رواية ثأر الشيطان الفصل السادس 6 بقلم سارة بركات
رواية ثأر الشيطان الفصل السادس 6 بقلم سارة بركات
رواية ثأر الشيطان البارت السادس
رواية ثأر الشيطان الجزء السادس

رواية ثأر الشيطان الحلقة السادسة
حمحم جواد ثم أردف بهدوء:
– في شوية كلمات واقفين قدامي محتاجك تشرحيهملي.
لا ما قاله حقيقي، حمحمت بإحراج لأنها شعرت بإحراجه تعلم أنه يعشق شمس وهو في وضعٍ حرِج ..
أردفت بإستسلام:
– خلاص أنا هذاكرلها.
أردف جواد بنفي:
– لا ماتقلقيش هعرف أذاكرلها، إنتِ بس هتوضحيلي الحاجات إللي مش هفهمها.
هزت رأسها بيأس وتمنت لو يرزقها الله بشخصٍ مثل جواد.
– لا يا جواد بيه، خلاص أنا هذاكرلها، أنا خلاص مش زعلانة منها.
تنهد جواد بإرتياح كأن هناك حِملٌ ثقيل قد أزيح من فوق أكتافه.
واستأنفت بهدوء:
– هكلمها دلوقتي وأتفق معاها على مواعيد شرحي ليها.
أردف جواد بإبتسامة كأنه يراها:
– شكرا يا صباح، إنتِ جدعة وتستاهلي كل خير.
– شكرًا لحضرتك على كل حاجة عملتهالنا وبتعملهالنا.
أغلق الإثنان المكالمة الهاتفية بينهما وبدأت صباح في البحث عن رقم شمس لكي تهاتفها، وجدته وقامت بالإتصال بها .. كانت شمس تجلس في حجرة المعيشة وهي تشعر بالضيق أنها لا تفهم شيء من دروسها، إنتبهت على رنين هاتفها رفعت حاجبيها بتعجب وهي ترى إسم صباح على شاشة هاتفها .. حمحمت بهدوء وأردفت بغرور وهي تُجِيب:
– نعم؟
– بصي أنا ماليش دعوة بصاحبتك أنا بس نصحتك وإنتِ ماتققدبلتيش النصيحة خلاص ماليش دعوة، أنا بكلمك عشان أشرحلك أكيد في حاجة واقفة قدامك.
كانت شمس ترقص بداخلها من السعادة وأردفت بكبرياء مزيف:
– على فكرة مش محتاجاكي، المحاضرات كلها سهلة.
– شمس، أنا حافظاكي أكتر من نفسك وكمان في المذاكرة .. أراهنك إنك مش عارفة تفهمي حاجة فيهم.
صمتت شمس ولا تعرف كيف تُجيبها واستأنفت صباح حديثها باستسلام:
– هكون عندك من بكرة الصبح وأهي فرصة فاضل أسبوعين على الإمتحانات هنعرف نلم فيهم المنهج سوا.
– أوك.
أغلقتا سويًا وقفزت شمس من سعادتها غافلة عن جواد العاشق الذي يراقبها ويراقب سعادتها تلك.
همس بينه وبين نفسه:
– هانت يا شمس، قريب هتبقي في حضني.
في صباح اليوم التالي:
دخلت صباح القصر وهي تقوم بتعديل عدساتها الطبية، قابلت السيد بهجت أثناء خروجه، وتوقف متحدثًا معها بترحابٍ شديد:
– منورة يا صباح، ليه كنتي غايبة عننا كل ده؟
أردفت بإحراج لطيبته اللطيفة تلك:
– ظروف، غصب عني يا عمو.
– ليه يا حبيبتي في إيه؟ إنتوا كويسين طيب؟ لو محتاجاني أتدخل قوليلي بس.
أردفت بتردد:
– شكرًا لحضرتك، بس مشاكل عادية في حياتي وكده والحمدلله حليتها.
– تمام يا حبيبتي ربنا يكرمك، شمس فوق في أوضتها.
– اه فعلا يا عمو الخدم قالولي.
– تمام يا حبيبتي تسمحيلي أسيبك بقا وأشوف شغلي.
– خد بالك من نفسك يا عمو.
خرج من القصر وخلفه رجاله أما هي؛ فقد صعدت على أدراج القصر تقصد غرفة شمس الضخمة، طرقت عدة طرقات بسيطة على باب غرفتها حتى سمحت لها بالدخول .. دخلت صباح الغرفة دون أن تبتسم ولكن إبتسامة شمس لها أنستها ما سبب حزنها منها وإبتسمت دون وعي منها؛ فهي أيضًا تحب إبتسامة شمس فتاة لطيفة تحبها ولكن رفقتها مع تلك الفتاة التي تُدعي روما وأيضًا باقي الفتيات في المجموعة يجعلونها غريبة بعض الشيء، لكن بالنسبة إليها شمس تستحق الأفضل دائمًا.
أردفت شمس بإبتسامة:
– إتأخرتي خمس دقايق بحالهم، يلا بقا نبدأ عشان نلحق نخلص في الأسبوعين دول.
أردفت بإبتسامة تطمئنها:
– إن شاء الله هنخلص.
بدأن بالمذاكرة، مرت الأيام وبدأت إمتحانات شمس والتي كانت لطيفة بالنسبة إليها؛ فكالعادة شرح صباح ينقذها دائما في الوقت المناسب .. وفي خلال تلك الأيام كان ساجد يهاتفها دائمًا يخبرها بكلامه المعسول الذي يغسل عقلها به حتى أتى آخر يوم.
كان ساجد جالسًا بمكانٍ ما يفكر في شئ حتى آتته مكالمةٌ هاتفية:
– نفذ، إنت اتأخرت كتير.
همهم ثم أغلق الهاتف وقام بمهاتفة شمس.
– خلصتي إمتحان؟
كانت تقف مع روما وهي تبتسم بسعادة:
– اه خلصت خلاص.
– طب إيه رأيك نتقابل؟ محتاج أشوفك أوي.
شعرت بالخجل ثم أردفت بنبرة لطيفة:
– حاضر هجيلك، نتقابل فين؟
– هبعتلك المكان علطول.
أغلقا مكالمتهما سويًا وتنهدت بسعادة، وانتبهت لحديث روما:
– إي؟ شو في؟
– رايحة أقابل ساجد دلوقتي.
– يا روحي على هالجمال، سعادتك كتير حلوة يا شمس.
– يلا باي همشي أنا.
كادت أن تذهب ولكن أوقفها صوت صباح:
– شمس.
إستدارت شمس لتطالعها بإستفسار، إقتربت منها صباح بإبتسامة:
– مالحقتكيش بعد اللجنة، نزلتي مع البنات علطول وسبتيني، عملتي إيه في الإمتحان؟
أردفت ببرود:
– كان تافه أوي.
أردفت صباح بسعادة:
– طب الحمدلله.
صمتت قليلًا مترددة فيما تقول ثم أردفت:
– بصراحة كان نفسي نخرج أنا وانتِ بعد الإمتحان.
– شو! شمس مو فاضية حبيبتي، وراها شي أهم.
إلتفتت صباح لروما تتحدث بضيق:
– أنا وجهت كلامي لشمس مش ليكي.
– أنا وشمس واحد حبيبتي.
كادت أن تُجيبها ولكن شمس من تحدثت:
– مش فاضية يا صباح بصراحة واه معلش نسيت، إستني..
ثم بحثت في حقيبتها عن شئٍ ما حتى أخرجت بعض النقود ووضعتها بيدها:
– شكرا على تعبك في المذاكرة معايا، باي يا بنات.
رحلت شمس وتركتها بين باقي الفتيات اللواتي يُطالعنها بسخرية؛ أما هي فقد كانت تشعر بالصدمة من فعلة شمس تلك، تعطيها نقودٌ في يدها! هل تظنُها متسولة؟!
– إذا كان بدك مصاري من البداية خبرينا يا بنت لا تنحرجي.
ثم قهقهت روما وقهقهن معها باقي الفتيات وتركنها تبكي بسبب ذلك الشعور الذي شعرت به للتو.
دخلت شمس أحد المطاعم وظلت تبحث عنه حتى وجدته يجلس على كرسي يخص إحدى الطاولات، إقتربت منه بإبتسامة خجلة وجلست أمامه ..
– وحشتيني.
– وإنت كمان
– بصي أنا جبتك هنا عشان وحشتيني وكمان عشان حاجة تانية.
طالعته بإستفسار واستأنف:
– بصي يا شمس، أنا بحبك وإنتِ أكيد بتحبيني صح؟
هزت رأسها بإبتسامة حالمة.
– طب ليه مانتجوزش؟
تعجبت من ذلك السؤال بينما أوضح ساجد جديثه قليلاً:
– يعني أقصد، أنا وإنتِ بنحب بعض ومع بعض بقالنا فترة حلوة، أنا عايز أتجوزك بصراحة، موافقة؟
تحدثت بتوتر وخجل:
– إنت فاجئتني بصراحة.
كرر ساجد سؤاله مرة أخرى:
– موافقة ولا لا؟
أجابته بتلعثم:
– أكيد موافقة.
إتسعت إبتسامة ساجد وبرقت عيناه ظنتها أن سبب ردود أفعاله تلك هو حبه لها ولكنها لا ترى ما بداخله.
– خلاص أنا هكلم والدي وإنتِ كلمي والدك واتفقي معاه على ميعاد أجيلك فيه، إيه رأيك؟
– أوك تمام.
أمسك بيدها بقوة مردفًا بحبٍ مزيف وهو ينظر في عمق عينيها:
– هتتحدي العالم كله عشاني؟
أومأت بإبتسامة وخجل..
– وأنا كمان هعمل المستحيل كله عشان تبقي ملكي.
رواية / ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
في المساء:
كان السيد بهجت يجلس مع جواد في حديقة القصر يتحدثان:
– حضرتك هتفاتح شمس إمتى في موضوعنا؟ هي خلاص كده خلصت إمتحانات.
– لما ترجع إن شاء الله، ماتقلقش ماحدش هياخدها منك، أنا مش شايفها مع غيرك أصلا يابني.
ربت بهجت على كتفه بإبتسامة أبوية وإنتبه الإثنان لإقتراب شمس منهما.
أردف بهجت:
– تعالي يا حبيبة بابي، كويس إنك جيتي دلوقتي، عايز أتكلم معاكِ في موضوع مهم جدًا.
أردفت شمس بهدوء:
– وانا كمان محتاجاك في موضوع.
أردف بهجت بإبتسامة:
– نبدأ بيكِ، في إيه؟
طالعت جواد الذي يجلس بجوار والدها ينظر لها بهدوء وبإبتسامة هادئة في ذات الوقت..
– مش قُدام جواد.
قهقه جواد بسبب أنه شعر أنها خجلة من وجوده، كان أن يتحرك ليتركهما سويًا ولكن تحدث بهجت:
– إنتِ عارفة إن جواد زي إبني بالظبط وبعدين لسه في حاجات كتير محتاجين نتكلم فيها وجواد موجود لإنه شئ مشترك بينا إحنا التلاتة.
لم تُركز في حديثه وقررت أن تبدأ حديثها:
– بابي، أنا وزميلي في الجامعة بنحب بعض، وهو عايز ييجي يتقدملي، ممكن تحددلي ميعاد؟
أشلاء! قلبه تحطم إلى أشلاء ولو كان تحطم القلب له صوت؛ لسمع العالم كله صوت تحطم قلب جواد الذي لطالما تمناها، أيُعقل أن هناك شخصٌ آخر قد سبقه وسرق قلب حبيبته قبله؟!!!.
توقف بهجت بمكانه وأردف بضيق:
– إيه إللي بتقوليه ده ياشمس؟ من إمتى الكلام ده بيحصل من ورا ظهري؟ إنسي خالص الكلام ده.
تعجبت شمس من حديث والدها لم تكن تتوقع ردة فعلته تلك أردفت بضيق غافلة عن ذلك العاشق الجريح:
– ماتحسسنيش إني عملت جريمة يا بابي، أنا وزميلي بنحب بعض فيها إيه يعني؟ ده أنا كنت فاكرة إنك هترحب بالموضوع ده.
أكد السيد بهجت حديثه بضيق:
– وأنا بقولك تنسي الكلام ده خالص، ماينفعش يا شمس، ماينفعش.
كاد أن يُكمل حديثه ويقوم بتوضيح السبب، ولكنها قاطعته بصراخ وبكاءٍ في آنٍ واحدٍ:
– هو إيه إللي ماينفعش؟؟ أنا مش عيلة صغيرة، أنا كبيرة كفاية إني أختار شريك حياتي واستحالة إنه يكون من اختيارك إنت، بجد يا بابي .. إنت .. إنت خذلتني.
إستدارت وابتعدت عنهم وهي تبكي في نية منها للخروج من القصر ولكن جواد أمسكها من ذراعها، حاولت إبعاد ذراعها عنه وأردفت بصراخ:
– ابعد عني، أنا بكرهك طول عمري بكرهك .. بكره تدخلك في حياتنا .. بكره حبه ليك .. بكره وجودك نفسه .. إنت شخص ماعندكش كرامة عشان فرضت علينا وجودك في حياتنا.
لم تنظر داخل عينيه بتمعن، لم تشعر به يومًا ولن تشعر، هكذا هي دائمًا عمياء القلب، ترك ذراعها وابتعدت وخرجت من القصر كاد أن يتبعها رجاله ولكنه أوقفهم بإشارة من يده .. لم ولن تشعر به أبدًا .. كفى جواد .. كفى.
كانت روما تجلس في منزلها تتعاطى الممنوعات ولكنها استفاقت على صوت طرقاتٍ على باب منزلها، توقفت واتجهت نحو الباب لترى من الطارق، عقدت حاجبيها ثم قامت بفتح الباب لها، كانت شمس تبكي وعندما رأت روما أمامها إنفجرت من البكاء وضمتها بقوة مردفة ببكاء ونحيب:
– بابي خذلني يا روما، طول عمره بيحب جواد وبيسمعله لكن أنا لا، شايفني دايما طفلة صغيرة.
– اخ منه جواد هادا، روقي حبيبتي راح يكون كِل شي امنيح.
أغلقت باب المنزل وذهبت بها لغرفتها لكي تستريح وبالطبع لم تنتبه شمس للممنوعات الموجودة على الطاولة في غرفة المعيشة بسبب حالتها تلك، بعد عدة دقائق كان شمس تنظر أمامها بشرود ..
– إي؟ إنتِ امنيحة؟
أومأت شمس بهدوء ثم أردفت:
– شكرا يا روما، ماليش غيرك ألجأله.
– لا تقولي هيك شي يا بنت، مافي هادا الكلام بيناتنا.
– أنا بحبك أوي يا روما وبتمنى إن صحوبيتنا تفضل مستمرة.
إبتسمت روما بهدوء ثم صمتت قليلًا تطالعها ثم أردفت:
– بتعرفي يابنت إني عم بغار.
أردفت شمس بتساؤل:
– من إيه؟ وليه؟
– منك.
رفعت شمس حاجبيها بدهشة، واستأنفت روما حديثها:
– عندك أبوكي عم يحبك كِل هادا الحب وعندك هاد البيت الدافي، كِل طلباتك عم بتيجي لإلك بدون تعب، لكن أنا ياشمس، ما ضل لإلي غير هادا البيت الصغير وإمي وأبي مو عايشين معي، كنت أحسدك دايمًا إنك عندك أب متل عمو بهجت، كْتير يحبك ويخاف عليكِ، يمكن نقول هاي هي الحياة مو عادلة بالمرة.
شعرت شمس بالشفقة عليها وقامت بضمها وأردفت بتأثر:
– إنتِ أختي يا روما، إنتِ الوحيدة إللي أنا حبيتها وارتحتلها وعايزاها دايمًا معايا، عشان كده أنا جيتلك لما لقيت الدنيا ضاقت بيا.
لم تُجيبها روما ولكن كان هناك عِبرة تتساقط من مقلتيها وهي بين أحضان شمس.
كان بهجت مستلقيًا على فراشٍ بإحدى المستشفيات وبجانبه جواد الذي ينظر أمامه بشرودٍ .. كانت عينيه حمراوتين كأنه كان يبكي لأيام ولكنه لم يُذرف دمعة واحدة ولكن قلبه من كان ينزف.
– شمس.
إنتبه جواد على همس السيد بهجت بإسم إبنته .. إقترب نحوه بهدوء وأمسك بيده، إستيقظ السيد بهجت من النوبة التي إجتاحته فجأة بعد خروج شمس من القصر:
– شمس فين يا جواد؟ أنا عايز بنتي ترجع لحضني من تاني، أنا مش قادر على فراقها، هعملها إللي هي عايزاه، سامحني يا جواد .. سامحني.
كان السيد بهجت يبكي وكان جواد يطالعه بقلب مجروح .. يبدو أنه قد خسر المعركة التي كان يهيأ له أنه سيكون الفائز فيها في النهاية ، تنهد بعمق وجعل المشفى تقوم بالإتصال على شمس والتي فزعت عندما سمعت بخبر وجود والدها في المشفى وذلك اليوم كان اليوم الذي ترك جواد فيه شمس و السيد بهجت.
مرت الأيام وأصبحت الحالة الصحية للسيد بهجت بخير واجتمع مع والد ساجد واتفقا على موعدٍ لزفافهما وكان الموعد قريبًا جدا، كان السيد بهجت يحاول الوصول إلى جواد ولكنه اختفى تمامًا لم يعرف له طريق!، حتى أتى يوم الزفاف .. كان البعض فيه سعيدًا لقرب الوصول إلى هدفه والبعض الآخر متوتر .. وتلك كانت حالة شمس التي تقف أمام مرآتها تنظر لهيئتها بتوترٍ وسعادة في آنٍ واحدٍ، تنهدت بعمق تحاول أن تقوم بتهدئة أنفاسها، ذلك اليوم كانت تتمناه كثيرًا منذ الصغر كانت تتخيل دائمًا أنها عروسٌ جميلة وها هي قد حققت أحلامها .. أجمل زفاف وأجمل طلة .. إنها الملكة اليوم .. إنتبهت على دخول والدها للغرفة لكي يصطحبها إلى قاعة الزفاف ويقوم بتسليمها لزوجها، تعلقت بذراعه بإبتسامة سعيدة ولا تعلم أن تلك ستكون آخر إبتسامة تُرسم على وجهها.
كان جواد يجلس في قصره مشعث الشعر وينظر أمامه بشرود ممسكًا بيده عيارٍ ناري، ينظر لكل شئ محطمٌ حوله بالقصر .. لقد تدمرت أحلامه، تدمر كل شيء، الفتاة التي أحبها منذ صغرها اليوم ستكون لشخصٍ غيره.
تنفس بثقلٍ وتناول هاتفه يتصل برقم أحدٍ ما، ظل الهاتف يصدر رنينًا حتى سمع صوت صديقه على الطرق الآخر.
– جواد، أخيرًا عاش من سمع صوتك أنا قولت إنك نسيتني من بعد ما مشيت آخر مرة.
تحدث جواد بضياعٍ تام:
– عاصم.
– نعم يا جواد؟ في إيه مالك؟ إنت كويس؟ صوتك ماله؟
– أنا هقتلها، ماينفعش تبقى لغيري يا عاصم.
عقد عاصم حاجبيه بسبب حديث صديقه وقام بتجهيز نفسه لكي يخرج وحاول أن يُهدئ صديقه في ذات الوقت:
– إهدى يا جواد، أيًا يكن سبب إللي إنت فيه .. إنت أكيد نفسيتك مش مظبوطة دلوقتي .. حاول ماتاخدش أي قرارات وإنت في الحالة دي.
– هي ليه عملت فيا كده؟؟ بعد كل ده وماحستش بيا أنا؟ ليه؟؟ ده أنا كنت موجود جنبها وقدامها طول الوقت.
– إهدى طيب يا جواد، قول طيب أساعدك إزاي؟
أردف جواد بشرود:
– إسجني.
– أسجنك إزاي؟؟ إنت مش مجرم يا جواد.
– لا أنا مجرم .. أنا تاجر سلاح يا عاصم .. هحاول ألفق لنفسي أي تهمة ودي حاجة سهلة، بس المهم إني أتسجن ولا إني أبقى قريب منها.
– إنت طول عمرك ماشي صح، عشان كده كنت جايلك آخر مرة اتقابلنا فيها، في صفقة كبيرة الوزراة عايزة تعملها مع شركتك.
أردف جواد متحدثًا بشرود متجاهلاً حديث عاصم:
– يا تسجني، يا أقتلها.
كاد أن يتحدث عاصم ولكن جواد أغلق المكالمة الهاتفية، إعتدل جواد وخرج بهيئته تلك من قصره متمسكًا بعياره الناري، قاد سيارته وذهب للمكان الذي يُقام به حفل زفاف شمسه، خرج من السيارة ووقعت عينيه عليها وهي تبتسم وتتأبط ذراع ساجد تنظر له بعشق، لم يلاحظه أحد لأنه كان يقف بعيدًا عنها.. رفع يده يصوب العيار الناري نحوها ولكنه توقف عندما شعر بعيار ناري مصوبٌ نحو رأسه وأردف عاصم بحدة:
– نزل سلاحك يا جواد، نزل سلاحك.
لم يستمع له جواد وجهز عياره الناري وكاد أن يصيبها..
– نزل سلاحك بقولك، إنت مطلوب القبض عليك يا جواد.
– إبتسم جواد وأنزل سلاحه ونظر نحو شمس التي جلست بسيارة ساجد وودعت جميع الحضور.
في الوقت الحالي:
كان جواد يقف بجانب شخص يحمل حاسوب يبحث عن شئٍ ما..حتى أردف ذلك الشخص بحماس:
– أنا خلصت.
أخرج قائمة مطبوعة بها بعض الأسامي ..
– دول الناس إللي اشترو الموتوسيكل ده في خلال السنادي.
– تعرف تجيبلي صورهم يا جاسر؟
أوما جاسر وفي خلال دقائق بسيطة أعطاه صورهم الشخصية .. كان ينظر لصورهم لعله يبحث عن الريبة والشك في ملامحهم .. حتى توقفت عينيه على شخصٍ ما ملامحه غير مُريحة بالمرة..
– شكرًا يا جاسر.
– شكرًا لحضرتك إنت يا جواد بيه.
إبتسم جواد بهدوء ثم ذهب حيث العنوان المكتوب أمامه .. بعد مرور بضع دقائق كان يقف أمام منزلٍ في حيٍ قديمٍ بالقاهرة الكبرى، سأل أحد الأشخاص عن عنوان ذلك الشخص دله رجل على مبنى سكني متهالكٌ بعض الشئ ..
– موجود في الدور الأرضي.
شكره جواد ثم دخل ذلك المبنى ووقف أمام باب الشقة وطرق عليه بهدوء .. فتحت له شابة في عقدها الثالث ..
– أفندم؟ حضرتك عايز مين؟
– ده بيت سيد عبدالغفور؟
نظرت الشابة لهيئة جواد الراقية وظنت أنه رب عمل زوجها:
– أيوه هو يابيه، إتفضل يا أهلا وسهلا نورتنا يابيه .. يا سيد .. يا سيد إصحى.
نظر جواد نحو الأطفال الذي يصدرون الشغب في تلك الشقة المتهالكة ..
– إتفضل يا بيه إستريح.
واستمرت في مناداة وجها لكي يستيقظ، جلس على مقعدٍ متهالكٍ ينظر لهؤلاء الأطفال .. إنتبه لطفلة صغيرة تقترب نحوه وتبتسم له يبدو أنها في عمرها العاشر، ذات العمر الذي قابل به شمسه .. كان عمرها عشر سنوات، إنتبه على صوت رجل ناعس يتحدث بتعجرف:
– إيه يا ولية؟ هو ماحدش عارف ينام في البيت ده؟ مين عايزني؟
أنهى جملته عندما رأى جواد أمامه وفي لحظة تأكد جواد من أنه هو الشخص الذي يبحث عنه بسبب جرح السكين الموجود على معصم يده .. ركض الرجل بسرعة وخرج من المنزل يهرب من جواد الذي قفز من النافذة المفتوحة وتوقف على قدمه بالحي، كان الرجل يركض وهو يلهث وكان يلاحقه جواد بسرعة، حتى وصلا مكان مزدحم في القاهرة .. كان الرجل يصطدم بالناس أثناء هربه من جواد المُصِر على اللحاق به .. حتى خرجا من ذلك المكان المزدحم واقتربا نحو طريق السيارات السريع، كان جواد حريصًا على ألا يصطدم بالسيارات وسرع من ركضه أكثر حتى إقترب من ذلك الرجل وكاد أن يُمسك به ولكن الرجل صُدم بسيارة صدمة قوية ووقع على الطريق ميتًا.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ثأر الشيطان)