روايات

رواية شكب 2 الفصل السابع عشر 17 بقلم صفاء حسني

رواية شكب 2 الفصل السابع عشر 17 بقلم صفاء حسني

رواية شكب 2 البارت السابع عشر

رواية شكب 2 الجزء السابع عشر

شكب 2
شكب 2

رواية شكب 2 الحلقة السابعة عشر

“شكب بصّت له بتردد: “أنا… بخير.”
عمار قرب منها وقعد جنبها، وحطّ إيده بلطف على إيدها. شكب حسّت بدفء إيده بيخترق برودة جسمها، فشدّت على إيده جامد.
شكب بصوت متهدّج: “كنتي قلقانة عليّ؟”
عمار بنبرة حنونة: “طبعًا، كنت بدوّر عليكِ في كل مكان. إيه اللي حصل؟”
شكب ودموعها نازلة: “ما كنتش عاوزه ازعجك أ
عمار مسح دموعها برفق: “أنتِ مش عبء عليّ أبدًا. أنا هنا عشانكِ.”
شكب بكت بحرقة، ودفنت وشها في كتف عمار. عمار حضنها جامد، وحسّ بألمها. عرف إن في حاجات كتير ما بيعرفهاش عنها.
عمار بصوت خافت: “قولي لي، إيه اللي مزعلكِ؟”
“شكب بعدت وشها عنه وبصّت له بعيون دامعة: “خايفة لكون حمل عليكِ وكمان… بخاف أكون نحس عليكِ وأخسرك أو خايفة صبرك يخلص وتسيبني.”
عمار بصّ لها بصدمة: “مين قال لكِ كده؟
أنتِ مش منحوسة، أنتِ بس وقعتي في ابتلاء. ربنا بيختبر العبد، واللي بيحبه بيقع في ابتلاء يشوف هو بيستحمل ولا لأ. وأنتِ مش أحسن من الأنبياء.
يعني سيدنا يوسف…”
ردّت شكب وهي بتمسح دموعها:
“عليه السلام.”
أكمل عمار:
“عليه السلام، إخواته حقدوا عليه ورموه في البئر، وناس أخدوه وباعوه بأبخس الأثمان، وراح بيت حاكم مصر واعتبره ابنه. بس الشيطان غوى مراته، ونظرت له نظرة تانية وكانت عايزة يستجيب لها، بس هو رفض وفضل يتسجن بدل ما يقع في معصية وقال لربنا: ‘السجن أحب لي’.
بسم الله الرحمن الرحيم
“قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ”
مسحت شكب دموعها وقالت:
“صدق الله العظيم.”
أكمل عمار: “وصبر على ابتلاء، وربنا أنقذه من السجن وبقى عزيز مصر واتجمع بأهله.
اعتبري قصتك زي قصة سيدنا يوسف. مع اختلاف ان احنا غير الانبياء
لكن انتى، اتخطفت من أهلك وناسك، واتحرمتي من أهلك، وكنتي مع واحد ما بيعرفش دين ولا أخلاق، بس كان ربنا عنده حكمة عشان تكون عندك نوفل ونور، ويكونوا هما النور في حياتك. ورجعت لي بعد ما كنت قطعت الأمل. أنا بعشقك بجنون يا شكب، وأصبر عليكِ، بس أنتِ معايا وفي حضني، وعُمري ما هسيبكِ لوحدكِ.”
تمام،
“شكب هزّت راسها بالنفي، وكأنها مش مصدّقة كلامه. رجعت تبكي تاني.
“لكن في حاجات أنا صعب أقولها لك، كل ما أفكر فيها أحس إنّي بتخنق.”
سندها عمار بين دراعه: “طيب نروح البيت ونتكلم وتحكي لي كل ما يخوفك.”
هزّت راسها شكب بالتأكيد: “سندها وخرج بيها من العيادة.”
قعد بيها في العربية، وحضنها جامد:
“أنا بحبكِ يا شكب، وعايز أكون جنبكِ دايماً. ما تخافيش من أي حاجة.”
شكب: نظراتها المتوترة، إيدها المرتعشة، وشها الشاحب، كلها بتعكس شعورها بالقلق والخوف. بكاؤها هو تعبير صريح عن ألمها.
عمار: لمسته الحنونة، نظراته القلقلة، احتضانه القوي، كلها بتعبر عن حبه ودعمه لشكب.
وصل عمار وشكب للبيت، ودخلها غرفتها
، وقفل الباب وراء. ونايمها على السرير
ثم أضاء نور خفيف، وشغّل موسيقى هادية
عمار: (بابتسامة حنونة) عايزة كوباية شاي؟
شكب: (بصّت له بابتسامة خفيفة) أيوة
لو امكن ، لو سمحت.
ابتسم عمار
“أنتِ تومري” وخرج
أعدّ الشاي،
كانت شكب قامت بدلت هدومها ولبست هدوم البيت
ودخلت ل ابنها نور
كان نايم
شافتها نوفل وسالتها
“كنتِ فين يا ماما؟ عمو عمار كان بيسأل عنك.”
ابتسمت شكب وضمتها بكل حب
“أنا كويسة يا نوفي، هدخل أرتاح شوية، ممكن أنتِ تخلي بالك من أخوكِ ولو صحي تنادي عليّ.”
هزّت راسها نوفل بالتأكيد
“طبعا يا ماما، متخافيش، عمو عمار قال
وقت ما كنت تعبانه إن أنا الأم التاني ل نور وكمان أختِه الكبيرة، ولازم أكون دعم ليكي.”
ابتسمت شكب وضمتها
“برافو عليكي يا قلبي.”
كان عمار نزل المطبخ وهو محتار ياتري خوف شكب سببه ايه
قطع حديثه مع نفسه
“الخادمة عايزة حاجه يا بشمهندس عمار.”
ابتسم عمار
“لا شكرا، أنا هعمل شاي ل شكب عشان تعبانه، وأنتِ بعد إذنك ممكن تاخدي بالك من نور ونوفل وجهّزي الرضاعة بتاعت نور.”
هزّت راسها الخادمه
“أكيد طبعا، أنا تحت أمرك، وسلامتها الف سلامه.”
“معلش استحملها، هي وقت تعبك كانت بتموت كل يوم وهى خايفة عليك، وكنت بسمعها وهى بتصلي وبتدعى ربنا يقومك بالسلامه، وهى مش عاوزه حاجه من الدنيا، حتى لما عرفت إنك فقط الذاكرة ومش هتفتكرها تاني، حست بالوجع، ووقتها قالت ل شغف…”
سألها عمار بلهفة
“قالت ايه؟ أنا عايز أعرف كل حاجه، أنا اه حسيت إنّها وشكب، وعارف إنّها انخطفت من واحد وغير ملامحها، لكن في حاجات كتيره غايبة عنّي، مش عارف افتكره، بحاول بكل جهدي مش قادر.”
“ابتسمت الخادمة وقالت: “مش مهم تفتكر الوحش، المهم تعيش شكب الأيام الحلوة وتكون فاهم إنّها عانت سنين من العذاب.
ومحتاجة حب وحنان، لكن يكون الحب ب مراحل، فاهمني يا ابني عشان كل ما تحس بحبك وإنّك وهى هتكون كيان واحد هتخاف وهتبعد، لازم تطمنها.
أنا جهزت اللبن وأروح عند الأطفال.”
خرجت الخادمة على دخول شغف المطبخ
وسمعت حوار عمار مع الخادمة
وسألته:
“أنت بتعمل إيه يا أبية عمار؟ عنك أنا أساعدك.”
ابتسم عمار ورفض:
“بعمل شاي ل شكب، عندك مانع؟”
ابتسمت شغف
“ويكون عندي مانع ليه؟ ياريت أخوك مراد يسمع ويتعلم.”
قطع حديثهم دخول مراد
“أتعلم إيه وبتجيب سرتي ليه؟”
ضحكت شغف
“شايف الحب والرومانسية جاي يحضر ليها الفطور والشاي مش زي ناس.”
وقلدت صوته:
“ممكن الفطار يا حبيبتي قبل ما أنزل القسم، وكانك بتهددنّي، لكن في المستخبي.”
ضحك مراد
“طيب كويس إنك فهمت، يلا بطّلي غلابي، هتحسدهم على إيه دول؟ غلابة يا بنتي يعني، أنا وأنتِ بالنا تسعة سنين مع بعض، هما خلال عشر سنين كانوا بيدوروا على بعض، ولما لقوا بعض كان كل واحد قلبه اتوجع وعقله، ووقت ما قالوا يهدوا هي فقدت الذاكرة وشمس مش رحمهم، وبعد كده هو كان يروح من بين إيدنا، ولما فاق كان ناسيها، وميغركش كوباية الشاي بتاعت الكبير.
أول ما يعملها يبقى في تحقيق ويقررها يعني مش لله والوطن.”
ضحك عمار وقال ل شغف
“ده جوزك ولازم تاخدي على خفة دمه، وسع يا خفيف.”
رجع بالشاي
وقدمّه لشكب، وقعدوا يتبادلوا أطراف الحديث.
شوفي يا شكب انا مش اقولك انا فاكر كل حاجه بالظبط واضحك عليك وحاسس انك كمان فى حجات جواك عاوزه تنسيها ف انتى كلمنى عن الحجات الحلو والذكرايات الا نسيتها وانا احاول انسيك اي حاجه صعبه
ابتسمت شكب وفكرته لم شافته فى المستشفى وهى لبسة النقاب والموقف الا حصلت ، وضحكوا مع بعض.
(بعد فترة من الكلام والضحك)
عمار: (مسك إيدها بلطف) شكب، أنا بحبك أوي. مش عايز أشوفك خايفة ولا زعلانة أبدًا.
شكب: (دموعها نازلة) وأنا كمان بحبك يا عمار، أكتر ما تتخيل.
(بعد ما حضنها)
عمار: (همّس في ودنها) أنتِ جاهزة؟
شكب: (بصّت له بعيون مليانة حب) دايماً يا حبيبي.”
. علامات التوتر بدأت تختفي من وش شكب، وبدأت تسترخي بين دراعه. قرب منها عمار، وبوسّ جبينها بحنان، وبدأ يدلّك كتفيها. شكب حسّت بالأمان والحب، وافتكرت كل الألم والمعاناة اللي مرت بيها، بس حسّت دلوقتي إنها آمنة في حضن عمار. حضنها عمار جامد، ودفنت وشها في صدره. افتكرت الليالي اللي قضتها مع جوزها القديم، وازاي كانت بتحس بالوحدة، بس دلوقتي حسّت إنها عايشة بجد.
“عمار حضنها جامد، وهي دفنت وشها في صدره. حسّت بدقات قلبه قوية، وعرفت إن ده كل اللي محتاجاه. افتكرت الليالي اللي قضتها مع جوزها القديم، وازاي كانت بتحس بالوحشة والوحدة. بس دلوقتي، حسّت إنها عايشة بجد.”
“عمار همّس في ودنها: “انتِ مستعدة؟ تكوني مراتي؟”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شكب 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *