روايات

رواية ما بين العشق والخذلان الفصل الثالث عشر 13 بقلم هدى زايد

رواية ما بين العشق والخذلان الفصل الثالث عشر 13 بقلم هدى زايد

رواية ما بين العشق والخذلان البارت الثالث عشر

رواية ما بين العشق والخذلان الجزء الثالث عشر

ما بين العشق والخذلان
ما بين العشق والخذلان

رواية ما بين العشق والخذلان الحلقة الثالثة عشر

❤ الـــــخـــاتـــمة❤
قبلات عديدة، لمسات جريئة، عنف في بعض الاحيان، و لكن لم يتتطور الأمر لأكثر من ذلك تلك هي خطته من البداية، رفع وجهه عن عنقها و إبتسامته تزين شفتاه الغليظتان ثم حدثها بنبرته الهادئة بعد أن وصل لنشوة الانتصار :
-اللي زيك متستاهلش أكتر من كدا من قاسم الوزان أنا كدا كمان اديتك أكبر من حجمك الطبيعي .
غادر الفراش وهو يرتدي بنطاله، تابع حديثه بعدما فك هاتفه عن الحائط و قال:
– كان نفسي اخلي صوتك دا يسمع في كل مكان بس معلش هتعملي لي صداع و أنا مبحبش الصداع .
استدار بكامل جسده و ابتسامته تكشف عن نواجزه القى لها قبلة في الهواء وقال:
– هتوحشيني يا قطة اشوفك على خير .
ختم حديثه بنبرته الساخرة و قال:
– دا لو كان لسه فيكي عمر يعني .
بعد مرور خمس دقائق
فتحت والدتها الباب بهدوء وجدت كل شئ في مكانه و ابنتها في سباتٍ عميق، وقفت أمام الفراش و قالت:
– عارفة انك مش نايمة و إنك كنتي سامعة كل حاجة برا احب اقولك لو رحيم آخر واحد في الدنيا مش هتتجوزي بردو يا سچى .
واقفت لعدة ثوانٍ في انتظار ردها لكن لم يتحرك لها ساكنًا، تنهدت بعمق و قبل أن تغادر الغرفة سحبت الدثار لتحكم غلقه عليه، وجدت ابنتها غارقة في دمائها، لطمت بيدها على صدرها و هي تحدثها علها تخبرها:
– يالهوي مين عمل فيكي كدا مين الحيوان اللي بهدلك البهدلة السودا دي يا بنتي !!
ظلت تركض يمينًا و يسارًا حائرة لا تعرف من أين تبدأ إلى أن اهتدت أخيرًا لحلًا، تم نقلها لإحد المستشفيات الخاصة و التي تعاملت مع الوضع بمهنية شديدة انقلب حال المشفى في أقل من عشر دقائق لإنقاذ حياة تلك المسكية التي كادت أن تفارق الحياة .
*******
داخل منزل “بدران المُر”
كان جالسًا يحتسي قهوته بمفرده، التف نحو باب الشقة ما أن وصل لمسامعه صوت قرع الناقوس وقف عن الأريكة فتح الباب وجده ماثلًا أمامه أشار بيده بالدخول و قال:
– ادخل
ولج دون أن يرد على ترحيبه المختصر، هوى بجسده على أقرب مقعد و قال:
– اعملي قهوة
تناول “بدران” قهوته و قال:
– ادخل اعمل لنفسك سليم و أمه عند جده وجاين بكرا .
رد ” رحيم” بضيق و قال:
– خلاص يا بدران مش عاوز
– خلاص متتقصش كدا تعال اعملهالك و احكي لي مالك قالب بوزك كدا ليه ؟!
سار خلفه و بدأ يسرد له عن زيارته لوالدة سچى و عرض خطبته الذي قابله بالرفض، كان يتخذ دور المستمع الجيد حتى انتهَ من سرد حكايته استدار بجسده له ليناوله قدح القهوة ثم قال بعقلانية:
– بس هي معاها حق يا رحيم
– ازاي بقى !!
– ايوة حبتها امتى و لا فين و لا ازاي !!
– هو الحُب بمعاد يا بدران ؟! و لو كدا حبيت مراتك امتى ولا ازاي ؟!
– مش بمعاد و مش دا قصدي بس الموضوع و مافي إنك كنت مصدوم من اللي عملته عليا وهوب رحت طلبت سچى اللي هو ازاي معلش !!
خرج “بدران” من المطبخ تبعه “رحيم” و هو يحمل قدح القهوة جلسا داخل الشرفة تبادل معه أطراف الحديث حتى فاض به الكيل من حديثه غادر بيته و كلمات صديقه تتردد على مسامعه كان يقود سيارته و لا يعرف إلى أين يذهب قاده فضوله للذهاب لمطعمها فـ ذهب بالفعل وجده على غير عادته مغلق، للوهلة الاولى ظن أن هذا موعد غلقه لكنه نظر لساعة معصمه وجد الوقت مازال باكرً، التقط هاتفه ليحدثها لكن لم يجد منها أي رد القى الهاتف أمامه و تابع سيره .
********
بعد مرور يومين
كان الوضع مستقر لدى الجميع عدا “سچى” التي كُتب لها النجاة بأعجوبة، عادت لبيتها و انعزلت الجميع لم يصل لـ رحيم أي شئ مما حدث لذلك كرر زيارته لطلب يدها بعد قضاء صلاة الإستخارة ليتأكد من قرره، علم ما حدث لها حين وصل هو و “بدران” الذي ثقرر ان يرافقه تجنبًا لأي ردة فعل غير مناسبة من وجهة نظره بدأت المناقشة تكن أكثر حدة بينهما إلى أن انفجرت فيه وهيقول نبرة مرتفعة
يعني أنا كنت بتكلم معاك برا و سچى بنتي
بتتقـ ـطع جوا ! عن أي أمان بتتكلم أنت يا سيادة المقدم ؟! و اللي اسمه قاسم قدر اللي يعمل اللي عمله دا و المفروض إن بنتي واحدة من منكم و حمايتها دا ابسط حقوقها عند الداخلية !
اردفت والدة سچى عبارتها بانفعال شديد و هي توجه حديثها الحاد لـ رحيم بينما رد “بدران”
و قال بهدوء و عقلانية:
– اهدي يا أم معتز الموضوع مش هيتحل كدا أكيد و بعدين قاسم اتقبض عليه خلاص
ردت بنبرة منفعلة و هي تقول:
– قصدك سلم نفسه بعد ما دمر بنتي !
رد” رحيم” بهدوء شديد:
– اوعدك إني هرجع لها حقها وكـ…
ردت بصوتها الغاضب قائلة:
– أنت لا، من فضلك طلع نفسك برا الموضوع دا يا حضرة الظابط كفاية اللي صدر منك لحد دلوقتي .
– و أنا عملت إيه بس ؟
– كل اللي حصل و بيحصل دا بسببك. ولادي رواحو مني بسبب حبهم ليك بيعملوا أي حاجة عشان واخدينك قدوة ليهم بس بسببك ادمروا واحد تحت التراب و التانبة مبقتش مبقتبش..
توقفت من تلقاء نفسها و هي تكتم غضبها الشديد ثم قالت:
– من فضلكم أنا تعبانة و محتاجة ارتاح شوية عشان اعرف اسهر مع بنتي بليل .
وقف “رحيم ” عن مقعده و هو يقول بهدوء:
– مليش ذنب في حب ولادك ليا و لا قلت لهم ياخدوني قدوة لأن ببساطة مش قدوة لحد بس دا مايمنعش إن بنتك ليها حق و لازم يرجع و أنا اللي هرجعه لها بلاش بقى تحمليني فوق طاقتي .
لم ترد والدتها على حديثه بل نظرت تجاه باب الشقة و قالت:
– شرفت الشوية الصغيريين دول يا حضرة الظابط .
كاد أن يرد عليها لكن دفعه ” بدران” برفق تجاه باب الشقة و قال :
– يلا يا رحيم اتأخرنا .
– اسمع كلام صاحبك يا سيادة المقدم ومتنساش تقطع الجوابات مانشوفش وشك تاني
رد”رحيم” و قال بنبرة مغتاظة:
– أنا ساكت لك من الصبح أنتِ فاكراني متربي و لا إيه لا فوقي كدا أنا واحد معداش عليه التربية أصلًا .
ردت والدة سچى قائلة:
– شايف صاحبك يا استاذة بدران ؟!
– معلش يا خالتي هو غشيم معلش .
– أنا مش غشيم أنا اصلا معنديش مخ اتعامل بيه مع حد .
ردت بنبرة ساخرة
– حمار يعني !!
– شايف وبترجع تقولي عاملها بحنية هتيجي معاك على طول
– لا تعال مد ايدك عليا
تدخل ” بدران” ليفض النزاع للمرة التي فشل في عدها في هذه الجلسة و قال:
– يا جماعة صلوا على النبي ماينفعش كدا الكلام بالعقل
ردت والدة سچى و قالت:
– انا اللي عندي قلته خلاص من فضلكم بقى توروني عرض كتافكم .
كز ” رحيم” على شفتاه السفلى بغيظٍ شديد و هو يقول بوعيد:
– لو أنتِ راجل كنت
– بتقول حاجة يا رحيم ؟!
رد وهو يقف عن مقعده و قال:
– بقول يا بدران عشان نمشي .
– بالسلامة يا خويا وخد الباب وراك .
همس بوعيد و هو يقول:
– اخلص اللي ورايا وافوق لك يا حرباية .
********
بعد مرور يومين
كان يبحث جيدًا عنه في كل مكان كل شئ يجعله يفكر في طريق واحد، هروب
“قاسم الوزان” في هذه الوقت تحديدًا يجعله يفقد جز من عقله، من ساعده ومن سمح له بالتحرك هكذا داخل السجن ، هل علاقات قاسم الوزان أكبر مما يتخيل، كان جالسًا في مكتبه يدرس قضيته جيدًا، أتى “خاطر” و معه ملف غاية في الخطورة القاه على سطح المكتب و قال:
– الملف دا في كل إجابة على كل سؤال في دماغك و مش بس كدا دا حتى قاسم الوزان و مكانه الجديد اللي هو في موجود هنا .
فتح الملف و قال بسعادة:
– مش عارف اشكرك ازاي يا هاطر بجد تسلم ايدك
– لا هو أنا معملتش كدا لله و للوطن
– قصدك إيه ؟!
– قصدي إني جاي معاك
– بس
– من غير بس أنا ساعدتك عشان أنا كمان ليا طار عنده فـ نحط ايدنا في ايد بعض و نقبض عليه فـ شغل تاخد و تجري مش هيمشي معايا .
تنهد بعمق و هو يتطالعه على أمل أن يغير فأومأ ” خاطر” برأسه علامة النفي و قال:
– متحاولش اللي في دماغي هعمله و حق آسر مش هسيبه.
حرك ” رحيم” رأسه بتفهم و قال بهدوء:
– ماشي يا خاطر ماشي.
في مساء نفس اليوم
كان يقود سيارته حيث منزله حين أتاه رسالة نصية من والدة سچى فتحها و قرأها بعينه و قرر أن يغيير اتجاهُ، هاتفه “بدران” وعلم منه كل شئ قرر أن يتقابل عند باب منزلها قبل أن يصعد لها .
بص يا رحيم أنا مكنتش حابة اعمل المقابلة دي معاك وخصوصًا بعد رفضي جوزك من سچى بنتي بس لأن كمان من حقك فرصة تانية زي ما بتقول انا هديك الفرصة دي بس بشرط
اردفت والدة سچى عبارتها الطويلة بعد صراع نفسي طويل، قررت أن تلقي الكرة داخل ملعبهو عليه أن يتصرف و يُقدم حُسن نواياه فاجأخا بلرد حيمن دون تردد:
– موافق
– لا من فضلك اعرف إيه هو الشرط الأول وبعدها اتكلم
– اتفضلي
– اتفرج كدا علي الفيديو دا و بعدين اعرف رأيك في ؟!
تناول ” رحيم” الهاتف من يدها و بداخله تساؤلاتٍ عدة بدأت النيران تتكوم داخل مقله هذا ما استنتجته والدة سچى تحدثت بعد ما القى الهاتف على سطح المنضدة و قالت:
– كنت متأكدة إنك مش هتتحمل المنظر و متأكدة كمان إنك لسه بتحب سچى و عشان كدا موافقة على جوازك منها و عاوزة مهرها
رد “رحيم” دون تردد على الرغم من تأكده من طلبها فقال:
– أنا معنديش أي مانع شوفي عاوزة إيه و معنديش مشكلة أبدًا و لو إن عارف أنتِ عاوزة إيه كويس بس احب اسمعك للآخر
ابتسمت له ثم قالت:
– بيعجبني فيك آنك ذكي زي ما قالوا عنك فعلًا، عاوزة قاسم الوزان يجي لي في شوال .
رد ” بدران” أخيرًا ليعلن عن وجوده و قال بنبرة جادة :
– قاسم الوزان مرمي في حضن اليهو د إنتِ عارفة كدا ولالا ؟!
– عارفة !
– و لما حضرتك عارفة عاوزة رحيم يروح للنار برجله و بعدين فكرك هتبقى سهلة كدا !!
– عارفة إنها مش سهلة و عارفة انه قدها
هدر ” بدران” بعصبية مفرطة و قال:
– ليه فاكراه ساحر !! كل واحد مننا له قدرات و هو قدرته متجبوش يروح هناك
– هو اشتكى لك ؟! ما هو قاعد اهو و ساكت
– ساكت عشان مش عارف أنتِ بتفكري بانهي مخ أنتِ !! المفروض انك أم وخسرتي ضنا ومجربة وجع القلب عاوزة غيرك يجربه ليه ؟!!
تنهدت والدة سچى بعمق قالت بهدوء:
– أنا فاكرة إنك اول ما دخلت قلت إن ابنك محتاج يروح للدكتور يا استاذ بدران روح له واطمن عليه .
– أنتِ بتطرديني ؟!
– لا أنا بفكرك بمعاد دكتور ابنك مش اكتر
– أنا مش خارج من هنا غير ومعايا رحيم و الحوار دا منهي بانه مش هيجي ناحيته .
– ماترد يا رحيم على صاحبك و لا القطة اكلت لسانك ؟!
تدخلت “سچى” بهدوء شديد و قالت:
– بعد أذنكم جميعًا أنا كنت محتاجة اتكلم مع رحيم قدامكم و اتمنى يتفهم موقفي بصراحة كدا و من غير لف ولا دوران أنا مش موافقة على الخطوبة دي اصلا و ماما اجبرتني عليها و بصراحة بقى حاولت و معرفتش اكمل لأنك مش الشخص المناسب بالنسبة لي دا غير سنك فرق السن بينا كبير اوي أنت هتعجز و أنا هفضل لسه شباب زي ما انا، أنت واحد داخل في الاربعين هاخدك اعمل بيك ايه همرضك بدل ما تاخدني أنت و تفسحني و تخرجني ؟!
ابتسمت له ثم قالت بسعادة :
– كنت حاسة اني شايلة هم على قلبي و دلوقتي ارتحت جدًا اسفة بس مقدرش اكمل في موضوع بايخ زي دا يا رحيم أنا كملت بس عشان اكسب ود ماما لما اتفقت معايا نكمل الخطوبة عشان المنظر العام بيطلب مننا كدا بس كفاية تمثيل بقي أنا تعبت منك و منها عن أذنكم عندي سهرة و مش حابة اتأخر على صحابي .
تركته قبل أن تفضحها دموعها قبل أن يصرخ قلبها و يخبره بأنها كاذبة، يعلم تمام العلم أنها تحاول بشتى الطرق إفساد خطة والدتها لكنه قرر أن يتغاضى عن كل هذا و يتمم خطبته منها لكنها رفضت رفضًا تام .
بعد مرور عدة أسابيع
بعد فشل جميع المحاولات نجح في اتمام خطبته كانت عائلية تقتصر على بعض الأصدقاء المقربين من العائلتين، نظرت لخاتم خطبتها المثبت في بنصرها ثم عادت ببصرها له و قالت :
– أنت وعدتني هتفضل جنبي مش كدا ؟!
ابتسم له بحب ثم قال:
– اطمني هفضل جنبك طول العمر .
تنهدت براحة ثم تابعت يومها و استمتعت بحفلتها معه و نست أنه لن يتنازل عن حقها الذي تخلت عنه هي منعًا لأي أذى يعترض له
بعد إنتهاء حفل الخطبة عاد لبيته مع جدته التي كانت لاتستطيع وصف سعادتها بسبب خطبة حفيدها، بدل ثيابه وجلس معها داخل غرفتها يحدثها حول هذا و ذاك، نظرلها و قال بنبرة مرحة:
– إيه رأيك في العروسة يا ستي إيه عرفت اختار ؟!
ردت بنبرة حانية و قالت:
– قمر يا يا حبيبي كنتوا زي العسل فضلت أكبر عليكم طول الليل
سألها بفضول و قال:
– ليه بقى يا فوقية ؟!
أجابته بنبرتها الحانية وهي تملس على خده بحنو و حب :
– خايفة عليكم من العين ياولاه كنتوا الله أكبر في عيني و عين اللي يشوفكم ومايصلش على النبي عسل عسل عسل .
ضحك رحيم علي حركاتها تلك ثم قال:
– عليه الصلاة و السلام .
سكت مليًا يتأملها لآخر مرة قبل مغادرته بيتها الذي احتواه طيلة حياته، مال على كفيها المجعدتان طبع قبلاته الحانية عليها ثم رفع نظره وقال بنبرة حانية:
– خلي بالك من نفسك يا فوقية و خُدي علاجك في وقته اوعي تكسلي أنا مش هبقى معاكي عشان افكرك .
انقبض قلبها و هي تسأله بنبرة قلقة:
– ليه يا حبيبي أنت هتروح على فين ؟!
رد بجدية و قال:
– ابدًا يا ستي متقلقيش أنا بس هرجع شغلي بقى و هنشغل في شوية عشان لما فرحي يقرب أخد اجازتي براحتي .
– ربنا يقويك يا حبيبي .
*******
بعد مرور عدة ساعات فتح أخيرًا “بدران” هاتفه ليقرأ الرسائل المرسلة إليه، و من ضمن هذه الرسائل رسالة صديقه “رحيم” الذي يوصيه على جدته، علم بأنه بدأ مهمته الجديدة و التي بالطبع يعلم تمام العلم أين مكانها وقف كالثور الهائج، لايعرف إلى أين يذهب و ماذا يفعل، حاول الوصول لأي شخص يستطيع مساعدته .
في مساء نفس اليوم
داخل منزل “سچى” جلست تتحسر على حالها تركها دون أن يخبرها إلى أين، لكنها تعرف أين هو نفذ وعده لأمها التي ندمت بعدما ذهب “رحيم” القى الجميع اللوم على عاتقها الوحيدة التي تشعر بنشوة الانتصار هي ” علياء” أتت و اظهرت شماتتها بشكلٍ واضح وضوح الشمس حين قالت :
اشربي يا سچى نفس الكاس دا انا شربته قبلك و سبحان الله ملفتش السنة غير وربنا رد لي حقي منك ومنه و زي ما قلت لك رحيم هيسيبك ويروح لغيرك
لو سمحتي يا دكتور علياء تسكتي شوية هي مش قادرة حاليا
لا يا استاذ بدران مش هسكت و هتكلم و اقولها ان البيه اللي سابها بعد خطوبتها بخمس ساعاات بس هو نفسه سابني داين تدان وداقت نفس الكاس على العموم أنا كدا ارتاحت و اقدر اشوف حياتي حقي رجع و الحمد لله و عشان تبقي عارفة لو رجع لك بعد سنة ولا اتنين هيقولك انا حبيت غيرك من الاخر كدا هو زي الطير كل يوم يسكن على أرض جديدة بس في فرق بيني وبينك انا كنت غالية وانتي رميتي نقسك في حضنه وخسرتي نفسك و ياعالم خسرتي ايه تاني .
لم تستطع التحمل أكثر من ذلك غادرت الردهة و ارتمت بجسدها على الفراش، غادر الجميع عدا “بدران” الذي وقف يلوم والدتها قائلًا:
– استفدتي إيه حضرتك غير إنك رميتي في النار.
ردت والدة سچى بنبرة صادقة:
– و الله يا ابني قلت له اني صرفت نظر عن الموضوع دا و عشان كدا كملت خطوبة بنتي بشكل طبيعي و هو ضحك عليا و قالي إنه خلاص نسي الموضوع كله .
وقفت جدة رحيم و قالت بنبرة تملؤها الحزن
– لو جرا له حاجة مش هسامحك العمر كله دا اللي فاضلي من ريحة الغالية ليه عملتي كدا حرام عليكي ليه .
بعد مرور ساعة تقريبًا
صف ” بدران” سيارته أمام منزل الجدة و قال:
– هطلع معاكي نقفل الشقة عشان تيجي تنوري بيتك .
ردت الجدة بإنهاك و قالت:
– تسلم يا ابني بس أنا مش هسيب بيتي أنا هفضل فاتح البيت لحد الغالي ما يرجع بالسلامة .
انسابت دموعها بغزارة دون ارادة منها ربت على كفها و قال:
– طب هدي نفسك بقى عشان ضغطك هيرفع تاني و لا عاوزة لما رحيم يرجع يقول سبتها زي الحصان و بدران بهدلة في المستشفيات ؟!
ردت الجدة بمرارة و قالت:
– بس هو يرجع يرجع و اشوفه يا بدران .
– و الله هيرجعو هيقرفك من تاني زي عادته اصبري بس و ادعي له يقويه على اللي هو في .
بعد مرور عدة أسابيع
التزمت فيهم “سچى” الصمت الام تجنبت والدتها تمامًا كانت تقضي معظم الوقت داخل غرفتها تستعيد ذكرياتها معه، رفعت بصرها لسقف الغرفة ثم عادت لتنظر إلى صورتها الموضوعة على الكومود، ابتسمت دون إرادة حين تذكرته يخبرها عن أحد المواقف القديمة
صحيح يا رحيم كنت كل ما تتعصب تقولي جبتني بفيديو و أنا مكنتش فاهمة قصدك إيه الحكاية دي ؟!
ابتسم لها ثم قال:
– قال يعني مش عارفة يا بت !
– بجد و الله ما عارفة احكي لي بقى .
نظر لها بجدية و قال بتساؤل:
– بتتكلمي جد ؟!
– اه و الله
– غريبة !
– هي إيه دي اللي غريبة ؟!
– يعني مش أنتِ اللي طلبتي مني صور تانية غير اللي بعتهالك و فيديوهات ؟!
عقدت ما بين حاجبيها قائلة:
– فيديوهات وصور بتوع ؟!
اطلق صافرة بالتزامن مع غمزة من عيناه و سرد لها جزءًا عن تلك الاوضاع التي ارسل لها صورًا عنها وعندما تذكرت الصور الخارجة لـ فتاة في بعض الاوضاع المخلة، ضربته في كتفه لكنه استطاع حماية وجهه بعد الضربة الأولى و قال من بين ضحاكاته و قال بجدية مصطنعة:
– الاه و أنا مالي مش أنتِ اللي طلبتي مني فيديو بدل الصور عشان تدرسي الزوايا .
ردت بنبرة مغتاظة بعدما توقفت عن الضرب وقالت:
– أنا بردو ي وقح يا قليل الأدب دا اكيد الزفت اللي اسمه قاسم لإن اللاب توب فضل معاه طول الليل وقتها .
– خلاص متزعليش ظالمتك معلش خلاص بقى .
ردت بنبرة مغتاظة وقالت:
– و أنا ازعل ليه يا حبيبي أنا الحمد لله عارفة نفسي الدور و الباقي عليك يا قليل الأدب يااللي تعرف المواقع الزفت دي .
رد بعتاب ولوم قائلًا ببراءة
– كدا تظلميني يا چوچي دا كنت بعمل كدا عشانك وقلت إنك خبرة وهتـ..
رفعت يدها لتضربه لكنه قال و بنبرة صادقة:
– خلاص خلاص بهزر معاكي و الله .
– أنت صدقت عني الكلام دا يا رحيم ؟!
– لا مصدقتش طبعًا
– اومال كنت بتقوله ليه كل شوية ؟!
– كنت بحاول اضايقك زي ما أنتِ بتعملي طول الوقت بس لما حبيتك بطلت كلام في .
– بتحبني يا رحيم ؟
– عندك شك في كدا ؟!
– لا معنديش بس عندي خوف تسبني و تبعد عني
بسط يدها و كتب بأنامله كلمة ثم نظر لها و قال:
– ما أموت هبعد عنك غير كدا أنا زي ضلك .
رد بنبرة تملؤها العشق
– أنا بحبك اوي .
مال بوجهه و طبع قبلة في باطن يدها ثم نظر لها و قال:
– و أنا بموت فيكي .
عودة للوقت الحالي
كففت دموعها قبل أن تأذن للطارق بالدخول
ولجت والدتها و جلست على حافة الفراش و قالت:
– العشا جاهز يا سچى يلا خلينا نأكل سوازي زمان .
لم ترد على والدتها فقالت لها
– هتفضلي ساكتة كدا كتير ؟! طب ردي عليا و الله يابنتي ما كنت أعرف انه هينفذ الكلام وموافقتي على الخطوبة كان عانك و عانعارفة إنك بتحبيه .
ردت سچى بنبرة لا تقبل النقاش و قالت:
– من فضلك يا ماما كفاية كلام لحد هنا أنا تعبانة و محتاجة ارتاح شوية .
– كدا يا سچى ؟! على راحتك يا بنتي بس يشهد ربنا اللي عملته معاه وبكرا يرجع بالسلامة و يقولك بنفسه.
ما إن خرجت والدتها من باب غرفتها حدثت نفسها قائلة بوعيد :
– دا لما يرجع أنا هموته بس هو يرجع لي بس.
بعد مرور عدة أشهر
لم يحدث شيئًا جديدًا يذكر، سوى زيارة “سچى” للجدة بشكلٍ دائم لتخفف عنها حزنها علي غياب حبيبهما، وفي ذات يوم منالأيام قرعت الناقوس و انتظرت إن تفتح لها وجدته ماثلًا أمامها جحظت عيناها من هول الصدمة على ما يبدو أن أتى للتو، ابتسم لها فتح ذراعيه على أمل أنها ترتمي بين أحضانه لكنها فجأته بحديثها حين قالت:
– و الله العظيم ! فاتح لي دراعاتك بعد غياب خمس شهور معرفش فيهم حاجة عنك ! و منتظر مني اني اترمي في حضنك و اعيط ! دا على اساس انك كنت في إعارة مثلًا ؟!
سحبها من يدها لتلج الشقة لكنها نزعت يدها من يده و قالت:
– اوعى ايدك متلمسنيش
– سچى أنا كان لازم اجيب لك مهرك
هدرت بصوتها قائلة:
– مهري !! ولما حضرتك تروح فيها هستفيد إيه بالمهر دا مفكرتش فيا مفكرتش في ستك الست الكبيرة اللي متخملتش غيابك بالاسلوب الرخيص بتاعك دا مفكرتش في حد غير نفسك و بس !
– نفسي !! فين نفسي في الموضوع يا سچى ؟! و بعدين مش دا كان طلب مامتك ؟!
– و امي ورجعت و قالت لك لا
– ياسلام عيل أنا بقى عشان اشوف اللي شفته و اسمع من امك كلام يحرك الحجر و افضل قاعد كذا و سايب ابن الكـ.. دا كدا طايح في بلاد الله .
– لكن تسبنا احنا عادي مش كدا ؟!
ختمت حديثها و قالت:
– على العموم حمد الله على سلامتك و اتفضل خد دبلتك اهي ومش عاوزة اشوف وشك تاني .
متربية خمس مرات لوحدك و الله العظيم يا بت يا سچي أنا كمان طردته من الشقة بس البجح قالي قاعد في ورث أمي .
اردفت الجدة عبارتها الداعمة لها بينما سار “رحيم” تجاهها و قال:
– اهدي يافوقية وبلاش تشعلليها أكتر ما هي قايدة لوحدها .
– شايفة قلة الرباية شايفة يا سچى صراحة ربنا أنتِ ربنا نجدك يا بنتي .
ردت “سچى” بنبرة مغتاظة قبل أن تغادر :
– و الله عندك حق يا ستي وربنا يعينك عليه بقى عن أذنك.
نظر لجدته و قال:
– ارتاحتي يا فوقية اهي سابت البيت ومشيت
– من عمايلك السودا يا حبيبي مش من كلامي .
– طب ادخلي البسي خلينا نروح نتكلم مع امها و نتمم الجوازة.
ردت الجدة بنبرة متعجبة و قالت:
– هو أنت ياواد بجح كدا على طول الخط ياواد دي رمت الدبلة في وشك وقالت مش عاوزة تشوف خلقتك جوازة إيه اللي تتممها بس أنت ؟!
– هتيجي معايا و لاهروح لوحدي ؟!
– لا استنى اجاي معاك بدل ما يأكلوك ويقولوا عاوزين وعاوزين و أنت زي الأهبل تدفع .
في مساء نفس اليوم
كانت الجدة جالسة داخل غرفة الضيوف تتبادل مع والدة سچى اطراف الحديث حول هذا و ذاك إلى إن ختمت حديثها قائلة:
– و كذا يكون اتكلمنا في كل حاجة ناقص معاد الفرح و دا بقى يتفقوا عليه الولاد .
ردت والدة سچى قائلة بعتذار:
– معلش يعني في السؤال احنا اتكلمنا في كل حاجة بس متكلمناش بنتي هتسكن فين ؟!
– احنا هنسكن مع جدتي ياطنط.
اعتدلت الجدة في جلسته لتنظر إليه وقالت:
– تسكن مع مين يا عين أمك ؟!
– معاكي يا ستي
– لا مبحبش حد يسكن معايا يا أم معتز الواد دا كداب أنا ماقلتش لحد يسكن معايا .
تابعت بعفويتها و قالت:
– عرسان ويسكنوا معايا يعني اقييد راحتهم
ردت والدة سچى وقالت:
– مين اللي قالك كدا بس دا أنتِ الخير و البركة
– يبارك في عمرك يا حبيبتي بس معلش أنا مبحبش اتقل على حد هو يشوف له سكن برا و ياخد عروسته ويعيشوا حياتهم .
– و نسيبك لوحدك يا ستي ازاي بس ؟!
– يا خويا سبني أبوس ايدك سبني دا أنا مافيش حاجة كاتمة على مراوحي غيرك واقولك على كمان لو عامل عليا خد الشقة اللي جنبي اهي فضيت أول الشهر و لسه محد سكنها .
ردت والدة سچى قائلة:
– يبقى كدا متفقين على كل حاجة ناقص معاد الفرح .
اقتحمت “سچى” الغرفة و قالت بنبرة مغتاظة
– ناقص معاد الفرح و العروس خليه يدور على عروسة تانية غيري .
نظرت الجدة لحفيدها وقالت:
– منك لله كسفنا في كل حتة حتى البت مش طايقة تبص في وشك صراحة ربنا معاها حق .
وقف عن مقعده متجهًا حيث مكانها نظر لها و قال:
– عدي يومك دا أنا دفعت فلوس قد كذا في قاعة و فستان و كوافير
نظرت له و قالت:
– إنت هتكدب كمان في دي !! دا أنت يا دوب بتفكر في الخطوات .
– ماهو أنا فكرت وخططت كمان
– فين دا بقى إن شاء الله ؟!
– في دماغي ارتاحتي دلوقتي !!
سحبها من كتفها ليخرج من الغرفة و قال بنبرة حانية علها تغفر له:
– يا بت دا بقالي أيام و شهور بفكر في اليوم بلاش نكد بقى وعديها على خير
استدارت بجسدها وهي تعقد ساعديها أمام صدرها و قالت:
– يا سلام ياخويا دلوقتي بس افتكرت إن بقالك أيام و شهور .
توسلها فـ رفضها غنجها فـ زادت في عنادها
حتى قررت أن ترأف بحاله استدارات بجسدها كله و قالت:
– موافقة بس بشرط
ردت بمرح وقال:
– ما هو أنا مبخافش غير من شروطكم دي .
– دا اللي عندي
– اتفضلي يا ستي قولي شروطك .
ابتسمت ملء شدقيها حين قالت:
– نمد الخطوبة سنة و نص كمان .
هدر بصوته وقال :
– نعم ياعين أمك !! دا على اساس الست الشهور اللي فاتوا دول كانوا لعب عيال ؟!
تمسكت بياقة قميصه و قالت بغنج بالغ
– يا رحيم وحياتي عندك أنا عاوزة فترة خطوبة نتعرف فيها على بعض
– هنتعرف على بعض ازاي يعني سچى متهزريش بجد سنة و نص كتير اوي أنا واحد حالته الصحية بقت على قدها خالص ومحتاج ياخد بحسه على رأي ستي
ردت بغنج قائلة:
– خلاص نخليها سنة
– سچى محتاجك جنبي بجد
– بقوا ست شهور بس .
اقترب منها حد الالتصاق محاوطًا خصرها بين ذراعيه وقال:
– أصلك مش فاهمة أنا مفتقدك قد إيه.
حاولت التملص من حاصره قائلة:
– تلات شهور يا رحيم
– سچى هقولك بس حلجة مهمة
نجحت في فك ذراعيه و هرولت بعيدًا عنه قبل إن يطبع قبلته على شفتاها و قالت:
– تلات شهور أنت تخلص الشقة و أنا كمان اخلص كل حاجة و دا آخر مهلمة أقدر احطها
بعد مرور شهر تقريبا
كان جالسًا داخل الردهة يشاهد التلفاز مع جدته بتركيز شديد حتى قاطعت تركيزه و هي تقول بتذكر
– واد يا رحيم أنت ناوي تعمل فرحك فين ؟!
– في اوتيل كدا ياستي هحجز معاه كمان شهر كدا و هيجعبك اوي
– المهم يعجب العروسة يا خويا قل لي بكام بقى ؟!
حك مؤخرة رأسه و قال :
– بكام ها مش بس هو يعني ممكن يدخله في 100 ولا120 الف
ردت الجدة بعفويتها و قالت:
– ليه يا واد أنت هتأجره بالسنة ؟!
– سنة إيه يا ستي دا هي ليلة
– تدفع 120 الف عشان تلات ساعات ومالها ياخويا قاعة اللؤلؤة اللي جنب البيت تأكل وتشرب و ترمح خمس ساعات ومتكلفكش غير خمستلاف جنيه وعشان أنت ظابط هيعملوا لك خصم كمان ولا إنت فلوسك كتيرة !!
ربت على كتفها و قال:
– و لا تزعلي نفسك يا فوقية هحجز في قاعة اللؤلؤة ونعمل الحنة فيها ونعزم كل حبابيك عشان يجيوا ويفرحوا معاكي و الفرح نعمله واعزم كل حبابيي ويجيوا ويفرحوا معايا حلو كدا ؟!
– ياخويا حلو ولا وحش أنا مالي هي فلوسي ولا فلوسك بلا هم مبيجيش من وراك غير وجع القلب .
قبل الزفاف بثلاثة أيام
داخل شقته الجديدة كان يتجول معها و كأنها مرشدة سياحية تسرد له تفاصيل المكان، ابتساماته لاتفارق شفتاه تمامًا كحالها معه
انتهَ بهما المطاف بالوقوف داخل غرفة النوم
وقف في وسط الغرفة يتابعها بانبهار شديد
نظر لها وقال:
– ليها حق ستي تقولي شقتك ولا بتوع السيما يا واد يا رحيم .
سألته بنبرة تملؤها السعادة و قالت:
– عجبتك بجد يا رحيم ؟!
اقترب منها وقال:
– المهم تعجبك أنتِ يا قلب رحيم .
– أنا عجباني الشقة اوي ومبسوطة بيها اوي حاسة إن الدنيا مش شايلني من كتر السعادة
تابعت بقلق و قالت:
– بس خايفة
عقد ما بين حاجبيه و قال بتساؤل:
– من إيه يا حبيبي ؟!
– خايفة تحصل حاجة تبوظ فرحتنا ببعض خـ..
وضع سبابته على شفتاها و قال:
– افتكري الخير هيجي لك على طول .
أزاحت سبابته وقالت:
– اوعدني يا رحيم إنك مش هتسبني مهما حصل
احتوى خدها براحتيه و قال بنبرة حانية:
– اوعدك يا حبيبتي
ظلت تتأمله بحب مما جعله يستغل الموقف ويطبع قبلته على شفتاها، باعدته عنه برفق و قالت:
– أنت تاخد جايزة اوسكار في استغلال المواقف على فكرة .
ولجت الجدة و قالت بنبرتها المرحة:
– أنا نبهت عليك كام مرة تتلم مش كل مرة هغطي عليك خلاص مش قادر تصبر تلات ايام كمان اطلع برا يلا .
– يا ستي و ربنا مراتي كتبت كتابي خلاص يا ناس
– ولو بردو طول ما الفرح لسه مجاش تحترم نفسك يلا برا بقى.
*******
بعد انتهاء حفل الزفاف
عاد العروسان لمنزلهما بعد قضاء ليلة جميلة استمتع بها الجميع، و أخيرًا انفرد بها كانت جالسة على حافة الفراش تستمع لنصائح والدتها بعد ماقامت بتعديل زينتها كانت تريد مساعدتها في نزع ثوبها لكنها رفضت و قالت بتوتر :
– لا يا ماما أنا هقلعه لوحدي .
ابتسمت لها ثم قالت بنبرة حانية:
– على راحتك يا حبيبتي ربنا سعدك ويهدي سرك يارب .
غادرت أخيرًا منزل ابنتها تاركة له ابنتها بعد أن القت عليها الوصايا العشر، ابتسم لها و قال:
– متقلقيش يا طنط بنتك في عينيا الاتنين دي روحي و قلبي بتوصيني على روحي وقلبي .
اوصد الباب خلفها ثم سار بخطواته الهادئة و الواثقة و التي جاهد في أن تبقى خطوات هادئة كي لا يفزعها على حد قول جدته بسبب جنونه و لهفته، وقف أمامها ثم رفع ذقنها بأنامله وقال بشبح إبتسامة
– مبروك يا عروسة .
لم ترد عليه من فرط توترها الشديد، بينما هو نزع معطف حلته السوداء ثم قام بفك حزام بنطاله و هو يقول بوعيد:
– بقى أنا تخليني تالف السبع لفات عشان نحدد معاد الفرح أنت وقعتي من السما و لا الهوا رماكي .
وقفت عن حافة الفراش متجهة حيث الباب الفاصل بينها و بين شقة الجدة. ولجت منه تستنجد بها وجدتها جالسة أمام الردهة احتمت بها و قالت:
– الحقيني يا تيتا رحيم عاوز يضربني بالحزام
ردت الجدة بلهفة و قالت:
– اسم الله عليكي يا بنتي اهدي متخافيش
مدت يدها بعكازها لتضربه محذرة إياه بعدم الاقتراب و قالت:
– اياك تقرب لها و الله ما حد ضربك غيرك امشي غور برا يلا
رد رحيم و قال بدهشة:
– برا فين يا ستي دا أنا كنت بهزر معاها استهدي بالله بس ورجعي لي مراتي .
– ليه هو أنا اللي كنت خلتها تهرب منك و جنانك دا بتضربها ليه وبتداري خيبتك فيها ليه .
رد عليها و هو يحاول منع دفعاتها من باب الفاصل بين شقتهما و قال:
– خيبة إيه يا ستي دي لسه بالفستان
– ما دي المصيبة يا ابن بنتي انهالسه بالفستان امشي اطلع برا يلا قال يضربها قال .
ظل يطرق على الباب و قال:
– ستي صلِ على النبي يا ستي وافتحي الباب ورجعي لي مراتي ولو عملت غلطة تاني ابقي اسحبيها مني
ردت الجدة قبل أن تغادر و قالت:
– لما تحترم نفسك ابقى ارجعهالك يا ابن چيهان وبدل ال120 الف اللي دفعتهم في حتة قاعة كنت اتعالجت بدل الفضايح اللي عملتها لنا دي يا اهبل تصبح على خير يا عريس قصدي يا رحيم .
❤تمت بفضل الله ❤

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ما بين العشق والخذلان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *