهم
: أرجوكم اخرجونى من هنا اعدونى لسجن اخر، لن افعل شئ
: اصمتى
ضربت الباب بقوه وقالت : افتحو هذا الباب، لا أستطيع البقاء هنا
لم تجد ردا ضربت مجددا وهى خائفه وتطلب منهم فتح الباب لكنهم لا يعيروها اى اهتمام، ظلت هكذا لمده تعافر، تترجى، وتغضب دون جدوى
جلست عند الباب بتعب وهى تنظر إلى الظلام الذى يحيط بها، كانت الدموع تجف فى عيناها المفتوحتان وبرغم ذلك لا ترى اى شئ
كانت فى رعب من امرها، غير قادره على الصمود.. تشعر بأن انفاسها على وشك ان تقطع بسبب حالة الخوف لديها.. اكره ان اكون هكذا.. لطالما كرهت خوفى من الظلام الذى يجعلنى ضعيفه واشبه الاطفال مثل الان لم اتوقع ان اتى يوما وابقى داخل ظلام فقط .. سواد .. سوادا يحيط بى لينجدنى احد يالله اعلم انك تستمعنى لتعطينى الصبر
بدأ دقات قلبى تخفض وانفاسها تأخذها بصعوبه وتحاول استعادت بعضا منها، صدر صوت خلفها.. انه صوت الباب يفتح وطل ضوء تلك الشعل اخيرا
نظر اي الحارس قال : هيا
: الى اين
لم يجاوبو وكأنهم لا يتحدثون فينا لا يعنيهم، ذهبت معهم فى صمت ولم تتحكث او تتفوه بكلمه.. تسير معهم على خطياهم بضعف وانفاسها لم تعتدل بعد
كانت كالتائهه لا تعلم اين يأخذونها، لكنى وجدتهم يبتعدو عن ممر السجناء وذلك الممر المظلم لتخرج إلى الضوء.. الاضواء الكثيره وانوار القصر الذى تعم وجماله الذى بدأ بظهور فكان ذلك الممر شئ منفصل عن القصر للمجرمون الذى بعتبرونها مثلهم.. اعرف ذلك الطريق جيدا، لقد مررت به من قبل
توقفو امام الباب الذى تعرفه جيدا، لقد كان آخر شيء خرجت منه منذ الاختفاء الأخير، انه ذات الجناح الملكى الضخم الخاص بذاك الملك
: مولاى بداخل
كان احد الحراس الذين يمسكونها يخاطب الحارسان الواقفان عند ذلك الباب، اومأو ايجابو وفتح الباب، اخذوها للداخل وكانت تريد ان تجعلهم يتركونها قبضتهم تؤلمها اكثر مما هى عليه، هل سوف تهرب وهى بتلك الحاله …انا فى هلع وخوف من امرى، لترحمونى انا لست معتادة على ذلك الجحيم
رأيته واقفا بعيد عند مرإه كبيره، جميله بل لاحظت انها مرصعه بالجواهر وتنير بأنعكاس الضوء عليها، كان هناك حاشيه ينظمون ملابسه ويساعدونه على اراتظاء هندامه الملكى، نظر اليها عبر انعكاس المرأه
: مولاى
قالها الحارس وهم ينحنو إليه بجلال أشار إلى الحاشيه ليبتعدو عنه، التفت وثقبها بأعينه.. تلك الأعين الرماديه ما لى اتعلق بها
كانو ينحنون إليه بينما هى لا، انهت غير قادره على الانحاء، تريد الجلوس فقط، هل يسمح لها
: لقد احضرناها كما امرتنا
قالها الحارس وهو يخفض رأسه سار تجاهها ليقف أمامها مباشره، لاحظت اعينه عليها وعلى ملابسهانظر الىىيد الحارسان فتركوها فورا وهم يبتعدون للخلف
ارتخفت قدميها ادت ان تقع لتلف اعصابها لكن وجدت يد تمسك بها برفق، رفعت وجهها لترى وجهه عن قرب.. عن قرب بشده، تدفقت فى عيناه شعرت بأنها تنوم تنويما مغناطيسيا امجرد النظر اليهم
: اننى بخير
قال ذلك بصوته الرجولى ابعدت عيناها لتعود لرشدها، اعتدلت واسندت نفسها بضعف وقالت
: اسفه لا اقصد، اريد الجلوس اذا سمحت
أشار باصبعه على مكان وضعيه جلوس كما فى القدم على الارضيه ويوجد مرتبات مرصصه بطريقتهم الخاصه،ذهبت وهى تسير ببطئ فور اقترابها وقعت لكن أسندت على راحة كفيها، كانت الجلسه مريحه للغايه اعتدلت لترى مم يقف أمامها رفعت اعينها اليها وهو يقف امامها
: لماذا عودتى
: ليس بيدى
: هل علمتى بلأمر الذى أصدرته فجئتى خوفا
: لم اسنع بأى نبأ وعن اى اصدار بشأنى؟!.. ولم اخاف لانى لم أهرب
: ماذا تسمين ما حدث
: أخبرتك انى أعود لديارى فقط وهو عالمى الذى حدثتك عنه وأظنك علمت بأختفائى داخل السجن المقفل وظهورى كان بها ايضا
نظر اليها قليلا ونظرته لا تعلم هل هو يصدقها ام لا، فهو لا يبدى اى اندهاش او ذهول او نعتهت بالمجنونه حتى لحديثى عن عالمها، أنه لا يمتلك مشاعر تظهر على وجهه.. هادئ الوجهه والتعبيرات دائما
: لماذا تنظر لى هكذا، انا لا اكذب.. لو كنت هاربه بلفعل لما عدت واجعلكم ترونى لكنى لست كذلك
انحنى اليه وهو يصبح امامها مباشره قال : تعلمين عقوبه الكذب هنا ماذا
نظرت له ونفيت برأسها لكن لحظه هل يظنها تكذب قالت : لكنى لست كاذبه
: سأحاول تصديقك ، ما هو عالمك الآخر
كانت سوف تتحدث لكن صمتت من وجود الحارسان والحاشيه لا تعلم هل تتحدث امامهم ام لا، لماذا تثق بذاك الملك ولا يوجد داعى للخوف من اخباره، لكن هو فقط.. لا احد غيره، تشعر بإنجذاب وطاقه عجيبه برؤيته
قال دون أن يلتفت إليهم : للخارج
اوماو ليه فورا وغادرو وكأنهم كانو ينتظرون أمرا منه، اصبحت معه بمفرده داخل ذلك الجناح الكبير
: لن يعلم احد غيرك، لتعدنى بذلك لا اعلم ان كان علي بأخبارك ام لا ، لذلك عدنى بأنك بأن ك ن تخبر بأى احد
نظر إليها ليقول بصيغه الأمر : تحدثى
لم يعدها بل يأمرها وكأنه لن يفعل من ما تقوله ، هل ارتكبت خطأ فى اخباره بحقيقتها ولم تسأل العجوز بعد ان كان بإمكانى اخبار احد ام لا، وليس اى احد.. أنه الملك
قالت “لينا” : هل ستخبر احد
قاطعنى بحده قال : هيا
: لن اتحدث، لتعدنى اولا لن يحدث شئ بذلك الوعد.. عدنى وسأخبرك ما اعلمه
: تأكدت انك لستى من هنا
: وكيف علمت
: عنادك معى، ان كنتى تعرفينى لما بقيتى واقفه هكذا امامى .. لتتحدثى
شعرت بنبرته التى تملأها التحذير لكن عينه كانت تطمأنها تنهدت قالت
: عالمى ليس على تلك الارض او فى هذا العصر والزمان انه عالم بعيد كثيرا
: وكيف جئتى
: كتاب
: كتاب !!
: اجل لا اعلم حوله الكثير غير انه كتاب غريب وجدته فى مكتبه فى احدى الليالى وادخلنى لهنا
اردفت ساخره : فور وصولى وجدت من يأخذنى بالقوه ويعرضنى للبيع
مد يده تجاهها شعرت بالخوف من ان يصفعها لكنه امسك وجهها برفق واداره قليلا، تألمت قالت
: ماذا
: جروحك طابت كيف عاد هذا
: انه منذ بضع ساعات، جنودك لا يرحمون احد
: هل قسو عليك
دق قلبها بل تسارعت دقاته من سؤاله نظر إليها قال
: أعدك ان يعاقبو على فعلتهم
تركها وهى لا تزال تنظر إليه قالت : سوف تعاقبهم على عملهم، لعلى كنت حاده بعض الشيء
: للنساء معاملة خاصه وان كانو مجرمين، العقاب على تحركهم دون امر منى، هنا لا يوجد حر
: تقيدهم باوامرك، لا احد يتحرك دون اذن منك
: هنا يوجد نظام، ان حدث خلل واتبع كل نفس حريته، اصبحت تلك الارض بركة دماء
نظرت له باستغراب قالت : هكذا تسير حكمك
: لا يزال امامك الكثير يا “لينا”
شعرت بصدمه كبيره وهى تنظر إليه : ماذا قلت
: سماع اسمك يستحق كل تلك الصدمه
: عرف..عرفته ازاى
رفع اعينه إليها وتقابلت عيناها التى ارتجفت خوفا
: ا..انت.
كانت مصدومه وهى تبحلق فيه.. مهلا، ما هذا الذى حدث… لقد تغير لون اعينه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سرداب غوانتام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *