روايات

رواية فتيات القصر الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم اسماعيل موسى

رواية فتيات القصر الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم اسماعيل موسى

رواية فتيات القصر البارت الرابع والثلاثون

رواية فتيات القصر الجزء الرابع والثلاثون

فتيات القصر
فتيات القصر

رواية فتيات القصر الحلقة الرابعة والثلاثون

“” كانت راما دي فلور قد أمضت الساعات الطويلة في الحديقة الشرقية للقصر، بين أسرّة اللافندر الذابل وأطراف شجيرات الخزامى الشاحب، تجمع ما تبقّى من بتلاتٍ قابلة للاستخلاص ،العطر الأخير الذي حاولت تركيبه انهار كعادته — فقدت الرائحة عمقها بعد لحظات، كجملة شعرية تنكسر عند نهايتها.
“” في ساعة متأخرة، عادت راما دى فلور إلى غرفتها ،المصباح الزيتي وُضع حيث تركته، والكتب تراكمت فوق بعضها كما هي.
لكن على الطاولة الخشبية… وبدون أن تدري كيف… استقرت هناك زهرة.
زهرة غريبة، لم تكن واحدة من زهور القصر، ولا من الأزهار التي تحتفظ بها في قواريرها الزجاجية المحكمة
بتلاتها داكنة، بلون البنفسج العميق المتداخل مع خيوط فضيّة دقيقة، وكأنها أهداب ضوء عالق في زهرة.
اقتربت راما. لم تجد رسالة. ولا أثر لمَن جاء بها.
فتشت الغرفة، النافذة مُحكمة،بابها كان مغلقًا من الداخل.
ظلت تحدّق فيها. زهرة لا تحمل اسمًا.
لم تجرؤ على لمسها في البداية.
الرائحة التي انبعثت منها، لم تشبه أي شيء عرفته من قبل.
لم تكن مثل عنبر متحلل، ولا مثل مسك عتيق، ولا رائحة ندى كانت أشبه بـ عبق ظلٍ رطب بعد العاصفة.
أحسّت بشيء عميق في قلبها، كما لو أن فراغًا غامضًا كان ينتظر هذه اللحظة.
حاولت استعادة خطواتها.
من دخل؟
كيف وضعت على طاولتها، فوق دفتر وصفاتها مباشرةً؟
لا أحد، لا لارينا،ولا الخدم.
وضعتها راما في قنينة بلّورية صغيرة. وسمتها على الفور:
> “فلوريس نومبرا” — زهرة الظل الكامن.
رغم أن يدها لم تتأكد، إلا أن قلبها أملى الاسم.
عرفت بغريزتها، التي لم تخطئ يومًا في الزهور، أن هذه القطيفة الداكنة الصغيرة هي القطعة الناقصة فى تحفتها
ثم أشعلت مبخرتها، بدأت التقطير.
وراحت الرائحة تتبدل تدريجيًا — حتى تلاشت كل الرؤى القديمة للعطور السابقة،لم يكن عطرا بعد. لكنه شيء آخر…
أشبه بتجسيد الهمس.
< رغم أن راما دي فلور أمضت تلك الليلة في معملها تغلي وتقطر، تخلط قطرات من فلوريس نومبرا مع مقطرات رحيق اللافندر المحترق ومسحوق سيرافين الباردة، وحين لاحظت كيف ارتجف الهواء من حول القنينة ساعة اكتمل المزيج — لم تشعر بالنصر، بل شعرت بما يشبه خيبةٍ هادئة.
رائحة العطر، عند اختباره، جاءت أثيرية — ناعمة كخيط دخان يتسلل من شق في جدار معبد قديم.
أقرب إلى أثر حلم قديم تستيقظ منه ولا تتذكر تفاصيله.
كان فيها شيء، لكن راما، المثقلة بيقينها القديم أن العطر الحقّ لا يخون صاحبه — لم تطمئن.
<<< سارت في الغرفة ذهابًا وإيابًا ،دوّنت في دفترها:
> “الرائحة ناعمة… رقيقة… لكن بلا وطأة، بلا أثر ثقيل في القلب ،كأنها ظل فكرة، لا الفكرة نفسها.”
ووضعت الزجاجة الزرقاء الداكنة، محكمة السدادة الفضية، على الرف الرابع — بين قنينتين ارجوانيتين أخريين من تجارب سابقة.
لم تمنحها اسمًا ،ولا رقمًا، ولا حتى لقبآ
ولا حتى سطراً في قائمة التجارب الواعدة.
<<<<. مضت بعدها لأيام تنهمك في اختبارات جديدة،
تعود للقوارير القديمة، للمسودات المهترئة، للأعشاب الذابلة.
ورغم أن كل وصفة جديدة كانت تخذلها من اللحظة الأولى — لم تنتبه قط أن الزجاجة المهملة على الرف، كانت تحمل في داخلها العطر الذي ظلّت تطارده لسنوات.
ذاك العطر ،الذي كانت رائحته تحمل الأثر الذي لا يُقاوم.
ذلك الذي لا يشمّه المرء بل يتغلغل في دمه.
<<<< والسيد — بطريقته الصامتة، وعيونه التي لا تنام — كان يراقب رفوفها من بعيد لم يلمسها، ولم يعبث.
لكنه لمح تلك الزجاجة ذات السدادة الفضية.
<<<. كانت لارينا عينة الوفيه اول من نقل الخبر للسيد ، لوحظت قنينة عطر جديده بسداده فضيه على احد ارفف العطر الخاص براما دى فلور ،تقول عيوننا ان راما لم تستخدم ألعطر الجديد وانه ربما بلا فائده.
ابتسم السيد، لكنه اعتاد أن لا يترك شىء للحظ ،رمق ألعطر أثناء مروره بعيون خبيره لم يدخل غرفة راما، قوانينه الخاصه تمنعه دخول غرفتها ،تأمل السيد القاروره بتركيز شديد وفى اخر لحظه وضع ثقته فى عقل راما لو كان ألعطر المنتج هو المنتظر لما تأخرت راما فى استخدامه عليه شخصيآ ،لا يمكنها ان تضيع الفرصه ،ثم استدار وعاد إلى غرفته وهو يشعر بالأحباط، ربما رفع من شأن راما أكثر من الأزم، وأكثر ما كان يزعجه ان فكر ان تكون راما دى فلور ذات يوم خصمآ له، الان عاد الى غرفته بمزاج سيء، راما دى فلور لا تختلف عن الأخرين، انها مجرد طالبه مجتهده.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية فتيات القصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock