رواية وعود الليل الفصل الثامن عشر 18 بقلم نداء علي
رواية وعود الليل الفصل الثامن عشر 18 بقلم نداء علي
رواية وعود الليل البارت الثامن عشر
رواية وعود الليل الجزء الثامن عشر

رواية وعود الليل الحلقة الثامنة عشر
حملها ودار بها في سعادة وكأنها حلم السنين الأوحد، حلم لما مضى وما يتمناه أن يأتي، تعالت دقات قلبها فباتت مسموعة للجميع، تشبثبت به خوفاً أن تسقط فهمس إليها بعشق
متخافيش، طول ما أنا معاكي اوعي تخافي.
غمضت عيونها باستمتاع، إحساس الأمان ده عمرها ما اتمنت أكثر منه،
نزلها برفق وضمها بحميمية وقوة لكنها حست بالخجل فبعدت عنه برقة، دورت بعيونها على سميرة لكنها مشافتهاش، سألت اكرم بحيرة
ماما سميرة فين يا أكرم، أنا مش شيفاها؟
أكرم : اكيد موجودة، بس يمكن بتعمل حاجة وراجعة ثاني.
مكملش كلامه وقربت منهم سميرة، كانت شايلة علبة مخمل لونها أحمر، فتحتها قدام المعازيم وقالت لكاريمان :
دي شبكة مامتك الله يرحمها، ذهبها ياحبيبتي، كانت شيلاه علشان تديهولك يوم فرحك، لكن ربنا ما أرادش تشوفك عروسة زي القمر، اتفضلي يا حبيبتي تعيشي وتتهني يا كاريمان.
رمت نفسها في حضن سميرة، هي مش فاكرة أمها ولا قادرة تحس إنها يتيمة الأم، سميرة النهاردة هي الأم والأب والسند الحقيقي، المعازيم كلهم كانوا فرحانين لفرحتهم إلا عدد قليل كان شايف ان السعادة دي كثير على كاريمان، محظوظة البنت دي بخالة زي سميرة وزوج وسيم زي أكرم ده غير إنها مهندسة ناجحة.
جليلة زغرطت علشان تقلل جو التوتر والحزن اللي خيم على المكان بسبب كلام سميرة وحبها الواضح للعروسة، سميرة ابتسمت لأكرم وقالتله بشيء من المزاح
خد بالك من العروسة، اوعي تزعلها
أكرم كانت عيونه بتلمع، لمعة صافية ونادرة مبتحصلش في العمر غير مرة واحدة ومع شخص واحد، مد ايده وسحب كاريمان ناحيته برقة، ضمها جوة حضنه من تاني وقال لسميرة
اطمني، أنا مقدرش ازعلها، ولا أقدر على زعلها.
انتهت الحفلة البسيطة الجميلة ببساطتها، مشيوا الناس واستعدت كاريمان علشان تروح مع أكرم، هيبدؤا أول أيام حياتهم مع بعض، هتسيب وراها حياة وبيت وعمر بحاله وتبدأ معاه من الأول، حياة مختلفة بكل ما فيها، سميرة كانت مجهزة كل حاجة تخصها، أبسط التفاصيل كانت مهتمة بها وده المعتاد منها، ودعتها كاريمان وأكرم ونزلوا من البيت واتوجهوا للمطار، أكرم حجز اسبوعين في فندق في الساحل يقضوا شهر العسل كتعويض عن الفرح والتجهيزات الأساسية.
وفضلت سميرة لوحدها، برودة المكان كانت صعبة، فوق تحملها لكنها كانت سعيدة، سعادة إنسان اتحمل أمانة غالية سنين طوال، طول الوقت كان خايف على الأمانة دي بيجاهد الحياة وظروفها وبيسعى يحفظ الأمانة ويحميها من الأذى والنهاردة قدرت تسلم أمانتها، بكت بحرقة لما افتكرت أختها ودعت لها بالرحمة وسألتها وكأنها معاها وواقفة قدامها
راضية عني يا حبيبتي، اطمني بقى كاريمان كبرت وبقت عروسة، سلمتها بأيدي لعريسها، حبيبها، وعدتك اراعيها لحد ما يجي اليوم ده والحمد لله النهاردة نفذت وعدي يا قلب أختك.
جليلة نزلت من البيت مع أخواتها، يمكن ما بينهم خلافات اختلافات لكن وجودهم معاها فرق كثير، عالأقل وضعها أفضل من سميرة، هتلاقي حد يونسها اليومين دول، مش هتفضل لوحدها بعد ما أكرم سافر، غمضت عينيها بارتياح ونامت في السيارة بعمق وكأن تعب الأيام والشهور اللي فاتت حل عليها في اللحظة دي.
❤️❤️♥️❤️♥️❤️♥️❤️❤️♥️♥️❤️❤️♥️♥️
هدى كانت هتموت من القلق والخوف، شوقها لرؤية ماريا كان أشد ألم من كل شيء، تعمل إيه وتطمن على بنتها إزاي، راحت لثابت حاولت تستعطفه لكنه ابتسم بتشفي وقالها
أنا ممكن اقولك على مكانها بس بشرط واحد.
هدى بدون تردد قالتله
أنا موافقة، أي حاجة تطلبها هعملها، حتى لو عاوز تنازل عن كل فلوسي واملاكي أنا جاهزة.
ثابت : فلوسك! ياه فاكرة أول ما اتجوزتك كنتي إيه.
هدى : فاكرة يا ثابت، كنت بنت من بيت بسيط، لكني مكنتش شحاته ولا متشردة فبلاش النغمة بتاعتك دي.
ثابت ملامحه اتبدلت في لحظة، نظرانه كانت انتقاص ونفور، شاورلها على صورة مرسومة بحرفية شديدة أشبه بالواقع، الصورة كانت لهدى وهي شايلة ماريا وقت ما كانت بيبي صغيرة،
اتحرك بخطوات سريعة ونزل البرواز ورماه بكل قوته على الأرض، اتحطم الإطار وشظايا الزجاج غرقت المكان، هدى بعدت مسافة كبيرة ودقات قلبها زادت من الفزع، لكن ثابت وقف مكانه وكأنه معملش حاجة، شاورلها تقرب لكنها حركت رأسها بخوف وقالتله
قولي على مكان بنتي أرجوك، أنا اعترفت بخطئي وطلبت من ربنا يغفرلي، وطلبت منك تسامحني، أنا عارفه إنك مجروح مني لكن صدقني والله أنا ندمانة، ليل نهار الندم هيقتلني.
ثابت متأثرش بأي كلمة سمعها من هدى، غمض عيونه بملل وبعد لحظات قالها
الشرط الوحيد علشان ماريا ترجع هو إنك تقوليلها الحقيقه، وقدام عنيا.
هدى بحذر : حقيفة إيه؟!
ثابت : نقولها إنك خاينة، ست باعت شرفها مع الراجل اللي كنت معتبره صاحبي، إيه رأيك!
مشيت هدى من غير ما تتكلم، مفيش رد تقوله، ثابت مصمم يقضي عليها، سواء ببعدها عن بنتها أو رجوعها ومعرفتها الحقيقة، في الحالتين وجع قلب وألم ملوش نهاية
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
ماريا من خوفها وحيرتها أصابها حالة من الحزن الكئيب، هي طول عمرها مفتقدة نفسها فيه بينها وبين داخلها سدود، عاجزة عن فهم مشاعرها، جاسم ده نهايته معاها إيه، حقيقي هو شخص مجمله جذاب لكنه أبعد ما يكون عن شخصيتها، هو وهي شروق و غروب، جاسم خبط على باب الغرفة واستأذن في الدخول، اتعدلت ماريا وقالتله
ادخل يا جاسم.
قرب منها وبسمة لطيفه مرسومة على ملامح وجهه الجذاب، مد لها ايده بعلبة شوكلاته، نوعها المفضل، صرخت ماريا بسعادة وحماس واخذت منه العلبة، ضمتها لحضنها وكأنها مفتقداها بشدة، بصتله بامتنان وقالتله
ياه يا جاسم، حقيقي كان نفسي فيها، شكرأ بجد.
جاسم : اعتبريها هدية صلح مني، أنا آسف على طريقتي معاكي امبارح.
ماريا : اممم، يعني دي رشوة.
جاسم : لأ اعتذار، أنا اتعصبت بزيادة بس صدقيني كنت خايف عليكي
ماريا : خلاص، حصل خير.
جاسم شعر بالارتياح، هو كان حزين لأنه زعلها، سألها بترقب
تحبي نسافر يومين نغير جو في اي مكان.
ماريا : ياريت، أنا حقيقي زهقت ونفسي اشوف أماكن جديدة.
جاسم خرج من جيبه تذكرتين طيران للساحل، ادالها التذاكر وقالها
بكرة ان شاء الله نتحرك الصبح بدري.
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
رغم انبهار وعد بكمية المشاهدات والتعليقات المساندة لها، وكم العروض اللي جتلها في يوم واحد لكنها كانت خايفة، مترددة، حاسة إنها اتسرعت، خرجت من قوقعتها وراحت لعالم غريب عنها، قربت منها بريق وقدرت بذكائها تفهم تخبط وعد، قعدت جنبها وطبطبت عليها بود وقالتلها بحزن مصطنع
على فكرة نجاحك ده تعويض من ربنا على ظلم أمجد ليكي، صدقيني ده إنسان خاين ومفتري، ومع الأيام هيندم ويعرف إنه باعك علشان واحدة متستاهلش
وعد قلبها انقبض وبلعت ريقها بصعوبة، عقلها فهم معنى كلام بريق لكن قلبها رفض يصدق سألتها بحذر
تقصدي إيه، هو أمجد عمل حاجة جديدة؟
بريق : للأسف أنا كلمت حد يجيبلي أخباره وقالي ان أمجد اتجوز، ست كده سمعتها مش تمام، وعايش في بيتها، لو تحبي أنا اقدر بمكالمة واحدة أخلي الشرطة تروح تاخده من عندها ووقتها هتقدري ترفعي قضية طلاق وتاخدي منه كل حقوقك.
وعد قامت من مكانها، مقدرتش ترد ولا تسمع حاجة ثانية، حركت رأسها برفض وقالتلها
. لأ، انا هتصرف يا بريق، مفيش داعي للمشاكل أنا في كل الاحوال هتطلق منه.
اتحركت بخطوات ثقيلة، كل لحظة قضتها معاه، جوة حضنه ، بتصرخ من الألم، ياما وعدها إن حضنه ملكها لوحدها للأبد لكنه خان الوعد ونساه، استبدلها بست ثانيه بمنتهى البساطة.
وعد أول ما روحت البيت قابلها أمها وأبوها وغضبهم واضح على ملامحهم، أمها اتحركت ناحيتها بغضب وصفعتها بقوة لكن وعد متحركتش من مكانها.
صرخت سعاد وهي بتقولها : فضحتينا يا وعد، مفكرة نفسك ممثلة ولا مذيعة ورايحة تعملي برنامج على النت وتفرجي الناس عليكي وعلينا، بتفضحي أمجد، ده ابو ابنك يعني اللي يأذيه يأذي يوسف.
ابتسمت وعد بسخرية رغم ان وشها اتأثر من قوة الضربة، التفتت لأبوها وقالتله
تحب تكمل ضرب معاها ولا هتكتفي بالمشاهدة؟!
ممدوح نكس رأسه، هو عمره ما مد ايده على حد من ولاده خاصة وعد، لكن كلامها على الملأ عن أمجد وعن حياتها معاه كان أكبر من طاقتهم وقدرتهم على التحمل، دلوقت هتبقى سيرتهم على لسان الكل.
وعد وقفت في وش والدتها وقالتلها بقهر
بتضربيني ليه، فكراني لسه عيلة صغيرة، أنا كبيرة، كبرت أوي لو مش واخدة بالك ومش هسمح لحد فيكم يمد ايده عليا فاهمة؟
سعاد رفعت وجهها وبصلتلها بصدمة : انتِ بتعلي صوتك عليا يا وعد، وإيه كبرتي دي، هتكبري عليا، على أمك.
وعد : أمي! أنا من وقت ما اتجوزت أمجد وأنا بدور عليكم، انتِ وجوزك، لو فعلآ انتِ أمي كنتي هتحسي بيا، هتعرفي أنا عايشة ازاي من غير ما اشتكي، لكن للأسف أنا كنت لوحدي، عايشة ومكملة علشان الناس وكلامهم، لكن كل ده انتهى، من النهاردة مش مسموح لحد يتدخل في حياتي، هعمل اللي يريحني أنا وبس، وعلى فكرة أنا أجرت شقة برة وهاخذ ابني وأعيش فيها.
وعد كملت كلامها بألم وانكسار
طبعا انت وهي عرفتوا ان أمجد اتجوز، صح!
سكتوا الاثنين وهي غمضت عنيها بحزن، اتنهدت بقوة ودخلت غرفتها وسابتهم واقفين عاجزين عن الرد أو حتى عن منعها، هي معاها حق لكن ساعات بيكون الحق مقيد بالعادات والتقاليد المقيتة، قعد ممدوح على أقرب كرسي ورجع رأسه للخلف بندم على ضعفه وقلة حيلته ووقفت سعاد في مكانها مش عارفة تعمل ايه.
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
أكرم كانت لمساته لكاريمان سحر من نوع خاص، سحر خلاها مغيبة بين ايديه، كان بيعبرلها عن عشقه بطريقته الخاصة، همس ولمسات عاشق حلم سنين بلحظات اللقاء الأول، نفسه يروي ظمأه لكنه كل ما يقرب منها بيعطش اكثر، بعد عنها بعد وقت كان نعيمه صعب يتوصف ومبعدش غير لما بقت زوجته وملكه بكل كيانها، ضمها لحضنه بقوة واستسلمت هي لرغبتها في النوم بعد رحلة طويلة من السفر والعشق المجنون وفضل هو صاحي بيتمنى الأيام تقف عند اللحظة دي وميبعدش عن حبيبته ولو يوم واحد.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وعود الليل)