رواية الارابيسك الفصل الرابع 4 بقلم حور طه
رواية الارابيسك الفصل الرابع 4 بقلم حور طه
رواية الارابيسك البارت الرابع
رواية الارابيسك الجزء الرابع

رواية الارابيسك الحلقة الرابعة
سارة بهدوء حاد:
ــ قبل ما تحاسب روما على مشاعرها تجاه غيت حاسب نفسك الأول على مشاعرك ناحيتها يا إدريس.
إدريس ينفعل:
ــ إنتي بتقولي إيه؟ روما أختي!
وأنا اللي مربيها! إنتي خرفتي ولا إيه؟
سارة بنبرة واثقة:
ــ لو قدرت تداري على الدنيا كلها مش هتقدر تداري عليا… اللي في عينيك بقراه قبل ما لسانك ينطقه. إنت بتحب روما يا إدريس. يمكن ده اللي مضايقك… إنها شافت غيت، وما قدرتش تشوفك.
إدريس يقف، ياخد حاجاته من على الترابيزة:
ــ لا واضح إنك مزودة الشرب شوية النهارده…
أنا ماشي علشان مش فايق لتخاريفك.
سارة تمسك إيده:
ــ إنت عارف… ومتاكد كمان إن اللي بقوله مش تخريف. واجه نفسك، يا إدريس. قبل ما تحاسب روما، حاسب قلبك.
إدريس يبعد إيدها بعصبية:
ــ روما بتحب غيت! فاهمة يعني إيه؟ بتحب أخوها!
سارة بحدة:
ــ مش إنت اللي بتقول إنها أختك؟ وإنك مربيها؟ ومع ذلك… حبيتها. ليه مش قادر تحاسب مشاعرك إنت كمان؟
إدريس بصوت أعلى وهو ماشي:
ــ أنا همشي… لأني مش قادر أتحمل جنانك أكتر من كده!
إدريس يخرج من البيت بخطوات سريعة، الباب يتقفل وراه بعصبية، وسارة تبص للمكان اللي كان واقف فيه كأنها لسه شايفة ملامحه الغاضبة قدامها
سارة بهمس:
ــ إنت أكتر واحد محتاج تتحاسب،يا إدريس!؟
خارج البيت، إدريس واقف جنب عربيته، ماسك المفاتيح بإيد وبيكتم أنفاسه بإيد تانية. عينه بتلمع مش من الغضب… من حاجة أعمق. من حاجة مش قادر يعترف بيها حتى لنفسه
إدريس يوطي راسه وهو يهمس لنفسه:
ــ أنا ما ينفعش… أنا مربيها
روما دي كانت طفلة في حضني… إزاي؟!
يفتح باب العربية، لكنه ما يدخلش، يفضل واقف شوية وبعدين يضرب سقف العربية بقبضة إيده بعصبية
إدريس بصوت مكتوم:
ــ بس هي كبرت… كبرت، وأنا…
أنا اتعلقت بيها غصب عني.
يركب العربية، لكن بدل ما يشغلها
يسيب نفسه راسه على الدركسيون.
لحظة صمت مطبق بعدها يدق تليفونه. يشوف الاسم… روما
إدريس يتردد لحظة، بعدين يرد بصوت باهت:
ــ أيوه، يا روما…
روما من الطرف التاني، بنبرة متوترة:
ــ إدريس… غيت لسه ما رجعش… أنا قلبي مقبوض.
إدريس يحاول يثبت نبرته:
ــ ما تقلقيش… أنا هدور عليه.
روما بتهمس:
ــ إدريس؟
إدريس:
ــ نعم؟
روما:
ــ إنت زعلان مني؟
يسكت، وبعدين يتكلم بعد تنهيدة:
ــ لأ، بس محتاج وقت… أرتب اللي جوايا.
روما بهدوء حزين:
ــ أنا آسفة…
إدريس بصوت واطي:
ــ وأنا كمان.
لحظة صمت مفاجئة. كل شيء ساكن. بعد ثواني…
روما بصـــ ــرخة ممزقة:
ــ إدريس!! إلـــحـــقـــنــــي!!
إدريس كان لسه واقف جنب عربيته
صوتها اخترق كيانه زي طعنـــــ ـــة
قلبه بيضــ ــرب بعنف،بصوت عالي:
ــ رومااا!! في إيه؟! روماااا!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«في قصر رسلان »
كانت واقفة زي ظل في قلب الزخرفة
ساكنة عينيها على باب القصر
كأنها مستنية النور يخرج منه.
رسلان وقف قدامها، وصوته هادي لكنه موجوع:
ــ مش دا اتفاقنا؟ تيجي بكامل رضاك؟
إيلا نظرت له بعينين لا تهربان
لكنها ما تكلمتش…
ابتلعت صمتها، ورفعت رأسها
ثم همست كأنها تسكته إلى الأبد:
– أنا مش لعبة…
ولا هكون ظل في قصرك!
ثبت نظره في عينيها…
ثم خطا خطوة واحدة…
الغضب ما كانش بيصــ ــرخ…
لكنه كان بيمشي على أطراف أصابعه…
يلعب في الزخارف حوالين الباب…
كأنها مرايا لأعصابه!
رفع إيده… وصفعها.
الصفعة ما كانتش قوية
لكنها كانت صادمة متقنة…
كضــــ ـربة على وتر عود قديم.
إيلا اتأرجحت…
كادت تسقط، لكن…
كان غيت هناك.
خرج من العتمة كأنه مخلوق منها.
مد ذراعه فالتقطها
سقطت في حضنه
وقلبها بيرج، ووشها الأبيض
مطبوع عليه أثر يد رسلان!
لحظة…
الزمن اتوقف.
رسلان ما اتحركش
عينه ثبتت عليهم:
ــ خدها من قدامي يا غيت…
ولو خرجت من باب القصر ده…
حسابي هيكون معاك…
مش معاها!
غيت ما قالش حاجة…
لكن نظرته ما كانتش خضوع…
كانت نظرة حد خرج لتوه من قفص…
ولمس لأول مرة نـ ـار…
مش بتلسع، لكنها بتفجـــ ـر الحقيقة!
إيلا شهقت، انسحبت من حضنه وهي بتأن
وقالت بصوت مرتجف، مكسـ ــور لكنه عنيد:
– اضــ ـربني… اقتلنـ ــي…
بس روحــي…
مش هتكون ملكك أبدا، يا رسلان!
رسلان شد أنفاسه بعنف، وقال بجمرة:
ــ روحك دي…
ملكي من قبل ما تتخلقي.
وانتي اللي هتحكمي…
يا يكون باب القصر ده جنة ليكي…
يا يكون باب لعــ ــذاب…
ما يخلصكيش منه إلا المـــ ــوت!
سكت…
وابتسم.
ابتسامة صغيرة…باردة!
ثم التفت نحو الباب…
وبدأ يمشي…لكن في كل خطوة…
كان في حاجة في القصر بتتغير…
الزخارف ذبلت.
الضوء اتكســـ ــر.
والباب…بدأ يفتح من نفسه!
سكون مريب سكن المكان…
رسلان كان بيمشي ببطء… خطواته ثابتة
وابتسامته الشاحبة بتجمد في المدى
كأن القصر نفسه بينكمش
من البرودة اللي طلعت منه.
وفجأة…
صوت الطلـــ ـقة شق الهوى!
صـــ ـرخة مكتومة خرجت من حلق الزخارف…
وغيمة دخان اتصاعدت من فوهة المســ ــدس.
الجسد اللي كان بيمشي… توقف.
ثم تهاوى.
رنت الطلـــ ــقة في أرجاء القصر!؟
إيلا بصوت واطي… لكن ثابت:
ــ قلتلك…روحي مش للبيع!
رسلان توقف!
ظهره لسه ليها…
لكن كتفه اهتز…
الضحكة اختنقت…
اتحولت لنفس مشروخ…
ثم سكون.
غيت بص لها بذهول
المســـ ـدس كان لسه في إيديها
وصدرها بيعلو وينخفض مع كل نفس مرتبك.
رسلان لف وشه ببطء…
د،م خفيف سال من كتفه…
لكن عينه؟
ما كانتش فيها خوف…
كانت فيها دهشة…
وإعجاب مريض!
همس بصوت مبحوح:
ــ وأخـ ــيرا… اتولدتي!
ثم وقع.
وقع كأن القصر نفسه اتنفض من تحته…
والأرض تشققت.
الزخارف على الجدران بدأت تتحلل.
النور كأنه اتسحب من كل مكان.
والباب…
الباب انفتح بالكامل!
بس مش على طريق الهروب…
كان كأنه بيفتح على شيء تاني.
شيء… مش من الدنيا دي.
غيت بص للباب…
ثم لإيلا…
وقال بصوت كأنه حلم:
ــ انتي… عملتي إيه؟!
إيلا نظرت للمســ ــدس المرتجف في إيدها
ثم للظل اللي بيكبر خلف الباب،وهمست:
ــ ما كنتش ناوية…
بس…
يمكن ما فيش خلاص غير الــ ــدم.
غيت انتزع المسدس من يدها بعنف
ملامحه مشتعلة بالغضب والخوف في نفس الوقت:
ــ إنتي مجنونة؟!
اللي عملتيه ده مش هيكون حريتك…
ده هيكون نهايتك!
إيلا كانت واقفة مكانها، عينيها واسعة
صوتها مبحوح، شبه غايبة عن الوعي:
ــ هو… مات؟
غيت انحنى بسرعة، تفقد نبض رسلان
حط صباعه على رقبته… لحظة صمت، ثم زفر:
ــ لسه عايش.
نادى على الحراس:
ــ نادوا للدكتور فورا!
شيلوه على غرفته… بسرعة!
«بعــــد وقـــــت»
في غرفة هادئة، الضوء خافت…
ورسلان بيرجع لوعيه…
فتح عينه ببطء… وعلى وشه ابتسامة باردة…
غريبة، كأنها مش تعبير عن ألم ولا انتقام…
بل عن راحة شيطــ ـــانية!
بص لغيت، وصوته طالع هامس، لكنه ثابت:
ــ فين إيلا؟
غيت، واقف جنبه، بين الحذر والاستفهام:
ــ عايز تنتقم منها؟
رسلان هز راسه ببطء، وابتسامته بتتسع أكتر
وهو يحط إيده على كتفه، مكان الرصـــ ـاصة:
ــ عايز… أشكرها…!
غيت عقد حواجبه بدهشة:
ــ تشكرها؟
علشان حاولت تقتـــ ـلك؟!
رسلان هز راسه تاني، وقال بنبرة غريبة
ما بين السخرية واليقين:
ــ لأني خلاص… امتلكتها…
دلوقتي…
هي فقدت البراءة اللي كانت بتمنعها تشوف الحقيقة.
لما وجهت الســـ ـلاح لقلبي…
هي تخلصت من اللي كان بيحميها مني!
غيت بصله بتمعن، وكأنه بيربط النقاط:
ــ تقصد إنك كنت بتتعمد تضغط عليها… تكســ ـرها…
علشان توصلها للحظة دي؟
لحظة تتحول فيها لإنسانة شبهك؟
رسلان هز رأسه مرة ثالثة، وقال بهدوء مريب:
ــ كنت عارف إنها هتاخد الخطوة دي…
وعشان كده…
كنت سايب لها المســ ــدس على الترابيزة جنبها.
ابتسامته زادت، وصوته نزل درجة:
ــ أنا ما كنتش عايز أمــ ــوت…
أنا كنت عايزها تمــ ـوت جواها…
وتتولد من جديد… ليا…!
أحد رجالة رسلان يدخل بسرعة
أنفاسه متقطعة، وصوته قلق:
ــ باشا! آيلا… هربت!
رسلان بصوت هادي بس تقيل:
ــ كويس…
غيت مصدوم:
ــ كويس؟! دي هربت! ممكن تروح لأي حد
تفضح كل حاجة!
رسلان بابتسامة باردة:
ــ مش هتقدر.
لأنها حتى لو نطقت… محدش هيصدقها.
لسه ما اكتملتش جرعتها.
غيت بقلق متصاعد:
ــ يعني إيه؟!
رسلان بهدوء قاتل:
ــ يعني لسه مش جاهزة تخرج من تحت جلدي.
هي فاكرة إنها هربت…خليها فاكره انها انقذت نفسها؟
يتجه ناحية الطاولة، ياخد نفس عميق
يلمس مكان الجرح على كتفه:
ــ اللي تضـ ــرب نــ ــار مرة… هتضــ ـرب تاني.
وأنا واثق…
إن أول ما تحس بالضعف…
هترجعلي.
لأن اللي زيي…
بيتزرع في الـــ ــدم… مش في الذكريات.
غيت بعين ضيقة، ونبرة مش فاهمها:
ــ ليه؟ عايزها تبقى زيك… بس علشان تبقى ملكك؟
رسلان نظرة ساخرة:
ــ تفتكر صعب عليا آخد اللي أنا عايزه من إيلا؟
غيت:
ــ ليه مصمم تغيرها؟ تكســـ ــرها؟
رسلان بيقرب، ونبرة صلبة:
ــ علشان اللي حواليا لازم يبقوا شبهي.
زيك كده…
فاكر أول مرة اشتغلت معايا؟
قتلـــ ــت…
وسبت وراك الطفل البريء اللي كان جواك.
ودلوقتي…
جاي تطلب الرحمة لحد تاني؟
أنا بطلب منك…
تقـــ ــتل آخر حتة إنسانية جواك.
غيت نظرة متماسكة:
ــ عايزني أقتــ ــل مين المره دي؟
رسلان بابتسامة قــ ـــاتلة:
ــ نفسك؟!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الارابيسك)