روايات

رواية شاليه الساحل الفصل الرابع 4 بقلم محمد محمود

رواية شاليه الساحل الفصل الرابع 4 بقلم محمد محمود

رواية شاليه الساحل البارت الرابع

رواية شاليه الساحل الجزء الرابع

شاليه الساحل
شاليه الساحل

رواية شاليه الساحل الحلقة الرابعة

هاجم عليّ ومسكني من رقبتي وقال لي: “هتتعذب لحد ما توافق!” مسكني وحبسني في أوضة وقفل عليا أيام، ما بيفتحش إلا عشان يحط لي شوية أكل وشرب يدوب يسد الجوع. حتى الحمام ما كانش بيسمح لي أدخله، وكنت بعمل حمام في نفس الأوضة اللي أنا محبوسة فيها. اتبهدلت قوي وما بقيتش زي حور بتاعت زمان. بقيت أشبه بجثة عايشة وهي مش عايشة.

كان كل يوم يسألني: “ها؟ هتساعديني ولا لأ؟” وأنا برضو أقول له لأ. حتى في يوم قال لي: “يبقى أنت اللي جنيتي على نفسك يا حور”. وشاور بيده وفجأة لقيت نفسي وقعت في صحراء كبيرة، أرضها كلها حمراء بلون الدم، حوالي مخلوقات لها أشكال مرعبة زي الشياطين، لهم قرون وحوافر ومخالب وأنياب، وعنيهم حمراء زي الدم، كانوا بيصرخوا ويلفوا حواليّ. فضلت أصرخ وأدور حول نفسي مش عارفة أعمل إيه، والدائرة اللي عملوها بدأت تضيق عليّ لحد ما ما بقيتش قادرة أتحرك.
ابتدوا يهجموا عليّ وحسيت أنيابهم ومخالبهم بتغوص في جسمي، صرخت بصوت عالي: “الحقوني!” وهنا سمعت صوت جوزي بيقول: “ها يا حور، هتشتغلي معايا ولا أسيبهم يخلصوا عليكي؟” وهنا ما قدرتش أقاوم أكتر من كده، وصرخت: “حاضر، حاضر، حاضر هساعدك!” وفجأة اختفى كل شيء ولقيت نفسي في أوضتي قدام عثمان وهو بيبتسم وبيقول لي: “شاطر يا حور، كنت عارف إنك هتسمعي الكلام.”

علمني إزاي أكون وسيطته وأساعده في شغله. مش هقول لك البلاوي اللي كان بيعملها، ولا الجن والشياطين اللي كانوا بيدخلوا جسمي عشان ينفذوا طلباته. مش هقول لك على الناس اللي أذيتها بسببه. كنت مُجبرة، ما كنتش أقدر أقول لا أبداً. ده شيطان، مش بني آدم.
!
قعدت حور تبكي وأنا بسمعها مش مصدق.
معقول اللي حصل ده كله؟ معقول يكون
اللي سمعته ده حقيقي؟ لكن ليه تجدب
عليا؟ خصوصاً إن أنا شفت جوزها وعارف
إنه شرير فضلت أهديها وأقول لها:
خلاص اهدي يا حور، وبعدين؟ إيه اللي
حصل؟”
قالت لي: “ما قدرتش أتحمل أكثر من
قررت أخلص الدنيا من شره. لازم أقتله
عشان أستريح وأريح الناس منه.
كده.
“عشان كده في يوم حطيت له المنوم في الأكل واستنيته لما نام. مسكت سكينة المطبخ وقربت منه بشويش وهو نايم، ورفعت السكينة ونزلت بيها على صدره. أول لما السكينة دخلت في جسمه، فتح عينيه وصرخ صرخة عالية، وشاور بيده.”

“فجأة، لقيت حاجة مش شايفاها بتضربني في صدري. وطرت في الهواء وخبطت في الحيطة. وقعت على الأرض واغم عليّ. ولما فقت، لقيته قدامي سليم، ما فيهوش حاجة، وكان بيضحك وبيقولي: ‘أنت كنت فاكرة إنك هتخلصي مني بسهولة؟ أنت ملكي، وهتفضلي ملكي، حياً وميتاً.'”
!
وقعد يضحك، وسبني لوحدي ومشي.
الغريب إنه ساب لي الأبواب مفتوحة.
لقيت نفسي لوحدي في البيت فاخدت
شنطة هدومي وجيت هنا، أقول إنني
هربانة منه في الأول قلت أستخبى هنا،
لكني عرفت إنه أكيد هيوصل لي.”
فكرت في الانتحار. وقلت لنفسي حتى
لو انتحرت مش ممكن أرجع للشيطان ده
تاني. لكن أنت أنقذتني ودتني الأمل من
جدید
نسيت معاك العذاب اللي شفته
في حياتي، ونسيت كل اللي حصل لي.
وافتكرت إن أنا إنسانة من حقها تحب
وتتحب.”
“لكن لما شفت عثمان قدامي، افتكرت كل حاجة. مش هقول لك على العذاب اللي عذبوني بيه النهاردة بعد ما شافنا مع بعض. فضل يضربني بقوة، وحبسني في قطي وقال لي: ‘حظك إني مش فاضي دلوقتي. خليك هنا لحد ما أفضالك. ولما أرجع لك، هكمل عذابك. مش أنا اللي حد يهرب منه يا حور.'”

“لكن أول ما مشي، أنا خرجت وجيت لك. الغريب إنه كان سايب الأبواب مفتوحة. خرجت وجيت لك أقول لك، عشان تعرف إن أنا ما ظلمتكش ولا حاجة، وإن أنا اللي مظلومة، وكل اللي حصل لي كان غصب عني. سامحني يا شادي، أرجوك تسامحني.”
-!
“سمعت حكايتها وقعدت أفكر. معقول الله حصل لها ده؟ طب وأنا أعمل إيه؟ يطرى أساعدها ولا أسيبها؟ ويطرى قدرها يكون في قدام جوزها ده ولا لأ؟ فكرت كتير أوي، لكن حبي لها كان أكبر من أي شيء تاني.”

“مسكت يديها وقلت لها: ‘أنا هقف جنبك وساعدك. هاساعدك يا حور تخلصي من الشر اللي حواليك. أنا رايح معك للشياطين.’ قالت لي: ‘لا يا شادي، بلاش. أنت مش هتقدر عليه.’ قلت لها: ‘أنا مش هسيبك ولو هموت فيها. ولو هنموت يبقى نموت سوا.'”

!
“بصت لي وقالت لي: ‘الدنيا دي بتحبني؟’ قلت لها: ‘محبتش في الدنيا قدك.’ أنا هاحاول أتكلم معه بالرحمة، وأقول له يطلقك. وأعرض عليه أي فلوس هو عايزها. هو بيعمل اللي بيعمله عشان الفلوس، وأنا عندي فلوس كتير. هاحاول أصر عليه.'”

“قالت لي: ‘يا ريت يا شادي، يا ريت.’ قلت لها: ‘طب يلا بينا.’ ومسكت إيديها ورجعت معاها على الشيطان بتاعها. وقعدت أنا وهي في الصلاة مستنيين جوزها عثمان لما ييجي. كانت خايفة قوي، وبتقول لي: ‘أنا خايفة يا شادي.’ قلت لها: ‘ما تخافيش وأنا معاك. طول ما أنا جنبك ما تخافيش.'”

“وهنا سمعت صوت من على الباب. كان صوت عثمان. الله! ومين بقى البطل الشجاع اللي هيحميك مني؟ هو أنت يا فرفور. مش قلت لك تبعد عن سكتي وسكة مراتي أحسن لك؟”

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شاليه الساحل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *