رواية عقيق آل دورادو الفصل الرابع عشر 14 بقلم منة ممدوح
رواية عقيق آل دورادو الفصل الرابع عشر 14 بقلم منة ممدوح
رواية عقيق آل دورادو البارت الرابع عشر
رواية عقيق آل دورادو الجزء الرابع عشر
رواية عقيق آل دورادو الحلقة الرابعة عشر
_زمـرد!
قالتها الملكة آريا بملامح مشدوهة بعد ما وقفت من مكانها بصدمة، وجهت الملكة زمرد انظارها ليها وابتسمتلها بسخرية، كانت مدركة تمامًا إيه اللي بيدور في دماغ الملكة آريا والحقيقة دي كانت حاجة محسساها بالانتشاء، اتحركت ناحيتهم وشدت كرسي وخدته لجوار الملك ضرغام تحت انظار الجميع اللي مكانوش يقلوا صدمة عن الملكة آريا وقعدت بمنتهى البساطة وهي بتقول_إيه الترحيب الجاف ده؟
مش ممكن طباع مملكة ازتلان مش هتتغير نهائي!
كانت نبرتها مليانة سخرية، وجهت الملكة آريا نظراتها للملك ضرغام اللي كانت ليها مغذى وصله كويس ده غير أعصابها اللي بقت مشدودة، فشاورلها هو بتحذير واضطرت في النهاية إنها تقعد على مضض، اتكلم رئبال في الوقت ده بتعجب_اعذرني يا مولاي
حضرتك جايبلنا ملكة مملكة إل دورادو بنفسها علشان تبقى جاسوسة لينا هناك؟!
وإيه يضمنلنا إنها مش جاسوسة ليهم هما!
ابتسم الملك ضرغام بثقة وقال وهو بينقل نظراته بين رئبال وزمرد_متقلقش، زمرد أكبر حليفة لينا من زمان
هي محل ثقة
سندت الملكة آريا ضهرها على الكرسي وهي بتبص للملكة زمرد من فوق لتحت وهي بتقول بتلميح وصلها_الظاهر إنك متغيرتيش يا زمرد، كنت فاكرة إن غيبوبتك الطويلة هتخليكي شخص تاني، على الأقل شخصية نضيفة وولائك يتغير للمملكة!
فهمت مقصد كلامها كويس، ولكن رغم ده مأثرش فيها بتاتًا، بل قالت بثقة_مش زمرد اللي تتغير يا آريا
زمرد بتاعة زمان هي بتاعة دلوقتي بل وأقوى كمان
اتدخل في الوقت ده الوزير اللي تساءل بتعجب_اعذرني يا مولاي، ولكن الملكة زمرد عارفة إننا دلوقتي بنخطط لتدمير مملكة إل دورادو اللي هي بتكون موطن شعبها وزوجها، فالأمر مش منطقي بالنسبالي بتاتًا
سندت بضهرها على الكرسي واتكلمت بثقة_غرضي مش تدمير مملكة إل دورادو، بل تدمير الحكم وبعدها أبقى الملكة الوحيدة للمملكة
ووقتها طبعًا هبقى أكبر حليف ليكم والملك ضرغام عارف كويس إني محل ثقة واستحالة اغدر
وده هو شرطي الوحيد علشان اساعدكم، بعد ما نقدر ننهي الملك رسلان مملكة إل دورادو هتكون تحت حكمي وتحت سيطرة مملكة ازتلان!
فقال رئبال بغموض_وبالنسبة لابنك؟
سمو الأمير بدر؟
بما إننا هننهي الملك رسلان فالحكم المفروض يروح لابنك
ومتحاوليش تقنعيني إنه هياخد صفنا، بدر يشبه لرسلان وميقلش عنه بل لو ادرك خطتنا هيسعى للانتقام لحد آخر قطرة من دمه!
ولكن كلامه ده مظهرش عليها أي تأثر، بل كان الحقد اللي مشتعل من زمان جواها هو اللي مسيطر عليها، فردت_بدر من دلوقتي هيختار طريقه، لو اختار طريق والده والنبوءة السخيفة اللي بتحتم عليه يربط نفسه بشبيهة عقيق يبقى وقتها هنفيه بنفسي لمكان بعيد تمامًا، ووقتها هيكون بأمر ملكي
ضحك رئبال بسخرية وهو بيشاور ناحيتها وبيقول باستهزاء_بتقولكم هتنفيه!
مش هاين عليها إنها تقتله وجايين تقولوا أكبر حليف لينا!!
خبطت الملكة زمرد بكفها على الترابيزة وهي بتقول من بين أسنانها_أنا مش هتسبب في قتل ابني الوحيد!
اتكلمت الملكة آريا بسخرية_بس تتسببي في قتل زوجك وابو ابنك وتدمير شعب مملكتك ده اللي عادي؟!
اتجمدت لوهلة ومعرفتش ترد ولكنها فضلت تبصلها بنظرات كارهة مليانة غضب ومكانتش تقل نظرات الملكة آريا عنها، اتدخلت داريا في الوقت ده، بالنسبالها بدر هو مكسب كبير ومتقدرش على خسارته، فقالت_أنا رأيي من رأي الملكة زمرد، وكمان ممكن نضمه لينا بطرق تانية
صدرت ضحكة عن رئبال مليانة تريقة وقال_ودي واحدة مهووسة ببدر ما صدقت!
بصتله داريا بغيظ وهي بتجز على اسنانها من سخريته منها، ولكن الملك ضرغام أيد كلامهم وقال_صحيح، داريا وزمرد عندهم حق، ممكن نضمه لينا من خلال داريا
اتكلم رئبال_هتقنعه ازاي؟
بدر يطيق العمى وميطيقش أميرتنا العزيزة
_رئبـال!
صرخت بيها داريا بضيق رهيب وكإنه بيصفعها بالحقايق اللي هي بتحاول تتغاضى عنها، ولكن الملك ضرغام ابتسم بخبث وهو بيوجه نظره لزمرد وبيقول_ده دور زمرد
وسحرها!
اتلفتتله الملكة زمرد بصدمة، فاتكلمت الملكة آريا بسخرية_ساحرتنا الصغيرة راجعة وبقوة!
كمل الملك ضرغام عشان يحطها قصاد الأمر الواقع_أكيد الملك رسلان ملحقش يحصن بدر ضد السحر زي ما حصن نفسه
بكده الموضوع سهل بالنسبالك
كان باين عليها التردد ولكن لوهلة اقتنعت بكلامهم، على كده مش هتئذي ابنها لو تم الأمر بل بالعكس هيكون في صفهم، أيدت داريا كلامه وهي بتقول_بالظبط، بتعويذه صغيرة هيبقى في صفنا
ولكن لازم نشيل العائق اللي بيني وبينه الأول
ابتسمت زمرد وعينيها بتلمع بشر وانتصار_شبيـهة عقـيق!
سيبوها عليا، هنهيها بطريقتي..
دخلت وراه جناحه وهي مشتعلة تمامًا من الغضب، كان بيخلع عنه وشاحه وتاجه الملكي وهو بيراقب حركتها العشوائية في الغرفة ومعالم الغضب والعصبية اللي ظاهرة عليها، زفر نفاذ صبر وقال_قولي اللي عندك يا آريا بدل ما تنفجري من الغضب!
وقفت عن الحركة واتلفتت ليه وهي بتبصله بغيظ شديد، وبعدها اتجهت ناحيته بعصبية وهي بتقول_أنا مش متخيلة اللي أنتَ عملته!
بتطلب العون من زمرد!
عشيقتك القديمة!!
نبرتها كانت مشتعلة من الغيرة، رفع راسه بشموخ وقال_أنتِ سامعة اللي بتقوليه يا جلالة الملكة؟!
ولكن نبرته الحادة مأثرتش فيها بل كملت بغضب_أيوه سامعة كويس
ليه شايفني قولت حاجة غلط؟
ما هي عشيقتك فعلًا اللي كنت بتخوني معاها في بداية زواجنا!
احتوى كتفها الاتنين بإيديه وهو بيقول بنفاذ صبر_قولتلك مليون مرة مش عشيقتي، كانت جاسوسة لينا على الملك رسلان
أنا بنفسي اللي دبرت لقاءاتهم ببعض عشان في النهاية يقع عليها الاختيار للزواج بعد اختفاء عقيق!
ابتسمت بسخرية وقالت_الكلام ده تروح تقوله لأي حد إلا أنا يا ملك ضرغام، زمرد كانت عشيقتك قبل ما يكبر دورها وتبقى جاسوسة، فاكرني معرفش بلقاءاتكم في القصر الغربي؟
بهتت ملامحه من الصدمة، فكملت وهي بتتأمل في ملامحه اللي شحبت_للأسف أنتَ اللي متعرفنيش يا ضرغام، كل اللي خلاني سكت إني اتخلصت منها لما دخلت في غيبوبة مجهول سببها، ولكن بعد عودتها دي ودخولها وسطنا صدقني لو حسيت بأي حاجة بتدور بينكوا تاني مش هتردد إني اقتلها واقتلك يا جلالة الملك!
هتف بعصبية شديدة_أنتِ اتجننتي يا آريا!
متنسيش نفسك، اللي قدامك ملك ازتلان!
رفعت راسها بشموخ_واللي قدامك أميرة مملكة بريتيا قبل ما تكون ملكة مملكة ازتلان!
نهت كلامها وخرجت من الجناح بعصبية، فوقف هو يبص لأثرها بذهول تام، مكانش متوقع إنها ذكية بالشكل ده لدرجة إنها تعرف اسرار كتيرة من الماضي والغريب إنها متكلمتش عنهم قبل كده إلا دلوقتي
واللي الأكيد تعرف حاجات تانية كتير..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لأول مرة تجتمع معاهم على سفرة واحدة من ساعة ما جت هنا، لوهلة حست بالدهشة، سفرة طويلة بشكل لا يُصدق، ولكن مش انواع الطعام اللي أثارت دهشتها ولكن الكؤوس والمعالق والاطباق اللي كانت مصنوعة من الذهب ومزينة بالأحجار الكريمة، المملكة دي بتدهشها كل مدى، كثرة استعمالهم للذهب والأحجار الكريمة كإنها شيء عادي مش ثمين بيذهلها!
كانت لوحدها على السفرة اللي بيترأسها الملك رسلان، اللي اتكلم وهو بياكل_كان عندي احساس جوايا إنك بريئة يا ضي القمر
أنا مدرك إنك مش عقيق، ولكن كفاية الشبه اللي بينكوا والدم اللي بتحمليه، عقيق طول ما كانت هنا عمرها ما صدر منها أي شيء سيء تجاهي، بالعكس كانت بتفضلني عن نفسها، كانت روحها بتروح لما تشوفني خارج لمعركة، وبمجرد ما ارجع ترتمي بين أحضاني وهي بتبكي من خوفها على فقداني
سكت الملك لما بدأت نبرته تتحشرج، بصتله ضي القمر بتأثر شديد، مكانتش متخيلة إن الحب اللي بينهم كان قوي بالشكل ده، كمل الملك كلامه_متتخيليش اختفائها مرة واحدة أثر عليا قد إيه، كنت زي اللي سلبوا منه وطنه، مكانش فاضل غير ساعات على زفافنا، دورت كتير عليها ولكن ملقتهاش، مبقتش عارف هي اتاخدت رهينة ولا هي اللي مشيت بإرادتها!
افتكرت ضي القمر كلام الملكة زمرد في الوقت ده، فاتنحنحت بارتباك وقالت_مش يمكن حد خوفها؟
رفع الملك أنظاره ليها بتعجب وقال_تقصدي إيه؟
ارتبكت شوية وهي بتقول_أقصد حد هددها، حد كان بيتعمد إيذائها، حد مكانش حابب وجودها، فخافت مثلا وهربت؟
ضيق الملك عيونه بشك وقال_أنتِ تعرفي حاجة يا ضي القمر؟!
هزت راسها بدهشة مصطنعة وهي بتقول بتلعثم_أنا؟
لا خالص
أنا أصلًا معرفش أي حاجة!
فضل الملك رسلان باصصلها شوية بشك، وسط توترها وعبثها في الطبق، لحد ما اتنهد الملك رسلان وقال_مش عارف
ليه لأ!
خاصة وإن العين كانت عليها بما إنها هتبقى زوجة الملك، ولكن كان ممكن تيجي تقولي، كنت هحميها، كنت هفديها بروحي!
مش هنكر لما شوفتك يا ضي القمر وافتكرتك عقيق حسيت إن روحي اتسلبت وانفاسي اختنقت، مكنتش مصدق إني شايف عقيق قدام عيني، لحد ما عرفت إنك مش هي مش هنكر خابت آمالي
ولكن قدرت اتقبل الواقع زي ما اتأقلمت على غيابها.
كلام الملك رسلان حسته بيضربها في صميمها، كان كلام عاشق مجروح رغم الشيب اللي غزا شعره والتجاعيد اللي ملت وشه إلا إن قلبه لسة قلب شاب عاشق بيتألم من عذاب الحب، رفع عيونه ليها وقال_أنا مدرك إن بدر بيقع في حبك
اتسعت عينيها بدهشة، فاتكلم قبل ما تقاطعه_صدقيني، أنا أقدر أميز كويس مشاعر اللي قدامي، وبدر مش أي حد ده ابني وفلذة كبدي!
بدر ابتدت مشاعره تتحرك ناحيتك يا ضي القمر
وأنا كل رجائي ليكي إنك متكسريش قلبه وتختفي زي ما عملت عقيق، خليكي مع بدر واحتويه
أنتوا الاتنين مقدرين لبعض من البداية، لو الأمر عكس كده مكانتش النبوءة جابتك لحد هنا…
كانت ضي القمر مشدوهة تمامًا، معقولة بدر ابتدى يحبها فعلًا؟
رغم إنه كان هيتسبب في إعدامها ولكنه في النهاية انقذها!
ابتدت تفتكر اللحظات اللي جمعتهم من أول ما فتحت عيونها وشافته، نظرة عيونه، صوته المألوف ليها، أحلامها اللي بقاله سنين اللي بيشاركها فيها، قربهم من بعض وضحكهم ومواقفهم بخناقاتهم ونقاشاتهم
اذا كان بدر وقع في حبها
فهي كمان وقعت صريعة في هواه!
اتلفتوا على صوته لما دخل وانحنى للملك وهو بيقول_بعتذر يا جلالة الملك عن التأخير ولكن شوفنا ظل في الجانب الشرقي من القصر وكنا بنتابع الموضوع
اشار له الملك يجلس فقعد على الكرسي جمب ضي القمر ولكن من اتجاه الملك، فاتكلم الملك في الوقت ده_قدرت توصل لحاجة؟
هز راسه وقال_للأسف لأ، استنتجنا إنه ممكن يكون حيوان اثار غريزة بجاسوس ولكن الوضع في المملكة ميطمنش فخدنا كل الاحتياطات
أما ضي القمر كانت مفصولة تمامًا عن الواقع، بتراقبه بعيون لامعة وهو بيتناقش مع الملك رسلان، راسه المرفوعة بشموخ، خصلاته الفاتحة الطويلة، عيونه الحادة، ملامحه الوسيمة واسلوبه المنمق، هي فعلًا انبهرت بيه من أول يوم شافته
ولكن معقولة اتحول لحب من غير ما تاخد بالها!
حس هو بيها وبنظراتها، فاتلفت ليها ولوهلة اتجمد قصاد نظرة عيونها اللامعة اللي سحرته واللي كانت بتعكس مشاعرها زي المراية، مكانش واخد باله من إنها هي اللي جنبه رغم ريحتها المميزة اللي كانت بتداعب أنفه اتبادلوا النظرات للحظة ولكن تداركت ضي القمر نفسها بسرعة ونقلت أنظارها على الطبق بارتباك بعد ما أدركت إنها تحت تأثير كلام الملك رسلان، لقته بيميل عليها وبيقول_أنتِ كويسة؟
حد ظهر قدامك؟
هزت راسها بالرفض مع ابتسامة بسيطة وقالت_أنا كويسة
ضم شفايفه بتفهم، وبعدين بدأ ياكل، ولكن اتصدمت لما لقته بيميل عليها مرة تانية وبيقول_بالمناسبة
مجتش فرصة اقولك إن فستانك جميل رفعت عيونها ليه بدهشة، بيتغزل فيها!
لأول مرة نخرج منه كلمة مدح في حقها، كان هو برضه مستغرب من نفسه، لأول مرة يحس إن تصرفاته بتصدر منه بدون ارادة عنه
اتنحنح باحراج وبعد وهو بيقول بتساءل في حين بيتلفت حواليه بتعجب_الملكة زمرد فين
_أنا هنا..
اتلفتوا على صوت دخولها من وراهم، قعدت على الكرسي اللي بجانب الملك رسلان من الاتجاه التاني واللي مدلهاش أي اهتمام وكإنها مش موجودة، نقلت نظراتها على ضي وبدر وهي بتقول_اعذروني، حبيت أخرج اتجول في المملكة، حسيت إني مشتاقلها وحبيت اشوف التغيير اللي حصل فيها بعد السنين دي كلها
ابتسم لها بدر بتأييد وقال_المهم تكوني انبسطتي يا أمي
رفعت حواجبها وهي بترد_جدًا، فوق ما تتخيل، متعرفش هوا المملكة رد روحي ازاي!
كانت ضي القمر بتبصلها بغيظ شديد، صعبان عليها بدر إنه يبقى مخدوع في أمه بالشكل ده، هو بيحاول يعوض السنين اللي مكانتش معاه فيهم ولكنه مش مدرك إنها كانت شيطانة بتستمتع بالأذى ودي حاجة مش هتقدر توضحهاله بسهولة
لقت المكان بيضيق عليها فاستأذنت إنها ترجع لغرفتها تحت أنظار الملك رسلان اللي خد باله من الوضع، وبعدها بدر اللي خرج يتفحص العمال اللي بيرمموا مخزن الأسلحة من جديد، استغل الملك رسلان عدم وجودهم واتكلم من غير ما يتلفت ليها_أنا بقول تبدئي تتأقلمي من دلوقتي على إن ضي القمر هي قدر بدر
أنا مدرك كويس نظراتك ناحيتها بس لإنها تشبه ضي القمر اللي بتكرهيها من صميمك، ولكن اعرفي إني هكونلك بالمرصاد ومش هسمحلك تأدي ألاعيبك هنا تاني!
ابتسمت له بسخرية ورددت بنبرة مفهمش الملك مقصدها_مش يمكن النبوءة تتكسر المرادي كمان!
بصلها الملك رسلان بتعجب، ولكن فضل ميدخلش معاها في نقاش حاليًا….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت نايمة على سريرها في جناحها وهي باصة للسقف بشرود، لحظات ولقت نفسها بتقوم وتتحرك قصاد المراية اللي في الجناح، وقف تتأمل نفسها وهي بتبتسم بخجل لما افتكرت مدح بدر ليها، اتأملت فستانها الضخم اللي كان باللون الوردي الداكن بأكمام طويلة جدًا بقماش شفاف وليه فتحة صدر صغيرة، لقت نفسها بتلف حوالين نفسها وهي بتضحك، مكانتش متخيلة إن كلمة بسيطة منه ممكن تحسسها بالحياة كده!
اتجهت لشرفة جناحها واللي كانت بتطل على الحديقة الخلفية من القصر، وقفت وهي ساندة على السور بتتفرج على الأراضي الواسعة اللي حواليها بهيام، مشاعر جديدة بتجربها لأول مرة، رغم علمها إن وجودها هنا أكبر خطأ ولكن مشاعرها بتتسلل داخلها غصب عنها.
لوهلة اتعدلت بسرعة لما شافته بيتحرك مع قائد الحرس وهو بيتكلم معاه وبعدين وقفوا قدام مرمى عينيها، وقفت تراقبهم بفضول، لحد ما لقته بيرفع عيونه اتجاهها وكإنه حس بوجودها فابتسمت هي رغمًا عنها، ولكنها اتعدلت على صوت خبط علي باب جناحها وبعدها دخلت بنت من البنات اللي بتشتغل في القصر وهي بين إيديها صينية صغيرة عليها كاس بيحتوى على عصير طازج
اتقدمت منها وهي بتقول_اتفضلي يا سمو الأميرة
عقدت حواجبها بتعجب وقالت_بس أنا مطلبتش حاجة!
ابتسمت البنت بود وقالت_ده كاس عصير طازج يا سمو الأميرة أمروني اطلعه ليكي بعد الغداء
مطت ضي القمر شفايفها بتفهم وبعدين خدته منها ورجعت سندت على السور تاني.
ووسط مراقبتها لبدر تاني ابتدت ترتشف من العصير بتلذذ، كانت محتاجة حاجة تعيد حيويتها فعلًا
وبعد ما وصلت لنص الكاس تقريبًا لوهلة حست بشعور غريب بيتسلل ليها، رجفة غريبة مع اختناق وألم بيتسلل لمعدتها لحد ما بقى عنيف لا يُحتمل، اتأوهت بقلم وهي بتحاول تتوازن، برقت بهلع لما بقى الألم بيفتك فيها ووقع الكاس منها اتدلق على الأرض،مسكت رقبتها وهي بتشهق وبتحاول تتنفس ولكن من غير فايدة كإن الهواء انعدم، بتختنق بل روحها بتتسلب، وفي النهاية وقعت على الأرض غايبة عن العالم تمامًا…..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عقيق آل دورادو)