رواية نصيبي في الحب الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم بتول عبدالرحمن
رواية نصيبي في الحب الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم بتول عبدالرحمن
رواية نصيبي في الحب البارت الثالث والعشرون
رواية نصيبي في الحب الجزء الثالث والعشرون

رواية نصيبي في الحب الحلقة الثالثة والعشرون
يوسف وقف في مكانه لما شافها واقفه مع مروان، هو عارفه شكلا ومستغرب ليه واقف معاها في مكان بعيد شويه عن الكليه وليه قريب كده والأهم هيا ليه مش بتبعد عنه شويه وليه مش بتتكلم زي ما هو بيكلمها، شافه بيبعد شعرها ورا ودنها وابتسامته على وشه، ليه العلاقه بين دكتور وطالبه كده، يوسف حسّ إن الهوا اتسحب من حواليه، نور سكتت، مش بترد، مش بتبعد، مجرد واقفة بصاله، عقل يوسف بدأ يشتغل بسرعة… معقول؟ معقول هي مش بتحبه زي ما كان فاكر؟ معقول هو اللي كان بيضغط عليها طول الوقت وهي في الحقيقة مش حاسه بيه؟
معقول هيا بتحب دكتورها وقريبين اوي كده؟
الألم اللي حسه كان غير متوقع، خنقه، لكنه رفض يفضل واقف هناك يتفرج عليهم كده، حس أنه لو فضل هيروح يضربه لحد ما يموته، بدون تفكير، لف وساب المكان، مش قادر يستنى اكتر، رمى بوكيه الورد في أقرب باسكت قابله، وركب عربيته، داس على البنزين بعنف وخرج من الكلية بأقصى سرعة، مش عايز يفضل لحظة واحدة زيادة.
أما نور، فكانت لسه واقفة في مكانها، ملامحها متجمدة من الصدمة، إزاي… إزاي ده حصل؟ مروان، دكتورها، بيعرض عليها الجواز؟
بعدت خطوة لورا بسرعة، كأنها بتحاول تفصل نفسها عن اللحظة، عينيها لمعت بصدمة وهي بتبصله، قلبها كان بيدق بجنون، لكن مش من المفاجأة… من الرفض، من اليقين اللي كانت بتكابر عليه طول الفترة اللي فاتت.
هزت راسها بنفي، عينيها نطقت قبل شفايفها، صوتها طلع أخيرًا لكنه كان ضعيف، مهزوز “أنا… لا، أنا آسفة.”
مروان وسعت عيونه باستغراب، مش مستوعب ردها، سألها بقلق “مالك يا نور؟”
مكنتش محتاجة تبرر أكتر… لأنها في اللحظة دي، أدركت الحقيقة الوحيدة اللي كان لازم تعترف بيها…
هي عايزة يوسف
نور أخدت نفس عميق، قلبها بيدق بسرعة لكنها قررت تحسم الموضوع، رفعت عينيها لمروان، ملامحها كانت ثابتة رغم الارتباك اللي جواها، وقالت بصوت واضح، حتى لو كان مهزوز شوية “أنا… أنا مرتبطة بحد تاني.”
مروان سكت للحظة، كأنه بيستوعب كلماتها، كان حاسس بصدمه بس اتنهد وقال بسرعه وهو بيتدارك الموقف “أنا آسف، مكنتش أعرف… أصلِك مش لابسة خاتم.”
نور هزت راسها بسرعة وقالت بصوت واضح رغم ارتباكها “الموضوع لسه مش رسمي… بس في حد في حياتي.”
مروان سكت لحظة، كأنه بيحاول يستوعب الكلام، وبعدها ابتسم ابتسامة خفيفة، فيها شوية مرارة وقال بصوت هادي “فهمت… كان لازم أتأكد بس.”
سكت للحظة قبل ما يكمل بصوت صادق
“أنا بجد آسف لو حطيتِك في موقف محرج.”
نور ابتسمت بابتسامة خفيفة، مش عايزة تحسسه إنها متضايقة، وقالت بهدوء “مفيش مشكلة، حصل خير ”
مروان أومأ براسه، وقال باقتضاب “تمام… موفقّة يا نور.”
لف ومشى بعيدًا، ونور فضلت واقفة للحظات قبل ما تاخد نفس عميق، وبعدها بدون تفكير، بدأت تمشي بسرعة… هيا عايزه تهرب من المكان ده، مش عايزه تفضل دقيقه زياده
يوسف كان سايق بسرعة جنونية، أفكاره متلغبطة، والغضب مالي قلبه، فجأة، ضغط على الفرامل بعنف، وقف العربية على جنب الطريق، وسحب موبايله بسرعة.
اتصل بـريكاردو، وبمجرد ما رد، قال بصوت بارد وقاطع “عايز شركة الدمنهوري تنهار… والنهاردة.”
ريكاردو سكت لثواني، مصدوم من كلامه، قبل ما يسأله بتردد “جوزيف… ليه؟ مش كنت رافض قبل كده؟”
يوسف رد بنفس النبرة الحادة “غيرت رأيي.”
ريكاردو حس أن في حاجة غلط، نبرة يوسف كانت متغيرة، فيها حاجة مش مفهومة فسأله بحذر “مالك؟ حاسك متضايق.”
يوسف اتنفس بعمق، حبس غضبه، وبعد لحظة صمت، قال بصوت منخفض لكنه مليان وجع “مفيش.”
فضل ساكت لحظة، كأنه بيحاول يقرر يقول ولا لا، وبعدين نطق أخيرًا ” بس أنا راجع النهاردة.”
ريكاردو اتفاجئ، لكنه فرح وقال بحماس
“أخيرًا يا عم! طال الغياب أوي، بس مش حاسس ان ده السبب برضو”
يوسف رد بوجع “مبقاش ليا حاجة هنا أقعد عشانها… لما أجي، هقولك كل حاجة.”
ريكاردو حس إن الموضوع كبير، وإن يوسف موجوع بطريقة مش طبيعية، بس مرضيش يضغط عليه في الآخر، المهم إنه راجع والباقي يعرفه لما ييجي “ماشي يا جوزيف، هستناك.”
يوسف قفل المكالمة، رمى الموبايل على الكرسي جنبه، وشغل العربية من تاني، وعينه كانت مليانة قرار واحد… الرحيل.
نور خرجت من كليتها بسرعة، قلبها كان بيدق بعنف، مش مصدقة اللي حصل، بس كل اللي كان في دماغها دلوقتي إنها لازم تخرج من المكان ده، من الجو ده، من أي حاجة تخنقها أكتر.
بإيدين مرتعشة، طلعت تليفونها وبعتت لصاحبتها “أنا مضطرة أمشي، هكلمك بعدين.”
ركبت أول أوبر ظهر قدامها، كانت بس عايزة توصل البيت، تهرب من الأفكار اللي كانت بتخنقها، طول الطريق، كانت ماسكة تليفونها بترن على يوسف، حاولت تتصل بيه أكتر من مرة، بس مفيش رد.
حست بضيق، طب فين يوسف؟ ليه مش بيرد؟ هو فين وهيرجع البيت امتى
فتحت الشات بسرعة، بعتتله رسالة مختصرة “يوسف، محتاجة أكلمك.”
فضلت مستنية، لكن ولا إشعار، ولا رد، ولا حتى علامة إنه قرأ الرسالة.
يوسف وصل للمطار بخطوات سريعة، ماشي كأنه هربان من حاجة بتوجعه، من حاجة خلاص مش قادر يستحملها، قرب من الشباك، وصوته كان واضح وحاسم وهو بيقول “أول تذكرة لإيطاليا، أقرب رحلة ممكنة.”
الموظف بص في الشاشة قدامه، وبعد ثواني قال “في رحلة بعد ساعة ، في درجة رجال الأعمال.”
يوسف طلع بطاقته بدون تفكير، وهو بيرد بجفاف “احجزها.”
خلص الإجراءات بسرعة، خد التذكرة، واتحرك ناحية صالة المغادرة، مفيش شنط، مفيش حاجة ياخدها معاه غير شنطة شغله… هو نفسه مشي، وبس.
قاعد على كرسي بعيد، ساكت، مخلي الموبايل في إيده، عينه عليه… ليه بترن؟ مش المفروض انها معاه دلوقتي؟ يمكن عايزه تكلمه وتقوله انها مش عايزاه، بس هو مش هيقدر يسمع منها الكلام ده
بسرعة، فتح جهات الاتصال ورن على محمد، خاله، بمجرد ما رد يوسف قال ” انا راجع”
محمد قاله باستغراب “يوسف! في إيه يا بني؟”
يوسف رد بصوت هادي لكن حاسم “مفيش، بس هسافر، عندي شغل مفاجئ.”
محمد سكت لحظة وبعدين قال “شغل مفاجئ؟ ومن غير ما تقول لحد ولا حتى تودعنا؟ ده حتى كان واجب تقول!”
يوسف خد نفس، وهو بيحاول ينهي المكالمة بأسرع وقت “مكانش في وقت، قررت فجأة، أنا كده كده هاجي على فرح سارة، وهاخد هبة معايا بعدها.”
محمد زاد استغرابه، وحس أن فيه حاجة غلط، فقال بحذر “يعني إنت مش راجع بعد السفرية دي؟”
يوسف قال ببرود واضح “لاء، مش راجع.”
محمد حاول يستوعب، لكن قبل ما يرد، يوسف كمل بسرعة “أنا دلوقتي خلاص طالع الطيارة، مش هلحق أطول، بس حبيت أطمنك.”
محمد مكانش عارف يقول إيه… في الاخر قال بصوت هادي “ربنا يوفقك يا يوسف… بس أوعى تنسانا يبني وابقى كلمنا”
يوسف قفل المكالمة من غير ما يرد، شاف الطيارة اللي هيسافر بيها، وقام بخطوات سريعة… كان عايز يهرب، وكان ناوي مايبصش وراه أبدًا
نور رجعت البيت، أول ما دخلت شافت سارة وهبة وندى وملك قاعدين في الصالة، ملامحهم كانت متوترة، نظراتهم كلها قلق والحزن باين على وشوشهم، نور رفعت حاجبها باستغراب، قربت منهم وقالت بصوت حذر “مالكوا؟ في إيه؟”
ملك بصتلها وعينيها مليانة حزن، أخدت نفس وقالت بهدوء، لكن كل كلمة منها نزلت على قلب نور زي الصاعقة “يوسف مشي.”
نور حست بكأن حد شد الأرض من تحت رجليها، رمشت بسرعة وهي بتحاول تستوعب الكلام، حركت شفايفها، لكن مفيش صوت طلع في الأول، كأن الكلام نفسه ضاع منها، قبل ما تتمكن أخيرًا من النطق “مشي؟ مشي فين؟”
هبة ردت ودموعها على وشك النزول “سافر… رجع إيطاليا.”
نور شهقت بخفة، خطوة صغيرة رجّعتها لورا، نظراتها اتحركت على وشوشهم، بتحاول تلاقي أي تفسير، أي سبب، بس محدش كان عنده إجابة، قلبها كان بيخبط في ضلوعها بشكل مؤلم وهي بتهمس بضعف “إزاي؟ وليه؟”
ندى ردت وهيا بتبصلها باستغراب “قال إنه عنده شغل هناك، وإنه مش ناوي يرجع تاني غير للضروره”
نور بسرعة طلعت موبايلها، ضغطت على رقمه، استنت لحظات، بس اداها أن الفون مقفول، إيدها اترعشت، الموبايل وقع منها على الارض، عينيها اتملت بالدموع وهي بتهمس بذهول ” يعني ايه؟!”
كلهم بصولها وملك قامت قربت منها وقالت بهدوء ” انتي كويسه؟!”
نور وقفت في مكانها، جسمها كله بارد، دموعها كانت واقفة في عينيها مش قادرة تنزل، عقلها بيرفض يصدق إن يوسف فعلاً مشي… وإنه اختفى من حياتها بالشكل ده.
سابت ملك واقفه وطلعت أوضتها بسرعة وقفلت الباب وراها، سندت ضهرها على الباب وهي حاسة أن قلبها وقف، يوسف فين؟ يوسف… حبيبها… سابها ومشي، طب ليه؟ ليه مقالهاش؟ ليه حتى مودعهاش؟
رجليها فقدت قوتها، وقعت على الأرض، ودموعها نزلت بغزارة، مش قادرة تمسكها، مش قادرة تفكر، عقلها كله كان دوامة من الأسئلة اللي ملهاش إجابة، حست بكتمة في صدرها، أنفاسها بقت سريعة ومتقطعة، كانت عايزة تصرخ، عايزة تكلمه، تفهم منه… ليه؟ ليه عمل كده؟ ليه علقها بيه لو في الآخر هيمشي ويسيبها؟
حطت ايديها على قلبها، ضغطة قوية كأنها بتحاول تمسك نفسها من الانهيار التام دموعها كانت بتنزل بسخونة، والخنقة كانت بتزيد لحظة بعد لحظة، فجأة، سمعت صوت خبط على الباب، بس كانت كأنها مش سامعة، مش مستوعبة أي حاجة حواليها، الخبط اتكرر، بعدها الباب اتفتح، ولقت داليا داخلة.
عين داليا وقعت على نور المقهورة على الأرض، وشها غرقان دموع، ونظراتها ضايعة، من غير تفكير، قربت منها بسرعة، نزلت على ركبتها واخدتها في حضنها، حضن دافي مليان حنية، نور أول ما حست بيها، انفجرت في البكاء أكتر، سابت نفسها بالكامل لضعفها، وكل اللي طالع منها كان صوت نحيب مكتوم وهي ماسكة في داليا كأنها حبل النجاة الوحيد ليها.
داليا فضلت ماسكاها، بتمسح على ضهرها بهدوء وكأنها بتشاركها المها
نور عيطت كتير، دموعها كانت بتنزل بدون توقف، كأنها بتفرّغ وجع عمرها كله في اللحظة دي، صدرها كان بيوجعها من كتر العياط، وإحساس الاختناق كان مسيطر عليها، حست إنها هتموت لو يوسف مرجعش… كأن روحها بتتسحب منها ببطء، كأن جزء منها مشي معاه وسابها فاضية، تايهة، مش عارفة تتنفس حتى.
داليا كانت حاسة بيها، كانت شايفة الألم في كل حركة وكل شهقة بتطلع منها، كانت عارفة قد إيه يوسف بقى جزء من حياتها، جزء من يومها، من تفاصيلها، من أحلامها حتى، قربت أكتر ومسحت على راسها بحنان، بصوت هادي بس مليان ثبات همست “نور… أنا معاكِ، مش هسيبك كده.”
بس نور كانت غرقانة في الحزن، دموعها كانت أكبر من أي كلمة، وجعها كان أقوى من أي عزاء، كل اللي كانت حاسة بيه إن يوسف راح… ومش هيرجع.
يوسف كان قاعد في الطيارة، عينه سابت الشاشة اللي قدامه وبقت شاخصة ناحية الشباك، السما كانت سودة بره، بس جواه كانت أغمق وأشد ضلمه، قلبه كان بيتخبط في ضلوعه، بس عقله كان مصمم إنه مفيش رجوع.
فتح فونه وهو بيقرأ رسالتها، للدرجادي مستعجله تقوله انها مش عايزاه وأنها بتحب غيره، قفل الموبايل بعد ما قرأها، مسح بايده على وشه، حاسس إن التعب مسيطر عليه، بس الألم كان أقوى من أي تعب، الصورة اللي مش قادر ينساها كانت قدام عينه… نور، واقفة قدام مروان، ساكتة، مش بتتحرك، ومروان قريب منها بشكل استفزه لدرجة إنه حس إنه لو فضل ثانية زيادة كان هيكسر الدنيا، بس هو معملش كده، هو انسحب، قرر يختفي، لإنه فكر إن نور مش ليه، وإنه كان عايش في وهم كبير.
حاول يغمض عينه، بس كل ما يقفلها، يشوف نور، ضحكتها، نظرتها، خوفها، حتى حزنها لما كان بعيد عنها… فتح عينه بسرعة، خد نفس عميق وحاول يقنع نفسه إنه عمل الصح، حتى لو كان ده معناه إنه هيفضل عايش بعذاب مالوش نهاية.
وصل اخيرا ونزل من الطيارة وهو حاسس بتقل غريب في قلبه، كأنه سايب روحه وراه، المطار كان زحمة، بس هو مخدش باله من أي حاجة حواليه، عينه لمحت ريكاردو واقف مستنيه، وشه كان عليه ابتسامة ترحيب، بس عيونه كانت بتسأل أسئلة كتير.
ريكاردو قرب منه، فتح إيده وحضنه بقوة وقال بضحكة خفيفة “وأخيرًا! رجعت، بس شكلك مش مبسوط خالص.”
يوسف اتنهد وقال وهو بيحاول يخبي صوته المليان تعب “أنا كويس، مضغوط شويه بس كويس”
ريكاردو هز راسه وهو بيبصله بتمعن وقال “تمام، بس اللي أعرفه إن جوزيف دايمًا عنده سبب لكل حاجة، وإنت المرة دي جاي هروب مش شغل.”
يوسف لبس شنطته وقال ببرود مصطنع “خلاص يا ريك، هتفضل تحقق معايا ولا هنروح؟”
ريكاردو رفع إيده باستسلام وقال وهو بيقوده ناحية العربية “تمام يا صاحبي، مش هسأل دلوقتي، بس عارف إنك هتحكي كل حاجة بعدين.”
ركبوا العربية، وريكاردو ساق في هدوء، بس جوه العربية كان في صمت تقيل، يوسف كان باصص برا، وريكاردو كان باصص عليه… عارف إن اللي جوه يوسف أكبر من أي كلام ممكن يتقال دلوقتي، بس قرر ميضغطش عليه ويسيبوا براحته
مروان كان قاعد في مكتبه، عيونه مثبتة على اللا شيء، حاسس بإحراج محسوش قبل كده، فكرة إنه يطلب من طالبة عنده الجواز كانت خطوة كبيرة، خطوة مكانش هياخدها بسهولة، لكنه أخدها لأنها كانت تستحق، بس للاسف طلعت مرتبطه بحد تاني، بس هل لو هيا مش مرتبطه كانت وافقت عليه؟!
اتنهد بعمق، بيحاول يستوعب الموقف، لو كان يعرف إنها مرتبطه بشخص تاني كان مستحيل يفتح الموضوع من الأساس، بس هو مكانش يعرف، ومعملش حساب حاجه زي دي، كان حاسس إنها قريبة منه، وإنه ممكن يكون ليه فرصة
دلوقتي، مش بس خسر فرصة إنه يكون معاها، لكنه كمان حاسس إنه فقد جزء من كرامته، ومع ذلك، رغم الإحراج والضيق، جواه إحساس أقوى… هو حبها فعلًا، وبجد.
قطع أفكاره دخول المدير المالي بدون استئذان، مروان رفع عينه بحدة، مستغرب من تصرفه، وقبل ما يعترض، المدير قال بسرعة، وصوته فيه توتر واضح “إحنا في مصيبة.”
مروان اتوتر، وقف مكانه وقال بقلق
“حصل إيه؟!”
المدير اتنهد بعمق، وحاول يهدّي نفسه قبل ما يقول “الشركة بتعلن إفلاسها.”
الصدمة ضربت مروان بكل قوتها، حاسس كأن جسمه كله اتجمّد للحظات، استوعب كلامه بصعوبة، وقال بحدة “إفلاس؟! وليه إن شاء الله؟!”
المدير بصله بقلق وقال “لأن كل المعلومات اتسرّبت، حد اخترق السيستم، والبيانات بقت عند الشركات المنافسة، كل المشروعات، كل الخطط، كل الأسرار التجارية بقت في أيد غيرنا.”
مروان حس إنه مخنوق، وقع على كرسيه وهو مش قادر يصدق، عقله بيحاول يربط الخيوط ببعضها، مين اللي عمل كده؟ إزاي؟ وليه؟
المدير كمل، صوته كان مليان قلق “وفي عمال كتير انسحبوا، وبالمنظر ده مفيش حل غير الإفلاس.”
مروان رفع عينه ليه بسرعة وقال بعصبية “مين اللي قال كده؟ فكّرت في كل الحلول؟!”
المدير هزّ راسه وقال بنبرة منهزمة “لو عندك حل، الحقنا بيه، لأن في الحالات اللي زي دي مفيش حلول، محتاجين يا إما شركة ضخمة تستثمر معانا، ودي حاجة شبه مستحيلة، أو ناخد قرض، وده صعب جدًا بوضعنا الحالي.”
مروان ضرب إيده على المكتب بقوة، كان حاسس بالغضب، بالحيرة، بالعجز، حاسس ان كل حاجة في حياته بتنهار قدام عينيه…
نور كانت غرقانة في حزنها، عيونها ورمت من كتر العياط، مش قادرة تعمل أي حاجة غير إنها تفضل في سريرها، ترفض الأكل، ترفض الكلام، حتى النوم بقى صعب عليها، كانت بس بتعيط… وبتعيط.
وفجأة، حست بحركة جنبها، كأن في حد قاعد قريب منها، قلبها اتقبض، حركت راسها ببطء، واتعدلت في مكانها، عيونها تعلقت بالشخص اللي قدامها…
يوسف
شهقت بصوت مخنوق، عقلها مش قادر يستوعب… مستحيل يكون هنا، مستحيل يكون راجع!
نور شهقت، قلبها وقع في رجليها، مستحيل… يوسف؟!
حست إنها بتحلم، لمست وشها بسرعة وكأنها بتأكد لنفسها إنها واعية، بس هو كان هناك، ملامحه كانت واضحة قدامها، عيونه اللي كانت دايمًا دافية، دلوقتي كانت غامقة بطريقة تخوف.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نصيبي في الحب)