روايات

رواية لا تثقي بالرجال الفصل السابع 7 بقلم زينب سمير توفيق

رواية لا تثقي بالرجال الفصل السابع 7 بقلم زينب سمير توفيق

رواية لا تثقي بالرجال البارت السابع

رواية لا تثقي بالرجال الجزء السابع

لا تثقي بالرجال
لا تثقي بالرجال

رواية لا تثقي بالرجال الحلقة السابعة

صحي كاران على صوت دوشة حواليه، لمح كاميليا قاعدة على السفرة مع الأولاد بتفطرهم، قرب منهم وهو بيرفع إيده يعدل شعره المشعث وينطق بصوت نعسان- صباح الخير
بصتله كاميليا من غير رد ورجعت تأكل وتساعد سيف اللي أبتسم لباباه يحييه، قرب كاران ياخد كارميلا اللي قاعدة على السفرة معاها لعبة بتلعب بيها وتعضعض فيها بعصبية
– حبيبة بابي وحشتيني أوي
قربها من حضنه يبوس فيها بلهفة وإشتياق، بقاله مـدة غايب عنها، عن الكل، معاهم ومش معاهم عقله مش في راسه
صوت رن تليفونه مش بينتهي، جرى سيف يجيب الفون
– بابي تليفونك بيرن
خده منه بص للاسم قبل ما يقفله بلا مبالاة و- إتصال مش مهم
رن تاني والمرة دي لمحت كاميليا الاسم.. لينا
قالت بسخرية- حبيبة القلب.. علشان كدا خايف ترد
كاران بتحذير- خلي بالك من كلامك ياكامي قدام الأولاد
– لو الأولاد في بالك كنت فكرت أنت في مصلحتهم قبلي وأنت بتعمل عملتك الحقيرة اللي شبهك
قالتها وهي بتقف وتشيل الأطباق، راحت ناحية المطبخ وهو إتنهد بضيق، رن الفون تاني مش مبطل من الصبح
رد ومن غير ما يحس ضغط على الأسبيكر بالغلط
وبعصبية- في أية يالينا رن.. رن.. رن من الصبح، في أية
جاله صوتها المنهار- أنا حامل ياكاران
وسعت عيونه بصدمة بص لكاميليا اللي قدامه اللي وقعت الأطباق اللي في إيدها من صدمتها، كانت هتقع من طولها لكن مسكت إيد كرسي جنبها، رمـى الفون من إيده يجري عليها يسندها بخضة و- كامي أنتي كويسة
بصتله بصة يمكن أول مرة يشوفها، خذلان حقيقي..
كإنه مسك سكينة ودبها في قلبها
كان عندها لسة أمل أن كل دا كدب، رغم أن كل حاجة قدامها باينة بس كانت بتكدب دا
لكن نتيجة خيانته ظهرت قدامها، وبدري أوي.. أوي!
– كاميليا أكيد في حاجة غلط، أكيد مش مني..
بعدت إيده اللي ساندها عنها بقرف وبزعيق- متلمسنيش أبعد عني
شاورت للفون اللي واقع على الأرض كإنها بتشاور على لينا و- لية مش منك، جايب التأكيد دا منين..
بلع كاران ريقه وبتبرير- أحنا مبقلناش عشر أيام و..
بإنهيار وهي بتمسك مزهرية قريب منها تضربها في الأرض- أنت شايف أنت موصلنا لأية، بتخلينا نتكلم في أية؟ عن الولد اللي حامل فيه الست اللي خايني معاها ممكن يكون ابنك ولا لا، أنت متخيل أحنا بقينا فين..
حياتنا وصلت لأية، أية الخطوة الجاية ياكاران بية؟ نستنى تولد واستقبله بالأحضان، تجبهولي أربيه مع أولادي، قولي هعمل أية
– مش هتعملي حاجة، مفيش حاجة من دي هتحصل أنا هحل كل حاجة
– هتحلها ازاي، هتروح لشارف تقوله أية، مراتك حامل مني
بصلها كإنه جتله لحظة إدراك، هو وسط كل دا ناسي حاجة
اهم حاجة
شارف!
مسح على وشـه مرتين بتعب، لف حوالين نفسه بإرهاق و- مش عارف.. مش عارف بس.. هتصرف، أكيد في حل
قرب يمسكها من كتافها يثبتها و- حل يخلينا سـوا مع بعض تاني زي الأول..
ضحكت بسخرية و- أنت لسة عندك امل.. متفاءل أنت، أنا لو كنت هبقى للحظة وحدة تانية معاك.. فالفرصة دي راحت، أنت خسرتني خلاص
بعدت إيده عنها وهي بتنطق- خسرتني وعمرك ما هتكسبني تاني، كاميليا خلاص..
ضربتت إيدها بقوة مرتين ببعض بمعنى ‘ خلاص.. إنتهت ‘ و- بح.. راحت من إيدك، مبروك عليك عيلتك الجديدة، روح شوف هتعرف تلمها أزاي
قالتها وهي بتسيبه وتطلع جري لفوق، وقف هو مكانه يبص لآثرها بحزن
لكن.. كاميليا هيصالحها بعدين، هي باقية
المهم يحل المشكلة الأكبر دلوقتي، الكارثة اللي حلت عليهم
مسك فونه تاني يرن على لينا قال بجمود أول ما وصلوه صوتها- عايز اقابلك.. حالًا
*****
بعد ساعة في كافية..
دخلت لينا فشاورلها كاران، قربت منه وقعدت ملامحها تحكي حالتها، عيونها حمرة من العياط، وشها منفخ، كلها في حالة مذرية
لينا بتوتر- قولي هنعمل اية دلوقتي أنا مش عارفة أفكر من أمبارح وانا هتجنن كنت عايزة لاجيلك بس خفت كاميليا تعرف، شارف كمان كنت خايفة يحس بحاجة، قولي اتصرف أزاي.. أنا هتجنن ياكاران هتجنن
قالتها وهي بتعيط بإنهيار، بصلها بشفقة مهما كان دي لينا!
مين لينا؟
أقرب من أي غريب، أبعد من إنها تكون حبيب
علاقتهم.. دا الوصف المناسب اللي وصفوا بيه بعضهم،
لينا واقعة في كارثة، ولأول مرة يكون واقع معاها في نفس الكارثة، المركب بتغرق بيهم سـوا
مـد إيده يمسك إيدها يربت عليها بحنان و- أهدي.. خلينا نفكر بهدوء هنعمل أية
– أنا هطلب الطلاق من شارف مش هقدر أبص في وشـه تاني، أنا أصلًا مش قادرة، كل يوم ببصله بحس إني بموت بالبطيء، خلينا نطلق ونبعد ياكاران عنهم.. نبعد علشان ينسوا وننسى، هتكون صعبة عليهم، بس أنا هعَرف شارف كل حاجة بعد ما نطلق، هفهمه في رسالة، هطلب السماح وشارف بيحبني.. مهما زعل هيسامحني وكاميليا كمان..
وأحنا..
سرحت في خيالها بعيد لينا!
رسمت حكاية خيالية!
بتحلم بيها في عقلها اللاوعي من سنين يمكن!
– نتجوز..
بَعد إيده عنها بفزع، يبصلها بذهول وغضب.. وضيق.. وقرف
– والبيبي اللي هيجي نربيه سـوا مع أولادك وولادي هتحب علي ابني وأنا سيف وكارميلا بعتبرهم أولادي، هـ..
قرب إيده من خدها يضربها عليه بخفة قلمين تلاتة يمكن يفوقها و- لينا فوقي لينا مش وقت حالة جنونك دي نهائي دلوقتي، مش وقت نوباتك سامعة، العبط اللي قولتيه دلوقتي دا مستحيل يحصل.. إياكي حتى تفكري فيه تاني.. انتي لازم تروحي لدكتورك حالتك بتسـوء عن الأول بكتير.. أنتي بقيتي مش طبيعية
بصتله بإنهيار و- عندك حل تاني يعني؟ حل غير إني أعيش مع شارف لأخر عمري وأنا عارفة إني خيناه.. من غير ما أعيش كل لحظة وأنا قرفانة من نفسي
قال بإقرار.. وإصرار- مش عندي.. بس هلاقي، أول حاجة البيبي دا هينزل، أصلًا اية عرفك إنه مني؟ هو عمره قد أية
– معرفش مستنيتش أسمع أول ما عرفت إني حامل طلعت أجري من العيادة
وبعدين دا الحل عندك، نقتل روح بريئة؟
– لا نجيبها الدنيا ونخليها كل يوم تدفع تمن غلطتنا أحنا وغبائنا، هو دا الحل بالنسبالك
قالت بتأثر.. الفكرة.. رغم بشاعة الحدث، رغم كل حاجة بتحصل وحصلت، ليها آثر جواها- بس دا ابننا ياكاران.. حتة مني ومنك
حاجة ياما فكرت فيها وتخيلتها، حاجة ياما أتمنت تعيشها
فوقها من هبلها وجنونها تاني، مش عنده استعداد ابدًا يتعامل مع حالة لينا دلوقتي
كاران بضيق وعصبية- علشان كدا أحنا لازم نتخلص منه، لأنه مينفعش بأي شكل من الأشكال يكون بيننا حاجة، مينفعش يالينا.. لا زمان ولا دلوقتي ولا بعدين ولا عمره هيحصل، لينا.. أنا عارف كويس أن حالتك دي وأفكارك دي بسبب حالتك النفسية وإنك تعتبري منتكسة دلوقتي.. علشان كدا بعديلك وساكت.. لكن الأفكار دي تروح من بالك نهائيًا
ياما وقتها هعرف شارف كل حاجة وخراب بخراب بقى
هزت راسها بفهم وإستيعاب و- فاهمة فاهمة.. أرجوك متاخدش على كلامي.. أنا دلوقتي جوايا أتنين، دلوقتي بفكر براسين، كل حاجة جوايا مقسومة
هز راسه بتفهم وهو لسة ملامحه واجمة
– دلوقتي هترجعي لدكتورك وتشوف عمر البيبي دا قد أية.. علشان نشوف هنقرر نعمل فيه أية
وقف من مكانه و- أنا لازم أمشي، ورايا حاجات لازم أعملها.. كلميني في أقرب وقت
خرج وبعده لينا، مشيوا من غير ما ياخدوا بالهم من العربية اللي مرقباهم، يمكن من زمان أوي.. والبسمة الساخرة المرتسمة على الشفايف
*****
‘ اعرفي إني دايمًا موجود علشانك ياكاميليا وبأي صفة عايزاني فيها هكون موجود معاكي.. سيبك من مشاعري ليكي، أعتبريني زي أخوكي.. أنا بديل أخوكي كامل في حياتك، أنا هقبل أعيش الدور دا في حياتك في أي وقت.. بس أطلبيني لما تعوزيني ‘
دي أخر كلمات قالها يوسف وهو بيودعها.. وبيباركلها على جوازها، كان فيه تحذيرات كتير في كلامه، كان حاسس إنها هتحتاجه في يوم، هتلجأله علشان تهرب من كاران
فعلًا ضاقت بيها الدنيا وملقيتش غيره
طلعت رقمه ورنت- يوسف أزيك.. انا كاميليا..
كملت ببكاء- يوسف انا محتجاك.. محتجاك أوي
بعد ساعتين،
وقف يوسف عربيته قدام بيت كاميليا لقيها واقفة في الجنينة مستنياه، معاها أولادها والشنط!
نزل من عربيته وقرب منها بخطوات سريعة يقول بقلق- كاميليا أنتي كويسة طمنيني في أية
مسكت في دراعه تقول بتوسل- خدني من هنا أرجوك.. خدني لبعيد عن هنا، لأبعد مكان عن كاران، متخليش كاران يوصلي
سندها بدرعاته و- طيب اهدي، عرفيني الحقير دا عملك أية
– عملي حاجات كتير وحشة أوي، وجعني أوي.. ودمرني.. بعدني عنه.. خدني أنا وأولادي أرجوك
سندها لحد العربية ركبها ورجع أخد سيف يركبه ورا وعربية كارميلا، حطها جنب سيف و- خلي بالك من أختك ماشي؟
– حاضر ياعمو.. بس أنت مين وأحنا رايحين فين.. ومامي بتعيط لية؟
مسح على شعره بحنان و- متقلقش ياحبيبي ماما كويسة وكله هيبقى تمام
حطلهم حزامات الأمن وحط الشنط ورجع يركب جنب كاميليا
– كاميليا..
– مشيني من هنا بعدين نتكلم يايوسف، أرجوك لازم امشي قبل ما كاران يجي
هز راسه بتمام وطلع بعربيته
*****
في الفندق إيـاه، واقف كاران وعفاريت الدنيا كلها بتتنطط حواليه، بيزعق بعصبية- يعني أية كل تسجيلات اليوم دا مش موجودة، أنت عايز تجنني..
– دا اللي حصل ياكاران بية
– الكاميرات كلها اتعطلت على حظي أنا يعني
نفى الفني براسه و- لا يافندم.. مش حكاية تعطيل، الكسجيلات اتحذفت بفعل فاعل
بصله بدهشة ورجع يقرب منه و- بتقول أية.. اتحذفت بفعل فاعل؟
– اه يافندم.. الكاميرات كانت شغالة ومسجلة أحداث اليوم، لكن اتحذفت بعدها
– طيب الحاجات دي مينفعش ترجع؟
– هترجع بس هتاخد وقت كبير عقبال ما ترجع
– مش مهم عندي الوقت المهم ترجع أعملوا كل اللي تقدروا عليه، عايز دا يكون شغلكم الشاغل.. فاهمين؟
هزوا راسهم بتمام ومشيوا، بقى هو واقف حاطط إيده في وسطه وبيحرك رجله بعصبية
بدأ يتأكد أن الأمر مش مجرد غلطة، الحكاية وراها كواليس كتير مش مفهومة
لمح جوليا بتقرب منه اللي نطقت اسمه بإستغراب وهي بتقرب منه- كاران.. أنت بتعمل أية هنا؟ الأجتماع لسة بالليل
– كان في حاجة بسال عليها هنا
– اه.. طيب تحب نتغدا سـوا؟ دا معاد الغدا وكنت رايحة المطعم
قاطعها- لا أنا لازم امشي ياجوليا أشوفك بعدين
مشى وهي بتبص لضهره ببسمة خفيفة و- أمشي طبعًا ياكاران أكيد مشغول.. مشغول أوي ياحبيبي
*****
في بيت في منطقة قيد التعمير..
– أنا فضلت ساكتة كان جوايا نار بس ساكتة، مستنية كل دا يطلع كابوس، يقولي بضحك عليكي رغم إني شوفت الفيديو بعيني بس دا محصلش.. بدل دا عرفت إنها حامل وقتها مقدرتش اتحمل أكتر.. عرفت إني مش هعرف أضحك على نفسي أكتر وأقول أن دا محصلش
والفيديو مش دليل.. خلاص جالي الدليل القوي وأتحط قدام عيوني.. الهانم حامل منه
– أهدي ووطـي صوتك ياكاميليا ممكن؟
بصتله بدموع وضعف و- قولي اعمل أية يايوسف؟
– انا لسة كنت هقولك الفيديو ممكن ميكونش دليل.. يمكن ملعوب لكن حملها غير كل أفكاري.. أنا مش هقدر أقولك تعملي أية لإنها حياتك.. ومش هقدر أقف ساكت
علشان كدا أعرفي إني وراكي ومعاكي
قولي أنتي عايزة أية وأنا هعملهولك.. مهما كان هنفذهولك
المهم ترتاحي
– أنا عايزة أطلق.. عايزة كاران يطلقني ويطلع من حياتي وبس، كاران سمم حياتي بما فيه الكفاية، دمرني كتير وكنت مفكرة دا بدافع الحب الكبير، وأستحملت بحجة الحب
لكن كفاية لحد كدا
علاقتنا لازم تخلص.. حكايتنا لازم تنتهي..
طلقني من كاران يايوسف
هز راسه بوعد و- هطلقك منه.. هخلصك منه وعـد
أبتسمت ليه وعيونها مدمعة، لأول مرة من وقت طويل تحس أن ليها سند تسند عليه
عند كاران..
أخر اليوم، دخل وهو بينادي- كامي.. كاميليا، سيف.. كارميلا حبيبة بابا
سـاب المفتاح في الباب ودخل وهو بيبص حواليه بتوجس، لما لقى كل الأنوار مطفية، والهدوء.. هدوء موحش مالي المكان
خايف.. يكون المرة دي اللي خايف منه حصل، من ساعة اللي حصل وهو كل يوم يدخل البيت دا بيبقى خايف ميلقيهاش
وتقريبًا اللي بيخاف منه حصل!
طلع يجري على فوق وهو بينادي بأعلى صوته- كاميليا.. كاميليا
فتح باب أوضتهم.. باب أوضة الأطفال، كل البيت.. ملهاش آثر
رجع لأوضتهم تاني دخل الدريسنج روم لقى كل هدومها مش موجودة.. كل حاجاتها مختفية
شـد الستاير اللي قدامه يوقعها على الأرض وهو بيصرخ باسمها- كامـي..
موجود في نص الأوضة تربيزة كبيرة عليها صندوق مفتوح مليان ساعاته رماه على أخر دراعه هو وكل أزايز العطر بتاعته وبتاعتها
وهو بينادي اسمها بجنون
– قولتلك متمشيش، هصلح كل حاجة بس متمشيش
لية ياكامي لية..
طلع من الأوضة وهو شبة ماشي بيترنح.. مش شايف قدامه من غضبه، صدمته.. عصبيته وزعله
مسك فونه وطلع رقمها يرن مرة في أتنين مفيش رد
قبل ما الفون يتقفل خالص
رمـى الفون في الحيطة نزل مدشدش
وبتوعد- ماشي ياكاميليا ماشي.. أهربي قد ما تهربي.. هلاقيكي وهترجعيلي وقتها هدفعك التمن.. هعرفك أزاي تسيبيني وتمشي.. أزاي تهربي مني.. مني أنا.. كاران وادي.. جوزك

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لا تثقي بالرجال)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *