روايات

رواية جحيم الديب الفصل الثالث 3 بقلم رحيق عمران

رواية جحيم الديب الفصل الثالث 3 بقلم رحيق عمران

رواية جحيم الديب البارت الثالث

رواية جحيم الديب الجزء الثالث

جحيم الديب
جحيم الديب

رواية جحيم الديب الحلقة الثالثة

كنت قاعده ومربوطة، وعربيته اختفت من قدامي. فضلت أعيط من الخوف، وقولت وأنا مش قادرة أتكلم:ونبي حد يساعدني يا ناس!”
حاولت أفك نفسي، بس مش قادرة. فجأة، لقيت أربع شباب ماشيين في الشارع، وكانوا واضح إنهم شاربين جامد. سمعوا صوتي، فوقف واحد فيهم وقال:
-استنوا، أنا سامع صوت واحدة، شكلها لعبت ولا إيه؟”
ضحك التاني وضرـبه على دماغه وقال:
-ضحك، هو أنت يا واد، ودنك مع الحريم دايمًا؟ والله الوساـخة ليها ناسها!”
زقه بهزار وقال له:
-شوف مين اللي بيتكلم، قاعد في الكباـريه مع نسوان، انصح نفسك يا حبيبي.”
واحد منهم قال بجدية:
“يا جماعة، استنوا، فعلاً زي ما هيثم قال، في صوت واحدة.”
التاني ضحك وقال:
-أنت كمان بتخرف زيّه، انتوا مشبعتوش من النسوان ولا إيه؟”
وبالفعل، وهم بيقربوا مني، شافوني وأنا قاعدة. كنت مش عارفة نواياهم، فقلت أستغيث بيهم:
-بالله عليكم، تعالوا فكوني.”
همس واحد لهيثم وقال:
-الشك طلع في محله يا واد، شكلنا هنتمزج ولا إيه؟ أوووه، دي طلعت جامدة أوي!”
اتقربوا مني، وفي الأول كانوا بيكلموني عادي وقالوا:
-مين اللي عمل فيكي كده؟ وإيه اللي جابك هنا؟ مش عارفه إن الشارع ده مليان صيع؟”
كنت بشهق من الخوف، وقلت:
“في واحد ابن حرام سبني ومشي… والله مليش ذنب، ساعدوني بالله عليكم!”
الـ4 ضحكوا بخبث، وقال واحد منهم بنبرة جادة فيها خداع:
“أكيد طبعًا هنساعدك.”
واحد منهم قرب مني وفك ايدي، فقمت واتكلمت براحة:
“شكراً، من غيركم كنت هموـت في مكاني.”
ضحك واحد منهم وقال بسخرية:
-إحنا كمان منرضاش نسيبك في مكان زي ده، انتي ست الكل والجمال.”
وبص لي بشهوـة، ومرّر شفايفه بشوق.
كنت خايفة جدًا من تعبيرات وشه وتصرفاته، وكنت حاسة إنه مش ناوي علي خير.
قررت انفد بروحي بسرعة، وقلت:
-أنا همشي بقى، متشكرة على المساعدة.”
لكن واحد منهم مسك إيدي وقال:
“رايحة فين؟ مش المفروض تردي الجميل بردو؟ ولا إنتي أنانية؟ مبتساعديش غيرك؟”
بلعت ريقي بخوف، وبعدت إيدي، وقلت:
-لو كان في إيدي أعمل حاجة ليكم، ما اتأخرتش، لكن والله تعبانة ومش فايقة… خلوني أمشي الله يكرمكم.”
ضحك واحد منهم وقال وهو بيقرب:
-يا بنتي إنتي فاهمانا غلط… إحنا ناس طيبين والله، بس مش بنحب حد يتهرب مننا، خصوصًا لما نكون عملنا معاه واجب!”
قلت ودموعي نازلة:
– أنا مقدّرة والله، بس مش قادرة، تعبانه وخايفة و…
قطـ.عني وهو ماسك دراعي جامد:
– طب ما نهوّنك يا ست البنات… تعالي نوصلك بطريقتنا
قلبت عيني عليهم… الكل بيبص بنفس النظرة اللي ترعب أي واحدة، وخطوتهم بتقرب، وأنا بتراجع… وقلبي بيخبط خبط مش طبيعي، ولساني مش قادر ينطق وفجاه واحد قطــ.ع لبسي وصوتت جامد من الخضه والخوف
بس سمعت.. صوت عربية فراملها بتكسـ.ر الهوا، نورها ضرـب في وشوشهم… وصوت رجولي عالي قال:
– سيبوها يا ولاد الكلـ.ب! ميزت الصوت وقولت مراد !!
– فتح الباب بعنــ.ف وكان شكله بيولع ناـر جري عليهم وانا قربت منه وسترت نفسي ومراد دخل فيهم شمال ..وقف قدامهم وقال ببرود قاتل:
– رجالة إنتو؟ أربعة على واحدة؟
ده حتى الكلاـب عندها نخوة.
واحد منهم قال له بتحدي:
– مالكش دعوة يا عم، كنا بنساعدها.
مراد ضحك بس كانت ضحكة مرعبة:
– تساعدوها بقطـ.ع هدومها؟ دي مساعدة ولا وساـخة؟
وقبل ما يكملوا كلام، دخل فيهم ضرـب:
بوكس وقع واحد، والتاني خبطه في بطنه،
مسك التالت ولبّسه العربية
والرابع وقع من الخوف، وبعدين بص بقرف وقال: “أوساـخ.”
قرب مني بعيون جامدة وغضب، وقلـ.ع الجاكيت ولبسني إياه. روحت بعصبية وصراخ، ورميت الجاكيت وقلت:
-مبسوط؟ يارب تكون مبسوط! أهو خدت حقك وزيادة! إنت بسببك كنت هموت ما بين أيديهم! عارف لو كانوا خدوني كان هيحصل إيه؟! إنت عارف يا أستاذ مراد، ساعتها مش هعيش ثانية في أيديهم! أنت بجد شخص أناني أوي وبكرهك! بكرهك!”
مراد جز على سنانه وكتم نفسه بضيق، وجاب الجاكيت وقال:
-يعني مش هتيجي؟”
بصيت له بقرف وقلت:
-رجعني لبيتي زي ما خدتني! رجعني!”
نفخ بملل وفتح الباب وقال: اركبي.”
روحت ركبت وهو ركب وساق العربية، وأنا حضـ.نت نفسي وكنت بعيط بصمت.
مراد بجمود قال:
-البسي الجاكيت ده وبلاش تعاندي.”
قلت وأنا ثابتة على موقفي:لا
مراد بصوت متنرفز وقال:أحسن. هو أنا هتحايل عليكي؟”
بصيت له بقرف واكتفيت بالصمت.
وبعدين، روحني عند بيتي في السكن وسبته بدون ما أتكلم. كان باين عليه التعب وهو بص عليا وأنا ماشية، ونفخ بضيق من أسلوبه وتصرفاته معايا. حس بشفقة وندم، معرفش ليه بيعمل كده معايا وليه أنا بالتحديد.
مراد سبني ومشي وأنا طلعت لفوق.
خبطت على الباب وأنا تعبانه، اللي فتح لي كان شاب، استغربت وقلت:إنت مين؟”
بصلي بسخرية وقال:إنتي اللي مين؟
صحبتي جت سحبتي من إيدي وأنا مش فاهمة حاجة، والشقة مليانة دخان.
بعدت إيدي وقلت بعصبية:
-إيه اللي بيحصل هنا؟ ومين الراجل ده؟ يا شيماء من إمتى بنجيب رجالة في البيت؟! ولا مفيش احترام لأهل البيت؟! وفين باقي البنات؟!”
شيماء بصّت لي بتوتر وقالت:
-اهدئي بس يا بنتي، مالك؟ ده صاحبي… جاي يسلّينا شوية بدل ما إحنا مخنوقين كده طول الوقت!”
اتصدمت من كلمتها، وقلبي وقع، قولت لها وأنا صوتي بيرتعش:
-تسلّينا؟! دي شقة سكن للبنات مش كباـريه! فين احترامك لنفسك ولينا؟!”
الراجل اللي واقف ضحك وقال بسخرية:
-يا بنتي اهدى، شكلك محتاجة تشربي حاجة تفكك، شكلك متعكننة جامد!”
زقيته وأنا بعيط:إبعد عني، ماتلمسنيش! أنا مش زيكم!”
شيماء بسخرية:
-مش زينا إزاي؟ بصي على نفسك في المراية! شكلك اتبسطتي مع مراد الديب أوي ولا إيه يا حور؟ ولا شايفة نفسك ملاك ظالم؟ واحنا بس اللي ملفوفين بالملاية؟!”
سمعت كده وضرـبتها بقلم على وشها لدرجة الغضب.
شيماء مسكت وشها بصدمة، والواد شهق بصدمة، وقلت:
-لحد هنا وكفاية! إنتي يا شيماء يطلع منك الكلام ده؟ ده أخلاقي عشان تقولي عليا كده؟ أخس عليكي! مكنتش عارفة إنك ليكي وشين! استحالة تكوني صحبتي!”
لقيت باقي البنات فاطمة وهاجر جايين من الأوضة على صوتنا، والغريبة معاهم شباب أول مرة يحصل الوضع ده! دول استغلوا اختفائي…
وجهت كلام ليهم كلهم وقلت بقهر ووجع:
-إزاي كده؟ دي شقة سكن! إزاي ليكم عين تعملوا الكلام ده في بيت ناس غريبة؟ إزاي؟!!”
وبعدين بصيت بقرف ودخلت الأوضة وقفلت على نفسي. الريحة كانت خانقة، والدخان مالي المكان. حسيت إني في كابوس… كرهت كل حاجة في اللحظة دي.
رميت نفسي على السرير، كنت مرعوبة من الشباب اللي كانوا في الشارع، ومن مراد، ومن شيماء واللي حواليا…
حضـ.نت نفسي وأنا بعيط، دموعي نازلة بدون صوت، وحسيت إني لوحدي وسط الدنيا… مفيش أمان… ولا حتى في بيت المفروض يكون فيه صحابي.
اتنهدت بتعب، بس سمعت صوت ناس تانية غريبة، وخبط جامد.
سمعت صحابي بيقولوا:
-والله ما عملنا حاجة يا باشا!”
غير كده خبطوا عليا جامد وكنت خايفة أوي! فتحوا الباب بقوة، وشهقت بخوف، ولقيتهم قربوا مني، وشدوني من جسمي.
فضلت أتكلم بعياط وقلت:
“أنا مليش ذنب والله يا باشا، وحياة عرضك أنا بريئة! حتى مكنش معايا حد في الأوضة!”
اتنفضت بصوت رجولي وقال:
“اخرسي! مسمعش صوتك قدامي يا أوباش!”
مشيت معاه وأنا معنديش حيلة! لا أقدر أناهد ولا أدافع عن نفسي. دخلت البوكس معاهم وأنا بترعش من الخوف.
لقيت شيماء بتزعق فيا وبتقولي:
-شاطرة! بلغتي عننا! أهو شلتي معانا والسـ.جن هيلمنا أنا وانتي عشان غباـئك! اشربي بقى!”
قلت بارتجاف:أنا مبلغتش على حد والله!”
صرخت في وشي وقالت:
-كدابة! أكيد بلغتي عننا! مصدقش منك!”
فضلت أعيط ومش مصدقة إن كل ده بيحصلي.
روحنا القسم وكنا واقفين في مكتب الظابط.
الظابط دخل المكتب وهو ماسك الورق وباصص عليهم من فوق لتحت، صوته كان حاد وجامد:
-حد يفهمني إزاي شقة سكن للبنات نلاقي فيها رجالة؟! أنتم فاكرين نفسكم فين؟ في أوضة نومكم؟!”
بص لشيماء: وإنتي! الشقة دي باسمك؟
شيماء بتتوتر:
– لا يا باشا، دي بتاعة واحدة صحبتي…
الظابط ضرب المكتب بإيده بعـ.نف:
– يعني لا شقة ليكي، ولا حق تدخليها، وجايبة رجالة كمان؟
إنتي فاكرة نفسك صاحبة كباـريه وفتحاها دعاـره؟
عيب تتقال عليكي بنت، دي أقل من قلة الأدب!
بص للبنات:
– وأنتوا؟ فين عقولكم؟ سايبين شقة سكن تتحول لوكر؟
ولا مستنين يحصل مصيبة عشان تفوقوا؟!
بص للشباب:
– وأنتو؟ مش قادرين تفرقوا بين الجدعنة وقلة القيمة؟
داخلين شقة بنات؟ دي رجولة دي؟!
وبعدين بص عليا بشك وقال:
-مش انتي اللي كنتي عاملة محضر لمراد الديب؟!”
كلمت بقلق:أنا!!”
قال ببجاحة:أها، انتي هتهزري معايا؟”
اتكلمت بدموع:أها، بس سحبت شكوتي.”
راح قعد على المكتب ورفع رجله عليه وقال:
-ممم يعني بتبلغي على الراجل بمصـ.يبة وانتي أصلاً جايّة بمصاـيبك؟ ده انتي جاحدة بتبلغي على الراجل الغلبان وهي أصلاً طالعة من بيت الدعاـرة، شوية أوساـخ بصحيح…”
كله دلوقتي هيتكتب في المحضر عسكري.
-تعالي خدهم على الحجز، عقبال ما أشوف لهم صرفه…”
خدونا كلنا، وأنا فضلت أعيط وقلت:
-بالله عليك يا باشا أنا مليش دعوة بالحوار ده ونبي!”
الظابط بصوت جهوري قال:خدهم من قدامي!”
دخلت الحجز وأنا خايفه كأني داخلة ساحة حرب.
كل العيون عليا، وفي واحدة ست كبيرة قامت، قربت مني وبصّت لي بتركيز:
-بصوا يا بنات… جايلنا عروسة جديدة!”
-وشها نضيف أوي، شكلها متعودة على الشامبو مش على البهدلة!”
-إنتي جاية هنا ليه يا قمراية؟!”
سكت، مش عارفة أرد.
قربت مني أكتر، وقالت بنبرة كلها غِل:
-فاكرة نفسك أحسن مننا؟!”
-قوليلي… كنتي ماشية على الكورنيش ولا في فيلا؟”
مدّت إيدها فجأة وخبطتني على وشي:انطقي لما حد يكلمك!
-أنا… والله ما…”
-ما إييييه؟!”
وطت ومسكت شعري:بتردي عليّا؟!”
-ده انتي لسه جديدة ومش عارفة قوانين المكان!”
شدتني من شعري وفضلت تخبط راسي في الحيط.
-اتعلمي تحطي عينك في الأرض!”
-مافيش بنت تدخل هنا وشها يفضل زي ما هو!”
حرام عليكي… وجعتيني…”
-أنا؟ أنا وجعتك؟! طب خدي دي كمان!”
وضرـبتني بالقلم تاني.
-وقومي لمّي شعرك يا مقطوـعة!”
-مش هتنامي قبل ما نعلّمك الأدب!”
واحدة من البنات قالت:كفاية يا سكينة، البنت مغلوب على أمرها!”
-انتي سكتّي خالص… أنا لسه ما بدأتش!”
وبصّت لي وهي بتقرب تاني.
-جاييالك يا قمراية… الليلة دي طويلة.”
قربت مني وفضلت تضرـب فيا لحد ما وشي ورم من الضرب، واغمي عليا.
الست خافت وشيماء زعلت عليا وبعدت الست عني وقالت:
-ابعدي يا وليه! انتي والله هلم عليكي!”
القسم كله يلهوووي، الحقوني يا ناس!
صحبتي أغمي عليها يا ناس!
-بت يا حور! فوقي!”
ماعرفتش أفوق وكأن جسمي لما صدق يلاقي حتة يسند عليها.
الصبح صبح عليا، ولاقيت العسكري بيطلبني.
قومت وأنا جسمي همدان، روحت معاه، لما صدقت أطلع وأشم هوا.
دخلت مكتب الظابط، رميت عيني عليه، بس لقيت مراد الديب موجود!!!
قربت منه وقلت باستغراب:أنت طلبتني؟!”
بقلم ميمو
مراد وهو حاطت صباعه على طرف شفته، مستغرب من تشوـهات وشي، قال:
-أها، عشان أخرجك، ولا إنتي مش عايزة؟”
قلبي فرح ونسيت كل حاجة عملها معايا من أجل سمعتي وحياتي، وقلت بفرح:
-أيوة، ياريت! هكون متشكرة لحضرتك!”
مراد قام ووقف قدامي، وحط إيديه في جيوبه وقال بجمود للظباط:سيبنا لوحدنا يا درش.”
الظابط ابتسم وقال:أكييد!”
وبعدين خرج.
مراد قال:بس بشروط!”
استغربت بتوتر وقلت:
إيه هي؟”
مراد ببرود قال:
-طبعاً الكلام ده هيبقى استحالة بالنسبالك، بس إنتي قدّره يا مصلحتك، يا تعيشي طول حياتك في السـ.جن، تختاري إيه؟”
بلعت ريقي وقلت:إيه الشروط؟!”
مراد ابتسم بهدوء وقال:
-تتجوزيني شهر واحد، والمقابل هتطلعي من السـ.جن، وكمان هريشك وهعيشك في بيت حلو بدل الشقق السكن، واللي منها. رأيك إيه؟!”
فتحت بوقي من صدمة وقلت:تتجوزنييي؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جحيم الديب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *