روايات

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل السادس عشر 16 بقلم آيلا

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل السادس عشر 16 بقلم آيلا

رواية ما لم تخبرنا به الحياة البارت السادس عشر

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الجزء السادس عشر

ما لم تخبرنا به الحياة
ما لم تخبرنا به الحياة

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الحلقة السادسة عشر

الساعة العاشرة مساءً، كانت تقف أمام المرآة بينما تقوم بتزيين عينيها ببعض الكحل الأسود قبل أن يأتيها صوت ناعس من خلفها:
_ماما، رايحة فين؟
التفتت إلى الفتاة ذات العشرة أعوام قبل أن تتنفس بعمق لتجيبها:
_هكون رايحة فين؟ نازلة الشغل، روحي كملي نومك عشان وراكي مدرسة بكرا الصبح بدري.
تحدثت الفتاة بعبوس:
_متنزليش الشغل النهاردا يا ماما.
انحنت قليلاً لتصبح في مستوى ابنتها قبل أن تتحدث:
_و بعدين يا يارا؟ مش اتكلمنا في الموضوع دا كذا مرة قبل كدا؟ لو منزلتش الشغل ازاي هجيب فلوس تروحي المدرسة و تجيبي كل الحاجات اللي نفسك فيها؟
نفت الصغيرة برأسها:
_مش عايزة حاجة، انتي علطول في الشغل، نامي جمبي النهاردا…
تنهدت بيأ*س قبل أن تجيبها:
_انتي عارفة اني مقدرش أقعد، خليكي شاطرة و اسمعي الكلام و أنا هحاول أرجع الصبح بدري قبل ما تنزلي المدرسة.
طبعت قبلة على رأسها قبل أن تأخذ حقيبتها و ترحل لتتنهد يارا بحز*ن، عادت إلى غرفتها و أمسكت الهاتف لترسل رسالة لصديقتها على تطبيق الواتس آب:
“ماما برضو نزلت، أنا متضا*يقة و مش قادرة أنام.”
أتاها الرد على الفور:
“متز*عليش، نامي و بكرا هقولك على فكرة تحفة.”
___________________
الليل…وقت سكينة و نوم للناس الطبيعية، لكن في بار لازورا…كان الوقت المفضل لجماعة من أف*سد الناس على الإطلاق، مش هاممهم أخلا*ق ولا د*ين كانوا بيعملوا كل اللي عايزينه، عبارة عن شيا*طين لابسين وشوش بشرية بالمعنى الحرفي.
_اتفضل، تحب تشرب حاجة معينة؟
اتكلمت بصوت رقيق من ورا البار أول ما لمحت زبون كان واضح عليه البزخ.
أول ما لمحني ابتسم و اتكلم:
_أكيد انتي ياسمينة، بيقولوا لسانك معسول و بتعرفي تد*بسي العملا كويس و أعتقد مش لسانك بس اللي حلو..
أخد بصة عليا من فوق لتحت قبل ما يكمل:
_كلك على بعضك حلو يا جميل.
ابتسمت بجانبية و أنا بصب كاس لزبون تاني قبل ما أرد:
_انا سعيدة جداً ان راجل وسيم زي حضرتك شايفني انا العاملة البسيطة جميلة.
هل كان وسيم؟ ممكن لو الناس بدأوا يعتبروا الكرش المدلدل و الأسنان الص*فرا و الصلعة الوراثية وسامة نقول وسيم، غير كدا..كان حرفياً عبارة عن كتلة من القر*ف.
ابتسم الراجل على المديح غير المتوقع قبل ما يتكلم بسعادة و رضا:
_شكلهم فعلاً مكدبوش، اقترحيلي انتي حاجة على مزاجك.
منعت ابتسامة من الظهور و أنا بقترحله مجموعة من أغلى الطلبات، اختار منهم كام واحد و مشي بعد ما سلمني كارت فيه رقمه و هو بيغ*مزلي.
رسمت ابتسامة مصطنعة و اول ما اتأكدت انه بعد قلبت عيني بقر*ف، قط*عت الكارت و ر*ميته في باسكت الزبا*لة بدون اهتمام.
كنت واقفة بحضر طلبات الزباين قبل ما عمر يقرب و يهمسلي:
_الزبون اللي هناك باين عليه شخصية مهمة روحي خدي طلبه انتي.
بصيت على الناحية اللي كان بيشاور فيها، كان راجل لابس نضارة سودة و رافع شعره البني لورا، في وشو*م مغطية دراعاته و ر*قبته و هالة من الغموض محيطة بيه.
ابتسمت و انا ماشية ناحيته قبل ما أتكلم كالعادة:
_تحب تشرب حاجة معينة و لا أقترحلك أنا؟
فضل يبصلي شوية قبل ما ينزل النضارة لتحت و يتكلم:
_احنا اتقابلنا في مكان قبل كدا؟
أول ما سمعت نبرة صوته و لمحت عيونه الزرقا قلبي و*قع في ر*جليا، كان هو….أدهم، ب..بس ليه عامل في نفسه كدا؟!
___________________
فلاش باك قبل يومين:
تنهد الظا*بط أدهم للمرة الألف بملل بينما يستمع إلى حديث كلٍ من الظا*بط أيوب و مازن:
_بار《لازورا》اللي في شارع الهرم مش مشهور عشان رقصاته الحلوين، مش مشهور عشان أجود و أغلى أنواع الخمو*ر و اللي مش موجودة غير هناك و لا حتى عشان تصميمه و لونه الفريد….
_اومال مشهور ليه؟
مال مازن على أيوب ليهمس بصوت منخفض:
_علشان…ياسمينة.
_مين دي؟
هم أن يجيبه قبل أن يقاطعهم أدهم بعص*بية:
_خلصتوا و لا لسه؟ احنا رايحين نق*بض على مجر*م و لا رايحين نتفسح و نشوف ياسمينة و هبا*بة الطينة؟!
قلب الظا*بط أيوب عينيه بملل قبل أن يتحدث:
_احنا بنناقش معلومات مهمة، مش عايز تسمعها اتفضل برا و متقفر*ناش بتقلبا*تك المز*اجية دي…
ابتسم أدهم بسخر*ية قبل أن يجيبه:
_و يا ترى..”المعلومات المهمة” دي تشمل رقم ياسمينة و عنوانها بالمرة و لا لا؟
تثائب الظا*بط مازن ليغلق فمه بيده بينما ينهض متحدثاً:
_كفاية خنا*ق انتوا الاتنين، مبتشبعوش؟ خلينا نراجع العملية للمرة الأخيرة و لو سمحت، أرجوكم…مش عايز أي إبداعات فردية…
تحدث بينما يرمق أدهم بنظراتٍ جانبية ليتأوه الأخير بملل و يتحدث باعتراض:
_لعلمك بس..الإبداعات الفردية دي هي اللي وصلت فريقنا للمركز اللي احنا فيه دا دلوقتي!
_اه و في المقابل كانت هتخ*لص علينا حوالي تلاتين أربعين مرة بس مش أكتر مش كدا؟ التزم بالخطة و متبدعش أبوس يدك، عايزين نروح كلنا سُلام بكرا.
__________________
روحت شقتي بعد يوم طويل و متعب في الشغل، رميت مفاتيحي و محفظتي على الجذامة قبل ما أفتح التيلفزيون كالعادة على الأخبار.
“الظا*بط أدهم حسين يتصدر عنواين الأخبار للمرة الثالثة من نفس الشهر لإلقا*ئه القب*ض على بل*طجي خط…”
طفيت التليفزيون تاني و اتاوبت بملل، طول الفترة الأخيرة مكانش وراهم غير سيرتي، أول ما غمضت عيني سمعت تيليفوني بيرن بمكالمة، فتحت الخط من غير ما أقرأ الاسم لأني كنت عارف مين الوحيد اللي ممكن يرن عليا في وقت زي كدا، و بالفعل..ابتسمت بجانبية لما اتأكدت ان تخميني كان صح أول ما سمعت صوته من على الناحية التانية بيتكلم:
_عفارم عليك يا أدهم، رفعت راسي فوق، أنا كنت عارف إنك قد الع*ملية دي…
ابتسمت بسخر*ية، نفس الشخص اللي بيمدحني على سماعة التيليفون دلوقتي هو نفسه الشخص اللي كان معترض إني أطلع الع*ملية عشان كان مقتنع إني هبو*ظها، و نفس الشخص دا يبقى…أبويا.
_شكراً…
جاوبت باختصار قبل ما يتكلم تاني:
_كدا يبقى فاضل حاجة واحدة بس عشان تبقى عملت اللي عليك، أنا جبتلك عرو…
مثلت إن بكح بسرعة قبل ما يقدر يكمل كلامه و اتحمحمت قبل ما أتكلم:
_بعد إذن حضرتك يا بابا، أنا راجع من الشغل تعبا*ن و محتاج أستريح شوية فلو سمحت ممكن نكمل كلامنا بعدين؟
سكت شوية قبل ما يرد:
_طبعاً..مفهاش حاجة، طبيعي تكون تعبا*ن بسبب كمية الض*غط اللي انت فيها دي علطول، عموماً زي ما تحب.. عدي عليا بكرا الصبح عشان نقدر نكمل كلامنا.
زي ما أحب آه، مش شايف إنها جملة سا*خرة حبتين لما يكون الموضوع كله غ*صب؟! في النهاية ضغطت فكي بغي*ظ قبل ما أرد:
_حاضر.
قفلت الخط قبل ما أرمي التيليفون بعيد و أتنهد بت*عب، أربع سنين…عدت أربع سنين على آخر مرة شفت فيها يمنى و يارا، قلبت عليهم القاهرة كلها حتة حتة و ملقتهمش لدرجة إني بدأت أفكر إن يمنى أخدت يارا و سافرت برا مع إنها كانت فكرة مستحيلة لأن طبعاً شهادة ميلاد يارا مز*ورة.
قدام الناس أنا الظا*بط المخلص و المتفاني في شغله لكن الحقيقة إن الشغل كان طريقتي في الهر*وب…..
بهر*ب بيه من أفكاري اللي بدأت تبقى متطر*فة في الفترة الأخيرة، دايماً كنت بتخيل هتكون ايه ردة فعلي لو شفت يمنى تاني، مرة أتخيل نفسي بق*تلها عشان أشفي غل*يلي منها على اللي عملته فيا، و عشرين مرة بفكر إني هحضنها و هسامحها على كل اللي حصل…
أياً كان اللي هيحصل لما أشوف يمنى…المرة دي هتأكد إنها مستحيل تهر*ب مني تاني، هحتفظ بيها سواء كانت لسه بتتنفس أو كانت مجرد ج*ثة!
___________________
الساعة تمانية الصبح كنت واقف قدام باب الفيلا بتاعتنا، رنيت الجرس مرة و مفيش ثانية عدت قبل ما واحدة من الخدامات تفتح الباب علطول.
دخلت جوا عشان أشوف بابا و أختي الكبيرة و جوزها و عيالهم قاعدين بيفطروا.
أول ما شافتني مروة وقفت و رحبت بيا هي و جوزها و بنتها الكبيرة مريم أما مروان ساب الأكل و جري عليا بسرعة، حضني قبل ما يتكلم:
_خالو، شفت صورتك تاني امبارح على التليفزيون…لما أكبر عايز أبقى زيك.
طبطبت عليه و أنا بتكلم:
_لما تكبر متبقاش زيي، خليك أحسن مني.
اتحمحم بابا قبل ما يتدخل:
_اقعد كل معانا.
رسمت ابتسامة مصطنعة و انا بنفي براسي بهدوء:
_شكراً، بالهنا و الشفا..فطرت قبل ما أنزل، هستناك في الصالون لغاية ما حضرتك تخلص أكلك.
وقف و هو بيمسح يده و بوقه بمنديل قطن قبل ما يتكلم:
_لا مفيش داعي تستنى، أنا كدا كدا خلصت خلاص، تعالى ورايا المكتب.
قلبت عيني بملل ، معنى انه عايزني في المكتب انه هيكلمني في نفس الموضوع تاني.
دخل مكتبه و قعد و انا دخلت وراه، مدلي صورة بنت قبل ما يتكلم:
_رغد، أربعة و عشرين سنة، خريجة فنون جميلة قسم هندسة ديكور، ها…ايه رأيك فيها؟
بصيتله بحاجب مرفوع:
_حضرتك مش بتسألني عشان ناوي تاخد برأيي مش كدا؟
ضحك شوية قبل ما يرد:
_طول عمري بقول عليك نبيه، بالظبط…انا بالفعل حضرت معاد عشان نروح نقابل أهلها و تتعرفوا أكتر على بعض.
حطيت الصورة على المكتب و اتنهدت قبل ما أتكلم:
_بابا، حضرتك عارف رأيي كويس في موضوع الجواز، أنا مش ناوي أتجوز دلوقتي خا…
قا*طعني بح*دة:
_اومال امتى؟ انت مش ملاحظ انك خلاص داخل على التلاتينات؟ محتاج ولد يسند ضهرك و يور*ثك بكرا و بعده.
كنت عارف إن الحوار معاه مش مفيد و إنه كدا كدا مش هيغير رأيه مهما اتكلمت فوافقت على المعاد عشان يسيبني أمشي.
___________________
الساعة ١٠ و نص بالليل كنا قاعدين أنا و مازن و أيوب في عربية قدام البار.
اتكلم أيوب:
_طيب خلينا نراجع تاني بسرعة، اسم شهرة المجر*م الصيدلاني، كان متوقف لفترة طويلة بس هو رجع مؤخراً و….
اتوابت بملل قبل ما أقا*طعه:
_أيوب، مش ضروري تعيد الكلام دا تاني من البداية، حفظناه.
_معاك حق، ايه رأيك نعيد دورك بس عشان أنا متأكد إنك هتنساه و هتتصرف من دماغك كالعادة؟
_لا مش محتاج تعمل كدا لأني مش بنساه أنا بتصرف على حسب الظروف، مش بت*قيد بخطة…
حطيت يدي على أوكرة الباب و قبل ما أفتحه وقفني مازن و هو بيمدلي يده بحاجة غر*يبة مشعرة و لونها بني، اخدتها منه و حاولت اعرف ايه هي قبل ما اتكلم بصد*مة:
_باروكة؟
_متوقع ايه؟ وشك بقى في كل حتة و سهل الناس تتعرف عليك.
_اديك قلت بنفسك…وشي مش شعري!
_كلك على بعضك معروف و بعدين انت لسه مشوفتش الباقي…..
راقبته بصد*مة و هو بيرفع باقي اللبس و استيكرات الوشو*م قبل ما يتكلم:
_إذا كنت هتاخد دور مجر*م فلازم نقنعهم مش كدا؟
___________________
دخلنا جوا بعد ما خلصت لبس تحت إلحا*ح من مازن و أيوب، مكنتش عارف ايه لازمة الوشو*م بصراحة بس حطيتها بسببهم.
مشيت في المكان و كان فعلا غريب جداً عن باقي الأماكن شبهه اللي دخلتها قبل كدا، لونه كله أزرق لازوردي و عرفت ان دا سبب تسميته، حتى العمال كانوا لابسين بدل زرقا على ماسكات زرقا لازوردي بتلمع.
لفتت انتباهي واحدة من العمال دوناً عن الباقيين، كانت واقفة ورا البار، شعرها فحمي و طويل رفعاه لفوق في ديل حصان و عيونها عيون غزالية واسعة و عسلي، فكرتني بيمنى بس هزيت راسي و أنا بنفي الفكرة، مستحيل يمنى تعمل حاجة زي كدا!
قربت ناحيتها و لما جات تاخد طلبي وسعت عيوني بصد*مة لما اتأكدت إنها يمنى فعلاً من نبرة صوتها، تعمدت أنزل النضارة عشان تشوف عيوني و اتكلمت بابتسامة جانبية:
_احنا اتقابلنا في مكان قبل كدا؟
_____________________
أعمار الأبطال: أيوب: ٣٤، أدهم: ٢٩، يمنى:٢٣، يارا:١٠، مروان:١٧
طبعا دول اللي ظهروا بس النهاردا و لسه الباقيين. _احنا اتقابلنا في مكان قبل كدا؟
اتكلم بعد ما نزل النضارة و أول ما لمحت عيونه بلعت بخو*ف قبل ما أجاوبه بابتسامة مصطنعة:
_ل..لا، دي أول مرة أشوف فيها حضرتك.
همهم بتفهم:
_غريبة! مع إن عندكم نفس الملامح بالظبط، يمكن متهيألي؟
_أ..أيوا، متهيألك بس مش أكتر.
حمدت ربنا على لبس الشغل، أكيد معرفنيش بسبب الماسك، اتحمحم أدهم قبل ما يرجع يتكلم تاني:
_بصراحة أنا عندي طلب مختلف حبتين…
_طبعاً، اؤمرني…
بص يمين و شمال عشان يتأكد ان محدش سامعه قبل ما يميل عليا و يهمس:
_كنت بدور على الصيدلاني.
أول ما سمعت الاسم اتجم*دت في مكاني بصد*مة للحظات قبل ما أتمالك نفسي و أرد عليه:
_ بتدور على صيدلاني هنا ليه؟ روح شوفه في الصيدلية.
ضحك شوية قبل ما يتكلم :
_مكنتش أعرف إن دمك خفيف كدا يا ياسمينة، سلمي عليا….
مد يده ناحيتي و انا استغربت من الطلب، اترددت شوية قبل ما أسلم عليه و أتفاجئ بيه بيسلمني رز*مة فلو*س من غير ما حد ما ياخد باله.
بصيت ليدي بصد*مة ورجعت أبصله تاني عشان الاقيه بيبتسم بجانبية قبل ما يتكلم:
_و كدا؟ افتكرتيه و لا لسه؟
بلعت ريقي بق*لق و أنا ببص على شكله اللي مغيره و بدأت أستوعب سبب وجوده هنا.
شاورتله على راجل كان مغطي وشه و واقف في ركن لوحده بعيد عن الناس قبل ما أتكلم:
_أهو هناك، كلمة السر “عمدة”.
وقف و قبل ما يمشي لف و اتكلم:
_لينا كلام تاني بعدين.
مقدرتش أفهم قصده ايه بس كنت بتمنى إننا منتقابلش تاني، طلبت من عمر ياخد مكاني لغاية ما أروح الحمام، عملت نفسي داخلة الحمام قبل ما أغير اتجاهي و أمشي في ممر ضيق جمبه، اتنهدت بضيق و انا شايفة شخص قصير لابس هودي أسود طويل مغطي بيه وشه و هو واقف بيتكلم مع راجل تاني:
_دا منتج جديد و نادر جدا مستحيل تلاقيه عند حد غيري.
هزيت راسي بيأ*س منها، ريم بنوتة مراهقة اتعرفت عليها لما بدأت شغل هنا، كان اسم شهرتها الصيدلاني و محدش يعرف انها بنت غيري بسبب لبسها الواسع و اللي شبه الولاد.
سح*بتها من الهودي قبل ما أدخل بيها اوضة جانبية في الممر و أول ما قفلت الباب رفعت الكابتشوه من على راسها عشان يظهر شعرها الأشقر الطويل قبل ما تتكلم:
_ليه عملتي كدا؟ العميل دا كان مهم.
لط*شتها بالق*لم على وشها عشان تق*ع على الأرض قبل ما أس*حبها من شعرها و أتكلم بعص*بية:
_اخر*سي، عارفة حجم الكار*ثة اللي انتي فيها؟ في ظبا*ط بيدوروا عليكي برا!
بصتلي بصدمة و اتكلمت:
_ك..كدابة! احلفي…
وقفت و حاولت أهدي نفسي قبل ما أتكلم:
_ايه اللي خلاكي تعملي كدا تاني؟ مش اتفقنا انك هتبطلي؟
بصت بعيد و هي حاطة يدها على خدها المحمر مكان ما ضر*بتها:
_م..ملكيش دعوة، متتكلميش كأنك مبتعمليش حاجة غل*ط انتي كمان.
_اللي انا بعمله غل*ط بس على الأقل قانو*ني، اللي انتي بتعمليه هيوديكي في ستين دا*هية، ريم…قوليلي عملتي كدا تاني ليه؟ ليه بدأتي تبيعي مخد*رات تاني؟
بصتلي و عيونها كلها دمو*ع قبل ما تنها*ر فجأة و هي بترد:
_م…ماما حصلتلها مضا*عفات بعد العم*لية و رجعت المستشفى تاني، م…محتاجة الفلوس ضروري.
_____________________
الساعة السابعة و النصف صباحاً كانت تقف يارا أمام باب المدرسة في انتظار صديقتها، تكلمت حين لمحتها تقترب:
_أخيراً جيتي! اتأخرتي ليه يا نور ؟ الطابور حالاً يبدأ.
همت يارا بالخطو إلى الداخل قبل أن تمسك نور بحقيبتها لتم*نعها من التحرك.
_ايه؟ ماسكا*ني كدا ليه؟
_مش قولتلك ان عندي فكرة حلوة النهاردا؟
ابتلعت يارا بق*لق:
_ط..طيب قولهالي بعد المدرسة.
حاوطت نور كتف يارا بذراعها قبل أن تسحبها لتسير بها مبتعدة بينما تتحدث:
_مدرسة ايه! احنا مش هندخل المدرسة النهاردا.
توقفت يارا عن السير معها و أبعدت يدها لتتحدث باعتراض:
_ايه…ايه اللي بتقوليه دا؟ لا طبعاً مينفعش نعمل كدا.
قلبت نور عينيها بملل متحدثة:
_يلا بقى متبقيش مملة، مجاتش على يوم.
_ب..بس يا نور….
_بس ايه؟ لو مش عايزة تيجي براحتك بس مش هبقى صاحبتك تاني و لا كأننا نعرف بعض.
ابتلعت يارا بق*لق قبل أن تختار متابعتها في النهاية.
التقتا بعدة فتيات يكبرهن في السن كانت نور على معرفة بهن قبل أن يبدأن التجول معاً في أنحاء المدينة.
لاحظت يارا أن الفتيات كن مر*يبات، يرتدين ملابس ضي*قة و فا*ضحة، يضعن مساحيق التجميل بكثرة، هذا بعيداً عن أسلوبهن الس*ئ في الحديث و التعامل.
في أثناء تجولهن توقفن عند إحدى متاجر المجو*هرات، أخذن جولة في الداخل و عندما هممن بالخروج أخيراً بدأ صاحب المتجر في الصرا*خ:
_حر*امية! اقفوا عندكم…
جرت جميع الفتيات بينما توقفت يارا في مكانها بذهول غير مدركة لما يحدث ليق*بض عليها الرجل متحدثاً:
_طلعي اللي أخدتيه يا حر*امية.
شعرت يارا بالارتباك:
_م..مأخدتش حاجة.
_اومال أمي اللي أخدت؟ محدش كان غيركم في المحل و الخاتم اختفى.
_والله العظيم ما أخدت حاجة.
_و كمان بتحلفي كد*ب؟!
رفع يده عالياً في الهواء ليضر*بها قبل أن يتدخل شخص ما ليمسك يده في اللحظة الأخيرة متحدثاً:
_اهدى، هتضر*ب بنت صغيرة؟
نظرت يارا إلى الأعلى لتجد شاباً بشعر ذهبي و عينان تلمعان بلون عسلي تحت أشعة الشمس بدا مألوفاً لوهلة.
تحدث الرجل:
_البنت دي حر*امية، سر*قت مني خاتم دهب.
نظر إليها الشاب قبل أن يسألها:
_يارا، انتي عملتي كدا؟
تعجبت يارا لمعرفته باسمها لكنها في النهاية نطقت بخو*ف:
_ل..لا معملتش حاجة.
_كدابة!
صر*خ الرجل بغ*ضب.
_طيب مش في كاميرات؟ خلينا نشوفها.
تحدث الشاب بهدوء مما دفع الرجل لمطاوعته، و بعد مراجعة الكاميرات اتضح أن السار*قة كانت إحدى الفتيات الأخريات ليتحدث الشاب:
_شفت؟ هي مأخدتش حاجة فعلاً.
_كلهم اصحاب، أنا عايز حقي يرجعلي مليش دعوة.
تحدث الرجل بغ*ضب بينما يمسك يارا من زي مدرستها ليسحبها الشاب بعيداً عنه و يخفيها خلف ظهره بينما يتحدث بتحذ*ير:
_متلم*سهاش تاني، قولي الخاتم بكام؟
_ب****
قام الشاب بإخراج محفظته و عد المال فيها لكنه لم يكن يكفي، مال على يارا ليهمس:
_اوكي، بلان B ، أول ما أقول تلاتة اجري…
_ايه؟
_تلاتة….
ما إن نطق حتى أمسك بيدها ليجري سريعاً بينما يسح*بها خلفه، تج*مد تاجر المتجر في مكانه للحظات قبل أن يستوعب ما يحدث ليصر*خ بينما يندفع خلفهم هو الآخر:
_حر*امية…امسكوهم، حر*امية!
استغل أنس الزحام ليختفي بين الناس، و عند أول طريق جانبي انعطف سريعاً ليتوقف عن الجري، بينما يسحب يارا لتقف بجانبه.
تحدث ما إن استعاد أنفاسه مجدداً:
_ليه ماشية مع بنات زي دول يا هانم؟ و بتعملي ايه برا المدرسة في الوقت دا؟
انكمشت يارا بخو*ف:
_ق..قلت أنا معرفهمش.
_يا شيخة؟! اومال مين اللي شفناها ماشية معاهم في الكاميرات؟ طيب بلاش دي، و بالنسبة للمدرسة؟!
نظرت إليه بغ*ضب و قد كان يبدو أنها اكتفت من صر*اخه عليها:
_ب..بطل، انت مالك بيا؟ انت مين أصلاً؟
طالعها أنس بصد*مة.
_نسيتيني؟!!
_هو انا أعرفك من الأساس عشان أنساك؟!
تج*مد في مكانه لوهلة قبل أن تخطر في باله فكرة، ابتسم بجانبية بينما ينحني ليصبح في طولها:
_اسمعي يا قمورة، عارفة العصفورة اللي بتنقل لماما الكلام؟ اهو معاكي العصفورة شخصياً.
_بطل هزار.
_بس أنا مش بهزر! لو جيتي تعملي أي حاجة غ*لط تاني هتلاقيني في وشك و هقول لمامتك، النهاردا هنسى اللي عملتيه و هنبدأ من بكرا صفحة جديدة، حلو؟
طالعته بعبوس دون أن تجيب.
_فين تيليفونك؟
_ليه؟
_هاتيه.
_لا.
_هعد لغاية تلاتة، لو مطلعتهوش هروح أقول لمامتك.
_انت متعرفش مكان بيتنا أصلاً.
_اتنين….
تأففت بينما تخرج الهاتف لتمده إليه بتذ*مر:
_في حد يبدأ يعد من الاتنين أصلا!
تجاهل تذ*مرها ليتناوله من يدها قبل أن يسأل:
_اسم صحباتك اللي هر*بتي معاهم من المدرسة النهاردا ايه؟
_قلتلك مش صحباتي.
طالعها بحاجب مرفوع لتتحمحم قبل أن تجيبه:
_و..واحدة منهم بس صاحبتي، اسمها نور.
قام أنس باستخراج رقم زميلتها ليحظره قبل أن يقوم بحذفه نهائياً، تأكد من تثبيت تطبيق تع*قب المو*اقع على هاتفها سريعاً و من ثم قام بتسليمه لها مجدداً:
_انا عملتلها بلوك ملكيش دعوة بيها تاني و اتفضلي روحي على البيت دلوقتي.
هم بالرحيل لكنه استغرب عدم تحركها من مكانها لذا عاد مجدداً:
_مستنية ايه عشان تروحي؟!
نظرت إليه بإحر*اج و ترددت قليلاً قبل أن تجيبه:
_أنا..أنا معرفش أروح من هنا…
_طيب قوليلي عنوان بيتكم و أنا هوصلك.
_أنا معرفش ايه عنوان بيتنا برضو.
ضر*ب أنس جبهته بقلة حيلة قبل أن يتحدث محاولاً إيجاد حل:
_طيب مش فاكرة أي مكان قريب مشهور منه؟ أي علامة معلماه بيها طيب؟
فكرت يارا قليلاً قبل أن تجيبه:
_جمبه مخبز، مخبز السعادة….
______________________
الساعة عشرة الصبح، لميت شعري في كحكة قبل ما أخ*بط خب*طتين على باب مكتب المدير و أدخل.
اتكلم شهاب أول ما شافني:
_خير يا ياسمينة؟ في حاجة حصلت و لا ايه؟
اتحمحمت قبل ما أتكلم بإحر*اج:
_ح..حصلتي ظروف و…ممكن آخد مرتب تلات شهور مقدماً؟ أنا بجد محتاجة الفلوس ضروري جداً.
تحدث بينما ينهض من مكانه:
_ايه؟ صموائيل تاني؟
بلعت بق*لق:
_ل..لا، في حاجة تاني مهمة.
تنهد بقلة حيلة قبل ما يرجع يقعد مكانه و يتكلم:
_انتي عارفة إني مقدرش أعمل حاجة زي كدا…
سكت شوية قبل ما يرجع يكمل:
_بس انتي عارفة كويس ازاي تقدري تكسبي فلوس!
وقفت من مكاني و اتكلمت بعص*بية:
_قلتلك قبل كدا مستحيل اعمل حاجة زي دي!
_اهدي، أنا مأجبر*تكيش تعملي حاجة..
وقف من مكانه و قربلي و اتكلم و هو بيلمس خدي:
_خليكي ذكية…انتي جميلة و الطلبات عليكي كتير، في واحد من الزباين مليونير و قادر يكسبك عشر أضعاف مرتبك في ليلة واحدة بس.
بلعت ريقي و اتكلمت بتو*تر:
_م..مفيش حل تاني؟!
_للأ*سف دا الحل الوحيد دلوقتي، ها…قولتي ايه؟
_ع..عشر أضعاف؟
_و أكتر كمان لو عايزة.
____________________
كنت ماشية في الشارع بعد ما لبست عباية سودة على هدومي و غطيت وشي و شعري بطرحة سودة تاني، كنت ماشية ناحية مكان شغلي التاني و أنا مشغولة بالتفكير في اقتراحه، مامة ريم ساعتدني كتير و كانت بمثابة والدتي و مستحيل أسيبها يحصلها حاجة بس ليه لازم الطريق دا؟
حاولت أفكر في حل تاني قبل ما فجأة يد تسحب يدي و توقفني، بصيت لورا باستغراب قبل ما أوسع عيني بذهول أول ما شفته و هو اتكلم:
_كنتي فاكرة إني مش هقدر أعرفك يا يمنى؟!
___________________

يتبع….

قراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ما لم تخبرنا به الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *