رواية نفق الجحيم الفصل الثاني عشر 12 بقلم ريناد يوسف
رواية نفق الجحيم الفصل الثاني عشر 12 بقلم ريناد يوسف
رواية نفق الجحيم البارت الثاني عشر
رواية نفق الجحيم الجزء الثاني عشر

رواية نفق الجحيم الحلقة الثانية عشر
همام سمع حديت توفيق وإتجنن وفضل يزعق بعلوا حسه:
-لا والله لايمكن ديه يوحصول، ايوه عايز تبعد التهمه عن ولدك وتلزقها فينا احنا؛ اكمننا غلابه وحدناش اللي يسندنا زيك.. له والله مايحصول ولا يكون.
توفيق بغضب:
يعني ايه حديتك ديه ياد إنت؟
همام:
يعني اني مهتجوزش وحده وطأوها معاي اتنين، بالك لو وحدي كان ماشي وكنت خدتها، إنما اني اكون الخروف اللي يشيل الليله وتلبسوني الصايعه اللي عتطلع فنصاص الليالي لحالها داي والله مايمكن.
توفيق قرب منيه ومسكه من قب جلابيه وبغضب مكتوم قاله:
والصايعه داي لقتوها بت ولا ملقتوهاش؟
شفت شرفها بعينك ولا مشفتهوش؟
همام ببرود:
كنت سكران ومشفتش حاجه.
توفيق:هحلفك علي كتاب ربنا!
همام :احلف ومالو.
توفيق همله وبص للسيد وقال لخلف: هات كتاب الله ياخلف من بيتك.. وقلع الانجاس دول وحطهم تحت الطرمبه؛ خليهم يطهروا عشان يحطوا يدهم عليه ويحلفو إنهم مشافوش شرف البنيه.
السيد رد عليه قوام:
له يابوي شفناه شفناه ودمها غرق الدنيا كمان والله
همام زعق فيه:
ديه جرح ياخايب من الغشوميه اللى كنا فيها.. اسكت إنت مفاهمش حاجه احنا كنا سكرانين مدريانينش.
توفيق خبط اديه فبعض، وبعدم استيعاب رد عليه:
يعني إنت مش مكفيك ضيعت حياتها اللي جايه.. كمان عايز تضيع سنين عمرها اللي فاتت، وتطلع البنيه مش زينه عشان بس تطلع من المغرز اللي إنت فيه؟!
همام بثقه:
اني مش فمغارز ولا عتبلى على حد، البنيه اللي عتقول عليها داي لو شريفه متطلعش فنصاص الليالي، ولو معاها رجاله وناس كيف ماعتقول ميطلعوش بناتهم لحالهم في الليل وهما يقعدوا نايمين كيف الحريم في البيوت.
ولما تاجي تخوف حد خوفه بكدبه تتصدق.
توفيق رد عليه بكف علي وشه وهو عيقوله: يعني اني كداب ياكلب؟
وهو ضربه بقلم وأبوه طبق عليه بالتاني وقاله:
ايا قليل الربايه عتغلط فالاكبر منك يافردة المركوب! وكمان فالمقاول بذات نفسه، اني والله بايني معرفتش اربي.
خلف بسخريه: باينك!
توفيق: نهاية الكلام يابو همام ولدك هيتجوز البت.
ابو همام : يابوي واني موافق.
همام: واني والله ماتنطبق سماكم علي ارضكم مموافق.
توفيق: وتكسر كلام ابوك؟
همام: واكسر رقبته لو غصبني اخد وحده بت ليل.
توفيق بنفاذ صبر وقلة حيله: اتجوزها واني اديك
الفلوس اللي إنت عايزها.
همام: ولا مالك كله، ولا مال قارون، اني صوح
ممعايش فلوس بس مش هفيه ولا مدلدل.
وفر فلوسك يامقاول اني مهتجوزش حد.. حداك
اتنين غيري اهم إنت حر جوزها لاي حد فيهم.
توفيق: طيب وتلاته بالله العظيم ماحد هيتجوزها غيرك.
همام بإبتسامة مكر: هنشوفو.
وبعد كر وفر فى الكلام، ومناهده، وشد وسحب، الكل وافق على إن همام هو اللي يتجوز البت، وإن توفيق يتكلف بالجوازه كلها من اولها لأخرها، ماعدا همام هو الوحيد اللي مكانش راضي.
وروحوا همام والسيد مع أبهاتهم على بيوتهم على وعد إن بكره هيروح همام وابوه والمقاول لبيت الراجل عشان همام يتجوز بته ويصلح غلطته.
وبعدها طلع توفيق من البيت بعد مااتوعد للي
هيفك كرار بالعذاب على يده، وحكم عليه إنه يبات الليل كله وهو مربوط في الشجره في البرد؛
عشان يتربى ويدوق هبابه من العذاب اللي دوقه لغيره.
أما كرار فإبتدا يفوق وحس بإن جسمه إتكسر تكسير من ضرب ابوه فيه، وبقي مش حامل الصليل اللي فعضمه من الوجع.. وبص شمال ويمين ملقاش حد حواليه، وكان المغرب خلاص والدنيا إبتدت تضلم تحت الشجر المغوف،
وحس برعشة برد عتسري فكل جسمه فوق وجعه وخوفه.. وشويه وسمع صوت خطوات جايه من وراه.. وثواني وكان ظاهر قدامه ابو دراع حامل كومة حطب ناشف على كتافه، ورماهم بالقرب من كرار ومشي ناحية بيته..
ومهما نده عليه كرار مكانش يرد عليه كأنه مش سامعه.
اما حوريه..
فكانت شفقانه علي كرار ولدها من البرد والوجع، ونفسها تجري عليه وتاخده فحضنها، لكنها عارفه إنها لو عيملت إكده هتوبقي جنت على روحها مع توفيق.. فسكتت وصبرت على وجع قلبها عليه.
اما باقي اهل البيت فكانوا كلهم بلا استثناء مش مصدقين لا اللي سمعوه، ولا اللي شافوه لحد اللحظه اللي هما فيها، ولا عقلهم مستوعب كبار وصغيرين إن حد من بيت المقاول توفيق اللي الكل عيحلف بحياته يطلع منيه الفعل الشين ديه، وكل اتنين ماسكين بعض طول الوكت ونازلين ودوده في الموضوع ديه.
اما حدا كرار فبعد شويه عاود ابو دراع من بيته وعلى كتفه فرشه وغطا وفيده قفه صغيره وحطهم كلهم بالقرب من كرار، وراح جاب ليفة نخل وشوية عفش وقرب الخشبات من كرار على كد مايقدر وولع فيهم.
وراح على الفرشه فرشها وقعد عليها وإبتدا يراعي النار عشان تولع زين.. وشويه بشويه إبتدا يتولد الدفى ويحس بيه كرار، اللي إتبسم وهو باصص لابو دراع اللي برغم إنه عارف زعله منيه في الساعه داي عامل فقلبه ايه، لكنه برضوا برغم زعله لساه حنين عليه، وعيعمل معاه اللي محدش من ناسه اللي من لحمه ودمه إتجراء يعمله خوفاً من المقاول.
شويه وقام أبو دراع بعد مافتح القفه وطلع منها وكل وجه ناحية كرار، وقرب الوكل من خشمه عشان ياكل منه.. بس وهو شايح بوشه للناحيه التانيه بعيد عنه.
قطم كرار من العيش قطمه والتانيه والتالته، وبعدها همس لأبو دراع بندم:
والله العظيم ندمان وعارف إني غلطت غلطه متتغفرش بس غصب عني.. ديه السكران محدش عيحاسبه عاللي عيعمله ولا يقوله فسكره ياخي.. أمانه عليك يابو دراع الا إنت متتخلاش عني.. داني اخوك اللي عاهدته هتقف معاه وهتحميه من الدنيا كلها ولا نسيت؟
وما كان من ابو دراع بعد ماسمع كلام كرار الا إنه بعد عنه وراح رجع الوكل للقفه وغطاها، ونام عالفرشه واتغطى وحط يده تحت دماغه وفضل باصص للنار، وعينه ابداً مرفعهاش على كرار ولا كان عاوز يشوف شكله؛ عشان متاخدهوش بيه أي شفقه ولا رحمه.
وإنقضت أول ساعات الليل وتوفيق قاعد في المندره لحاله عيأنب روحه علي سوء تربيته لكرار وتقصيره معاه، وكيف إنه هيتسأل عنيه يوم يُسأل كل راعٍ عن رعيته، وخوفه من إنه يومها مش هيوبقي عارف يقول لربه أيه، ولا يبرر غفلته عن ولده بأيه، مخلي قلبه عيرجف من الخوف.
وبعد ليل طويل عالكل والكل قاعد سهران والعيون مزارهاش النوم، فاحت روايح الفجر وطل نهار جديد.. وعاود توفيق للبيت، وخدته الخطاوي لعمله الاسود المتجسد فكرار ولده يشوف حد كسر كلامه وفكه، ولا لساه كيف ماهو على ربطة إيده.
ووقف من بعيد وهو واعيه لساه مربوط ونايم وهو واقف، وواعي النار قايده جار منيه وابو دراع قاعد قباله، ولف توفيق وهملهم بعد مااتنهد بقلة حيله وغلب، وهمس لروحه وهو ماشي:
ربنا اداك كل النعم ياولدي بس إنت جاحد.. إداك الصحه والغنى والصاحب الزين اللي الناس عتتمنى حد بنص محبته يكون فحياتها..بس الطبع العفش غلاب، وإنت ديل كلب وعمرك ياولدي ماهتتعدل لو عشت لحالك وسط قبيلة ملايكه.. هتشوف برضك الغلط فين وتعمله.
دخل توفيق البيت وشاف اللمضه الجاز بتاعة امه قايده وعاليه وأوضتها منوره، وكمان حوريه مرته اول ماالباب بتاع البيت زيق نزلت قوام علي السلم، كيف ماتكون كانت واقفه عليه مستنيه.. وتوفيق أول ماشاف وشها بصلها بغضب خلاها وقفت موطرحها عالسلم مكملتش نزول، وراح هو على اوضة أمه.. عشان في الساعه داي مكانش طايق يبص فوش حوريه؛ لأنه خابر زين إنها أوس الخراب كله، وكل الغلط مولود من بطن أفعالها.
قعد توفيق جار أمه وبكل كُبره وشيب شعره وسنه الكبير.. نام على رجلها كيف عيل صغير عيهروب من غضب الدنيا ويتخبى فأمه عشان تحميه منيها.
فضلت عديله تقراله قرآن وتصبره وتهون عليه لغاية ماأذن الفجر وقام توفيق ودخل حمام امه عشان يتوضى ويصلي، ولقي حوريه عتدخل الأوضه عليهم وهى محمياله الميه وموديهاله الحمام كيف كل يوم،
وعاودت للموطبخ تعمل في الفطور اللي مش عارفه مين هياكله النهارده، ولا مين هيلقاله نفس للوكل من اصله.
وشويه وإبتدا البيت كله يصحى واحد ورا التاني فمعادهم المعتاد.. لكن الوشوش مكانتش صاحيه تضحك ومرتاحه كيف كل يوم.
الكل إتجمع علي وجبة الفطور، وكيف ماحسبتها حوريه لقتها، وولا واحد فيهم مد يده على لقمة وحطها فخاشمه، والكل مشربش غير الشاي السادة وقاموا حامدين ربهم وهملوا الوكل كيف ماهو وزي مااتحط اتشال.
نعيم: هاه ياخوي هتعمل إيه النهارده
توفيق: هعمل اللي إتفقنا عليه يانعيم، هاخد همام وابوه واروح لبيت الراجل اللي مش عارف هعرفه كيف واسأل عليه مين وبأنهي إسم! وهنطلبوا البت للجواز ونستروه ونستروا عرضه.
نعيم هز راسه بموافقه وكمل شرب الشاي وحط الكبايه قدامه وقاله:
طيب هتروحوا كيف، هتروحوا بالقطر؟
توفيق: له قطر ايه هنروحوا بالطرومبيل انتوا اللي هتروحوا بالقطر إحنا خطابه ولازمن ندخلوا عالراجل باللي يشرح قلبه هبابه وينور عينه قدام الناس.. وصيلي أبو دراع ياصفوت او حتي قول لمخلوف أبوه وهمل ابو دراع.. قوله ياجيب كام صندوق فاكهه من اللي طارح في الجنينه ويحطهم في الطرومبيل علي ماياجي همام وابوه..خلص كلامه وصفوت قام ينفذ.
وبعد ماقال لمخلوف عاللي عاوزه أبوه عاود وراح مع اخوه وعيال عمه وعمه على محطة القطر عشان يركبوا ويروحوا الموقع.
أما حد بيت شام..
شام صابحه متنشنشه هبابه واحسن شويه من إمبارح، وقدرت النهارده تتعدل وتقعد علي حيلها بمساعدة بسيمه، وعبد الصمد ودهب لساهم على نفس حالهم.. ومن عشيه بيتهم مفضيش من الناس اللي رايحه وجايه، منهم اللي يسأل علي عبد الصمد ويشوفه مطلعش لغيطه ليه من إمبارح، ومنهم اللي جايين لشام اللي ممتعوداش تغيب عن الشارع والقعده معاهم ويعدي يوم بحاله ميشوفوهاش.. وكان عذر الكل إن شام مصخنه ومحمومه حُمه واعره، وعبد الصمد خايف عليها وقاعد جارها.
شام لبسيمه بحس يادوب طالع وزور مجروح من البكا والصراخ بتوع اول عشيه:
سنديني طلعيني عالسطوح يابسيمه عايزه اشوف حاجه.
بسيمه بصتلها بشفقه وقالتلها:
له ياشام إنتي لساكي مرضانه مهتتحمليش الطلوع اني ماصدقت إنك بطلتي نزف النهارده.. احسن جرحك ينزف تاني ياخيتي.. وبعدين انسي السطوح خلاص معادش فيه حاجه منها نفع يتطل عليها من ع السطوح.
بسيمه كانت تتحدت وهي عارفه أختها شام عايزه تطلع السطوح ليه، وكانت خايفه عليها من خيبة الأمل فاللي لساها مشعبطه فيه قلبها.. ولكن لما شافت شام مصممه وعتحاول تقف لحالها، ساعدتها وخدتها عشان توريها بعينها وبقلبها إن اللي متعشمه فيه خساره فيه العشم.
طلعت بسيمه بشام خطوه خطوه، وابوها وامها شافوها والتنين بصوا للارض لأنهم مش متحملين يشوفوا بتهم في الحاله داي.. وشام شافت عيونهم هربت عشان متبصلهاش وقلبها إتعصر، وخصوصي من ابوها اللي كانت دايما عتوعى صورتها فعنيه وهما عيلمعوا بالفرحه كل مايشوفوها.
ووحده وحده طلعت شام للسطح مع بسيمه،، ووقفت وبصت للشباك اللي قلبها عيقولها إن صابر واقف وراه وشايفها، وحلفت لو طل منيه لهتبكيله بدال الدموع دم؛ لحدت مايحن عليها ويرحم حالها ويمكن قلبه بشوفتها يتفكر المحبه.
وكيف ماعيقولوا قلب العاشق دليله، وفعلا صابر طلع واقف في الشباك وشايفها، لكنها شافته لما زيق الشباك حاجه بسيطه وبص من وراه كأنه مقاعدش، وكد أيه صعبت عليها نفسها من اللي عيدس روحه منها، بعد ماكان عيعد الوكت بالدقيقه عشان يتجمعوا سوا فأوضه وحده وتحت سقف واحد.
وطالت الوقفه، وطال الجفا، وتعبت شام وصابر محنش ولا خدته بيها أى شفقه من اللي كانت متأمله فيها.. واخيراً قفل شباكه خالص فوشها كانه راجع حاله طول الوكت ديه، وشاف إن القرار اللي خده كان الصواب، ومع قفلة شباكه حست شام إن ابواب الدنيا إتقفلت كلها فوشها.. فهمت بالنزول مع بسيمه،، ويادوبها خطوه اللي إتحركتها.. ووقفت لما سمعة صفارة حبيبها..
لفت عشان تشوفه كيف كل مره، لكنها مكانتش حاسه بأي فرحه بيه كيف كل مره، مع إنه النوبادي كان عيصفر كتير كأنه حبيب عاتب على غياب حبيبته عنه طول النهار إمبارح، وإنه إتشغل باله عليها،، ووصل قبال البيت والصفارات زادت.. وشام إتبسمت غصب عنها لأبو قلب حديد اللي طلع أحن عليها من اللي بين ضلوعه قلب لحم ودم بالكدب.
اما عند عبد الصمد ودهب..
دهب: مقولتليش ياعبصمد عاللي نويته وواعياك طول الليل عتقلبه فراسك؟
عبد الصمد رد عليها من بين شروده:
هعمل اللي عيتعمل في الظرف ديه يادهب ومفيش بديل عنيه.. يالتُقاله والبحر ياالقطر.
وإهنه دهب سمعت الكلام وضربت على صدرها وهي عتصرخ بعلوا حسها وتقول:
بتتتتتااااااااي..
أما حدا توفيق..
خد بعضه وخد الطرومبيل وراح علي بيت همام لما لقاه عوق عليه هو وأبوه، وأول ماوصل البيت ونادم على ابو همام بعلوا حسه، طلعله أبو همام والغريبه إن ابو السيد كمان كان معاه، والتنين كان باين على وشهم الخزي وقلب توفيق وقع فرجليه وعرف إللي حوصول من مناظرهم، وإن النمرود اللي إسمه همام نفذ وعيده.. وإتوكد من ديه لما أبو همام قاله إن همام والسيد خدوا خلجاتهم وطفشوا وإنهم صحيو الصبح ملاقوهمش.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نفق الجحيم)