روايات

رواية غفران هزمه العشق الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق البارت الثامن والثلاثون

رواية غفران هزمه العشق الجزء الثامن والثلاثون

غفران هزمه العشق
غفران هزمه العشق

رواية غفران هزمه العشق الحلقة الثامنة والثلاثون

___ بعنــــوان ” لهفـــــــة قلـــــــــوب هــــــائمـــة” ___
خرج “قاسم” مع والده من المسجد بعد صلاة العشاء وكان “جميل” متكئ على ابنه ويمشي ببطئ فقال:-
_ تيجي نقعد على القهوة شوية
_ بابا بقولك اى أنا ضيعت الماتش اللى حجزه عشان أجيب تصلى فى الجامع هتضيع بقي الوقت فى القهاوى هسيبك وأمشي
قالها “قاسم” بتذمر ليُجيب عليه “جميل” وهو يضرب كتفه بغضب:-
_ ماتش كورة اى اللى أهم من الصلاة يا بهيم أنت
تذمر “قاسم” بزمجرة قائلًا:-
_ هتخلي أكفر يا عم، أنا قلت دلوقت أهم من الصلاة ، أمشي يا بابا ، أمشي يا حبيبي
_ يا بني كفاية كورة وأنتبه لمذاكرتك خف شوية عن أختك اللى شايلة الحمل لوحدها
قالها بجدية وهما يمرون من أمام محل “حازم” المغلق بعد هدمه فى المشاجرة الأخيرة ، تحدث “قاسم” بجدية:-
_ حاضر هذاكر، حاضر بس ….
قاطعه صوت “حازم” من الخلف ينادي عليه قائلًا:-
_ عم جميل
ألتف “جميل” إلى الصوت وحدق بـ “حازم” ومعه “قاسم” الذي أشئمز لمجرد رؤيته وقال بضيق:-
_ خير يا سي حازم خناقة جديدة
تحدث “جميل” بجدية قائلًا:-
_ أتلم يا قاسم، عايز أى حازم
أقترب “حازم” بهدوء منهما وتحدث بنبرة هادئة وأحترام شديدة:-
_ ممكن أطلع أتكلم مع حضرتك شوية؟
_ دا أى الأدب دا كله، مش لاقي عليك
قالها “قاسم” بحدة فنكزه “جميل” بغضب من عصيانه له وقال بحزم:-
_ أخرس يا قاسم، قول اللى عايزاه يا حازم لأنى مش هدخلك بيتي
تنحنح “حازم” بلطف وتوتر ثم جمع شجاعته وقال:-
_ أنا طالب منك أيد قُسم ووعزة وجلالة الله لأحافظ عليها و….
قاطعه “قاسم” بانفعال شديد حين مسك لياقة قميصه بغضب أكبر وقال:-
_ أنت مجنون يالا ولا هى هبت منك على الأخرى، قُسم مين دى اللى تتجوزها يا زبالة
سحبه “جميل” بقوة وهى يقول بضيق:-
_ خلاص يا قاسم بقى … سيبه الراجل معملش حاجة غلط ودخل البيت من بابه
رمقه “قاسم” بدهشة وقال بتذمر:-
_ أنت بتقول أى يا بابا
_ بقول سيبه يا قاسم وأمشي أطلع فوق، وأنت يا حازم شوفلك حد غير بنتي ، أنا بنتي مش ليك
قالها بحزم ثم صعد مع أبنه إلي الأعلى….
قرأت “قُسم” خبر وفأة “نورهان” على مواقع التواصل الاجتماعي مما أدهشها وجعل قلبها ينقبض ذعرًا، فتحت “صفية” باب غرفتها بصدمة وقالت:-
_ حقيقى الكلام اللى الواد قاسم دا قاله
تركت “قُسم” الهاتف جانبًا وقالت:-
_ قال أى؟
نظر فى الكتاب مع “نالا” وهى تذاكر بجوارها وقالت بلطف:-
_ دى غلط يا نالا، عدي من تاني
قاطعتها “صفية” تقول بجدية وحزن:-
_ نورهان ماتت
رفعت “قُسم” رأسها إلى والدتها بحزن وتنهدت بضيق ثم قالت:-
_ اه يا ماما لسه قرأ الخبر على الفيس، الله يرحمها
تحدثت “نالا” بذعر وتلعثم طفولي:-
_ نانا !!
نظرت “قُسم” إلى الطفلة بدهشة ولم تنتبه لوجودها فبدأت “نالا” تبكي بحزن على “نورهان” وأنهيار فقالت:-
_ أهدئي يا نالا، بطلى عياط
_ هى كمان مشيت وسابتني يا مامي
قالتها بحزن وبكاء شديد فمسكت فى ملابس “قُسم” بحزن وقالت بضيق:-
_ قومي ودينى لبابي… قومي وديني عندهم يلا
قالتها بعناد فمسكتها “قُسم” بحزن فهى لن تذهب إلى هناك نهائيًا وقالت:-
_ أهدئي يا نالا طيب وبكرة أوديكي
هزت رأسها بالنفي رافضة الأنتظار وقالت:-
_لا ، لا يعنى لا، قومي وديني لبابي دلوقت
_ أقعدي يا نالا والصبح نوديكي
قالتها “صفية” بحدة صارمة فأجابتها “نالا” بصراخ طفولية:-
_لا إنتِ كذابة ومش هتوديني ، أصلا إنتِ مش بتحبني وبتكرهيني
_ نالا عيب
قالتها “قُسم” بصراخ بعد أن تحدثت الطفلة بهذه الطريقة مع والدتها فغضبت “نالا” منها بعد أن صرخت وقالت:-
_ أنا بكرهك ، أصلًا إنتِ مش مامي وفاتن هى اللى قالتلي أقولك مامي هى وبابي، إنتِ مش مامي وأنا بكرهك
ركضت “نالا” من أمامها وسط دهشة “قُسم” من حديث “نالا” وهى تتحدث عن الكره فتركت الكتاب من يدها وخرجت خلف طفلتها الصغيرة لتراها تختبي تحت السفرة وتبكي بحزن وشهقاتها تملأ المكان فجلست “قُسم” أرضًا بجوار السفرة وقالت:-
_ بس أنا بحبك ، اه مش أمك بس أنا بحبك وهوديكي تشوفي بابا
رفعت “نالا” المفرش وأخرجت رأسها لتنظر إلى “قُسم” بحزن شديد وسألتها بتردد:-
_ هتودينى بجد؟!
أومأت “قُسم” إليها بنعم فخرجت “نالا” زحفًا إلى “قُسم” وعانقتها بحب شديد ثم قالت :-
_ سورى ، أوعدك مش هقول الكلام الوحش دا تاني
تبسمت “قُسم” بلطف وهى تطوق الفتاة بحُب شديد فلم يتبقي لها سوى هذه الفتاة، ساعدت “نالا” فى أرتدي الملابس وأرتدي هى فستان أسود طويلًا بأكمام ومغلق بأزرار من الرقبة إلى الخصر وأسدلت شعرها الكستنائي على الجانبين حرية وأرتدي بقدميها حذاء رياضي أبيض ، خرجت من الغرفة مع طفلتها ورأت والدها يجلس على السفرة مع أمها وقال بحدة:-
_ رايحة فين يا قُسم؟
نظرت “قُسم” إلى أمه وهى قد أخبرت والدها بالفعل ثم قالت:-
_ نالا عايزة تشوف أبوها، حقها يا بابا
_ والله ، وإنتِ حقك فين؟
قالها بحدة صارمة فنظرت “قُسم” إلى “نالا” التى تمسك يدها بخوف بعد معارضة “جميل” وشعرت أنها لن ترى والدها اليوم بعد أن فرحت بهذا اللقاء، تنحنحت “قُسم” بلطف وقالت:-
_ غفران مش هيأكلني يا بابا لو شافني ، وأنا مش هتأخر
_ مترجعيش تندمي أو تعيطي
قالها بحزم فأومأت إليه بنعم وأخذت الطفلة لتذهب إلى باب الشقة فأستوقفها مُجددًا وقال:-
_ قُسم!!
أستدارت إلى والدها وحدقت “نالا” بوجه “جميل” بخوف من أن يمنعها ، تحدث “جميل” بنبرة حادة:-
_ لما ترجعى أنا عايزك فى موضوع
شعرت بالفضول وخصيصًا بعد أن تحدث “قاسم” بغضب قائلا:-
_ ما خلاص بقى با بابي وقفل على الموضوع
_ هو في أى؟
تحدث “جميل” بهدوء شديد قائلًا:-
_ حازم طلب أيدك منى
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها وأخرجتها عن سيطرتها حين صرخت بغضب:-
_ يتجوزني، وأى كمان يا بابا ، وياترى هيأخدني ببنتى ولا هيقولى مربيش بنت راجل تاني، ويا ترى عرض فيا كام، حازم دا لو أخر راجل فى العالم أنا مستحيل أتجوزه وأقفل الموضوع دا نهائي
خرجت من الشقة غاضبة وبداخلها نار بركاني وترجلت للأسفل لترى “ليلى” بسيارتها على أول الشارع بعد مشاجرتها مع “حازم” ، فتحت الباب الخلفي للسيارة وجعلت “نالا” تركب ثم صعدت هى بجوار “ليلى” ثم قالت:-
_ معلش يا ليلى تعبتك معايا
_ عيب عليكِ على فكرة تقولى كدة
قالتها “ليلى” وأنطلقت إلى القصر وقبل أن تدخل الكمبوند أوقفتها “قُسم” تقول:-
_ أستني يا ليلى، أنا هنزل أستناكم هنا، نالا هتدخلى مع ليلى تشوفي بابا وتقعدي معاه ومتتأخريش عشان مامي واقفة فى الشارع لوحدها عشام محدش يضايقها ، أتفقنا
أومأت إليها بنعم فنظرت إلى صديقتها وقالت:-
_ متتأخريش يا ليلى وخلى بالك منها
_ حاضر متقلقيش ، خلى بالك إنتِ من نفسك
قالتها ، ليلى” بلطف ثم ترجلت “قُسم” من السيارة لتنظر “نالا” من النافذة وقالت بسعادة:-
_ I love you mum
تبسمت “قُسم” إليها ولوحت بيدها إلي صغيرتها، أنطلقت “ليلى” بالسيارة حتى وصلت للقصر فأستقبلتها “فاتن” برحب هى والصغيرة فسألت “نالا” بحماس عن والدها:-
_ بابى فين؟
_ فى المكتب، إنتِ جيتي مع …..
قالتها “فاتن” لكن لم تُجيب الطفلة عليها وركضت إلى المكتب بحماس وفتحت باب المكتب تنادي عليه بلطف:-
_ بابى ….بابي
دُهش “غفران” من ظهور طفلته الآن وهكذا “عٌمر” الذي سأل بفزع:-
_ أنتِ جيتي أزاى ؟
حدثته بعفوية وهى تلف حول المكتب حيث يجلس والدها:-
_ مع مامي وليلى
أتسعت عينيه على مصراعيها من قدومها بعد فراق دام إلى شهرين تقريبًا ، الآن تنازلت عن عنادها وجاءت إلى قصره لأجل طفلته الصغيرة فسأل بتمتمة:-
_ مامي معاكِ
_ لا، هى مستنية فى الشارع
قالتها ببراءة فنظر إلى “عُمر” الذي قال بحزم:-
_ أنا هفهم من ليلى
خرج من الغرفة ليحمل “غفران” صغيرته كي تجلس على قدميه وحدق بوجهها الضبابي ثم قال بلطف:-
_ أى اللى جابك يا نالا؟
_ نانا، هى فين؟ ماتت ومشيت
قالتها بعبوس وتلألأت الدموع فى عينيها فجفف دموع صغيرته بحنان وقال:-
_ قولى ربنا يرحمها واقرأ لها الفاتحة مش إنتِ حافظاها
_اه مامي كل يوم بتقرألي القرأن قبل ما أنام
قالتها بعفوية فتبسم بخفة رغمًا عن وجعه الذي أحرق قلبه الآن من أجل فراقها وقال:-
_ أوعي تكوني بتتعبي قُسم معاكِ أو بتزعليها
هزت الطفلة رأسها بالنفي ببراءة وقالت:-
_ والله أبدًا يا بابي ، أنا بسمع كل كلامها وبروح المدرسة وبذاكر بس هى على طول زعلانة وبتعيط بس مش أنا السبب هى بتعيط لوحدها وبتتخانق مع جده جميل
تنحنح بألم يعتصر قلبه من حزن فتاته وهى من جلبت لهما هذا العذاب وفتحت أبواب الفراق بيديها إلى قلوبهما، أخذ وجه صغيرته بين يديه بحُب وقال بلطف خائفًا أن يكون وجود طفلته هناك يسبب لها المعانأة :-
_ بتتخانق معاه عشانك
هزت رأسها بنعموقالت ببراءة وهى لا تفهم حجم الكارثة التى تتفوه بها أمامه:-
_ لا، بسبب واحد اسمه حازم عايز يتجوزها
أتسعت عيني “غفران” على مصراعيها من هول الصدمة وأنزل طفلته عن قدميه بقوة بعد أن وقف من مكانه غاضبًا ثم قال:-
_ يتجوزها!!
_ اه
قالتها الطفلة ببراءة وهى لا تفهم انها سحبت فتيلة القنبلة التى ستقتل والدها فى الحال، خرج من المكتب غاضبًا ورأى “ليلى” تقف مع “عُمر” فقال بحدة:-
_ عُمر
استدار إليه بدهشة من صرخته وقال:-
_ نعم
_ روح هات قُسم من البوابة ولو مجتش معاك بالذوق هاتها بالعافية
أتسعت عيني “ليلى” على مصراعيها من غضبه وطلبه إليها، لم يفهم “عُمر” سبب طلبه لكنه مُتأكد أن الصغيرة قالت له شيء جعلته يجن هكذا، أومأ إليه بنعم وذهب بسيارته إلى حيث تقف “قُسم” ….
________________________
كانت “تيا” جالسة فى غرفتها تبكي بحزن على فراق والدتها وبجوارها طفلها الصغير يبكي بقوة من الجوع وهى لا تبالي به حتى دلفت إليها الخادمة تقول:-
_ الولد هيموت من كتر العياط
_ خدي وأخرجوا غوروا فى داهية
قالتها بصراخ لتحمل الخادمة الطفل من فوق الفراش وركضت للخارج مُسرعة وهى ترى “تيا” حالتها تسوء أكثر وأكثر بعد وفأة والدتها ثم قالت:-
_ ربنا يستر دى حاجة ميتسكتش عليها ، أنا لازم أكلم غفران بيه
_______________________
كانت “قُسم” تقف على الطريق مُنتظر خروج “ليلى” لترحل وقد تجاوزت الساعة العاشرة مساءً ولم تأتي بعد، رأت البوابة تُفتح فتلهتف لخروج “ليلى” لكنها صُدمت من ظهور سيارة “عُمر” التى توقفت أمامها فأبتلعت لعابها بهدوء وحدقت به، ترجل من السيارة وقال:-
_ أزيك يا مدام قُسم
_ أهلا
قالتها ببرود شديد، رأت رجلين يترجلان من السيارة فحدقت بـ “عُمر” بقلق وقالت:-
_ نعم
تنحنح بهدوء ثم قال:-
_ أنا عندي أمر أخدك على القصر بالرضا أو بالغصب فرجاءً وإنتِ أكتر واحدة عارفة أمره يعنى أي؟ أركبي معايا
رفعت حاجبها بدهشة وضحكت بسخرية ثم قالت:-
_ أمره دا عليك ، لكن أنا لا
_ مدام قُسم، أنا مش هرجع القصر من غيرك لأني مقدرش أقف قصاده ولا أواجه غضبه
قالها بحدة ثم قال:-
_ أركبي
لم تبالي به وعقدت ذراعيها أمام صدرها بعناد ليُشير إلى رجاله بأخذها فصرخت بهما بعناد:-
_ أنت أتجننت يا عُمر، دا أسمه خطف
لم يبالي بحديثها ليُركبها الرجال السيارة بالقوة وهم معها ليعود إلى القصر ، دلفت معهم وهم يمسكوا ذراعها بالقوة وتصرخ بهم:-
_ والله لأسجنك يا عُمر أنت واللى مشغلك
رأته يقف أمامها وبمجرد رؤيته تركها الرجال بخوف منه وهم يلمسوها، حدقت به بضيق وأنفاسها تعلو من الغضب ، أقترب منها ببرود شديد وقال:-
_ أسجنني يا قُسم … بس تُهمتي أى يا ترى
_خاطف أنثي ولا أنت فاكر الدُنيا سايبة
قالتها بعناد شديد وتحدي يغمرها ، أقترب منها خطوة بكبرياء وقال ببرود:-
_ هى فين الأنثي دى
ضربته بقبضتها على لكمته وهو يقلل من شأنها فتألم بخفة من قبضتها وقال:-
_ أه.. إنتِ أتعلمتي لعب الملاكمة
_أنا مبهزرش يا غفران، خلي رجالتك يخرجوني من هنا وألا والله هتصل بالبوليس أقوله أنك خاطفني
قالتها بقوة وعينيها يتطاير منها الغضب والشر غاضبه من سيطرته عليها وهو يعاملها كجارية لديه يفعل بها ما يشاء، تبسم بكبرياء وعقد يديه خلف ظهره بهدوء وقال:-
_ خاطفني.. كدة عرفنا إن إنتِ الأنثى نجي بقى لتُهمة الخطف، أعتقد أن مفيش حد بيخطف مراته يا قُسم هانم
أخذ خطوة نحوه بقوة وشجاعة ثم قالت بحدة صارمة وهى ترفع سبابتها فى وجهه:-
_ طليقته، أنا طليقتك
تبسم بمكر شديد ووضع يديه فى جيوبه بغرور متفاخرًا بذكاءه وقال:-
_ أثبتي
أندهشت من كلمته وتراجعت عن شجاعتها بعدم فهم وقالت بأستفهام:-
_ قصدك أى؟ ما أنت طلقتني هى دى فيها أثبتي
رفعت خصلات شعرها بسبابته ببرود شديد وقال ببسمة شيطانية:-
_ يعنى مثلًا معاكِ مني قسيمة طلاق، طلقتك عند مأذون
أتسعت عينيها بصدمة ألجمتها وضربت يده بعيدًا عن وجهها بغضب وقالت بضيق وخنق من لفه فى الحدين:-
_ ما تبطل لف ودوارن وتقول عايز أي؟
_ عايز أقولك أنك قانونًا قصاد الناس والقانون إنتِ لسه مراتي ومفيش ما يُثبت أني طلقتك
قالها بجدية صارمة ثم سحبها من ذراعها بقوة وقد ترك العنان لغضبه ونيران الغيرة تلتهمها الآن من أفعالها قائلًا:-
_ يعنى ميحقلكيش تفكري فى راجل غيري ولا يتجرأ راجل خلقه ربنا أنه يفكر يتجوزك، إنتِ لسه على أسمي وهتموتي وإنتِ على أسمي
أبتلعت لعابها بخوف شديد من نبرته القاسية وحدته معها مُتألمة من يده التى تعتصر ذراعها فى يده وقالت:-
_ أنت أكيد مجنون، أنت همك الناس ، أنت قصاد ربنا مطلقني هحتاج أي اكثر من كدة
تبسم بسخرية وقال:-
_ردتك يا ست قُسم
_ أنا مش موافقة
قالتها بصراخ وعناد ليُجيب بنبرة أكثر حدة وخشنة:-
_ وأنا مبأخدش أمرك ولا رأيك، لأن رأيك مالهوش لازمة، امشي غورى على فوق وأنا ليا حساب مع الزبالة اللى عقله صورله أن ممكن يتجوزك واتجرأ وطلبك
_ مش طالعة، أنا همشي وهأخد بنتي معايا
قالتها بعناد ليدفعها بقوة نحو “فاتن” وصرخ بغضب جنون أرعب الجميع قائلًا:-
_ خدي من خلقتي قبل ما أرتكب جناية فيها، هى تقريبًا مش فاهمة ولا واعية هى متجوزة مني ، ورحمة أبويا يا قُسم لأوريكي عذاب مشوفتهوش فى حياتك وأخلي ليكِ القصر دا سجنك ، غورى
دفعت “فاتن” بعنادٍ أكثر وقالت بصرخ وهى لا تخشي صراخه وغضبه:-
_ أوعي كدة، أنا مش طالعة أنا هرجع بيت أهلى، أنت فاكرني الجارية اللى أشتراهالك أبوك تطلقني بمزاجك وترجعني بمزاجك
أستدار من جديد إليها بنظرة ثاقبة كالصقر الذي على وشك ألتهام فريسته فتنحنحت بخوف من نظرته ومسكت ذراع “فاتن” ورغم غضب عقلها من طريقة رجوعها إليه لكن قلبها الأحمق يرفرف فرحًا من الداخل لأجل رجوعها وكونها زوجته رغم كل شيء، هذا الأيسر الأحمق يتراقص كالبلهاء بداخل وينبض بجنون داخلها مُشتاقًا لضمته إليها، تحدثت “فاتن” بلطف وقالت:-
_ أستعيذي بالله من الشيطان الرجيم يا بنتى وأطلعي دلوقت
_ قُلتلك لا
قالتها بعناد فأقترب “غفران” خطوة نحوها لتركض وحدها للأعلي بخوف منه فتبسم على عفويتها وركضها فألتف إلى المكتب وهو يقول:-
_ مبتجيش غير بالعين الحمراء
دق باب القصر ودلفت الخادمة التى تعمل فى قصر “تيا” وطلبت من “فاتن” مقابلة “غفران” فأخذتها إلى مكتبه لتقول:-
_مش فاهم يعنى تيا مالها
_ يا بيه طول الوقت عياط وفجأة تلاقيها بتضحك جامدة وتقعد تتكلم مع حد وكل ما تطلب حاجة تقولى مثلًا أعملى كوبايتين قهوة هاتي طبق تاني ، بتتعامل كأن فى حد تاني موجود ومش فاهمة دا اى؟
لم يفهم “غفران” حديثها فقال:-
_ طيب روحي إنتِ وأنا هبقي أجى أشوفها
________________________
دقت الساعة الثانية عشر مُنتصف الليل وزاد قلق “جميل” على ابنته فقال:-
_ كدة كتير ، رن تاني يا قاسم
أتصل “قاسم” على هاتفها وكان مُغلق فقال بضيق:-
_ برضو مقفول
_ أتصل على ليلى ولا أى حد
قالها بضيق ليقاطعه دق جرس الباب فأسرع “قاسم” وفتح الباب ليجد “ليلى” وحدها فسأل بقلق:-
_ قُسم فين؟
نظرت إلى “جميل” و”صفية” بتوتر ثم قالت:-
_ فى القصر
_ بتعمل أى فى القصر كل دا؟
قالها “جميل” بعصبية وانفعال قاتل لتقول:-
_ غفران بيه حبسها هناك وبقول أنها مراته وأنه مطلقهاش رسمي
أتسعت أعين الجميع بصدمة ألجمتهم ووقف “جميل” بغضب سافر ثم قال:-
_ هو فاكر نفسه أى؟ أنا هبلغ البوليس وهو هيجبلي بنتي منه
تنحنحت “ليلى” بهدوء تقاطعه وقالت:-
_ بس قُسم فعلًا قانونًا مراته والقانون مش هيرجعهالك
صمت الجميع بغضب من ذكاء “غفران” وممارسته للسيطرة عليهم والتحكم بهم، تنحنحت “ليلى” بأحراج ثم قالت:-
_ أنا جيت عشان اطمنكم عليها بس لازم أمشي عشان عُمر مستنيني تحت، عن أذنكم ..
________________________
[[ قصـــــــــــر الحــديـــــــــــدي ]]
فى غرفة المكتب كان غارقًا فى همومه التى لا تنتهي نهائيًا ، لم يكتفي القدر، منذ أن دفن امه بنفسه وهو يشعر بثقل فى قلبه ، تتردد فى أذنه كلمتها الأخيرة وهى تطلب منه السماح، ما زالت عينيه عالقة فى الضبابي لا يستطيع أن يتعرف على وجه طفلته أو أصدقائه ، لا يتعرف على نفسه فى المرآة ، دمعت عينيه بتعب لما سببته له أمه من معانأة وفى النهاية أثناء وداعها أشعرته بالثقل وكأنه هو الظالم فى قصتها، فاق من شروده على صوت “فاتن” تدخل المكتب فجفف دموعه بلطف مُستمع إليها:-
_ مسيو غفران
_ اممم
قالها ببرود وكأنه يخفي ألمه الكبير وأوجاعه فى هذا البرود لتقول :-
_ مدام قُسم عاملة تصوت وتزعق من الأوضة ومش راضية تهدأ
تأفف بضيق وأشار إلى الخادمة بأن تذهب فذهب إلى الأعلى حيث صوتها وكانت الغرفة مُغلقة عليها بأمر منه ، فتح الباب ليراها قد تعبت من العناد وجلست على الفراش غاضبة من حبسها هنا، تحدثت بحدة من معاملته بعد أن وقفت أمامه :-
_ أنت حابسني يا غفران ؟ هو أنا كلبة
وقف أمامها صامتًا يحملق بها ثم تحدث بهدوء:-
_ للعلم يا قُسم أنا راجل مريض ولازم أعمل عملية وبقاوم المرض دا بعناد واللى هو مالهوش علاج اخده غير التدخل الجراحي ، يعنى يكفني الوجع اللى جوا دماغي وشواكيش بتكسر فيها، الست اللى المفروض أنها أمه دفنتها بأيدي من ثلاثة أيام، ابني مات فى بطن امه غير هموم شركتي، يعنى فيا اللى يهد جبل ويكفي وأخر همي الفترة دى أنا تزيد هموم بيكِ ولا يا قُسم إنتِ مش كلبة
نظرت إلى وجهه بصمت مُستمع لحديثه عن أوجاعه ومرضه لتهدأ من روعته وقالت:-
_ أنا مش بزود همومك، بس أنا مش لعبة فى أديك ترميني وقت ما تحب وترجعني وقت ما تحب ، أنا …..
بتر حديثها الحاد وهى ما زال تعاند وتجادل فيه، مسك يدها ليأخذها إلى الفراش وجعلها تجلس بلطف ثم وضع رأسه على قدميها ومدد جسده على الفراش مُغمض العينين فحاولت أبعده عنها بغضب لكنه لف ذراعيه حول خصرها النحيل وتمتم بخفة دون أن يفتح عينيه:-
_ دقائق … خليكي كدة لدقائق
شعر بأسترخاء جسدها وقد تخلت عن تشنجها فى المقاومة وهى تحملق به بحُب مُشتاقة لوجهه ورائحته ودفئه، كيف تخبره بعذابها فى بُعده وكم ليلة بكت فيها لفراقه؟ كيف تخبره بأنها ذاقت من العذاب ما يكفى بسبب طلبها للأنفصال دون أن تدرك بالقادم من وجع؟ سحبت الغطاء بلطف لتغطيه بحنان خائفة عليه بأن يبرد فتبسم وهو نائمًا وشعرت بيديه تسحبها كاملة للأعلى متنازلًا عن قدميها حتى يضمها هى بين ذراعيه حتى باتت بين ذراعيه ووضعت رأسها على صدره وسمعته يقول بهمس:-
_ شكلك حلو فى الأسود يا قُسم
تبسمت بخفة على مغازلته الرقيقة لها وقالت:-
_ أنت مُتأكد أنى مراتك، يعنى الحضن دا حلال
فتح عينيه بذهول من سؤالها ورمقها بُحب مُشتاقًا إليها ثم قال بشوق يحرقه ويضرب النار فى صدره:-
_ إنتِ كلك حلالي يا قُسم ، مش بس الحضن لا ودا كمان
شعر بقبلة على وجنتها تحولت لقبلات أكثر وكأنه أطلق نيران عشقه وشوقه تحرقها معه وهى يسرقه معه إلى عالم أخر، عالم لا يسكنه سوى العشاق ولن يعرف طريقه أحد غيرهم هائمًا بها ومستمتعًا بعودتها إليه وقد تقابلت أرواحهما معًا ………….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *