روايات

رواية أسرت قلبه الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت الثامن والثلاثون

رواية أسرت قلبه الجزء الثامن والثلاثون

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة الثامنة والثلاثون

(إشمئزاز )
من لهفة إلى إشمئز.از حاد
لقائلها
(جاسم لنوران)
-سيف حبيبي….
قالتها نوال والدموع تتجمع بعينيها لقد قادته قادماه إليها أخيراً…. ارتجف قلبها داخل صدرها وهي تتجه إليه لتعانقه الا انه بشده د.فعها للداخل حتى سقـ.طت أرضا!!
ثم ولج هو للمنزل واللهيب الأزرق يتصاعد بعينيه ….
نظرت إليه بصدمة وهي لا تتخيل ان هذا هو سيف الراقي ..سيف لا يفعل هذا…لا تمتد يده على امرأة….
-سيف …بتضر.بني يا سيف ؟!!
-لولا اني مش شايف أنك تستاهلي أقضي يوم واحد بسببك في السـ.جن كنت قتـ.لتك مش ضر.بتك بس، !!…
توسعت عينيها بصدمة والدموع تنهمر من عينيها وقالت؛
-سيف…أنا نوال…نوال حبيبتك !!
-انا حبيبتي هي مياس وبس….مراتي وكل حياتي …انتِ مجرد ورقة أنا حر قتها ….وأنتِ اكتر واحدة عارفة أن اللي بيخو ني برميه من حياتي يا نوال !!
انهمرت الدموع أكثر من عينيها وقالت:
-انا اكتشفت اني مبحبش صالح …أنا محبتش غيرك يا سيف …
-انتِ مبتحبيش حد يا نوال…أنتِ واحدة أنا نية مريضة بالاهتمام…لقيتي اني اتخطيتك قولتي ازاي اني اتخطي الهانم ….أنتِ عمرك ما حبتيني …أنتِ بس مش عايزة حد ياخد حاجة بتعتبريها بتاعتك ….
قطع حديثه وهو ينحني نحوها ويقول :
-بس أنا مش حاجة بتاعتك يا نوال …أنا لو اديتك قلبي في يوم لانك افتكرت انك حب حياتي ….بس عادي الإنسان بيغلط …الإنسانة اللي انا متأكد انها حبي…الإنسانة اللي انا واثق اني مش هقدر اتخلى عنها هي مياس…مياس وبس !!…وأنتِ يا نوال ميلقش عليكي الا انك تكوني صفحة في حياتي واتحر.قت ومستحيل ترجع ….ولو فكرتي تضا يقي مياس تاني اقسم بالله هند.مك على اليوم اللي اتولدتي فيه …لحد دلوقتي مشوفتيش الا وش سيف الطيب واللطيف ..منصحكيش تشوفي الوش التاني عشان صدقيني مش هيعجبك!!!….
ثم استدار ليذهب لتهتف وهي تقول :
-يعني قررت تعيش مع المشو هة دي !!!
استدار ونظر إليها بينما تصاعدت النير.ا.دن بعينيه ولكنها لم تخاف وهي تهتف بغـ.ل؛
-هتعيش حياتك مع واحدة مشو.هة …واحدة هتتكسف ما تمشي جنبها…واحدة مقر.فة زي دي ؛…انت ازاي مبتقر.فش لما تبص لوشها و….
ولكنها قطعت كلامها بخوف وهي تجده يقترب منها …امسكها من ذراعها بعنـ ف ثم جعلها تنهض لتواجهه ….امسكها من فكها وهو يصر.خ بها :
-أخر.سي…فاهمة اخر.سي !!!
كانت محبــ طة …غاضبة …لا تصدق أن فتاة بشعة لا تمتلك الجمال قد استطاعت الحصول على سيف :
-اخر.س ليه دي الحقيقة…وبكرة تفوق وتعرف انك مش بتحبها …انت بتشفق عليها بس …
امتدت يديه إلى شعرها ثم شده بعـ.نف وهو يتراجع بها حتى صر.خت عندما اصطدمت بالحائط …نظرت إليه بصدمة كبيرة وهي ترى عنـ.فه الذي لم تراه من قبل …هل أثرت به تلك المشو.هة لتلك الدرجة
ضغط على عنقها بقسوة وقد اختفى اللطف المعتاد بعينيه وقال:
-لو قربتي من مياس تاني هقتـ.لك …هقتـ لك حرفيا يا نوال …ابعدي عنها …مياس تخصني …وأنتِ عارفة انا مستعد اعمل ايه عشان الناس اللي تخصني….روحي شوفيلك صيده تانية لاني انا مستحيل …مستحيل ارجعلك لو اتقلبتي قرد
ثم ابتعد عنها وقال :
-انا مبحبش امد ايدي على الستات …بس لو جيتي على مياس تاني ونزلت دمعة واحدة بس بسببك هنسى انك ست وأكـ.سر عضمك عضماية عضماية. .مفهوم !!!
انهمرت الدموع أكثر من عينيها وهي تنظر إليه بإستجداء وعطف لينظر إليها بقر.ف وهو يتساءل كيف أحبها يوما…كيف شعر بالشوق عندما قابلها في منزل صديقه …ربما شوقه لتلك المشاعر التي كان يكنها لها …ولكن الآن متأكد أن الاشمئزا.ز هو الشعور الوحيد الذي يشعر به نحوها ….
استدار وذهب وهو لا يلتفت لنحيبها حتى ….
…….
بعد ساعة تقريباً…
….
ولج للغرفة ليجدها ما زالت نائمة …ابتسامة رائعة تكونت على شفتيه. .وضع الازهار الحمراء التي أحضرها لها جانبا ثم اقترب منها وجلس على الفراش …قبل رأسها بلطف وهو يتلمس شعرها الناعم ….كان سعيد لانه اقترب منها لهذا الحد …هو ابدا لن يسمح لأحد بإذائها ….
قبل رأسها مرة آخرى وهو يقول بصوت حنون :
-اصحي يا حبيبي يالا ….
ولكنها عبست وفتحت عينيها للحظات ولكنها لم تعطي أي ردة فعل بل انفرجت ملامحها وهي تغرق بالنوم مجددا …
ضحك بخفوت على تصرفها ثم اقترب منها وقبل أنفها ..ثم أصبح يغني لها بصوت هامس اغنيتهما المفضلة :
-هيا دى هيا فرحة الدنيا
دق يا قلبى غنى يا عينيا
ابتسامتها ويا رقتها ورده بتفتح يا حلاوتها
و انتا يا قلبى ياللى حبيتها أدى نظرتها لسه فى عينيا
هى دى هى فرحة الدنيا دق يا قلبى غنى يا عينيا
بالى كان خالى و انشغل بالى
نظره و التانيه غيرو حالى
و ابتدا عمرى بالهوا الغالى
و ابتدا قلبى يعرف الدنيا
هيا دى هيا فرحة الدنيا رد يا قلبى غنى يا عينيا

فتحت عينيها فجأة..ثم توسعتا للحظات وهو يكمل :
العيون ديا هى احلامى
هى يا عينيا حبى و غرامى
لمس وجنتها وهو يكمل :

نورها حواليا مالى ايامى
و الهنا كله فى العيون ديا
و المنا كله العيون ديا
هيا دى هيا فرحة الدنيا
دق يا قلبى غنى يا عينيا
-صباح الخير يا عمري….
رمشت بصدمة والذكريات المخجلة…تندفع لعقلها بقوة …تكتسحها وهي غير قادرة على مقاومتها …صرخة بسيطة خرجت منها وهي ترفع الغطاء على وجهها بينما تقول:
-انت بتعمل ايه هنا ؟!انت جنبي ليه؟!!
ضحك بمرح وقال :
-طبيعي بعد اللي حصل امبارح اكون جنبك ولا ايه يا عروسة ؟!
ثم مد يده ليشد الغطاء عنها ولكنها صرخت وهي تقول :
-لا لا يا سيف …عشان خاطري روح ..روح دلوقتي …أنا والله مكسوفة اووي ..معلش ممكن تطلع …
-مكسوفة من ايه يا حبيبي بس …احنا واحد …
-لا احنا اتنين واطلع بقا …انت مبتعرفش تعد …
ضحك مرة أخرى وقال:
-طيب ممكن تبصيلي …
-لا …مش عايزة .. عايزاك تطلع ممكن …
تنهد مبتسما وقال:
-حاضر يا فراشة يا مفتر ية هطلع …هستناكي على الفطار تحت …ربع ساعة وتحصليني يا هانم فاهمة …عمك مسافر وهنفطر براحتنا يا حلوة ….
ثم نهض وأخذ الأزهار ثم خرج ….

تنهدت براحة وهي تبعد الغطاء عنها بينما وجهها ما زال احمر بفعل الخجل ….نهضت مسرعة وهي ترتدي قميصها ثم أخذت ملابس لها لترتديها فستان من اللون الرمادي مع حجاب بنفس اللون …
….
بعد قليل خرجت وهي ترتدي مئزر الحمام ثم اتجهت لطاولة الزينة وجففت شعرها وارتدت ملابسها
…..
نزلت الدرج وهي تشعر بثقة غريبة في نفسها …كأن تلك الحر.وق بوجهها غير موجودة …كأنها جميلة بالفعل كما يراها سيف …سيف الذي جعلها ترى جمالها …سيف الذي تأكدت الان أنه يحبها بشدة كما أنه تحبه بشدة…نعم تحبه بشدة ولن تنكر هذا ابدا !!
صفر سيف فجأة وهو يراها ونهض مقترباً منها …وأمسك كفها وقال:
-مبحبش اللون الرمادي …بس بعد ما شوفت جمالك فيه هحبه يا فراشة …
ابتسمت بخجل ليحضر الازرهار لها ويقول :
-ورود جميلة لأجمل ست في حياتي …
ضحكت بسعادة وهي تتقبل الأزهار منه ثم عانقته بقوة …استقبل عناقها بسعادة ثم رفعها حتى أصبحت قدميها لا تلامسان الأرض :
-انا شايف نطلع الاوضة تاني …
-سيف …
قالتها وهي تضحك بقوة ليضحك معها …ربما مياس قد حصلت خطت اخيرا على طريق السعادة …ولكن طريق السعادة ملئ بالعقبات…..
………..
رمش يوسف بصدمة بينما شعر ان ماجدة تترنح ….ذهب إليها سريعاً ثم أمسك كفها لتستند بكليتها عليه …كانت الدموع تحر.ق عينيها وهي لا تتخيل الأمر…لا تتخيل ابدا ان لطيف …هذا الرجل الذي د.مر حياتها …هذا الذي بعث داخلها الر.عب قد ما.ت …هذا الذي عا.ث فسـ.ادا في حياتها …هي لا يمكنها ان تتخيل انه ما.ت بتلك السهولة… مشاعرها المتضا.ربة صدمتها …ظنت ان بعد مو.ته سوف ترتاح ولكن لم يحدث هذا لتقل ان داخلها شعرت بالشفقة عليه …او ان العشرة لم تهن عليها فهي عاشت مع هذا الرجل….دون ان تشعر تمسكت بقميص يوسف وهي تضع رأسها على صدره ثم انفجـ.رت في البكاء…على الرغم الضيق الذي شعر به نتيجة غيرته …الا انه ازاح هذا جانباً فهي كانت تبدو في حالة سيئة للغاية …..
ضمها اليه وهو يحاول أن يهدئها الا انها كانت تبكي بعنف ….رفع عينيه ليجد محمد يخرج من غرفته وهو يفرك عينيه…فجأة توقف وهو يرى والدته منهاررة بتلك الطريقة الغريبة …
-ماجدة اهدي شوية الولد صحي …
قالها يوسف هامساً وهو يقبل رأسها …ثم جعلها تجلس على المقعد ثم اتجه للصغير وهو يحمله ثم يقبله على وجنته وهو يقول :
-يالا يا حبيبي عشان تغسل وشك وتفطر…
-هي مال ماما ؟!..
هز يوسف رأسه وقال:
-ملهاش ماما دي زي الفل …
ثم قبل وجنته مرة أخرى وهو يقول :
-هي بس تعبانة شوية …
ما ان ذهب يوسف حتي انفـ.جرت بالبكاء مجددا وهي تعجز عن التنفس … لطيف…لا تصدق انه مات …يجب أن تكون مرتاحة ولكن هي حقاً متضايقة لانها تعرف من فعل هذا …وتعرف ان من فعلوا هذا سوف يقتلوا عائلتها …يوسف وابنها !!!….
خرج يوسف بالصغير وهو يضحك معه ثم جعله يجلس على المقعد بينما محمد ينظر لوالدته مشدوها …قبل يوسف رأسه وقال:
-يالا.كل يا بطل عشان تروح تلعب مع عبد الرحمن ماشي…
هز الصبي رأسه لينهض يوسف متجهاً الى ماجدة المنهارة ثم ساعدها لكي تنهض وادخلها لغرفتها ….
وقفت في منتصف الغرفة وهي لا تستطيع السيطرة على دموعها …
-ششش…اهدي يا حبيبتي …
قالها يوسف وهو يضمها إليه …ضمته وهي تنتحب :
-انا مش قادرة اصدق …مش قادرة اصدق انه ما.ت يا يوسف …حاسة اني في كابوس ….
-الله يرحمه ..
تمتم يوسف والضيق يكتنفه….
ابتعدت ماجدة عنه قليلا وأمسكت قميصه وهي تقول بهمس :
-اكيد هما اللي قتلو.ه يا يوسف …أكيد …واكيد هيقتلو.نا احنا كمان ….احنا ممكن نمو.ت …
ضمها بلطف وهو يقول :
-ششش متخافيش مش هيحصل اي حاجة يا حبيبتي أنا معاكي ….
-بس ….
قالتها وهي تتمسك به بقوة …الرعب كان يسيطر عليها …قبل رأسها وهو يقول :
-قولتلك مش هيحصل حاجة …أنا هفضل معاكي ….
نظرت إليه بوجه يائس وقالت:
-انا خايفة …
-وانا معاكي متخافيش ….
ثم ضمها اليه وهو يتنهد ….اراد ان يخبرها انه هو أيضاً خائف وداخله شك كبير ان لطيف لم يمت …ولكن الاهم الآن ان تحضر ماجدة اختباراتها….ولا يهم الباقي ….هو سوف يتصدر لهم…لن يسمح لأحد أن يؤ.ذي عائلته…….
…….ابعدها قليلا ثم مسح دموعها وقال ؛
-يالا هنروح من دلوقتي الكلية…صحيح لسه الوقت بدري بس خلينا نروح وعايزك تنسي كل حاجة وتركزي في امتحانك ….
مسحت المتبقي من دموعها وقالت:
-الضابط قال اجي عشان اتعرف على الجثة ..
-تمام بعد الامتحان …هدي نفسك دلوقتي عشان تركزي مش عايزين نضيع تعب سنة كاملة عشان خاطري يا ماجدة ….
هزت رأسها وهي تحاول تمالك نفسها ولكن الخوف داخلها لا ينتهي !!
…………
في مكان غريب تماماً…..
وقف لطيف وهو يرتعش بينما أزال الرجل العصابة عن عينيه …واتسعت عينيه وهو يجد نفسه وجها لوجه معه …ابتسم الرجل وهو يمسك غليونه ويقول:
-دلوقتي يا لطيف جه الدور تدفع تمن خروجك…تقـ.تل مراتك وابنك وكده كده انت ميـ ت محدش هيثبت حاجة عليك !!!
………..
-تنوري يا حبيبتي …
قالتها نوران بهمس لشقيقتها والتي اكتشفت انها اتت الى الغردقة لكي تراها ….كان جاسم ينظر إليها بتجهم بينما هي تتحدث أمامه بإرتباك….
-تمام يا حبيبتي هتسناكي…مع السلامة …
ثم اغلقت الهاتف وهي تعطيه لجاسم ثم تطرق برأسها أرضاً منتظرة منها ان يوبخها …هو بالتأكيد لا يحب قدوم شقيقتها الى هنا …أو أي شخص يخصها …هو يكر.هها ويكر.ه عائلتها …اغمضت، عينيها بشدة وهي تتأ.لم بفعل تلك الدموع التي تتجمع بهما ولكنها لا تستطيع التخلص منها …ابتلعت ريقها وهي تزيد من فرك كفيها لترفع رأسها مشدوها وهو يقول بجدية :
-انا هطلب اكل عشان بالليل…مينفعش اختك وحوزها ياكلوا الاكل بتاعك اللي ميتاكلش ….
رمشت بصدمة وهي تنظر إليه …ليعبس ويقول :
-بتبصيلي كده ليه؟!
-افتكرتك هتتضايق ان رحيق جاية…افتكرتك هتطلب مني اني اتصل بيها واقولها متجيش …
عبس بشدة وهو ينظر اليها وقال:
-ليه هو انتِ فاكراني قليل الذوق ولا ايه ؟!وبعدين اختك وعيلتك ملهومش دعوة بمعاملتي ليكي …انتِ غلطتي عشان كده بتتعا.قبي …لكن الباقي ملوش ذنب في اللي هبتتيه!!….عيلتك هتفضل فوق راسي لانهم عيلتي كمان …لانهم كمان ضحا…يا زيي زيهم…ميعرفوش أنك واحدة **** معندهاش اخلاق ومرمطت شرفهم في الطين !!مسا.كين والله الله يكون في عام اهلك اللي عملوا المستحيل عشانك وانتِ لعبتي بشر.فهم بالطريقة دي…فعلا مسا.كين والله….
..كانت ملامحه تنطق بالإشمئزاز ….
ابتلعت ريقها والدم يفر من وجهها ..كان ما اطلقه عليها جعل معدتها تتلوى أ.لما …ولكن لم تعلق انها تستحق هذا يل تستحق اكثر من هذا …أطرقت برأسها أرضاً وهي تقول ؛
-شكرا ليك…..
-هي اختك رحيق تعرف بعملتك السودا ….
قالها فجأة لترفع رأسها سريعاً وتقول :
-لا رحيق متعرفش حاجة …
مط شفتيه وقال :
-بجد اهلك مسا.كين اتبلوا بواحدة زيك …
-عندك حق …
قالتها بإ.نكسار
تجهم وجهه اكثر وهو يشعر بالضـ.يق …كلما اها.نها.كلما تقبلت هذا بصدر رحب…انها لا تتضايق ابدا ….كاد ان يعـ.نفها مرة أخرى ولكن بريق الدموع في عينيها اوقفه فقال بهدوء؛
-تقدري ترتبي البيت دلوقتي عشان الضيوف وانا هكلم مطعم مشاوي بعد الصلاة عشان يجهز لنا الاوردر على بالليل …
هزت رأسها ولم تتكلم ليذهب هو من أمامها ….اتجهت بهدوء للصلاة ثم بعدها سوف تقرأ وردها لتبدأ حملة التنظيف ….ولج هو للحمام لكي يتوضأ أيضاً…وقف امام المغسل وهو ينظر لإنعكاسه في المرآة …كان وجه مختلف عن وجه جاسم السابق…ذلك الشاب المرح…طيب القلب الذي ظن ان منتهى السعادة هو الحصول على من احبها …ظن ان السعادة تتمثل بها …ولكن من احبها اكثر من الحياة كانت اكثر من حطـ.مه….
اغمض عينيه وشعور الاشمئزاز يحرق معدته …كلما يتذكر ان شخص غيره لمسها …شخص نال ما سعى إليه كثيرا يشعر بالقهر….تمسك بحافة المغسل بقوة وهو يطحن اسنانه…ود لو خرج وحطـ.م رأسها لعله يرتاح …تنهد وهو يحاول الحفاظ على هدؤه ثم فتح صنبور المياة وهو يتوضأ….

بعد قليل كان قد انتهى من صلاته ثم أمسك سجادته وطواها ثم وضعها بالخزانة ….وقف بالصالة قليلا وهو يراها تقرأ القرآن بينما الدموع تجري على وجهها…يعترف انها الايام السابقة كانت قريبة جدا من الله تصلي في مواعيدها …تقرأ القرآن …يسمعها دوماً تبكي وهي تطلب المغفرة من الله ….لا تفعل أي شئ في حياتها سوى الصلاة وقراءة القرآن وتنظيم المنزل …..لا تطلب أي شئ سوى كتاب الطهي الذي سوف يساعدها لكي تجيد اعداد الطعام …زهدت جميع ملذات الحياة …وكأنها فقط تكتفي بتلك بقربها من ربها …وكأنها ترضى بهذا العقا.ب …لكن هذا لا يكفيه…غضبه لا يهدأ…. نير.انه لا تنطفي…يود ان يصر خ بها …يقتلها لعله يرتاح …لقد احبها وعلى قدر الحب يأتي الأ.لم …أ.لمه منها كبير …يعرف انها تابت…متأكد انها نادمة ولكن ماذا يفعل بقلبه …قلبه المحـ.طم بسببها …لن يفهمه احد أبداً…..ان تظل طوال حياتك تعشق شخص …تتقي الله فيه …تشعر انه هذا الشخص لا يليق به ان تنظر إليه نظرة عابرة بل هو شخص يستحق ان تفني حياتك من أجله …تفعل المستحيل كي تناله بالحلال …ونوران كانت ذلك الشخص …لقد حار.ب كثيرا من أجلها وكانت الشخص الذي هز.مه…
انتهت من قراءة القرآن ونظرت إليه ليجدها ينظر إليها بشرود ….نهضت مسرعة وهي تمسح دموعها ثم تطرق ارضاً..:
-حابب تتغدى قبل ما ارتب البيت
-مش عايز حاجة من وشك …
قالها بهجو.م قبل ان يذهب …تنهدت هي بتعب وهي تتجه للمطبخ كي تصنع شئ لتاكله ثم تبدأ تنظيف المنزل
…. …….
-انت عايز توصل لأيه بالضبط …عاجباك الحالة للبي انت فيها دي ؟!!
قالها عزمي بقسو.ة لجورج الجالس على الفراش … كان قد صدمته سيارة بالأمس …ولكن لحسن الحظ لم يكن الأمر خطـ.ير …بل مجرد رضوض ولكن والده أصر أن يظل بالمشفى لليوم التالى كي تتم مراقبته ….ليكن صريحاً .بدأ يشعر بالخو.ف على ابنه ….جورج يبدو في حالة مريبة للغاية ….تنهد وهو يتذكر كلام زوجته معه….
…..
-جورج هيضـ.يع يا عزمي …
قالتها زوجته وهي تجلس على طاولة الطعام لينظر إليها هو بضيق ويقول.:
-هو اللي عمل ده بإيده…ود.مر حياته هو اللي فضل ورا واحدة ****وضيـ.ع مراته وابنه …ودلوقتي بيلف على البارات وبيسكر زي المتخـ.لفين …ياريت اقدر اتبرى منه …ده شخص ضعيف وغبـ ي ….
ابتلعت ريقها وهي تقول بقهـ.ر:
-ده ابننا يا عزمي …حتى لو غلط …حتي لو يستاهل تتكـ.سر رأسه بس مش كده !!
بقولك ابنك بيعاني….مبيعملش حاجة في حياته غير أنه يسكر…عايش في عالم تاني خالص ….هيمو.ت عشان ماريانا ترجعله ما تكلمها يا عزمي خليها ترجعله ابني بيروح مني ؟!
نظر اليها وضحك بذهول وقال:
-ايه اللي بتقوليه ده ؟!ماريانا ايه اللي ترجعله؟!هو نسيتي ابنك عمل فيها ايه؟!ده د.مر البنت …خلاها إنسانة مش متزنة …البنت لحد دلوقتي مصدومة من اللي حصل فيها ….تعرفي أن قريبهم إبرام راح عشان يقنعها أنها تتعالج عنده عشان تتجاوز الصدمة دي وقال مش هياخد منها مليم بس تتعالج….البنت في حالة صعبة وانتِ مش بتفكري الا في المحروس …
-يا عزمي جورج ملوش ذنب في اللي حصل لماريانا متظلمهو.ش!!!
ضرب عزمي على الطاولة بغضب وهو يصرخ بها :
-يعني ايه ملوش ذ.نب في اللي حصل للبنت المسكينة دي ؟!لا ليه كل الذ.نب…هو فضل يعذ.بها ويضغط عليها لحد ما فاض بيها …البنت اتحملت كتير …اتحملت أنه بيحب واحدة تانية وكان بيعاملها معاملة ز.فت رغم أنها بتحبه وبتتمناله الرضا …ابنك المحترم فضل يقابل حبيبته القديمة وهو متجوز …لا احترم مراته ولا احترم نفسه ولا اسم عيلته …ده كمان كان معيشها في بيت ليه …بيروح يزورها ويطمن عليها الحنين…..ابنك المحترم كان في بيت حبيبته قاعد جنبها عشان هي سخنة وسايب مراته الحامل اللي دخلوا بيتها اتنين حرامية اذوها وواحد فيهم اتحر ش بيها وخسـ.رت ابنها ..ولما تستنجد بيه الاستاذ كان نايم جنب السنيورة…ده كله ومعملش حاجة …قوليلي ايه مفروض يعمل تاني عشان تعتبري أنه عمل حاجة ….
أطرقت برأسها فقال هو :
-انا هخليه يتعاقب …ماريانا مش هترجعله …خليه كده يتقـ.هر وهو شايفها بعيدة عنه …أنا المرة دي اللي هقف لجورج…زي ما سلمته بإيدي بنت الناس المحترمة دي انا همنعها عنه…ويوريني هيعمل ايه ؟!..
ثم بدأ يأكل بهدوء لتقول هي :
-انت قلبك قا.سي يا عزمي …حرام عليك ابنك بيعاني …هتفرح لما تحصله حاجة ….
-لازم يتعلم الادب …يعرف أن النعمة لما تكون في أيديه ميرمهاش ويرجع يدور عليها …ماريانا كانت نعمة …كانت بتحبه اكتر من اي حاجة …اتحملت غبا.ؤه كتير …بس خلاص هو خـ.سرها …خلي البنت الر.خيصة دي تنفعه ….
-يا عزمي حرام عليك هو عرف غـ.لطه …
قالتها هي بيأس ليقول بغضب :
-وايه الفايده…اسفه وندمه هيفيد بإيه بعد اللي عمله في بنت الناس ؟!!اسفه هيرجع ابنه …هيرجع السعادة لمراته….هيداوي قلبها المجر.وح!!زي ما بتفكري في ابنك فكري في المسكينة دي اللي معملتش حاجة في حياتها إلا أنها حبته وفضلته عن نفسها…..أنا قولتها وخلاص مش هخليها ترجعله…أنا هقف في وشه ….
تنهدت هي بخيبة أمل كبيرة …ابنها المسكين أنه يعاني ووالده لا يشعر به…..تعرف أن عزمي سوف ينفذ ما يقوله …نظرت لزوجها وقالت :
-بس متنكرش انك السبب في ده كله ؟!
نظر إليها بصدمة لتقول بهدوء :
-ايوة يا عزمي انت السبب …انت من البداية اخترت متقولش على حقيقة سيلا لجورج…كبرياءك صورلك أن الولد هيقبل انك تتحكم في حياته بالشكل اللي انت عايزه من غير ما يقولك لا أو يعارضك …لا جورج كان لازم يفهم انها كده …أنا والله لو كنت اعرف من البداية من قولتله …صمت عزمي وهو لا يعرف ماذا يقول …..
عاد من شروده وهو ينظر إلى ابنه الذي ينظر إليه بقهر
-انا عايز ماريانا…عايزها والا والله همو.ت يا بابا ….
قالها بيأس ثم أكمل :
-انت مش حاسس بيا …انا حاسس اني ضا.يع …الحياة واقفة من غيرها ….عرفت انها كانت روحي ..أنا روحي فيها وبمو.ت من غيرها …انا ميت يا بابا ….
اقترب عزمي منه وقال من بين أسنانه:
-كانت ليك …كانت بين ايديك وملكك وانت عملت ايه ؟؛قولي عملت ايه ؟!كـ.سرت قلبها …زعلتها وفضلت تقابل حبيبتك القديمة …خليتها تعيش في شقتك ويا عالم حصل ايه كمان بينكم ….
هز جورج رأسه وقال:
-والله يا بابا محصلش بيننا اي حاجة …انت عارف انا ساعدتها ليه ؟!هي خد.عتني وانا حسيت بالذ.نب ….
-عشان غبي …بسببك انت …
ولكن جورج قاطعه وهو يقول :
-لا بسببك انت يا بابا !!!بسببك انت أنا ضيـ عت ماريانا !!
-بسببي أنا !!
قالها عزمي بصدمة ليرد :
-ايوة بسببك انت …كنت قادر تقولي ان سيلا طلعت واحدة كد.ابة …كنت قادر تقولي أنها كانت بتخد.عني وانا والله ما كنت هبص في وشها تاني …لكن انت عيشتني في وهم أنها سابتني ومشيت من غير ما تقول اسباب …وكنت فاكر انك هددتها عشان كنت عاندتك لما عرضت عليا ماريانا …بس في الاخر قررت اتجوزها …بس للاسف كـ.سرتها…كـ.سرتها وانا عمري ما هسامح نفسي …ليه يا بابا ..عملت فيا كده ليه؟!
ثم انهمرت دموعه لينظر عزمي إليه بحزن وهو يقر بصدق حديثه!
…..
-عفاف بتعملي ايه هنا ؟!
قالتها والدة ماريانا كريستين لعفاف والدة جورج لترد الآخرى :
-عايزة اشوف ماريانا يا كريستين…
-امتى هتسيبوا بنتي في حالها أنا نفسي اعرف. ..يا ناس حرام عليكم عايزين تعملوا ايه في المسكينة تاني كفاية اللي حصلها بسبب ولدكم …
-ماما لو سمحتي …
قالتها ماريانا وهي تقترب من والدتها ثم نظرت إلى عفاف وهي تقول بتهذيب :
-اهلا يا طنط اتفضلي ….
هزت عفاف رأسها شاكرة وهي تلج للمنزل ….ثم اتجهت على الأريكة وجلست عليها بهدوء وهي تتطلع إلى ماريانا وتقول ؛
-انا عايزة اتكلم معاكي يا ماريانا ممكن ؟!
هزت ماريانا رأسها وهي تقول :
-معلش يا ماما ….
ثم نظرت لوالدتها بنظرة ذات معنى لتقول كريستين بضيق :
-رايحة اعمل حاجة تشربوها. …
ثم اتجهت للمطبخ لتنظر ماريانا إلى عفاف وتقول -خير يا طنط …
-ماريانا بنتي جورج هيروح مني ….
تنهدت ماريانا وهي تطرق برأسها أرضا ثم اكملت عفاف :
-يا بنتي والله هيضيع من أيدينا ….المرة دي عمل حادثة بسيطة المرة الجاية معرفش ايه هيحصل ….
أغمضت ماريانا عينيها وهي تتذكر لحظة اصطدام السيارة به …لقد شعرت بالفزغ حينها …لم تتخيل جورج ابدا بذلك الضعف ….
-ماريانا ابوس ايديكي يا بنتي …
ثم جذبت كفها لكي تقبله الا ان ماريانا أبعدت كفها وهي تقول :
-بتعملي ايه يا طنط ميصحش ….
أغمضت عينيها للحظات ثم قالت ؛
-انا هرجع لجورج…
………..
-استغفر الله العظيم …
همست وهي تشيح بوجهها بينما تراه يخرج من الغرفة عاري الجذع لا يرتدي الا سروال قصير رمادي اللون مرسوم عليه بحر ومركب…
-فيه يا يا مراتي العزيزة …لازم تتعودي على كده عشان شكلنا هنعيش مع بعض شوية حلوين …
قالها عاصي ساخرا لتتنهد بضيق وتقول :
-طيب يالا خرج أملاك أنا فطرتها …
-الله مش هتيجي تعومي معانا….
-لا شكرا أنا مش عايزة ….
ثم بدأت بلم أطباق الإفطار بينما اتجه على ابنته الجالسة على كرسيها المتحرك ترتدي ثياب السباحة….لقد أصرت أن ترتدي تلك الثياب حتى على الإفطار…كانت متحمسة للغاية ….حملها والدها وقال :
-يالا يا ست الهوانم عشان ننزل المية…
-انا مبسوطة اووي يا بابا….
ابتسم لها وهو يقبلها ويقول :
-وأنا كمان مبسوط اووي يا روح بابا اني هكون معاكي …يالا مستعدة …
هزت رأسها مبتسمة ….
نظرت أملاك إلى رحيق وقالت:
-ماما رحيق تعالي اديني البوسة بتاعتي قبل ما اطلع….
ابتسمت رحيق ثم اقتربت منها وقبلتها بلطف ثم ابتعدت عنها وهي تبتسم ولكن ابتسامتها تلاشت وعاصي يقترب منها ويقبلها على خدها ويهمس :
-ودي البوسة بتاعتي قبل ما اطلع ..يالا باي مفيش داعي للشكر ده واجبي ..
قال هذا وخرج وهي ما زالت مذهولة …فجأة تلاشى الذهول من وجهها وابتسامة واسعة ناوشت فمها وهي تضع كفها على وجنتها بينما تشعر وكأن قلبها يخفق بقوة شديدة …هل يمكن أن تتذوق شعور الحب على يد زوجها …هل سيحبها…يعوضها عن كل ما رأته ام سيكون جر.حاً آخر يُضاف لقلبها ….
تنهدت وهي تذهب بالأطباق الى الحوض ….غسلت الاطباق سريعاً ثم اتجهت لباب المنزل الصيفي وهي تراقب زوجها وهو يلاعب طفلته …كان يضمها وهو يدور بها ….كانت ضحكاتها تسر القلب …ابتسمت بسعادة وهي تجد هذا الوجه من عاصي …لقد اعتقدت في البداية أنه شخص ليس لديه ذوق …قا.سي وغير مرن في التعامل …ظنت أنه بارد ولكنها اكتشفت أن هذا ليس صحيحاً….فلم يمر أسبوع على زواجهما ورأت عاصي اخر….شخص خفيف الظل …صحيح و.قح بدرجة غريبة …أنه يستمتع في جعلها تمو.ت من الخجل…ولكنه أيضا خفيف الظل يجب أن تعترف انها تحب الحديث معه…تحب مزاحه ….حتى وهو يخبرها أنها ليست نوعه المفضل لا تشعر بالإها.نة. ..تشعر أنها ليست رحيق تلك الفتاة الخجولة للغاية التي لا تعرف أن ترد على اها.نتها عندما يتعامل معها …بل تتحداه ……
-ما تيجي يا رحيق بدل ما أنتِ شغالة تراقبيني من بعيد ؟!.
قالها عاصي وهو يشير لها ثم أكمل :
-لو كنت أنا اللي ببص عليكي من بعيد كنتِ عملتيها رواية وقولتي عليا مش محترم …ولا هو حلو ليكي ووحش ليا ….
احمر وجهها بشدة وهي تتراجع بخجل …هو و.قح …وو.قح للغاية أيضاً…
ضحك وهو يرى تراجعها وخجلها المحبب فهتف:
-معنديش مانع تراقبيني والله وتبصي عليا من بعيد بس اديني الحق ده ….
نظرت إليه بحدة وهي تشير بعينيها إلى ابنته…ما خطب هذا الرجل …الأ يخجل …
تراجعت وهي تدخل المنزل. ..ليضحك عاصي وهو يراقبها…كم يحب أن يخجلها ….يوماً بعد يوم يكتشف جمالها المميز للغاية…يوما بعد يوما يشعر بالإعجاب نحوها …لقد انتهى الأمر وقد اتخذ قراره ….هي ستكون له …سوف يتمم زواجه عليها …ما أن يعودا لمنزلهما سيخبرها أنه يريدها زوجة له قولا وفعلا…لقد غير رأيه لن يكون هذا الزواج على ورق فقط بل سيفعله ..وجيدا أيضاً…ابتسم وهو يصل لتلك القناعة ….
…..
بعد قليل ….
كان يحمل أملاك التي تعبت من اللعب في المياه …لتمسكها منه رحيق وتحملها لحسن الحظ الفتاة لم تكن ثقيلة الوزن ….أدخلتها رحيق وحممتها وجلعتها ترتدي ملابسها ثم مشطت لها شعرها وشعرت أن أملاك سوف تنام لذلك اوصلتها لغرفتها كي تنام براحة وبعدها بدلت ثيابها التي اغرقتها المياه ….
ولجت لغرفتها هي وعاصي ووجدت حقيبة من الكرتون مكتوب عليه اسم متجر مشهور ….رمشت وهي تقترب من الحقيبة وتنظر لعاصي الجالس على الفراش …شعره الطويل مبتل ويرتدي قميص قطني باللون الرمادي كان قد يدل السروال القصير الخاص به …
-هو ايه ده ؟!
قالتها بحيرة ليرد وهو يشرب عصير التفاح ويقول :
-دي حاجة البسيها وحصلينا على البحر …
هزت رأسها وهي تقول :
-لا لا يا عاصي ابوس ايديك أنا بخاف من البحر أووي ومبعرفش اعوم …معلش روح انت ..أنا مش عايزة
-ششش …
قالها وهو يضع إصبعه على شفتيها يمنعها من الكلام…لترتبك وتتسارع ضربات قلبها وهي تهتز بينما عينيه التي بلون المحيط تنظر إليها بلطف ويقول:
-انا معاكي متخافيش …وبعدين متخافيش يا ستي هعلمك أنا العوم…يالا يا قمر عشان مستنيكي …
ثم غمز لها وذهب ….
ما أن ذهب حتى حركت كفيها على وجهها وهي تشعر بالحر .كيف ستعيش مع شخص وقح مثله ؟!!
اتجهت إلى الحقيبة وفتحتها …فتحت فمها بذهول وهي تنزل لملابس البحر الخليعة ….هذا كان أقرب وصف لها …كانت باللون الرمادي مكونة من قطعتين لا تخفيان شئ تقريباً…
ألقت تلك الملابس على الفراش وهي تغمض عينيها وتضع كفها على قلبها لعلها تهدأ من دقاته المتسارعة …كيف يحضر لها هذا …كيف يظن أنها سوف ترتدي له هذا …هو بالتأكيد مجنون…هزت رأسها وهي تدخل ملابس البحر للحقيبة ثم اتجهت إلى الخزانة لتخرج ملابس محتمشة لها…..
…..
كان ينتظرها بالمياه وهو يرسم بعقله السيناريوهات التي سوف تحدث ما أن يراها تخرج بملابس البحر الذي أعطاها إياها …بالتأكيد سوف تكون رائعة للغاية …ولكن فجأة انسحب اللون من وجهه وهو يرى ما ترتديه…اقترب من الشاطئ وخيبة الامل تسيطر عليه …
-ليه ملبستيش اللي جيتهولك ؟!
قالها عاصي بحيرة وهو ينظر إليها بينما تقف امام الشاطئ ….كانت ترتدي قميص قطني طويل اسفله بنطال واسع
ثم مد كفه لكفها المرتعش لتلج للمياة وقد بدا التوتر عليها والخوف …احمرت قليلاً لسؤاله وهي تتذكر لباس البحر الذي اعطاه اياها والذي ليست سوى ملابس خليعة ….ارادت ان تصرخ به انه ليس مهذب ولكنها احتفظت برأيها لنفسها وقالت بتجهم :
-معجبنيش ….
-هتعومي كده ؟!مينفعش …بعدين خايفة من ايه…قولتلك محدش هيشوفك غيري …ده شاطئ خاص…
نظرت إليه بنفاذ صبر وقالت:
-استاذ عاصي ممكن تخف هوس بهدومي …حابة اني البس على مزاجي …مش على مزاجك…
هز كتفيه وقال:
-اصلا ميهمنيش …
-الحمدلله …
قالتها ساخرة….
ثم فجأة شعرت بشئ يلمس قدمها فصرخت بخوف وهي تتجه نحو عاصي وتتمسك به استغل هو الفرصة وقام بحملها وهو يقول بهلع كاذب :
-ايه …ايه فيه ايه ؟!
-فيه حاجة لمست رجلي…خلينا نطلع من هنا قولتلك عندي فوبيا من البحر …
-متخافيش تلاقيه عقرب البحر ولا حاجة …
توسعت عينيها برعب ليبتسم وهو يتظاهر انه سوف ينزلها ولكنها تمسكت بعنقه بقوة وهي تصرخ ……بعد قليل شعرت بوضعها الغريب معها فابعدت نفسها وهي ترتعش …لتبهت وهي ترى اشتعال النيران بعينيه …
-نزلني ..خلاص نزلني ..
قالتها بعصبية وهي تحاول التحرر منه الا انه امسكها بقوة عليه بينما انحنى بوجهه مقترباً لوجهها ..
-هصرخ وألم عليك أمة لا اله الا الله ابعد …
قالتها برعب ليرد وهو يضحك ؛
-صرخي…
ثم اقترب منها …أغمضت رحيق عينيها ودقات قلبها تتسارع بجنو.ن …لن تستطيع أن تنكر …جزء منها كان يريد بشدة هذا …أرادات أن تتذوق شعور أنها مرغوبة …انها المرة الأولى التي تشعر بإعجاب رجل بها …وهذا الرجل زوجها ..فلا ضرر من هذا ….
-تمام يالا نعوم مفيش حاجة …
قالها عاصي وهو يجعلها تقف على قدميها ..نظرت إليه بخيبة أمل وبإرتباك ليبتسم بخبث ويقول :
-ايه كان نفسي ابوسك مثلا ؟!
تراجعت بصدمة وهي تقول بخجل :
-لا لا …
ضحك وهو ينظر إليها ثم غمز لها وقال :
-عن قريب متزعليش مش هخيب املك …
ثم بدأ يضحك مجددا بينما شعرت أمامه أنها كالفأر المبلول …لم تستطع أن ترد حتى …
……..
في المساء …..
كان قد ذهب عاصي وأملاك ورحيق لمنزل جاسم …بعد أن انفردت رحيق بنوران بالمطبخ وعرفت منها ما حدث ….
توسعت عيني رحيق مما سمعته وهدرت بها.:
-ايه اللي عملتيه ده يا غبية …يا غبية ..ربنا يسترك تروحي تفضحي نفسك ليه؟!!!
أطرقت نوران برأسها وقالت:
-حرام اكدب عليه …
-مش حرام ..وده مش كدب بالعكس الحرام انك تكشفي سترك قدامه …ربنا اداكي فرصة تعيشي حياتك ليه بتضيعي الفرصة دي يا نوران ..حرام عليكي ….
-يعني حضرتك كنتِ عارفة باللي هبيته اختك ؟!!
قالها جاسم بصدمة وهو يلج للمطبخ !!!.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *