رواية فرحة لم تكتمل الفصل الثامن 8 بقلم رحمة ابراهيم
رواية فرحة لم تكتمل الفصل الثامن 8 بقلم رحمة ابراهيم
رواية فرحة لم تكتمل البارت الثامن
رواية فرحة لم تكتمل الجزء الثامن

رواية فرحة لم تكتمل الحلقة الثامنة
(وقفوا قدام بعض في هدوء الشارع، والنسيم بيلعب في شعرها، وعيونه متركزة على ملامحها بخوف وصدق.)
يوسف – وهو بيطلع علبة صغيرة من جيبه وبيفتحها على هدوء:
– مريم، أنا مش جاي ألعب… أنا بحبك بجد. وعايز أبقى جنبك، أبقى سند ليكي مش حمل عليكِ.
(بمدي إيده بالعلبة: دبلة بسيطة لكن ناعمة)
مريم – اتسمرت، عينيها اتملت دموع وهي بتاخد خطوة لورا:
– لا يا يوسف… لأ…
(بتبلع ريقها وبتكمل بصوت بيترعش)
– أنا مش جاهزة… أنا بخاف، بخاف إنك تطلع زيهم، زي اللي وعدوني وكسروني، اللي قالوا هحبك ومشوا… أنا مش قادرة أصدق إن في حد فعلاً ممكن يفضل.
يوسف – قرب منها خطوة تانية، وصوته دافي ورزين:
– بصيلي… أنا مش جاي أقولك نتجوز بكرة، أنا جاي أطلب إنك تديني فرصة أبقى الشخص اللي لما تكوني خايفة تجرَي عليه مش منه…
(سكت لحظة، وبعدين بصّ في عيونها بحنية)
– دي مجرد خطوبة يا مريم، لحد ما تبقي متأكدة، لحد ما قلبك يصدق إن يوسف مش هيمشي. أول ما تقوليلي “يلا نتجوز”… هنعمل فرح ونكمل العمر سوا.
(مريم سكتت، ونظراتها كانت بين الخوف والاحتياج… احتياج لحد يحبها بصدق.)
مريم – بصوت واطي:
– طب لو خفت تاني؟
يوسف – باسِم وممدد إيده:
– هكون واقف… مستنيك، زي دلوقتي، تحت بيتك… ومعايا وردة.
(مريم ضحكت دمعة، واخدت نفس عميق، وبإيد مرتعشة لمست العلبة، ولسه ماخدتش قرار… لكن قلبها بدأ يلين.)
﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎
(ضحكت مريم وهي بتحاول تخبي خجلها، بس عنيها كانت بتلمع من الفرحة لأول مرة من زمن بعيد.)
يوسف – وهو بيعدل جاكيتُه وبيتكلم بحماس ومرح:
– طيب اسمعي، أنا هاجي بكرة ومعايا بابا وماما… جايين نخطفك رسمي، مش هزار.
(ابتسم بمكر)
– عايزك تقوليلي أجيب إيه معايا؟ ورد؟ فاكهة؟ جاتوه؟
مريم – وهي بتتكلم بهزار وخجل:
– ماما ما بتاكلش ورد… هات جاتوه.
يوسف – وهو بيضحك من قلبه:
– جاتوه من عيوني يا بتاعة الجاتوه. عايزة حاجة تانية؟
مريم – بصوت واطي وبخجل وهي بتبص بعيد:
– آه… خليك على طول زي ما إنت كده.
يوسف – نبرته بقت أهدى، وفيها وعد صادق:
– لو عرفتي إنتي بالنسبة لي إيه، هتعرفي إن دي أبسط حاجة.
(بصّ للسماء وهو بيشد الجاكت على كتافه وبيقول بهزار)
– جهزي نفسك بقى، اطلعي فوق بسرعة… الجو ساقعة وأنا مش عايز أعطّسك قبل الخطوبة!
(مريم ضحكت، وشهقت من البرد، وقالت وهي داخلة العمارة)
مريم – وهي بتبص له للمرة الأخيرة قبل ما تختفي من على السلم:
– متتأخرش بكرة… أنا هستناك.
﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎
(في صباح يوم الخطوبة، كانت مريم أول واحدة صحيت، قلبها بيرقص من الفرحة بس في نفس الوقت فيه رهبة وخوف بسيط)
مريم – وهي ماسكة الموبايل بتكلم صحابها:
– يلا يا بنات، متتأخروش! مستنياكم نروح الكوافير سوا… ده يومي!
(بعد شوية كانت مريم في الكوافير، حواليها البنات بيضحكوا ويهزروا، بيجربوا تسريحات وبيختاروا ألوان روج، ومريم وسطهم بتضحك بس كل شوية تمسك بطنها من التوتر)
﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎
نرجع عند يوسف…
(كان قاعد على القهوة مع أصحابه، لابس قميص شيك، بس الستايل بتاعه كله فرحة)
يوسف – وهو بيضحك:
– يا جدعان النهاردة مش خطوبة… دي حفلة العمر!
صاحبه كريم – بخبث:
– طب ما تخليها حفلة مزدوجة ونشقط لنا عروستين من صحباتها بقى، أكيد في بنات حلوين!
﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎
يوسف – وهو بيهزر معاه بس بجدية:
– اسمعوا يا رجالة، اللي هيقرب من صحابها وهيزعلها، هتشوفوا مني وش تاني… النهاردة بتاع مريم وبس.
﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎
نرجع لبطلتنا…
(مريم كانت لسه في الكوافير، وقررت تتصل بباباها)
مريم – بلهفة:
– إيه يا بابا، أنا مش قلتلك تيجي بدري؟ مش فاضل كتير!
أبو مريم – بصوت هادي وحنون:
– يا حبيبة بابا، أنا جاي… هاجي قبل الخطوبة بشوية صغيرين بس، متخافيش، هحضر كل حاجة، وسلام كبير ليكي يا قمر.
مريم – وهي بتتنهد براحة:
– مستنياك يا بابا… متتأخرش.
﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎
(مريم خلصت من الكوافير، شعرها معمول تسريحة ناعمة وطرحتها لسه في العلبة، لبسها بسيط بس أنيق، وملامحها فيها خليط غريب بين الفرحة والخوف والحنين. قررت تنزل قبل القاعة على عيادة الدكتور هشام، اللي كان ليه فضل كبير في رحلة تعافيها…)
(وصلت قدام العيادة، نزلت من العربية وخدت نفس عميق، قلبها بيخبط جامد… خبطت على الباب)
الدكتور هشام – من جوه:
– اتفضلي.
(دخلت مريم بهدوء، ووقفت عند الباب، ملامحها فيها اعتذار صادق)
مريم – بصوت خافت لكنه ثابت:
– أنا آسفة على اللي قلته آخر مرة…
(سكتت لحظة، وبعدين كملت)
– كنت تعبانة قوي وقتها… وكنت شايلة كتير جوايا.
أنا آسفة لو جرحتك بكلامي
.
(الدكتور هشام رفع عينه من الورق، وابتسامة خفيفة رسمت على وشه)
الدكتور هشام – بهدوء:
– أنا عمرى ما أخدت كلامك في لحظة ضعف على محمل شخصي، انتي مريضة كنتي بتتعافي، وده جزء من الرحلة.
مريم – بتنزل عينيها شوية وبعدين تبتسم بتوتر:
– بس النهارده… جايه أدعوك خطوبتي وقرايت فتحتي
أنا… بتخطب. يوسف طلبني رسمي، وأنا وافقت.
(رفعت نظرها له بصدق)
– هكون مبسوطة جدًا لو حضرت، وياريت ما ترفضش.
(الدكتور هشام وقف من مكانه، ومشي ناحيتها بابتسامة دافية)
الدكتور هشام – وهو بيحط إيده على كتفها بحنية:
– مبروك يا مريم… من قلبي، مبروك.
وهكون هناك، بوعدك.
إنتي تستاهلي الفرح ده.
(مريم ابتسمت بامتنان، وعينيها لمعت بدمعة فرح وهي بتقوله:
– شكراً… وجودك هناك هيكمل اليوم ده بالنسبالي.)
﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎
في اخر اخر اليوم ومريم بتجهيز
(في أوضة مريم، كانت القعدة كلها توتر وقلق… البنات حواليها بيحاولوا يضحكوا ويهزروا، بس مريم كانت قاعدة في الركن، ماسكة طرحتها في إيدها، ورجليها بتتهز من التوتر…)
مريم – بصوت مخنوق:
“أنا خايفة… خايفة قوي يا بنات، مش عارفة أعمل إيه… يوسف متأخر، ولا هو ولا أهله جم!”
صاحبتها نرمين – وهي بتحاول تهديها:
“هو إنتي أول مرة تتخطبي يعني؟ عادي يا بنتي، بيحصل تأخير، يمكن الزحمة، يمكن حصل حاجة بسيطة…”
مريم – وهي بتحاول تضحك بس غصب عنها دموعها بتلمع:
“بس أنا مش زي أي بنت… أنا دي أول مرة أكتشف إني حبيت بجد… اللي قبله… اللي كنت فاكرة إني حبيتهم، كان كلهم في حد تاني جوايا… ماكانوش حب، كانوا مجرد نجاة… كنت بحب حنيّتهم، مش هما.”
(البنات سكتوا لحظة، وعيونهم اتملت تعاطف وهي بتكمل)
مريم – بتهمس:
“يوسف… أول مرة قلبي يطمن… أول مرة أحس إني شايفة سند قدامي مش هيسيبني… بس برضه خايفة. خايفة يطلع زيهُم… خايفة أفرح، وبعدين أتوجع تاني.”
صاحبتها منى – قربت منها وقعدت جنبها:
“بس انتي قويّة يا مريم… شوفي انتي وصلتي لفين، وشوفت يوسف بيحبك قد إيه… لو كان هيسيبك، كان من زمان. هو مستني اللحظة دي زيك بالظبط.”
(قبل ما ترد مريم… رنة جرس البيت بتدوّي)
البنات – بصوت واحد:
“أهو جه!”
﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎
(مريم وقفت عند باب الاوضه ، نظرتها مليانة حزن ولهفة)
مريم – بصوت مكسور:
“يا لهوي… بابا لسه ما جاش…”
(صاحبتها مسكت إيدها، بتحاول تطمنها، بس مريم فضلت واقفة تستنى، عينها على الباب، كل دقيقة تمر كأنها ساعة)
وفجأة… مامتها جت بخطوات سريعة وقالت لها وهي بتحاول تخفي توترها:
“يلا يا مريم… العصير لسايبك، الناس كلها جوه مستنياكي.”
﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎
(مريم دخلت بخطوات بطيئة، ودمعتها على طرف عينها، لكن لما لمحت باباها قاعد جنب أهل يوسف، وبيضحك كأنه كان موجود من الأول، وشه نور وارتاحت جوه قلبها)
مريم – بصوت واطي وهي بتحضنه بعينيها:
“الحمد لله…”
﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎
(تمت الخطوبة رسمي، والدبل اتلبست، و قراءه الفاتحه كمان
وضحكة يوسف كانت باينة من بعيد، مريم ابتسمت له وهي بتحاول تكتم فرحتها)
وبعدها… بدأ الرقص والضحك، أصحاب يوسف ومريم عمل تيك توك برا في الصله صوت الأغاني عالي، والضحك مالي الجو. البنات ترقص، والشباب يغنوا، ومريم واقفة في نصهم، أول مرة تحس إنها فرحانة بجد.
وبعد ما الليلة خلصت، وكل واحد راح على بيته…
مريم دخلت أوضتها، وشالت الطرحة، وقعدت قدام المراية، وبصّت لنفسها:
“أنا كنت بستنى اللحظة دي من زمان… بس المرة دي مختلفة، قلبي مرتاح.”
﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎
مريم جلست على سريرها، وفتحت كتابها اللي بتكتب فيه قصتها، وصلت للصفحة 25 من الجزء الثاني، وأمسكت القلم وبدأت تكتب:
“اليوم كان مختلف… مليان مشاعر متضاربة، بين خوف وفرحة، بين شك وأمل. حسيت لأول مرة إني ممكن أبدأ صفحة جديدة، بس بحذر، مش بسرعة. لأن اللي جاي مش بس جواز… ده عهد وسند. الكتاب ده هفضل أكتبه وأعيش فيه لحد ما أتأكد إن يوسف فعلاً هو الراجل اللي يستاهل قلبي وحياتي. مش بس جواز، لأ، ده كمان بعده، ده سندي وحبي اللي باعيش عليه وأكبر معاه.”
وقفت، ونظرت للعبارة اللي كتبتها، وحسّت بقوة الإيمان إنها المرة دي هتكون مختلفة، وإن يوسف مش بس خطيب أو زوج، لكنه أمان وحياة.
.﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎
بعد سنة أو أكتر، مريم ويوسف كانوا فعلاً عايشين قصة حب قوية، بيخرجوا مع بعض طول الوقت، وبيحسوا إنهم مش بس حبيبين، لكن كأنهم روح واحدة.
في ليلة هادية على الكورنيش، وهم قاعدين بيتفرجوا على النيل، فجأة يوسف اتوتر وبدأ يتخانق مع مريم.
يوسف – بغضب:
“مش فاهم ليه بتترددي! إحنا جاهزين نتجوز من زمان، ليه بتخافي؟”
مريم – بصوت مرتعش:
“مش خايفة بس… مش جاهزة. مش عايزة أندم بعدين.”
يوسف – وهو بيشد إيدها:
“أنا مش هسيبك، هفضل معاكي لحد ما تبقي جاهزة،”
بس انا مش هستحمل اكتر من كده
يوسف سمع كلام مريم وهو مركز جدًا، وعيونه مليانة حنان واهتمام. ابتسم وقال لها:
“أنا مش زي اللي فاتوا، ومش هسيبك ولا هخليك توصلي لنقطة الألم دي تاني. أنا هنا عشانك، عشان نعيش الحلم سوا، مش بس الفستان ده، لكن كل لحظة هتعيشيها معايا.”
مريم بصت في عيونه، حسّت بشيء جديد، أمان ما حسّتهاش قبل كده.
ضحكت بخفة وقالت: “بجد؟”
رد عليها يوسف وهو بيشد إيدها: “بجد وبجد. وكل خطوة هنمشيها مع بعض هتكون لبداية جديدة، مش نهاية حزينة.”
مريم حسّت إن المرة دي فعلاً ممكن تكون بداية قصة مختلفة، قصة حب حقيقية… من غير جروح ولا خوف
يوسف – بعيون متوتره :
“في حاجة… أنا مش قلتلكش.”
مريم – بحيرة:
“إيه؟ قوليلّي.”
يوسف انا ………
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية فرحة لم تكتمل)