روايات

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) البارت السادس والعشرون

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الجزء السادس والعشرون

سهم الهوى (امرأة الجاسر)
سهم الهوى (امرأة الجاسر)

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الحلقة السادسة والعشرون

بمكتب تاج
تفاجئت بـ آسر الذي طلب اللقاء معها سمحت له بالدخول
دخل بداخله يشعر بخزي لكن حاول إظهار الشجاعة،نظرت له تاج بنزق سائلة مباشرةً:
خير طلبت تقابلني في مفاجآت تانية لسه معرفهاش.
فهم من نبرة صوتها أنها تتهكم عليه لكن تغاضي عن ذلك قائلًا:
تعرفي يا تاج أنا بحسد جاسر على أنه الوحيد اللى فاز بقلبك وهو كمان بيحبك جدًا.
نظرت له بداخلها تتهكم وتتحسر،هل حقًا جاسر يُحبها، بالتأكيد أوهام لاحظها، لكن لم تهتم بذلك وقالت له:
أعتقد مش جاي تعمل فيها أسامه منير، إتفضل أقول اللى عندك أنا معنديش وقت اضيعه فى مقدمات.
مد آسر يده بملف نحو تاج قائلًا:
خدي إقري ده.
بإستفهام وفضول منها أخذت الملف وقامت بفتحه، وقراءة محتوياته، ثم إستقامت بإستغراب سائله:
مش فاهمه.
جلس آسر قائلًا:
إيه اللى مش مفهوم يا تاج.
ردت عليه بتوضيح:
مش فاهمه… إنت مش بيعت كل أسهمك لـ جاسر.
أجابها بتوضيح:
فعلًا جاسر طلب مني يشتري بقية أسهُمي فى الشركه وأنا قولت له موافق وده شفهي مش بعقود، لكن أنا بلغته إني إتراجعت عن بيع الأسهُم.
إستغربت تاج ذلك قائلة:
مش فاهمه… معني كده إن ميسون كمان إتراجعت عن بيع نص أسهمها.
أومأ جاسر قائلًا:
أيوة ميسون كمان إتراجعت، بس فى حاجه كمان المفروض تعرفيها:
أنا وميسون إطلقنا إمبارح.
جحظت عيني تاج من الصدمة فقط النُطق.. لم يستعجب آسر من صدمة تاج وتبسم بغصة ليست بسبب طلاقه هو ميسون بل لإعترافه بخطأوه من البداية هو كان مُنقادًا للآخرين
كذالك تذكر مساومة ميسون بخِسه له
[بالعودة لقبل يومان]
مساءً
رغم مزاجه اللطيف وهو يدخل الى غرفة نوم أخري بالڤيلا،يُدندن إحد الاغاني العاطفيه…
بدأ فى خلع ثيابه، لكن تفاجئ بـ ميسون تدخل الى الغرفة بغضب واضح، تنهد بضجر ربما لا يود إفساد صفاؤه النفسي…لكن تهجمت ميسون قائلة:
برضوا هتنام هنا،إنت مفكر إنك فى أوتيل.
نفخ أنفاسه بضجر ثم إستدار ينظر لها
بتحدٍ هادئ:
ميسون، نفسي تبطلي أسلوبك ده، بس لو سمحتي، الليلة دي مش عايز مشاكل ولا خناقات.
تقدمت ميسون خطوة للأمام، ويديها متشابكة أمام صدرها بعصبية:
مشاكل،خناقات! إنت اللي بتخلق المشاكل، بدل ما تنام في أوضة مراتك، بتتجول في الڤيلا زي نزيل فى فندق.
ابتسم بتهكم وهو يهز رأسه:
مراتي؟! ميسون، إحنا مجرد تمثيلية كبيرة، وأنا وأنتِ عارفين ده كويس…بلاش تحاولي تعملي دراما مالهاش لازمة.
اشتعلت عيناها بالغضب وهي تشير نحوه بإصبعها:
تمثيلية؟ ده اللي شايفه؟ طب كنت فين النهاردة؟ مع مين؟ ولا هتستمر تتهرب مني؟.
رفع حاجبه بسخرية وهو يتجه نحو السرير:
أنا فعلًا بتهرب منك، لآنى زهقت من لعبة حياتنا الباردة مع بعض .
صمتت للحظات، وكأن كلماته كانت صفعة على وجهها، ثم انفجرت قائلة بصوت عالٍ:
قصدك إيه، بزهقت، انت فاكر إنك تقدر تهرب مني بسهولة؟ أنا ميسون واللعبة دي هتنتهي زي ما أنا عايزة.
نظر إليها ببرود وهو يجلس على السرير ويغلق عينيه، كأنه يود إنهاء الجدال قائلًا:
خلينا ننفصل بهدوء.
إستشاطت ميسون بغضب قائلة بكذب:
إيه اللى حصل لك، راح فين حبك ليا، بقى كل هدفك تتخلص مني، بس مش هتقدر تتخلص مني بسهولة.
ضحك باستهزاء ساخرًا:
إنتِ بتخدعي نفسك، مش أنا.. لو فضلتِ متمسكة بالأوهام دي، هتكتشفي إنك بتلعبي لوحدك. والقصه دي، خلاص… انتهت بالنسبالي.
تفوهت بغضب مُستعر:
إنت متمسك بموقفك، هتندم. أنا مش هسيب حياتي تنهار بالشكل ده.
صمتت ميسون لحظات كلماته كالسياط، لكنها سرعان ماوفكرت تتلاعب بمشاعره
أخفت ألمها خلف قناع من التحدي، تحاول التحايُل على إنهزامها قائلة بمساومة رخيصة:
متفكرش إنك هتكسب يا آسر،وبكرة تندم، عاوزنا نطلق بهدوء، تمام أنا موافقة بس ليا شرط.
كما توقع منها التحايُل المساومة، نظر لها بسخط سائلًا:
ويا ترا إيه هو الشرط.
أجابته بعين ماكرة بسمة وجع رسمتها على شفتيها، وبصوت يحمل مزيجًا من الثقة والتحدي، قائلة:
خمسه فى الميه من نصيبك في الشركة، تكتبه باسمي… وتنازل عن الڤيلا دى ساعتها هسيبك براحتك وتعيش حياتك زي ما تحب.
ارتفع حاجباه بدهشة ممتزجة بالغضب، لكنه سرعان ما سيطر على تعابيره، ورد بسخرية:
أنتِ فاكرة نفسك بتساومي شيطان، ومهما حاولتي، مفيش حاجة تخليني أتراجع يا ميسون،بس اللى بتطلبيه كتير جدًا ومش من حقك ولا من حقي،كل اللى اقدر اقدمه ليكِ هو الڤيلا دي وتعويض مادي،لكن أسهم الشركة هترجع لأصحابها الأحق بها .
تقدمت خطوة نحوه، وحدّقت في عينيه بقوة، مضيفة:
أنا خلاص مبقتش خايفه من الخسارة، بس أنت أكتر واحد عارف إن قد إيه خسرت بسبب الشركة دي.
تهكم وهو يراقب انعكاس الغضب في عينيها ساخرًا بسؤال فاجئها:
خسرتِ إيه يا ميسون، شرفك ولا كرامتك، ولا
ولا قدرتك على التلاعب بالناس؟
قبضت ميسون على يديها بشدة، لكنها سرعان ما استعادت سيطرتها على أعصابها، قائلة بنبرة حادة:
خسرت عمري وأنا بلعب لعبة مش من اختياري، خسرت أحلامي وأنا بحاول أثبت إن مفيش حاجة مستحيلة… لكن للأسف، كنت دايمًا بحارب لوحدي، وإنت كنت أول من طعني يا آسر، ولازم نتساوي فى الخسارة.
نظر إليها لوهلة بصمت يلوم كيف يومً إنساق خلف رغبة عمه وإقترب من تلك الوصوليه،لو أخري كانت حتى إدعت الإستماته برغبتها فى إصلاح نفسها،ربما حتي حصلت على شفقته لكن تلك حقيرة تنهد بقبول قائلًا ببرود:
أنا مش هخسر، ميسون. وإنتِ… مش هتكسبِ، وآخر عرض عندي هو الڤيلا موافقة نطلق بهدوء وبأقل الخساير تمام، أنا لو طلقتك غيابي مش هتكلف مؤخرك ونفقتك متجبش تمن الڤيلا، فكري وإحسبيها كويس.
ضاقت عيني ميسون تنظر لـ آسر بشرر ولو بيدها رمُحً لغرسته فى قلبه وإنتهت منه وفازت بكل ما يمتلك… لكن عليها التفكير بمبدأ المكسب، الڤيلا وحدها تساوي أضعاف مُضاعفة من مؤخرها التى تهاونت فيه كان هذا خطأ منها ليتها كانت طلب أكثر وقيدته لكن كل ما كانت تُفكر فيه وقتها هو إستقطابه قبل أن تُسيطر عليه الملعونه تاج
تااااااج
تلك اللعينة، دائمًا تفوز بالأفضل، لكن لا طلاقها من آسر مجرد بداية.
[عودة]
عاد ينظر لـ تاج قائلًا:
أنا عرفت عمي كانت واصله معاه الدناءة لأقصي حد،عمل معايا زي ما عمل مع والدك وإختلس حق والدي،يعني الأسهم اللى معايا من حقي يا تاج من البداية مش ميراث منه،دلوقتي فهمت هو ليه كان حاطط شرط جوازنا لسنة،كان بيكمل فى دناءته معانا إحنا الاتنين،انا فعلًا كلمت جاسر إنى اتراجعت عن بيع الأسهُم بس بصراحه هو محاولش يقنعني قد ما متأكد حاول يقنع ميسون،وميسون بطبعها استغلاليه ودي فرصتها،أنا موافق أبيع لك نص أسهُمي فى الشركة.
نظرت له تاج بذهول قائلة:
والنص التاني.
اجابها:
هحتفظ بيه،أنا فكرت ماليش فى شغل العقارات يمكن بفهم في حاجات تانيه أكتر،زي ادارة التسويق، أو حتى الاستثمار في مجالات جديدة… الشركة دي كانت من تأسيس والدي وأنا مش عايز أفرط فيها تمامًا، لكن النص التاني هيكون ضمانة ليّا، وأظن إننا ممكن نتعاون بطريقة أفضل لو كنتِ شريكتي فيها.
تاج ظلت تنظر إليه بدهشة، تحاول فك شفرة هذا القرار المفاجئ. هل كان صادقًا في كلامه أم أن هناك أبعادًا خفية لم تفهمها بعد؟ربما عليها الحذر، لكن
تحدثت بسؤال:
وأيه اللي خلاك فجأة تغير رأيك وتبيع نص أسهمك؟ جاسر؟ ميسون؟ ولا أنت بتلعب لعبة تانية؟
ابتسم وأجاب بهدوء صادق:
مش لعبة يا تاج. أنا بس قررت أغير طريقتي، وأتعامل بعقل أكتر الفلوس اللي هتيجي من البيع هتبقى فرصة لبدء مشروع جديد خاص بيا، حاجة أنا شغوف بيها فعلًا.. أما النص التاني… هنشوف إزاي نخليه يشتغل لمصلحة الكل.
تاج شعرت بشيء غريب، مزيج من الريبة والإعجاب بخطواته… لكنها لم تترك شكوكها تظهر وقالت:
لو كده، يبقى لازم نتفق على التفاصيل بسرعة… وميسون، دي هتكون مشكلة لو فضلت فى قلب الشركة
نظر إليها بثقة وقال:
فعلًا ميسون طول ما هي شريكة فى الشركة هتبقي مشكلة، بس أعتقد ممكن جاسر يقدر يقنعها، معرفش.
شعرت بغِيرة لكن أخفتها وصمتت تُفكر.
❈-❈-❈
ليلًا
بمنزل والدة جاسر
وضعت تلك الصنية على المنضدة ثم جلست على مقعد جواره تنظر له بإستغرب من شروده
غص قلبها، وضعت يدها على كتفه قائلة:
جاسر سرحان فى إيه، بكلمك مش بترد.
إعتدل جالسًا يقول:
مش سرحان بس يمكن مُرهق طول اليوم من الشغل فى الإستطبل.
نظرت له بشفقة تعلم أن ليس هذا تبريرًا صادق، جاسر لو ظل يروض الخيل ليل نهار لن يشعر بالارهاق، على يقين بوجود سبب آخر، بالتأكيد تاج… نظرت له بتمعُن وهي تسأله:
تاج إزيها من يوم ما زورتها فى المستشفي معرفش عنها حاجه.
كما توقعت، ها هي ملامحه تبدلت وهو يجاوبها:
بقت كويسة وبتعرف تمشي على رچليها بس بتسند على عكاز، الدكتور قال فترة، وهترجع للمشي طبيعي بدون عكاز.
بلا مشاعر… لا حب ولا كُره أجابته:
طب كويس، عرفت من جمال إنك قاعد معاها فى الشقة مش فى قصر المزرعة ليه؟.
هو نفسه لا يعلم لما فعل ذلك أكان إنتقام من تاج أم من نفسه وهو يتعذب بنفس الالم صمت
نظرت له والدته تشعر بـوجع فى قلبها يتضاعف… أدركت أن جاسر يُخفي شيئًا أثقل من أن يُبوح.
❈-❈-❈
بـ قصر المزرعة
نظرت جنات إلى تاج التي وصلت للتو، بدت ملامحها مُتعبة بعض الشيء، شحوب بسيط واضح على وجهها، عينيها الواسعتين تحملان إرهاقًا أو حزنًا عميقًا… خصلات شعرها تتدلى بعشوائية على كتفيها، وجانب عُنقها بعشوائية وكأنها غفلت عن تصفيفها بعناية كالمعتاد… لم تكن تاج التي تعرفها، إبنتها التي طالما كانت رمزًا للقوة والاهتمام بكل تفصيل في حياتها… اليوم، تبدو وكأن شيئًا ثقيلًا قد ألقي على قلبها، وترك أثره على ملامحها حتى مظهرها الخارجي، غص قلبها، قبل ان تتحدث إليها دخلت فايا وخلفها فراس… الذي نظر بآسف لـ حال تاج…
جلست تاج كذالك فايا جوار بعضهن تحدثت فايا بإعتراض قائلة:
أنا مستحيل أقبل بالكلام اللى صهيب فى الشركة، أنا مش بفكر فى الارتباط دلوقتي نهائيًا، حتى إتكلمت معاه بس هو كان عنده شغل وقالي بعدين.
نظرت لها تاج بآسف قائلة:
للآسف صهيب يعتبر فسد خِطة ميسون، ومينفعش ترفضي عالاقل لفترة على ما نقدر نسترجع من تاني ثقة العملاء، المشروع ده كبير وللآسف مشاكله كتير، غير مشكلة الضرايب مع الشركة، كمان فى مشكلة جديدة ظهرت، البنك اللى بنستمد منه تمويل المشروع وقف الإعتمادات بتاعة الشركة ومُضطرين لحاجتين
يا نمول المشروع إحنا، يا نطرح المشروع للإكتتاب العام، وده مُجازفة إحنا مش قدها، أنا كنت عامله حسابي إننا نخلص المشروع الاول وبعدين نطرح الوحدات السكنية للبيع وده أفضل لينا كمان ثقة للعملاء إنهم بيشتروا على أرض ثابته مش مشروع على ورق… أمر إرتباطك من صهيب مش صعب يا فايا…مُضطرين نقبل عالأقل مسألة وقت بس نعدي الفترة دي، وفراس هيسافر لندن يتكلم مع الناس اللى هناك متأكدة الحل اللى أقتحرته هجيب فايدة.
شعرت فايا بحزن قائلة بتصميم:
تمام أنا ممكن أتحمل، بس فى حاجه يا تاج هي الشركة مش فيها مساهمين تانين ليه مش تشريكهم قى المشاكل دي عالأقل يحسوا شوية وميسون الغبيه تعرف إنها هتخسر زينا، ولازم تبطل الاعيبها دي، كمان جاسر.
على ذكر إسم جاسر خفق قلب تاج وشعرت بغصة قويه فى قلبها، بحركة تلقائيه أزاحت بعض خُصلات عن عُنقها فظهرت تلك العلامة الشبه دموية فى عُنقها لم يلاحظها أحدًا غير جنات التي غص قلبها بشدة، وكأن تاج تدفع ثمن الحُب فى قلبها… لديها يقين جاسر خسر تاج نهائيًا، وتأكدت من ذلك حين قالت:
أنا كمان لازم اسافر لندن بس بعد فراس، فراس يسافر يمهد وأنا هنا شوية مشاكل هحاول أحلها الأول، لازم أسافر وأنا مرتبة كل شئ كويس
❈-❈❈-❈-❈
بشقة صهيب
تمدد على فراشه يضع رأسه فوق مِعصميه يتنهد بشعور سعيد، غِبطة يشعر بها،إنتهي التردد لديه حسم قراره ربما كانت صدفة قدرية لكن كانت السهم الذي إنطلق وأصاب هدف عظيم… غير متوقع عليه اخبار والدته بذلك الأمر ويعلم رد فعلها… لديه يقين أنها ستُرحب بـ فايا.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
صباحً
بالشركة
ربما مع مُضي الوقت أصبحت تتعود على مُضايقات واوامر فراس لها،كذالك هو أصبح يتغاضي عن بعض اخطاها كذالك مشاغابتها أصبحت أهدأ…
ترك العمل على حاسوبه، بداخله إتخذ قرار قد يكون أحمق ومتهور لكن ربما ذلك يكون ميزة لذلك القرار المصيري…
طلب تلك الحمقاء أن تُحضر له أحد ملفات الحسابات… بالفعل بعد وقت لا بآس به دخلت به…
نظر الى ساعة هاتفه قائلًا:
طلبت الملف من نص ساعة كل ده تأخير.
أجابته:
مش على ما دورت عالملف، الملف اهو اتفضل، هروح أنا…
قاطعها قائلًا بتعسُف هتروحي فين إشرحي لى محتوي الملف.
نظرت له بنزق قائلة:
هو حضرتك مبتعرفش تقري ولا إيه.
ضحك قائلًا:
لاء بعرف اقرأ وأكتب سبع لغات وبطلاقة.
نظرت له باندهاش قائلة:
سبعه بحالهم.
أجابها:
ده غير لغات تانيه كمان سهل أفهمها وارد بها،متعرفيش إني اساسًا معايا جنسية تانية غير مصري.
سالته بعفوية:
وايه هي الجنسية دي.
اجابها:
أنجليزي، أنا أساسًا مولود فى لندن.
بعفويه منها تفوهت:
أنا دلوقتي عرفت سبب البرود اللى عندك ده مكتسب إنت بارد زي الإنجليز.
أيضحك ام يُعاقبها… فضل الضحك ونهض من خلف مكتبه وإقترب منها حتى توقف امامها وبصدمة قال:
تتجوزيني يا بلوة حياتي.
❈-❈-❈
بشقة جاسر
عصرًا
وقفت رجاء تلوم تاج قائلة:
بتهلكي نفسك فى الشغل والدكتور كان قال الراحة، جنات بتسألني عنك وانا بكذب عليها.
ضحكت تاج قائله:
مامي قلبها بقى ضعيف، انا كويسة.
نظرت لها رجاء بلوم:
لاء مش كويسه وواضح الإجهاد على وشك كمان حركتك بطيئه.
إبتسمت تاج لها قائلة:
فعلًا انا حاسه إنى مُرهقه جدًا ومحتاجه أخد حمام دافي وبعدها عندي كم ملف محتاجين مراجعة قبل ما أسافر لندن لازم اراجعهم.
شفقت رجاء قائلة:
هحضرلك الحمام، بعدها الاول تاكلي وشك وجسمك خاسين أوي.
اومأت لها تاج ببسمة ممتنه.
بالفعل بعد دقائق
خرجت رجاء من حمام الغرفة قائلة:
جهزتلك الحمام،يلا قومي وكفايه قاعدة قدام الابتوب هروح أجهزلك غدا.
إبتسمت تاج،بينما قبل أن تخرج رجاء من الغرفة صدح هاتفها،أخرجته من جيبها ونظرا له سُرعان ما ردت،وتبدلت ملامحها الى الانزعاج قائلة:
ساعة بالكتير وأكون فى المستشفى اللى قولت عليها.
خفق قلب تاج ونظرت لاندفاع رجاء نحوها قائلة:
أختي تعبت تاني ودها المستشفى،لازم أروح لها،خدي حمام والأكل جاهز فى المطبخ يادوب عالتسخين.
ربتت تاج على يد رجاء قائلة:
روحي إنت يا دادا إطمني عليها ومتحمليش همي.
اومأت لها رجاء وغادرت،بينما نهضت تاج ببطء
نحو حمام الغرفة بدأت بخلع ثيابها،لكن
قبل أن تنتهي من خلع بقية ملابسها نظرت ناحية مكان وضع الثياب النظيفة صدفة…
تأففت بضجر قائله:
دادا نسيت تجيب لى بيچامه، هطلع أنا أجيب لنفسي.
خرجت من الحمام توجهت الى غرفة الملابس المُرفقة بالغرفة جذبت منامة خاصة بها لكن حين عادت لداخل الغرفه تفاجئت بـ جاسر، لوهله تسمرت بخضه،فاقت سريعًا وشعرت بالخجل من نظره لها وهي هكذا شبه عاريه تقريبًا الا من قطعتي ملابس داخليه، لكن لم تُبالي به،وعادت تسير وبسبب آلم ساقها تباطئت بالسير وهي تتوجه مره أخري نحو باب الحمام…
بينما هو على يقين أنه كذب حين أخبرها سابقًا أنها فقدت كل تأثير لها عليه، هو مازال مفتون بل مُتيم، حز فى قلبه تغاضيها عن وجوده بالغرفه وسيرها نحو الحمام تحدث سريعًا بعد ان لاحظ عرجها وهي تسير:
إنت ليه بتعرجي برِجلك.
سؤال غبي، لوت جانب شفتيها بسخريه وإستهزاء وأجابته بحِده وإيحاء وهي تستكمل سيرها:
بدلع… عشان أستحوز على عطف اللى حواليا.
علم انها تتهكم عليه إقترب منها بخطوات سريعه ..يذم عقله على ما تفوه ربما تسرع بحماقه فى سؤاله، لكن أراد ان لا تغيب عن عينيه… أمسك يدها
آنت بألم ترك يدها ومسك الأخري وهو يجذبها عليه كى تستدير له، بالفعل لم تقاوم ووجهت وجهها وجسدها نحوه رفعت رأسها تنظر له للحظات صامته، وهو كذالك كل ما يريده هو النظر لها وضمها لصدره، يذم عقله
“ملعون ذلك العشق الكامن بقلبك، كآنه سُمً إختلط بدمائك وليس له ترياق، قابلت الكثير من النساء منهن من عرضن أنفسهن عليك لكن هذه المتمردة التى تخلت عنك مِرارًا، مازالت تعشقها وبجنون رغم خذلانك منها لمرات، ملعون ايها القلب لما تهوا عذابك”.
وهي كذالك مراحل مرت بحياتها كانت تظنها صعبة ومرت، لكن ما هي به الآن أصعب وكيف سيمُر،ذلك العشق هو سقمها التى بحثت عن ترياق له لكن مازالت سقيمة.
رأت نظرة عيناه نحو جسدها،شعرت بالخجل ظنت أنه فكر أنها تتعمد إغراؤه كما قال سابقًا.. فعادت خطوه للخلف،لكن هو جذبها عليه،بلا تفكير كان يلتهم شِفاها بقبلات عاشق مُشتاق،لم يجد منها رفضًا أو تجاوب،ضم جسدها بين يديه بقوة مُشتاق،لوهله إرتجف قلبها هلعًا أن يُعيد ما حدث بينهم قبل أيام إمتلكها بعلاقة عنيفة أشبه بالإغتصاب،لم يُراعي ألم جسدها الذي لم يلتئم الى الآن،شعرت بيديه حول ظهرها يفك ذلك المشجب عن صدريتها يُزيح أحبالها عن كتفيها ويُقبل عُنقها،تفوهت بإسمه بنبرة تحذرية:
جاسر…
ترك تقبيل عُنقها وضم شفتيها بقُبلات رقيقة تزداد شغفًا وهي تزداد توترًا، تود رفض حقيقة تلك المشاعر التى تختلج بها مع رِقته وهو ينحني يحملها لا يفصل شِفاه عن خاصتها،وكآن جسدها هُلامً،وضعها فوق الفراش يُشرف بجسده فوق جسدها،حين شعرت بثُقله آنت بخفوت،وهمست إسمه بلهاث ويديها تدفع كتفيه بضعف،خفف جسده عنها قليلًا وضم يدها بين قبضتي يديه،ينظر لعينيها اللتان إختفي عسليها خلف خيوط الدموع التى تتجمع بعينيها،لم يُبالي بذلك رغم وخزات قلبه القوية،هنالك مشاعر تُسيطر عليه،سابقًا قبل أن يمتلك جسدها كان لا يشعر بتلك المشاعر،لكن منذ أن إمتلكها أصبح لديه إدمانً يود إلصاق جسدها بجسده طوال الوقت..
أخذت نفسًا مطولًا وهي تُغمض عينيها تخفي تلك الدموع،ثم فتحت عينيها وهي تشعر بانفاسه فوق عُنقها،لم تشعر متي نزع عنه ثيابهُ،زادت الرجفه بقلبها،وبحشرجة صوت هتفت بضياع:
جاسر…. ليا عندك عرض.
لم يفيق من هيامه بها،هو غاضب من نفسه من عُنفه معها بلقائهم السابق،يود أن يمحي ذلك،وهو يتودد لها برِقة عكس تلك المرة…ظن أنها متوجسه أن يُعيد ذلك اللقاء الغابر،لكن حين تفوهت بإسمه رفع رأسه عن صدرها ونظر لوجهها وهي تلتقط نفسها،ينصت لها وهي تستطرد حديثها،يود معرفة ذلك العرض،لم تهتم بنظرة عيناه التى فقدت صدقها بالنسبه لها،وسحبت نفسًا مطولًا ثم قالت:
مستعدة أتنازلك عن كل شئ أملُكه قصاد حاجتين.
إزدرد ريقه بإستفسار سائلًا بفضول المعرفة:
وإيه هما؟.
أجابته بتروي:
الأول قصاد نصيبك فى المزرعة.
-والتاني.
هكذا سألها فالعرض الاول مرفوض نهائيًا بالنسبة له، أما هي فأجابته:
الطلاق… نطلق.
لو كان الاول مرفوض نهائيًا، فهذا العرض مرفوض بإستماتة، ليته كان بمقدرته ما كان يشعر بذاك الآلم الهادر بقُربها وبُعدها، تبدلت نظرة العشق الى نظرة لوم ورفض وبلا تفكير عاود يُقبل شفتيها لكن إزدادت قُبلاته حِده… ثم ترك شفاها ووضع إبهامه فوق شفتيها اللتان أصبح لونهما دموي، تفوه بعذاب، ونبرة عِتاب بصوت أجش، مشاعر مُتناقضة بين العشق والآسف وإحساس الخسارة المُلازم له معها دائمًا:
ليه دايمًا بتختاري المزرعة قصاد إنك تتخلي عني يا تاج.
صمتت ولصمتها كان الجواب من ناحيته فإنطلق بلمسات حنونه مجنونة ممزوجه بـ سهام الغرام المسمومة التى تغرس بجسديهما معًا…
إنتهت تلك المشاعر الحميمية ومازالت النظرات بينهم مُتبادلة،رفعت تاج وجهها ونظرت لـ سقف الغرفة ثم الى جاسر قائلة:
جاسر إحنا لازم ننفصل كفاية كده… عاملين زي اللى عايشين في دواير مغلقة، كل خطوة بنمشي فيها بتبعدنا عن بعض أكثر…….
قاطعها بغضب وإحتداد قائلًا:
إحنا مش مجرد علاقة عابرة فى حياة بعض يا تاج….
تهكمت بضحكة سخرية موجعه وهي تجذب ذلك القميص الخاص به وإرتدته ثم نهضت من فوق الفراش قائلة وهي تُشير نحو الفراش:
المكان الوحيد اللى بيجمعنا يا جاسر…
أنا مش ناسية لا اللى قولته ولا اللى عملته فيا من يومين…
شعر بغضب من نفسه ونهض نحوها وكاد يتحدث بآسف لكن هي قاطعته ليس بالحديث بل بنظرات عينيها التى نزفت دمعًا مُصممة على عدم الصمت لتبوح بكل ما يسقم قلبها.
❈-❈-❈
بقصر المزرعة
فتحت إحد الخادمات الباب الداخلي، سُرعان ما فزعت حين رات أحد رجال الشرطة وخلفه آخرون سائلًا:
فايا فريد مدين موجودة بالبيت.
بالصدفة كانت فايا قريبه من باب القصر
وسمعت سؤال ذلك الضابط عنها توجهت نحو الباب، وقالت:
أنا فايا فريد مدين.
أجابها الضابط:
معايا قرار بالقبض على حضرتك.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *