رواية غفران هزمه العشق الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم نور زيزو
رواية غفران هزمه العشق الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم نور زيزو
رواية غفران هزمه العشق البارت الثالث والثلاثون
رواية غفران هزمه العشق الجزء الثالث والثلاثون

رواية غفران هزمه العشق الحلقة الثالثة والثلاثون
___ بعنــــوان ” شجــــار ” ___
أتصل بـ “سليم” وكان ينتظر الرد على أحر من الجمر لكن طال الأنتظار فوقف “غفران” من مقعده يحاول أن يغادر الشركة لكن أجاب “سليم” فى نهاية المطاف، صرخ “غفران” بغيظ من تأخره فى الرد :-
_ كل دا يا سليم، وصلت قُسم لبيت أبوها ولا لسه
أجابه “سليم” بهدوء عبر الهاتف:-
_ لا، مدام قُسم رفضت تخرج بعد مكالمة حضرتك وحاليًا قاعدة قصادي فى الجنينة أهى
تنهد “غفران” بأريحية بعد أن أطمئن عليها وعاد للجلوس على مقعده وسأل بقلق علي محبوبته:-
_ هى عاملة أى؟
نظر “سليم” نحو “قُسم” وهى تجلس على الأريكة الأرجوحة تحت المظلمة الخشبية وتقرأ كتاب فقال بجدية:-
_ كويسة على ما أعتقد
أومأ “غفران” بنعم ثم أغلق الخط، نظر إلى “عُمر” الذى يقف يحملق به وعشقه يحتل ملامحه والقلق يتطاير حوله ومُنذ عشقه إلى “قُسم” وتبدل حال رئيسه كليًا، بات “غفران” يقلق ويظهر القلق أمام الجميع وتخلى عن بروده وتجمده، صلابته القوية أهتزت من قوة عشقه وكأن العشق كان نقطة ضعفه التى لطالما تخلص من أى نقطة ضعف له فى حياته ليظل قويٍ، سأل “غفران” بنبرة هادئة:-
_ عُمر، تفتكر أى ممكن يسلي البنات؟
_ معرفش
قالها “عُمر” بخباثة من لطافة رئيسه فكز “غفران” على أسنانه بضيق شديد وقال:-
_ ياااا ، ماشي يا عُمر، ناديلي خطيبتك اسألها بما أنها بنت
كز “عٌمر” على أسنانه من الغيظ وهما الأثنين يعاندان فى بعضهما بغلاظة ليبتسم “غفران” بمكر وقال بعفوية:-
_ سكرتيرتي ومن وظيفتها تساعدني
رفع “عُمر” سماعة الهاتف ليطلب “ليلي” إلى المكتب ، دلفت وهى ترى “عُمر” يقف بجوار “غفران” وكان تعابير وجهه مغتاظًا جدًا فتعجبت من أنفعال خطيبها ولم تفهم ماذا فعلت لترى هذا التعبير؟ على عكس “غفران” الذى تبسم فى وجهها على غير المعتاد مما أرعبها أكثر من صمته وحدته، فالابتسام من هذا الرجل كالجحيم الذى فتح أبوابه لتزدرد لعابها فى هدوء وقالت:-
_ تحت أمرك يا غفران بيه
تبسم “غفران” بلطف وقال:-
_ أقعدي يا ليلى
نظرت إلى “عُمر” بقلق وجلست أمام “غفران” فى هدوء ليقول:-
_ عايز هدية حلوة لبنت تسليها وهى قاعدة فى البيت لفترة طويلة عشان متحسش بملل
تبسمت “ليلي” بلطف وقالت:-
_ ممكن تشوف أكتر حاجة هى بتحبها وتجبهالها؟
حك لحيته بخفة وقال بهدوء:-
_ معرفش، هى بتفرح بأى حاجة وهادئة جدًا ومبتطلبش حاجات كتيرة
_ دى لمدام قُسم؟
أومأ إليها بنعم فنظرت “ليلى” إلى “عُمر” بتوتر وهى ترى غيرته تشتعل فى رأسه الذى أحمر وجنتيه من الغيرة ولأول مرة ترى غيرته عليها من “غفران” فتبسمت بهذه الغيرة وفتحت هاتفها مُتابعة الحديث:-
_ وقالت ممكن ندور فى الأنستا بتاعها، البنات بتشارك الحاجات اللى بتحبها دائمًا
أنتظر “غفران” مراقبًا أياها وهى تتجول فى الهاتف باحثة خلف زوجته لتبتسم بعفوية وهى تُدور الهاتف إليه وقالت:-
_ قطة مثلًا
أخذ الهاتف منها ليرى صورة لقطة بيضاء جميلة وكتبت “قُسم” عليها [ والقلب فى عشق القطط ميال]، نظر لتاريخ الصورة وكانت قديمة جدًا قبل أن تظهر فى حياته فتبسم بلطف وقال :-
_ دور على أقرب محل حيوانات عشان نعدي عليه وإحنا مروحين
أومأ “عُمر” إليه بنعم لتغادر “ليلى” ليتحدث “غفران” بوجه عابس بعد أن وصل لطريقة من أجل مصالحة زوجته:-
_ حازم ميغبش عنك يا عُمر، مش عايز يحصل حاجة من ورايا
هز “عُمر” رأسه بنعم ثم خرج من المكتب فتنهد “غفران” بهدوء شديد من القلق…
______________________
[[ قصــــــر الحديــــدي ]]
كانت “قُسم” جالسة فى الحديقة بكتابها لساعات طويلة حتى أوشكت على أنهى الكتاب فى جلسة واحدة حتى قاطعها ظهور ظل على وجهها لترفع رأسها ورأت “نورهان” تقف أمامها، أغلقت الكتاب ونظرت إلى “نورهان” التى جلست قربها وقالت:-
_ عاملة أى دلوقت؟
_ بخير الحمد لله
قالتها “قُسم” بهدوء فأخرجت “نورهان” الورقة من حقيبتها وقالت:-
_ قُسم، أنا يمكن بيني وبين غفران خلافات كتير ويمكن علاقتنا ببعض مش زى أى أم وابنها، علاقتنا رسمية جدًا وعملية.. مُنفصلين تمامًا عن حياتنا الشخصية وجايز أكون أنا السبب زى ما هو بيقول
صمتت للحظة فسألت “قُسم” بأهتمام من هذه المقدمة لتقول:-
_ وبعدين؟ أنا مش فاهمة حضرتك بتلمحي لأي؟
_ أنا مش عايزاكِ تزعلي مني ولا من تصرفي السابق لكن أعذرى التصرف دا بأن إحنا أتخدعنا مرة فى كندا ولبسنا فى بنت مش من صلبنا ولا تمت لأبني بأى صلة
قالتها بهدوء لترى تعابير وجه “قُسم” تحتد أكثر من ذكرها لهذا الشيء وقالت بحدة:-
_ بس مش كل الناس زى بعضها وحضرتكِ مكنش ليكِ الحق تشكي فيا ولا تتهمني الأتهام الوحش دا لأني مش الشارع
قالتها بأغتياظ لتهز “نورهان” رأسها بنعم ثم قالت :-
_ عندكِ حق، المهم البنت اللى لا تمت لغفران بصلة هى روحه، عمره كله، العشر سنين اللى خدتهم من عُمره مبتعوضوش ولا ينفع يتمحوا من حياته
_ دا حقيقي
قالتها “قُسم” بحزن شديد لتبتسم “نورهان” وأعطت الورقة إلى “قُسم” وقالت:-
_ دا تنازل من داغر عن نالا، وحقيقة أنها مش بنت غفران هتدفن من قبل ما تطلع للناس، نالا مكتوبة على اسم غفران وهتفضل بنته لأن هو اللى رب وتعب ودلع وكبر، نالا بنت غفران ولحد ما غفران يتقبل دا ويهزم كبريائه اللى معانده هتكون دى مهمتك، البنت دى مالهاش غيرك إنتِ وغفران، أعتبريها عوض جميل من ربنا عن حملك الصعب واللى هتعملي معاها هيترد لكِ فى ابنك
هزت “قُسم” رأسها بنعم محاولة أستيعاب الأمر وكيف ستخبر “غفران” بهذا الشيء وتجعله يتقبل وجود “نالا”؟، رحلت “نورهان” من أمامها ودلفت “قُسم” إلى القصر بقلق من لقاءه، أقتربت “همس” منها تضع الشال على أكتافها وقالت:-
_ الجو برد
_ همس
قالتها “قُسم” بلطف لتنظر الخادمة إليها فتبسمت “قُسم” وقالت:-
_ أنا نفسي أكل حاجة حادقة ومقرمشة فى نفس الوقت، أقولك أعملى جمبري بالكريمة وتشوحيه على الأخر فى الفرن … الله أنا دوبت وأنا بتخيلي… روحي ، روحي أعملى الجمبري
هزت رأسها بنعم وصعدت “قُسم” للأعلى لتأخذ حمام دافئ ثم أرتدت بيجامة من القطن وردية اللون ووضعت الشال على أكتاف ثم ترجلت للأسفل لترى “همس” تجهز لها السفرة فتبسمت بحماس وركضت مُسرعة إلى السفرة لتتناول الطعام بشراهة، فتح باب القصر ودلف “غفران” فأستقبلت “فاتن” وهى تأخذ منه البالطو وتقول:-
_ مدام قُسم بتتعشي على السفرة
هز رأسه بنعم ثم أخذ الصندوق الأحمر من يد “عُمر” وقال:-
_ روح أنت يا عُمر
دلف إلى السفرة وكانت “همس” تقف بجوارها وهى تأكل بشراهة وسعادة حتى ظهر “غفران” وغادرت “همس” فى هدوء بينما توقفت “قُسم” عن تناول الطعام وتذكرت شجارهما صباحًا فى الهاتف ورمقته بوجه عابس، وضع الصندوق على السفرة أمامها وقال:-
_ التكشيرة دى بسببى
_ أمال شاريها من السوبر ماركت
قالتها بعبوس بينما ضحك “غفران” بقوة وهو يقول:-
_ اى، بتقلشي وأفهات وكدة
رفعت حاجبها ببرود وقالت:-
_ عايز أى يا غفران؟، أنا ماليش مزاج أتكلم معاك
_ على فكرة ولا أنا ليا مزاج أتكلم معاكِ
قالها بغضب مُصطنع ثم دفع الصندوق منها لتأفف بضيق وهى تفتحه قائلة:-
_ على فكرة أى كانت هديتكِ مش هصالحك و…. اااه
صرخت بدهشة حين قفزت القطة من داخل الصندوق وتحول غضبها إلى سعادة طفولية حين حملت القطة الصغيرة بين يديها وتداعبها بأناملها، تأمل بسمتها المُشرقة التى أنارت وجهها العابس وحولته إلى ملاك، رفعت الفيونكة عن رقبة القطة وكان بها بطاقة وردية جميلة وبداخلها كلمة واحدة (بحبك) رفعت رأسها إلى “غفران” ورأته بحدق بها بصمت وبسمة خافتة على شفتيه لتقول بلطف:-
_ وأنا بحبك يا غفران
كبرت بسمته أكثر ليضمها إليه فى عناق دافئ وقال هامسًا بأذنها:-
_إنتِ أجمل حاجة فى حياتي يا قُسم
أومأت إليه بنعم ويديها تحيط برأسه لتركض القطة عنها بعيدًا فى القصر بشقاوة تاركة لهما المجال فى لحظتهما الدافئة، همس إليها من جديد قائلًا:-
_ نتعشي
أبتعدت “قُسم” عنه لتحدق بعينيه وقالت:-
_ متزعلش من عنادي يا غفران، أنا مش بكون قاصدة أعاند معاك أو أضايقك، لكن حقيقي لما كلمت ماما اميارح حسيت أن فى حاجة ومخبيين عليا وصوتها مكنش طبيعي وبتقفل معايا الكلام ودا قلقني عليهم عشان كدة كنت حابة أنى أروح أطمن وأشوفهم بنفسي وأعرف مخبيين عني أى؟، لكن وحياتك عندي ما قصادي أضايقاك أو أخالف كلامك
هز رأسه بنعم مُتفهمٍ قلقها على عائلتها وقال:-
_ فاهمك يا قُسم، وعارف أن من حقك تروحي تشوفي أهلك زى أى واحدة لكن أنا خايف عليكِ وعشان كدة كنت مُصمم أن نسمع للدكتور و…
قاطعته قبل أن يتحدث من جديد عن الإجهاض، هز رأسه بنعم موافقٍ ألا يكمل فتابعت تناول طعامها فأخذت الجمبري فى الشوكة ومدت يدها إلى فمه تطعمه ببسمة لطيفة لينظر إليها وقال بهدوء:-
_ صحيح.. حازم خرج من السجن
سقطت الشوكة من يدها على ملابسه بفزع مما أدهش “غفران” وقال:-
_ إنتِ خايفة منه ؟
_ أنا ..
وقفت لكي تغادر من أمامه لكن أستوقفها حين مسك يدها بقوة ووقف بغضب من هروبها وقال:-
_ مالكِ؟ وشك جاب ميت لون ليه لما سمعتي عنه؟
رفعت حاجبيها بدهشة وقالت بغضب من طريقته:-
_ أنت أتجننت يا غفران؟ أنت واعي أنت بتقول أى؟
سحبها إليه بغضب حتى أرتطمت بصدره وقال بحدة صارمة:-
_ واعي!! واعي لدرجة اللى خليت تتقلبي وتقومي مفزوعة من قصادي بعد ما سمعتي اسمه
_ لاااا أنت الظاهر كدة مرضك قصر على دماغك مش عينيك بس
قالتها بأنفعال شديد ليُصدم “غفران” من ردها وترك يدها من صدمته بها وهى الآن تعايره بمرضه، شعر بغصة فى قلبه وضربة قوية فى عقله من طريقتها، حدقت به بدهشة من كلماتها التى نطقت بها ، أقتربت منه وهى تضه يدها على صدره وقالت بتلعثم:-
_ غفران أنا آسفة مش قصدي…
قاطعها حين أبعد يدها عنه بقوة وقال بنبرة حادة:-
_ أمشي من وشي يا قُسم
_ غفران أنا …
رمقها كالمجنون وهى لا يُصدق أن حبيبته أول من إهانه بمرضه فماذا سيفعل الغرباء عندما يعلمون؟، دون أن تشعر ضغطت على جرحه بقوة تقتل ما تبقي منه من صمود، صرخ يقاطعها بقوة:-
_ غورى من وشي يا قُسم
أبتعدت “قُسم” خطوة للخلف تلقائيٍ من صرخته، لم تتحمل قسوة وأرتعبت من غضبه لتذهب من أمامه خائفة وحزينة من فعلتها، لأول مرة يشعر بالخذلان من زوجته فدلف إلى غرفة المكتب حزينًا والوجع يفتك به…
________________________
[[ أستراليا ]]
رحلت العاملة من محل الورد بعد نهاية يومها تاركة “تيا” فى المحل تشاهد حلقة مسلسلها الصيني وبعد أن أنهت الحلقة وقفت لكى تجمع كل أغراضها مُستعدة للمغادرة ، شعرت بغصة أسفل بطنها فتجاهلت الأمر وحملت الحقيبة ثم خرجت من المكتب لكنها توقفت بالمنتصف حين ركلها الطفل بقوة مرة أخر مُصاحبة بالألم أكثر وأشد لتسقط الحقيبة منها وهى تتألم وتضع يدها أسفل بطنها ومع الركلة التالية خرجت منها صرخة قوية فتمتمت بخوف:-
_ لا، أرجوك مش وقتك خالص….. اه
سقطت على ركبتيها من الألم فى الأرض وهى تتكأ على الورود التى سقطت أرضًا معها، بدأت تتألم وحدها وهى ترى دماء تسيل من بين قدميها تلوث قدميها العارتين وفستانها الأسود القصير، بدأت تلهث وحدها من الألم ولا تقوى على الذهاب إلى المستشفي وحدها لتُصدم حين ظهر هذا الرجل من العدم وحملها على ذراعيها بفزع من رؤيتها بهذه الحالة وغادر المحل بها إلى أقرب مُستشفي وهى تتألم وتكتم صرخاتها بقوة حتى وصلت إلى المستشفي وأخذوها منه إلى غرفة العلميات….
فتحت “تيا” عينيها بتعب وهى تسمع فى أذنيها صوت بكاء الطفل فنظرت نحوه ورأت هذا الشاب يقف أمام السرير الصغير يلعب مع رضيعها مُرتدي زى العمليات والبالطو الأبيض ، خرجت منها كحة خافتة ليذهب نحوها بقلق وقال:-
_ حمدالله على السلامة
نظرت إليه بتعب وقالت:-
_ أنت؟
_ دكتور جلال، دكتور أمراض النسا والتوليد، كشفتي عندى أول مرة بعد وصولك أستراليا وسألتك يومها عن جوزك قُلتى إنكِ مُطلقة، معرفش ليه من يومها وإنتِ كُنتِ فى بالي وعاجبني وفى مرة كنت بشتري ورد لواحدة زميلتي ولحسن حظي كان محلك وشوفتك هنا ومن يومها وأنا براقبك وبجي المحل كل يوم أخد ورد بس ولا مرة لاحظتى وجودي
كان يتحدث بعفوية وبسمة مُشرقة تنير وجهه ليقاطع الحديث عن قصة إعجابه بها بسؤال فضولي:-
_ ها بقى هتسمي البيبي اي؟
نظرت “تيا” إلى الطفل بعد أن جلبه “جلال” إليها لكى تلمس طفلها لأول مرة وقالت:-
_سَند ، هسميه سَند عشان يكون سَند ليا فى الدنيا دى
تبسم “جلال” بعفوية على اسمه الذي لم يسمع به كثيرًا من قبل وقال:-
_ سَند ، مبارك لك يا سَند
بدأ يردد الأذان فى أذنيه الطفل و”تيا” تراقب تصرفه حتى جاءت الممرضة له تطلبه لفحص مريضة فوضع الطفل بجوار “تيا” وقال بهمس ونبرة دافئة:-
_ مش هتأخر عليكِ ولو أحتجتي حاجة رني عليا
أعطاها البطاقة الخاصة به وغادر لتبتسم “تيا” على لطفه وغادر “جلال”
_________________________
[[ قصـــر الحـــديـــدي ]]
كانت تبكي فى غرفتها بحزن شديد على خطأها الذي أقترفته بحق “غفران” وتفكر كيف تجعله يغفر لها ما بدر منها؟ أى شيء ستفعله لن ينسيه كلماتها القاسية؟ تمتمت “قُسم” بنبرة خافتة تقول:-
_ غبية يا قُسم ، مريض…. مريض اااه
كان “غفران” بغرفة المكتب ينفث دخان سيجارته بحزن شديد وألم يمزقه من الداخل بعد تصرف “قُسم” معه حتى فتح باب المكتب وكانت “همس” التى دخلت دون أذن منه ووجهها شاحب تتحدث بفزع وهلع شديد قائلة:-
_ غفران بيه… مدام قُسم
أنتفض من مكانه مفزعه وترك السيجارة من يده وهى يركض للأعلى بخوف عليها وحين دلف إلى الغرفة رآها بين يدي “فاتن” وتصرخ بالم شديد وبنطلونها ملوث بالدماء ووجهها أحمر كحبة الفراولة ومع عينيها المنتفختين من البكاء فهرع نحوها وهى يقول:-
_ حصل أى؟
أجابته “فاتن” بذعر خائفة من حالة “قُسم” وأن تفقد جنينها الآن قائلة:-
_ معرفش، إحنا طلعنا على صوتها ولاقينها بالمنظر دا
_اااااااه يا غفران أنا بموت ااااه
تحدثت بتلعثم شديد وألم واضح فى صرخاتها ليفزع عليها أكثر ثم حملها على ذراعيه وقال:-
_ لا، بعد الشر عليكِ ، أستحملى
ركض بها للأسفل وكانت “همس” بلغت الحرس ليحضروا السيارة فصعد بها فزع وهو لا يُصدق ما يحدث معها، أنطلق السائق بهما إلى المستشفي وهو مُتشبثًا بها فقالت بألم شديد ويدها تحتضن يده بقوة وجسدها ينتفض:-
_ متزعلش منى يا غفران، انا مش عايزة أموت وأنت زعلان منى؟
مسح على رأسها بيده الأخرى وقال بعيني على وشك البكاء من الخوف:-
_ مش زعلان يا قُسم، مش زعلان يا حبيبتى بس متسبنيش ها، أستحملى وخليكِ قوية إنتِ وعدتني
دمعت عينيها بحزن أكثر وهتفت بتعب:-
_ أنا كمان وعدتك أنى مزعلكش وأكون سندك وأمانك بس أنا خذلتك
قبل جبينها بحُب وكأنه على أستعداد أن يعفو عنها ولا يفقدها أبدًا وقال بحُب:-
_ فداكِ يا قُسم، أى حاجة فى الدنيا فداكِ إلا إنكِ تسبيني، أنا ماليش غيرك
_ ااااه
تألمت بقوة لتذرف الدمعة من عينيه بخوف أكبر وقال بصراخ:-
_ بسرعة يا سليم … أستحملتي يا قُسم عشاني أنا
_مسامحني؟
قالتها بضعف ولهجة واهنة ليؤمأ إليها بنعم وقال:-
_ مسامحكِ يا حبيبتي ، والله مسامحكِ
تبسمت بعفوية وهى تعتدل فى جلستها وقالت بحماس:-
_ رجعنا البيت يا سليم
نظر إليها بدهشة وهى تجلس أمامه سالمة وكأنها شخص أخر وذهب الألم فتبسمت بحُب وقالت:-
_ أنت حلفت يا غفران أنك مسامحني
كز على أسنانه من تمثيلها وأصطناعها المرض فمسك ملابسها الملوثة بالدم فتبسمت كالبلهاء وقالت:-
_ كاتشب
أغمض عينيه من الغيظ بسبب تصرفاتها الطفولية وهو حائرًا أيغضب أم يسعد لسلامتها ؟…..
_________________________
[[ قصــــر اللؤلؤ ]]
وقفت “نورهان” فى المرحاض تغسل أسنانها فأنحنت لصنوبر لتُصدم عندما رأت قطرات الدم فى الحوض، نظرت للمرآة لترى دماء تسيل أنفها بغزارة فوضعت يدها على أنفها تحاول السيطرة على الدماء……
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)