روايات

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل الحادي عشر 11 بقلم آيلا

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل الحادي عشر 11 بقلم آيلا

رواية ما لم تخبرنا به الحياة البارت الحادي عشر

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الجزء الحادي عشر

ما لم تخبرنا به الحياة
ما لم تخبرنا به الحياة

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الحلقة الحادية عشر

_ي..يمنى!
تجمد ما إن وقعت عيناه على المشهد أمامه، جسد هز*يل تجلطت الدما*ء عليه مكونة بقعاً بنية قاتمة، الخطوط الطولية الحمراء و الزرقاء المرسومة على جس*دها بوضوح بفعل الخر*طوم، و أخيراً وجهها الشا*حب و شفاهها الزر*قاء….
تردد قليلاً قبل أن يخطو للداخل بينما يشاهد سلمى إلى جوارها تنو*ح عا*جزة عن فعل أي شئ لها…
أمسك بالح*بل و بدأ في فكه حتى تمكن من تحر*ير يدها أخيراً و من ثم حملها ليضعها في الخارج على إحدى الأرائك قبل أن يغطي جسدها البارد بمعطفه.
وقفت سلمى إلى جواره تطالع جسدها الها*مد معه قبل أن تسأله بصوت مر*تعش:
_م..ما*تت؟
ترك وقع السؤال في فمه طعماً مراً، “ما*تت؟!” ما هو المو*ت حقاً؟ لقد شاهده عدة مرات لكنه لا يزال عاجزاً عن فهم ماهيته، كل ما يعرفه أن هناك شعوراً مؤ*لماً و خا*نقاً استمر في التصاعد إلى حلقه…
حاول تمالك نفسه و انحنى على الأرض حتى يصبح في مستواها و من ثم وضع رأسه على صدرها يستجس نبضات قلبها و في اللحظة التالية توسعت عيناه بغير تصديق، ها هو…إنه خافت للغاية لكنه ما زال قادراً على تمييزه، نهض سريعاً ليصر*خ في سلمى:
_اتصلي بالإسعاف حالاً!
________________
_بابا، الضفيرة مش حلوة، عايزة شعري مفرود…
تنهد الظا*بط أيوب بيأ*س بينما يقوم بتعديل شعر ابنته الصغيرة للمرة العاشرة في نفس الدقيقة…
_أروى بطلي دلع، مش شايفة بابا تعبا*ن ازاي دلوقتي؟!
امتلأت عيون الصغيرة ذات السبع أعوام بالدمو*ع جراء صرا*خ أخيها الأكبر عليها، تنهد أنس و اقترب منهما ليسحب المشط من يد والده بينما يتحدث:
_تعالي، هعملهولك أنا.
ازداد تشبث الصغيرة في والدها بينما تنفي برأسها متحدثة:
_لا، أنا عايزة بابا هو اللي يعملهولي، انت هتو*جعني!
_خلاص يا أنس سيبها، هعملهولها أنا…
تحدث أيوب في محاولة منه لب*تر خلا*فٍ على وشك البدء من جذوره.
_بس انت راجع من الشغل تعبا*ن و هي عمالة تتدلع! مش عشان ماما يعني..
_أنس!
صر*خ والده يمن*عه من متابعة الحديث ليبتلع الصبي كلماته و يجر خطواته الغا*ضبة إلى غرفته قبل أن يغلق الباب خلفه بقوة.
نظرت أروى إلى والدها قبل أن تسأله بنظرات بريئة:
_بابا، هي ماما هترجع امتى من السفر؟!
تنهد أيوب و هم أن يجيبها لولا أن قاطعه صوت رنين هاتفه…
أخرج الهاتف من جيبه و ما إن لمح اسم المتصل على الشاشة حتى ظن أنه يتوهم من كثرة الإرها*ق، لكن ظنه أصبح خاطئاً ما إن فتح الخط ليأتيه صوت أدهم من الجهة الأخرى يجعله يتأكد أنه هو المتصل بالفعل:
_أيوب، قابلني في القس*م حالاً.
تنهد أيوب بغ*يظ بينما يجيبه:
_عايز مني ايه؟ ورديتي خلصت خلاص.
هم بإغلاق الخط لكن يده تج*مدت ما إن سمع أدهم ينطق:
_عرفت مكان تسليم الشحنة الجديدة.
_ايه؟ ازاي عرفت؟!
_مش مهم ازاي عرفت، قابلني في القس*م دلوقتي عشان نشوف هنعمل ايه.
تنفس أيوب بعمق بينما يغلق الهاتف، نظر إلى ابنته الصغيرة التي لا تزال جالسة على قدمه قبل أن يتحدث:
_أروى، بابا هيروح مشوار و يجي بسرعة ماشي؟
هزت الصغيرة رأسها بنفي قبل أن تتحدث:
_لا، متروحش…لو سبتني أنس هيضر*بني.
قام بالتربيت على شعرها بلطف بينما يبتسم متحدثاً:
_أنس مش هيضر*بك، أنس أخوكي الكبير و هو بيحبك اسمعي كلامه و متضايقهوش.
هم أيوب بالمغادرة لكن الصغيرة تشبثت في قدمه بينما تتحدث بسرعة:
_بابا، أنس بيقعد يقول إن ماما ما*تت و إنها مش هتر*جع تاني متسيبنيش معاه، أنا بك*رهه.
تنهد أيوب بينما يمسح على وجهه بيديه في محاولة منه لتهدئة غض*به، لقد طلب من أنس عدة مرات ألا يتحدث بتلك الطريقة أمام أخته الصغيرة التي لا زالت لا تعي شيئاً.
انحنى على ركبتيه ليصبح في طولها قبل أن يتحدث:
_يا خبر! أنا دلوقتي بس افتكرت إني جايبلك آيس كريم و شايله في التلاجة، ايه رأيك تروحي تشوفيه؟!
ما إن سمعت أروى كلمة آيس كريم حتى بدأ لعابها يسيل بينما لا تزال متشبثة في قدم والدها، لا تدري هل تذهب لتأخذ الآيس كريم و تفلت أيوب أم تبقى متمسكة به حتى لا يغادر و يتركها، لكنها في النهاية سمحت لحبها للآيسكريم بالتغلب على حبها لوالدها لذا تركته و ذهبت نحو الثلاجة تتفقدها، في تلك الأثناء طرق أيوب غرفة أنس لمرتين قبل أن يفتح الباب ليجده نائماً على السرير بينما يحتضن صورة والدته إليه.
تحمحم قبل أن يتحدث:
_أنس، خد بالك من أختك و إياكش تضر*بها و أنا شوية و حالاً آجي…
أوشك على مغادرة الغرفة قبل أن يأتيه صوت أنس المن*كسر:
_ليه بتض*حك عليها و بتقولها إن ماما مسافرة؟ قولها الحقيقة لأنها كدا كدا بكرا هتعرفها…
تنهد أيوب بيأ*س بينما يستدير لمواجهة ابنه:
_قولتلك أروى لسه صغيرة، متفهمش يعني ايه مو*ت، بطل تقول كلام زي كدا قدامها سامع؟
عندما نظر إلى ابنه لاحظ الدمو*ع المتكتلة في عينيه بينما يطالع صورة والدته، طالع الساعة المعلقة في الغرفة و التي كانت تشير إلى الرابعة و النصف مساءً لكنه في النهاية اقترب منه مقرراً تناسي مهامه قليلاً مؤقتاً، تحدث بصوت هادئ:
_تعرف إنك شبهها جداً؟! كل ما ببصلك بحس إن هدير لسه عايشة.
هبطت دمو*ع الفتى الصغير بينما تابع والده:
_أروى ملحقتش تقعد معاها زيك، ممكن تاخد بالك منها و تعمل نفسك ماما صغيرة ليها؟!
تسمر أنس في مكانه للحظات قبل أن يضر*ب والده على كتفه ليم*نعه عن قول المزيد.
_بابا بطل تقول كدا، أنا راجل.
أمسك أيوب بيده قبل أن يتحدث:
_و مين قالك إن الراجل مينفعش ياخد دور الأم؟ ما أنا من ساعة ما هدير مشيت و أنا بقيت ماما و بابا ليكم.
سكت أنس بينما يفكر قبل أن ينطق أخيراً:
_برضو، أنا أخوها الكبير و بس.
ضحك أيوب بينما يبعثر له شعره الحريري و الذهبي الذي ورثه من والدته قبل أن يتحدث:
_طيب خليك انت الأخ الكبير و أنا هبقى ماما، عايز حاجة معايا و أنا مروح؟!
طالع أنس والده بتردد قليلاً قبل أن ينطق:
_بابا، متخلنيش أضطر أقول لأروى في يوم إنك مسافر.
ابتلع أيوب بتو*تر، و فكر أن رؤية أنس لمظهره بعد مشا*جرته مع أدهم قد أثار فيه تلك المشاعر لذا في النهاية أجاب بهدوء:
_متخافش، هفضل معاكم دايماً.
_وعد؟
تنهد أيوب قبل أن يجيب:
_وعد.
“لما يختار الإنسان أن يكون منا*فقاً؟ لما يفضل قطع الوعود التي يعلم يقيناً أنه لا يستطيع إيفائها عوضاً عن قول الحقيقة؟ قد تكون الحقيقة مؤ*لمة، لكنها قطعاً ليست بنفس أ*لم خيا*نة الوعود.”
__________________
_لقيت الورق دا فين؟
تحدث أيوب بينما يطالع الصور على هاتف أدهم و التي توضح مواعيد و أماكن تسليم المخد*رات الدقيقة لصفقات تمت و صفقات لم تتم بعد.
_لقيتها.
نظر إليه أيوب بش*ك قبل أن يتحدث بحاجب مرفوع:
_أيوا لقيتها فين؟
ابتلع أدهم بق*لق قبل أن يجيب:
_ق..قولتلك لقيتها و خلاص مش لازم تعرف لقيتها فين.
_لا، لازم أعرف لأني مقدرش أثق في مجر*م بالسهولة دي.
تنفس أدهم بغض*ب قبل أن يتحدث بينما يشير إلى أيوب بسبابته في تحذ*ير:
_أيوب، يا ريت تفصل بين حياتنا الشخصية و الشغل لو مش عايزني أك*سر المكان دا على دما*غك دلوقتي.
اقترب منه أيوب بينما يجيب بتح*دي:
_والله؟ وريني هتعمل كدا ازاي عشان أبعتك النهاردا وراه.
اقترب منه أدهم بدوره علامة على عدم نيته في التراجع و قبل أن يتحول المكان إلى سا*حة قتا*ل تدخل الظا*بط مازن بينما يبعد الاثنان عن بعضهما متحدثاً:
_انتوا الاتنين دا مش وقته، أيوب..أدهم لقي معلومات قيمة جداً هتساعدنا و مش مهم لقاها فين، و انت يا أدهم…يا ريت تمسك عص*بيتك و تبطل تبدأ تضر*ب الناس لمجرد إنهم بيغي*ظوك بالكلام، انت أكبر من كدا!
كت*ف كل واحد منهما ذراعاه بينما يبتعدان عن بعضهما بامتعاض ليتحدث مازن مجدداً:
_معاد التسليم اللي جاي بعد أربع أيام، خلينا نعملهم كم*ين هناك و نق*بض عليهم متل*بسين.
___________________
بعد ما خلصنا مناقشة تفاصيل العملية مع باقي أعضاء الفريق فكرت أعدى على يمنى في المستشفى عشان أتطمن عليها.
كنت حاسس بلغ*بطة كبيرة و أنا واقف قدام المستشفى، السبب اللي خلاني أقرب من يمنى إني أقب*ض على ياسر و دلوقتي بالورق اللي لقيته في شقتها مبقتش محتاج ليها تاني، يبقى أنا بعمل ايه هنا دلوقتي؟
ضر*بت العربية برجلي بض*يق قبل ما ألمح سلمى بتقرب مني و في إيدها يارا و معاها بنت تاني كبيرة مقدرتش أتعرف عليها، أول ما شافتني وقفت واتكلمت:
_مالك واقف هنا ليه؟ مش جاي عشان تشوف يمنى؟!
حكيت رقبتي بإحر*اج قبل ما أرد:
_في الحقيقة كنت جاي أشوفها بس اكتشفت إن عندي شغل مهم دلوقتي و لازم أ…
مكملتش بسبب يدها اللي سحبتني من دراعي و هي بتتكلم:
_يا راجل بلا شغل بلا بتاع، بقى في شغل أهم من أختك برضو؟ و بعدين مش كفاية كنتوا سايبينها مع الراجل المفت*ري دا يمو*ت فيها كل يوم براحته؟!…يا أخي دا أنا ما صدقت ألاقيلها حد يعرفها، بصراحة لو مجبتش جوزها دا و دغد*غت دما*غه تبقى عي*بة في حقك والله، دا أنا….
تأوهت بملل و أنا بسمع رغي سلمى اللا متناهي قبل ما نوصل أخيراً لأوضة يمنى في العنا*ية المر*كزة.
كنت حاسس بوخذ*ات في قلبي و أنا بتفرج عليها من ورا الإزاز الشفاف، المحا*ليل متع*لقة في يدها و جها*ز الت*نفس على وشها و جها*ز القلب مبين ضر*بات قلبها الضعيفة.
مكانتش دي المرة الأولى اللي أشوف فيها يمنى تعبا*نة بس كانت المرة الأولى اللي أشوفها فيها خا*لية من الحياة.
لفيت وشي بعيد عنها و أنا بحاول أقنع نفسي إنها سواء ما*تت و لا عاشت دا شئ ميخصنيش و مش لازم أحس ناحيتها بحاجة، فجأة لقيت إيدين صغيرة بتشدني من الجاكيت بتاعي، بصيت و لقيتها يارا، اتكلمت و عيونها مليانة دمو*ع:
_عمو، مال ماما؟
وطيت على الأرض و مسحت دمو*عها بيدي و أنا ببتسم قبل ما أتلكم :
_متقلقيش ، ماما تعبا*نة شوية و حالاً تصحى…
بصيت بتأ*نيب لسلمى اللي جابتها معاها قبل ما ترفع كتافها لفوق و تتكلم:
_ايه؟ هي كانت عمالة تع*يط عشان تشوفها،و بعدين مكانش ينفع أسيبها في البيت لوحدها كدا كدا…
وقفت عشان أتكلم و قبل ما أنطق بأي حاجة جالنا الدكتور المسئول عن حالة يمنى و اتكلم و هو منزل راسه بحز*ن:
_للأسف، احنا بنحاول نعمل كل اللي نقدر عليه بس يظهر إن الأستاذة يمنى هي اللي مش عايزة تكمل.
_يعني ايه؟
اتكلمت بسرعة بعص*بية و هو رد بهدوء:
_يعني متتعشموش إنها ترجع، أنا بقول تجهزوا نفسكم من دلوقتي عشان اللي فاضلها مش كتير…
______________

يتبع….

قراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ما لم تخبرنا به الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *