Uncategorized

رواية هذه حبيبتي أنا الفصل السادس 6 بقلم أحمد سمير حسن

رواية هذه حبيبتي أنا الفصل السادس 6 بقلم أحمد سمير حسن

رواية هذه حبيبتي أنا البارت السادس

رواية هذه حبيبتي أنا الجزء السادس

هذه حبيبتي أنا

رواية هذه حبيبتي أنا الحلقة السادسة

ظر سليم في ذهول للثلاثة الذي أمامه
دينا لا تزال على قيد الحياة!
سليم وجميلة لم يُصابوا بخدشٍ واحد
كُل هذا لم يُصدقه سليم أبدًا، جميلة التي أحبها ما يقرب من العام!
جميلة التي احبها وخذلته
وبجانبها دينا التي أختارته هو بدلًا من شخصًا أحبها بصدق
دينا التي عاش معها أكثر من 10 أعوام دون أن يُحبها أبدًا .. الدينا التي إنتحرت من سوء معاملته .. ولم يُعطي للأمر إهتمامًا كبيرًا وإرتبط بجميلة بعدها بشهور!
نظر في ذهول

لم تمر سوى لحظات فقط حتى أقنع سليم نفسه أنه يتخيل
أنه مريض وكُل هذه تخيلات
فلا يُعقل أن يكون كُل هذا حقيقيًا .. نظرات سليم الواثقه
رأسه المرفوع .. عينيه الثابتتين ..
منذ متى والتخيلات تُصاب بجنون العظمة؟
– يا دكتووووور .. انا تعبان يا دكتور .. أنا بشوووف ناااس
دخل الطبيب مُسرعًا وفي يده بضعة أوراق وهو يقول لممرضين في خارج الغُرفة:
– أنا مش قُلت كابتن سليم يبقى عليه ملاحظة دايمًا
وكانت المُفاجأة الأكبر بالنسبة لسليم وهي أن الطبيب الذي دخل الغُرفة الآن
هو د. يامن المتوفى منذ ثلاثة أشهر!

مُنذ إثنى عشر عامًا
تخيل عمرو كثيرًا اللحظة التي سيُقابل فيها دينا
والتي ستخبره فيها بأن سليم هاشم طلب يدها للزواج
هو يعلم أنها لن ترفض .. هو يعلم أنه سيكون زوجًا مثاليًا
تخيل كثيرًا بأنه سيوافق بسهولة وسيُعطيها ظهره بعد أن يقول لها بأنه لو كان مكانها لأختار الزواج منه!
تخيل كثيرًا أنه سيحتضنها للمره الأخيرة دون حديث وسيرحل ..
تخيل تخيلاتٍ كثيرة ..
حتى أتى اليوم نفسه الذي اتفقا على المُقابلة فيه
والمفاجأة أنه لم يجد “دينا”
بل وجد سليم هاشم نفسه في إنتظاره!
كانت مُفاجأة كبيرة .. لم يتخيلها عمرو بأي شكل من الأشكال
تقدم سليم وصافح عمرو وقال له:
– أنا آسف طبعًا على المقابلة غير المتوقعه دي
= خير؟

– أنا كُنت روحت وطلبت إيد دينا للجواز، أكيد أنت عرفت الموضوع ده
= وجايلي ليه دلوقتي؟
– لما اتقدملتها كان في ترحيب شديد من أهلها .. وهي كان صعب جدًا إنها ترفض من غير مُبرر، كان هيبقى موقفها صعب جدًا قُصاد أهلها فمكانش قدامها حل غير إنها تخليني أنا إللي اتراجع عن الجواز
لم يُعلق “عمرو” ترك سليم ليُكمل حديثه حتى النهاية
فأكمل سليم:
– قالتلي إنها بتحبك .. وإن ظروفك يعني مممم مش أحسن حاجه .. فأنا عرضت عليها أقابلك ولو أقدر اساعدك .. يعني مثلًا نشتغل مع بعض لو حابب، ممكن تكون دفعة كويسة ليك وتتجوز ديــــ
لم يُعطي عمرو سليم فرصة ليُكمل حديثه
كبرياءه منعه من الاستماع حتى النهاية
رأسه المرفوع .. عينه الثابته، أنفه الذي كاد أن يُناطح السماء
قال عمرو في كبرياء:
– إنت فاكرني لو عايز اتقدملها مش هقدر اعمل كده؟

= طيب ايه المانع
– كُنت مستني اتأكد من مشاعري نحيتها .. وفي النهاية اكتشفت إني مبحبهاش .. مش شايفها مراتي خالص
نظر سليم إلى عمرو باستحقار وحياه بهدوء وانسحب
وما أن فعل هذا .. أدار عمرو ظهره كما كان يتخيل أنه يفعل ذلك مع دينا
وبالفعل بكى .. كانت كلماته قاسية .. هو لم يُحب في حياته أكثر من دينا
ولكن كيف سمحت لشخصًا آخر أن يأخذ هذه المساحة في علاقتهم .. كيف سمحت لشخص آخر بأن يَظُن بأنه قادرًا على مساعدته
كرامته كادت أن تقتله .. أو بمعنى أدق شعوره بالعظمة التي يُسيطر عليه
الشعور الذي يُسيطر على أغلب الكُتاب ويجعلهم يموتون منتحرون على الأرجح .. أو الإنفصال التام على الواقع لأنهم يشعرون بأنهم أفضل من البقية!

الآن
بعد أن دخل د. يامن
زاد توتر سليم وشعر بالخوف أكثر فقال:
– ده مرض ولا نصبايه هاااه؟ حد يقولي بعد إزنكم ايه إللي بيحصل هنا
قال عمرو في لهجة مسرحية:
= ده العقاااب يا سليم! إنت خليت دينا تنتحر
إزدرد سليم ريقه ونظر إلى دينا .. بدأ يلهث وكأنه يجري في سباق 100 متر
رفعت دينا رأسها لتكون في وضع يُشبه وضعية عمرو في الوقوف والنظر تمامًا وقالت:
– أنا مش من النوع إللي ينتحر يا كابتن .. أنا هربت وروحت لعمرو .. وهو إللي وصلنا لهنا .. صحيح نسيت أقولك إن دي مش مُستشفى كل إللي إنت شايفه حواليك ده .. دوبليكس إيجار أسبوع واتعمله الديكور ده بفلوسك!
نظر سليم إلى جميلة بحُزن وقال:
– طيب أنتِ يا جميلة .. أنا حبيتك!
فقالت هي الأخرى ويبدو إنها تشربت العُمق من عمرو:
– وما الجدوى من رائحة الصبار الجذابة إذا كان لمسها مُستحيلًا يا كابتن!

نظر عمرو إلى رفاقه وقال لهم:
– يلا، رقصة الوداع؟
ثم بدأ الجميع يُغني
” بيلا تشاو .. بيلا تشاو .. بيلا تشاو تشاو تشاو”
ثم صوبت دينا المُسدس إلى رأس سليم وقالت له:
– يلا .. قولها يا كابتن .. ودعني عشان تمشي .. قول بيلا تشاو
“بيلا تشاو بالإيطالية تعني .. وداعًا يا جميلة”
ثم صوبت المُسدس بشكل سينمائي إليه وقالت:
– لستُ من النوع الذي ينتحر يا عزيزي .. ولكنني أقتل من قد يجعلني أفكر في الأنتحار!
ثم أطلقت رصاصة الرحمة.

منذ إثنى عشر عامًا
أنعزل عمرو لشهور .. لم يرد فيها على رسائل دينا أبدًا
في الوقت الذي تقرب فيه سليم من دينا في البداية كان يحاول أن يبقى مسافة آمنة بينهم
فهو يعرف أن هذه الفتاة قلبها يسكنه شخصًا آخر ..
ولكن الغياب آفة العلاقات الكُبرى
بدأت تعتاد غياب عمرو
وتُحب قُرب سليم لها .. أصبحت كفة قلبها تميل إلى سليم
الذي كان صادقًا معها من اللحظة الأولى.
تمت – 30 – 11 – 2019

القاهرة – الآن
إنتهى عمرو من كتابة رواية ظل يكتب فيها طيلة 12 عامًا كاملين
كان في البداية يكتبها كي تكون قصة كفاحه هو وجميلة
حتى آتى سليم هذا وأفسد كُل شيء
سليم الذي سرق قلبها ..
وسرق حياته معها!
إنتهى عمرو من الكتابة وترك قلمه ونظر أمام المرآة وقال لنفسه
“ماذا لو كُنت أكثر تواضعًا .. ماذا لو قبلت بعرض سليم لمساعدته”
قال:
– كان هيحصل ايه لو مكنتش قُلت الكلام ده له يومها
فقالت فتاة تقف خلفه وهي تضع يدها على كتفه:
= كان زمانها مكاني معاك دلوقتي
– بس مكانتش هتاخد 200 جنية في المرة
= قال يعني بتدفعهم!
– هو إنتي ليه لسه بتجيلي؟
= مش عارفه .. شكلي كده حبيتك!

– شوفي الزمن .. بعد كله ده هكمل حياتي مع عاهرة!
نظرت له بتقزز .. لم تتوقع أن يقول لها هذا اللفظ وهي تقول له بأنها تُحبه
فحاول أن يُعدل مما قاله سريعًا وقال:
– بس عاهرة شريفة يعني .. وجدعة كده وبـ 100 راجل ومبقتش تاخد الـ 200 جنية إللي متفقه عليها .. تبقى جدعة ولا مش جدعه
ابتسمت “جميلة” وهذا اسمها المُستعار التي تستعمله مع الزبائن وقالت:
– إنت ليه طلعت سليم بالسوء ده في روايتك على الرغم من أنه شخص نبيل وحاول يساعدك
= كنت بحاول أكون بطل .. كنت بحاول أعمل شيء واحد بس يحسسني بإن عندي قيمة .. حتى لو حطيت نفسي بطل رواية!
– حسيت براحة بعد ما كتبت؟
= لا، بس حسيت بقوة .. لإني افتكرت كلمة دينا ” مفيش حد بيكتب ممكن يكون ضعيف”
قالها وألقى بجسده على السرير ونظر إلى سقف غرفته الكئيب
وقال:
– يمكن لو كنا أتجوزنا أنا وهي مكانش الحُب ده كمل .. لكن لإننا مكملناش .. مشفتش عيوبها .. مقربناش للدرجة إللي تخليني اكرهها .. فا فضلت كده في عقلي وقلبي .. الأسطورة إللي عُمري ما هعرف احب غيرها .. لإني مش هقدر آلاقي زيها

= بس بقالك 12 سنة سايبها .. ولسه منستهاش ولا حُب ليها قل .. ده مُستحيل!
– وأنا شاطر جدًا في تحقيق المُستحيل
قالها ثُم نهض ووضع الهيدفون اللاسلكي الرديء على رأسه وقام بتشغيل أغنيته المُفضله واقترب من نافذة غرفته
فاتحه واعطاه غرفته ثم نظر إلى “جميلة” وقال لها
– تعرفي غي أغنية إيطالية بحبها جدًا .. اسمها بيلا تشاو .. عارفه يعني ايه؟
= ايه؟
– وداعًا يا جميلة!
ابتسم وهو يرفع قدمه لنافذة غرفته وبعدها القدم الأخرى
ظهره للشارع وعينيه على جميلة التي بدأت تشعر بالتوتر
ثم قال لها مُرددًا الحان الأغنية:
– بيلا تشاو .. بيلا تشاو .. بيلا تشاو تشاو تشاو!
ثُم بألقى جسده في الشارع من الدور الخامس الذي يسكن فيه وهو يُغني ويستمع إلى “وداعًا يا جميلتي” بيلا تشاو!
النهاية.

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية هذه حبيبتي أنا )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *