رواية قلبي اختارك انت الفصل العاشر 10 بقلم مارينا عبود
رواية قلبي اختارك انت الفصل العاشر 10 بقلم مارينا عبود
رواية قلبي اختارك انت البارت العاشر
رواية قلبي اختارك انت الجزء العاشر

رواية قلبي اختارك انت الحلقة العاشرة
نهت كلامها وسابتلي الدفتر والقلم جنبي، فضلت ببص لطيفها لحد ما اختفت من قُدامي، بصيت للدفتر فأبتسمت بعفوية على شكلُه الجذاب، أخدتُه وطلعت قعدت في الأوضة بتاعتِ وفضلت طول الليل بفكر كلامها، عيني وقعت على الدفتر بتاعها إللى محطوط جنبي، ابتسمت وقُمت مِسكته وبدأت أكتب فيه كل حاجة مضايقاني، كل المشاعر إللي خنقاني، كل كلام العتاب إللى كان نفسي أقولُه لنور ومقدرش، فضلت ساعات بكتب، خلصت وحسيت براحة كبيرة فعلًا، قفلت الدفتر وشلتُه تحت رأسي وروحت في النوم.
تاني يوم صحيت على صوت دوشه وأصوات عياط، قُمت مخضوض وأنا بحاول أفوق، طلعت البلكونة واتصدمت لما لقيت أخت فريدة واقعه على الأرض وكلهم مُلتفين حوليها! نزلت بسرعة أنا ويوسف وجرينا عليهم.
– فريدة، فريدة إيه إللى حصل ؟
– معرفش، معرفش يا سيف، احنا كنا خارجين نوصل الولاد المدرسة، فجأة لقيتها وقعت من طولها!
– طيب متقلقش،هناخدها على المستشفى، يوسف شغل العربية بسرعة.
– حاضر.
أخدناها أنا وفريدة وروحنا المستشفى وسيبنا الولاد مع يوسف فى البيت، الدكتور دخل يفحصها، بصيت لفريدة لقيتها بتعيط وبتترجف بشكل غريب! اتردت اتكلم معاها للحظات، ولكن شكلها وهي منهارة وجع قلبي، قربت قعدت قدامها ومسكت إيديها إللى بتترجف فرفعِت وشها وبصتلي بعيون حمراء من العياط،ابتسمَت وقُلت بهدوء:
– متقلقيش، هي هتبقىَ كويسة.
– أنا خايفه عليها اووي يا سيف، أنا مليش غيرها هي وبابا، أنا من بعد موت ماما وأنا بقيت بترعب من فكرة أن حد بحبُه يفارق ويسيبني، لو حصلها أي حاجة أنا مش هقدر استحمل، أنا مش عاوزه ابقىَ لوحدي.
شدت على مسكت إيديها وقُلت بحنان:
– أنتِ مش لوحدكِ، أحنا كلنا معاكِ، وبعدين أنا مش متعود على النسخة دي منكِ، أنتِ لأزم تكوني قوية زي ما اتعودت أشوفكِ، ومتقلقيش هي هتبقىَ كويسة وللهِ، وأنا جنبكِ ومش هسيبكِ، بس اهدي، اهدي وكل حاجة هتعدي.
هزت رأسها بتفهم فأبتسمَت وقُمت علشان اقعد، اتحركت فَمسكِت في إيدي، التفت وبصيت لها فقالت بحُزن:
– ممكن متمشيش؟ ممكن تفضل هنا لحد ما أطمن عليها؟
ابتسمت ورجعت مسكت إيديها وقعدَت جنبها، بصتلي للحظات ورجعت بضهرها لوراء وغمضت عنيها، معرفش ليه اضايقت اووي لما شوفتها في الحالة دي، يمكن لأني اتعودت اشوفها قوية وبتضحك دايمًا، حسيت أن وراء قوتها وضحكتها، في طفلة صغيرة موجوعة وقلبها دايمًا خايف، بصيت لها ولإيديها إللي ماسكه في إيدي وابتسمت، حسيت أنها هديت وقلقها قل شوية، رغم إني استغربت ولكن كان جوايا إحساس بالفرحة أنها هديت وقلبها أطمن.
فضلنا مُنتظرين الدكتور لحد ما طلع وطمنه عليها، وطلع للاسف أختها مريضة سُكر وكانت على وشك الدخول في غيبوبة لو متلحقتش في الوقت المُناسب، فضلنا معاها في المستشفى لحد ما فاقت وأخدناها معانا على البيت، شكرتنا أنا ويوسف واطمنا عليها وسيبناهم وطلعنا علشان نرجع البيت فوقفنا صوت فريدة:
– سيف.
التفت وبصيت لها، ابتسمِت وقربت وقفت قُدامي وقالت بإمتنان:
– شكرًا.
ابتسمَت:
– على إيه يا فريدة؟
وشها أحمر وقالت بكسوف:
– على وجودكَ ووقفتكَ معايا أنت ويوسف، مُمتنة جدًا ليكَ.
نهت كلامها وسابتني ومشيت، فضلت ببص لطيفها وعلى وشي إبتسامة بلهاء، حسيت بحد بيحط إيدُه على كتفي، بصيت ورايا لقيت يوسف بيضحك وبيغمزلي بمُكر:
– إيه الحوار ؟ احكيلي إيه إللى حصل في المستشفىَ.
زقيتُه بخفة وقُلت بتوتر:
– ياعم اوعى كده، ده أنت دماغكَ تعبانه.
ضحك وبصلي بمُكر! فاتنهدت وسيبتُه ومشيت اتجاه البيت، أو بمعنى تاني هربت منه فقال بصوت عالي وهو بيجري ورايا:
– ولا خد هنا، ما أنا مش هسيبك غير لما تحكيلي كل حاجة.
حضني وأحنا داخلين فضحكنا أحنا الإتنين، طيب أقولُه إيه وأنا أصلًا مش فاهم نفسي، ولا فاهم إيه إللى بيحصل معايا!
______
– مالكِ يا فريدة ؟مش الدكتور طمنكِ على إيلين النهاردة وقالكِ أنها تمام؟ طيب قوليلي إيه إللى شاغل بالكِ ؟
– مش عارفة يا تالا، بس النهاردة أنا لأول مرة انهار وأكون النسخة الاضعف مني قدام حد، لأول مرة أطلب من حد يفضل جنبي في لحظة ضعفي! لأول مرة إيدي تمسك في إيد حد وقلبي يطمن، أنا إللى عشت طول عمري اخاف ابين ضعفي قدام حد حتى أهلي، النهاردة لأول مرة امسك في إيد حد وأقوله خليك جنبي ومتمشيش من غير تفكير!!
حطت كف إيدها تحت خدها الشمال وقالت بهيام:
– اممم، وياترى مين الشخص ده ؟ سيف مش كده؟
اتنهدت وقُلت بحيرة:
– أنا مستغربة نفسي اووي يا تالا، إزاي شخص مكملشِ شهر داخل حياتي اطمنلُه بالشكل ده!! إزاي في لحظة احكيلُه كل مخاوفي وضعفي كده!
ابتسمِت وقالت بمرح:
– وده ملفتش نظركِ لحاجة؟
بصيت لها وقُلت بتحذير:
– متخليش دماغكِ تاخدكِ لبعيد يا تالا، أنا وسيف مُجرد أصدقاء ومش هنكون اكتر من كده.
– وأنتِ جايبه الثقة دي منين؟ مش أنتِ دايمًا بتقولي إننا ملناش سُلطة على قلوبنا؟ إيه إللى اتغير دلوقتِ؟ وبعدين أنا عندي إحساس أنكِ مُعجبة بسيف من أول لحظة شوفتيه، ومتحاوليش تنكري لأني أكتر وحده عارفاكِ اكتر من نفسكِ.
منكرش أني فعلًا مُعجبة بيه من أول لحظة شوفتُه فيها، بس الإعجاب والحب مُختلفين عن بعض، بس الغريب أني اطمنت معاه، وعيني بقت بتلمع بمجرد ما بشوفه، وشعور غريب بيكون جوايا لما بتكلم معاه! أنا مبقتش فاهمة نفسي.
اتنهدت وبصيت لها:
– منكرش إني فعلًا مُعجبة بشخصيتُه، بس ده ميدلش إني بحبُه يا تالا، في فرق كبير بين الحب والإعجاب.
– بس الإعجاب مع الوقت ممكن يتحول لحب، والأيام الجاية هتثبتلكِ كلامي، وبعدين بصراحة عيال الخالة دول من وقت ما دخلوا حياتنا وهما خاطفين قلوبنا كده.
بربشت بعنيا وبصيت لها بأبتسامة خفيفة:
– قصدك إيه؟ لا متقوليش أنكِ..
قاطعتني بهيام:
– الولا خطف قلبي يا فريدة، حاسه كده أني بدأت احبُه.
ضحكت بصوت عالي وقُلت بسخرية :
– أنتِ ويوسف ؟ ده أنتوا مش بتعدي عليكم دقيقة من غير خناقة شكل!
ابتسمِت :
– ما أنا بصراحة كده اتعودت انكشه واتخانق معاه، فبقيت بتلكك علشان اتخانق معاه وأحنا في الشُغل، بصراحة الولاا لذيذ بشكل يجنن يا فريدة.
بصتلها وفضلت اضحك على جنانها، تالا مزيج ما بين الجنان والطفولة، جميلة بشكل يجنن، وحنينه بشكل مش معقول، هي صديقة طفولتي وعمري، ويوسف شخص جميل وفيهم صفات كتيرر اووي مشتركة، ومتأكده أنهم هيعملوا ميكس جامد مع بعض، فضلت نحكي ونهزر مع بعض لحد ما قرب معاد الإجتماع فروحنا أنا وهي على الشركة، والحقيقة كده أن الرحلة بتحلى طول ما معاك صديق حقيقي وبيحبك.
_________
– أنتِ إيه إللى مصحيكِ دلوقتِ؟
– رايحة أطمن على لؤلؤه، أنتَ بقىَ إيه إللى مصحيكَ؟
– بصراحة مش عارف! بس قوليلي من لؤلؤه ؟ حد من صُحابكِ يعني؟
ضحكت وشاورتلي أمشي وراها، بصيت لها بإستغراب ومشيت معاها، وقفنا قدام مكان في وش البيت بالظبط، فتحت الباب ودخلت، كانت مزرعة كبيرة، أخدتني وروحنا وقفنا قدام باب كبير شكلُه يدل أنه اسطبل خيول!
فتحت الباب ودخلت، وقفت قُدام مَهرة” شكلها جميل وجذابة جدًا وقالت بحماس وهي بتشاورلي عليها:
– أعرفك بالجميلة، دي لؤلؤة، دي لسه مولودة.
ضحكت وقلت بقلة حيرة:
– يعني جايه الفجر علشان تطمني على مَهرة؟
– هي ممكن تكون بالنسبالكَ مَهرة عادية، بس بالنسبالي لا، أنا كل الخيول إللى قُدامك دي ليها غلاوة خاصة في قلبي.
ابتسمت:
– شكلكِ بتحبي الخيل ؟
ابتسمِت بحماس وحطت إيدها فوق رأس الفرسة:
– أنا بحبهم جدًا، بس الظاهر أنك أنت إللي مش بتحبهم.
– بالعكس، أنا كمان بحبهم، بس بقالي سنين مركبتش خيل.
– طيب إيه رأيكَ تتسابق معايا؟ ومتقلقش، هيكون معاك البراق.
– ومين البراق ؟
– بص وراك وأنتَ تعرف.
بصيت ورايا لقيت حصان شكله جذاب ومُبهر اووي! جمالُه كان مُلفت بشكل يجنن!! قربت وقفت قُدامه وقُلت بإنبهار:
– وااو! جمالُه خطيرر يا فريدة.
– علشان كده سميتُه البراق، هو صديقي السريع القوي، وخد بالك براق مش أي حد بيركب على ضهرُه، أنا مش بسمح لحد يقرب عليه غير الناس المُميزة.
– وأنا بالنسبالكِ شخص مُميز؟
بصتلي بنظرة غريبة وأبتسمِت بخفة :
– بما أن فريدة قررت تشاركك اشيائها المُميزة، إذًا أنت مميز عند فريدة، وده لأني مش بعرف أي حد عن الحاجات إللى بحبها، بس نقدر نقول أنك استثناء.
وقفت قُدامها وقُلت بمشاكسة:
– أفهم من كده ايه بقىَ؟
ابتسمِت بخفة وقالت ببرود:
– أنكَ بقيت صديقي المُفضل، وده يدل أنك مميز.
ابتسمَت وبصيت لها فاتحركت كام خطوة ووقفت قدام فرسة كانت بيضة وشكلها جميل وكمِلت بحب:
– دي بقىَ طيف، وأنا هتسابق بيها معاك، وعلى فكرة هي حبيبة البراق.
ضحكت بخفة وقُلت:
– بس كده هو ممكن يخسرني علشان خاطرها.
ضحِكت بصوت عالي وقالت بنفي:
– لا لا مش للدرجادي متقلقش، عمومًا هنحدد معاد وهنتسابق فيه، وإللي يخسر هيعزم التاني، أي رأيك؟
– موافق جدًا.
– اتفقنا، دلوقتِ أي رأيكِ نطلع نتمشىَ شوية في الجو التُحفة ده ؟ ولا أنتَ هترجع تنام؟
– لا خلاص مش هنام تاني.
– خلاص يا حلو، يلا بينا نطلع نتمشىَ.
– يلا بينا.
أخدتها وطلعنا نتمشىَ، كان الجو برد وجميل اووي، الشوارع هادية، وكل الناس نايمة، وأنا والست بنتمشىَ وبنتشاركَ الحكايات، اتكلمنا في حاجات كتيرر اووي، الحاجات المُفضلة عندنا وإللي بنحبها، مواقف من الطفولة، والساعة جابت التانية لحد ما الشمس بدأت تشرق، رغم كده مكنتش حاسس بالملل بالعكس، كنت مبسوط، مبسوط جدًا، وحقيقي الإنسان بيتمنى إن الوقت ميعديش والحكاوي متخلصش.
_______
– هو أحنا رايحين على فين؟
– مش أنتَ بتقول أنك مخنوق؟
– اه، بس إيه علاقته بالمكان إللى رايحين عليه؟
ابتسمِت وقالت بهدوء:
– دلوقتِ هتعرف كل حاجة، أنت بس خلى عندك شوية صبر عليا، ولا حضرتك زهقت مني يعني.
– أنتِ ميتزهقش منكِ يا فريدة، بالعكس أنا بحب الوقت إللى بقضيه معاكِ.
بصتلي وأبتسمِت، عيونها لِمعت بشكل غريب، شوية ووقفت عربيتها قدام كافية كان فخم جدًا، نزلت وشاورتلي فبصيت لها بقلة حيلة ونزلت مشيت معاها، قعدنا على ترابيزة كانت في مكان هادي وبعيد شوية عن العيون، طلبت أكل وعصير، كل إللي شغالين في الكافية سلموا عليها واستقبلوها أجمل أستقبال، كنت مستغرب من طريقة كلامهم معاها وكأنهم يعرفوها من سنين! خلصت كلام وقالت بهدوء:
– متستغربش، أنا أعرفهم كلهم بما فيهم مدير المكان،الكافية ده هو مكاني المُفضل ومن وأنا صغيرة بحب أجيلُه.
– للحظة حسيت أنكِ مديرة المكان.
ضحكت وقالت؛
– للاسف لا، بس أنا برتاح في المكان ده اووي، المهم قولي أنتَ إيه إللي مضايقكَ؟ قولي أنتَ لسه بتفكر في البنت دي؟
– لا طبعًا، هي خلاص صفحة واتقفلت، ومستحيل ارجع افكر فيها تاني.
– اومال إيه إللى مضايقكَ يا حلو ؟
ضحكت على كلمة ” يا حلو” إللى هي دايمًا بتقولهالي وقُلت بعد تنهيده طويلة:
– أهلى وحشوني اووي، وبصراحة حاسس أن كل يوم الضغط عليا بيزيد عن اليوم إللي قبلُه.
ابتسمت:
– أنا حاسه بيك، لأني أنا كمان بقالي كتيرر اووي منزلتش مصر ومقابلتش بابا، ومقدرة تعبك والضغط إللي أنت فيه، بس لأزم تفهم أن لكل حاجة تمن، وتمن النجاح وتحقيق الأحلام بيكون غالي شوية، أوقات بيكون التمن ده غربة عن أهلك، تعب وارهاق شديد، بُعدك عن صُحابك، سهرك في عز ما الكل نايم والخ… بس صدقني كل الحاجات دي بتهون بمجرد ما تحقق حلمك وتشوف نظرة الفخر في عيون أهلكَ بيك، أنا كمان في بداية شُغلي كنت كده، بس مُهم زي ما قولتلك قبل كده أن يكون عندك عزيمة وإرادة وصبر علشان تحقق حلمك.
– تعرفي أن كلامكَ دايمًا بيفرق معايا، وحقيقي وجودك مهون عليا كتيرر اووي، يعني تشجيعك ليا أنا ويوسف طول ال 6 شهور إللي فاتوا فرق معانا كتيرر اووي في التدريب وكان سبب إننا ننجح، وتشجيعك ليا أنا بالتحديد ودعمكِ ليا علشان احقق أحلامي، ووقوفكِ معايا في عز تعبي وخنقتِ، كل الحاجات دي ممكن تكون حاجات بسيطة بالنسبالكَ، بس بالنسبالي هي حاجات كبيرة اووي ومواقف عمري ما هنساها طول حياتي، حقيقي أنا محظوظ بصداقتك يا فريدة.
– بالعكس، أنا إللى محظوظة لأني اتعرفت عليك، أنتَ فعلًا شخص طموح وشاطر، وأنا وأثقة أنك في المُستقبل هتكون حاجة كبيرة، وهتكون أفضل مني كمان.
– أنتِ واثقه فيا للدرجادي؟
ابتسمت وقالت بحماس:
– طبعًا، أنا واثقه فيكَ جدًا، وفخورة بكل خطوة أنتَ بتخطيها لِقُدام.
ابتسمت وبصيت لها، بحب عيونها إللى بتلمع وهي بتتكلم عني، غصب عني للحظة حطيتها في مقارنة مع نور، وللاسف لقيت أن نور عمرها ما قدرت في لحظة مجهودي، مفيش مرة شجعتني اتقدم خطوة لقدام، حتى أنها مكنتشِ وأثقة فيا زي ثقة فريدة! بالعكس طول فترة وجودي مع نور أنا كنت بتراجع مش بتقدم، فُقت من شرودي على إيد فريدة اللى بتشاور قدامي!
بصيت لها فقالت بإستغراب:
– سرحت في إيه ؟
ابتسمت وقُلت بحب:
– مفيش، بس أنا حابب أقولكَ حاجة افتكريها دايمًا.
– وإيه الحاجة دي؟
– أنتِ جميلة جدًا يا فريدة، أنتِ بتمتلكِ قلب جميل بشكل يجنن! أنتِ صديقة جدعة، وأخت مفيش منها، وبنوته شاطرة جدًا وفخر لأهلكِ، وحقيقي محظوظ اوي الشخص إللي هيقدر ينول قلبكِ وتكوني من نصيبُه، بس لما تيجي تختاري، اختاري إللي يشبه قلبكَ، علشان قلبكَ ميلقش عليه الوجع، أنتِ تستاهلي كل الحُب، الحُب وبس، ف اوعي تسلمي قلبكِ لأي شخص وخلاص، سلمي قلبكِ للشخص إللي يستاهل وبس، اتفقنا؟
هزت رأسها بالموافقة وعنيها لِمعت واتكسفت، ولأن فريدة بتتكسف من أي كلام حلو ومش بتعرف ترد عليه، فضحِكت وخبت وشها بين كفوفها فأبتسمَت وفضلت ببصلها، فريدة رقيقة بشكل يجنن، جميلة وتتحب، والغريب أني لحد دلوقتِ مش قادر أفهم هو أنا ليه كل ما بشوفها في حاجة جوايا بتتحرك! ليه بنظرة من عنيها ببتسم، ليه بحب أي وقت بقضيه معاها، ليه بنسىَ الدنيا كلها وأنا معاها!
______
– اتأخرت كده ليه؟ وبعدين أنتَ كنت فين أصلًا؟
– كنا بنتعشاء بره أنا وفريدة.
ضحك وغمزلي بمشاكسة:
– إيه الحكاية ؟ بقالكَ كام شهر كده طالع داخل مع فريدة!! ما تقولي الحكاية ده أنا حتى صاحبك حبيبكَ.
ضحكت بسخرية ورميت المخده على وشُه:
– أحنا مجرد صُحاب مش أكتر، متخليش دماغك تسوحك لبعيد.
ضحك بصوت عالي ورمى نفسه على الأريكة جنبي وهو بيبصلي بمُكر:
– قلبي مش مرتحالكَ، ده أنا وتالا ارتبطنا ومش بنخرج زيكم ياجدع!
– لا أنتَ وتالا استثناء، أنتوا اتنين مجانين ووقعتوا في بعض، انما أنا وفريدة مجرد صُحاب ومفيش ما بينا حاجة.
– اممم، كلها أيام وهتيجي تحكيلي، بس أقولك الصراحة، أنا من قلبي بدعي كل يوم تكون من نصيبكَ، وبعدين مخبيش عليك أنا بدأت احس أن فريدة عندها مشاعر اتجاهكَ، يعني نظراتها لما بتشوفك، أنها تشاركك كل الأماكن إللى بتحبها وإللي مش بتشاركها مع حد غير المُميزين عندها، وفجأة تاخدك أنت وبس عليها، نظراتها القتالة لما بتشوفك بتهزر مع بنت في الشركة، من الأخر كده أنا حاسس البنت واقعه في حبكَ.
اتوترت وبصيت بإرتباك:
– الكلام ده مش صح، وبعدين أنا بصراحة مش بفكر ابدًا ارتبط بحد تاني، أنا دلوقتِ مركز على شُغلي وبس، وفريدة كمان نفس تفكيري، وبعدين أنا صرفت نظر عن الموضوع.
– لا ولله!! وإيه المشكلة أنك تعيد النظر في الموضوع تاني، يابني افهم الدنيا مش بتوقف على حد.
– حاضر، لما الأقي البنت المُناسبة هتجوزها.
– يالاا أنت عبيط؟ ما البنت قُدامك ومعاك طول الوقت!!
– نام يا يوسف، روح نام علشان عندنا شُغل كتيرر اووي بُكره.
مستنتشِ ردُه وسيبتُه ودخلت أوضتي، غيرت هدومي ورميت نفسي على السرير وفضلت باصص للسطح، حاسس أن في دوامة أفكار في عقلي وأصوات كتيرر رافضه تسكت! فضلت طول الليل بفكر لحد ما تعبت ونمت من التعب، تاني يوم صحيت مخضوض على صوت يوسف:
– سيف قوم بسرعة في كارثة حصلت..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قلبي اختارك انت)