روايات

رواية فتيات القصر الفصل الثالث 3 بقلم اسماعيل موسى

رواية فتيات القصر الفصل الثالث 3 بقلم اسماعيل موسى

رواية فتيات القصر البارت الثالث

رواية فتيات القصر الجزء الثالث

فتيات القصر
فتيات القصر

رواية فتيات القصر الحلقة الثالثة

رغم كل الأساطير التي نسجها الخدم عن السيد، إلا أن الحقيقة التي يعرفها القليلون… أنه نادرًا ما كان يظهر.
يمر شهورٌ طويلة لا يراه فيها أحد، كأنه شبح ساكنٌ في جدران القصر. كان إذا حضر، يدخل من الباب الخلفي، يعبر الرواق الرخامي بصمت، ويصعد مباشرة إلى جناحه الخاص، لا يرافقه سوى ظل معطفه الطويل وعطره الهادئ الذي يظل معلقًا في الجو لساعات.
الخدم يعرفون وجوده من أمرين:
ضوء خافت ينبعث من نافذة مكتبه في الطابق العلوي.
أو صوت أنامل خفيفة تعزف مقطوعة موسيقية بعيدة في قلب الليل.
لم يكن يتحدث مع الخدم. كان لا يوجه إليهم نظرة واحدة.
بل إن القصر كله كان يُدار بقبضة ناعمة من امرأة واحدة… لارينا، سكرتيرته الغامضة.
امرأة ذات جمال بارد لا يتغير، شعر فضيّ يميل إلى الأشقر، عيون زرقاء باهتة كجليد البحيرات. هي وحدها من كانت تملك حق دخول جناحه، ونقل أوامره للخدم والحرس.
لارينا كانت تعرف أدق تفاصيل القصر؛ من اسم أصغر خادمة، إلى حالة الزهور في الحديقة الخلفية. وكانت تنقل العقوبات والأوامر دون أن ترفع صوتها.
عُرف عنها أن لا شيء يغيب عنها، حتى همسات الخدم خلف الأبواب المغلقة.
السيد كان ميالًا للهدوء، شخصًا حين تراه تشعر أنه خجول أو منطوٍ، إلا أن وسامته الساحرة كانت حاضرة في كل حركة من يده، في جلسته، في طريقة حمله لكتاب، أو تناوله لفنجان قهوة.
شديد العناية بمظهره؛ ثيابه لا تشوبها شائبة، معاطفه تفوح برائحة عطور قديمة من أيام أوروبا، شعره الأسود داكن كالليل، مشذّب دائمًا بعناية.
كان أشبه بـ كونت من أيام القرن الثامن عشر، نُقل فجأة إلى هذا الزمن… وسكن قصرًا مهجورًا يليق بشخصيته المتفردة.
لم يرفع صوته يومًا. لم يظهر غضبه.
فهو لم يكن بحاجة لذلك…
يكفي أن تصل لارينا برسالة صغيرة حتى يتغير مجرى حياة خادم في القصر.
وحين يظهر… يُشبه حضوره لحظة هبوط الضباب، صامتة… لكنها قادرة على إرباك الحواس.
كانت راما تستمع بتركيز ومع كل كلمه يزداد فضولها لرؤية السيد
هو بيرجع امتا؟
وضعت تالين اصبعها فوق ذقنها، مش قبل ست شهور
اخر مره شفته رحل فيها كان المطر مغرق الدنيا
خرج من القصر لابس معطفه من غير حارس او خدم
مشى تحت المطر وتابعته من شرفتى لحد ما اختفى فى الظلام.
شخص غريب، همست راما بشرود
وصعب اكدت تالين وهى بتتثأب، يحب أن يعاقبنا على اتفه الأشياء كأن ذلك يمنحه السعاده
عقوبات قد تصيبك بالخجل، أذكر مره أنها عاقب خادمه بالجلد على مؤخرتها امام المدفأه وهو يستمع للموسيقى وفى يده كتاب
المهم انا لازم انام دلوقتى، تقدرى تنصرفى على غرفتك يا راما
ثم دفعت راما بلطف تجاه الباب، تصبحى على خير
غمرت راما احلام غريبه خلال نومها وصحيت على زعيق لارينا فوق دماغها عندما كانت الشمس فى منتصف السماء
ستقومين بعملك دون أن تتناولى طعام الأفطار
ستقفين امام شجرة السيد حتى الساعه الرابعه عصرا
ولن تدخلى غرفة الطعام مهما طال الوقت قبل أن تنهى عملك
تصدر لارينا اوامرها ببرودة أعصاب مقرفه
وعليك أن تمتلك برودة دم مثلجه كى لا تتعصب او تغضب
المتدربه راما دى فلورين معاقبه
خرجت راما من غرفتها منكسة الرأس تشعر بالآهانه
امام عيون الخدم الأخرين الذين لم يخفو شماتتهم وسخريتهم، كان القصر يصيبهم بالممل وتلك الأحداث
تمنحهم بعض السعاده والحركه
فى الحديقه وقفت راما امام شجرة السيد،
شجرة بيترفيم طويله وانيقه تشعر انها تمثل السيد
بأوراقها ذات اللون الأحمر الامع
وبين كل شويه كانت لارينا تمنحها نظره لتتأكد من تنفيذ العقوبه
ولما الساعه دقت الرابعه عصرا، راما بجسدها المتحجر
بدأت تؤدى عملها
تنزع الحشائش وتروى الشجيرات بجرعات محدده كما ذكرها السيد فى دفتره
يقولون داخل القصر ان السيد يولى حديقته الملكيه عنايه خاصه
وانها تكون أول ما يعاينه السيد فور دخوله القصر
مما دفع راما ان تؤدى كل شيء بدقه املآ ان يلاحظ السيد تفانيها فى العمل
بعد أن انهت راما عملها دخلت غرفة الطعام متأخره حيث كان الخدم يتسامرون جوار المدفأه
ولم تسلم من تلميحاتهم الساخره وهمزاتهم المقصوده
لم تظهر لارينا تلك الليله على غير عادتها، ولما راما قعدت مع بقية الخدم كانو بيتكلمو ان لازم فيه حاجه حصلت داخل القصر، اصل مش معقول لارينا تتخلى عن دور الأميرة الملكيه
التى تصدر الأوامر الا لو كان فيه حاجه مهمه حصلت
واصلت راما عملها عدت ايام، وواصلت لارينا اختفائها المريب
وفى صبيحة يوم دافيء لما راما فتحت عنيها شافت نشاط ملحوظ داخل القصر
لما سألت زميلاتها، كيرا همست بابتسامه نعتقد ان السيد داخل القصر منذ عدة ايام
محدش عارف هيظهر امتا، لكن كل الدلائل بتقول انه موجود
ركضت راما على الحديقه
امسكت دفترها ووقفت امام كل شجره وكل زهره تقراء التعليمات بدقه، لم تنسى اى شيء حتى التفاصيل الصغيره
تأكدت ان الحديقه الملكيه فى احسن صوره
ولما الخدم تجمعوا بالليل ظهرت لارينا اخيرا، كان على وشها الجميله ابتسامه نرجسيه
قالت لارينا المتدربه راما دى فلور انت معاقبه، وكانت لارينا مستمتعه بكل كلمه تخرج من فمها، وتطلق الكلمات بطلاقه مبهره، طبقأ لرؤية السيد
صرخ الخدم فى صوت واحد سيدنا المبجل
هزت لارينا رأسها بأستحسان، يرى السيد ان المتدربه الجديده
لم تؤدى عملها على أكمل وجه وقصرت فى الاهتمام بالحديقة الملكيه وهذا امر لا يمكن للسيد التسامح فيه
ستعاقبك المتدربه راما دى فلور بالصفع على المؤخره
وتقبيل قدم الرئيسه، يعنى انا وأشارت لارينا لنفسها خمس مرات بلا توقف.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية فتيات القصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *