رواية أبو الرجالة الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء سعيد
رواية أبو الرجالة الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء سعيد
رواية أبو الرجالة البارت الثاني عشر
رواية أبو الرجالة الجزء الثاني عشر
رواية أبو الرجالة الحلقة الثانية عشر
بمنزل فريد.
أخذت هالة تتابع أحد البرامج على التلفاز بملل شديد وبين كل دقيقة والأخرى تنظر لهاتفها المحمول، الساعة العاشرة صباحاً وفريد من ليلة أمس خارج المنزل، تنهدت بتعب وجملة والدها تعود برأسها من جديد :
_ ده مش حب ده قلة قيمة، شخصيتك اختفت من يوم ما حبيتي البني آدم ده..
ابتسمت على حالها يا ليت والدها يعمل الحقيقة كاملة، دق قلبها مع سماع صوت خطواته تقترب من الغرفة فقامت سريعاً لتفتح الباب مردفة بلهفة :
_ كنت في كل ده يا حبيبي وحشتني أوي وقلقت عليك أوي أوي..
جذبها بحنان ليضمها لصدره ثم وضع أعلى رأسها عدة قبلات حنونة، أخذت هي نفس عميق ثم رفعت نفسها قليلاً ليصل إليها أكبر قدر من رائحة عنقه المميزة، بعد دقيقة كاملة أبعدها عنه مردفا :
_ أنا خطبت..
أتسعت عيناها بذهول، فتاة ثلاث بحياته؟!. تشوش عقلها بعدم فهم وقالت :
_أنت لحقت تزهق من فيروز عشان تخطب بعدها..
ألقى بجسده على الفراش بتعب مشيراً إليها لتاتي بين أحضانه نفذت أمره ونامت على صدره ليقول بنبرة هادئة :
_ أنا متجوزتش فيروز، لكن خطبت هادية أختها النهاردة الصبح..
صدمة جديد حلت على رأسها ما السحر المميز بفتيات تلك العائلة؟!.. أبتعدت عنه وعينيها تبحث عن الإجابة بداخل عيناه هامسة :
_ وهي موافقة تتجوزك بعد اللي أنت عملته في أختها..
أوما إليها ببساطة وابتسامة حنونة :
_ موافقة وفرحي عليها هيبقى أخر الشهر، بس سيبك من كل ده أنتِ مالك حلوة النهاردة كدة ليه؟!..
نست كل شيء وابتسمت إبتسامة بلهاء تدل على مدى سعادتها قائلة :
_ بجد يا فريد أنت شايفني حلوة؟!..
تحرك قليلاً لتسقط من فوق صدره على الفراش وضم خصرها لتبقى مقيدة بين يديه هامسا :
_ أنتِ متأكدة إنك ست حلوة اوي ومش محتاجة رأيي عشان تتأكدي من ده..
نفت بحركة بسيطة من رأسها بحزن ثم قالت :
_ المهم إني أبقى في عينك حلوة مش فارق معايا حاجة تانية..
طبع قبلة خفيفة على جفن عينها مجيبا عليها بقوة :
_ لو مش حلوة في عيني مش هقرب منك، أنا راجل بيحب الستات ومش أي ستات لأزم تكون حلوة واوي كمان..
ضمت نفسها إليه برجفة بجسدها من كم المشاعر التي تشعر بها على يده مردفا بذوبان :
_بعشقك يا فريد..
____ شيماء سعيد _____
بمنزل خاطر دلفت إليه نوسه زوجته السرية السابقة لتجده يضرب بأي شيء أمامه بالحائط ابتلعت لعوبها بتوتر وعقلها حثها على الرحيل من أمامه قبل أن يتحول عليها، وقبل أن تخطو بساقها خطوة واحدة للخارج جذبها من خصلاتها لتسقط على الفراش صارخا بغضب :
_ اترزعي هنا هو أنا طلبت منك تروحي في حتة..
حركت رأسها سريعاً نافية قالت بنبرة صوت متقطعة :
_ قولي بس مالك يا سيد الناس إيه اللي مزعلك؟!..
ماذا يقول، يقول إن أخذ أول صفعة بحياته من امرأة؟!.. كيف يقولها؟!.. يغلي يشعر بغليان بأعماق قلبه يحثه على حرق الأخضر واليابس، ابنة ثريا لعبت به والآن وافقت على الزواج من شقيقه..
مع اشتعال جسده خلع قميصه والقى به على الأرض قائلة :
_ قومي هاتي ورقتين عرفي من جواونادى البواب..
أتسعت ابتسامتها من جملته، سيعود زوجا لها من جديد وهذا يوم عيدها، قامت سريعاً لتفعل ما طلبه منها وخلال دقائق كانت بين أحضانه، مررت يدها على صدره هامسة :
_ شكلك مش مبسوط اننا رجعنا يا سي خاطر..
_ لا مبسوط ولا طايقك بس جوا طاقة مكبوتة لأزم تخرج..
رغم غيظها من رده الا إنها صمتت وذهبت معه بأرض ممتعة لا يستطيع رجل أخذها إليها من وسط كل علاقتها إلا خاطر أبو الدهب، بعدوقت طويل انتهى وكأنه بداخل حرب ولكن نيران قلبه لم تنتهي، زاد الأمر سوء مع وصول رسالة واتساب على هاتفه أخذ الهاتف ليراها ويا ليته لم يفعل ” أكيد أنت حاليا بطلع همك في واحدة من ****** اللي تعرفهم، تعيش وتأخد غيرها يا إبن أبو الدهب”..
اللعنة هذه الفتاة تقوده للجنون، قام مع على الفراش مردفا :
_ ماشي يا بنت ثريا قسم بالله ما حد جايب عينك الأرض غيري عشان تعرفي أنتِ بتلعبي مع مين كويس..
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل كمال..
بغرفة فيروز وهادية، ظلت فيروز صامتة منذ ما حدث، أخذت تضع ملابسها بخزنة الملابس الجديد وبعدما إنتهت ألقت نظرة سريعة على هادية التي تفرك بيدها بتوتر وقالت بهدوء :
_ أحط هدومك في الدولاب معايا وإلا هتعمليها أنتِ؟!..
هذا الصمت قاسي على قلبها، قامت من على الفراش بخطوات بطيئة وعينيها بالأرض لا تعرف ماذا تقول أو كيف تشرح، وقفت أمام فيروز وقالت بحزن :
_ هتفضلي ساكتة كتير؟!.. أكيد في كلام بنا لأزم يتقال مش كدة؟!..
فتحت فيروز ذراعيها لتتعجب هادية من هذا التصرف الا أنها ألقت نفسها بين أحضان شقيقتها وكأنها وجدت أخيراً توق النجاة، قدرت فيروز على ما يحدث حولها إنتهت، تلك الحرب خاسرة وكل من حولها يخوضها بلا وعي، مررت كفها على ظهر هادية مردفة :
_ اية رأيك يا هادية لو نحجز كلنا عند دكتور نفسي، حاسة ان بعدها هنرتاح كلنا..
أبتعد عنها هادية بذهول قائلة :
_ أنتِ بتقولي إيه إحنا مش مجانين عشان نوصل للمرحلة دي، لو فعلاً عايزة ترتاحي يبقى لما نأخد حقنا الأول..
فلتت ضحكة ساخرة من فيروز قبل أن تردف :
_ حقنا من مين؟!.. المثل بيقولك اللي ميخافش ربنا خافي منه، عيلة أبو الدهب كلها ماشين غلط من غير ما يحسوا بلحظة ندم واحدة، هادية حبيبتي أنتِ الوحيدة فينا دلوقتي اللي لسة على الشط، أبعدي عن الطريق ده أنا مش عايزة أخسرك..
_ أنا نزلت البحر فعلا وحالياً يا أما أغرق أو أطلع سليمة..
جذبت فيروز خصلاتها بجنون وقالت :
_ فريد وخدك كبري وممكن عادي يقعد معاكي يومين ده واطي لكن بعد كدة هيكون مصيرك إيه؟!..
أقتربت هادية من شرفة المنزل ونظرت لخاطر الذي يهبط من سيارته وعلى معالم وجهه حالة من الغضب، رفعت كفها إليها وأرسلت إليه قبلة بالهواء مردفة لفيروز :
_متخافيش في واحد تاني عايزني ومش هيخلي فريد يقرب مني، المرة دي مش هنخسر يا فيروز ولاد أبو الدهب هما اللي هيخسروا بعض..
جلست فيروز على الفراش قائلة بتعب أعصاب :
_ محدش فينا هيطلع كسبان يا هادية….
_أنا هطلع كسبانة متخافيش..
أنهت جملتها وخرجت من الغرفة، تعلم إن المواجهة صعب خصوصا مع شخصية مجنونة مثل خاطر ولكنها ستكون أكثر من متحمسة لرؤية رد فعله، بخطوات سريعة وصلت لباب المنزل حتى تفتحه له قبل أن يفتحه هو، رفع رأسه ليراها أمامه تبتسم إليه إبتسامة مستفزة، قائلة :
_ شوفتك وأنت جاي قولت لأزم افتح لك الباب بنفسي عشان تحس ان بقى عندك أخوات بنات في البيت..
جاءت إليه بنفسها دون أن يبذل معها أي مجهود، وهو أكثر من مرحب بذلك، لون شعرها البني الغامق لفت نظره ليمد يده مرة واحدة وياخذه بكل قوة ويسير بها لغرفة نومه، وضعت يدها على يده قائلة بألم :
_ شيل أيدك يا حيوان أنت بتوجعني..
أغلق باب غرفته بساقه ثم تركها مردفا ببرود :
_ أدخلي حضري الحمام..
جزت على أسنانها بغيظ قائلة :
_ حمام إيه ما تفوق بدل ما أمسح بيك بلاط الحمام..
_ تؤ تؤ كدة أزعل منك يا هادية، مش الأخوات برضو بيحضروا لبعض الحمام خصوصاً لو الأخ ده تعبان وشقيان..
مستفز ولكنها هي الأخر تأخذ لقب مستفزة عن استحقاق، أومات إليه ودلفت للمرحاض ليدلف خلفها مبتسما فقالت :
_ مش كان أولى تستحمي في المكان اللي كنت شقيان فيه؟!..
حرك رأسه بمكر ووضع أصبعه تحت الماء ليقيس درجة الحرارة قائلا :
_ كتير خيرهم عاملوا معايا الواجب كمان هطلب منهم يحضروا الحمام هبقي قليل الذوق أوي..
إنتهت من وضع الماء وقالت وهي بطريقها للخارج :
_ طول عمرك بتعرف الأصول، همشي بقى عشان أرن على خطيبي..
قالتها لتخرجه عن بروده هذا إلا إنه جذبها لتسقط معه بحوض الاستحمام مردفا :
_ طول عمرنا أبويا معلمنا لما يكون معانا حاجة نقسمها سوا، وفريد عمره ما عز عليا حاجة نفسي فيها..
______ شيماء سعيد ______
بغرفة كمال..
كان الحال عجيب، الغرفة بأكملها شموع غارقة ببحر من الورد الأحمر، نظرت إليه ثريا بذهول وقبل إن تخطو خطوة واحدة للداخل حملها بين ذراعيه مردفا بحنان :
_ مفيش عروسة تدخل بيتها على رجليها ابدا هيشلك بين أيدي عشان أفضل العمر كله شايلك..
لمس قلبها بجملة بسيطة جعلها ترتجف من حلاوة تلك المشاعر، وضعت كفها على صدره لتحاول النزول الا إنه تمسك بها أكثر مردفا :
_ بطلي فرك دي ليلة مفترجة…
_ وايه المناسبة إن شاء الله؟!..
وضعها علي الفراش المزين بقلب من الورود قائلا بمكر :
_ مهي الليلة دخلتنا يا عروسة، مش الناس كلها عرفت إنك مراتي يبقى لأزم أدخل..
بحركة مفاجأة ضربته على صدره ليفقد توازنه ويسقط أرضا، إصابته حالة من الذهول بسببها جرائتها تلك في التعامل معه، فهي منذ أول ليلة لهما معا هادئة مطيعة رغم قوتها تأتي أمامه وتبقى صامته، قال :
_ في إيه يا بت مالك جبتي الصحة دي كلها منين..
إجابته وهي تسند ظهرها على الفراش وتضع كفها على بطنها تمرر اياه على طفلها بحنان مردفة ببرود :
_ اتجوزتك عشان الواطي اللى كان قبلك صورني وباع الفيديو ليك، كنت مذلولة طول السنين اللي فاتت دي عشان خايفة من الفضيحة من شكلي أدام بناتي أما دلوقتي بقي معنديش حاجة أخاف عليها أو منها يا أبن أبو الدهب..
اللعنة يبدو أنه فقد سيطرته بالتحكيم بها، جذبها من خصرها لتبقى بين أحضانه هامسا بنبرة لعوب :
_ بلاش نبوظ الدخلة ونبقى نحل المشاكل العائلة دي بعدين، تعالي في حضني خليني أحس بطعم السمنة البلدي..
حركت رأسها بنفي وهمست وهي تلعب بزر قميصه :
_أنت دخلت من زمان، تبعد بالأدب والا أصوت وألم عليك البنات والرجالة يا أبو الرجالة؟!..
أبتعد عنها مثل الطفل الصغير الذي حرم من وجبة الايس كريم المفضلة لديه وأردف بحسرة :
_ بس ده ظلم يا ثريا..
إجابته بسخرية قبل أن تفتح حقيبة ملابسها وتأخذ منها منامة النوم خاصتها وتدلف بها للمرحاض :
_أهو مرة من نفسك تبقى مظلوم بدل ما أنت أبو لهب طول الوقت..
أغلقت الباب بوجهه ليحرك رأسه برفض لما يحدث أمامه، هو قتيل تلك الليلة ولن يتركها مهما فعلت، إذا كانت تريد أخذ حقها فهو موافق ولكن الا الليلة، خلع قميصه بهمجية وخلفه بنطلونه ثم بحركة جنونية ضرب باب المرحاض ليسقط أرضا قائلا :
_تصوتي تلمي عليا الحي كله مش كمال أبو الدهب اللي يتعمل فيه حركة زي دي، الليلة دي بالنسبة ليا يا قاتل يا مقتول يا ثريا..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أبو الرجالة)