روايات

رواية نقطة تحول الفصل الثالث 3 بقلم مروة جبر

رواية نقطة تحول الفصل الثالث 3 بقلم مروة جبر

رواية نقطة تحول البارت الثالث

رواية نقطة تحول الجزء الثالث

نقطة تحول
نقطة تحول

رواية نقطة تحول الحلقة الثالثة

صوت خطوات تقيلة بيكسر هدوء السلم، ووش متعصب طالع من تحت، واضح إن يومه مكانش لطيف خالص.
أبوها كان راجع من الشغل، باين عليه التوتر، ووشه مشحون بكمية تفاصيل محدش شايفها غيره.
وصل للدور الرابع، لمحت عينُه بنته واقفة ، على أول السلم، جنبها شاب غريب.
وقف مكانه ثواني،
بصلها بنظرة فيها ألف سؤال، وبص للشاب بنظرة أطول.
– حضرتك مين؟
سؤاله طلع بجفاف تلقائي… مش قاصد يضايق، بس مش مرتاح.
– أنا يونس، ساكن في الشقة اللي جنب حضرتكم.
مديت إيدي بابتسامة بسيطة، وكمّلت:
– كنت بسألها لو فيه إمكانية أمد سلك الدش من فوق السطح، علشان ظبطت التلفزيون ولسه مش موصل…
لقيتها راجعة من الدرس وطالعة السلم، فقولت بدل ما أتصرف من غير إذن، أسأل.
أبوها لسه بيبصلي، وبعدين تنهد:
– تمام، دقيقه…
، والراجل دخل بيته وهو بيقول لبنته:
– حور، اعملي لنا كوبايتين شاي… هاطلع معاه نشوف موضوع السلك.
عند يونس:
أنا يونس، ٢٦ سنة، في كلية الذكاء الاصطناعي – قسم “نُظم الإدراك الحسي”.
حياتي ماشية بنظام، بحب التفاصيل، الصغيرة قبل الكبيرة.
وبحب أختار الحاجة اللي تستاهل وقتي وتركيزي… و”حور” كانت منهم، من أول لحظة.
لما طلعنا فوق، كان الجو مغيم شوية، بس البلكونات كلها نايمة.
مسكت السلك، وبدأت أظبطه، وأبوها بيشاورلي على الاتجاهات.
في النص، سألني عن الكلية، قولتله، لقيته مهتم وسألني عن شغلها، فهمت إنه راجل بيحترم اللي بيجتهد.
قعدنا شوية فوق بعد ما خلصنا، ضحكنا على كام موقف، والراجل كان دمه خفيف بطريقة ماكنتش متوقعة.
بس وأنا بضحك معاه، عيني كانت كل شوية تبص للسلم…
هي طلعت؟ لسه؟
وبعدين…
سمعت صوت خطواتها.
رفعت عيني، ولقيتها طالعة… شايلة صينية فيها كوبايتين شاي.
كانت لابسة إسدال خفيف لونه اسود، شعرها مش باين بس من تحت الإسدال، الحجاب النبيتي باين طرفه… نفس اللون اللي لزق في دماغي من أول مرة شُفتها.
كانت بتطلع السلم بحذر، وإيدها ثابتة، بس نظرتها نازلة على الصينية كأنها بتحمي كِنز.
ولما وصلت للسطح، وقفت قدامنا بلحظة صمت.
مابتتكلمش، بس وجودها لوحده قلب الجو.
أبوها خد منها الصينية وقال وهو بيضحك:
– شكرًا يا ستي، هوّني علينا التعب ده.
ضحكت، بس أنا كنت شايف غير كده.
كنت شايف خفة حركة إيديها وهي بتسلّم، وارتباك بسيط في ملامحها وهي بتلف بسرعة تنزل تاني.
بس قبل ما تنزل…
اتلفتتلي، لمحة سريعة، ونزلت عينيها، وسابِت السطح، بس سببتلي حاجة أكبر من أي حاجة تانية…
سيبتِ أثر
لحظه ما ضحكت ،أنا؟
كنت بتفرج.
مش على الشاي…
ولا على الصينية…
أنا كنت بتفرج على التفاصيل… على البساطة… على الجمال اللي بيعدّي في اليوم من غير ما ياخد باله.
، وسرحت لحظة…
إزاي ممكن حاجه بسيطة زي كوباية شاي، تخلي قلبك يدق
فكرت إن لما تنزل درسها تاني، أتابع من بعيد… أشوف بترجع إمتى، بتمشي إزاي.
رجعت شقتي بعدها، بس دماغي مكَنتش معايا.
كنت هناك… معاها، في اللحظة دي، في السطح ده، في الارتباك الحلو اللي حصل في وشها وهي شايلة الصينية.
فتحت اللابتوب، وبدأت أدوّر أكتر…
اسمها، صفحتها، كلامها.
ولما وصلت للحاجات اللي بتحبها، قلبي اتشد أكتر.
البنت دي مختلفة، فيها عمق مش بيتقال، بس بيتحس صفحتها كانت مزيج بين الحنية والعقل، بوستات عن الكتب، اقتباسات، صور قديمة لأماكن شكلها بتحبها، كلها كانت بتتكلم من غير صوت..
قررت أبدأ…
مش بخطوة كبيرة، لأ، بحاجة بسيطة.
نزلت المكتبه تاني يوم، فضلت ألف على النوع اللي بتحبه، جبت لها ٣ روايات من اللي بتشدها .
غلفت كل رواية بورق كرافت لونه باهت، وحوالينهم شريطة نبيتي.
الروايات كانت بـ ترتيب معين، أول واحدة رومانسية، التانية اجتماعية، التالتة فيها غموض… علشان تشوفني بحاول ألم كل حتة من ذوقها.
ومعاهم وردة نبيتي، ملفوفة بنفس الورق، مكتوب عليه كلمات بسيطة… وفي النص شريطة نبيتي رفيعة.
والكارت؟
مافيهوش اسم، بس الجملة عليه كانت طالعة من قلبي:
“اخترتلك الصفحات دي بعناية… عشان تستاهلي تكوني البطلة، حتى لو عمرك ما حكيتِ الحكاية.”
استنيت اللحظة… وحطيتهم عند باب شقتها.
عند حور:
كانت راجعة من الدرس، شايلة شنطتها على كتفها، والتعب باين في ملامحها.
طلعت السلم خطوة خطوة، ولما قربت من باب شقتها، وقفت فجأة.
الأرض؟
هدية.
كيس بسيط، شكله مش غالي، بس منظم بطريقة تخطف القلب.
وردة نبيتي، و٣ كتب شكلهم يشبهها، مغلفين كأنهم هدية عيد ميلاد من شخص يعرفها من سنين.
حركت إيدها بخفة، وفتحت الكيس، وبصّت على الكارت.
الضحكة اللي طلعت منها كانت أول مرة من زمان…
ضحكة خفيفة، صافية، زي الطفل اللي بيلاقي لعبة كان ناسي إنها عنده.
قلبت الكتب بين إيديها، وعينيها بتلمع، ووشها بيتحول لحاجة تانية، أجمل.
كل حاجة كانت معمولة بحب…
اللون، الورد، الكلام المكتوب، وحتى ترتيب الكتب
مدّت إيدها على باب شقتها، ولسه بتفتحه…
ولما قربت تفتح الباب…
الباب اللي جنبها اتفتح.
قلبها دق.
نظرة ما بين الفضول… والاطمئنان… ونقطة بداية.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نقطة تحول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *