رواية زوجي غريب الأطوار الفصل الثاني 2 بقلم هاجر نور الدين
رواية زوجي غريب الأطوار الفصل الثاني 2 بقلم هاجر نور الدين
رواية زوجي غريب الأطوار البارت الثاني
رواية زوجي غريب الأطوار الجزء الثاني

رواية زوجي غريب الأطوار الحلقة الثانية
_ عفريت يا بابا عفريت!
بمجرد ما قولتها أغمى عليا وبعد ما فوقت لقيتهم كلهم حواليا وأنا على الكنبة وهما بيفقوا فيا، قومت مفزوعة بمجرد ما إفتكرت وقولت بخوف وأنا بشاور لباب برعب على حاتم:
_ أنا شوفت حاتم مرتين وبمظهرين يا بابا، في حاجة غلط فيه.
بصلي حاتم بإستغراب وقلق وقال:
= شوفتيني مرتين ومظهرين إزاي يعني، أنا نايم طول اليوم جوا!
بلعت ريقي وقولت بخوف:
_ لأ أنا سيبتك نايم جنبي وبعدها خرجت الصالة لقيتك قاعد بتتفرج على التليفزيون بكل برود!
إتكلم حاتم بإنفعال وقال وهو بيحاول يخليني أصدقهُ:
= والله كنت نايم متحركتش من مكاني يا فيروز، والله ما بكدب يا عمي!
كنت بصالهُ وهو بيتكلم وأنا خايفة منهُ بجد، أنا مش بيتهيألي ولا أنا عبيطة، أنا شوفتهُ مرتين وفي مكانين مختلفين!
إتكلم بابا وقال وهو بيحاول يهديني:
_ يابنتي ممكن بيتهيألك عشان كل اللي مرينا بيه وإنتِ قلقانة من إمبارح فـ عشان كدا بس.
فضلت بهزّ في راسي بتصميم وقولت:
= لأ مش بيتهيألي أنا متأكدة من اللي شوفتهُ.
إتكلمت فريدة أختي وقالت بملل ونعاس:
_ يابنتي هو إي اللي لأ، إنتِ أول ما صرختي ووقعتي طلعت على طول ليكِ ومكنش في حد في الصالة غيرك والتليفزيون مفصول وإنتِ واقعة على الأرض، قولنالك تهيؤات بسبب الفترة اللي مريتي بيها!
كلامها أقنعني نوعًا ما ولكن برضوا حاسة بحاجة غلط ناحية حاتم، برغم نظراتهُ البريئة بلونها الجديد عليا ولكن برضوا مش مرتاحة ومش متطمنة.
كلهم رجعوا يكملوا نومهم وأنا صممت إني أنام على الكنبة لإني خايفة أنام معاه، إتكلم حاتم وقال بتنهيدة:
_ خلاص يا فيروز مادام خايفة مِني إدخلي إنتِ نامي في الأوضة وأنا هنام على الكنبة المعفرتة دي.
بصيتلهُ بهدوء وتصفح لثوانٍ وفعلًا قومت ودخلت الأوضة وقفلت الباب عليا ونمت بعد حوالي ساعة وشوية من التفكير والخوف.
تاني يوم صحيت وطلعت من الأوضة رايحة التواليت ولقيت حاتم صاحي وبيحضر فطار على السفرة، بصيتلهُ بإستغراب وقولت:
_ إنت بتعمل إي؟
بصلي بإبتسامة واسعة وقال بعيون مليانة حُب:
= بعملنا الفطار يا حبيبتي، صباح الخير.
كان مُشرق ولا كإنهُ لحد إمبارح بس كان واحد ميت ومدفون في تلاجة ميتحملهاش بني آدم نُص ساعة.
بصيتلهُ بحذر ولسة عندي إحساس وشعور عدم الإطمئنان ناحيتهُ، دخلت خدت شاور سريع وخرجت كان بابا وفريدة صحيوا وبعدها قعدنا كلنا نفطر من الفطار اللي عملهُ حاتم، أو شبيه حاتم بقى.
بعد ما خلصنا إتكلمت ووجهت كلامي لحاتم وقولت:
_ إجهز يلا عشان هنروح المستشفى.
قام فورًا ودا اللي أثار دهشتي ودهشة الباقي وزودها أكتر لما قال:
= عيوني يا عيوني، حالًا هبقى جاهز وأروح معاكِ في آي حِتة إنتِ عايزاها.
كنت ببصلهُ بدهشة وعدم تصديق أو إستيعاب للي بيحصل ومتابعاه بعيني بس لحد ما دخل الأوضة وهو مُبتسم وسعيد.
بصيت لبابا وقولت بصوت واطي عشان ميسمعنيش:
_ بابا بجد حاتم من بعد ما رجع وهو غريب، متقوليش إنك مش ملاحظ دا بجد!
إتكلم بابا بعد تنهيدة وقال:
= والله يابنتي ما أنا عارف هو إتصاب في عقلهُ ولا دا من التجربة الصعبة اللي مرّ بيها ولكنهُ أليف يعني مش مؤذي.
بصيت لبابا هو كمان بإستغراب وقولت:
_ أليف ومش مؤذي!
هو كلب يا بابا!
إنتوا كلكم مالكم في إي اليومين دول؟
بعد ما حاتم طلع خدتهُ ونزلنا روحنا المستشفى وهو دخل غرفة الإشاعات وأنا فضلت قاعدة مستنياه برا، مُخي هيُقف من التفكير.
إزاي بني آدم يتوفى ويرجع بعد 3 أيام من وجودهُ في التلاجة!
بسمع دايمًا عن اللي بيرجع من الموت وهو بيتدفن مبلوعة.
لكن حتى لو تشخيص غلط دا يموت من تجميدة التلاجة اللي ميتحملهاش جسم بشري، مش بقول كدا لإني مش عايزاه لأ والله أنا بعشق حاتم، أنا بس خايفة وقلقانة ومش لاقية إجابات.
ميلت بجسمي ودفنت راسي بين كفوف إيدي وأنا بتنهد من كتر التفكير اللي هيقتلني لحد ما سمعت صوت حاتم جوزي، صوت حاتم الحنين الهادي اللي متعودة عليها.
رفعت راسي بسرعة وللمفاجأة مكانش في حد في المستشفى خالص، قومت من مكاني وأنا بتلفت يمين وشمال بإستغراب.
فين الناس، فين الدكاترة والممرضين والمرضى!
مشيت شوية مش لاقية حد حرفيًا في المستشفى!
لحد ما الصوت إتكرر من تاني وقال:
_ تعالي يا فيروز أنا هنا.
قربت شوية من الصوت بخوف وقلق، كان جاي من ممر على إيدي اليمين، فاضي، شكلهُ مُقبض من دون ناس ومع الصوت زاد رعب.
إتكلم من تاني وقال:
_ تعالي يا حبيبتي أنا حاتم جوزك متخافيش تعالي.
مشبت في الممر لإن مكانش قدامي غيرهُ في المستشفى الفاضية دي لحد ما الصوت بقى قريب أوي وجاي من أوضة في الممر.
مسكت مقبض الباب ومترددة أفتحهُ ولا لأ ولكنني خدت القرار وقويت قلبي وفتحتهُ، كانت غرفة عادية مفيهاش حاجة مخيفة ولا حاجة.
غالبًا هي غرفة مريض عادية فيها سرير وأجهزة بس، اللي مكانش عادي هو اللي كان واقف قدام شباك الأوضة دي.
كان حاتم جوزي، إتكلمت بحذر وقولت:
_ حاتم!
لف وبصلي وهو مُبتسم إبتسامة مريحة جدًا وكانت عينيه بُني زي ما هي، إبتسمت وحسيت براحة رهيبة وأنا شيفاه بشكلهُ العادي وريأكشناتهُ الطبيعية.
قربت منهُ وكنت هلمسهُ بس كان في حاجة بتمنعني أقرب منهُ، حاجة زي حاجز غير مرئي، إتنهد بحزن وقال:
= متحاوليش يا فيروز مش هتعرفي تقربي مِني ولا أنا هعرف أعمل العكس.
إتكلمت بتساؤل وأنا شِبه هعيط وقولت:
_ هو إي اللي بيحصل بالظبط يا حاتم، إنت إزاي عينيك رجعت تاني وفين الناس؟
إتكلم بجدية وقال:
= فيروز مفيش وقت لكل دا وإني أشرحلك كل دا، ولكن أنا مش فاهم اللي بيحصل، أو للتوضيح مش فاهم كل اللي بيحصل، بس اللي فاهمهُ إنهُ عايز ياخدك مِني.
بصيتلهُ بإستغراب وقولت بعدم فهم:
_ مش فاهمة، مين دا اللي عايز ياخدني منك؟
إتكلم وهو بيضغط على عينيه بتعب أو كمحاولة لتجميع الكلام وقال:
= أنا.
عقدت بين حواجبي بإستغراب وقولت بتساؤل:
_ إنت عايز تاخدني منك!
إنت بتقول إي؟
جاوبني بتوتر وقال:
= مش هعرف أفهمك كل حاجة دلوقتي يا فيروز بس اللي معاكِ مش أنا، بُصي هو أنا بس مش أنا بالظبط يعني، إممم.
سكت بيحاول يفهمني وأنا سكتت مش فاهمة إي العبث اللي بيتقال دا وقولت بإنفعال ونفاذ صبر:
_ ما تخلص يا حاتم إنت عايز تقول إي بالظبط، اللي معايا دا عفريت ومتلبس جسمك يعني؟
إتكلم بنفيّ وقال:
= لأ مش عفريت، اللي معاكِ أنا بس شخصية تانية.
كنت بصالهُ بنظرة فارغة مش شايلة حاجة غير عدم الفهم والتعجب وقولت بتساؤل من تاني:
_ جن، شيطان، شخص من عالم موازي!
كان بينفي لحد ما جيت عند الحِتة الأخيرة وقال بإبتسامة:
= حاجة زي كدا، شخص من عالم موازي شاطرة، بس الشخص دا هو أنا برضوا، أنا عرفت إن العالم اللي إحنا فيه ليه 3 أبعاد متوازية وكل واحد فينا بيعيش بشخصية مختلفة بُناءًا على إختلاف البيئة اللي إتربى فيها والحالة الإجتماعية والمادية وخلافهُ ولكن أنا هو وهو أنا، يعني إحنا شخص واحد، فـَ هو فقد زوجتهُ في الحياة اللي هو فيها وعمل معايا حاجة زي إتفاق عشان يعيش معاكِ لإن إنتِ برضوا كنتِ زوجتي هناك، ولكن هو مجبهاليش كدا أكيد إوعي تفكري إني إستغنيت عنك حتى لنفسي أنا أفضل الموت، هو جابهالي من ناحية إنهُ هيساعدني أتنفس من جديد عشان أكمل حياتي معاكِ.
كنت بسمعهُ ومش فاهمة ولا كلمة بتتقال، مش بقاطعهُ، مجرد بس بسمع، ضحكت بسخرية وقولت:
_ حبيبي إنت تعبان، عملوا فيك حاجة جوا ولا دا تأثير الإشعاعات اللي دخلت عليها ولا إي؟
إتكلم حاام بإنفعال وقال بتأثُر:
= يا فيروز إسمعي مِني قولتلك أنا معنديش وقت، أنا وقتي اللي ممكن أشوفك فيه طول ما هو فاقد للوعي أو نايم المهم مخهُ يبقى فاصل، أنا قدامي دقيقة واحدة بس وهو هيفوق وهختفي خالص ودا هيبان حلم.
سكتت شوية وقولت بتساؤل:
_ إنت اللي كنت قاعد على الكنبة بالليل؟
إبتسم بأمل إني أصدقهُ وهزّ راسهُ بحماس وقال:
= أيوا وكنت هتكلم معاكِ لولا إنك صرختي وصحتيه.
إتكلمت بخوف وقولت:
_ يعني إي، يعني كان إحساسي صح، طيب أنا هعمل إي دلوقتي، أهرب منهُ ولا أمشيه من البيت ولا إي بالظبط؟
إتكلم حاتم بنفيّ قاطع وتحذير وقال:
= لأ إوعي تعملي حركة غبية أو تفهميه إنك عرفتي حاجة، إوعي يا فيروز، أنا محبوس في مكان محدش يعرفهُ غيرهُ وهو الوحيد اللي بإيديه يخرجني منهُ، تعاملي عادي لحد ما نشوف هنعمل إي.
إتكلمت بتساؤل وقولت وأنا حاسة بضياع:
_ يعني هنعمل معاه إي دا يعني، هنعملهُ جلسة صرف أرواح!
لسة بمسح على وشب من القلق والخوف لقيت حاتم مُبتسم وقال:
= جدعة، جلسة صرف وتحضير أرواح!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية زوجي غريب الأطوار)