روايات

رواية زهرة العاصي الفصل العشرون 20 بقلم صفاء حسني

رواية زهرة العاصي الفصل العشرون 20 بقلم صفاء حسني

رواية زهرة العاصي البارت العشرون

رواية زهرة العاصي الجزء العشرون

زهرة العاصي
زهرة العاصي

رواية زهرة العاصي الحلقة العشرون

في زنزانة السجن – ليلاً – الإضاءة خافتة، وصوت هادئ لتلاوة القرآن بيملأ المكان بحالة من السكون العميق.
كانت زهرة قاعدة في ركن الزنزانة، حضناها مصحف صغير، عينيها بتلمع من نور الآيات، وصوتها ناعم وهادي، بيدخل القلوب من غير استئذان.
قربت منها سجينة كانت اتنقلت معاها من القسم لسجن النساء، خطواتها مترددة وكلامها خرج بصوت خفيف:
السجينة (بتردد):
ـ “أنا بلاحظ إنك دايمًا لما بتقري قرآن… بتقري نفس السور كل مرة، هنا وكمان هناك. ممكن تقوليلي أساميهم؟”
زهرة (بابتسامة هادية):
ـ “أكيد. كل يوم بقرأ: سورة البقرة، يس، الرحمن، الواقعة، النور، الجن، تبارك، غافر… والسور القصيرة. دي بقت ورد يومي ما ينفعش أعدّي يوم من غيره.”
السجينة (بدهشة):
ـ “بسم الله ما شاء الله… كل ده؟ كل يوم؟!”
زهرة (بتتنهد، وصوتها فيه حزن ساكن):
ـ “زمان كنت باكتفي بس بسورة النور وسورة تانية حسب اللي في قلبي.
ويوم الجمعة كنت باقرأ الكهف…
لكن دلوقتي؟ كل حرف بقى حياة…
كل آية بتمدّي بإيدها وتشدّني من الغرق.”
السجينة (بتبصلها بتأثر):
ـ “إنتي جوّه السجن… بس روحك طايرة برّه. أنا أول مرة أشوف حد بيبص للقرآن كده.”
زهرة (بصوتها متهدّج):
ـ “أنا كنت تايهة… بدوّر على حضن، على أمان…
ما لقيتش غير ربنا، ولقيته في كلماته.
القرآن كان نور جوه زنزانة قلبي… قبل زنزانة السجن.”
سكتت لحظة، وبعدين رفعت عينيها للسجينة وقالت:
زهرة:
ـ “عارفة؟ سورة النور لو الناس خدت بالها منها… هتفهم حاجات كتير.”
السجينة (بتتنهد وهي مهتمة):
ـ “فاهمة شرحها؟ وليه بالذات سورة النور؟”
زهرة (بهدوء وإيمان):
ـ “السورة دي عظيمة… فيها دعوة صريحة للعفة والطهارة، بتحذر من المحرمات والفواحش، وبتأمرنا بغض البصر وآداب الاستئذان… بتعلمنا نبني مجتمع نضيف ومتوازن.”
سكتت لحظة، وبعدين كملت وهي بتفتح المصحف:
زهرة:
ـ “آية الحجاب في السورة دي… رقم ٣١، بتقول:
{وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها…}
صدق الله العظيم.”
السجينة (بفضول صادق):
ـ “يعني الآية دي بتقول إيه بالضبط؟”
زهرة (بشرح واضح):
ـ “بتحثنا نغض البصر، نحفظ نفسنا من الحرام،
تحظر إظهار الزينة إلا في الضرورة،
تأمر بضرب الخمار لتغطية الرأس والياقات،
وتحدد مين اللي ينفع نشيل قدامهم الحجاب…
وكمان تحذر من لفت النظر، حتى بالأرجل أو اللبس،
وتنتهي بأهم حاجة: التوبة… اللي بيرجع لربنا عمره ما يتأخر.”
السجينة (بدموع بتلمع في عينيها):
ـ “أنا نفسي أبدأ من جديد… أغير حياتي… أتوب.”
زهرة (بصوت مليان يقين):
ـ “وإنتي تقدري… إحنا لسه عايشين.
مافيش حاجة اسمها متأخر على ربنا…
اللي بيرجع له بصدق، عمره ما هيرجع بخيبة.”
سكت المكان لحظة، وزهرة بدأت تردد الآية اللي كانت دايمًا بتحس بيها بالأمان:
زهرة (تقرأ بخشوع):
ـ {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ… مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ… الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ… الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ… يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ… زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ… يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ… نُورٌ عَلَى نُورٍ… يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ… وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ… وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
وصوتها كان كأنه نور بيشق ضلمة تقيلة…
نور على نور.
وبتتمنى تخرج إلى النور
فى المستشفى لم أتفاجأ عاصي إن نفس الدكتور فى الفيديو هو الدكتور إلا بيشرف على عملية زياد
انتظر لم دخل مكتبه
الباب بيتفتح بعنف، ويدخل “عاصي” بسرعة، وراه “رامي” ماسك ملف كبير في إيده.
عاصي (بعصبية متكتمة):
ـ “أنا مش جاي أضيع وقت… أنا جاي أطلب منك تقف قدام ضميرك… وتشهد باللي حصل مع زهرة.”
الدكتور (بيقوم من ورا مكتبه):
ـ “أنا قلت كل اللي أعرفه في التحقيقات… اللي حصل اتحقق فيه!”
رامي (بصوت حاد وهو بيرمي الملف على المكتب):
ـ “التحقيقات دي؟ شوف ده… ده تفريغ الكاميرات قبل ما يتم التلاعب بيها… زهرة دخلت المستشفى واتحجزت، وده إثبات إنها ما خرجتش وقت الجريمة.”
الدكتور بيبص للصور والملف، وتبدأ ملامحه تتبدل، لكن بيحاول يتمالك نفسه.
الدكتور (بتوتر):
ـ “أنا ماعرفش مين لعب في الكاميرات… دي حاجة إدارية مش طبية… أنا دوري أني أعالج.”
عاصي (بيقرب منه، صوته فيه مرارة):
ـ “بس إنت سكت. سكت رغم إنك شفت البنت دي داخلة بنزيار، وخرجت تحت ضغط ناس مش من أهلك ولا من المستشفى!”
الدكتور (بصوت منخفض):
ـ “أنا كنت مهدد… في رقاب ورايا… في ناس هتتعرض ل خطر من أي محضر!”
رامي:
ـ “وهي رقبتها مش رقبة؟! البنت اتسجنت ظلم، واتمرمغت في الطين، وانت كنت تقدر بكلمة تنقذها!”
عاصي (بيخبط على المكتب):
ـ “إنت مش مطالب تحارب لوحدك، إحنا هنا، إحنا اللي هنفضح اللعبة دي للآخر… بس نحتاجك تقول الحقيقة. بس كده.”
الدكتور يبص في عنين عاصي، ويفضل ساكت لحظة… ثم ينزل برأسه بتعب.
الدكتور (بهمس):
ـ “زهرة اتظلمت… فعلاً اتظلمت.
أنا هشهد… وهقول اللي شُفته.
بس احموني من اللي ورا نادية… لأنهم لو عرفوا، حياتي وحياة مراتي في خطر.”
عاصي (بحزم):
ـ “هتحميها بقول الحق، وإحنا هنحميك من الباقي.”
يسود صمت تقيل… لكن كان صمت راجح بالكفة ناحية زهرة لأول مرة.
رامي (بهدوء):
ـ “ابدأ بكتابة إفادة رسمية… وماتخافش.
صالح يتصل ب زينة (وهو بيكلم بصوت سريع):
ـ “أنا حبسته …
استغربت زينة وسالته
مين يا خالى
تنهد صالح:
سليم دلوقتي تحت ايدى … بس فيه مشكلة…”
زينة (بترد عليه بخضة):
ـ “مشكلة إيه يا خالى ؟!”
تحدث ونفسه يطلعوينزل:
ـ “موبايله في إيدي… بس مش قادر أفتحه. عليه رمز سري… وأنا متأكد إنه فيه الفيديوهات الخاصة ببتى … بس مش عارف أوصل لحاجة.”
طلبت منه زينة يستنها وهى جاية ومعها واحد
ت
قفل زينة وتروح عندهم
دخلت زينة عندهم كانت بتتكلم بحماس وهي بتبلغهم بكل اللي قاله صالح، وعينها مليانة خوف ودهشة.
زينة (بنبرة متوترة):
ـ “خالى صالح اتصل بي وقال انه حجز … سليم وعايز يفتح تليفونه عشان مصور زهرة فيديو
انصدم عاصي كان باين عليه التوتر
رامي يوقف فجأة، ويضحك بسخرية .:
ايه كل المصايب ده
ـ “سيبه عليا… لو فيه دليل جوه، هطلعه!”
بيت صالح – صالون صغير – صالح قاعد مرهق كان وصل والكل واصبحوا حواليه – عاصي، زينة، رامي
رامي قاعد قدام لابتوب، موصل موبايل سليم عليه، وبيشتغل في صمت وتركيز شديد، بيكتب كودات وبيفك التشفير.
رامي (بعد دقايق):
ـ “فتحته!”
الكل يتجمع حواليه، يفضل يقلب في المحادثات، وفجأة يقف عند اسم: (نادية – خاص).
رامي (يقرأ بصوت عالي):
ـ “تم تحويل المبلغ… انتظر التعليمات القادمة… ابعد زينة عن الموضوع… وخلي زهرة تختفي.”
زينة (بصدمة):
ـ “نادية؟! نادية بعتاله فلوس؟!”
رامي يكمل، يفتح سجل التحويلات البنكية، يشوف مبالغ كبيرة دخلاله من حسابات مختلفة. بعدها يفتح تطبيق صور، يلاقوا صور لتلاميذ قدام مدارس، وصور أكياس صغيرة شبه المخدرات.
عاصي (وهو بيمسك دماغه):
ـ “يا نهار أبيض… ده كان بيوزع؟!”
رامي:
ـ “أيوه… شايفين دي؟
دي صور لأكتر من مدرسة في البلد…
وسجل للمكالمات مع ناس معروفين في السوق السودة.
سليم مش بس خان زهرة…
ده كان بيشتغل في توزيع المخدرات… من قلب المدارس!”
صالح (وهو بيبص في الأرض بمرارة):
ـ “ده أنا اللي كنت شايله على كتافي…
وهو بيغرس في بنتي سكاكين…
ابني اخى خان الكل، وباع نفسه للشيطان.”
زينة تبص لعاصي، وعينيها دموع وغضب:
زينة:
ـ “إحنا لازم نكشف ده كله… ونطهّر البلد من اللي زيه.
أنا مش هسكت… لا على الا عمله ل زهرة، ولا على أي بنت ممكن يكون أذاها!”
عاصي بحزم، وعينيه مليانة تحدي:
عاصي:
ـ “وأنا معاكم … مش هسيب حق زهرة، ولا حق أي حد راح ضحية للكلب ده.”
زهرة العاصى الكاتبة صفاء حسنى
داخل مخزن مهجور ليل سليم مربوط على كرسي، ووشه عليه آثار ضرب
نور كشاف على وشه، وعاصي وصالح واقف قدامه، ورامى في الخلف بيصور الاعتراف، وسليم بيبص لهم بعينين مكسورة وتعبانة.
الإضاءة قوية، وسليم باين عليه الإنهاك والتوتر، وصالح عينه مولعة نار، وبيصرخ بصوت عالي.
صالح (بحدة):
ـ “انطــق!! مين طلب منك تصور بنتي؟!
مين صاحب الرقم الغريب اللي بيتصل بيك كل شوية؟!”
سليم بيحاول يهرب بعينه، صوته بيتهز:
سليم:
ـ “أنا… أنا كنت بخاف عليكم… كنت عايز احمها …
إنت مش شايف بتعمل إيه؟ كنت خايف تبهدل اسمنا!”واتجوزتها عشان محدش يلعب بعقلها تروح تجيب ده ويشاور على عاصي الغريب ده وتسمع حديثه
صالح (يصرخ أكتر، صوته بيزلزل المكان):
ـ “ماتلعبليش على حبال العيلة!!
حديث الغريب ده هو الا كشفك ؟!
ونسيت إني عمك؟! ده أنا مربّيك!
سليم يصرخ بضعف:
سليم:
ـ “أنا ابن أخوك!! مش من الغريب وحقي احميها من الكل !!”
ضحكة قصيرة مريرة تطلع من صالح، ويميل ناحيته بنظرة مليانة خزي:
صالح:
تحميها من الكل وتدمرها انت وتفضحها انطق
ـ “الغريب كشفك يا ابن أخويا…
الغريب هو اللي عمل تتابع على تليفونك.
واكتشف إن جالك رسالة… من رقم مجهول…
فيها عنوان بنتي…!!
انطــق… مين؟! مين اللي بعتلك؟!”
سليم يتنفض من مكانه، صوته بدأ ينهار:
سليم (بصوت خافت):
ـ “هي… الست دي… هي اللي بدأت كل حاجة…
من زمان، من أيام الثانوية…
قالتلي أبعد زهرة وزينة عن الجامعة…
وقالتلي الجامعة دي هتدمرهم…
ومن يومها وانا تحت أمرها…”
صالح (بعينين مليانة دموع وغضب):
ـ “إنت بعت بنتي… لحساب ست ما تعرفهاش…
واشتغلت جاسوس في بيت أهلك؟
ده حتى الخاين بيخون أعداءه، مش دمه!!”
لحظة صمت، بعدها صالح يقف ويزعق بصوت عالي:
صالح:
ـ “ابني اخى تعاون مع العصابة…
عشان يشغل زينة بعيد عن الحقيقة…
وبعد ما زهرة اختفت، وصلوا ليك مكانها،
وسكت… ومشيت وراهم زي كلب!!”
صالح (يبص له بنظرة حاسمة):
ـ “إنت مش بس خنت بنتي…
إنت خنت العيلة… ودمك ما بقاش بينا.
وأنا اللي هسلّمك للشرطة…
وهشهد عليك كأنك غريب… لأنك فعلًا غريب!”
سليم ينهار، يحاول يقرب منه، وصالح يبعد برجله الكرسي ويخرج من الأوضة، وصوته بيرن وراه:
صالح (بحزن):
ـ “أنا كنت معمي… ووردة كانت شايفة…
إنت وامك نفسكم تدمروا مستقبل بنتي…
عشان ما تبقاش أحسن منك …
لكن البنت اللي حاولتوا توقعوها…
هي اللي طلعت سندي!”
سليم (بصوت متهدج):
ـ “هقولكم كل حاجة…
أنا غلطت… غلطت من أول لحظة وأنا فاكر إني بعمل الصح…”
ي
عاصي (بحزم):
ـ “ابدأ من الأول.”
سليم (بيتنهّد):
ـ “وزهرة في تالتة ثانوي… كنت برائب زهرة وهي بتسحب أوراقها من المدرسة…
قابلت ست، شكلها شيك قوي بس كلامها كان غريب…”
الصوت يتحوّل لصوت فلاش باك…
فلاش باك – أمام المدرسة الثانوية – نهار
سليم واقف على ناصية الشارع، بيراقب زهرة من بعيد، وفجأة ست كبيرة في السن، لابسة شيك وأنيقة، تقرب منه.
الست (بهدوء بس كلامها حاد):
ـ “إنتَ تقرب ل زهرة صح
هز راسه سليم
ايه هى بت عمى انتى تعرفيها
هزت راسها نادية
انى مدرستها وانت واضح عليك
راجل البيت وتحميها من اي حاجه صح؟”
سليم بيبصلها باستغراب.
اكيد الست هى اللى قالتلي
ـ “الجامعه اللي البنتين رايحينها دي… مش نضيفة… سمعتها وحشة…
لو بتحب زينة وزهرة، ابعدهم عنها.”
سليم (بتردد):
ـ “بس دي جامعة تابع حد من معارف جدى وشخص محترمة… وكلنا بنحبه …”
الست (بنظرة قاطعة):
ـ “أنا بقولك الحقيقه اعمل المستحيل.
البنات دول سترك… الجامعة دي هتضيعهم، خصوصًا زهرة…
لو وقعت هناك، كل حاجة في حياتها هتبوظ.”
فلاش باك – بيت صالح – ليل – بعد أيام
صالح قاعد مع الجد محمد ووردة، وسليم بيتكلم بحماس وغضب مفتعل.
سليم:
ـ “أنا مش مرتاح للجامعة دي، البنات مكانها الدار او جامعة قريبة مش لازمة الغربة وتمشي هناك على حل شعرها … زهرة دماغها ناشفة ومصممة هى وزينة !
أنا متأكد إنها هتعمل مشاكل.
اسألوا، الناس كلها بتتكلم عن البنات اللي بتتغير أول ما تدخل الجامعة دي.”
الجد بيبص لوردة اللي تطلع فى العالي
ملكيش فيها يا سليم بتى ب ١٠٠ رجل وتقدر تعيش فى اي مكان وتحمى نفسها والجامعة ده هتديها منحة تسافر برا البلد
سكت، صالح باين عليه التردد،
الجد بيهز راسها بموافقة خفيفة على كلام وردة .
رجوع للواقع – المخزن – سليم لسه مربوط على الكرسي
سليم (والدموع في عينه):
ـ “كنت عايز أثبت إني راجل البيت… أثبت إن زهرة ممكن تضيع…
بس أنا اللي ضيعتها فعلاً.”
عاصي بيبص له بنظرة تقرف وغضب.
عاصي:
ـ “وكملت بعدها بإيه؟”
سليم (بيكمل):
ـ “بعد ما اخطفت … ، جالي رسالة من نفس الست…
بعَتتلي مكانها… قالتلي إنها هناك…
بس لما رُحت… زهرة كانت فى حضن الا اسمه زياد
وهو بيبص ل عاصي وهو بيحكى
قولت وقتها انها ضاعت مني وخصوصا انى الست بعتت ليا فيديو تقنعنى ان زياد اخد شرفها …
وانت الا طلبت منى أقنعها ترجع وتتجوزتى ، بس مقدرتش انسى المشهد … كنت مجروح وعايز اتاكد… ونازل عينيه على الارض
كنت بجيب كرامتى وكرامت العيلة وصورة الفيديو عشان اعرفها انها بخير وانها كذبة .”
لحظة صمت طويلة، وسليم بيبص للأرض، وعاصي بصوته كله وجع وفجاة ضربه بالقلم :
عاصي:
ـ “إنتَ غبي وجاهل مش عارف اقولك ايه … إنتَ فتحت الباب لناس يخربوا حياتكم وحياة زهرة .”

زهرة العاصى الكاتبة صفاء حسنى
صوت الباب بيتخبط بعنف، وصالح يفتحه يلاقي “أبو سليم” واقف، وشهم متوتر وعينيه فيها قلق وكبرياء مكسور.
أبو سليم (بصوت متحشرج):
ـ “أنا جايلك يا صالح… مش علشان ألومك، ولا أعاتبك…
أنا جايلك أطلبك ترجعلي ابني فكه .”
صالح واقف ثابت، عينيه متجمدة من القهر والخذلان، بيضحك بسخرية مرة.
صالح:
ـ “ارجعلك ابنك؟
ابنك اللي خطف بنتي؟
ابنك اللي حبسها وبهدلها؟
ابنك اللي اخدها غصب وصورها وببجاحة بيهددتنى ابنك الا اعترف انه اشتغل مع العصابة عشان يلهي زينة عن الحقيقة؟
ده إنت متعرفش نص اللي حصل.”
أبو سليم (بصوت مكسور):
ـ “أنا سمعت كله كلامه ومتعهد… ان اول ما تخرج زهرة ، هيطلقها.
أنا مش عايز خراب بيوت، ولا فضايح…”
صالح (بيصرخ فجأة):
ـ “خراب بيوت إيه يا راجل؟!
دي حياة بنتى اللي اتدمرت!
دي بنتي اللي انكسرت وأنا واقف أتفرج!
أنا اللي كنت فاكر إنك أخويا… وإنك عايز الخير ليها لكن ابوى كان عنده حق.”
أبو سليم بيخفض راسه، وسكوت لحظة.
صالح (بمرارة):
ـ “وردة كانت شايفة اللي أنا مش شايفه…
كانت بتقوللي إنك ومراتك بتكرهوها،
كنتم عاوزين تدفنوها بالحياة علشان متبقاش أحسن من ولادكم!
وأنا… أنا اللي ساعدتكم بإيدي، وأنا المعمى على عيني.”
أبو سليم (بيحاول يداري صدمته):
ـ “ابني غلط… بس في الآخر دمنا واحد…”
صالح (بغضب مكبوت):
ـ “ابنك خان العِشرة… خان اسم العيلة…
نسي إنه ابن أخويا… ونسي إنه في بنت كانت بتقوله ابن عمى بلاش وهى بتترجاه صدق الجهل والغباءة .
هو مش بس خطفها، ده باع ضميره، وساعد الناس اللي عاوزين يدفنوا زهرة بالحياة!”
أبو سليم (بصوت واطي):
ـ “يعني… ناوي تسلمه للشرطة؟”
صالح (بحزم وقلب متقطع):
ـ “أيوه.
هسلمه للشرطة.
علشان لو سبته، أبقى خاين ل وردة … وخاين لزهرة… وخاين لنفسي.”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية زهرة العاصي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *