روايات

رواية على القلب سلطان الفصل العشرون 20 بقلم آية العربي

رواية على القلب سلطان الفصل العشرون 20 بقلم آية العربي

رواية على القلب سلطان البارت العشرون

رواية على القلب سلطان الجزء العشرون

على القلب سلطان
على القلب سلطان

رواية على القلب سلطان الحلقة العشرون

كم انتى قاسية ايتها الحياة
ليتنا نحلق فوق السحاب او عبر الغيوم او ننتقل بين المجرات وحدنا …
حطام قلبك وقلبي المتناثر لن يوقف عشقنا ولا قصتنا
مكائد الكره والنفوس المريضة لن تنزع وتد محبتنا .
نحن اثنان دخلنا العشق لنصبح واحد
سنحزن
سنفترق
سنحترق
وسنعود …
آية العربي
&&&&&&&&&&&
عند سلطان الذى فتح عينه على صورتها مجدداً … يغلقهما يراها … يفتحهما يراها … لم ولن يرى سواها تلك المتمردة الغدارة ..
وقف على حاله …. يشعر ان قيوده حديدية صلبة … يريد ان يذهب اليها فى الحال ويعاقبها ويؤنبها ثم يعود بها الى هنا ويحميها فى حصنه ولكنه سيبتعد عنها …
سيبتعد لانها اهانته وجعلت منه اضحوكة …
ولكنها تبقى فى الغرب وهو ف الشرق … يتمنى لو انه فى تلك اللحظة يمتلك طائرة خاصة لكان الوضع اسهل بكثير .
نزل للاسفل حيث تتجمع العائلة حول المائدة … دلف يلقى التحية واردف وهو يقف على حافة الباب _ صباح الخير …. انا نازل الشغل يا عمي خلص براحتك وتعالى .
نظر له جده مردفاً بنظرة متفحصة _ مرتك وين يا سلطان .
نظر له سلطان بترقب ثم لف نظره الى الجميع واردف بثبات ظاهرى _ عندها شغل مهم فى القاهرة يا جدى …
تعجب توفيق واردف متسائلاً _ شغل مهم كيف عاد ! … فجأة إكدة ! … اكيد واخدة على خاطرها علشان موضوع جوازك … فهمتها اللى جولتهولك يا ولدى ؟
اومأ سلطان بهدوء يتذكر لحظته معها عندما كاد يخبرها فاوقفته وجرته معها الى مشاعر ممتعة تناسى بها لمياء وجده ونفسه والعالم اجمع .
اردف بهدوء وداخله يعتصر _ متقلقش يا جدي … اللازم هيتم … وسيلين مش هتعترض … عن اذنكوا .
اوقفته منيرة مردفة بحنان وحزن فهى الوحيدة التى تفهم نظرته _ طب تعالى افطر يا ضنايا … متمشيش كدة .
نظر لها وجد الحزن فى عيناها فاتجه يقبل يدها ثم تناول تلك اللقمة التى كانت تحملها واردف بحنو _ الف هنا يا ست الناس … بس همشي علشان ورايا شغل كتير … عن اذنكوا .
غادر هو مسرعاً وترك خلفه تساؤلات من جده وعمه وبدرية وحزن وحنو من والدته وشقيقته سهيلة بينما هناك نفوس شامتة ك روايح ولمياء ووالدها .
اما هو فقرر عدم اخبار احداً بأمر سفرها … سينتظرها تعود ويحادثها وليكن هذا حديثهما الاخير … كرامته لن تقبل فعلتها ابداً … الا اذا اتت بسببٍ عظيم … وقتها سيتخده حجة بكل حب حتى يضمها … نعم يعشقها وليس على قلبه سلطان ! .
&&&&&&&&&&&
وصلت سيلين امام باب الشركة الصينية ونزلت من السيارة متجهة للداخل حيث وجدت سيدة ترحب بها باللغة العربية تردف _ مرحباً بكِ سيدتى .
اومات سيلين مبتسمة بمجاملة ثم تبعتها الى الداخل ومنه الى غرفة الاجتماعات حيث ينتظرها اعضاء هيئة ادارة الشركة .
وصلت سيلين بصحبة تلك السيدة الى غرفة الاجتماعات التى دلفتها ووجدت ٥ رجال وسيدتين وقفوا جميعاً يرحبوا بها بالطريقة الصينية … ثم جلست وجلس الجميع حول تلك الطاولة المنمقة .
رحبت بهم ايضاً واردف احدهم متسائلاً _ هل كانت رحلتكِ سعيدة آنستى ؟
اومات سيلين التى فهمت عليه فهى تتقن الصينية جيداً حين اردفت بمهارة _ نعم سيد شي يونج … لقد سعدتُ كثيراً برحلتى الى هنا … واود ان اعود سعيدةً ايضا … فهل لي ان اعرف اسباب الغائكم للتعاقد مع شركتى ؟
اردف ذلك المدعو شي يونج بعملية _ سيدة سيلين … لقد وصلتنا معلومات ان منتجاتكم قد ساءت فى الاونة الاخيرة … وهناك بعض الفيديوهات المسربة من داخل مصنعكم تفيد بأن المادة المستخدمة غير صالحة … كذلك سمعنا عن اهمالك فى الادارة الذى لوحظ خلال الشهر الماضي وهذا يجبرنا على الغاء التعاقد … فأنتِ تعلمين ان صحة مواطنينا تهمنا … كذلك علينا ان نكون حذرين فى هذا الخصوص .
ابتسمت سيلين بهدوء واردفت بذكاء _ انا حقاً مندهشة من حكمك المسبق هذا سيد شي يونج وانت رجل اعمال وتعلم جيداً بالمكائد التى تحيك من خلفنا … فنحن نتملك من الاعداد ما يوازن نقودنا وعليك ان تفهم ان ما حدث كان تدبير ماكر وتم حل الامر بشكل مرضي … ولأضيف ان التعامل بيننا ليس اليوم فقط بل هو منذ سنوات وكان ابي رحمة الله عليه نزيه جداا معكم والمنتجات التى تصل لكم من اجود منتجاتنا … فكيف تصدقون تلك الاشاعات الرائجة وتودون الغاء العقد … الا تعلمون ان هناك شرطٌ جزائي لهذا ! .
اردف السيد شي يونج بشكل احترافي _ لا سيدة سيلين … فالشرط الجزائي غير قائم فى حدوث اي خلل فى المنتجات او سوء التصنيع .
اومأت مردفة بفصاحة _اعلم ذلك جيداً … وسأثبت لكم ان ما حدث هو فتنة ومكيدة لا اكثر … وان منتجاتنا حاصلة على شهادة الجودة العالمية … كما جئت لكم بأوراق تنص عن ان المادة الخام لدينا صالحة وجيدة بنسبة ٩٩ % .. وهذا ال ١% فقد حتى لا ابالغ … ارجو اعادة النظر فى الامر والتأكد جيداً قبل اتلاف العقود … هناك شحنة فى طريقها اليكم وتستطيعون فحصها جيداً … فأنتم لديكم امهر المحللين .
نظر السيد شي يونج لشركاؤه الذين اومأوا له … تطلع للاوراق التى احضرتها سيلين ولتلك التقارير ثم اردف بترقب _ حسنناً سيدة سيلين … فلنرى الشحنة القادمة ولنفحصها … ونرجو منكِ ان تبقي ضيفتنا الى ان نرى وبعدها سوف نقول كلمتنا الاخيرة … ان وجدنا بها اخطاء فسوف تتحملين انتِ التكلفة كاملة .
اومات سيلين تردف بتأييد وثقة _ حسننا سيد شي يونج … وهذا ما كنت انوى فعله حقاً … فالشحنة امامها يومين وسأنتظر وبعدها سأحصل على موافقتكم واعود .
ابتسم لها شي يونج الذى اعجب بها مردفاً _ اوو … احب كثيراً تلك الثقة … واعجبت بشخصيتكِ حقاً تشبهين السيد سمير والدكى .
ابتسمت بفخر مردفة ببعض الراحة _ مؤكد ساشبه … ان لم اشبه من سأشبه ! ..
بعد تلك المقابلة التى انتهت بالتفاوض وترك القرار بعد معاينة الشحنة حاولت سيلين الاندماج قليلاً فى العمل ولكن هيهات … فسلطان لن يتركها فى حالها ابداً … لقد تغلغل فى اعماقها وتجذر بقوة ..
&&&&&&&&
اما عند سلطان … فقد تحولت ايامه لعمل فقط … يعود ويذهب للعمل يضيع وقته الملل هناك … نعم فقدَ التحكم فى اعصابه مراتٍ كثيرة … افتعل مشاكل حلها عمه محمود الذى يقف سنداً له ويعلم سبب سوء حالته … ولكنه لا يستطيع التغلب على نفسه وعلى غضبه … يخرج طاقته بشكل سئ في اي شخص يعارضه لمجرد القاء رأي … فضل الصمت التام برغم تساؤلات عمه وشقيقته سهيلة الملحة لمعرفة ما الامر ولكنه تكتم على الخبر حتى تعود ويحادثها ..
ليس بيده حيلة … فهو ليس هذا الشخص دائما يتميز بالثبات الانفعالي ولكن يبدو ان ذهابها افقده تركيزه واخرج وحشه السرش .
حدد جده توفيق موعد كتب الكتاب بعد اربع أيام من الآن حتى ينتهى هذا الوضع الذى طال فيبدو ان هذا سبب غياب سيلين … فلينتهوا من هذا الحوار بأكمله ولينفصلا في هدوء .
لم يجد سلطان مفر للرجوع امام اصرار الجميع وضعف افكاره حالياً فوافق على قرار جده .
ها هم يجلسون جميعاً حول مائدة الغداء وسلطان يجلس كعادته مؤخراً شارداً يتناول بعض اللقيمات بعد الحاح والدته عليه وروايح تنظر له بخبث وتشفي .
طرقات على باب المنزل نبهتهم .
وقفت سهيلة لترى الطارق فأوقفها سلطان بثبات مردفاً بحنو _ كملي اكلك انتى يا سهيلة انا هشوف مين .
وقف يتجه ليفتح الباب فوجده محروس زوج سهيلة ينظر لسلطان بخزى .
نظر له سلطان بتساؤل مردفاً _ اهلاً … خير ! .
تحمحم محروس واردف بترقب _ انى جاي اجابلك انت والحاج توفيج … انى عايز ارجع مرتى … بزيداها عاد بُعد … وعيالي وحشونى جوي .
نظر له سلطان بترقب ثم افسح له الطريق ليمر … دلف محروس يردف بترقب _ سلام عليكم جميعاً .
ردوا السلام جميعهم بينما نظرت له سهيلة بحزن وعيون لامعة بادلها هو مطأطأً رأسه بخزى .
اردف الجد توفيق برتابة _ تعالى يا محروس اجعد اتغدى ويانا .
اردف محروس معتذراً _ متشكر يا جدي … انى هستناك جوة .
دلف مع سلطان الى غرفة الاستقبال وانتظر حتى ينتهى الجد من طعامه .
اما سلطان فجلس بجواره يطالعه بغضب فهو لم ولن ينسى هيئة شقيقته عندما احضرها من هناك .
بعد دقائق انتهى الجميع من طعامهم ودلفا الجد وابنه للداخل حيث سلطان ومحروس .
جلس الجد توفيق مردفاً بترقب _ خير يا محروس … جول اللى عندك يا ولدى .
تحمحم محروس مردفاً _ انى جاي ارجع مرتى وعيالي يا حج توفيج … وعرفت غلطى زين … انى حاولت جبل سابج اتكلم مع سلطان وارجعها بس هو رافض … فأنى جولت اجي لكبيرنا وهو يحكم .
نظر الجد لسلطان وجده يطأطأ راسه يستمع بصمت وترقب بينما محمود يصمت احتراماً لجده الذى اردف _ سلطان رافض يرجعهالك لانك ضربتها ومديت يدك عليها … وانى شيعتهالك جبل سابج وجولت محروس راجل وهيحافظ عليها بس انت اتصرفت معاها كنها ملهاش اهل واصل … وانت خابر زين انها بنت السوهاجى ولو غلطت يبجى تيجي واحنا نجبلك حجك لاكن متمدش يدك عليها واصل .
اردف محروس مدافعاً _ يا حج توفيج انى لما لجيتها بتضرب امى دمى غلي … وبعدين يعنى انا مش اول راجل يضرب مرته … وجاي النهاردة وبجولك انى عرفت غلطتى اهو وعايز ارجعها … وعلى فكرة امى اللى جالتلى روح يا ولدى هات مرتك … يعنى امى طيبة ومجصدهاش حاجة .
اومأ توفيق وكاد ان يتحدث فتحدث سلطان بدلاً عنه مردفاً بنبرة صارمة وقوة وعروق بارزة من شدة غضبه _ معندناش بنات ليك هنا … اختى مش راجعة معاك … لا هي ولا عيالها … انا للحظة كنت هصدق انك جاي وعارف غلطك بس انت كلامك كشفك … الاحسن تقوم تلحق علشان تروح بلدك قبل ما الدنيا تعتم .
غضب توفيق واردف معارضاً _ سلطاااان … عيب يا ولدى حديتك ده … ده جوز اختك بردك … وبعدين هو جاي يراضيها .
وقف سلطان على حاله يردف بغضب وقد تجمعت افكاره المتزاحمة الان _ بعد اذنك يا جدى … ده واحد جاي يرجع الخدامة اللى كانت بتخدمهم … مش يرجع اختى ويردلها اعتبارها … وانا مش هبعت اختى مع واحد زي ده .
وقف محروس يردف بغضب وتساؤل _ عاجبك الحديت ده يا حج توفيج !.
اردف سلطان بقوة وغضب _ ملكش دعوة بالحج توفيق … الحج توفيق مكانته اعلى من انه يتكلم مع واحد ناقص زيك .
اشتعل محروس غضبا واردف بغل _ بتجول ايه يا جدع انت … انت فاكر ان حياتى هتجف على اختك ولا ايه … انا اجيب بدالها حرمة واتنين وعشرة ولا تهمنى … والكلام اللى انت جولته ده هتتحاسب عليه .
اندفع للخارج مغادراً ولكن اوقفته روايح التى اردفت غاضبة _ استنى عنديك يا محروس .
وقف محروس مكانه يتطلع عليها بينما خرج سلطان وعمه والجد بترقب … اتجهت روايح لعند سلطان تردف بكره وحقد _ انت مالك ومال بناتى يا ابن منيرة … عايز تخرب بيوتهم ليه ! … ملكش صالح ببناتى احسنلك وابعد عنيهم … احنا كنا عايشين زين جبل ما تيجي انت وامك .
نزلت سهيلة من اعلى الدرج تردف مدافعة _ بزياداك عاد ياما … اخوي معاه حج فى اللى يجوله … اخوي اللى معرفنيش ولا عاشرنى واول ما طلبته جاني جري … ١٢ سنة وانا عايشة مع محروس عيشة مر وبتحمل لان عيشتك امر … ١٢ سنة وهو بيعاملنى على انى حرمة ياخد غرضه منها وتكون خدامة لاهله وخلاص على اكدة … محبنيش ولا احترمنى … وجاي دلوجيت يردى علشان اهله بردو وانى متأكدة من اكدة …. عايزة تبعيني بالرخيص بردك وتبعتيني وبتجولي انه خراب بيوت ! …. وهو ربنا جال اكدة ؟ … جال ان اعيش فى جهر وحرقة جلب علشان اعمر بيتي واحافظ على عيالي ! … دانا عيالي تعبوا ونفسيتهم بجت زفت بسببه هو واهله …. انى مش راجعة ياما … مش راجعة يا جدى … واللى سلطان يجول عليه هو اللى هعمله … مش هرجع اعيش مع واحد زي ده
نظر لها الجميع بصدمة وحزن بينما اندفع محروس اليها يردف بغضب وحدة _ بتجولي ايه يا روح امك ! … واحد زي ده ! .
كاد ان يمد يده فأسرع سلطان يمسكها ثم يثنيها خلف ظهره مردفاً بغضب وعيون مشتعلة _ دانت اتجننت بقى … انت فاكر نفسك هتقدر تضربها ؟..
نظر له محروس بغل وغضب واردف _ ماشي … انى هعرفك مين هو محروس القناوى ..
افلت يده واندفع يغادر بينما سلطان اتجه عند شقيقته يحتضنها بحنو مردفاً بثقة وقد لانت ملامحه _ متخافيش … طول مانتى هنا متخافيش من اي حاجة .
اسرعت روايح تصرخ وتولول مردفة _ ياااااامرررك يا روايح … بيت بنتك اتخرب … خربه ابن منيرة وارتاااح .
اردف توفيق بغضب وحدة _ اخرصي عاد يا روايح …. روحى على اوضتك .
نظرت له بغضب مردفة _ اروح على اوضتى ! … هو ده حكمك يا كبير … سبت عيل زى ده يتحكم فينا ؟
اندفع سلطان يقف امامها ويردف بغضب وفحيح محاولاً بكل قوته تمالك اعصابه _ العيل ده اللى انتى سلمتيه بنتك … انما انا راجل وابن راجل … علشان كدة هعديلك اهانتك دى يا مرات ابويا .
غادر بعدها تاركاً المنزل مندفعاً للخارج بغضب بينما تبعه محمود ليهون عليه كعادته ..
اما توفيق اتجه لعند روايح واردف بفحيح وغضب _ كل مرة بتثبتيلي انى غلط غلطة عمرى لما بعدت حفيدي وامه عنى طول الفترة دي يا بنت اخوي … لو جولتى كلمة عفشة لسلطان او امه تانى … خافي منى .
قالها وغادر وتركها تغلي وتستشيط غضباً بينما سهيلة اسرعت الى منيرة تسحبها لغرفتها حتى لا تسمعها روايح اي كلمة … اما لمياء ووالدها اللذان يتابعان بصمت وترقب نظرا لبعضهما واتجها لغرفتهما بخبث وشماتة .
بينما فى الخارج لحق محمود سلطان الذى يمشي كأنه يسابق الريح … وصل لعنده ومد يده يوضعها على كتفه مردفاً بحزن _ هدى يا ولدى … هدي يا سلطان وهون على حالك مش اكدة يا ولدي .
توقف سلطان ينظر لعمه مردفاً بألم داخلي _ غصب عنى يا عمى … كله متكوّم فوق ظهرى … من ناحية اختى اللى امها عايزة تضيعها بحجة بيتها وعيالها …. ومن ناحية تانية ..
سكت سلطان فأكمل محمود بترقب _ مرتك يا ولدي صوح ! … جولي يا ولدى … مخبي ايه عنى … هى زعلانة علشان جوازك مش اكدة ! … طيب خلاص متتجوزش عاد ..
هز سلطان رأسه مردفاً بثبات _ لاء يا عمى …. سيلين قررت انها تبعد … وجدى قرر انى اصلح ذنبي مع البنت اللى كنت خطيبها محدش فيهم سألنى عن قرارى … فخليني مكمل في اللى هما عايزينه …
نظر له محمود بعجز واردف بقلة حيلة _ مش عارف اجولك ايه يا ولدي … ربنا يصلح الاحوال … وسواء اتجوزتها او لاء انا خابر زين ان ربك هيدبرها .. يعنى انى متأكد انك هترجع مرتك .
نظر له سلطان بصمت بينما داخله صرخات تريد ان تخرج للعلن ( اااااه يا عمى … لو تعلم ماذا فعلت بي ! … لقد اتخذت من عدونا خليلاً وسافرت معه الى البعيد حيث لا استطيع الوصول اليها …. لقد قيدتنى بسلاسل صلبة واشعلت النار بجسدى حياً … هل لي ان انسى ! … هل لي ان اغفر ! … لا اعلم يا عمى … حقا وضعى ميؤوس منه )
&&&&&&&
فى منزل سلطان
تحديداً فى غرفة لمياء ووالدها .
تجلس على فراشها تردف بغيظ _ ياااه كان نفسي اللى اسمها سهيلة دى تغور من هنا … دى وقفالي زى اللقمة فى الزور .
اردف نعمان بشرود _ شوفتى سلطان عمل ايه يا لمياء … انا بدأت اقلق منه … سلطان استقوي لما رجع لعيلته ومبقاش سهل زي الاول .
اردفت لمياء بخبث _ ايوة شفت يابا … بس متقلقش … اتجوزه انا بس وانا هخليه زي الخاتم فى صوابعي … انا عارفة مداخل سلطان فين .
ضحك نعمان مستهزئاً يردف بترقب _ يا خوفي لهو اللى يعلم عليكي زي اللى اسمه ادم الحلوانى ده ما ضحك عليكي ومدلكيش ولا مليم .
اغتاظت لمياء من حديثه واردفت مدافعة _ جرا ايه يابا … هو انت معايا ولا معاه … انا كان ممكن اخد منه اللى انا عايزاه بس انا راسمة على تقيل اوى … فلوس سلطان تسد عين الشمس يابا … اللى اسمه ادم ده كان هيديني شوية ملاليم … لكن سلطان لما اتجوزه هتنغنغ ياما .
اردف نعمان وهو يجلس _ لما نشوف … امتى بقى الحكاية دى تخلص ونرجع … امك مبطلتش زن عليا … عيزانا نرجع وبتقول ان اخوكى مش عارف يشغل المحل .
اردفت بغضب _ يوووه … قولها تصبر شوية هانت اهو … كلها كام يوم وسلطان يبقى ليا …. هو حقي انا من الاول … لولا خطافة الرجالة اللى لهفته … وانا مش هسيب حقي حد تانى غيري ياخده …
اومأ نعمان يردف باعجاب _ ان جيتي للحق … القاعدة هنا حلوة … ولا شيل مسئولية ولا هم … قاعدين واكلين وشاربين ونايمين ببلاش .
نظرت له بتهكم مردفة بحدة _ وانت عايز تعيش كدة علطول ! … انت فكرك انهم يعنى هيخيل عليهم الحركات دى ! … الراجل اللى اسمه توفيق ده مش سهل … انا بس اتجوز سلطان وبعدها انفذ خططى زى مانا راسمة .
&&&&&&&&&&
فى المشفى حيث يجلس ادم يتلقى العلاج بعناية على يد متخصصين ..
يتابع هاتفه بملل ويبتسم ساخراً ويردف محدثاً نفسه _ هه … مكلفتش نفسك وفكرت تتصل يا نبيل بيه … يا ترى بتخطط لايه ؟
دلف عليه الطبيب مطفي يردف بترقب _ ها يا ادم … عامل ايه النهاردة .
اومأ ادم مردفاً بيأس _ زى مانت شايف يا دكتور … شعرى بدأ يقع … وجسمي بدأ يتحرق … بس انا عارف انى استاهل .
حزن الطبيب لاجله مردفاً بترقب _ ليه اليأس ده ! … خلى نفسيتك احسن من كدة علشان العلاج يكون اسرع واقوى .
نظر له ادم بغموض واردف بحزن واستسلام _ مين قالك انى عايز اتعالج ! … انا عايز افضل كدة لحد ما اموت …. انا ذنوبي كتير ولو فضلت ف الدنيا دى هشيل ذنوب اكتر … انا اخدت جزائي … بس انا نفسي انتقم من حد قبل ما اموت … نفسي اوجعه اوى .
نظر له الطبيب بتعجب وشفقة واردف وهو يقف _ بلاش التفكير العدوانى ده يا استاذ ادم … صدقنى الافضل ليك ولحالتك انك تفكر بشكل ايجابي … العلاج لوحده مش كفاية … ولو انت عايز تكفر عن الذنوب اللى ارتكبتها يبقى تتعالج وتصلح اخطاءك مع اللى غلطت فى حقهم ..
خرج الطبيب وشرد ادم يفكر فى امر والده الذى لم يكلف نفسه السؤال على ابنه .
بينما على الجهة الأخرى يجلس نبيل فى مكتبه يتابع انخفاض الاسهم الخاصة بسيلين مؤخراً … فمنذ تلك الحادثة وهناك اشخاص يحفرون خلفها … مؤكد ان الطلقة التى لا تسيب تترك خلفها شوشرة وهذا ما حدث … فبرغم اثبات براءتها وحسن تعالمها مع العمال الا ان بضاعتها لحقها الضرر قليلاً .
اردف نبيل بغل وحقد وهو يتابع عبر الشاشة _ كوشتى على كل حاجة … واتمتعتى لوحدك بكل العز ده … بس مش كتير يا بنت اخويا … انا هسحبه من تحت رجلك واحدة واحدة لحد ما يبقاش حيلتك ولا مليم … مهو لو مكانش ليا … مش هيكون ليكي .
&&&&&&&&&&&
مرت الايام ووصلت الشحنة الى الصين
تم فحصها جيداً على يدي خبراء وكان ذلك فى حضور سيلين التى تقف واثقة وكذلك اعضاء الشركة الصينية .
جاء التقرير بصلاحية المنتج بدرجة ممتازة وبناءاً عليه تم التراجع عن فكرة الغاء التعاقد بينهما ..
اراد السيد شي يونج ان يقدم اعتذاره لسيلين والذى عبارة عن استضافة فى منزله ليومان ولكنها اعتذرت بهدوء تقنعه ان عليها العودة الى مصر غداً للضرورة … فقد اشتاقت اليها كثيرا … اشتاقت اليها لدرجة تجعلها تحلق بدلاً عن الطائرة … اشتاقت الى كل شبرٍ بها … الى تفاصيلها وملامحها وعيونها … اشتاقت لعناقها ودفء صدرها واحتوائها … ولولا حجز الطائرة غداً لكانت هناك فى لحظتها تلك … ستصلح ما افسدته بينها وبين مصر الحبيبة … ستحاول جاهدة لتنعم بعناق وطنها الآمن مجددا ..
عادت الى الفندق حتى تنام لتستعد غداً لرحلة العودة …
وصلت الفندق وتناولت وجبة طلبتها من الفندق ودلفت لتأخذ حماماً دافئاً وقد احست بحرارة جسدها وصعوبة تنفسها الذى بدأ يزداد … يبدو ان اصابها دور بردٍ شديد ..
خرجت تحاول السيطرة على الصداع وقد تناولت قرص مسكن واتجت تتمدد على الفراش وتنام مستسلمة لهذا الخمول الذى راودها ..
استيقظت صباحاً بارهاق وقد بدأت حرارتها تزيد وجسدها يرتعش ولكنها تحاملت على نفسها للعودة .
نعم راودتها افكار سيئة عن حالتها التى تتمنى ان تكون عكس ما يهيئ لها ..
نزلت بعدما طلبت احداً يساعدها فى حمل الحقيبة التى لم تستطع حملها … ركبت السيارة واتجت الى المطار على الفور وهناك كان يعاملها الافراد بحذر عندما رآوا حالتها ..
كانت تشعر بالضيق والحزن لابتعادهم عنها وكانها شيئاً ملوثاً .
تم صعودها على متن الطائرة فى كرسي منفصل بعيداً عن الركاب وقد بدأت مخاوفها تزداد وشكها يكبر داخلها ..
اقلعت الطائرة ونامت هى بعمق وقد ارتدت تلك الكمامة التى حصلت عليها فى المطار والتى لاول مرة ترتديها لذلك كانت تشعر بالحرج والحزن والوحدة .
بعد اكثر من تسع ساعات وصلت الطائرة الى مطار القاهرة الدولي ونزلت سيلين بصعوبة شديدة بعدما ابتعد عنها جميع الركاب .
نزلت بمفردها وقد لاقت هجوم فى المطار من بعض العاملين وقد جاء الاطباء يرتدون بذلات جلدية مانعة للعدوى وفجاة وجدت الجميع يعاملها بحذر ويأخذونها فى سيارة مجهزة الى مستشفي عازلة حيث سيتم فحصها وهى تنقاد خلفهم بعقل مشوش ضائع لا تعلم ماذا عليها ان تفعل .
بعد ساعات قضتها هى في فحص واشعة تم التأكد من حالتها التى كانت حاملة لفيرس كورونا .
اتجه الطبيب اليها يرتدى تلك البدلة الجلدية يردف بحذر وهو على مسافة مناسبة _ سيلين هانم … للاسف حضرتك مصابة بفيرس كورونا اللى بيهاجم معظم البلاد حالياً … ووجودك وسط الناس فيه خطر كبير ونقل للعدوي … علشان كدة حضرتك لازم تتلقي العلاج المناسب وتفضلي تحت ملاحظتنا هنا بعيد عن اي اختلاط ..
انتابها شعور اليأس والوحدة والحزن بجانب شعور الألم والتعب واردفت _ فيرس كورونا ! … يعنى هموت ؟ … هموت وحيدة ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية على القلب سلطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *