رواية اوجاع الماضي الفصل الثاني عشر 12 بقلم سلوى عوض
رواية اوجاع الماضي الفصل الثاني عشر 12 بقلم سلوى عوض
رواية اوجاع الماضي البارت الثاني عشر
رواية اوجاع الماضي الجزء الثاني عشر

رواية اوجاع الماضي الحلقة الثانية عشر
ليبرم عبدالرحيم شنبه ويبتسم:
ـ أيوه كده… البت الملوّنة الجمر ديه هتبجى مراتي، والله شكلها أحلى من كل اللي اتجوزتهم.
عجور:
ـ اصبر بجا يا واد خالتي، لما أتفج معاها.
يتوجه عجور بالكلام لملك:
ـ اسمعي حديثي كويس يا عروسة.
ملك:
ـ نعم، خير، في إيه؟
عجور:
ـ في عيل جاي من مصر، اسمه حامد عز المحمدي، عاوزك تشاغليه، معرفش كيف، المهم يوجع في غرامك.
ملك باستغراب:
ـ وأنا هعرفه إزاي ده؟ عبدالرحيم بت نبيهة وبتفهم.
عجور:
ـ بصي يا حلوة، يا عروستي، الواد ديه ولد أخوي، بس أنا بكرههم كلهم، وعاوزك تخليه يعشجك ويبجى مدمن مخدرات، وبعد كده تفوتيه ونتجوزو.
ملك:
ـ أيوه… بس أنا هعرفه إزاي برده؟
عجور:
ـ ما إنتي مش بتجولي إن بتك الهام ممكن تساعدنا؟
يضحك عبدالرحيم:
ـ آه، أصلها طالعة زَيّي.
عجور:
ـ تمام، اتصل عليها وقولها إن في واحدة من طرفك هتكلمها، واديها ملك، وبعد كده خد التليفون وفهمها.
عبدالرحيم:
ـ أفهمها إيه؟
عجور:
ـ أقولك أنا… هيا هتقول إنها صاحبتها اللي اتعرفت عليها من النت، وهتيجي الصعيد زيارة، وبكده ملك هتجعد في البيت حداكم وتشاغل حضرة الظابط.
عبدالرحيم:
ـ والله برافو عليك يا عجور.
عياش:
ـ فهمتي الكلام يا ملك ولا لأ؟
ملك:
ـ آه فهمت، بس بنتك هتبقا عارفة أنا رايحة ليه؟
عبدالرحيم:
ـ عادي، علشان تساعدك.
ملك:
ـ وأنا ماعنديش مانع.
عبدالرحيم:
ـ بس اوعي تحبي الواد ديه، متنسيش إن أنا عريسك.
ملك:
ـ أكيد طبعًا، إنت اللي عريسي.
ملك:
ـ بس كده… أنا هحتاج موبايل، عشان تليفوني بايظ.
عبدالرحيم:
ـ من النجمة ييجي أغلى تليفون لست البنات.
عجور:
ـ والله بت مرتك شكلها هتنجح وتوجع الظابط.
عياش:
ـ أمال إيه! تربية إيدي.
ملك:
ـ بس كده؟ ده أنا هخليه مدمن مخدرات إنما إيه!
عجور:
ـ اتصل ببتك ياله.
ليتصل عبدالرحيم على الهام
الهام:
ـ إيه يا أبوي؟ فينك إنت؟ هتهمل كل حاجة كده لعز ديه وعياله؟
عبدالرحيم:
ـ اسمعي زين، في واحدة من طرفي هتكلمك، افهمي منها واعملي اللي تقولك عليه، وخدي كلميها الأول عشان تتعرفي عليها.
الهام:
ـ مين ديه؟
عبدالرحيم:
ـ بعدين… كلميها واتعرفي عليها دلوقتي، وبعدين هي هتكلمك من تليفونها… خدي يا ملك كلمي الهام بتي.
—
وننتقل إلى منزل عبدالكريم:
عواطف:
ـ مالك يا جلبي، مين مزعلك؟ وفين براهيم؟
عبدالكريم:
ـ جاعد مع حامد الصغير.
عواطف:
ـ طيب وشك مغبّر كده ليه؟
عبدالكريم:
ـ الزفت عبدالرحيم بيعايرني بجلّة الخلف، وكمان بيقول لي: يا فجي، يا اللي بتجري ع التُرب.
عواطف:
ـ بس كده؟ وهو حد بردك ياخد عليه المهوي ديه؟ إذا كان عالخلفة… شكلي كده هسمعك خبر زين جريب. وإن كان ع شغلتك القديمة… لا عيب ولا حرام، مش أحسن منه وهو داير ورا البنات الصغيرين؟ لا شغلة ولا مشغلة! وبعدين إنت دلوقتي بجيت صاحب أملاك… وجلة الخلف مش منك، ديه من أخته العاجر. لكن إنت سيد الرجالة كلهم.
عبدالكريم:
ـ صوح يا عواطف…
عواطف:
ـ وإنت ما تعرفش قيمتك؟ إياك!
عبدالكريم:
ـ ربنا يخليكي ليا يا عواطف، ويخليكي لي يا سيد الرجالة.
عبدالكريم:
ـ طيب، اعملي لنا لجمة زينة لحسن أنا جعان جوي.
عواطف:
ـ من عيني.
—
أما في جناح الهام، بعد ما قفلت التليفون مع ملك، جلست تفكر وتحدث زوجها:
الهام:
ـ بقولك إيه يا عابد؟ إحنا لازم نوجف جار أبوي.
عابد:
ـ أبوكي اللي معادي الكل!
الهام:
ـ اسمع بس، إحنا ناخد كل واحد على عَجلة ونفهمه إننا معاه… بكده نكسب أكتر.
عابد:
ـ والله طلعتي بتفهمي يا الهام.
—
أما في الأسفل، نجد إكرام تتحدث إلى والدها:
إكرام:
ـ مش عارفة يا أبوي، إزاي عبدالكريم مييجيش لحد دلوقتي يسلم على عز؟
والدها:
ـ جاه… بس اللي منه لله، حرج دمه بالكلام خلاه يمشي زعلان.
إكرام:
ـ أكيد عبدالرحيم…
والدها:
ـ هو فيه غيره يا بتي؟ وش أذية.
إكرام:
ـ طيب، عن إذنك يا أبوي، أنا لازم أروح لجوزي أطيب خاطره بكلمتين.
والدها:
ـ روحي يا بتي، وخدي براهيم واد عواطف معاكي، كان بيلعب مع حامد واد شمش.
إكرام:
ـ حاضر يا أبوي.
والدها:
ـ بس معلش يا بتي، متعوجيش، عشان أمك ما تقدرش توقف مع الشغالين، وصافيه بت عمك يادوبها، وعدد عيلة الهام كبير، والبيت معبّي ناس.
إكرام:
ـ دايمًا البيت مفتوح بحسك يا أبوي. حاضر، هروح أطيب خاطره ومش هعوج.
لتخرج إكرام من المنزل متجهة إلى الجنينة وتنادي على إبراهيم:
إكرام:
ـ تعال يا براهيم أروحك.
إبراهيم:
ـ حاضر يا خالة.
حامد الطفل:
ـ إنتي ماشية يا عمة إكرام؟
إكرام:
ـ لأ، أنا رايحة وراجعة تاني.
حامد:
ـ أجي معاكي وأعاود معاكي تاني؟
إكرام:
ـ طيب، خش خد الإذن من جدك الكبير.
ليدخل حامد الطفل ويخرج:
ـ ياله يا عمة، جدي قال لي روح.
إبراهيم:
ـ تعرفي يا خالة؟ أنا بحبك جوي، وكمان بحب عمي عبدالكريم، أصل هو قال لي أجوله “يا أبا”، بس جدام الناس أجوله “يا عمي” عشان أنا يتيم.
إكرام بحنان:
ـ وماله يا ولدي…
—
أما في جناح شمس:
شمس يفتح عينيه:
ـ ياه… أنا نمت كتير.
روضه:
ـ مش كتير جوي.
شمس:
ـ ومن ساعتها وانتي قاعدة كده؟
روضه:
ـ وماله يا نور عيني، أهم حاجة إنك تبقى مرتاح.
شمس يبص ع الساعة:
ـ تلت ساعات وأنا نايم؟ كنتي صحيتيني، ظهرك هيوجعك من القعدة.
روضه تلمس شعره بحنان:
ـ ومين يتعب ف قرب الحبايب؟ راحتي وراحة قلبي ف قربك.
شمس بحب:
ـ تعرفي يا روضه؟ أنا بتنفس حبك… قلبي وعقلي وروحي كلهم عشجانك.
روضه:
ـ طب ما جوعتش؟
شمس:
ـ والله حبك وحنانك شبعوني.
روضه:
ـ طيب أنا جعانة.
شمس:
ـ أخليهم يطلعوا الأكل حالًا.
روضه:
ـ لأ، نفسي أجعد مع البنات، وكمان نسمه خيتى من وقت ما جات جعدت معايا حبة صغيرين، عاوزه أشوفها، لحسن انت عارفها مجنونة، لا حد يضايق منها.
شمس:
ـ والله خيتك ديه تجنن محافظة بحالها.
تضحك روضه:
ـ أنا هطلعلك غيار على ما تتسبح، وأنا كمان أستحمى، وننزل نشوف الناس ونجعد معاهم.
شمس:
ـ أوامرك يا قلب شمش.
—
ونرجع تاني… في منزل عبدالكريم، كانت إكرام وصلت وهو بيتغدى مع عواطف. تدخل إكرام بغضب:
إكرام:
ـ من ميته يا عواطف؟ بتجعدي وتاكلي مع عبدالكريم؟! وكيف جاعدة جدامه بملابس البيت الشفافة ديه؟!
عبدالكريم يحاول يهدّي:
ـ أنا اللي قلتلها تجعد تاكل معايا… خبر إيه يا إكرام؟ عواطف ديه زي أختي الصغيرة، يعني لو مكشوفة… أغطيها! البنية كتر خيرها، لما لجيتني داخل البيت، ما شفتش جدامي من اللي عمله أخوكي فيا وكسر نفسي… سندتني وحطتلي الأكل، يعني لولاها… الله أعلم كان جرالي إيه. وإنتي بدل ما تطمني على جوزك… جاية تتحججي؟!
إكرام بتهته:
ـ أنا… عبدالكريم… إنت إيه بجا؟ بعد العمر ده كله… تشكّ فيّا؟ والله عالي… أخوكي يمسح بكرامتي الأرض… وإنت تشكّ فيّا؟
عواطف تمثل البكا:
ـ أنا غلطت إني سمعت كلام حضرتك يا عم الشيخ..
…
—
إكرام:
ـ معلش يا عبدالكريم… حجك عليّا.
(وبتبص لعواطف)
ـ وانتي كمان يا عواطف… سامحيني يا بتي، مخي كان مندار من عمايل عبدالرحيم.
عبدالكريم بنبرة فيها خبث:
ـ ربنا يسامحه… على كسر النفس اللي أنا فيها.
إكرام بنبرة طيبة ومكسوفة:
ـ معلش يا عبدالكريم… أنا لازم أروح بيت أبوي، عشان جالي أجعد حداهم للضيوف اللي جايين لعز أخويا.
عبدالكريم:
ـ روحي انتي يا بتي، عشان أبوكي ما يزعلش.
عواطف تقوم تقف بأدب:
ـ عن إذنكم.
إكرام بسرعة وهي بتحاول ترد لها الجميل:
ـ لا والله، اجعدي… كملي وكلك يا عواطف، عشان بس حضرتك متزعليش.
عواطف تبتسم بخجل:
ـ له يا بتي، وابجي تعالي ساعدينا، عشان أبويا هيعمل ليله كبيرة لضيوف عز.
عبدالكريم:
ـ ربنا يكتر أفراحكم… روحي انتي، عشان ما تتعوجيش.
تخرج إكرام وهي بتلوم نفسها في سرها:
ـ أنا إيه اللي جرالي؟ كيف أزعل عبدالكريم مني؟ الراجل الطيب اللي استحملني وأنا مبخلفش، وعمره ما زعلني! وكمان عواطف الطيبة اللي خدماني؟
أنا لازم أجيب لها هدية أرضّيها بيها.
—
أما في بيت عبدالكريم، بعد ما خرجت إكرام، عواطف تضحك بخفة وتقول:
ـ الحمد لله إنها ما لاحظتش حاجة.
ثم تلتفت لعبدالكريم:
ـ بس بجولك إيه… أنا عاوزة بيت ليا لوحدي، أنا مش عارفة أجعد معاك براحتنا.
عبدالكريم وهو بيهز راسه:
ـ من عيني يا عواطف… حاضر.
عواطف تكمل:
ـ وكمان عشان لما ولدك ييجي، يلجى أمه عندها بيت لحالها.
عبدالكريم بابتسامة فيها أمل:
ـ يسمع منك ربنا يا رب.
—
أما في بيت الحج حامد…
شمس نازل من فوق مع زوجته روضه، فبيقول:
ـ انتي لساكي جاعدة يا نسمه؟!
جميلة ترد بحماس:
ـ نسمه هتقعد معانا هنا، وكمان أدهم أخويا خطبها.
روضه بفرحة:
ـ جد والله؟ ألف مبروك يا نسوم!
شمس وهو بيضحك:
ـ الله يكون في عونه على جنانها.
جميلة بابتسامة بريئة:
ـ ممكن يا روضه نبقى أصحاب؟
روضه وهي فرحانة:
ـ ده أنا يشرفني إن الجمر ديه تبقى صاحبتي.
لتنزل عليهم الهام وهي بتتكلم بلهجة مستفزة:
ـ جرا إيه يا بتي؟! انتي طايحة في البيت كأنه بيت اللي خلفوكي؟!
وبعدين روضه مبتصاحبش حد، ولا إيه يا روضه؟
روضه بترد بحذر:
ـ اللي تشوفيه يا الهام…
شمس بتعجب:
ـ مالك يا الهام؟ بيهم إيه اللي مزعلك؟
وبعدين روضه براحتها.
تنظر الهام لروضه بنظرة فيها تهديد… نظرة أفزعتها، كأنها بتقول “لو اتكلمتي… أنا هفضحك”.
روضه تهدّي الموقف بسرعة:
ـ الهام خيتك… متزعلهاش يا شمش.
جميلة تتكلم بصدق:
ـ بقولك إيه يا الهام؟ انتي كرهاني ليه؟ وليه سودة من جوه كده؟
الهام بسخرية:
ـ قصدك إني بغير منك؟
له يا حبيبتي… انتي ولا تفرجي معايا، يا صفرا!
نسمه تتدخل بضحكة ساخرة:
ـ بجا ملكة الجمال ديه صفرا؟!
طيب بصي في المراية قبل ما تتكلمي!
روضه بحدة:
ـ بطلي قلة أدب يا نسمه… وروحي البيت، ياله!
نسمه بدموع:
ـ انتي بتطرديني يا خيتي؟
روضه بجمود:
ـ أي حد يزعل الهام… يبقى زعّلني أنا.
شمس يعترض بهدوء:
ـ عيب يا روضه… نسمه خيتك، وضيفتنا.
فجأة يدخل الجد بصوته العالي:
ـ إيه ده؟ إيه الصوت العالي ده كله؟!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية اوجاع الماضي)