روايات

رواية خسارة ومكسب الفصل الثالث 3 بقلم هاجر نور الدين

رواية خسارة ومكسب الفصل الثالث 3 بقلم هاجر نور الدين

رواية خسارة ومكسب البارت الثالث

رواية خسارة ومكسب الجزء الثالث

خسارة ومكسب
خسارة ومكسب

رواية خسارة ومكسب الحلقة الثالثة

إبتسمت بسخرية ووجع وإستهزاء على نفسي في وضعي الحالي، “أنا اللي بقيت طرف تالت؟.”
فتحت الباب عليها بغضب وهي بصتلي بصدمة وشاورتلها متتكلمش بتحذير، مسكت منها الموبايل وكان فعلًا أحمد خطيبي، غمضت عيني جامد وعملت ميوت للمكالمة وقولتلها بتحذير ونبرة حادة متتحملش النقاش:
_ قوليلي إنك هتقفلي دلوقتي وتكلميه بعدين عشان أنا عايزاكِ.
كانت بصالي بخوف وتوتر وفعلًا عملت زي ما قولتلها عشان يرد هو عليها ويقول بنبرة كاها حب وحنان عكس نبرتهُ معايا:
= ماشي يا حبيبتي، روحي شوفي البومة دي عايزة إي ومتتأخريش عليا.
قفلت معاه المكالمة وكان موبايلها لسة في إيدي، مسحت بإيدي على وشي بغضب وأنا بحاول أهدي نفسي بس غصب عني دموعي إتكونت في عيني وأنا ببصلها وهي قاعدة بصالي بمنتهى الهدوء وقِمة التوتر، نزلت إيدي من على وشي وقولت بتساؤل وحسرة:
_ أنا ولا همسكك أرنك علقة مع إن دا أقل حقوقي دلوقتي، ولا هفرج عليكِ الناس لإنك للأسف أختي، أنا بس هسألك سؤال واحد، ليه يا أمنية، ليه؟
فقدت سيطرتي على إنفعالي وصرخت فيها وأنا بقول:
_ ليه تعملي فيا كدا، دا إنتِ أختي، طب هو يغور في داهية هييجي ألف غيرهُ، لكن إنتِ أختي هغيرك إزاي، دا إحنا مالناش غير بعض وخليت حياتي كلها إنتِ المحور بتاعها، ليه وإزاي يجيلك قلب تعملي فيا كدا؟
فضلت ساكتة لثواني وبعدين قامت وقفت قدامي وقالت بغِل واضح أول مرة أشوفهُ في عينيها وصوت عالي:
= بتسألي ليه؟
حاضر هقولك ليه، لإن أكتر إنسان حبيتهُ حبك إنتِ ومبصش عليا أنا حتى، وجِه كمان عشان يتقدملك، وكل اللي بحط عيني عليهم إنتِ اللي بتلفتي إنتباههم مش أنا، إنتِ اللي دايمًا وجودك مخليني أنا في الأخر، فـ حبيت أوريكِ إنك مش محور الكون ولا جميلة الجميلات وإني ممكن ببساطة أخدهم منك عادي، وبلاش بقى موضوع إنك بتهتمي بيا وتصرفي عليا والكلام دا عشان أنا قرفت منهُ، إنتِ محدش ضربك على إيدك ولا أجبرك تعملي كدا.
كنت بسمعها وأنا مذهولة حرفيًا من كل كلمة ومن كمية المشاعر الغلاوية اللي بتطلع منها دي، دي مش أختي اللي أنا أعرفها لأ، إبتسمت بسخرية وأنا برجع شعري لـ ورا بغضب وقولت:
_ طيب الإنسان اللي حبتيه دا لما جِه إتقدملي واللي هو ماهر رفضتهُ عشانك وعشان عرفت إنك بتحبيه برغم إن أنا وهو كنا فعلًا بنحب بعض ومتفاهمين ولما عرفت إنك روحتي إتكلمتي معاه من ورايا بعد ما جه إتفدملي وقعد مع عمك رفضتهُ بدون ما أوضح السبب لعمك ولا ليكِ، رفضتهُ عشانك وعشان مجرحكيش، بالنسبة لأحمد خطيب أختك بتلفي حواليه ليه يا أمنية؟
إتكلمت بنفس الغلّ وبنبرة إستهزاء:
= قال يعني إنتِ كدا لما رفضتيه حليتي الموضوع، ماهو خلاص مش شايفني ومستحيل يجيلي خلاص، بس شاطرة أوي تخربي الدنيا وتعيشي دور الضحية والبنت بقى المُضحية اللي بتحب أختها، وبالنسبة لأحمد أنا قربت منهُ بس عشان أوجعك نفس الوجع يا زينب.
بصيتلها بحسرة حقيقية وأنا شايفة كل جهوداتي وتعبي في الأرض وكل الحب والضغط على نفسي كمان في الأرض، إبتسمت بسخرية وقولت:
_ بُصي يا أمنية عشان إنتِ قِلة الكلام معاكِ أحسن لإن شخصيتك ظهرت خلاص هي وتفكيرك المريض، صح كانوا دايمًا بيقولوا لو فضلت مُفرط العطاء مش هيتشاف تعبك ولا هتتشكر، ودا للأسف اللي بيحصل دلوقتي، إنتِ مش شايفة تضحياتي ولا تعبي عليكِ وشايفة إنهُ شيء لا يستاهل الشكر من أصلهُ ومحدش أجبرني في حين إني او مكنتش عملت كدا كنا هنموت من الجوع إحنا الإتنين أو أبقى أنانية وأسيبك وأشوف نفسي، بس طلعت هي هي سواء شوفت نفسي أو إهتميت بيكِ إنتِ بس في الحالتين أنا وحشة قدامك يبقى ناخدها من قاصرها ومش هتلاقيلي وجود تاني يا أمنية مادام أنا العائق اللي في حياتك، هسيبلك شقة ماما دي وهعيش أنا برا مع نفسي وأتمنى مشوفكيش تاني.
مشيت خطوتين وقبل ما أخرج من الباب إتكلمت بهدوء من غير ما أبصلها:
_ وعلى فكرة يا أمنية أنا متوجعتش بسبب أحمد زي ما إنتِ فاكرة، زي ما قولتلك يغور ومكنتش واخداه عن حب مثلًا، أنا اللي وجعني إنتِ يا أختي، هاجي بالليل آخد حاجتي وهقول لـ عمك عشان يبقى ييجي يبُص عليكِ أو يبعت حد يعيش معاكِ، تبقوا تتصرفوا مع بعض بقى.
سيبتها ونزلت من البيت خالص وأنا موبايلها في جيبي وكمان عرفت آخد منها الخاتم اللي جابهولها أحمد لما كانت حطاه على الكومودينو ومسكن موبايلي وأنا نازلة على السلم عشان أتتصل بـ أحمد، كان ماهر لسة هيطلع السلم وماسك في إيدهُ شنطة من السوبر ماركت وبصلي بقلق من شكلي المعيط والمُرهق، إتكلم بتساؤل ونبرة قلق:
_ مالك يا زينب فيكي إي؟
بصيتلهُ بنظرة طويلة شوية يمكن بعتذرلهُ فيها ويمكن بعتدر لنفسي، مردتش عليه ونزلت من قدامهُ ومشيت وأنا برفع الموبايل على ودني وسامعة الجرس بتاع المكالمة لحد ما رد، قبل ما يرد إتكلمت بحِدة وقولت:
_ أنا دلوقتي في طريقي للكافيه اللي كنا بنقعد فيه اللي جنب بيتي، دقايق وآلاقيك عندي وإلا هجيلك وأخرب الدنيا عليك عندك في منطقتك يا أحمد.
مستنتهوش يرد حتى وقفلت المكالمة في وشهُ وفضلت ماشية وأنا دموعي بتنزل غصب عني وبدون ردت فعل مِني، الموضوع صعب جدًا إن أخر فرد من أهلي واللي كنت بعتبرها كل أهلي ومستعدة أموت عشانها هي اللي تقتلني بإيديها، كنت ماشية وبفكر ومركبتش مواصلات عشان أوصل ويكون هو هناك لإن مفييش أعصاب للإنتظار، دخلت وبصيت بعينيا في المكان لحد ما لقيتهُ قاعد على طربيزة، روحتلهُ بغضب وقعدت بمنتهى الهدوء وقولت بحِدة قبل ما يتكلم:
_ إنت مقولتليش يعني بصراحة كنت فين طول اليوم، ومتحاولش تكدب عشان كلمت أختك قالتلي إنك خرجت من أول اليوم، أه صح كنت بتجبلي هدية ومخبي عليا عشان تفاجئني صح؟
بصلي بعدم فهم وتوتر من طريقتي الحادة اللي متقبلش آي كلمة منهُ وقال:
= ءء، أه كنت بجيبلك هدية بس مين قالك يعني، أنا كنت جاف معاكي طول اليوم النهاردا يا حبيبتي عشان بس أعماك مفاجأة.
إبتسمت بسخرية وقولت وأنا بشاورلهُ:
_ طيب يلا هات الهدية، فاجئني، أختك قالتلي إنك جبت خاتم دهب ومخبيه في جيب الچاكت بتاعك اللي نزلت بيه.
بصلي بتوتر وخوف حقيقي وبلع ريقهُ وبعدين قال بتقطع:
= شكلي نسيتهُ لما رجعت البيت، كنت مخضوض من مكالمتك.
بصيتلهُ بنبرة حنان مُصتنعة وأنا بقول بسخرية:
_ يا روحي كنت مخضوض عليا وإنت بتكلمني بمنتهى الجفاء، طيب مش أنا وإنت واحد والمواضيع دي، متقلقش مش عايزة أمشورك برضوا.
طلعت من جيبي الخاتم وحطيتهُ قدامهُ وكملت كلام:
_ الخاتم أهو اللي كنت هتقدمهولي هدية بس وقع في إيد أختي بالغلط صح؟
الصدمة بانت على وشهُ وفي حبات من العرق ظهرن على جبينهُ من كتر التوتر، فضل يتهتِه ومش عارف يتكلم، خبطت على الطربيزة بغضب واللي لفتت نظر بعض الناي حوالينا وقولت:
_ بقى إنت يا حيوان توقعني أنا وأختي في بعض، طب أختي عيلة صغيرة وطايشة لكن إنت المفروض كبير وفاهم وعايز تتخلص مِني كـ طرف تالت كمان، مبقيتش راجل ليه وتيجي تقولي مبقتش عايزك وعايز أختك وقتها كان ممكن أحترمك شوية، لكن توصل بيك إنك تكلمني أنا وأختي في نفس الوقت.
إتكلم بتوتر بالغ وهو بيقول بإحراج:
= إهدي بس عشان الناس بتتفرج، وبعدين أختك هي اللي خلتني أحبها وخلتني مش عايز أكمل معاكِ، صدقيني والله هي اللي لعبت في دماغي، أنا هبعد عنها خالص والله خلاص.
ضحكت بسخرية وإتكلمت بغضب هادي وقولت:
_ لولا أختي كنت فرجت عليك الناس بحق، وكدا كدا بمزاجك أو غصب عنك مش هتقرب من أختي تاني عشان لو عرفت إنك بتحاول تقرب منها تاني صدقني مش هيحصلك كويس، خد الخاتم بتاعك المعفن دا وفوقيه دا كمان.
خلصت جملتي وأنا بقلع الدبلة وبرميها في وشهُ ومشيت، بمجرد ما خرجت من الكافيه ومشيت خطوتين وقعت من طولي بسبب أعصابي اللي بقت منهارة من كل الأحداث اللي حصلتلي في يوم واحد، الدنيا كلها كانت بتدور حواليا ولكنني إتطمنت لما لقيت ماهر جاي بيجري عليا بخضة وبيشيلني وبيوقف عربية ومن بعدها إستسلمت للإغماء.
بعد فترة مش عارفة قد إي فوقت وكنت على سرير المستشفى وفي محلول جنبي، إتكلم ماهر بقلق وقال بعد ما إتنفس براحة:
_ الحمدلله إنك بخير، إنتِ ضعيفة أوي كدا ليه يابنتي الأنيميا عندك بايظة وأعصابك مفيش!
إتكلمت بصعوبة وتساؤل:
= إنت جيت إزاي؟
جاوبني بعد ما قعد قدامي:
_ مشيت وراكِ بعد ما شوفتك على السلم أكيد مكنتش هسيبك في وضع زي دا لوحدك في الشارع بالليل كمان.
إبتسمتلهُ بشكر وبعد ما المحلول خلص قومت ومشيت للبيت مع ماهر اللي صمم ميسبنيش لوحدي، طلعت الشقة ولميت كل حاجة بكل هدوء من غير حتى ما أبص على أمنية، خلصت كل حاجة ولميت الشُنط وسيبتلها في الصالة على الطربيزة ظرف فيه فلوس حلوين تمشي نفسها بيها لحد ما تلاقي شغل وتقدر تعتمد على نفسها، وأنا خارجة من الباب كان ماهر واقف قدام باب شقتهُ اللي في وش الشقة بتاعتنا وبيبصلي بحزن وقال:
_ برضوا مصممة تمشي يا زينب.
إبتسمتلهُ وقولت بإمتنان:
= مبقاش لوجودي هنا لازمة ولا معنى يا ماهر، شكرًا جدًا ليك على كل حاجة عملتها من ساعة ما عرفتك لحد دلوقتي، وأسفة كمان.
” بعد 6 شهور”
طلعت من الشقة الجديدة بتاعتي عشان أنزل أجيب طلبات البيت وفي نفس الوقت لقيت باب الشقة اللي قدامي إتفتح وخرج منهُ ماهر اللي إتكلم بإبتسامة وإصتناع الدهشة:
_ إي دا، كل يوم حد في نفس التوقيت بنطلع أنا وإنتِ عشان نشتري من السوبر ماركت اللي تحت البيت، لأ لأ قولي إنك عايزة تلفتي نظري.
ضحكت وقولت بتصنع التفاجيء:
= يا راجل، تخيل كمان جيت قبل ما إنت تسكن هنا بإسبوع عشان كنت عارفة إنك هتيجي وكمان خدت الشقة دي عشان كنت عارفة إنك هتيجي في اللي فـ وشها.
إتكلم هو بإبتسامة وقال بغضب مُصتنع:
_ ما تبطلوا بقى الحركات دي معندكوش أخوات ولاد ولا إي؟
ضحكنا وبعدين نزلنا نشتري طلبات للبيت زي كل إسبوع، في الحقيقة أنا وماهر لسة مرجعناش بس في مشروع إننا نتخطب أخر الشهر دا، وبالنسبة لأمنية فـ هي مازالت قاعدة في شقة ماما وقاعدة معاها عمتي عشان متسيبهاش لوحدها، سمعت من عمي إنها مش مبسوطة بتحكمات عمتي ومش بتقدر تكمل في الشغل مع المذاكرة عشان كدا سابت التعليم عشان تعرف تصرف على نفسها وتخرج تشتغل برا تحكمات عمتي، بتابعها من بعيد لبعيد وببعتلها ساعات فلوس مع عمي على أساس منهُ هي مهما كانت أختي في الأول وفي الأخر ودايمًا بتمنالها كل خير.

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خسارة ومكسب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *