روايات

رواية واحة الخراب الفصل الثامن عشر 18 بقلم اسماعيل موسى

رواية واحة الخراب الفصل الثامن عشر 18 بقلم اسماعيل موسى

رواية واحة الخراب البارت الثامن عشر

رواية واحة الخراب الجزء الثامن عشر

واحة الخراب
واحة الخراب

رواية واحة الخراب الحلقة الثامنة عشر

المخلوقة مكنتش عاوزة تسيب المكان، كأنه يحمل داخلها ذكريات لا ترغب بنسيانها.
وإحنا بنمشي بين صفوف الخزانات، كنت حاسس بنظرات الأطفال دول — أو اللى كان المفروض يبقوا أطفال — بتطاردنى… العيون المفتوحة جوا السائل، كأنهم بيحاولوا يقولوا حاجة
ريحة السائل الكيماوى ماسكة فى مناخيرى… قوامه زى الزيت المالح، وصلنا لنهاية القاعة…
المخلوقة وقفت عند جدار حجرى خشن… عليه آثار خدوش، وفى نصه شق ضيق، بالكاد باين.
بصتلى، واشارت بإيدها، وبصوتها الخافت لأول مرة
قالت:
“هنا… طريق الخروج
انتى بتتكلمى؟ قلت بصدمه.. طيب ليه محولتيش تتكلمى معايا قبل كده؟
ليه كنتى صامته؟
همست بنبره متقطعه انا بعرف كلمات قليله، وبعدين كنت خايفه
خايفه منك تعمل فيها زى مرتضى بعد ما اطمنت ليه واديته الآمان
دفعت صخرة صغيرة فى الركن…
الجدار اتحرك ببطء… كشف عن ممر جانبى.
ممر ضيق…
جدرانه حجرية متعرجة كأنها محفورة باليد زمان…
السقف منخفض، والإضاءة شبه معدومة غير نور خافت من فتحة صغيرة فى الأعلى
____من هنا نقدر نغادر الواحه ، قالت المخلوقه بنبره بدائيه
المخلوقات متقدرش تتعدى حدود الممر ده
فيه حاجه لازم اعملها قبل ما نمشى، المكان ده لازم يختفى من على وجه الأرض
__لا __ ارجوك لا مش هنعمل كده، هنا عيلتى كلها، أهلى، والدى واخوتى، نسلنا كله هنا، لو دمرت المعمل، المخلوقات إلى بره كلها هتموت
فيه ارتباط خفى بين وجود المعمل وبقاء المخلوقات حيه
صرخت بغضب ___ وانتى عايزاهم يفضلو أحياء بعد كل إلى عملوه فيا؟
همست المخلوقه هما معلوش حاجه، كانو بيدافعو عن حقهم فى الحياه
كانو معتقدين ان كل البشر زى بعض اشرار، ان كل البشر زى علماء المعمل إلى كانو بيعملو عليهم التجارب وعايزين ينتقمو منهم
خرجت القنبله من جيب بنطالى وسحبت الفتيل والمخلوقه بتصرخ لا لا
رميت القنبله فى أرض المعمل لكنها منفجرتش، كانت قنبله قديمه، مخلفات حرب والظاهر انها تلفت
المخلوقه قعدت على الأرض تبكى وانا عمال افتش زى المجنون فى كل ركن عن قنبلة اخيرا لقيت قنبله صالحه للاستخدام لكن لما رجعت عند المخلوقه شفت حاجه غريبه
المخلوقه شكلها كان عمال يتغير، بتتحول، بتبقى أقرب لهيئة البشر، كأن فيه حاجه فى الجو بتساعدها ترجع لهيئتها الإنسانيه
مسكت القنبله وقبل ما ارميها سمعت صوت رعبنى، صوت قادم من داخل المعمل خلانى
انزل فى الممر بسرعه والقنبلة فى ايدى
_________________
الممر أرضيته مش متساوية… فيه أجزاء محفورة وأجزاء زلقة، وساعات كنت بحس برجلى تغرز فى طين قديم.
الجدران مليانة علامات محفورة بأدوات حادة، رموز غريبة، وبعضها زى التعاويذ
قلت للمخلوقه انتى عارفه طريق المخرج؟
احنت المخلوقه رأسها يعنى نعم
طيب امشى قدامى وصلينى لطريق الخلاص
………
المخلوقة مشيت قدامى، وانا وراها.
فى دماغى، فكرة واحدة…
“لازم أفجر المكان ده… مينفعش الحاجات دى تفضل هنا.”
حطيت إيدى على المسدس، لمست القنبلة اللى فى جيبى…
فكرت أرجع، أزرعها فى قلب المعمل… أفجر القاعة اللى فيها الخزانات كلها لكن، المخلوقة وقفت، وبصتلى.
نظرتها فيها رفض، كأنها قرأت اللى فى دماغى.
هزت راسها ببطء.
وقالت، فى محاوله لاقناعى
“لو دمرته… هيسمعوك… هييجوا… مش هنلحق نهرب
كملت وراها فى الممر…
الطريق كان بيتفرع… منحنيات كتير، جدران أوقات فيها تجاويف زى عيون تراقبك،ريحة تراب قديم، وعفن، وسخام نار، المخلوقه كانت بتقراء النقوش وبعدها تختار الممر إلى نمشى فيه
بعد مسافة، الممر بقى أوسع شويه، مشينا مسافه كبيره جدا
لحد ما رجليه وجعتنى
لحد ما شفنا فتحة حجريه بعيده بيخرج منها ضوء
المخلوقه شاورت بأيدها، المخرج هناك، الفتحه بتطل على السهل، على بعد كبير من واحة الخراب
سألتها __متأكده
قالت المخلوقه بأبتسامه وكان شكلها بقى قريب جدا من الفتيات البشريات __متأكده
لحظتها مشيت بسرعه، بقيت قدامها، فرقت عنها عدت خطوات كان فيه سلم حديدى لازم تطلعه عشان توصل الفتحه
تسلقت السلم وصلت الفتحه المحشوره بين الصخور تنفست الهواء، النقى وتأكدت انى خارج الواحه، المخلوقه تسلقت السلم خلفى كانت قربت توصل الفتحه عندى لما ركلتها بقدمى بقوة، طارت فى الهواء ووقعت على الأرض
أخرجت القنبله سحبت الفتيل، وهمست اسف وانا بلقى القنبله داخل الممر وبرمى جسمى برا المخرج، سقطت فى أرض السهل ومن خلفى دوى صوت انفجار القنبله والممر انغلق.

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية واحة الخراب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *